منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 09 - 2014, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 6451 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميلاد سيِّدتِنا مَريَم البتول في الترتيب اللاتيني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأخ نوهرا صفير الكرمَلي
إنَّكِ سعيدة يا مَريَم البتول القدِّيسَة، ومُستحِقَّة كلَّ مَدح؛ لأنَّهُ أشرَقَ منكِ شمسُ البرّ، المَسيحُ إلهُنا. هللويَا.
مقدِّمة
تفتتحُ الكنيسَة اللاَّتينيَّة ليتورجيَّتهَا بآيَة الدخول التي تعلن فيه هذا النَّهَار المقدَّس على أنَّهُ بدءُ خلاصِنا، مصدَرَ سَلامٍ أوفرَ لنا قائِلة: لِنحتفِل متهَلِّلين بميلادِ القدِّيسَة مَريَم البَتول، إذ ظهَرَ مِنها شمسُ البرّ، المسيحُ إلهُنا.
إنَّ الكنيسة الجَامِعَة المقدَّسَة لم تعيِّد لميلاد أحد من القديسين سِوى ثلاثة وهم: السيِّد المَسيح
( 25 كانون الأوَّل - إحتفال )، القدِّيسَة مريَم البَتول والدة الإله ( 8 أيلول - عيد ) والسابق يوحنا المعمدان ( 24 حزيران - إحتفال ) لأنَّ في ولادتهم تدخل مباشر من قبل الله من خلال ملائكته.
والكنيسَة اللاتينيَّة تدخلنا في ليتورجيَّة القراءات إذ تعطينا أهميَّة المعاني السامية والعميقة لهذا اليوم المقدَّس الذي فيه تدعو الكنيسَة لأن نعيِّد لولادة البتول القدِّيسَة مريم بالفرح والحبور مردِّدينَ مزمور القراءات ( المزمور 12 ):
إنّي أسَرُّ سروراً في الرَّبّ، وابتهَجَ قلبي بخلاصِكَ، لأرنِّمَنَّ للرَّبّ، لأنَّهُ كافأني.
لمحَة عن ولادة البتول القدِّيسَة:
كان يعيش في مدينة الناصرة زوجان هما يواكيم وحنة، فيواكيم نشأ من سبط يهوذا من نسل الملك والنبي داود، فأبوه هو فاربافير من سلالة ناثان بن داود، وأما حنة فهي إبنة الكاهن متان من قبيلة هارون وكان لها أختان هما مريم وصوفيا، وقد تزوجت مريم في بيت لحم وولدت صالومي، وتزوجت صوفيا في بيت لحم أيضاً وولدت أليصابات أم النبي يوحنا المعمدان سابق الرَّبّ، وتزوجت أختهما حنة وولدت مريم العذراء أم يسوع المسيح ربِّنا في الناصرة، وبناءً على نقاوة سيرة هذين الزوجين يواكيم وحنة وقداستهما وإحسانهما استحقا أن يكونا أبوي والدة الإله مريم العذراء الكليَّة القداسَة التي هي أقدس من جميع القدِّيسين وأطهر من الشاروبيم، فقد كانا بارين أمام الله نقيي القلب محافظين على وصاياه وقد اشتهرا عند الجميع بتواضعهما كثيراً وقد مضى على زواجهما خمسون سنة فطعنا كلاهما في شيخوخة مسنة ولم يرزقا نسلاً، فبرح بهما الحزن حتى استأصل منهما الرجاء بأن يكونا من أجداد المسيح الموعود به، ثم اشتدت وطأته عليهما بسبب احتقار مواطنيهما وإهاناتهم لهما حسب عادة ذلك الزمان، لأن العاقرين في نظرهم هما خاطئين أمام الرب فلم يرزقهما نسلاً، وعارين على أمتهما.
حياتهما كانت طافحة بالمحبة لله والشفقة على القريب، فكانا يفرزان كل سنة ثلثي دخلهما ويقدمان الثلث إلى هيكل الرب ويوزعان الآخر على الفقراء، وأما الثالث فيبقيانه لحاجاتهما، وكانا سعيدين في حياتهما هذه، إلا أن العقر كان يفعم قلبيهما يأساً وحزناً وبؤساً، لأن ذرية داود كانت قد أعطيت رجاءً لأن تكون وسائل خلاص الجنس البشري بميلاد ماسيا المخلص الموعود به منها.
لقد كابدا من عار العقر مدة حياتهما الزوجية الطويلة، وكان ليواكيم الحق بموجب الشريعة الفريسية أن يقاضي حنة بالطلاق بسبب عقرها، إلا انه وهو الرجل الصدّيق قد أحب امرأته حنة واحترمها لأجل وداعتها الفائقة وفضائلها ولم يرد أن يفارقها، فعانيا كلاهما ثقل الامتحان باكتئاب قلب تنزه عن التذمر واستمرا يعيشان في الصوم والصلاة والإحسان ويشدد احدهما الآخر بمحبة متبادلة، والأمل بأن الله قادر أن يرحم عباده مالئ قلبيهما.
ومن عادتهما أن يزورا أورشليم في الأعياد العظيمة، ففي عيد تجديد الهيكل جاء يواكيم مع بعض مواطنيه ليقدم فيه قرابينه فرفضها رئيس الكهنة ايساخر قائلاً له:
"أنت غير مستحق لأن تُقبل منك قرابين لأنك غير مثمر، فلا ريب في انك لم تنل بركة الله بسبب خطاياك الخفية"
وقال له رجل من سبط راؤبين:
"لماذا تريد أن تقدم قرابينك قبلي ؟ أفلا تعلم انك غير مستحق لأن تقدم معنا قرابين لأنك لم تقم ذرية في إسرائيل".
فثقل على يواكيم أن يسمع هذه الملامات وخجل ولم يرجع إلى بيته بل هام على وجهه إلى البرية مغتماً جداً وانصرف إلى رعاية قطيع غنمه وهو يبكي العقم والعار، هناك بكى الشيخ البار وصام وصلى أربعين يوماً رافعاً اكتئابه بدموع الاستعطاف والدعاء إلى الله ليرفع عنه العار، ويمنحه ولداً في شيخوخته وطالباً منه الرحمة الإلهية والعزاء الذي ناله صفيه إبراهيم وقال:
"لستُ أذوق طعاماً ولا أعود إلى بيتي، فدموعي هي طعامي والبرية هي بيتي حتى يستمع لي الرب"
وفي الوقت ذاته عرفت حنة بإهانة زوجها وبأنه قد هجرها إلى البرية، فسالت دموع عينها سخية ومضت إلى البستان إخفاءً لحزنها عن أهل البيت، وبينما كانت جالسة تبكي تحت شجرة الغار وتصلي بإيمان لا يتزعزع ليجعل الرب القادر على كل شيء غير الممكن ممكناً، وإذ رفعت عينيها في ذلك الحين إلى السماء، وشاهدت من بين أغصان الغار عشاً لأفراخ العصافير عارية، فزادت دموعها غزارة وعظمت صلاة التشكي في قلبها فهتفت قائلة:
"ويلي أنا العاقر الوحيدة الذليلة بين جميع النساء، فبماذا يمكن أن أشبّه ذاتي ؟.. إني لا استطيع أن أشبه نفسي لا بطيور السماء ولا بوحوش الأرض لأنها تقدم لك أيها الرب ثمرتها وتتعزى بأولادها، أما أنا فمحرومة من هذا السرور بل ولا اقدر أن أشبه نفسي بالأرض لأنها بنباتها وأثمارها تباركك، أما أنا فإني الوحيدة غير المثمرة على الأرض وكصحراء بلا ماء، بلا حياة، وبلا نبات، فويلي أيها الرب انظر إليَّ واستمع صلاتي يا مَنْ وهبتَ سارة ابناً في شيخوختها المتناهية، وفتحت رحم حنة أم صموئيل، إفتح رحمي واجعلني أنا العاقر مثمرة حتى نقدم مَنْ ألِدُهُ نذيراً لك ممجدين رحمتك".
فظهر أمامها فجأة ملاك الرب وقال لها:
"يا حنة، إن صلاتك قد سُمعت، وتنهداتك قد اخترقت السحاب، ودموعك قد بلغت عرش الرب، فأنتِ ستحملين وتلدين بنتاً فائقة البركات والقداسَة، لأجلها تتبارك قبائل الأرض كلها، وبها يُمنح الخلاص للعالم أجمع، وتُسمى مريــم".
فسجدت حنة للرب وهتفت وهي ممتلئة فرحاً تقوياً:
"لَعَمْرُ الرب الإله، إنني إذا رزقتُ ابنة نذرتها لخدمة الرب، فلتخدمنّه ليلاً ونهاراً مادِحَة اسمَهُ القدّوس".
وأمَرَ الملاك حنة بأن تذهب إلى أورشليم بعد أن تنبأ لها بأنها ستلتقي بزوجها عند الباب الذهبي، فأسرعت وهي تلفظ هذا النذر إلى أورشليم لتحمد العلي وتشكره في الهيكل على رحمته الإلهية. وفي الوقت ذاته ظهر الملاك ليواكيم الصدّيق وهو واقف في البرية يصلي وقال له:
"يا يواكيم، إن الله قد سمع صلاتك، فستحمل امرأتك حنة وتلد لك إبنة يملأ ميلادها العالم كله بالسرور والفرح، وهاك آية فاذهب إلى الهيكل في أورشليم فتلاقي عند الباب الذهبي زوجتك حنة التي بشرتها أنا بهذا".
فلما التقيا قدما معاً قربان حمد في الهيكل، وعادا إلى بيتهما وإيمانهما وطيد بأنهما سينالان ما وعدهما به الرب فحملت حنة في اليوم التاسع من كانون الأول وولدت في اليوم الثامن من أيلول مريم الفائقة النقاوة والبركات بدء خلاصنا وشفيعتنا التي فرحت بميلادها السماء والأرض، وقدم يواكيم إلى الله تقادم عظيمة وقرابين وضحايا، ونال بركة رئيس الكهنة والكهنة واللاويين والشعب، وهيأ وليمة حضروها وباركوا الله مبتهجين.
لم ترد في الإنجيل المقدَّس رواية ميلاد العذراء مريم، وإنما حُفظت عنه كتابات مسطرة في مؤلفات القديس ابيفانيوس أسقف قبرص، ومؤلفات المغبوط إيرونيموس وغيرُهم مِن القدِّيسينْ الذين كانت لمريم العذراء المكانة الكبرى في حَيَاتهم المكرَّسَة.
تاريخية عيد ميلاد البتول القدِّيسَة:
تعود تاريخيَّة هذا العيد إلى إيمان المؤمنين وتكريمهم لولادة أمّ الله القدِّيسَة إذ نجد تكريم ميلاد البتول في التقويم الكنسي للكنيسة الأولى في 8 أيلول وهو التاريخ الذي تحتفل به كنيستنا الجامعة المقدَّسَة اليَوم. وهذا يدل على أنه كان موجودا قبل انعقاد المَجمَع المسكوني الرابع.
إذ كانت الكنيسة المسيحية في أورشليم تعيده منذ القدم ، ففي القرن الرابع الميلادي شيَّدت القديسة هيلانة كنيسة على شرف ميلاد العذراء القدِّيسَة وسمِّيَت: " كنيسة القديسة مريم حيث ولدت ". إذ انتشَرَ هذا العيد وعمِّمَ في القرن الخامس الميلادي ووضِعَت لهُ الصلوات والتراتيل الليتورجيَّة والعظات الخاصَّة بهذا اليوم المقدَّس. ويرجح بعض العلماء أن القديس رومانوس الحمصي أيضاً قد ألف خدمة العيد ومن المحتمل أيضا انه أدخله إلى كنيسة روما قبل البابا سرجيوس الأول الذي كان يونانيا من جنوب إيطاليا ( صقلية ) والقديس يوحنا الدمشقي ويوسف الستوذيتي ألفوا ترانيم وصلوات لا تزال الكنيسة تمجد بها العذراء مريم واقام له البابا انوشنسيوس الرابع خدمة له لثمانية أيام، كما أقام له القديس غريغوريوس الحادي عشر تقدمة أو بارامونا في القرن الرابع عشر كمَا وأنَّنا نجد في الكنيسَة البيزنطيَّة طروبارية الميلاد تحمِلُ أجمَلَ المَعَاني الخاصة بهذا اليَوم إذ تقول:
ميلادكِ يا والدة الإله العذراء قد بشر بالفرح كل المسكونة، لأن شمس الحق المسيح إلهنا قد أشرق منكِ، فنقض اللعنة ومنح البركة وأبطل الموت، ووهبنا الحياة الأبدية.
إن يواكيم وحنة من عار العقر أطلقا، وآدم وحواء من فساد الموت أعتقا بمولدك المقدس يا طاهرة فله أيضاً يعيّد شعبكِ إذ قد تخلص من خصومة الزلات صارخاً نحوكِ: العاقر تلد والدة الإله مغذية حياتنا.
كمَا وأنَّ كنيسَتنا اللاتينيَّة أغنت هذا النهَار بليتورجيَّة خاصَّة وأعطتهُ طابعاً مريمياً كصلاة الجمَاعَة، الصلاة على القرابين، المقدِّمَة الخاصة بمريم العذراء...
نذكر هنا صلاة الجَمَاعَة التي تردِّدُهَا الكنيسَة مَعَ المؤمنين في هذا اليوم المقدَّس إذ تقول:
نسألكَ، أيُّهَا الرَّبّ الإله، أن تُمِدَّنا نحنُ عبيدُكَ بهبَةِ النِّعمَة السَّمَاويَّة + فيَكونَ ميلادُ البَتول القدِّيسَة، وهو بَدءُ خلاصِنا، مَصدَرَ سَلامٍ أوفر لنا. بربِّنا يسوع المسيح الإله الحيّ المَالِك إلى دهر الدّهور. آمين.
لا يستند هذا العيد إلى الكتاب المقدس إنما إلى مؤلفات القديس أبيفانوس القبرصي والقديس إيرونيموس وغيرهما من القدِّيسين الذين تكرِّمهم كنيستنا والذين نقلوا إلينا رواية ميلاد والدة الإله، لكن التقليد الكنسي حافظ على المعلومات التي تساعد في كشف الحقيقة الكتابية والعقائدية.
وهي أن مريم والِدة الإله هي من نسل داود وأنها أيضا حظيت بولادة عجائبية إذ حلت والدتها من العقر فأنجبت العذراء المختارة التي ستقدم الطبيعة البشرية لكلمة الله.
الإطار الليتورجي:
إنَّ الكنيسَة اللاتينيَّة من خلال قراءاتِهَا الليتورجيَّة لهَذا النَّهَار تتوقَّف على نسب يَسوع لِتعلن مع متَّى الإنجيليّ، إيمَانهَا بأنَّ يَسوع هو المَسيح الرَّبّ، وأنَّهُ ابنُ الإنسان، مرتبط بالأجيَال السَابقة، وبالأجيَال اللاحِقة، كمَا يَقول لنا القدِّيس بولس في مطلع رسَالتِهِ إلى كنيسَة روما (1: 10 ?13).
يسَ في العهد الجديد جدول نسَب إلاَّ لشخص واحِد هو الرَّبّ يَسوع. وهذا النسَب مذكور في إنجيل القدِّيس متَّى ولوقا. وفرادة متَّى تتجلّى في نهَايَة السلالة، فيَقول: " يَعقوب ولدَ يوسف رجل مَريَم التي وَلدَت يَسوع..." هنا تتوقَّف السلالة فجأة ونفهَم أنَّ يوسف ليسَ الوالِد الطبيعي ليَسوع، إنَّمَا الشرعيّ.
إنَّ الإنجيليّ متى، يَعرض علينا قراءة صحيحة للتاريخ، ولكن ليسَ بمعناه الحَدثيّ ولكن في أبعَادِهِ كلِّهَا. فهو يَسعى إلى أن يعرض علينا مسيرة تاريخيَّة واقعيَّة كمَا يَفهَمُهَا إنسان يؤمِن بأنَّ التاريخ الحقيقيّ هو الحوار ما بين الله والإنسَان في علاقة حرَّة.
الفصل الأوَّل في إنجيل متى يُظهِر لنا يَسوع بمظهَر الإله الإنسَان، وهو يُقسم إلى قسمين:
الأوَّل يدلّ على أنَّ يَسوع المنتظر هو من نسلِنا، والثاني يوضِح أنَّهُ حُبِلَ بهِ من الروح القدس، وقد أدخلهُ يوسُف في سيَاق تاريخِنا بعدَمَا أطلقَ عليهِ الإسِم، وأعطاهُ كذلِكَ كيَانهُ الإجتماعيّ.
إنطلاقاً من أهميَّة الموضوع، تظهر كنيسَتنا اللاتينيَّة الرومانيَّة أهميَّة ليتورجيَّة هذا العيد وقد اختارت هذا النص من إنجيل متى لتدخِلنا في عمق سرّ المَسيح، أي في فهم شخص يسوع الذي هو إبن الله باللاَّهوت وابن البَشَر بالناسوت، أي أنَّهُ يَنتمي إلى العَائِلة البَشريَّة إنتِماءً كامِلاً.
القراءات الثلاث لهَذا العيد تدور حول نقطة أساسيَّة؛ مخلِّص إسرائيل الموعود بهِ، سوف يأتي وسيكون هو الملك المنتظر والمولود من مريَم العَذراء القدِّيسَة. ممَّا يَعني أوَّلاً، أنَّهُ المنتظر الذي يمثِّل كلّ الأمَم، وثانياً، أنَّهُ سَيَحكُم بالعَدل لأنَّ بهِ تمَّت كلّ المَواعيد والنبوءات.
روحَانيَّة عيد ميلاد البتول القدِّيسَة:
إن ذكرى القديسين مجيدة، لكن لا شيء يعادل مجد احتفال اليوم كمَا يقول القدِّيس بروكلّس رئيس أساقفة القسطنطينية. تكريم العذراء القدِّيسَة هو من صميم الروحانيَّة الغربيَّة لأنَّهُ يعبِّر عن الهدَف الذي يتوقُ إليه كلّ مسيحيّ. فتكريمهَا في مختلف طرقِهِ وعبَاراتِهِ، هو دائِماً التسبيحُ الذي يَرفعُهُ المؤمن لله الذي يَعمَل العَظائِم. لقد كانت مَريَم قائِدَتنا إلى القداسَة، إذ أصبَحَت والِدة الإله وأمُّنا أجمَعين.
إنَّ يوم ميلاد البتول القدِّيسَة هو يوم البَهجَة والسرور لكلّ الجنس البشري لأنها هي التي ولدت المسيح الإله مخلص العالم وفادي الإنسَان. بميلاد والِدة الإله مريم الدائِمَة البتوليَّة قد انحلَّ عقر يواكيم وحنة وأيضا انحل عقر طبيعتنا باعتبارهما شأنا واحد، بميلاد الطوبَاويَّة مريم نجونا من الموت وبها تألهنا.
إنَّ ابتهَاجَنا وسرورنا بميلاد البتول القدِّيسَة مريم هو ابتهاجٌ وسرورٌ بالمسيح الإله.
لذا تحيا الخليقة إذا أصبحت مكانا للمسيح على مثال سكنى الرب يسوع في أحشاء مريم .إذ تبقى رسالة مريم العذراء هي أن تنمي فينا محبة يسوع المسيح ربِّنا.
وعليه لنصرخ مَعَ القدِّيس بروكلّس رئيس أساقفة القسطنطينية إلى القديسة العذراء مريم قائلين: مباركة انتِ في النساء أنت وحدك شفيت أحزان حواء. أنت وحدك مَسَحتِ دموع الباكية. أنت وحدكِ حملت ثمن فداء العالم، وأخذتِ الكنز الذي لا يُثمَّن لتحفظيه. وحدك حبلتِ بلا رغبة، وولدتِ بلا ألم، وحدك ولدت عمانوئيل كما شاء هو. فمباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك.
خاتِمَة:
نرى في ميلاد العذراء القديسَة الدائِمَة البَتوليَّة، مثالاً لانفِتاح العينين والأذنين والقلب على أنوار الروح وكلِمَاتِهِ، ومَواهِبِهِ. لذلِكَ كانت "الممتلِئة نعمَة" و"الرَّبُّ مَعَهَا" و"المبَارَكَة بينَ النِّسَاء". لقد بدأت العنصَرَة بهَا، في البشارَة، وفاضت عليهَا في العليَّة فأصبَحَت بدورهَا، في قلب الكنيسَة، وفي قلب حَيَاتِنا، "كرسيّ الحِكمَة" و "بابَ السَّمَاء" و "سلطانة الأنبيَاء". وَمَن كانَ لهُ أن يُصبحَ هيكلاً للروح، أصبَحَ هو بدورهِ، على مثالِهَا.
 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 6452 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مواهب الأب بيّو المتعدّدة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«إنّ أعظم عمل محبّة، هو أن ننتزع النفوس من قبضة الشيطان، ونذبحها للمسيح» (الأب بيّو)
كانت مهمّة الأب بيّو واضحة: خلاص النفوس بواسطة الصلاة، الإماتات، الإرشاد في كرسيّ الاعتراف والذبيحة الإلهيّة. وقد أنعم عليه الله بمواهب كثيرة تساعده على القيام بمهمّته، نذكر من هذه المواهب:
1. الرؤية الواضحة والتمييز أي القراءة في الضمائر:

كان الأب بيّو يمضي في كرسيّ الاعتراف بين 17 و19 ساعة يوميًّا. وأكثر عجائبه كانت عجائب كرسي الاعتراف فقد كانت شبكته دائمًا قيد الاستعمال:

إنّ كلمة صغيرة منه، كفيلة بأن تعمل في نفس الخاطئ الكبير، الكثير من التأثير فيعود إلى عبادة الله. قال أحدهم: «لا أؤمن بالله». فأجابه الأب بيّو: «ولكن يا بُنيّ إن الله يؤمن بك». ففتحت هذه الجملة مداركه ورجع إليه تعالى.

قال آخر: «يا أبتِ، أخطأتُ كثيرًا حتّى لم يبقَ لي أمل في الرجوع». فقال الأب: «لكن الله لا يترك أحدًا، فقد كلّفه أمر خلاصك الكثير فكيف يتركك؟» فتاب.

خلال المناولة، مرّ الأب بيّو عشر مرّات أمام رجل راكع أمامه ولم يمنحه القربان وكأنّه لم يَرَه، في آخر القدّاس تبعه هذا المسكين إلى السكرستيّا، فقال له الأب بيّو: «اذهب وتزوّج تلك التي تعيش معها ثمّ تعال فتناول».

في كرسي الاعتراف كان الأب بيّو قاسيًا على الخطأة ليحثّهم على الندامة، وكان يقرأ في الضمائر فيذكّر التائبين بخطايا نسوها أو أخفوها عن قصد، ويبيّن لهم خطاياهم مع عددها وظروفها. كما وأنّه كان يجيب على أسئلة قبل أن تُسأل...

قصدته امرأة يومًا لتعترف بإثم كبير اقترفته. وقبل أن يستمع إليها، صلّى من أجلها، فشاهدت رؤها عجيبة، إذ وجدت نفسها في ساحة مار بطرس في روما بين الجماهير تطالب ببابا جديد، وكان الفرح يغمر رؤياها. ثم ابتدأت اعترافها وأقرّت بأنّها أجهضت جنينها عمدًا. حينئذ قال لها البادري بيّو: «هذا البابا الذي كانت الجماهير تنادي به...، هو الابن الذي قتلته بالإجهاض...».
2. نعمة الانتقال من غير أن يبرَح مكانه:

نال الأب بيّو نعمة الانتقال إلى حيث يجب أن تُجترح العجائب. (كان ذلك يحصل مع القدّيس أنطونيوس البادواني).
هذا الراهب الطائع حتى المُنتهى، الذي لم يبرحْ ديره منذ أكثر من خمسين سنة، كانوا يرونه في أمكنة عديدة من إيطاليا وفرنسا وأميركا، ويسمعون كلماته ويشعرون بلمساته، ويشتمّون رائحة زكيّة تُنبئُ بحضوره، وترافقها أحيانًا شفاءات أو اهتداء أو تنشيط روحيّ وجسديّ. هذه بعض أسفاره العجيبة:

ظهر الأب بيّو لقائد يريد الانتحار فرمى مسدّسه على الأرض عندما قال له: «إنّك أرفع من أن تأتي بهذا العمل الوحشي».

سألوه يومًا عن هذا التنقّل الروحيّ دون مغادرة المكان الذي هو فيه؛ فأجاب: «إنّ النفس التي تنتقل في حياتها تعرف ذلك تمام المعرفة إذ ليس الجسد هو الذي يقود النفس وإنّما النفس هي التي تقود الجسد، وعلى كلّ حال، فإنّها تعي ذلك تمامًا وتعرف أيضًا لماذا هي ذاهبة.

يُخبر الأب "كليمنضوس": أنّه بينما كان يُقيم الذبيحة لراحة نفس والد الأب بيّو: ظهر قربه في بدء الكلام الجوهريّ وبعد أيّام أتى إلى الدير وألحّ عليه يسأله ما إذا كان حقًّا بقربه؟ فأجاب: «ومن تريد أن يكون يا أخي؟».

ولا يمكننا إلاّ أن نذكر حضوره ? دون أن يغادر ديره طبعًا ? إلى جانب المتألّمين: فقد شوهد في هنغاريا مؤاسيًا للكاردينال "ميدزنتي Midszenty " في السجن وقد اعترف الأب بيّو شخصيًّا أنّه زاره وخدم له القدّاس في السجن. وفي يوغوسلافيا، شوهد الأب بيّو في دعوى "الكاردينال ستيبيناك Stepinac". وفي بولونيا ذهب يؤاسي "الكاردينال فيزينسكي Wiszinski" ورفاقه. وشهادات كثيرة تقول أنّه ذهب إلى سيبريا، وتشيكوسلوفاكيا، وغيرها من الدول الاشتراكيّة لتعزية وتشجيع المؤمنين والمضطهدين.


3. العجائب

أمّا عجائب الأب بيّو من شفاء مرضى، وهداية الخطأة، وعودة غير المؤمنين إلى الله وغيرها فهي كثيرة لا تُحصى، كانت تلك الثمار اليوميّة لرسالة البادري بيّو. في روما أكثر من مئة مجلّد كبير، تحتوي على مئات الصفحات التي تنقل إلينا مختلف الشهادات من معاصري البادري بيّو؛ أو حازوا على نعمة ما منه أو على شفاء، أو كانوا شهودًا لظاهرة غريبة حصلت بشفاعته. وهذه بعض هذه العجائب:

ثمّة ولدٌ وقع في غيبوبة من جرّاء نزيف في الدماغ في مستشفى في فرنسا، يوقظُه كاهن، فينهض معافى. قام الوالدان مع ابنهما بزيارة تقويّة للبادري وإذا بالولد يصرخ: هذا هو الكاهن الذي رأيته وتبسّم لي فأمرني أن أنهض وأقوم.

امرأة بلجيكيّة بُلِيَت بداء السرطان في صدرها، كما يبستْ يدُها اليمنى. صلّت وكرّست تساعيّة للبادري بيّو. وفي آخر يوم؛ بينما كانت تراقب ابنتها وهي تلعب في البستان سقطت هذه الأخيرة في البركة. مدّت الأم يدها بعفوية لتنشلَها، فتحرَّكت اليدُ وزال عنها المرض.

كانت رائحة ذكيّة تنبعث دائمًا من دم البادري بيّو، وهي أريجٌ محَبَّب فتّان كأنّه مزيجٌ من روائح الزنبق والورود، يشمّه الزائرون لدى اقترابهم من غرفته فينتعشون. ولم يكن البادري يضع عطرًا وما كان يوجد في الدير أثر للطيوب.

في الحرب العالميّة الثانية، استشاره جنديّ: هل يصيبني مكروه؟ - فأجابه: لا، لن يُصيبك مكروه، ولكن إلى أين أنت ذاهب؟ - قال إلى اليونان ? فأجابه: لا، لن تذهب إلى هنالك. صدقت النبوءة بحذافيرها...

بينما كان ضابط يحرِّض جنوده للمقاومة أمام هجومات الأعداء، في الحرب العالميّة الأولى، على مرتفع بارز، شاهدَ، على مسافة، راهبًا يصرُخُ إليه: أبعِدْ من هناك حالاً. تعال بقربي. أسرعْ، أسرع". أُعجب الضابط بذلك الوجه الملائكي والعينين اللامعتين، قفز بسرعة، وما إن بلغ قرب الراهب حتّى سمع انفجار قنبلة في المكان الذي كان واقفًا فيه يأمر الجنود. نظر إلى الدخان مذعورًا. وبعد لحظات التفتَ إلى الراهب ليشكرَه. ويا للعجب، أين هو؟ إنّه قد اختفى. أخبر أصدقاءَه بالحادث، فأشاروا إليه: ربّما يكون البادري بيّو. ذهب إلى سان جيوفاني روطوندو، وما إن دخل السكرستيّا، رآه وهتف: "هذا هو. هذا هو حقًّا" وركع يقبّل يديه. وضع البادري بيّو يده على رأس الضابط وقال له: "لا تشكرني، أنا. بل أَدِّ الشكر لسيّدنا يسوع المسيح وللعذراء مريم".

"أنّا جيمّا جي جورجي"، بنت سبع سنوات من صقليا، عمياء منذ ولادتها، لا بؤبؤ في عينيها، ممّا يعني لجميع الأطباء أنّ لا شفاء لها من العمى. لها نسيبة راهبة، قالت لجدّتها: "خذيها إلى سان جيوفاني روطوندو. إنّ البادري بيّو كاهن قدّيس، ويداه الحاملتان السِمات المقدّسة مملؤة نعمًا سماويّة. عيناه تنظران دومًا إلى السماء كي تستمدّ من الله النعمة التي نطلبها بشفاعته. "تذرّعت الجدّة بإيمانها البسيط وسلّمت ذاتها للثقة. في 6 حزيران 1947 عند العصر وصلت مع البنت إلى دير سيّدة النعم مع الأمل أن يَقبلَها البادري بيّو للمناولة الأولى فتتناولُ القربانة من يده وتطلبُ منه الشفاء. حشود الزائرين لم تسمح لهما التقرّب من كرسي الاعتراف. في الغد انتظرتا على الباب منذ الساعة الواحدة ليلاً. لمّا فُتح الباب عند الساعة الرابعة كانت الاثنتان في المقدّمة عند المذبح. بعد القدّاس وفعل الشكر، أي بعد ساعتين، أقبل البادري، وبينما هو يدخل في كرسي الاعتراف شرع ينادي: "لتأتِ أنّا جيمّا العمياء إلى هنا". استمع إلى اعتراف الصبيّة ولمَس جفنيها ورسم عليها إشارة الصليب. بعد الظهر أُقيم احتفال آخر. تقدّمت أنّا وتناولت القربانة لأوّل مرّة من يد البادري بيّو، الذي رسم أيضًا إشارة الصليب بإصبعه على جَفنيها. بعد لحظات شعرت البنت أنّها ترى بعينيها رؤية واضحة. هذا الشفاء، ضجّت فه كنيسة الدير والمدينة، وإيطاليا بأسرها. من "باليرمو" أتى طبيب أنّا، هو الذي كان قد أعلن العمَى غير القابل للشفاء. عاين البؤبؤين لا يزالان غير موجودين، والبنت تشاهدُ الناس والأشياء بوجه طبيعي. معاينات طبيّة أخرى أثبتت هذا الوضع. كيف ذلك والبنت ترى مثل كلّ إنسان سليم؟

في أواخر الحرب العالميّة الثانية، بينما كانت الطائرات الأميركيّة تقصف القرى والمدن الإيطاليّة، عجز الجنود عن قصف سان جيوفاني، لأنّهم شاهدوا راهبًا كبّوشيًّا سائحًا في الفضاء، فاتحًا ذراعيه ليحمي المدينة. بعد الحرب قدم الجنود إلى المدينة ليتفقّدوها من أجل التحقّق من هذا الحادث العجيب، وإذا بهم يصادفون البادري بيّو ويقولون: هذا هو الراهب الذي كنّا نشاهده في الفضاء سابحًا فوق المدينة. ومن ثمّ راحوا يبشّرون به، فامتدّ صيته إلى الولايات المتّحدة، وتقاطرت الناس إليه من بعيد.

اجتاح الجراد منطقة سان جيوفاني روتندو وهُدِّدت المزروعات بالإبادة بالرغم من المكافحة. فهرع المزارعون إلى الدير يستعطفون الأب بيّو لنجدتهم، فخرج بأمر الطاعة ورسم إشارة الصليب على الحقول فولّى الجراد مدبرًا ونجَتِ المزروعات واطمأن المزارعون.

سأل يومًا بيّو مزارعة شابّة (غراسيا 29 عامًا) وهي عمياء منذ الولادة إذا كانت تريد أن تستعيد بصرها. «طبعًا أريد، أجابت، إذا كان ذلك لن يقودني إلى الخطيئة». فأسرَّ إليها الأب بيّو أنّها ستشفى وأرسلها لتجرى لها عمليّة جراحيّة في "باري Bari" على يد جرّاح ماهر هو الدكتور "دورانت Durante". لمّا فحصها الطبيب أدرك أنّ الجراحة لن تفيدها بشيء ونصحها بأن تطلب أعجوبة من الأب بيّو. أجرى الجراحة لعين واحدة وها إنّ الشابة تبصر بعين فأجرى عندها العمليّة بالعين الأخرى وها هي غراسيا تبصر بعينيها الاثنتين. كان هذا أمرًا مذهلاً ولا تفسير. ولما عادت إلى سان جيوفاني روتندو أسرعت غراسيا لتشكر الأب بيّو وعبّرت له عن فرحها وعرفانها بالجميل. فنظر إليها الأب بيّو مبتسمًا بصمت؛ وطلبت منه أن يباركها فرسم عليها إشارة الصليب.

ويُذكر أيضًا أنّه بشفاعة الأب بيّو وبفضل صلواته عاد ميتان إلى الحياة.
4. الروائح الذكيّة

هذه الروائح كانت دائمًا علامة لأعجوبة إذ كانت تسبق الأعاجيب التي يصنعها الأب بيّو رائحة عطرة غريبة لا تدوم طويلاً.

كتب عروسان بولونيّان يسكنان في انكلترا إلى الأب بيّو يستشيرانه في مسألة خاصّة، ولمّا أبطأ الجواب قرّرا الذهاب لمقابلته وجهًا لوجه وبما أنّ السفر كان طويلاً باتا ليلتهما في سويسرا في فندق وما إن دخلا غرفتهما حتّى استنشقا رائحة عطرة لا توصَف، بحثا في الغرفة فلم يعثرا على شيء ولمّا استخبرا صاحب الفندق أجابهمـا هازئًا أنّ هذه هي أوّل مرّة يُقال أنّ في فندقه رائحة طيّبة. ولمّا وصل الزوجان أمام الأب بيّو قال الزوج: «لماذا لم تُجبنا يا أبتِ؟» فابتسم الأب بيّو وقال لهما: «كيف لم أجبكما؟ ألم تشعرا بشيء في فندق سويسرا؟» كانت هذه الرائحة الذكيّة ذات غاية رسوليّة لا يشعر بها إلاّ من يريد الله أن يصنع له خيرًا.

ومرّةً أخرى، أخبر كاهن أنه حمل القربان لمريض ولمّا قرع الباب، غمرته رائحة ذكيّة ظنّها بدايةً عطر النساء الساكنات في البيت، لكنّه للحال فكّر أنّ إصبع الأب بيّو كان هناك. وعند رجوعه إلى الدير سأل الكاهن الأب بيّو: «لماذا جعلتني أشمّ رائحتك؟» أجاب: «لأنّني أحبّك جدًّا».

وكم مرّة انتشرت روائح الزهور قرب المريض الذي كان يشفيه استجابة لصلوات أهله.
وهناك الكثير من العجائب التي صنعها الله على يد هذا الكاهن القدّيس لا تُحصى ولا تُعدّ...

5. التكلّم بلغات عديدة

سمع اعتراف الملايين من المؤمنين الآتين من عدّة بلدان وثقافات، وبينهم الكثير الذين لا يتكلّمون اللغة الإيطاليّة. فهناك شهادات للذين قالوا أنّ البادري بيّو كان يتكلّم معهم بلغتهم وقد فهموا جيّدًا إرشاده. هل تكون مواهب الروح في العنصرة قد تجدّدت فيه؟
 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:15 PM   رقم المشاركة : ( 6453 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قدّاس الأب بيّو

إنّ الأب بيّو هو قبل كلّ شيء كاهن، ولذا فإنّ لديه ميزة خاصّة لأبناء جنسه الكهنة، فهم يقصدون سان جيوفاني روتندو من بعيد فيعثرون على «معنى أعمق لكهنوتهم ومحبّة أشمل للنفوس». وقد قال كاهن: «منذ أن حضرت قدّاس الأب بيّو لا أستطيع أن أسرع في تلاوة قدّاسي». وآخر أميركي الأصل قال: «كم تأثّرت لكلمته: النفوس! آه النفوس كم تكلّف لتحصل على الخلاص!»
أثناء الذبيحة الإلهيّة كان وجه الأب بيّو يتصبّب عرقًا وعيناه تفيضان دموعًا وهو يفكّر في حمل الخطايا الثقيل الذي ينوء به يوميًّا في كرسي الاعتراف ليعوّض بدمه في القدّاس عن هذه الأخطاء. ولم يكن فوق الهيكل سوى المسيح على الجلجلة يريه الحاضرين بحركاته. وعند التقدمة كان يرفع الصينيّة في دور استرحام وعيناه تغوصان في نور لا يُرى وكأنّه يجمع العالم بأسره على هذه الصينيّة والدقائق تمرّ ثقيلة أثقل من نقط الدم. وعند ذكر الأحياء كان يتوقّف من جديد في انخطاف ثانٍ يطول جدًّا لولا أمر الرئيس بمتابعة القدّاس.
كان يدعو أبناءه كي يحضروا ذبيحة القدّاس يوميًّا، ويتقدّموا إلى مائدة الحياة لأنّ القدّاس على حدّ قوله «يخلّص العالم يومًا بعد يوم من الهلاك». وكان يعلّم أبناءه الروحيّين أنّه لا يمكننا الحصول على الخلاص إلاّ إذا كان الصليب مزروعًا في حياتنا وكان يقول: «أعتقد أن الافخارستيّا المقدّسة هي السبيل الوحيد للتّوق إلى الكمال، لكن علينا أن نستقبلها وكلّنا رغبة بأن ننـزع من قلوبنا كلّ ما يسيء إلى من نريد أن يكون فينا».
لكنّه كان يحظّر من التناول النفاقي، وقد رفض الاعتراف لسيّدة إنكليزيّة مدّة عشرين يومًا وقال لها: «كان عليك بدلاً من أن تشتكي من قساوتي، أن تشكي نفسك وتسألي نفسك كيف يمكن للرحمة الإلهيّة أن تقبلك بعد تلك المناولات النفاقيّة أتعلمين كم ذلك مؤلم؟ فالذي يقترف خطيئة النفاق لا يمكنه أن يخلص بلا شفاعة أحد الأتقياء إلى الله من أجله.
وكان الأب بيّو يشرح لأحد أبنائه الروحيّين القدّاس مبيّنًا له كيف يجب وضع القدّاس وآلام المسيح على خطّين متوازيين وعليه أن يفهم قبل كلّ شيء أنّ الكاهن على المذبح هو يسوع المسيح نفسه، بحيث يُعيد يسوع بشخص كاهنه عَيش آلامه.
ففي القدّاس نلتقي بيسوع منازعًا، متألّمًا لرؤية كلمة الله التي جاء هو ليحملها غير مسموعة ولا مقبولة ومن هذا المنظار علينا أن نسمع قراءات القدّاس وكأنّها موجّهة إلينا شخصيًَّا.
ومنذ بداية صلاة الإفخارستيّة نرافق يسوع أثناء جَلْده، تكليله بالشوك ودرب الصليب...
والتكريس، إنّه سريًّا، صلب يسوع. لذلك كان الأب يتألّم كثيرًا في هذا الوقت من القدّاس. هنا نلتقي بيسوع على الصليب يقدّم للأب ذبيحة الفداء.
«بواسطته معه وفيه»... هي صرخة يسوع: «يا أبتاه، بين يديك أسلّم روحي». عندها تكون الذبيحة مقبولة لدى الآب. والناس منذئذٍ لم يعودوا منفصلين عن الله بل متّحدين معه لذلك نصلّي في هذه اللحظة، صلاة كلّ الأبناء، أبناء الله: أبانا الذي في السماوات...
كسر القربان يعني موت يسوع، وعندما يضع الكاهن قطعة من الخبز المكسور رمز الموت في كأس الدم هذا يعني القيامة فالجسد والدم متّحدان من جديد وعندها نذهب للمناولة إنّما نتناول المسيح الحيّ القائم من الموت...
بركة الكاهن في نهاية القدّاس تختم المؤمنين بختم الصليب كعلامة فارقة ومميّزة وكترس منيع حافظ لهم من هجمات الشرير.
وهكذا بعد أن نسمع شرح الأب بيّو هذا للقدّاس خاصّة أنه هو كان يعيش تلك المراحل بالألم لا يَسعُنا إلاّ أن نتبعه في هذا الطريق، طريق الألم والقداسة.


 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 6454 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأب بيّو المرشد الروحيّ

كان الأب بيّو رجل صلاة، بل كاهنًا يصلّي كما قال هو عن نفسه: «أنا لستُ سوى كاهن يُصلّي». وقد كان مركز ومحور كلّ حياته المذبح وكرسي الاعتراف وقد قال يومًا لأحد أبنائه الروحيّين: «في مركز حياتك يجب أن يكون هناك مذبحٌ وكرسي اعتراف وكلّ ما تبقّى لا يُفيد بشيء».
كان يدعو دائمًا المؤمنين إلى الصلاة وكان يقول: «الصلاة هي ذوبان قلبنا في قلب الله فإن كانت مصنوعة جيّدًا تؤثّر في القلب الإلهيّ وتدعوه ليستجيبنا دائمًا. فلنصلِّ من كلّ قلوبنا وصلاتنا فنجعل الله يساعدنا».

وكان يعلّم الطواعية للروح القدس، فكان يذكّر دومًا بكرامتنا: «لتكن نفوسكم دائمًا هيكل الروح القدس» (30 كانون الثاني 1915).

وكان يدعو إلى طهارة النفس: «لنكن ساهرين ولا ندع العدو الشرير يشقُّ طريقًا إلى نفوسنا مفسدًا هيكل الروح القدس... لنتذكّر دائمًا أننا بالعماد أصبحنا هياكل الله الحيّة وفي كلّ مرّة نوجّه نفسنا نحو العالم والشيطان والجسد التي كفرنا بها في العماد ندنِّسُ هذا الهيكل المقدّس» (3 أيّار 1915).
وكان يدعو أيضًا إلى الإماتة: «لننظر الآن إلى ما يجب على النفس فعله حتّى يعيش فيها الروح القدس، كلّ ذلك يكون بإماتة الجسد، والرذائل والطمع ولنحترز من أرواحِنا نفسِها... فلنسهر على إماتة روحنا المنفتح كبرياءً ويجعلنا سريعي الانقياد لنـزواتنا ويجفّفنا. فلنسهر على قمع المجد الباطل والغضب والحسد. ثلاثة أرواح شريرة: الكبرياء والغضب والحسد، تستعبد أغلبية الناس... هذه الأرواح تتنافى كليًّا مع روح الربّ.
الإيمان والرجاء والمحبّة: علينا أن نقوّي فينا هذه الفضائل الإلهيّة الثلاثة، الإيمان الذي به نعرف الله هدفَنا الأخير، الرّجاء الذي يجعلنا نتوصّل إليه والمحبّة التي تدفعنا إليه. «بواسطة يسوع الوديع أرجوكم أن تطردوا كلّ خوف ولتكن دائمًا عندكم الثقة والإيمان والمحبّة» (30 تشرين الأول 1915).
«مع الإيمان والرجاء لن ينقصك رحيق المحبّة التي تجمعك بصورة أفضل مع الخير الأسمى» (13 حزيران 1918).
السير في الإيمان يعني السير في الظلام وإلاّ لن تكون للمحبّة أيّة قيمة. فالأب بيّو كان يحثّ دائمًا أبناءه الروحيّين على اللجوء إلى الكهنة للاعتراف: «لا تتركوا نفوسكم لِنفوسكم، لا تجعلوا ثقتكم إلاّ بالله!» (29 آذار 1914).
أن تعيش «اليوم» يوم الله (الحاضر). كان ذلك نقطة مهمّة في روحانيّة الأب بيّو كان يريدنا أن نلتقي بمشيئة الله كما تتمّ «اليوم» بالنسبة إليه يجب ألاّ نهرب. كان مصرًّا على الوقت الحاضر قائلاً: «إنّ مشيئة الله هي هنا والآن فلا نحاول إذن التهرّب من مسؤوليّاتنا اليوميّة. «إنّ الشيطان مقيم دائمًا في هذا المكان الآخر». كم هذا صحيح!!
تكريم العذراء مريم: كان الأب بيّو يكرّم العذراء تكريمًا خاصًّا وكان حبّه شديدًا لسيّدة النعم وسلطانة الورديّة، فهو يوعز أكثر عجائبه إليها لذا كان يرسل الحاصلين على النعم إلى هيكلها ليؤدّوا لها واجب الشكر على ما حصلوا عليه من نِعَم بشفاعتها. وكلّ رسائله التي كان يوجّهها سواء إلى مرشده الروحيّ أو إلى رئيسه الإقليميّ أو إلى أبنائه الروحيّين كانت تظهر المحبّة الفائقة التي يُكنّها لسيّدتنا مريم العذراء. والعذراء مريم كما هو معلوم كانت ترافق الأب بيّو إلى المذبح كما ترافق كلّ كاهن لكن، ويا للأسف، قلّة هم الذين يشعرون بذلك.

إن تكريم البادري بيّو للعذراء مريم كانت بسيطة، سريعة، تتّصف بالصراحة والصداقة. كانت العذراء معه خاصّة من خلال صلاة الورديّة المتواصلة. أخبرنا معرّفه الأب Agostino ما سمعه يقول للعذراء حين كانت تظهر له. في 29 تشرين الثاني 1911 سمعه يقول لها: «اسمعي أمي، أحبّك أكثر من كلّ الخلائق على الأرض وفي السماء، بعد يسوع بالطبع، ولكنّني أحبّك...». وفي 3 كانون الأوّل سمعه يقول أيضًا: «إنّك جميلة يا أمّي، إني فخور بأن يكون لي أمّ هكذا رائعة». وفي انخطاف آخر سُمع يقول: «أجل، إنك جميلة، ولولا الإيمان، لقال الناس إنّك إلهة... عيناك أكثر إشعاعًا من الشمس، إنّك جميلة يا أمّي، أنا فخور بك، أحبّك، ساعديني...»
حلم معبّر للأب بيّو: كان البادري بيّو يحبّ أن يخبر هذا الحلم بسعادة، «حلمتُ هذه الليلة إنّي أنظر من نافذة خورس الكنيسة، رأيت هذا المكان مليء بالناس. سألتهم بصوت عال "من أنتم وماذا تريدون؟" فكان الجواب: "نريد موت البادري بيّو"عُدت إلى الخورس فأتت العذراء، أمّ يسوع لملاقاتي وقالت لي "لا تخشى شيئًا، إنّي هنا، خُذ هذا السلاح، اذهب إلى النافذة واستعمله، إنّه يستطيع أن يُصيب حتّى على دائرة خمسين كليومترًا. طُعت، ووقع الجميع أرضًا كالأموات. استيقظتُ مجدّدًا، ثمّ عُدتُ ونمت، وعاودني الحلم، رأيت ذاتي مجدّدًا عند تلك النافذة، وكان المكان ما يزال مليئًا بالناس، فكّرتُ بنفسي، إنّهم لم يموتوا بعد! فصرختُ: "ولكن هل بالمستطاع معرفة من أنتم وماذا تريدون؟" فجاوبني جميعهم: "يا أبونا، نحن أولادك، ونريد بركتك"... إنّ السلاح، كما يجب أن تحزروا، كان المسبحة التي لم تكن تفارق أصابع البادري بيّو». معنى هذا الحلم أن تلك الجماعة التي كانت شريرة ارتدّت بواسطة صلاة المسبحة.
رؤيا القدّيس بيّو: رأى بالقرب منه رجلاً رائعًا وجميلاً جدًّا أمسكه بيده وقال له: «تعال معي لأنّه يجب عليك أن تحارب كجندي شجاع». وأخذه إلى حقل شاسع مليء بمجموعة كائنات حيّة مقسومة إلى فرق متواجهة. من جهة رجال جميلون جدًّا، ومن الجهة الأخرى وجوه مظهرها شنيع، وفي الوسط مكان شاسع حيث كان موجود عملاق مخيف على البادري بيّو أن يحاربه. قال له: «تشجّع، ادخل المعركة بثقة، تقدّم بشجاعة، سأكون بقربك، سأساعدك ولن أسمح له أن يغلبك، وستكون مكافأة انتصارك هديّة لإكليل رائع. فهِم البادري بيّو معنى هذه الرؤيا في يوم عيد الختان في 1 كانون الثاني 1903 بعد المناولة. إذ غمر روحَه نورٌ داخليّ فائق الطبيعة، وبسرعة البرق علم أن دعوته الرهبانيّة ستكون صراعًا متواصلاً مع هذا الكائن الجهنميّ المخيف، وفهم أيضًا أنّ عدوّه كان مرعبًا، ولكن ليس عليه أن يخشى شيئًا لأنّ يسوع ذاته (الممثّل بالرجل العظيم) سيكون دائمًا بجانبه ليساعده وليكافئه بالسماء للنصر الذي سيحرزه، شرط أن يثق به وأن يجاهد بسخاء.
كيف نتوصّل إلى حالة اتحاد مع الله: إنّه أمرٌ صعب لكن غير مستحيل! العيش بحضرة الله دائمًا... وأن نعمل من الصلاة حديثًا مع الله يجعله شخصًا حيًّا معنا! لنضع ثقتنا دائمًا بالله ونفهم الأمور دائمًا وكأنّها آتية من يد الله في كلّ ظرف وبالرغم من كلّ ما يمكن أن يحصل لنا من شرور، بالرغم من الهموم والمشاكل، فلنجعل ثقتنا بالله لأنّه هو الذي «يمسك بالخيوط» دائمًا، وهذا يكفي.
كان الأب بيّو يتّصف بعاطفة لا توصف نحو الأطفال. فكم من مرّة أصرَّ على تقديم تاريخ القربانة الأولى لأنّه كان يقول: «يجب أن يدخل يسوع في قلوبهم قبل أن يدخلها الشرّ». كان يحبّ الصغار وهم يحبّونه فيعيرهم كلّ اهتمامه ويدرّسهم بغيرة حبًّا بالله. يعلّمهم التعليم المسيحي والصلاة.


 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:18 PM   رقم المشاركة : ( 6455 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأب بيّو رجل الآلام

كان الأب بيّو يتألّم بجسده وبنفسه. فهو يُذكِّر عصرنا ? الذي يودّ تخدير أيّ ألم ? بأنّ الألم جزء من وضعنا البشريّ ولو قُدِّم إلى الربّ لكان السبيل الأكيد للالتقاء بيسوع. وقد رغب الأب بيّو بالألم مشاركة منه بسرِّ الفداء وقال: «إنّني لا أرغب بالألم من أجل الألم، كلاّ، إنّما من أجل الثمار الذي يعطيني إيّاها. فالألم يُمجِّدُ الله ويُسهِم بخلاص إخوتي، فماذا يمكنني أن أتمنَّى أكثر؟».
1. ليل الإيمان

رسائله إلى معرّفيه كانت تُظهر ألمه الأكثر حدّة: عدم تأكّده من حبّه لله أو من تتميمه للإرادة الإلهيّة... فقد كان دومًا يطلب إلى أصدقائه ومعرّفيـه أن يصلّوا من أجله لكي يبقى أمينًا.
2. الاضطهادات

كم تألّم الأب بيّو من الاضطهادات فقد مُنِع من ممارسة كهنوته ما عدا القدّاس، فقد كان يحتفل به في غرفة داخليّة في الدير، ومُنِع من ممارسة سرّ الاعتراف، وهكذا حقَّق الشيطان انتصارًا لكن كلّ ذلك كان الأب بيّو يقبله بتواضع ويقدّمه إلى الله فانقلب لمجد الله وخلاص النفوس.
3. آلام جسديّة

لقد عانى الأب بيّو من المرض لمدّة عشر سنوات تقريبًا... كما عانى من ضربات الشيطان وهجماته، هناك من لا يؤمنون بوجود مثل هذه الأرواح: الملائكة الساقطة ويزعمون أنّ الشيطان هو تجسّد للشرّ فمن كان إذن يضرب الأب بيّو ويقوم بهذا الضجيج الرهيب في غرفته؟ لا يمكن للشيطان أن يكون صديقًا للأب بيّو، كم انتزع من قبضته من النفوس!
أمّا أعظم الآلام على الإطلاق فكانت سمات الجراح المقدّسة مطبوعة بأعضائه، فهو يؤكّد أنّ المصلوب الموجود في خورس الدير قد تحوّل إلى شخص يسوع الحيّ وانطلقت منه أسهم من نار جرحت يديه ورجليه وصدره.
4. آلام نفسيّة

إلى جانب الجراحات عانى الأب بيّو، لأكثر من سنتين الخزي والعار والاستهزاء، لقد كانت هذه الجراحات النفسيّة آلام لنفسه من تلك الجراحات الجسديّة المقدّسة. لقد كلّله تعالى بهذا التاج لمدّة خمسين سنة فكان لتقوية إيمان البعض ولتشكيك البعض الآخر...
كلّ هذه الآلام كانت لتشارك الأب بيّو بآلام يسوع الفدائيّة ومنها تتضّح رغبته ورسالته، وهي: رغبته بالألم الفدائيّ.
فقد كتب الأب بيّو يوم رسامته: «يا يسوع اجعلني... لك كاهنًا قدّيسًا وضحيّة كاملة». وجدّد هذه الرغبة بعد 25 سنة على صورة تذكاريّة ليوبيله الفضّي: «يا يسوع ضحّيتي وحبّي اجعلني مذبحًا لصليبك وكأسًا لدمك ومحرقة لحبّك».
وقال أيضًا: «الآلام تؤلّف سعادتي ? إنّي أتألّم كثيرًا فلا أطلب تخفيف صليبـي لأنّني سعيد أن أتألّم مع يسوع ? لمّا أرى الصليب على كتفَي يسوع أشعر بالقوّة وأبتهج فرحًا خصوصًا لمّا أتألّم دون تعزية ? قال لي يسوع: بالحبّ هو يصيّرني سعيدًا وبالعذاب أنا أفرّحه». وقال يومًا للأب أغوسطينوس: «أنا مستعدّ للحرمان من كلّ العذوبات التي يقدّمها لي يسوع وأن يُخبّئ أمامي عينيه الجميلتين شرط ألاّ يحرمني من حبّه لئلا أموت ? للنفوس التي تحبّ الله أنّ الآلام أثمن من الذهب والارتياح ? وبقدر ما تتألّم دون تعزية تصير آلام المسيح خفيفة جدًّا. لهذا السبب أريد أن أتألّم بزيادة ودون تعزية، ففي هذا فرحي. ما أعذب كلمة الصليب! تحت الصليب تلبس النفوس النور وتضطرّم حبًّا وتتّخذ أجنحة لتطير عاليًا ? فليكن الصليب سرير ارتياحنا ومدرسة الكمال والميراث العزيز».
وكتب يومًا إلى مرشده الروحيّ: «لن أقول لك غير هذا: إنّ يسوع يعطيني فرحًا عميقًا عندما أستطيع أن أتألّم واعمل من أجل أخوتي. لقد سهرت وسأسهر أكثر، لقد بكيت وسوف أبكي دائمًا على إخوتي المنفيّين».



 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 6456 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أعمال الأب بيو


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سادسًا: أعمال الأب بيّو

1. «بيت الألم الممجّد

La Casa»
في التاسع من كانون الثاني 1940 وفي غرفة الأب بيّو تجسّد هذا المشروع. كان ثلاثة من أبنائه الروحيّين مجتمعين معه، وكان الكلام يدور حول الأمراض، فأوضح الأب أنّ علينا أن نرى في كلّ مرض صورة ليسوع المتألّم وأن نعمل ما بوسعنا لنريحه.
«إنّ عمل رحمة من الإنسان عظيم جدًّا في عين الله. فالحبّ هو الشرارة الإلهيّة في النفس البشريّة». يجب أن تكون أعمالنا بشكل يسمح للسيّد المسيح أن يقول لنا: «كنت جائعًا فأطعمتموني، كنت مريضًا فزرتموني...».
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وهكذا ولدت فكرة المستشفى. وأخرج الأب بيّو من جيبه قطعة ذهبيّة كان قدّمها إليه أحد الحجّاج، ووضعها على الطاولة قائلاً: «هل يمكن أن أكون أوّل من يتبرّع للمستشفى الجديد؟»
نظرة الأب بيّو إلى المرض نظرة مستوحاة من الإنجيل فبنظره كلّ شرّ بشريّ جسديّ نفسيّ، أخلاقيّ، اجتماعيّ ينتج بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن الخطيئة. وقال بعدها البابا "بيوس الثاني عشر": «على الطبّ لو أراد أن يكون إنسانيًّا بحقّ أن يتوجّه إلى الشخص بكامله جسدًا ونفسًا وروحًا».
وقد كتب الأب بيّو: «إن بيت الراحة هو نواة ستصبح فيما بعد مدينة استشفائيّة مجهّزة تقنيًّا بأحدث التجهيزات... سيصبح بيت الراحة مركز صلاة وعلم حيث سيجد الجنس البشريّ نفسه في المسيح المصلوب كقطيع واحد لراعٍ واحد».
«لقد مشينا مرحلة من الطريق، فلنكمل المسير مسرعي الخطى تلبية لنداء الربّ: وأنا شخصيًّا بصلاة متواصلة مع الرغبة المشتعلة بأن أضمّ البشريّة المتألّمة جمعاء إلى قلبي لأقدّمها لرحمة الآب السماويّ».
كما قال متوجّهًا إلى كبار الأطباء من الجمعيّة العالميّة لأطبّاء القلب القادمين من الأرجنتين، من الولايات المتحدة، من باريس، لندن، ستوكهولم وروما من أجل تدشين "البيت" La Casa: «إنّ رسالتكم هي الاعتناء بالمريض لكن إن لم تحملوا الحبّ إلى سرير المريض أعتقد أنّ الدواء لن ينفع كثيرًا. لقد جرّبت هذا... احملوا الربّ إلى المرضى هذا يساوي أكثر من أيّة عناية أخرى».
إنّ الربّ هو يبني «بيت الراحة» بيديه... «فهو عمل الله وسيبقى مدى الدهر والويل لمن يمسّه... عمل إلهي، عمل جديد، وعمل دهريّ للطبّ الحديث». قدّم الأب بيّو La Casa إلى الحبر الأعظم بإرادته (وثيقة 1957).
إنّه يعتني بمستشفى واحدة بالجسد والروح والنفس: «تلك هي الفكرة العبقريّة للأب بيّو».
2. مجموعات الصلاة

«إنّ مجموعات الصلاة هي القلوب والأيدي التي تدعم العالم» (الأب بيّو).
وُجدت هذه المجموعات لتكون قاعدة روحيّة لعمل البيت «La Casa» لكن منذ 1916 كان مشروع الأب بيّو هكذا: «بيوت حبّ في الكنيسة، بالكنيسة ومن أجل الكنيسة». «كونوا مراكز إيمان ومحبّة يكون في وسطها المسيح نفسه موجودًا كلّما اجتمعتم من أجل الصلاة ولمشاركة الحبّ الأخويّ تحت رعاية رعاتِكم ومدرائكم الروحيّين».
هذه المجموعات يجب أن يكون لديها مرشد روحيّ كاهن يوافق عليه الأسقف، وأن يجتمعوا في كنيسة أقلّه مرّة في الشهر حول القربان ومن أجل سماع كلمة الله. إنّهم ينتشرون في العالم كلّه ومركزهم الروحيّ La Casa في سان جيوفاني.

 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 6457 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعض يوميّاته

1. أرجو ألاّ يكون قد تعرّض لمشاكل على الحدود

كتبت راهبات من كولخوز في تشيكوسلوفاكيا إلى سان جيوفاني بقصد الشكر: «منذ سنة لم نعدْ نرى كاهنًا هنا. وكنّا حزينات ومحبطات بسبب حرماننا من أسرار الكنيسة المقدّسة، من القدّاس ومن المناولة. وكنّا بشوق عظيم لاستقبال يسوع في الافخارستيّا، وإذا بالأب بيّو يأتي إلينا. احتفل بالقدّاس وناولنا. لا أستطيع أن أعبّر كم فرحنا لكن ما يؤسفنا أنّه عاد لتوّه دون أن يأخذ فنجان قهوة. نرجو ألاّ يكون قد تعرّض لمشاكل على الحدود».
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
2. ملاك مطيع جدًّا

«أرسلوا إليّ ملاككم الحارس!» هذا ما كان يقوله الأب بيّو عندما مُنِع من الاتصال بابنائه الروحيّين! هذا ما فعلته إحدى بناته الروحيّات. حين التقى بها الأب بيّو قال لها: «برافوا! إنّ الملاك رسولك! أرسلتِه ليقول لي إنك لم تذهبي إلى القدّاس ولم تتناولي!»
- إذن، يا أبتِ لقد أخبركَ بكلّ شيء؟
- بالتأكيد أتى يقول لي كلّ شيء، إنّه ليس قليل الطاعة!
3. ما هذه الأفكار التي كانت لديك في القدّاس؟

البروفسّور لويدجي بانكارا Luigi Pancara الكنديّ الذي أتى إلى مستشفى La Casa كان يشكّك بكلّ ما كان يحدث مع الأب بيّو، وفي يوم زفاف ابنته ذهبت العائلة كلّها للمشاركة في قدّاس الصباح. وفي أثناء القدّاس كانت تراود البروفسّور أفكار ضدّ الإيمان فيما يخصّ تحويل الخبز والخمر إلى جسد ودم يسوع. وبعد القدّاس ذهب لرؤية الأب بيّو فضمّه الأب بين ذراعيه هامسًا في أذنه:
«ما هذه الأفكار التي كانت تراودك في القدّاس هذا الصباح؟ متى ستتخلّص منها نهائيًّا؟ ماذا تظنّ أننا جئنا نفعل في هذا العالم؟ ثمّ، اسمعني جيّدًا، لا يهمّني ماذا فكّرتَ بي، إنّما الشكّ في سرّ تحوّل الخبز والخمر هو أكبر إهانة يمكنك أن توجّهها ضدّ الله».
اضطرب عندها البروفسّور وشعر بالخجل وبادر إلى طلب السماح من الأب الذي باركه واضعًا يده على رأسه وأكّد له أنّه سيذكره في صلاته دائمًا.
 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 6458 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من أقوال الأب بيّو




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الألم


لقد كان العذابُ محبّبًا جدًّا للأنفس الكبيرة. فهو مساعد للخليقة بعد مأساة السقطة الأولى. فهو «المخل» الأكثر قدرة على تحقيق الخلق، إنّه اليد الثانية للحبّ اللامتناهي في إعادة خلقنا.

إنّ الملائكة تغار منّا بشيء واحد: لأنّها لا تستطيع أن تتألّم من أجل الله. وحده الألم يسمَح للنفس بأن تقول بكلّ تأكيد: إلهي، إنّك ترى جيّدًا بأنّني أحبّك!

إنّ الألم الجسديّ والنفسيّ هو التقدمة الفضلى التي يمكننا أن نقدّمها للذي خلّصنا متألّمًا.

لا نرغب بأنّ نفهم أن الله لا يريد ولا يستطيع أن يُخلّصنا أو يقدّسنا بدون الصليب؛ وبقدر ما يشدُّ النفس إليه، بقدر ذلك يطهّرها بواسطة الصليب.

لكلّ صليبه على هذه الأرض، يبقى ألاّ نكون لصّ الشمال بل بالحريّ لصّ اليمين.

أنا لا أحبّ العذاب في ذاته، إني أطلبه من الله وأشتهيه من أجل الثمار التي يُعطيني إيّاها: إنّه يؤدّي المجد لله، يُخلّص إخوتي في هذا المنفى يُحرّر النفوس من نار المطهر. وهل لي أن أبغي أكثر؟

- أبت، ما هو العذاب؟ - إنّه تكفير.
- وبالنسبة لك ما هو؟ - إنّه خبزي اليومي، إنّه لذّتي!

لكي يُرضعنا حليبًا يُغدِق الربّ علينا نعمه فنعتقد بأنّنا نلامس السماء بإصبعنا. لكنّنا نجهل بالمقابل بأنّه إذا أردنا أن ننمو علينا أن نأكل خبز المشقّة: الصلبان، الإهانات، المِحَن والمعاكسات.

إنّ القلوب القوّية والسخيّة لا تتألّم إلاّ لأسباب مهمّة وحتّى هذه الأسباب لا تُدخلها كثيرًا إلى عمق أعماقها.

أُشكر وقَبِّل بلطف يد الله التي تهزّك. فهي دومًا يدُ الأب التي تودّبك لأنّها تريد لك الخير.

نخدم الله فقط عندما نخدمه بالطريقة التي يريدها هو.

لا يستحقّ سُعفَ المجد إلاّ من جاهد صابرًا إلى المنتهى. لنباشر إذًا، هذه السنة، جهادنا المقدّس وسوف يعضدنا الله ويُكلِّلنا بالنصر الأبديّ.

إصنَعْ الخير أينما كنت لكي يستطيع كلّ من يراك أن يقول: «هذا ابنٌ للمسيح». احتملْ الضيقات، الضعف والألم حُبًّا بالله ولأجل ارتداد الخطأة المساكين. دافع عن الضعيف، وعزِّ من يبكي.

لا يستحقّ سُعف المجد، إلاّ من جاهد صابرًا إلى المنتهى. لنباشر إذًا، هذه السنة، جهادنا المقدّس وسوف يعضدنا الله ويُكلِّلنا بالنصر الأبديّ.

عندما تدقّ ساعتنا الأخيرة وتتوقّف دقّات قلبنا يكون كلّ شيء قد انتهى بالنسبة لنا، هوذا وقت الاستحقاق وحتّى عدم الاستحقاق. سيجدنا الموت على ما نحن عليه وسنمثل أمام المسيح الديّان. عندما لا يجدي نفعًا صراخنا وتوسّلنا، دموعنا وزفرات توبتنا التي كان بإمكانها على هذه الأرض اكتساب قلب الله، وقد كانت تستطيع أن تصنع منّا نحن الخطأة، بمعونة الأسرار، قدّيسين. واليوم لا قيمة لها لقد ولّى زمنُ الرحمة والآن ابتدأ زمان العدالة.
 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 6459 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في الطاعة


حيث لا توجد طاعة لا توجد فضيلة. وحيث لا تكون الفضيلة ينعدم الخير ويتغيّب الحبّ وحيث لا وجود للحبّ لا وجود لله، وبدون الله لا يدخل أحدٌ الفردوس. هذه كلّها تشكّل سُلَّمًا فإذا فقدنا إحدى درجاته نسقط إلى أسفل.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 30 - 09 - 2014, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 6460 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,044

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في التواضع


اتّضعي بمحبّة أمام الله والناس، لأنّ الله تكلّم مع مَن يُبقي اذنيه منخفضتين. كوني محبّة بصمت لأنّ الثرثرة لا تخلو من الخطأ. اختلي بنفسك قدر ما استطعتِ، ففي العزلة يكلّم الربّ.

إنّ التواضع والمحبّة يسيران معًا. الواحدة تمجّد والأخرى تقدّس. إنّ التواضع وحشمة الملابس هما جناحان يرفعان الإنسان إلى الله ويؤلّهانه تقريبًا.

إتّضعوا دائمًا وبحبّ أمام الله والناس، لأنّ الله يتكلّم مع من يُبقي بالفعل قلبه متّضعًا أمامه ويغنيه بعطاياه.

إذا كان علينا أن نتحلّى بالصبر لكي نتحمّل شقاء الآخرين، بأولى حجة، علينا أن نتحمّل ذواتنا. إتّضع لقلّة أماناتك اليوميّة، إتّضع دائمًا. عندما يراك يسوع متّضعًا حتّى الأرض، يمدُّ لك يده ويأخذ على عاتقه أمر وصولك إليه.

هل رأيت حقل قمح في عزّ نضوجه؟ فإنّك تستطيع أن تلاحظ بأنّ بعض سنابل عالية وقويّة وأخرى بالحري منحنية إلى الأرض. حاول أن تأخذ العالية المستكبرة، ستجدها فارغة، أمّا إذا أخذت القصيرة المتواضعة فإنّها مثقلة بالحبوب.


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024