27 - 09 - 2014, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 6391 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة التوحدات والمناسك الكبرى (3) ايلوا لوكلير لم يكتف فرنسيس بحثّ الإخوة على عبادة الله، بل كان لهم مثالا حيّا. غالبا ما كان يوقف تنقلاته الرسولية ليحبس نفسه في عزلة، يكون الله فيها محور اهتمامه، وكأنّ الغوص فيه حاجة تلحّ عليه. يقول القدّيس " بونافنتورا": " اختبر فرنسيس في تأملاته الحضور المرجو للروح القدس، معطي النفوس المتمرّسة بالصلاة بقدر ابتعادها عن العالم. انه طلبا للعزلة والصلاة يرتاد الأماكن المقفرة أو الكنائس المهملة". الأماكن العالية تجتذبه بشكل خاص... يمضي إليها مع اثنين أو ثلاثة من الإخوة. عند وصولهم الجبل، لا يتوقف فرنسيس ليتأمل الطبيعة الخلابة بل ينزل إلى مغارة، إلى تجويف في صخرة كان عشّه المفضّل، وهناك يستسلم للصلاة... " لم تكن صلاته سريعة، سطحية أو عديمة الصبر، بل صلاة يغرق فيها زمنا، يغرق بعمقها فيغلفه، نظرا لشدّة تواضعه، حبور عظيم. كان أذا ابتدأ صلاته مساءً، لا ينتهي منها إلا في صبيحة اليوم التالي. " لم يكن رجل صلاة، بل صلاة أصبحت رجلا". طريق الإنجيل لم تتمسك التوحدات الكبرى والمناسك بفرنسيس إلى الأبد. كان روح الرب يعيده إلى البشر على مسالك الإنجيل. يرى فرنسيس أن حياة الوحدة مع الله لا تنفصل عن الحياة الإنجيلية على خطى السيد المسيح. الربّ الإله نفسه، قاده لينطلق مقتفيا آثار الابن. " أيها الإله القدير والربّ الصالح إننا بذواتنا لسنا إلا فقراً. أما أنت ? ولأجلك أنت- أعطنا أن نفعل ما تريد أن نفعله وأن نطلب ما يرضيك، حتى إذا تنقينا داخليا، استنرنا وأضرمنا بنار روحك القدوس، نسير على خطى ابنك الحبيب وبنعمتك فقط نصل إليك أيها العليّ، أنت يا من تحيا وتملكك ممجّدا في الثالوث الكامل والوحدة المتواضعة، إلها قويا إلى دهر الداهرين." حياة الصلاة في رأيه، هي حركة النفس التي تتأثر بروح الرب وتسير مع المسيح، متّحدة به ثمّ تدخل في وحدة الثالوث الأقدس. التوبة الإنجيلية والخبرة الصوفية تذوبان معا بفعل الروح القدس. كتب فرنسيس متحدّثا عن الذين يعيشون بحسب روح التطويبات الإنجيلية في الصبر والتواضع والخدمة المتبادلة: " كلّ من يتصرّفون كذلك ويثبتون الى النهاية، يحلّ عليهم روح الربّ ويجعل سكناه بينهم، ويدعون أبناء الآب السماوي...." |
||||
27 - 09 - 2014, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 6392 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القداسة إن القداسة هي مشروع الله للإنسان، والإنسان مدعواً أن يكون قديساَ، فتبدو القداسة أمرًا متشعباَ بالله، متصلاَ بسر الله ، ولكن أيضاً بالعبادة والسلوك. يقول السيد المسيح له المجد " كونوا قديسين كما أن أباكم السماوي قدوس"، وهذا يعني أن جميع الناس مدعون للقداسة، والقداسة تعني أن أحب الآخرين وان أساعد الآخرين وان أكون خادماَ للجميع ، دون تمييز عنصري من جهة دينهم أو لونهم أو قوميتهم أو انتمائهم السياسي. فهي أي القداسة تصدر العمل الصالح جاعلة إياه عنواناََ لنهج الحياة. القداسةهي دعوة إلى حب الإله الذي هو مصدر خير لكل الناس، والذي منه نستمد كل محبة ورحمة وخير. هذا ما كان ينطبق على قديسنا الأسيزي الذي كان متوحشاً بالله والذي كان يعي قيمة رسالته ومكانته الإنسانية والاجتماعية والروحية، مجسداَ ذلك بحبه للخالق وللخليقة، والطبيعة التي من خلالها كان يرى وجهه الله الذي له ينبغي كل المجد. -1- يقول السيد المسيح له المجد: " ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه. أو ماذا يعطي الإنسان فداءاّ عن نفسه"، وهذا ما أدركه تماماَ قديسنا العظيم وعمل به . عزيزي الطالب، اصنع الخير في هذه العطلة السنوية ولا تفعل الشر، استغل وقتك في المطالعة ولا تجعل للفراغ مكاناَ في حياتك، لأن الفراغ شر في حياة الإنسان، فهو الذي يقود الإنسان إلى الكسل والتراخي والفتور الروحي والفكري والثقافي والاجتماعي. كن مطيعاً لكلمة الله فإذا سمعت صوته فلا تقصي قلبك، ساعد على قدر المستطاع، وكن رحيماَ شفوقاَ محباَ للخير والناس، وأخيراَ وليس آخراَ صلي كما يصلي قديسنا العظيم وقل: " يا رب استعملني لسلامك، فأضع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة" . |
||||
27 - 09 - 2014, 04:11 PM | رقم المشاركة : ( 6393 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس فرنسيس الأسيزي 1182-1226 د. يواقيم رزق مرقس Saint Francesco D'assisi واحد من أعظم القادة الدينيين الذين كانوا فرسان العصور الوسطي في عالم المعرفة الروحية، ولد في مدينة اسيس (أسيسي أو أسيزي) في عام 1182 وكان أبوه واحد من كبار تجار المنسوجات، في منطقه وسط إيطاليا وكانت أمه فرنسية أخذ عنها حب الموسيقي والغناء، وعلى الأخص أناشيد الفروسية التي كان يتغنى بها الشعراء المتجولون كان اسمه الأصلي يوحنا برنادون، أطلق عليه اسم فرانز ومعناه الرجل الفرنسي ربما لتعاطفه مع الجنس الفرنسي أو حبه للروايات الفرنسية. وقد اشتهر في أول عهده بالإسراف في أنفاق المال ومنافسة أبناء النبلاء في الأناقة وحب الملبس الفاخر لكنه منذ البداية كان محباً للفقراء والمساكين ويمكن انه كان ذات يوم مشغولاً ببيع المنسوجات لأحد تجار المدينة فمر به شحاذ يطلب إحسانا فلما فرغ من البيع كان الشحاذ قد مضي وتركة فما كان من فرانز ألا انه ترك تجارته وبضاعته وراح يركض في الطرقات بحثاً عن هذا الشحاذ وما أن وجده حتى أعطاه مالاً كثيراً ولما كبر فرانز (فرنسيس) انخرط في سلك الجيش وانضم إلى جماعات المحاربين الذين كانوا منتشرين في مدينه اسيسي فكان أشجع فرسان عصره. شبابه أصيب بمرض شديد وبينما هو يتألم في فراشة سرح بفكره في السيد المسيح وانتابه نشاط ديني جعله ينشغل بالله ويتجه إلى إظهار نشاط كبير في خدمه المحتاجين وبدلا من الاتجاه إلى أشبه ميوله نحو الفروسية وجه كل اهتمامه نحو المنبوذين والبؤساء وبالأخص المصابين بالبرص عندما كان الناس يأنفون منهم. ويقال لن كان ذات مرة يمتطي جواده وأثناء مروره في أحد الشوارع قابل إنسانا أبرصاً، ففكر في أن يرجع من الطريق الأخر ولا يري الإنسان، ألا انه عاد إلى نفسه ليقاوم هذا ألا حساس وقفز بحصانه إلى الإمام وما أن اقترب من هذا الأبرص حتى نزل من ظهر حصانه وركض نحو الرجل وقدم له شيئاً من المال ولكنه أحس بأنه لم يفعل شيئاً يستحق الذكر فعاد إلى الرجل واحتضنه وقبله. وذهب بعد ذلك إلى مستشفي للبرص في أسيسي واشترك في إسعاف نزلائها وتعامل معهم لأمراض يأنف منهم الناس ولكن كأخوة في المسيح وكان غريباً في تلك الأيام، يهتم الناس بالبرص أو يظهروا لهم الحنان. كذلك اظهر فرانسز اهتماماً عظيماً بتعمير بعض الكنائس القديمة المهدمة والمهجورة وهو بهذه الإعمال كان يعبر عما يعتمل في نفسه من شوق غامر ورغبه عارمة في خدمه الله. وقد غضب عليه أبوه وحاول، يمنعه من هذه الخدمة التي كان قد كرس نفسه لها ولكنه فشل في منعه واستمر في خدمته فاعتبره أبوه عاقا أو أصابه مس من الجنون. ولكن فرانسز أعلن هذه في مال أبيه وممتلكاته وراح يجول العالم كرجل فقير. توجه بعد ذلك إلى إحدى الكنائس وفي أثناء خدمته سمع الكاهن يردد الجزء من الإصحاح العاشر من بشارة القديس متي البشير والخاص بإرسال يسوع تلاميذه إلى العالم لكي يكرزوا ببشارة الملكوت فاعتبرها فرانسز دعوه خاصة موجهه إليه من الرب رأسا فأطاعها في الحال. ومع انه كان علمانياُ ألا انه راح يعظ في المدينة بطريقه فعاله ومؤثرة لأنه كان يقدم للناس المسيحية في بساطتها وكان الفعل الأكبر في تأثيره علي سامعيه راجعاً إلى إخلاصه ومحبته ليسوع خاصة عندما رآه الناس وقد تخلي عن كل إراداته وأمواله ومقتنياته وملابسه الأنيقة الفاخرة، حتى أصدقاءه هجرهم وراح يتجول مرتدياً جلباباً من الصوف الأحمر وحول حقويه منطقه من جلد.. ورغم هذا الحرمان الذي فرضه علي نفسه لم ينقصه شئ من فرحه وغبطته وخفه روحه هذه الخصال كلها جذبت الناس إليه والي طريقته في خدمه السيد المسيح. كثافة خدمة القديس فرنسيس الأسيزي: انضم إلية اثنان من آهل بلدته وبعد فترة قصيرة التف حوله عدد من الشبان الذين تنافسوا علي الخدمة ومعرفه الرب يسوع وكان أحدهم تاجراً باع كل ما يملك أعطاه للفقراء واختار أن يحيا حياة الفقر الاختياري، التي فرضها فرانسز علي نفسه وبعد ذلك راح يفكر في تكوين أخواته يحيا أفرادها معا ويكرسون دواتهم لخدمه أخواتهم الإنسانية باسم المسيح وقد بدأ تكوين الأخوية الفرنسيسكانية في عام 1209 أو 1210 بعد، حصل فرانسز من البابا انوسنت الثالث علي موافقته المبدأية علي نظام جماعته. ومنذ البداية أعلن فرانسز لاتباعه انه لا يريدهم، يعتزلوا في الدير ولا انهم يركزوا اهتمامهم علي خلاص أنفسهم فقط ولكن عليهم أن يذيعوا بين الناس محبه المسيح فراحوا يتجولون من قريه إلى أخرى ومن مدينه إلى مدينه يذيعون الأنباء السارة (الإنجيل) بين الناس مقتدين بسيدهم الذي كان يجول يصنع خيراً. فخدموا الفلاحين في قراهم والتجار في ساحات أسواقهم، وسكان المدن في مجتماعتهم، ووجهوا عناية خاصة للمرضي بالبرص ولم يكن مصرحاً للراهب الفرنسيسكاني أن يمتلك أكثر من عباءة ورداء وكتاب مقدس وقلاية في دير وكانوا يكرهون المال كراهية شديدة ربما كان ذلك بسبب الضربة القاصمة التي أصابت رجال الدين في تلك الأيام ورد فعل لها بسبب حبهم للمال ويحكي، واحداً من هؤلاء الرهبان جاء مرة ومعه قطعه من النقود فما أن رآها القديس فرانسز معه حتى أخذها منه، وبعد أن نظر أليها بازدراء القي بها في روث البهائم. كان فرانسز ورفاقه يسيرون جماعه معاً مهللين مترنمين بمحبة الله، فكانوا يجذبون الناس إليهم وعرفوا بين الناس برجال الله الفرحين، وقد استمدوا هذا الفرح من رئيسهم الذي كان دائماً هكذا. في ذلك الوقت كان المسيحيون منشغلين بالحروب الصليبية ضد العالم الإسلامي، بسبب وضع يده علي الأماكن المقدسة المسيحية وفي غمره هذا النزاع نسي المسيحيون واجبات الكنيسة كما نسوا أن المسيح يحب ولا يكره بينما لجأوا هم إلى الاقتتال! لكن فرانسز نادي بوسيلة أخرى غير هذه وغامر بالوقوف في وجه هذا التيار الجارف. وكان يقول: "ماذا نجني من وراء قهر السلطان؟ ولماذا لا نكسبه بالمحبة بدلاً من القتال؟" وفي عام 1218 أبحر مع جماعة من رفاقه حاملين دعوة الحب والسلام فنزل إلى مصر وانضم إلى جيش الصليبيين وكانوا يومئذ في حملتهم الخامسة وذات يوم تسلل خفية. إلى معسكر المسلمين هو وأخ أخر له، وكان الاثنان يعلمان تماما مدي خطورة هذه المغامرة لكنها تشجيعاً وتقدماً في هدوء وفي أثناء سيرهما كانا يردد، ك لمات المزمور الثالث والعشرين " الرب راعي فلا يعوزني شئ.." وفجاه وقعا في اسر العرب فقيدوهما بغلظة وراحوا يوقفونها أمام ضابط الجيش واحد ابعد الأخر بدعوى أنهما جاسوسين وباستجوابهما أجاب فرانسز لم يرسلنا أحد من البشر لكن الله هو الذي أرسلنا لكي نحمل إليكم رسالة محبه بدل هذه الحرب التي يشنها عليكم بنو قومنا". فتفرس فيهم السلطان بهوتا واستمع إلى أقواله باحترام وانتباه لأنه أعجب بشجاعته وغيرته ومغامرته في التسلل إلى معسكرات أعدائه واستبقاه أياما في ضيافته وأحسن معاملته وبعد أحاديث طويلة دارت بينه وبين السلطان عاد فرانسز مشيعاً بالحفاوة والإكرام بعد، اظهر للأمير العربي جانباً من جوانب محبه المسيح طغي علي مظاهر القتال العنيف الذي كان محتدماً آنذاك بين المسيحية والإسلام. انتشار النظام الفرنسيسكانى : سرعان ما انتشر النظام الفرنسيكاني أو(الاخوة الأصاغر) إذ حذا حذو فرانسز أخوه كثيرون من أغنياء التجار وعاشوا حياه الزهد والتقشف، وقضوا أوقاتهم في الصلاة والتعبد والخدمه، والعناية بالمرضي وبخاصه البرص واشتغلوا بأيديهم في الحقول والمزارع لكسب قوتهم بعرق جبينهم، وعندما لا يجدوا عملاً كانوا يشحذون، ومن ثم سموا بـ"الرهبان الشحاذون". وعندما انعقد مؤتمرهم السنوي سنه 1217 كانت لهم فروع في ألمانيا وهنغاريا وأسبانيا وبدأ يرسلون الإرساليات والبعوث التبشيرية إلى المناطق الوثنية غير مبالين بما ينتظرهم هناك من أخطار، الأمر الذي أدي إلى اعتراض أحد الكرادلة علي هذا النوع من الخدمة، فقال له فرانسز "أتظن، الله قد سمح بقيام هذا النظام من اجل الخدمة في بلادنا فقط؟، الله قد دعانا للخدمة بين الناس من جميع الأجناس لأنها من حياتهم الروحية وقيادتهم إلى الخلاص." وفي عام 1220 عاد فرانسز الاسيس من رحلته التي قام بها إلى الشرق ألمه كثيراً، يري المسئولية عن الكنيسة الذين أوكل إليهم أمر الأشراف علي الأخوة قد ابتعدوا بالنظام عن ثوابته الأصلية فقد كان يدعو أتباعه إلى التجرد الكامل وعدم امتلاك شيء ما كما انه كان يري أن الأديرة التابعة لنظامه يجب أن تتميز عن غيرها من الأديرة التي كانت منتشرة في ذلك العهد، والتي كانت تملك إقطاعيات واسعة. فهو كان يري في حياته وحياة تابعيه حياة السيد المسيح الذي لم يكن له أين يسند رأسه وكان مقتنعا تماما بان عدم امتلاك شيء من حطام الدنيا هو السبيل إلى التحرر من هموم العالم لأنه لا يستطيع إنسان، يخدم سيدين. فقد رأي عند عودته هذه، بعضاً من أخواته بدأ يمتلك بعض المقتنيات كما أحس انه لم يعد في مقدوره الاستمرار في الإشراف علي هذا النظام وربما يكون قد اقتنع كذلك بان الرهبان لا يستطعون، يدبروا أمر أنفسهم بأنفسهم خاصة وان أعدادهم كانت قد زادت زيادة كبيرة، فطلب من البابا، يتولى الأشراف علي النظام الفرنسيسكاني كله واستعفي هو من إراداته. وشيئاً فشيئاً عاد هذا النظام كغيره من الأنظمة الرهبانية الأخرى إلى الضعف ومات فرانسز الاسيس St. Francis of Assisi وهو في الخامسة والأربعين من عمره بعد، حاز شهره كبيرة. اثار الفرنسيسكان فى تلك الفترة: لعبوا دواراً كبيراً في نشر العلم فحيثما ذهبوا أنشأوا المدارس واهتموا بالتعليم ومن الانتقادات التي وجهت إليهم انهم بدلا من تخرج صفوف من علماء الكتاب المقدس والقادة الدنيين وجهوا جهودهم كلها إلى إنشاء المدارس ونشر العلم إلا وان هؤلاء النقاد فاتهم، نشر العلم بين الناس خدمه يدخل الدين من خلالها. نجح الفرنسيسكان كذلك في نشر تعاليم الكنيسة الكاثوليكية في بلاد الشرق عندما نجحت إحدى الحملات الصليبية في إقامة مملكه لاتينية وبطريركية لاتينية، كما لعبوا دوراً أيضا عندما اكتسح التتار أقطار أوروبا فحصلوا من المغول علي تصريح بتقديم خدماتهم بين الناس وحيث مارس الفرنسيسكان خدماتهم كانت هذه الخدمات تؤدي إلى إنعاش الحياة الدينية بين الناس لهذا تعددت طلبات أر سال بعوث إليهم لتقديم رسالة الإنجيل وخدمات المحبة وقد عاصر ظهور الفرنسيسكان ظهور النظام الدومنيكاني وقد تأثر كل من النظامين بالأخر واظهر كل منهما غيره عظيمة في تقديم المواعظ للناس ومما هو جدير بالذكر، الفرنسيسكان والدومينيكان لعبوا دوراً كبيراً في مسانده البابوية ومعاونتها وتحقيق الصورة التي طالما راودت خيال البابا انوسنت الثالث. ومن الفرنسيسكان ذهب مرسلون كثيرون إلى إنحاء العالم ومازال نشاطهم واضح بين ظهراني الدنيا. |
||||
27 - 09 - 2014, 04:12 PM | رقم المشاركة : ( 6394 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة صلاة قلب طاهر (2) ايلوا لوكلير كيف ننفتح على روح الربّ/ كيف نتركه يعمل فينا؟ إن السعي إلى روح الرب مغامرة تحتاج قبل كلّ شيء إلى " القلب النقي". لذلك بعد أن حثّ فرنسيس الأخوة على طلب روح الربّ، دعاهم الى: " إلى تقديم صلاتهم لله بقلب طاهر ونقي". القلب النقي هو القلب الذي يعي فقره بتواضع أمام الله، معترفا بأنه وحده القدوس، فلا يجد الفرح إلا عنده. هو القلب الذي لا عودة له إلى ذاته؛ القلب المتجه كليا إلى الله. عيناه شاخصتان به وقد امتلأ بفرح التسبيح. انه فعلا قلب فقير... ثمّ إن هناك علاقة وطيدة بين :"القلب الطاهر"و"العبادة" يقول فرنسيس: " إن من لا ينقطعون أبدا عن عبادة الله الحيّ والحقّ ويجعلونه قبلة أنظارهم، هؤلاء فقط يملكون قلبا طاهرا". فالقلب الطاهر لا يقبل الانفصال عما يدلّ عليه، أي عن العبادة. القلب يصبح نقيا فعلا في العبادة. فيها يُفرغ ذاته من كلّ ما يشغله حتى من شاغل كماله الشخصي. وصفاء القلب كما يراه فرنسيس، ليس صفة أخلاقية بقدر ما هو عمق في المقابلة والعبادة. القلب الطاهر لا يرى إلا الله؛ يرى رفعته وقداسته اللامتناهية، يرى فرحه الأبدي وهذا يكفيه. وهذا الاستعداد هو من عمل روح الربّ في الإنسان. لذا يؤكد فرنسيس في كتاباته كلها، طالبا من الإخوة أن يتوجهوا إلى الله كليا ويعبدوه " بقلب طاهر": لنحبّ الله ونعبده بقلب طاهر وفكر نقي. هذا ما يطلبه الله منّا قبل كلّ شيء إذ يقول: " العباد الحقيقيون هم من يعبدون ألآب في الروح والحقّ وكلّ من يعبدوه عليهم أن يعبدوه بروح الحقّ..." " في المحبة المقدسة وهي الله، أسأل إخوتي جميعا: رؤساء وإخوة أن يبذلوا جهدهم لإزالة كلّ مانع أو همّ، وكلّ ارتباك يقف حائلا بينهم وبين محبة الربّ يسوع وخدمته، بين محبته وعبادته بصفاء نية ونقاوة قلب. هذا ما يطلبه الله فوق كلّ شيء. لنُقم إذا في داخلنا هيكلا ومسكنا لله العليّ القدير، للآب والابن والروح القدس". |
||||
27 - 09 - 2014, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 6395 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنسانية القديس فرنسيس إن إنسانيته المتجسدة بإحساسه المرهف بحب الله والطبيعة والمخلوقات،كانت دائماَ تظهر بتعامله مع الخلائق والمخلوقات. فهو الذي جعل الذئب أخاَ له مكلماَ إياه بأسلوب اخوي، وهذا ما يذكرنا بالعهد القديم بالملك سليمان الحكيم الذي كان يتكلم مع الطيور والحيوانات. لقد عاش هذا القديس العظيم إنسانيته بملئها، كان فرحاَ لأنه يحب الحياة ويقدر هذه النعمة والهبة المجانية التي وهبنا إياها الخالق العظيم، فكان يجرؤ على التعبير عن أعمق مشاعره بوضوح من حيث الفرح، ومن حيث الشعور بالغبطة والحزن، وبالوحدة والقلق. فككونه قديساَ هذا لا يعني انه أشباه آلهة، بل كسائر البشر عاش إنسانيته، ونال إكليل المجد الإلهي، والذي به يحق ويليق قول القديس بولس الرسول " لقد جاهدت الجهاد الحسن" ، مستمداَ كماله من الكمال الإلهي ومترجماَ ذلك بإعماله الصالحة مع إخوته البشر. إن الصلاة هي حوار مع الله تعالى، وهذا ما علمنا إياه القديس فرنسيس فكانت أعماله كلها صلاة، ومعاملته مع الناس كانت صلاة، وابتعاده عن الناس كان صلاة من اجل الناس، مظهراَ بواسطته عظائم وعجائب الإله، فيا ليتنا نتشبه بك أيها القديس المبارك فنهتف قائلين كما قلت: يا رب استعملني لسلامك فأضع الحب حيث البعض والمغفرة حيث الإساءة *** والاتفاق حيث الخلاف والحقيقة حيث الضلال والإيمان حيث الشك *** والرجاء حيث اليأس والنور حيث الظلمة والفرح حيث الكآبة |
||||
27 - 09 - 2014, 04:15 PM | رقم المشاركة : ( 6396 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مريم العذراء في روحانية القديس فرنسيس
كان فرنسيس مغرما بالمسيح ويندهش, خصوصا امام تواضعه في سر التجسد وحبه في سر الفداء, يريد ان يتشبه كليا حتى يصبح يسوع حقا اساس حياته الروحية. محبته ليسوع حملته الى العذراء مريم فقد حظيت ام يسوع بمحبة فائقة واحترام يفوقان الوصف, من قبل مار فرنسيس وذلك لانها جعلت من رب السماء أخا لنا جميعا إكراما لها كان القديس فرنسيس يرتل الترانيم الخاصة بها ويرفع الصلوات والتسابيح ويقدمها بعراطف حارة جدا يعجز اللسان البشري عن وصفها , ولعل ما يملاء القلب فرحا انه جعل منها محامية للرهبنة فوضع تحت جناحيها أبناءه حيث كان على وشك مفارقتهم , ليجدوا فيها الدفء والحماية حتى النهاية. إكرام فرنسيس لمريم العذراء : لقد أقام القديس فرنسيس علاقة مليئة بالحب والتقوى مع مريم العذراء لأنه أيقن كم لدورها من أهمية في مشروع حب الله الخلاصي للبشرية, نقرأ في القانون الأول * نشكرك لأنك مثلما خلقتنا بابنك كذلك بحبك القدوس الذي به أحببتنا جعلته يولد إلها حقا وإانسانا حقا, من الكلية القداسة, القديسة مريم المجيدة والدائمة البتولية * هذا ما جعل القديس فرنسيس يكرم العذراء مريم ويمدحها ويتخذها مثالا له, ويتشبه بفضائلها : التواضع, والخدمة, وتسبيح الله وتمجيده, والفقر والتجرد, والاستسلام لمشيئة الله. ابتدأت دعوة فرنسيس وانتهت في حمى العذراء سلم ذاته بين يديها متكلا عليها لتلهمه كيفية عيش الإنجيل بشكل أقوى وأعمق. كتب القديس بونافينتورا : ( كان فرنسيس يتوسل بتنهدات متواصلة إلى تلك التي حبلت بالكلمة المملوءة بالنعمة, وأن تتنازل وتكون شفيعة له واستجابت أم الرحمة لصلواته وكما أعطي لها نعهة الحبل بلا دنس, هو نفسه ويلد روح الحق الإنجيلي ) كذلك اتخذ منها المدبرة والمحامية لرهبنته التي أسسها والتي بقيت على مر العصور تحت رعايتها. لقد عرف مار فرنسيس بان العبادة موجبة للرب وحده لأنه هو وحده قدوس بينما مريم العذراء تشترك في قداسته إذ وضعها في التاريخ الخلاصي شريكة له . في حياته و حبه وملكه: رافقت يسوع في حياته على الأرض وشاركته بفرحه بالسماء وبالفداء البشري, لقد فهم القديس فرنسيس علاقة مريم المميزة بكل من الأقانيم الثلاثة. فهو يقول لها في إحدى صلواته: أيتها القديسة مريم العذراء لم يولد في العالم مثلك بين النساء يا بنت العلي, الملك الأسمى, الآب السماوي, وأمته يا مريم ام ربنا يسوع المسيح الكلي القداسة يا عروسة الروح القدس. ومن جهة أخرى يرى فرنسيس في مريم مثالا للكنيسة, في بتولتها وأمومتها , ويرى فيها الأيقونة لما يريد الله أن يحققه في الشخص كل مؤمن. فالكنيسة, في مفهوم فرنسيس باتحادها بالروح القدس, هي : - ذلك الحشا البتولي - الأم التي تحفظ كلمة الله حفظا امينا - البتول التي تحفظ عهد الروح وتحافظ على كمال الإيمان أم يسوع في تمجيدها في السماء بجسدها وروحها هي صورة وبدء الكنيسة التي ستبلغ كمالها في الدهر الآتي. تجعل البتولية والأمومية مريم العذراء والكنيسة شخصا واحدا العذراء صارت كنيسة... إنّ الأُخوّة مدرسة روحيّة أساسيّة، وبإمكانها أن تكون منارةًً لكثير من الناس الغارقين في همومهم. فالحياة الأخويّة المنغلقة على ذاتها ينقصها عمل الروح القدس. لذا فيحارب كلّ أخ، في ذاته، أيّ ميلٍ أنانيّ لكي يقبل الآخر، كما الأم تقبل ابنها |
||||
27 - 09 - 2014, 04:16 PM | رقم المشاركة : ( 6397 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كتابات القديس فرنسيس للقديسة كلارا
إرادة أخيرة قاعدة حياة إرادة أخيرة ) إنٌ مصدر هذه الوصية الأخيرة هو الفصل السادس من قانون القديسة كلارا، حيث تعبٌر كلارا عن رغبة القديس فرنسيس أواخر حياته في أن يتبع هو وكلارا وأخواتها الرب يسوع وفقره المقدس. تشهد هذه الوثيقة للقيم الأساسية التي كانت تُشغِل بال الفقير الصغير في أواخر حياته. ولا شكٌ في أنٌ القديسة كلارا قد وضعت هذه الوصية في قانونها، لكي تُشّجَّع أخواتها على اعتناق الفقر بأمانة لتعاليم فرنسيس، ولكي تبرهن للمعارضين من الخارج أنٌ الفقر هو شيء أساسيٌ في نهج حياتها، وهو يعود إلى فرنسيس نفسه. (1) أنا فرنسيس، الأخ الصغير، أريد اتٌباع حياة ربنا العليٌ يسوع المسيح، وفقره، هو وأمه الكلٌية القداسة، والمثابرة على ذلك حتى النهاية، (2) وإني أرجوكنٌ، سيداتي، وأنصحكنٌ، بعيش هذه الحياة الكلٌية القداسة، وهذا الفقر دائماً. (3) وإحْذَرْنَ جيداً من الابتعاد عن ذلك، أبداً، وبأية طريقة، بسبب تعليم أو نصيحة أيٌ كان. ( قاعدة حياة ) جعلتم من انفسكن بنات وامهات وإماء للملك العلي السامي المقام، الآب السماوي، وصرتن، باختياركن العيش حسب كمال الانجيل المقدس عرائس للروح القدس، اريد واعدُ، باسمي وباسم اخوتي، أن اهتم بكن وبهم دائما باجتهاد، واعتني بكن عناية خاصة |
||||
27 - 09 - 2014, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 6398 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة -7- سرّ دائم الجدّة
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة سرّ دائم الجدّة (7) ايلوا لوكلير جاء ابن الله العالم في " تجرّد كلّي عن ذاته". لم يتأمل فرنسيس هذا المجيء على أنه حدث من الماضي تمّ مرّة واحدة، بل يرى فيه سرّا يتجدّد بيننا كلّ يوم. حظي سرّ جسد المسيح ودمه بمكانة عالية في صلاة فقير أسيزي. فيه يرى فرنسيس بأنّ مجيء ابن الله، يتحقّق اليوم أيضا، في التواضع والفقر: انّه وحي دائم الجدّة لحبّ دون حدود. " انظروا: انّه يتواضع كلّ يوم، تماما مثلما فعل عندما غادر قصره الملكي وتجسّد من العذراء مريم: كلّ يوم ينزل من حضن الآب إلى الهيكل بين يدي الكاهن وتحت المظاهر الأكثر تواضعا. وكما كان في الماضي يأتي إلى الرسل القدّيسين بجسد حقيقي، كذلك اليوم فانّه يظهر ذاته لعيوننا في الخبز المكرّس. عندما كان الرسل ينظرون إليه بعيون الجسد لم يروا إلا جسده. ولمّا تأملوه بعيون الروح آمنوا بأنّه ابن الله. نحن أيضا، عندما نرى خبزا وخمرا بعيون الجسد، علينا أن نرى بثبات، ونؤمن بأنّ ما هو هنا على الهيكل هو جسد المسيح ودمه المقدّسان. هذه هي الوسيلة التي اختارها حتى يبقى إلى الأبد مع الذين يؤمنون به. وقد قال ها أنا معكم الى انقضاء الدهر". ( توصيات: 1، 16-22) الإفخارستيا مع المزود والصليب، في نظر فرنسيس، هي قمّة إعلان الحبّ الإلهي. فالإفخارستيا اليوم تجعل سرّ المزود والصليب حاضرين: " أيها التواضع المتسامي، أيها السمو المتواضع! إن سيّد الكون الله وابن الله يتواضع من أجل خلاصنا. انّه يختفي تحت شكل الخبز. تأمّلوا أيها الإخوة وانظروا تواضع الله..." السيد المسيح ليس بمائت بل هو منتصر وممجّد في سرّ الإفخارستيا. وهو من تريد الملائكة رؤيته. مجد المسيح هو بهاء المشاركة الأخوية. والمشاركة هي دوما سرّ تواضع وفقر. |
||||
27 - 09 - 2014, 04:18 PM | رقم المشاركة : ( 6399 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
( الفرح الحقيقي ) وثيقة منسوبة للقديس فرنسيس الاسيزي تنقل إلينا إحدى المجموعات (النصف الأول من القرن الرابع عشر) نص هذه الوثيقة التي لا أحد يشكُّ في أصالتها ونسبتها إلى فرنسيس. وهي من دون شكّْ، أقدم بكثيرٍ من القصة الموجودة في الفصل الثامن من كتاب "زُهَيْرات القديس فرنسيس)، وفي الفصل السابع من كتاب "أعمال الطوباوي فرنسيس ورفاقه". فبينما هذان الكتابان يتكلمان على "الفرح الكامل"، يتحدث هذا النص عن "الفرح الحقيقي". فيصبح بذلك الفرق واضحا: ففي "الفرح الكامل"، الاحتمالات التي يصفها فرنسيس هي غير مرفوضةٍ كليا من قبله بل هي درجات نحو الفرح والكمال، إذ إن بين الناقص والكامل توجد احتمالات عديدة. بينما في "الفرح الحقيقي"، فالاحتمالات المذكورة تصبح مرفوضة كلياً، من قبل فرنسيس بل هي أفراح مزيفة إذ أن بين الحقيقي والمزيف لا احتمالاتُ أخرى. فما ليس حقيقيا هو مزيف. من ناحيةٍ أخرى فنص "الفرح الحقيقي" هو أقرب إلى الواقع من النص الوارد في "الزُهَيرات" و"أعمال الطوباوي فرنسيس ورفاقه"، حيث يطلب فرنسيس من الأخ ليون تدوين ما سيقوله بينما هما سائران. ما في نَصّْ "الفرح الحقيقي"، فهو يطلب من الأخ ليون التدوين بينما هما في كنيسة سيدة الملائكة. نص "الفرح الحقيقي" يشبه إلى حدٍ بعيدٍ التوصية الخامسة والسيرة الثانية لتوما من شيلانو 125 و145 وسيرة بيروجيا 83. وهو يصف مفهوم الصغر الحقيقي لدى فرنسيس. ويبدو أنه يعكس اختباراً ملموساً عاشه فرنسيس نفسه مع اخوته وعاناه حتى توصَّل أخيرا إلى السلام الداخلي والفرح الحقيقي. (1) لقد أفاد (الأخ ليونارد) عينه في المكان ذاته أن الطوباوي فرنسيس الذي كان في كنيسة القديسة مريم، استدعى الأخ ليون وقال له: "أخي ليون، اكتب". (2) فأجاب: "ها أنذا مستعد". (3) فقال: "اكتب، ما هو الفرح الحقيقي؟". (4) رسولٌ يأتي ويفيد ان جميع معلمي باريس قد انضموا إلى رهبنتنا. اكتب: ليس هذا هو الفرح الحقيقي. (5) كذلك لو جاءنا جميع أحبارِ ما وراء الجبال من رؤساء الأساقفة، والأساقفة وحتى لو جاءنا ملك فرنسا، وملك إنكلترا، اكتب: ليس هذا هو الفرح الحقيقي. (6) وكذلك لو مضى اخوتي إلى غير المؤمنين وردّوهم إلى الإيمان ولو أتاني الله نعمة شفاء المرضى ولو وصنعت الكثير من العجائب فإني أؤكد لك أن كل ذلك ليس الفرح الحقيقي". (7) لكن ما هو الفرح الحقيقي؟ (8) "أكون عائداً من بيروجيا في ليلٍ دامس وآتياً إلى هنا في شتاءٍ موحلٍ، وقد جمَّدَ البرد القارس قطراتٍ من الماء تدلَّت قطعاً من جليدٍ، من أهداب ثوبي وأخذت ترتطم بساقيَّ بلا انقطاع إلى أن سال الدم من الجراح التي أحدثتها. (9) وفيما أنا أعاني من الوحل والبرد والجليد آتي إلى الباب وأقرعه طويلاً وأنادي فيأتي أخٌ ويسألُ: "من الطارق؟" فأجيب: "أنا الأخ فرنسيس". (10) فيقول: :امضِ في سبيلك فهذا ليس وقتا ملائما للتنقل. ولن أدعك تدخل". (11) وألحُ في الطلب فيجيب مجدّداً: "امضِ في سبيلك فأنت مجرد إنسانٍ بسيطٍ وغير متعلمٍ. وعلى أية حالٍ لا تعد إلينا مجددا فإن كثرة عددنا وكفاءتنا يغنياننا عنك. (12) وأنتصب من جديد أمام الباب وأقول: حبا بالله استقبلوني هذه الليلة. (13) فيجيب: "لن أفعل ذلك. (14) امضِ إلى مستشفى حاملي الصليب علَّهم يستقبلونك هناك". (15) إنني أقول لك، أنني إن صبرت ولم أضطرب ففي ذلك يكمن الفرح الحقيقي والفضيلة الحقة وخلاص النفس". |
||||
27 - 09 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 6400 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة -6- روعة الحبّ الإلهي
فرنسيس الأسيزي - معلّم للصلاة روعة الحبّ الإلهي (6) ايلوا لوكلير يتأمل فرنسيس وقد استنار بالروح، في المسيح المتواضع والفقير، مجد الله الحقيقي. انّه أمام تنازلات ابن الله، يرى نجمة ينيرها حبّ لا يقاس ولا يدنى منه: " ابن الله الوحيد، الحكمة العالية. غادر حضن الآب... لم يحتفظ لنفسه بشيء. لقد أعطى كلّ شيء..." تجرّدٌ أسلم فرنسيس لاضطراب كبير وتركه في ذهول لا يوصف: " كلمة الآب الجزيل الوقار، القدّوس والممجّد... اتّخذ حقا في مريم جسد إنسانيتنا الضعيفة. انّه، وهو الغني فوق كلّ شيء، أراد مع أمّه الطوباوية مريم العذراء، أن يختار الفقر في هذا العالم". يرى فرنسيس أنّ اختيار الفقر هو وحي من الله، ويعبّر عن حبّ يسلم ذاته كلّيا وبمجانية مطلقة. وحي الله المجاني: كلمات يقصد بها أنّ الله ليس من حقّنا أي مُلكاً لنا، بل هو رجاؤنا رجاء الفقراء. " لقد خلّصنا برحمته، على الرغم من ضعفنا وشقائنا، من فسادنا وعارنا، من جحدنا ومساوئنا. لم يفعل لنا في الماضي والحاضر إلا كلّ خير". لذلك لا يستطيع أن يبعد بصره عن المزود وعن الصليب: انه يرى فيهما الوحي الحسّي والمضيء لحبّ مجّاني، لا حدود له. " موضوعان يسيطران عليه بشكل يستحيل معهما أن يفكّر بشيء آخر: التواضع المتجلّي بالتجسّد والحبّ المتجلّي في الآلام". |
||||