02 - 10 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 6481 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عقيدة انتقال مريم إلى السماء تستند عقيدة انتقال السيدة بنفسها وجسدها إلى السماء وتمجيدها على ثلاث نقاط :1- إيمان الأجيال المسيحية بهذه العقيدة الذي ورثته عن الرسل والآباء منذ الأزمنة البعيدة. وهو ما يُسّمى بالرأي العام في الكنيسة ، أو التقليد اللاهوتي. 2- الحجج اللاهوتية التي نستنتجها من عقيدة أمومة مريم الإلهية. 3- سلطة الكنيسة التي لا يمكن أن تَغش أو أن تُغش لأن مؤسسها الإلهي قد وعدها بأن يكون معها إلى منتهى الدهور ( متى 28: 20 ) . إذًا، ليس للعقيدة الكنسية بانتقال العذراء إلى السماء أية شهادة تاريخية مقبولة لدى العلماء. وليس هناك أيضًا أي دليل كتابي مباشر لهذه العقيدة. إلاّ أن آباء الكنيسة وكتّابها ومُفسِّري الكتاب المقدس رأوا في الأسفار المقدسة ذكرًا لامتيازات مريم بطريقة مُبطَّـنة. ويَستخلص أحد الكُتّاب, فيقول: "مَن يقوى حتى على الظن بأن تابوت العهد, مسكن الكلمة, هيكل الروح القدس قد انهار أو يكون ممكناً أن هذا الجسد العُذري الذي ولَدَ الإله, وغذّاه بلبن صدره, وحمله على ذراعيه يسقط رمادًا أو يُترك فريسة للدود...". لذا استنادًا إلى إيمان الكنيسة بمكانة العذراء مريم, وجّه قداسة البابا بيوس الثاني عشر رسالة في الأول من أيار عام 1946 إلى أساقفة العالم بأسره مستأنسًـا برأيهم ورأي المؤمنين بصدد عقيدة انتقال السيدة بنفسها وجسدها إلى السماء, وإذا كان من المناسب إعلان هذه العقيدة عقيدة إيمانية. فتهلّل العالم الكاثوليكي, وتقبّل معظم أساقفته ومؤمنيه البادرة البابوية بفرح ٍ عظيم. مما حمل اللاّهوتيون على الانصباب باهتمام ٍ بالغ لدرس هذه القضية. وبعد أربع سنوات من البحث والدرس والصلاة, صرّح البابا في 30 تشرين الأول عام 1950 لأكثر من 500 من رؤساء الدين, قبل إعلان هذه الحقيقة عقيدة إيمانية: " بما أن الكنيسة الكاثوليكية بأجمعها لا يمكن أن تَغش ولا أن تُغش إذ أن معلّمها بالذات قال لرسله: "هاءنذا معَكم طوالَ الأيام إلى نهايةِ العالم" ( متى 28: 20), ننتهي حتماً إلى القول بأن حقيقة انتقال البتول التي يؤمن بها الرعاة والرعية بثبات واستمرار هي مستوحاة من الله ويمكن أن نحدّدها بسلطاننا السامي." وفي احتفال مهيب ضم 500 ألف نسمة في كنيسة القديس بطرس وساحتها, أعلن البابا في الأول من تشرين الثاني عام 1950, انتقال العذراء مريم بنفسها وجسدها إلى السماء في حياتها الأرضية عقيدةً إيمانية تُلزِم الضمير المسيحي. وقد ترك قداسته للتطور العلمي البت في قضية موتها وقيامتها. وهذه صورة تحديد العقيدة "Munificentissimus Deus" : "لمجد الله القدير الذي أغدق في سخاء عطفه الخاص على العذراء مريم ولمجد ابنه, ملك الدهور الحي قاهر الموت والخطيئة, وزيادةً في مجد أمُه المعظَّمة, وإعلاءً لشأن الكنيسة جمعاء وحريتها, نُعلن بسلطان سيدنا يسوع المسيح, والرسولين بطرس وبولس, وسلطاننا الخاص, ونصرِّح ونحدِّد أن مريم المنّزهة عن الخطيئة الأصلية, أم الله الدائمة البتولية, والتي رُفعت بالنفس ِ في نهاية حياتها إلى مجد ِ السماء". وكان البابا بيوس الثاني عشر, حينما أعلن عقيدة انتقال البتول, قد ميَّز بين الموت وفساد القبر, فقال: "إن السيد المسيح انتصر على الخطيئة والموت" وهكذا "فإن الذي تجدّد روحيًا بسر العماد ينتصر بالمسيح ذاته على الموت والخطيئة, ولكن, حسب القاعدة العامة, يأبى الله أن يمنح الأبرار كمال الانتصار على الموت إلاّ بعد نهاية العالم. ولذلك تتعرّض أجسادهم بعد الموت للانحلال ولا تعود إلى الاتحّاد بنفوسها الخاصة إلاّ في نهاية العالم. ومع ذلك فقد شاء الله أن يُنحّي البتول من هذه القاعدة العامة. بفضل إنعام خاص انتصرت العذراء مريم على الخطيئة حيث وُجدت بريئة من الدنس وبالتالي لم تخضع لشريعة الفناء وفساد القبر ." وهذه العقيدة حقيقة ثابتة وإيمانية راسخة. هذا وقد ميّزت الكنيسة بين صعود يسوع وانتقال مريم. فالصعود خاص بالسيد المسيح الذي صعد إلى السماء بقدرته الإلهية. وانتقال مريم يعني أن الله رفعها إلى السماء بنفسها وجسدها, ولم يمضِ زمن طويل على رقادها وقيامتها المجيدة. أما عيد السيدة (عيد الانتقال) فهو أحد أكبر الأعياد في الكنيسة. وأمّا نظام ما يُقال عنه "صيام السيدة" فهو على الشكل التالي بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية: قِطاعة اليوم الأول والرابع عشر من شهر آب (ما لم يقعا يوم أحد), وكل يوم أربعاء وجمعة من أول آب إلى 14 منه باستثناء يوم عيد تجلّي الرب في السادس من آب. وهذا هو ما يُقال صيام السيدة. وتضيف بعض الكنائس: صوم حتى الظهر وقطاعة النهار كله يوم 14 آب وهو ما يُقال بيرمون عيد السيدة. أما أصل هذا العيد فهو غامض؛ فقد بدأ في القدس, بحسب زعم الكاتب رينان, ويرجع الاحتفال به إلى ذكرى سنوية لتدشين كنيسة للعذراء شيّدتها سيدة رومانية تُسمى ايكاليا, بين القدس وبيت لحم, في المكان الذي توقفت فيه مريم, بحسب تقليد قديم لتستريح فيه من عناء الطريق قبل متابعة مسيرها إلى بيت لحم لتلد الطفل المخلص, فاعتُبرت هذه المحطة التي استراحت فيها منطقة مقدسة. احتـُفـِلَ بهذا العيد في القدس وفي أماكن كثيرة قبل نهاية القرن الخامس. في فلسطين اُحتـُفـِلَ به في 15 آب. أما في مصر فقد احتـُفـِلَ به في 18 كانون الثاني. واتبّعت فرنسا الكنيسة المصرية في الاحتفال به في التاريخ نفسه إلى أن عمّمَ القديس غريغوار أسقف تور ( 542 ? 593 ) العيد في تلك البلاد في 15 آب. أما في الكنيسة اليونانية, فالبعض منهم يحتفل به كما في التقويم المصري في 18 كانون الثاني, وقد عيّدت البطريركيات الأنطاكية لهذا العيد منذ منتصف القرن السادس في 15 آب على نحو السريان، ولما جاء الإمبراطور موريس (582 - 602) أمر بأن يـُحتفل بعيد انتقال السيدة في 15 آب في المملكة البيزنطية. وهكذا عم الاحتفال بهذا العيد في 15 آب من كل سنة بين 588 و602. وانتقل العيد إلى الغرب. فأدخله البابا ثاودوروس الأول (642 -649) وهو أصلا ً من الإكليروس الأورشليمي. ثم أمر البابا سرجيوس الأول (687 - 701) في عهد حبريته بأن يقوم المؤمنون بتطواف من كنيسة القديس أدريانوس إلى كنيسة القديسة "مريم الكبرى" في روما. ووضع مجمع مانيس (813) عيد انتقال البتول بين أعياد البطالة الرسمية. ونقلت فرنسا هذا العيد من 18 كانون الثاني إلى 15 آب وسمته بعيد الانتقال بدلا ً من عيد الرقاد. ثم جعله الإمبراطور شارلمان سنة 813 من أعياد البطالة الرسمية في مملكته. وأعلن الملك لويس الثالث عشر عام 1638 بأن البتول هي "حامية المملكة"، وهكذا أصبح عيدًا وطنيًا للدولة الفرنسية. |
||||
02 - 10 - 2014, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 6482 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتقال العذراء مريم بالنفس و الجسد إلى السماء 15 آب / أغسطس لا يعطينا الكتاب المقدس أية معلومات عن انتقال العذراء مريم بالنفس و الجسد إلى السماء، و لكنّ الإصحاح الثاني عشر من سفر الرؤيا يتحدث عن امرأة عالقة في معركة بين الخير و الشر. فالإيمان بأنّ العذراء مريم بعد وفاتها بفترة قصيرة قد نُقلت إلى السماء بالنفس و الجسد هو جزء من تعليم الكنيسة الكاثوليكية منذ القرون الأولى للمسيحية. إنّ إيمان المسيحيين الأوائل بانتقال العذراء مثبت من خلال عدم وجود ذخائر لها، القبور الفارغة، وجود قصص عن انتقال العذراء، و اقتباسات من المسيحيين الأوائل. أصبح انتقال العذراء عيداً تحتفل به الكنيسة في 15 آب/ أغسطس من كلّ عام، و هو يذكرنا بالمقام الرفيع الذي رفعت إليه الكنيسة هذه المرأة المميزة. إنّ تعليم الكنيسة عن أنّ العذراء مريم في نهاية حياتها قد نقلت بالنفس و الجسد إلى السماء قد أعلنه البابا بيوس الثاني عشر عقيدة في الكنسية و ذلك في إرشاده الرسولي في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1950 بحضور 500000 شخص في ساحة القديس بطرس في ذلك اليوم. إن لاحتفالنا بانتقال مريم العذراء بالنفس و الجسد إلى السماء هدفان: الأول هو احتفالنا بمغادرتها السعيدة لهذه الحياة على الأرض، و الثاني هو احتفالنا بانتقال جسدها إلى السماء. فنحن نؤمن إيماناً ثابتاً بأنّ السيدة العذراء كانت بريئة من كلّ خطيئة بما في ذلك الخطيئة الأصلية منذ اللحظة الأولى للحبل بها بنعمة خاصة من الله القدير.و قد خاطبها الملاك جبرائيل " ممتلئة نعمة"، "مباركة في النساء"، و التي " الربّ معها." توفيت العذراء مريم عام 48م و كان لها من العمر 59 عاماً. و كان لديها الوقت الكافي لتودّع جميع الرسل قبل وفاتها. أخذ الرسل المفجوعون جسدها و وضعوه في قبر قرب القبر الذي كان جسد يسوع قد وضع فيه ، و قاموا بلفّ الجسد بكفن أبيض و وضعوه في القبر. و لكنّ جسد مريم لم يبق هناك، فقد جاء إليها يسوع و أخذ جسدها و نفسها إلى السماء لتكون معه. لا نعلم بدقة مكان و ظروف وفاة العذراء مريم، أحد التقاليد يقول أنّها توفيت في أورشليم، بينما يشير تقليد آخر إلى أفسس التي يقال أنّها قد عاشت فيها لفترة وجيزة قبل وفاتها. انتقال العذراء مريم أيّها الآب السماوي، لقد كانت العذراء مريم بريئة من كلّ خطيئة لتحمل ابنك في أحشائها، و عندما انتهت حياتها على الأرض، منحتها جسداً ممجداً و رفعتها فوراً إلى السماء. أسألها أن تصلّي من أجلي كي أتقبل حالتي الجسدية و أقدّر الجسد الذي وهبتني إياه فيما أقاوم شهوات الجسد. لا تدعني أدمر هيكل الروح القدس هذا بالكسل، بالعادات المؤذية، بالإدمان، و بعدم الطهارة فيكون جسدي في ساعة موتي على أفضل استعداد لينال مكافأته السماوية. يا قديسة مريم، صلّي لأجلي الآن و في ساعة موتي. آمين. |
||||
02 - 10 - 2014, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 6483 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عظة البابا لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء
بقلم: بندكتس السادس عشر تحتفل الكنيسة اليوم بإحدى أهم أعياد السنة الليتورجية المكرسة لمريم الكلية القداسة: عيد الانتقال. في ختام حياتها الأرضية، انتقلت مريم بجسدها ونفسها إلى السماء، أي إلى مجد الحياة الأبدية، إلى ملء وكمال الشركة مع الله. يناسب هذا العام الذكرى الستين لإعلان البابا بيوس الثاني عشر هذه العقيدة، وأود أن أقرأ رغم أنها معقدة بعض الشيء صيغة إعلان العقيدة. يقول البابا: "بهذا الشكل إن أم الله المعظمة، المتحدة بشكل سماوي بيسوع المسيح منذ الأزل وباختيار مسبق مماثل للحبل بها بلا دنس، ولعذريتها في أمومتها الإلهية، ولاتحادها السخي في عمل الفادي الإلهي الذي حمل النصر على الخطيئة ونتائجها، نالت في الختام، كتتويج سامٍ لامتيازاتها أن تُحفظ من فساد القبر، وبعد الغلبة على الموت ارتفعت نفسًا وجسدًا إلى مجد السماوات، حيث تشع ملكة عن يمين ابنها، ملك الدهور الذي لا يموت" (Cost. ap.Munificentissimus Deus, AAS 42 (1950), 768-769). هذا هو كنه إيماننا بانتقال العذراء: نحن نؤمن أن مريم، مثل المسيح ابنها، قد تغلبت على الموت وهي منتصرة في المجد السماوي في كلية كيانها، "نفسًا وجسدًا". يساعدنا القديس بولس في القراءة الثانية اليوم أن نلقي بعض النور على هذا السر انطلاقًا من واقع محوري في تاريخنا البشري وفي إيماننا: أي واقع قيامة المسيح الذي هو "بكر المائتين". إذ نغوص في سره الفصحي، نضحي شركاء في انتصاره على الخطيئة وعلى الموت. وهنا السر المدهش ومفتاح الواقع البشري بأسره. يقول لنا القديس بولس أننا جميعًا متحدون في آدم، الإنسان الأول والعتيق، ولنا جميعًا الإرث البشري الواحد: الألم، الموت، الخطيئة. ولكن إلى جانب هذا الواقع الذي يمكننا أن نراه وأن نعيشه كل يوم، يضيف بولس أمرًا جديدًا: نحن لسنا فقط ورثة هذا الكيان البشري الذي بدأ مع آدم، بل نحن منخرطون أيضًا في الإنسان الجديد، في المسيح القائم، وعليه فإن حياة القيامة حاضرة فينا منذ الآن. الانخراط الأول هو انخراط في الموت، انخراط يولد الموت. الانخراط الثاني، الجديد، المعطى لنا في المعمودية، هو انخراط يهب الحياة. استشهد من جديد بالقراءة الثانية. يقول القديس بولس: "عن يد إنسان أتى الموت فعن يد إنسان أيضا تكون قيامة الأموات، وكما يموت جميع الناس في آدم فكذلك سيحيون جميعا في المسيح، كل واحد ورتبته. فالبكر أولا وهو المسيح، ثم الذين يكونون خاصة المسيح عند مجيئه. ثم يكون المنتهى حين يسلم الملك إلى الله الآب بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة وسلطان وقوة" (1 كور 15، 21 - 24) ما يقوله بولس الرسول عن كل البشر، تقوله الكنيسة في تعليمها المعصوم عن مريم، بشكل أكثر دقة: تندرج أم الله في سر المسيح بشكل عميق لدرجة أنها تضحي شريكة في قيامة ابنها بكل كيانها، انطلاقًا من ختام حياتها الأرضية؛ تعيش ما ننتظره نحن في نهاية الأزمنة عندما سيهزم "العدو الأخير"، الموت (راجع 1 كور 15، 26)؛ تعيش مريم في ما نتلوه في قانون الإيمان "نترجى قيامة الموت والحياة في الدهر العتيد". وعليه، يمكننا أن نتساءل: ما هي جذور هذا الانتصار على الموت الذي نرى استباقه في مريم؟ الجذور تقوم في إيمان عذراء الناصرة، كما يشهد نص الإنجيل الذي سمعناه (لو 1، 39 - 56): إيمان هو طاعة لكلمة الله واستسلام كامل للمبادرة والعمل الإلهيين، بحسب ما يعلن رئيس الملائكة. الإيمان، إذًا، هو عظمة مريم، كما أعلنت بفرح أليصابات: مريم هي "مباركة بين النساء"، و "مباركة ثمرة بطنها" لأنها "أم الرب"، ولأنها تؤمن وتعيش بشكل فريد التطويبة الأولى، تطويبة الإيمان. تعترف أليصابات بهذا الأمر بفرحها وبفرح الجنين الذي يرتكض في أحشائها: "طوبى للتي آمنت بأن سيتم ما قيل لها من قبل الرب" (الآية 45). أيها الأصدقاء الأعزاء! لا نكتفينّ بالاعجاب بمريم وبمصيرها، كما ولو كانت شخصًا بعيدًا جدًا عنا: لا! نحن مدعوون للنظر إلى ما أراده الرب بحبه لنا أيضًا، لمصيرنا النهائي: أن نعيش في الإيمان في شركة كاملة بالحب معه، فنعيش بهذا الشكل حقًا. في هذا المجال، أود أن أتوقف على بعد من أبعاد الصيغة العقائدية، حيث يجري الكلام عن الانتقال إلى المجد السماوي. ندرك جميعًا اليوم أننا بالحديث عن السماء لا نشير إلى موضع ما في الكون، إلى نجمة أو إلى ما شابه ذلك: كلا. نحن نشير إلى واقع أسمى بكثير يصعب وصفه من خلال مفاهيمنا البشرية المحدودة. من خلال تعبير "السماء" نريد أن ندل إلى الله، إلى الله الذي صار قريبًا منا والذي لا يتخلى عنا ولا حتى بعد الموت، بل هو يحفظ لنا مكانًا لديه ويهبنا الحياة الأبدية؛ نريد أن نقول أن في الله مكان لنا. لكي نفهم بشكل أفضل هذا الواقع، فلننظر إلى حياتنا عينها: نحن جميعنا نختبر كيف أن الشخص البشري، عندما يموت، يستمر في البقاء بشكل ما في ذاكرة وقلب الذين عرفوه وأحبوه. يمكننا أن نقول أن جزءًا من هذا الشخص يستمر في البقاء، ولكنه كـ "ظل" لأن بقاءه في قلب أحبائه سينتهي. أما الله فلا يزول أبدًا ونحن جميعًا موجودون بقوة حبه. نحن موجودون لأنه يحبنا، لأنه فكر بنا ودعانا إلى الحياة. نعيش في فكر وحب الله. نحن موجودون بكل واقعنا، ليس فقط كظل. إن هناءنا ورجاءنا وسلامنا يرتكزون على هذا الأمر بالتحديد: على الله، على فكره وعلى حبه. لن يبقى منا مجرد "ظل" ذواتنا"، بل فيه وفي حبه الخلاق، نحن محفوظون ونلج بكل حياتنا، بكل كياننا في الأبدية. إن حبه هو الذي يغلب الموت ويهبنا الحياة الأبدية، وهذا الحب هو الذي نسميه "سماء": الله هو كبير لدرجة أن هناك مكان عنده لنا أيضًا. والإنسان يسوع، الذي هو في الوقت عينه الله، هو بالنسبة لنا ضمانة أن الإنسان والله يستطيعان أن يتواجدا سوية وأن يعيشا أبدًا الواحد في الآخر. هذا يعني أن كل منا لن يستمر في الوجود في جزء من ذاته، إذا جاز التعبير، منسلخًا عن باقي كيانه الذي يلبس الفساد؛ بل يعني بالحري أن الله يعرف ويحب كل الإنسان، كل ما نحن عليه. والله يقبل في أبديته ما يكون الآن وجودنا من ألم وحب، رجاء فرح وحزن، وما ستضحيه هذه الوقائع. كل الإنسان، كل حياته، يأخذها الله على عاتقه ويطهرها ويدخلها في الحياة الأبدية. أيها الأصدقاء الأعزاء، أنا أعتقد أن هذا الأمر هو حقيقة يجب عليها أن تملأنا فرحًا عميقًا. المسيحية لا تعلن فقط خلاصًا ما للنفس في موضع مستقبلي مجهول، حيث يزول هذا العالم الذي كان عزيزًا علينا؛ بل تعد بالحياة الأبدية، "حياة العالم العتيد": ما من شيء مما كان عزيزًا علينا سيفسد، بل سيجد ملئه في الله. قال الرب يومًا أن شعر رؤوسنا نفسه هو معدود (راجع مت 10، 30). العالم النهائي سيكون ملء واكتمال هذه الأرض، كما يقول القديس بولس: "الخليقة نفسها تئن لكي تتحرر من عبودية الفساد للدخول في حرية مجد أبناء الله" (روم 8، 21). ولذا نفهم كيف أن المسيحية تهب رجاءً قويًا في مستقبل نير وتفتح الدرب نحو تحقيق هذا المستقبل. نحن مدعوون كمسيحيين لكي نبني هذا العالم الجديد، لكي نعمل حتى يضحي يومًا عالم الله، عالم يتخطى كل ما نستطيع أن نبنيه بأنفسنا. في مريم المنتقلة إلى السماء، المشتركة بالتمام في قيامة ابنها، نتأمل تحقيق الخليقة البشرية بحسب "عالم الله". نصلي إلى الرب لكي يجعلنا نفهم ثمن حياتنا لديه؛ وأن يقوي إيماننا بالحياة الأبدية؛ وأن يجعلنا أبناء الرجاء، الذين يعملون من أجل بناء عالم منفتح على الله، رجالاً ممتلئين حبورًا، يعرفون أن يروا جمال عالم المستقبل في وسط أكدار الحياة اليومية، ويعيشون في هذه الثقة مؤمنين وراجين. آمين. |
||||
02 - 10 - 2014, 02:59 PM | رقم المشاركة : ( 6484 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
موت و انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء القس : يوسف عبا يطلّ علينا يوم الخامس عشر من آب في كل عام ليذكرنا بأهم أعياد الكنيسة المقدسة والتي نعيّد فيه ونحي ذكرى موت وانتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء . لذلك يجدر بنا بهذه المناسبة أن نقدّم للمؤمنين بعض المعلومات تساعدهم في فهم معنى العيد وأصل العقيدة علّها تشفي غليلهم وتبدّد شكوكهم بما يسمعونه هنا وهناك من افتراءات وأكاذيب تريد النيل من عقائد مسيحية تخص أمنا العذراء مريم . لقد شهد التقليدالمسيحي لهذه العقيدة الإيمانية على مر الأجيال ، فلقد انتشر عيد انتقال مريمالعذراء إلى السماء في 15 آب منذ القرن الخامس. لا تستند عقيدة الكنيسة الكاثوليكية بانتقال العذراء الى السماء الى أيّة شهادة تاريخية مقبولة علميا ، لقد وضعت الأناجيل المقدسة القانونية وأعمال الرسل العذراء مريم في الظل . وقلّما تحدثت عنها ، فلا ذكر لرقادها أو موتها أو قيامتها أو صعودها الى السماء ، ويرى البعض أن الأسفار المقدّسة أتت على ذكر امتيازاتها بطريقة مبطّنة ضمنية ولا سيما في سفر التكوين ( 3: 15 و16 إنتصار العذراء مع ابنها على الخطيئة والموت ) . وفي الفصل الأول من انجيل لوقا ( مريم ممتلئة نعمة ومباركة في النساء ) . ورسالة القديس بولس الى أهل روما ( 8 ) ورؤيا القديس يوحنا الحبيب ( 12 ) . أما تاريخ التقليد المسيحي مدة القرون الخمسة الأولى ، شحيح بالمعلومات والمعطيات ، ما خلا الاناجيل المنحولة الموضوعة . وإن الحجج التي يستلخصونها من هذا التاريخ غير قاطعة . فعقيدة انتقال العذراء بنفسها وجسدها الى السماء وتمجيدها لا تستند إلا الى النقاط التالية : 1. إيمان الأجيال المسيحية المتعاقبة بهذه العقيدة وقد ورثته من الرسل والآباء القديسين . 2. الحجج اللاهوتية المستنتجة خصوصا من عقيدة الأمومة الالهية . 3. من سلطة الكنيسة لأن المسيح وعدها أن يكون معها الى منتهى الدهــر . ( متى 28 : 20 ) وبالاضافة الى هذه كلها نسأل ولكن لماذا الانتقال؟. يجيب القديس يوحنا الدمشقي : " كما أن الجسد المقدّس النقي ، الذي اتخذه الكلمةالإلهي من مريم العذراء ، قام في اليوم الثالث ، هكذا كان يجب أن تُؤخذ مريم منالقبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء ". البابا بيوسالثاني عشر ، رأس الكنيسة الكاثوليكية ، بادر في عام 1946 بأخذ آراء الأساقفةالكاثوليك في العالم أجمع بشأن تحديد عقيدة انتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلىالسماء . فتهلل العالم الكاثوليكي بأسره آنذاك وتقبّل معظم أساقفته هذه البادرة البابويةبفرح عظيم . وانصبّ اللاهوتيون على درس هذه المسألة باهتمام بالغ . لأبرشيتنا السريانية الأنطاكية الكاثوليكية شرف وفخر كبيرين باختيار ابنها البار المثلث الرحمة الدكتور المطران مار اثناسيوس بولس هندو رئيس اساقفة بغداد للسريان الكاثوليك والذي اختاره البابا بيوس الثاني عشر بنفسه ليكون من بين اللاهوتيين لهذه الدراسة . فقام سيادته ولمدة عشر سنوات يتفحص الكتب المقدسة واقوال الآباء وقدّم دراسات طويلة للفاتيكان عن كل ما ذكر عن العذراء في الآداب والطقوس السريانية استعدادا لأعلان عقيدة انتقال العذراء الى السماء ، فجاء عمله متكاملا ومتميزا نال تقدير قداسته فانعم عيله البابا وسمّاه مقدما في البلاط البابوي . وجدير بنا ان نذكر ايضا بأن العذراء استجابت على طلب سيادته في أن تكون وفاته يوم عيد انتقالها الى السماء فتوفي في بيروت في 15 آب 1954 . وذلك مكافأة لأتعابه لتحضير تلك الدراسات حول عقيدة انتقالها والتي ساعدت على اعلان عقيدة الانتقال الى السماء . وفي الأول من تشرين الثاني 1950 أعلن قداسة البابا بيوس الثاني عشر انتقال العذراء مريمبنفسها وجسدها إلى السماء عقيدة إيمانية : " إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها ، أنمريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب ، بعد إتمامها مسيرة حياتهاعلى الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي ". تتفق الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بانتقال العذراء نفسا وجسدا إلى السماء فبالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية موضوع انتقالها إلى السماء نفسا وجسدا هو تقليد أبوي إيماني ، وبالنسبة إلى الكنيسة الكاثوليكية هو عقيدة لاهوتية . أما بالنسبة للإصلاحيين ، فقد اكتفى لوثر بالقول في 15 آب 1522 : " لا نستطيع من الإنجيل أن نستنتج طريقة وجود العذراء في السماء ومصير القديسين ، بل تكفي معرفتنا أنهم يحيون مع المسيح: ( ما كان الله إله أموات بل إله أحياء - متى 22 : 32 )" كتب بولينجر عام 1565 : " لنكتف بالإيمان بأن العذراء مريم هي فاعلة الآن في السماء مشتركة في كل السعادة." وكتب عام 1568 " لقد انتقلت بالنفس والجسد في عربة من نار ، ولم يدفن جسدها في أية كنيسة بل صعد إلى السماء . " إن مريم بانتقالهاإلى السماء تدعونا اليوم لنعيد النظر في نوعية إيماننا وصلاتنا ومحبتنا . إنها تريدأن ننتقل من اليأس إلى الرجاء ، من الخطيئة إلى البرارة ، من الحقد إلى المسامحة ، إنها تدعونا لكي نزيل الحواجز من أعماقنا فننفتح على الله وعلىالآخرين بالمحبة والتسامح والغفران ، وخاصة الذين يجمعنا معهم الايمان الواحد ، وان لا نجعل من الألفاظ والتعابير الفلسفية واللاهوتية وحتى من الطقوس والمذاهب والقوميات حاجزا يبعدنا ويفرّقنا عن بعضنا بل نتمسّك بما يوحدنا جميعا ، جوهر ايماننا الذي لا يختلف عليه مسيحي حقيقي واحد يعيش في العالم ... ألا وهو يسوع المسيح ابن الله مخلص البشرية ... انجيل واحد .. معمودية واحدة ... وذبيحة الاهية واحدة تضمنا جميعا الى جسد يسوع السري ، الذي يتمثل بكنيسة واحدة ، جامعة ومقدسة ورسولية ، فنعيش بالمحبة والاخوة ونحقق رغبة يسوع في الوحدة المسيحية الحقيقية الشاملة لنبني معا ملكوت الله على الأرض . ---------- المصادر : كتاب السلاسل التاريخية لسيادة المطران ميخائيل الجميل ، الزائر الرسولي لأوربا. كتاب ( مريم العذراء .. في لاهوت الكنائس الانجيلية ... للمطران كيرلس سليم. ) كتاب ( انجيلك نور لحياتي للأب لويس كويتر المخلصي ). |
||||
02 - 10 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 6485 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد انتقال السيدة العذراء مريم بالنفس و الجسد الى السماء
" عيد انتقال السيدة " كان صعود جسد سيدتنا الطاهرة مريم والدة الإله فأنها بينما كانت ملازمة الصلاة في القبر المقدس ومنتظرة ذلك الوقت السعيد الذي فيه تنطلق من رباطات الجسد أعلمها الروح القدس بانتقالها سريعا من هذا العالم الزائل ولما دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل الزيتون وكانت السيدة مضطجعة علي سريرها. وإذا بالسيد المسيح قد حضر إليها وحوله ألوف ألوف من الملائكة. فعزاها وأعلمها بسعادتها الدائمة المعدة لها فسرت بذلك ومدت يدها وباركت التلاميذ والعذارى ثم أسلمت روحها الطاهرة بيد ابنها وألهها يسوع المسيح فأصعدها إلى المساكن العلوية آما الجسد الطاهر فكفنوه وحملوه إلى الجسمانية وفيما هم ذاهبون به خرج بعض اليهود في وجه التلاميذ لمنع دفنه وأمسك أحدهم بالتابوت فانفصلت يداه من جسمه وبقيتا معلقتين حتى آمن وندم علي سوء فعله وبصلوات التلاميذ القديسين عادت يداه إلى جسمه كما كانتا. ولم يكن توما الرسول حاضرا وقت نياحتها، واتفق حضوره عند دفنها فرأي جسدها الطاهر مع الملائكة صاعدين به فقال له أحدهم: "أسرع وقبل جسد الطاهرة القديسة مريم" فأسرع وقبله. وعند حضوره إلى التلاميذ أعلموه بنياحتها فقال: "أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها فأنتم تعرفون كيف أني شككت في قيامة السيد المسيح". فمضوا معه إلى القبر وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش الكل وتعجبوا فعرفهم توما الرسول كيف أنه شاهد الجسد الطاهر مع الملائكة صاعدين به وقال لهم الروح القدس: "أن الرب لم يشأ أن يبقي جسدها في الأرض" وكان الرب قد وعد رسله الأطهار أن يريها لهم في الجسد مرة أخري فكانوا منتظرين إتمام ذلك الوعد الصادق حتى اليوم السادس عشر من شهر مسرى حيث تم الوعد لهم برؤيتها وهي جالسة عن يمين ابنها وإلهها وحولها طغمات الملائكة وتمت بذلك نبوة داود القائلة: "قامت الملكة عن يمين الملك" وكانت سنو حياتها علي الأرض ستين سنة. جازت منها اثنتي عشرة سنة في الهيكل وثلاثين سنة في بيت القديس يوسف البار. وأربع عشرة سنة عند القديس يوحنا الإنجيلي، كوصية الرب القائل له: "هذا ابنك" وليوحنا: "هذه أمك". شفاعتها تكون معنا. آمين. عمّ عيد الانتقال الإمبراطورية البيزنطية بين سنتي 588و602 والحبر الروماني البابا ثاوذورس الأول ( 642-649) وكان قبلاً من الاكليروس الاورشليمي ادخل هذا العيد إلى كنيسة رومه . طلب البابا بيوس الثاني عشر في 1/5/1946 الى أساقفة العالم كله مستأنسا برأيهم ورأي مؤمنيهم بشان تحديد عقيدة انتقال العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء وبعد أربع سنوات في البحث والدرس العميق أعلن البابا بيوس في 1/11/1950 عقيدة انتقال العذراء مريم بنفسها وجسدها الى السماء في نهاية حياتها الأرضية عقيدة إيمانية تلزم الضمير المسيحي . |
||||
02 - 10 - 2014, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 6486 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتقال والدة الاله @font-face { font-family: Cambria Math; } @font-face { font-family: Cambria Math; } P.MsoNormal { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-style-unhide: no; mso-style-qformat: yes; mso-style-parent: ""; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman" } LI.MsoNormal { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-style-unhide: no; mso-style-qformat: yes; mso-style-parent: ""; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman" } DIV.MsoNormal { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-style-unhide: no; mso-style-qformat: yes; mso-style-parent: ""; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman" } P.article { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN-LEFT: 0cm; MARGIN-RIGHT: 0cm; mso-style-unhide: no; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-style-name: article; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto } LI.article { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN-LEFT: 0cm; MARGIN-RIGHT: 0cm; mso-style-unhide: no; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-style-name: article; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto } DIV.article { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN-LEFT: 0cm; MARGIN-RIGHT: 0cm; mso-style-unhide: no; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-style-name: article; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto } .MsoChpDefault { FONT-SIZE: 10pt; mso-style-type: export-only; mso-default-props: yes; mso-ansi-font-size: 10.0pt; mso-bidi-font-size: 10.0pt } DIV.Section1 { page: Section1 } P.MsoNormal { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-style-unhide: no; mso-style-qformat: yes; mso-style-parent: ""; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman" } LI.MsoNormal { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-style-unhide: no; mso-style-qformat: yes; mso-style-parent: ""; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman" } DIV.MsoNormal { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN: 0cm 0cm 0pt; mso-style-unhide: no; mso-style-qformat: yes; mso-style-parent: ""; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman" } P.article { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN-LEFT: 0cm; MARGIN-RIGHT: 0cm; mso-style-unhide: no; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-style-name: article; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto } LI.article { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN-LEFT: 0cm; MARGIN-RIGHT: 0cm; mso-style-unhide: no; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-style-name: article; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto } DIV.article { FONT-SIZE: 12pt; FONT-FAMILY: "Times New Roman", "serif"; MARGIN-LEFT: 0cm; MARGIN-RIGHT: 0cm; mso-style-unhide: no; mso-pagination: widow-orphan; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-style-name: article; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto } .MsoChpDefault { FONT-SIZE: 10pt; mso-style-type: export-only; mso-default-props: yes; mso-ansi-font-size: 10.0pt; mso-bidi-font-size: 10.0pt } DIV.Section1 { page: Section1 } "نعظمك يا أم المسيح المنزهة عن كل عيب، ونمجد انتقالك المجيد" مريم العذراء الكلية القداسة لم تقف عن الصلاة من أجل انتقالها إلى المسكن السماوية لتتنعم بمرأى وجه ابنها وإلهها فراحت تستعطف ابنها لنقاها إلى السماء، وكانت تصلي باستمرار على جبل الزيتون في المكان الذي كان ابنها الرب يسوع يصلي فيه. وبينما هي تصلي في أحد الأيام ظهر لها رئيس الملائكة غفرائيل وبشرها بموعد انتقالها بعد ثلاثة أيام، وأعطاها غصن شجرة نخل فردوسية وقال لها: "إن هذا الغصن الساطع بضياء النعمة السماوية ينبغي أن يوضع أمام قبر العذراء الفائقة القداسة في يوم دفن جسدها الطاهر". فقبلته العذراء بفرح عظيم وشكرت الرب ساجدة أمامه واستعطفته بتواضع شديد لكي لا يرى رؤساء الظلمة والجحيم روحها في ساعة خروجها بل ليتقبلها الرب نفسه في يديه الإلهيتين وسألته أن تُعطى أن ترى الرسل القديسين المتفرقين في جميع أنحاء المسكونة قبل تسليمها الروح. فتهيأت مريم لمغادرتها هذا العالم الأرضي إلى العالم السماوي، وأخبرت القديس يوحنا وأرته الغصن الفردوسي وطلبت منه بتهيئة الشموع والبخور وبكل ما هو ضروري للدفن. وبعد أن عهدت برغائبها إلى الرسولين يوحنا ويعقوب ابن خطيبها يوسف ارتفع فجأة ضجيج كالعاصفة ورأى الجميع السحب المنيرة تحيط بالبيت، فحقق الرب رغبة أمه الفائقة القداسة لأن الرسل القديسين خُطفوا بقدرة إلهية من جميع جهات العالم وحُملوا على السحب إلى البيت الذي تقيم فيه فالتقوا الرسل عند باب البيت وفرحوا وتحيروا متسائلين عن سبب هذه الأعجوبة الحادثة لهم، فلاقاهم القديس يوحنا اللاهوتي وأخبرهم بخبر انتقال مريم أم الرب إلى الأخدار السماوية فتملكهم حزن عميق لفراقها، كما حضر القديس بولس الرسول ومعه تلاميذه ديونيسيوس الأريوباغي وأياروثاوس وتيموثاوس وغيرهم من السبعين رسولاً. وفي اليوم الثالث وفي الساعة الثالثة من النهار أُشعلت الشموع وأحاط الرسل بسرير مريم، وفيما هي تصلي منتظرة نهايتها إذا بحجاب البيت قد انفتح وأنار ضياء المجد الإلهي جميع الحاضرين فخافوا جميعهم وظهر ملك المجد نفسه الرب يسوع المسيح الإله تحيط به صافات القوات السماوية ونفوس الصديقين، وظهر لأمه الفائقة القداسة التي فرحت بمرآه وقالت له: "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى تواضع أمته" . (لوقا 1 : 46-47) ونهضت عن سريرها وسجدت لربها وسمعت منه الدعوة الإلهية : "هلمي يا أمي، هلمي يا حبيبتي فادخلي مسكن الحياة الأبدية". فأعادت مريم صلاتها وقالت: "اقبل روحي بسلام وصنّي عن الجهة المظلمة". فهدّأ الرب من روعها وأخبرها بأن قوات الجحيم قد ديست بقدميها الطاهرتين، فهمّت للانتقال إلى السماء وصرخت قائلة: "يا الله..إن قلبي لمستعد..فليكن لي حسب قولك". وعادت إلى سريرها وأسلمت روحها بين يدي ابنها، حينئذ دوى النشيد الملائكي وسمعت الكلمات تقول: "افرحي يا منعما" عليها الرب معك مباركة أنت في النساء". ونقلت روحها الطاهرة إلى الأخدار السماوية بيدي الرب وصحبة القوات السماوية، ولما صعد الرب بروحها إلى السماء قبّل الرسل والمؤمنون جسدها الطاهر بخوف ورعدة، وشفي جميع المرضى الذين لمسوه، والعميان أبصروا، والصم سمعوا، والعرج مشوا، والشياطين طُردت. وشرع الرسل القديسون في دفن جسدها الطاهر وبكوا خسارتهم العظيمة على الأرض بعد الرب يسوع وتعزوا بالإيمان بأنهم نالوا في السماء شفيعة ومصلية لهم عند الله . وحمل بطرس وبولس ويعقوب والرسل الآخرون جسدها الطاهر على أكتافهم وتقدمهم يوحنا اللاهوتي وهو يحمل الغصن الفردوسي الزاهر، والناس يحملون الشموع والمباخر وهم متجهين من صهيون مارين بأورشليم إلى قرية الجسمانية ومرنمين المزامير أمام نعشها الطاهر، ورافقت الموكب سحابة ناصعة النور كإكليل فوق جسدها وجميع المشيعين، وفي السماء انتشر الترنيم السماويين العجيب. فسمع أعداء الرب يسوع خبر الموكب الجنائزي فأرسلوا بعض المؤيدين لهم من الشباب الطائش وزودوهم بالسلاح وحرضوهم على الهجوم على الموكب لقتل الرسل وإحراق جسد مريم الكلية الطهارة، إلا أن الإكليل السماوي كان يحجب الموكب عن الناس كالحائط، فكان المهاجمون يسمعون الترانيم ووقع أقدام المشيعين إلا أنهم لم يروا شيئاً. وتميز على الخصوص بالحقد على المسيحيين أحد كهنة اليهود المدعو أثناسيوس إذ جدف على سرير والدة الإله وعلى ابنها الرب يسوع، وهاج الشر والحقد في صدره فاندفع بشراسة إلى السرير وأراد أن يرمي الجثمان الطاهر على الأرض وما كادت يداه تمسان النعش حتى بتر ملاك الرب كلتا يديه بسيف الغضب الإلهي، فتدلت يداه المقطوعتان على السرير وسقط على الأرض في عويل مرعب، وشعر بخطيئته العظيمة وطلب من الرسل قائلاً: "ارحموني يا عباد المسيح". فأوقف بطرس الرسول الموكب وقال له: "نحن لا نستطيع أن نشفيك..لكن ذاك الذي صلبتموه أنتم هو القادر وحده على كل شيء أعني ربنا يسوع المسيح، إلا أنه لا يمنحك الإبراء حتى تؤمن به من كل قلبك وتعترف بفمك بأن يسوع هو الحقيقة ماسيّا ابن الله". حينئذ صرخ أثناسيوس وقال : "أؤمن بأن المسيح هو ماسيّا الموعود به مخلص العالم". فابتهج الرسل والمؤمنون جميعا" بخلاص النفس الهالكة، وأمر بطرس الرسول أثناسيوس بأن يطبّق ما تبقى من يديه المتدليتين ويدعو باسم والدة الإله ويطلب المغفرة منها عن إلحاقه الإساءة بها، وما أتم أثناسيوس ما أمره به بطرس الرسول حتى التحمت كلتا يديه في الحال وتعافتا ولم يبقَ عليهما إلا خط أحمر اللون كالخيط حول المرفقين للدلالة على القطع، فسجد أثناسيوس أمام سرير والدة الإله وآمن بالرب يسوع. ولما انتهى الموكب إلى الجسمانية أبتدأ تقبيل الوداع للجثمان الفائق الطهارة بالدموع والنحيب حتى لم يتسنى للرسل القديسين أن يودعوه ويسدوا باب المغارة بحجر كبير إلا عند المساء، وأقام الرسل في تلك القرية ثلاثة أيام مرنمين ليلاً ونهاراً ترانيم الصلاة عند ضريح والدة الإله، وشاركت القوات الملائكية في تمجيد الله وامتداح مريم العذراء المنعم عليها طيلة الأيام الثلاثة. شاءت المشيئة الإلهية للكشف عن حقيقة قيامة والدة الإله من بين الأموات بأن يتأخر القديس الرسول توما عن موعد التشييع فوصل الجسمانية في اليوم الثالث بعد الدفن، وعندما علم بتأخره وخسارته بالتبرك من جسد والدة الإله الطاهر انطرح أمام مغارة القبر في نحيب الحزن المرير وراح يتوسل بالرسل كي يفتحوا له القبر ليتبارك من الجسد الطاهر وبقدر ما توسـل بهم تحنـن القديس بطرس على حالته الداعية للشفقة وأمر بفتح باب القبر، وعندما دحرجوا الحجر عن باب القبر لم يجدوا فيه إلا أجهزة الدفن فقط وقد فاح منها رائحة طيبة لا توصف ، أما الجسد الطاهر فلم يكن في القبر أبداً فدهشوا وارتابوا وقبّلوا الكفن الباقي في القبر بورع مبتهلين إلى الرب أن يكشف لهم سر ذلك. وكان الرسل أثناء اجتماعاتهم للصلاة يتركون على المائدة مكانا" فارغاً للرب يسوع وأمامه قطعة من الخبز، وبعد الصلاة يأخذونها ويوزعونها على بعضهم البض لكي يبقى ذكرى الرب يسوع قائماً بينهم مجتمعين أو متفرقين. وبقي هذا الترتيب في الجسمانية بعد رجوعهم من الدفن، وبينما الرسل جالسين إلى المائدة يفكرون ويتساءلون عن أمر اختفاء الجثمان الطاهر وهم بخوف ورهبة وارتياب، وما أن رفعوا خبز الرب كعادتهم فإذا بهم يسمعون فجأة ترنيمة ملائكية تصدح في السماء، فرفعوا عيونهم ليجدوا في الفضاء والدة الإله العذراء الكلية القداسة والقوات السماوية محيطة بها، وهي مشرقة بمجد لا يوصف، فقالت لهم: "افرحوا إني معكم كل الأيام حتى انقضاء الدهر". فهتف التلاميذ بابتهاج مع جميع الحاضرين معهم من المصلين: "يا والدة الإله الفائقة القداسة أعينينا". وبذلك تحقق للرسل القديسون أن والدة الإله قد أقامها ابنها وإلهها من القبر في اليوم الثالث بعد انتقالها، فأخذها إلى السماء بالجسد كما قام هو من بين الأموات بالجسد أيضاً، وسلموا إلى الكنيسة كلها إيمانهم هذا الذي لا شك ولا ريب فيه أبداً. اخذ الرسل الكفن المتروك في القبر تحقيقاً للغائبين وتعزية للمعذبين ورجعوا إلى أورشليم وتفرقوا مسرعين إلى جميع أقطار العالم ليبشروا بالإنجيل، لذلك الكنيسة تسمي نهاية حياة والدة الإله رقاداً لأنها نامت مدة قصيرة ثم استيقظت وكأنها في حلم. السيدة العذراء لم تهمل طلبات المتشفعين بها إلى ابنها الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح عندما كانت على الأرض كما وهي في السماء أيضاً، على أن يطلبوا منها بإيمان كلي وثقة كبيرة. فبشاعاتها أيها الرب يسوع خلص نفوسنا. طر وبارية الرقاد: في ميلادك حفظتِ البتولية وصنتها، وفي رقادكِ ما أهملتِ العالم وتركته يا والدةَ الإله، لأنكِ انتقلتِ إلى الحياة بما انكِ أم الحياة، فبشاعاتكِ أنقذي من الموت نفوسنا. |
||||
02 - 10 - 2014, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 6487 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنتقال مريم العذراء الى السماء بين الايمان والرجاء الشماس وميض بطرس ان المعاني الروحية المؤدية والمنبثقة عن انتقال أمنا العذراء مريم إلى السماء تتجاوز في عمقها كل المعاني التاريخية والمادية التي تحيط بهذا الحدث الجليل.ففي الوقت الذي أعطت الثانية مشروعية ولادة حدث الانتقال فان الاولى قد اعطت له العمق الروحي والتفاعلات اللازمة لتكوين صخرة الايمان التي تسنده.
ان هذه العذراء القديسة ابنه الله الاب وام الله الابن وعروس الله الروح القدس لايمكن الا ان تدخل الى السماوات والى العرش الالهي في زياح مهيب من قبل الملائكة والجنود السماويين الذين طالما انتظروا واشتاقوا لكمال هذه الام الحبيبة, التي بها انفتحت ابواب السماء مرة اخرى للانسانية وداست باقدامها رأس الافعى واصبحت ملجأ للتائبين وعونا للمؤمنين. وهكذا حمل الملائكة جسد العذراء الممجد وسط ابواق الكاروبيم والسرافيم الى العلى حتى يبقى كل من يطلبها ان ينظر اليها ويشعر بوجودها بالروح والجسد وبالمقابل تشعر هي بالامنا ليست الروحية فحسب بل الجسدية وتشاركنا تحمل العذابات والاسقام وقسوة الحياة لانها امنا. لقد استخلص الايمان الكاثوليكي عقيدة انتقال العذراء الى السماء بالنفس والجسد من التقليد الرسولي المستند على خبرة اباء الكنيسة الاوائل التي تمثل احدى الدعامات القوية التي تحمل الايمان الكاثوليكي المقد س وهو ما كان قد شدد عليه المجمع الفاتيكاني الثاني ( 1965 - 1962). ويحصر علماء الكنيسة حدث الانتقال ما بين ثلاث الى خمسة عشر سنة بعد صعود ربنا يسوع المسيح الى السماء اما المكان فهو اورشليم او افسس مع تفضيل اورشليم ويذكر انه خلال مجمع خلقيدونية ( 451), اعلن اسقف اورشليم لامبراطور الدولة الرومانية ان المحاورة التي وردت بين الملاك جبرائيل والعذراء مريم في زمن البشارة تشير بوضوح الى الدور الذي سوف تضطلع به هذه الأم في تحقيق المخطط الالهي, فكما جاء في وثيقة (Lumen Geritium) الفصل الثامن من اعمال المجمع الفاتيكاني الثاني بان ( اباء الكنيسة الاوائل امنوا ان الله لم يستخدم مريم العزاء بطريقة سلبية او جامدة passive وانما اتاح لها حرية المشاركة والتعاون في خلاص البشرية من خلال ايمانها وطاعتها) وكما اشار العديد من الاباء الاوائل للكنيسة ان مريم العذراء بطاعتها قد اعادت الاتحاد بين الله والانسان ذلك الذي كانت حواء قد فصلته بعدم طاعتها. ونحن ابناء هذا الجيل نرفع اصواتنا ونمد ايادينا بالتضرع الى والدة الله المنتقلة الى السماء لكيما في عليائها تطلب من العناية الالهية ان تسبغ مراحمها على العالم اجمع لكيما يحل السلام والوئام في كل الاوطان ولاسيما في عراقنا الحبيب وشرقنا الاوسط لكيما تحل رحمة الرب ونعمته في قلوب الجميع حتى يعيش الفقراء والمساكين في امن وطمأنينة ومودة ومحبة.يا عذراء منتقلة الى السماء صلي لأجلنا يا شفا ء المرضى صلي لأجلنا يا ملجأ الخطأة صلي لأجلنا يا ام الاحزان صلي لأجلنا يا ملكة السلام صلي لأجلنا يا نجمة الصبح صلي لأجلنا |
||||
02 - 10 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 6488 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد إنتقال مريم للسماء بالنفس والجسد(15 اغسطس) ويُحتفـل بـه فـى الكنيسة الكاثوليكية فـى يوم 15 أغسطس. ولقد بدأ فـى الإحتفال بهذا العيد فـى الشرق منذ القرن الخامس الـميلادي. أمـا عن كيفية موتهـا وإنتقالهـا فلقد جاء ذكره فـى بعض الكتابات والتى يرجع تاريخها للقرن الثانى الـميلادي. ولقد أعلـن البابا بيوس الثانــى عـشـر فى 1/11/1950فى رسالته البابوية: إن والـدة الإلـه المنـًزهـة عـن كـل عيـب, مـريـم الدائـمـة البـتـوليـة, بعـد أن أنهـت مـجـرى حـيـاتـهـا الأرضــيـة, رٌفـعـت بجسـدهـا ونفـسـها إلـى المجـد السمـاوي. إن إعـلان هـذه العقيدة يعبـر بشكل واضح عن إيمان الكنيسة منذ القرون الأولـى للمسـيحـية. وهـذا الإنتقال كما يقول المجمع الفاتيكانى الثانى هوعلامة رجاء وطيد, رجاء فى أن قيامة الأموات بفضل يسوع المسيح ستتم وتحدث, وإنتقال مريم الى السماء بجسدها وروحها علامة لقيامة البشر. |
||||
02 - 10 - 2014, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 6489 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الأوّل من أيّار عام 1946 سأل البابا بيوس الثاني عشر أساقفة الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم كلّه: هل يؤمن المسيحيّون في الأبرشيات التي يرعونها بانتقال مريم العذراء إلى السماء بجسدها ونفسها؟ فكان شبه إجماع حول وجود مثل هذا الإيمان لدى الأساقفة واللاهوتيّين وسائر المؤمنين من الشعب المسيحي. وفي الأوّل من تشرين الأوّل عام 1950، أعلن البابا هذا الانتقال عقيدة إيمانيّة. فيرسم أوّلاً لوحة لتاريخ هذا الاعتقاد منذ القرن السادس، ثمّ يبيّن كيف وعت الكنيسة إيمانها بهذا الموضوع، وكيف استخلصت هذا الإيمان من معطيات الكتاب المقدّس، ويقول: إنّ هذه البراهين كلّها والاعتبارات التي نقرأها لدى الآباء القدّيسين واللاهوتيّين تستند إلى الكتاب المقدّس كأساس أخير لها. فالكتاب المقدّس يرينا والدة الإله متّحدة اتحادًا وثيقًا بابنها الإلهي ومشاركة إيّاه على الدوام مصيره. فيبدو من ثمّ من المحال أنّ التي حبلت بالسيّد المسيح وولدته وغذّته بلبنها وحملته على ذراعيها وضمّته إلى صدرها قد انفصلت عنه بعد حياتها على هذه الأرض، إن لم نقل بنفسها، فبجسدها. فبما أنّ فادينا هو ابن مريم، لما يكن باستطاعته، هو الخاضع خضوعًا تامًّا للشريعة الإلهيّة، ألاّ يؤدّي الإكرام ليس فقط إلي الآب الأزلي بل أيضاً إلى أمّه المجبوّبة. وبما أنّه كان يقدر أن يصنع لها هذا الإكرام فيحفظها من فساد الموت، فيجب الإيمان بأنّه صّنعه لها ويجب بنوع خاص أن نتذكّر أنّ آباء الكنيسة، منذ القرن الثاني، رأوا في مريم العذراء حوّاء الجديدة، خاضعة دون شكّ لآدم الجديد، لكن متّحدة به اتّحادًا وثيقًا، في العراك ضد العدوّ الجهنّمي، هذا العراك الذي سبق سفر التكوين (تك 3: 15) فبشّر بأنّه سوف ينتهي بالنصر الكامل على الخطيئة والموت اللّذين يذكرهما دومًا رسول الأمم متّحدين (رو 5: 6؛ 1 كو 15: 21- 26، 54- 57). لذلك، فكما أنّ قيامة المسيح المجيدة كانت جزءًا أساسيًّا من هذا الانتصار وآخر مغانمه، كذلك كان يجب أن ينتهي العراك الذي قامت به مريم العذراء بالاتّحاد مع ابنها بتمجيد جسدها العذري، حسب قول الرسول نفسه: "ومتى لبس هذا الجسد الفاسد عدم الفساد، ولبس هذا الجسد المائت عدم الموت، فحينئذ يتمّ القول الذي كتب: لقد ابتُلع الموت في الغلبة" (1 كو 15: 54). "إن والدة الإله السامية المقام، المتّحدة اتّحادًا سريًّا بيسوع المسيح "في قرار الاختيار الواحد عينه الذي مسبق الله فاتّخذه"، المنزّهة عن العيب في حبلها، العذراء الكلّية الطهارة في أمومتها الإلهيّة، الرفيقة السخيّة للفادي الإلهي الذي أحرز انتصارًا شاملاً على الخطيئة ونتائجها، قد حصلت أخيرًا على هذا التتويج الفائق لامتيازاتها، فحُفظت من فساد القبر، وعلى غرار ابنها، بعد أن غلبت الموت، رُفعت بالجسد والنفس إلى المجد في أعلى السماوات، لتتألّق فيها كملكة على يمين ابنها، ملك الدهور الأزلي (2 تي 1: 17). إنّ الكنيسة الجامعة التي فيها يحيا روح الحقّ الذي يقودها لتصل إلى معرفة الحقائق الموحاة، قد أعلنت إيمانها بطرق متنوّعة على مدى الأجيال. وأساقفة العالم يطلبون باتّفاق شبه تامّ أن تُعلَن كعقيدة إيمان إلهي وكاثوليكي حقيقةُ انتقال الطوباويّة مريم العذراء إلى السماء بجسدها، تلك الحقيقة التي تستند إلى الكتاب المقدس، المغروسة في قلوب المؤمنين، والمعلَنة منذ القرون الأولى في عبادة الكنيسة، والمفسَّرة والمعروضة بشكل رائع في أعمال اللاهوتيّين وعلمهم وحكمتهم. لهذه الأسباب نعتقد أنّه قد أتى الزمن الذي حدّدته مقاصد العناية الإلهيّة لأن نعلن رسميًّا هذا الامتياز الفائق الذي تتمتّع به الطوباويّة مريم العذراء... "فبعد أن وجّهنا إلى الله صلوات ملحّة، والتمسنا نور روح الحقّ، لمجد الله ألقدير الذي أغدق بسخاء عطفه الخاص على مريم العذراء، وإكرامًا لابنه، ملك الدهور الحيّ قاهر الخطيئة والموت، وزيادة في مجد والدته السامية المقام، وفي سبيل الفرح والابتهاج في الكنيسة جمعاء، بسلطان ربّنا يسوع المسيح، والرسولين بطرس وبولس، وبسلطاننا الخاصّ نصرّح ونعلن ونحدّد كعقيدة أوحاها الله أنّ مريم والدة الإله المنزّهة عن العيب والدائمة البتوليّة، بعد أن أنهت مسيرة حياتها على الأرض، رُفعت بالنفس والجسد الى المجد السماوي". بهذه التعابير أعلن البابا عقيدة انتقال مريم العذراء إلى السماء بنفسها وجسدها، مؤكّدًا أنّه لا يضيف شيئًا، في إعلانه هذه العقيدة، إلى إيمان الكنيسة، بل يعبّر بشكل واضح عن هذا الإيمان الذي يعود إلى القرون الأولى للمسيحيّة. كيف يظهر هذا الإيمان في كتابات الآباء وفي عبادة الكنيسة؟ انتقال مريم العذراء في كتابات الآباء لقد أورد القدّيس يوحنّا الدمشقي، في عظته الثانية عن رقاد السيّدة، تقليدًا مستمَدًّا من كتاب "التاريخ الأوثيمي" المنحول، مفاده أنّ الرسل الأطهار جُذبوا بلحظة، ساعة رقاد السيّدة، وأتوا من كل الجهات التي كانوا يبشّرون فيها لأجل خلاص العالم، وارتقوا السحب بإشارة إلهيّة، ووفدوا على مقام البتول. ولمّا بلغوا إليها ظهر المسيح ابنها، فأودعت نفسها الطاهرة بين يديه. أمّا جسدها الذي حلّ فيه ابن الله، فشيّعه الرسل ومن معهم بكل إجلال ودفنوه في الجسمانية. ولمّا انقضى اليوم الثالث فتح الرسل الحاضرون نعش البتول نزولاً عند رغبة الرسول توما الذي لم يكن معهم، فلم يجدوا الجسد الكريم. فأخذتهم الدهشة والعجب... فاستنتجوا من الحادث أنّ الكلمة الأزلي الذي تنازل وأخذ جسدًا من أحشائها النقيّة، وحفظ بتوليّتها سالمة بعد ولادته منها، أراد أيضاً أن يكرّم جسدها البتولي والبريء من الدنس ويقيه من الفساد والانحلال وينقله إلى دار الخلود قبل القيامة العامّة. ويضيف الإنجيل المنحول أنّ تيموثاوس أوّل أسقف على أفسس، وديونيسيوس الأريوباجي وإياروثاوس أسقف أثينا حضروا مع الرسل أمام نعش والدة الإله وقد استمرّ هذا التقليد في الفن الإيقونوغرافي البيزنطي الذي يمثّل رقاد السيّدة على الشكل المذكور أعلاه: العذراء مسجّاة على فراش الموت يحيط بها الرسل، والسيّد المسيح يتقبّل نفسها الطاهرة ترمز إليها طفلة صغيرة يحملها على ذراعيه. إنّ هذا التقليد لا يرتكز على حدث تاريخي، بل يعبّر بشكل روائي عن إيمان الكنيسة الأولى بأنّ ابن الله الذي اتّخذ جسدًا من أحشاء مريم العذراء، وصار لها ابنًا حقًّا، وخصّها بشرف البتوليّة الدائمة، أكمل نعمته عليها، فصان جسده ها من فساد القبر ونقله إلى المجد السماوي. وهذا الايمان لا يستند إلى نصوص كتابيّة مباشرة بل إلى تحليل لاهوتي، يعتبر انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي نتيجة ضرورية لأمومتها الإلهيّة. فابن الله صار ابن مريم، وجسد كليهما واحد. وحيث يكون جسد الابن هناك جسد أمّه أيضاً. |
||||
02 - 10 - 2014, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 6490 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتقال مريم العذراء بالنفس والجسد الى السماء إعداد ناجي كاملكاثوليكيا: لقد شهد التقليدالمسيحي لهذه العقيدة الإيمانية على مر الأجيال، فلقد انتشر عيد انتقال مريمالعذراء إلى السماء في 15 آب/اغسطس منذ القرن الخامس. لا تستند عقيدة الكنيسة الكاثوليكية بانتقال العذراء الى السماء الى أيّة شهادة تاريخية مقبولة علميا، لقد وضعت الأناجيل المقدسة القانونية وأعمال الرسل العذراء مريم في الظل. وقلّما تحدثت عنها، فلا ذكر لرقادها أو موتها أو قيامتها أو صعودها الى السماء، ويرى البعض أن الأسفار المقدّسة أتت على ذكر امتيازاتها بطريقة مبطّنة ضمنية ولا سيما في سفر التكوين (3: 15 و16 إنتصار العذراء مع ابنها على الخطيئة والموت). وفي الفصل الأول من انجيل لوقا (مريم ممتلئة نعمة ومباركة في النساء). ورسالة القديس بولس الى أهل روما (8) ورؤيا القديس يوحنا الحبيب (12) . أما تاريخ التقليد المسيحي مدة القرون الخمسة الأولى، شحيح بالمعلومات والمعطيات الحجج فعقيدة انتقال العذراء بنفسها وجسدها الى السماء وتمجيدها لا تستند إلا الى النقاط التالية : 1. إيمان الأجيال المسيحية المتعاقبة بهذه العقيدة وقد ورثته من الرسل والآباء القديسين 2. الحجج اللاهوتية المستنتجة خصوصا من عقيدة الأمومة الالهية . 3.من سلطة الكنيسة لأن المسيح وعدها أن يكون معها الى منتهى الدهــر. (متى 28 : 20). وبالاضافة الى هذه كلها نسأل ولكن لماذا الانتقال؟ يجيب القديس يوحنا الدمشقي: "كما أن الجسد المقدّس النقي، الذي اتخذه الكلمةالإلهي من مريم العذراء، قام في اليوم الثالث هكذا كان يجب أن تُؤخذ مريم منالقبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء". البابا بيوسالثاني عشر، رأس الكنيسة الكاثوليكية، بادر في عام 1946 بأخذ آراء الأساقفةالكاثوليك في العالم أجمع بشأن تحديد عقيدة انتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلىالسماء. فتهلل العالم الكاثوليكي بأسره آنذاك وتقبّل معظم أساقفته هذه البادرة البابويةبفرح عظيم. وانصبّ اللاهوتيون على درس هذه المسألة باهتمام بالغ . واعلن عقيدة انتقال العذراء بالنفس و الجسد الى السماء فى اول نوفمبر سنة1950 - يظهر ايمان المسيحيون الأوائل فى إنتقال مريم العذراء الى السماء فى عدم وجود أي رفات او ذخائر لها، فلقد كانوا اشد الحرص على الإحتفاظ بذخائر القديسين والشهداء حتى ولو كان هناك مخاطر (مثل محاولة جمع ودفن بقايا و أشلاء اجساد لالشهداء الذين لقوا حتفهم امام الأسود ايام الإضطهادات)، وذلك لإيمانهم العميق بأن هذه الأجساد هى جزء من جسد المسيح السري وانها هيكل للروح القدس (1كورنثوس15:6و19). ولولا حرص المسيحيون الأوائل على ذلك لما عُرفت عظام القديس بطرس والقديسة مريم المجدلية وغيرهم من القديسين، فهناك المئات من رفانتهم محفوظة فى الكنائس التى شُيدت بأسماهم، ومن هنا يتبادر للذهن السؤال أين ياتُرى بقايا جسد القديسة مريم العذراء؟. لايوجد دليل او مرجع او كنيسة تتدعى معرفتها اين مكان جسد أم يسوع، وحتى قبرها والذى تدّعى كلا من كنيسة أفسس أو كنيسة أورشليم انها تمتلكه فهو فارغ. لقد ذكر القديس يوحنا الدمشقي هذه الحقيقة عندما ذكر ان القديس يوفينال Juvenal اسقف اورشليم والذى حضر مجمع خلقيدونية (451م) اعلن للإمبراطور مارسيان والذى رغب فى الإحتفاظ بجسد أم الله بأن مريم قد ماتت فى حضور جميع الرسل وان قبرها عندما فُتح حسب طلب القديس توما وُجد فارغاً وعليه أجمع الرسل بأن جسدها قد رُفع للسماء. لقد عُرف المسيحيون الأوائل ان هناك شيئا غير عادي وعجائبي قد حدث لجسد مريم وهذا يوضح لماذا لايوجد احد يدعى ملكيته او أي جزء منه لأنه غير موجود على الأرض بل فى السماء مُمجّد ومتحد بنفسها. - فى كتابات الأباء الأوائل فى الكنيسة وخاصة ما هو معروف بـ "إنتقال مريم Transitus Marie والموجود بعدة لغات سريانية ويونانية ولاتينية وقبطية وعربية وحبشية والذى يرجع تاريخ كتابته الى القرن الرابع والخامس الميلادي وكلها تجمع على الإيمان بإنتقال مريم للسماء. لقد وقف آباء الكنيسة الأوائل بشدة فى وجه الخرافات والبِدع والهرطقات حفاظاً على ما تسلّموه من الإيمان القويم من الرسل، فإذا كان إنتقال مريم العذراء هو عبارة عن قصة خرافية لكنا نتوقع وجود كتابات تدحض مثل هذا الإعتقاد. - ان هذا التعليم لم يكن بأي حال من الأحوال دفاعاً عن بدعـة، ولكنه كان تأكيداً للإكرام الـمُقدّم لـمريم العذراء وذلك حسب سلطان الكنيسة الـممنوح لها من السيد الـمسيح وبنعمة من الروح القدس والذى هو "روح الحق فهو يُرشدكم الى جميع الحق"(يوحنا13:16). - لقد سمح الله بأن جسد مريم العذراء يُحفظ سالماً من الدنس بسبب عصمتها من تبعات الخطيئة الأصليـة وايضا الفعليـة، ولذلك من اللائق إستثنـاء جسدها من الفساد. وهذا ما رآه بعض الأباء مثل القديس توما الإكويني فى تفسيره للآيـة الواردة على لسان الملاك جبرائيل:"السلام عليكِ يا ممتلئة نعمة"(لوقا28:1)، فإن ميزة الإمتلاء بالنعمة هو أساس لتمجيد الله لـمريم، ولـم تقع بذلك فى لعنة الخطيئة التى وردت فى سفر التكوين 16:3-19)، ولهذا فإن مريم ممتلئة نعمة وروحاً وجسداً مما يستوجب عدم فساد جسدها. - لقد رأى بعض الـمفسرين فى الآيـة الواردة فى سفر المزامير:"قم ايها الرب الى موضع راحتك أنت وتابوت عزتك"(مزمور8:131) تأييداً لهذه العقيدة، فإن تابوت العهد القديم ما هو إلاّ رمز لتابوت العهد الجديد أي القديسة مريم أم يسوع. - ورأى بعض الـمفسّرين فى الآيـة الواردة فى سفر الرؤيا:"وانفتح هيكل الله فى السماء وظهر تابوت عهده فى هيكله، وحدثت بروق وأصوات رعود وزلزلة وبرد عظيم"(رؤيا19:11) انه لا يمكن ان ينطبق على وجود تابوت مادي بل هو وجود القديسة مريم فى ملكوت السموات لأنه لا يمكن أن تظهر أشياء مادية فى السماء كالأبنيـة والأخشاب والنباتات أو غيرها. - ورأى بعض الـمفسرّين ايضا فى الآيـة الواردة فى سفر نشيد الأناشيد:"من هذه الطالعة من القفر الـمستندة على حبيبها" (نشيد الأناشيد5: وايضا ما جاء "من هذة الطالعة من القفر كعمود بخور معطّرة بالمرّ واللّبان"(نشيد الأناشيد6:3) إفادة بخروج العذراء مريم من العالـم بصحبة إبنها يسوع وهى مُمجدة. - ورأى بعض الـمفسرّين ايضا فى الآيـة الواردة فى اشعيا النبي:"مجد لبنان يأتي اليكِ .. أُمجد موطئ قدميّ"(اشعيا13:60) إفادة بالمجد الذى حصلت عليه مريم العذراء. - بـما أن الله قد حفظ جسد مريم فى البتوليـة والطُهر، فكان من اللائق أن يكّرم الله هذا الجسد كما يُمجد قديسيه الى يومنا هذا حيث يحفظ الرب بعض أجساد القديسين (امثال القديسة ريتا دى كاشيا والقديس انطونيوس البادواني وغيرهم)، فإن مريم العذراء يجب ان تتميز على الكل بأن جسدها يُحفظ فى السماء. - ذُكر فى العهد القديم كيف أمات الله موسى ودفنه بنفسه فى جبل "نبو" بعيداً عن أعين الشعب خوفاً من ان يعبد الشعب جسده، لذلك قيل فى سفر التثنية:"ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم"(تثنية6:34). ثم جاء فى رسالة يهوذا عن جسد موسى يكشف عن أهمية خاصة لجسد موسى ويبدو ان رئيس الـملائكة ميخائيل كان منوطاً به حراسة الجسد أو الصعود به إلى السماء وحاول إبليس أن يسترده أو يكشف عن مكانه لتضليل الشعب فوقعت معركة بينهما استنجد فيها رئيس الملائكة بالرب قائلاً:"لينتهرك الرب"(يهوذا9). فإذا كان قد صار إهتمام الله هكذا بموسى وكان هذا بسبب ان جسد موسى كان قد نضح عليه مجد الله وانعكس عليه نور وجهه بسبب تواجده مع الله اربعين يوما، وقبوله من يديه وصايا مكتوبة، فكم يكون إهتمام المسيح بجسد العذراء بعد نياحتها الذى نال حلول الروح القدس وملئا من النعمة وتظليلاً بقوة العلي ثم حلول الله الكلمة في أحشائها؟ - ان إنتقال مريم العذراء هو تحقيق للنبؤة التى قيلت على لسان القديسة اليصابات:"طوبى للتى آمنت لأنه سيتم ما قيل لها من قِبل الرب"(لوقا45:1)، فها ان كل الوعود التى قيلت من قِبل الرب للمؤمنين به قد تحققت للعذراء، ونالت هذه النِعم السماويـة بأن تُصبح أماً ليسوع وأن تدوم بتوليتها وان يٌحبل بها بلا وصمة الخطيئة الأولى وان تكون أماً للـه وللكنيسة ,اخيراً إنتقال نفسها وجسدها للـمجد الأبدي. - ان عقيدة إنتقال مريم العذراء للسماء بالنفس والجسد مرتبطة بعقيدة عصمتها من دنس الخطيئة الأصلية وايضا عقيدة بتوليتها الدائمة، فحيث ان مريم قد حُبل بها بلا دنس الخطيئة الأولـى فهى لا تعاني تبعات وآثار تلك الخطيئة والتى منها إنحلال الجسد فى القبر، وحيث ان مريم قد حبلت بالمسيح وهى عذراء وولدته بـمعجزة وظلت عذراء فلا يمكن قبول ان جسده الذى تقدّس بقدوس الله يعاني فساداً. سؤال: يعتقد الكاثوليك ان يسوع ومريم متساويان لأنهما صعدا كليهما الى السماء، وهذا امر غير منطقي. الرد: مريم العذراء لم تصعد الى السماء بل انتقلت الى السماء. السيد المسيح قد صعد بقوته،بينما أُخذت مريم العذراء الى السماء بمعرفة الله. هذا الإنتقال هو مطابق فى الأساس لما ذكره الإنجيلين عن إنتقال المؤمنين فى يوم مجئ الرب، وهذا ما تعلنه العقيدة من ان مريم العذراء قد إنتقلت للسماء. ارثوذكسيا: من المعروف أن نياحة القديسة الطاهرة مريم كان فى 21 طوبة حيث كانت قد بلغت من السن 58 سنة. (من التقليد الرسولى) فبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة أرسل الى أمهملاكا يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمرالسيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيلوأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة.وبمعجزة إلهية "وٌجدوا جميعا" فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما الرسول الذى كان يكرز فىالهند. كان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية. فرحت العذراء بحضورالرسل و قالت لهم: أنه قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم. وبعدما ودَعتهم حضر إليها إبنها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة القديسينفأسلمت روحها الطاهرة بين يديه المقدستين يوم 21 طوبة ورفعها الرسل ووضعوها فىالتابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضا غير المنظورين يرتلون معهم ودفنوها فىالقبر.ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها. لم تنقطع أصواتتسابيحهم وهبوب رائحة بخور ذكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركواالمكان إلا بعد إنقطاع صوت التسابيح ورائحة البخور أيضا. وكانت مشيئةالرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة.وقدأخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما الرسول الذى كان يبشَر فىالهند ولم يكن حاضراً وقت نياحة العذراء. كان القديس توما فى الهند،وكما قلنا لحكمة إلهية لم يحضر إنتقال السيدة العذراء من أرضنا الفانية ولكنسحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع أحد الملائكة يقول له "تقدم و تبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك".ثمأرتفع الجسد الى السماء ثم أعادتة السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتةهناك. فكَــر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل. فوصلها مع نهاية شهر أبيب فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء. فطلب منهم أنيرى بنفسه الجسد قائلا:"إنه توما الذى لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أنوضع يدية فى آثار المسامير". فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلاالأكفان فحزنوا جدا، ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: "بل رأيت جسد العذراء الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة".فعرفوامنه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث الذى إنقطعتفيه التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرى وأستمر الصياملمدة أسبوعين. وهو الصوم المعروف بصوم العذراء. رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوعأن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء. فحقق الرب طلبتهمفى هذا اليوم المبارك 16 مسرى، وأعلنهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فىالفردوس.لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أى ناسوتهمن جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد ومرعى للدود. ولازال تكريم السيد المسيح لأمه يبدو فى قبول شفاعتها لأنه قال "إنَى أكَرم الذينيكرموننى". ولقد ظهر من القبر الذى كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها،مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوافيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهمخائبين |
||||