626 - خلق الله الانسان وبدأ معه علاقة ً خاصة تختلف عن علاقته بباقي الخلق . ميز الله الانسان عن باقي المخلوقات وخصه ُ باعلان ذاته له وكشف ارادته نحوه . حين وضعه في الجنة عقد معه اتفاقا ً أن ياكل من كل شجر الجنة عدا شجرة واحدة . اطلق يده في كل ما بالجنة وحذره ُ من مد يده الى شجرة معرفة الخير والشر التي حرمها عليه . وعده بكل الخير ، وهبهُ كل ما خلقه وجعله لخدمته ، أما هذه الشجرة فلا يمسها . قال : " وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا ، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ " ( تكوين 2 : 17 ) تعهد آدم بذلك لله ، لكنه كسر العهد وخان الاتفاق وعصى امر الله وحل به عقاب نقض العهد . وبعد السقوط استمر الله في علاقة خاصة بالانسان ، خصه باهتمامه ِ وعهوده . مع ابراهيم جعل الله عهدا ً بينه وبينه ، وعده ُ بأن يكثّّره تكثيرا ً جدا ً . قال له : " أَمَّا أَنَا فَهُوَذَا عَهْدِي مَعَكَ ، وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ " وحفظ الله عهده . وهبه اسحق ابنا ً في شيخوخته وجعله امة ً عظيمة ً جدا ً واسكنه ارض موعده . من الجانب الآخر يبرم الانسان عهدا ً مع الله فيحيا له مكرّسا ً حياته لخدمته . هكذا كان يفعل الانبياء والكهنة في القديم والقادة الذين يصطفيهم الله . حفظ ابراهيم ونسله عهدهم مع الله وكان الختان علامة ذلك العهد . وجاء المسيح ، جاء المسيح تحقيقا ً لخطة الله لخلاص الانسان وتحقق فيه وعد الله . وعندما نقبل المسيح ربا ً ومخلّصا ً ونعلنه سيدا ً على حياتنا نبرم معه عهدا ً . نتعهد بأن نحمل اسمه ونتبعه ، نسير ورائه ونعبده ، نحيا ونموت له . وفي تنفيذنا عهدنا ذلك نسير حياتنا لنرضيه ونسلك في طريقه الذي يحدده . لا نسمح لاي تدخل خارجي أن يفصلنا عن تمسكنا بالعهد ويرخي ايدينا عنه . فنعمل كل ما نعمل كما للرب وليس للناس . لا يؤثر انسان على اتباعنا طريقه . وكما حفظ الرب عهده ُ مع شعبه ِ والتزم به وانقذهم من اعدائهم . التزم الشعب في ايام نحميا بعهدهم للرب ووضعوا ميثاقا ً معه . قالوا : " وَالآنَ يَا إِلهَنَا ، الإِلهَ الْعَظِيمَ الْجَبَّارَ الْمَخُوفَ ، حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ " نحن نقطع ميثاقا ً ونكتبه ورؤسائنا ولاويينا وكهنتهنا يختمون . حفظ الله عهده معك ، جاء انسانا ً وحمل خطاياك ومات عنك على الصليب . رفع عنك حكم الموت ، قدّم نفسه ذبيحة ً عنك . سدد الثمن بدمه المسفوك عنك . وانت وقد قبلت فدائه وقد دخلت في عهد حياة ٍ معه قطعت معه ميثاقا ً ، والسماء شاهدة على ذلك الميثاق .