![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 63641 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نَزَلَ الرُّوحُ القُدُسُ علَيه في صورةِ جِسْمٍ كَأَنَّهُ حَمامَة، وَأَتى صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: ((أَنتَ ابنِيَ الحَبيب، عَنكَ رَضِيت)). عبارة "عَنكَ رَضيت" فتشير إلى اقتباس من النشيد الأول للعبد المتألم لأشعيا النبي "هُوَذا عَبدِيَ الَّذي أَعضُدُه مُخْتارِيَ الَّذي رَضِيَت عنه نَفْسي" (أشعيا 42: 1)، وتدل على أنَّ اختيار الله ليسوع ابنه لم يكن اعتباطا بل اختيارا من اجل القيام برسالته، اختار الله يسوع، موضع معزَّته الخاصة كي يُحمِّله رسالة معلناً انه ابنه الوحيد والحبيب (مرقس 12: 16). فكان صوت الآب إعلانا رسميا من الآب للابن، وتصديقا لرسالته وقبولا لتكريس الابن نفسه العلني لذاته القدوس لدى شعب الله. وهكذا يشير لوقا الإنجيلي في هذه الآية إلى صورتين نبويتين، صورة ابن الملك داود (2 صموئيل 7: 14) وصورة الخادم (العبد) الذي يأخذ على عاتقه خطايا جماعة الناس (أشعيا 53: 12). وفي خلفية المسيح الملك يظهر العبد المتألم ( أشعيا 53). ونلاحظ، أخيراً، في هذا المشهد الأقانيم الثلاثة: الله واحد ولكنه في نفس الوقت ثلاثة أقانيم: الآب يتكلم، والابن يُعمَّد، والروح القدس ينزل على الابن للدلالة على انه المُخلص الموعود به (أشعيا 11: 12). ويعلق القديس ايرونيموس "إنّه سرّ الثالوث الذي ظهر في هذه المعموديّة. الرّب يسوع قَبِل العُمَّاد، والرُّوح القدس نزل على شكل حمامة، وسمعنا صوت الآب الذي شهد لابنه"(شرح لإنجيل القدّيس متّى، 3). ومع أنَّ الله ثالوث فان أول لقاء للإنسان معه يجب أن يكون دائما في المسيح. وهذه الآية تدل على بداية رسالة يسوع لدى شعب الله، وهي الخلاص الذي دشّنه يسوع تطهيراً من الخطايا وتقديساً للشعب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63642 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يذكر إنجيل لوقا أن الروح القدس نزل على يسوع (لوقا 3: 22) ليدّل على أنَّ يسوع نال الروح كسائر الأنبياء لنقل كلمة الله " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء وأَرسَلَني لأُعلِنَ لِلمَأسورينَ تَخلِيَةَ سَبيلِهم ولِلعُميانِ عَودَةَ البصَرِ إِلَيهِم وأُفَرِّجَ عنِ الـمَظلومين وأُعلِنَ سَنَةَ رِضاً عِندَ الرَّبّ" (لوقا 4: 18 -19). النَّبيّ هو الذي أَنْبأَ عن الله، والنُّبُوءَةُ هي تبليغُ وحْي اللهِ إلى النّاس، حيث أن التعريف الكتابي للنبي أنه هو الشخص الذي يُعلن إرادة اللّه والمستقبل للشعب، كما يرشده الوحي الإلهي. وعلاوة على مناداته بالقضاء على الخطأ، والدفاع عن الحق والبر، والشهادة لسمو الأخلاق على الطقوس الشكلية، فإن النبوّة هي وثيقة الارتباط بمقاصد نعمة اللّه نحو شعبـه (ميخا 7: 20، أشعيا 3:60). ومن هذا المنطلق، النبي هو من يتكلم بما يُوحى به إليه من الله، فأقواله ليست من بنات أفكاره، ولكنها من مصدر أسمى. فالأنبياء الحقيقيون إنما يتكلمون بما يضعه الله في أفواههم، أو يكشفه لعقولهم (أشعيا 2: 1)، كل هذا الوصف ينطبق على المسيح، لأنه هو كلمة الله نفسه من ذات الله. يختلف مفهوم النبوة والأنبياء في العهد الجديد قليلا عن مفهوم العهد القديم، لأنه في العهد القديم كانت وسيلة اتصال الله بالشعب من خلال النبي فقط أي من الله للنبي ثم للشعب، ولكن العهد الجديد من الرب نفسه للشعب. كما جاء في تعليم صاحب الرسالة للعبرانيين “بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرة، كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين. (العبرانيين 1: 1-2). فالرب يسوع المسيح هو ابن الله أي من ذات الله فله ملئ اللاهوت، وهو كلمة الله ذاته هو الذي يُكلم البشر ويُخبرهم بالأشياء الخفيَّة والمستقبلية أيضا؛ وتعريف النبي هذا ينطبق على المسيح، لأنه يُخبر بأمور مستقبلية، ولكن هذا لا يلغي ألوهيته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63643 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نشاهد في يسوع الكثير من الملامح النبوية. فهو يكشف مضمون " علامات الأزمنة " (متى 16: 2-3)، ويعلن نهايتها "فها إِنِّي قد أَنْبَأتُكم" (متى 24: 25). وموقفه إزاء القيم التقليدية هو عودة إلى النقد الذي أبداه الأنبياء بصرامة إزاء علماء الشريعة "الوَيلُ لَكُم يا عُلَماءَ الشَّريعَة، قَدِ استَولَيتُم على مِفتاحِ المَعرِفة، فلم تَدخُلوا أَنتُم، والَّذينَ أَرادوا الدُّخولَ مَنَعتُموهم"(لوقا 11: 52)، وغضبه " ضد الرياء" أو المُراءة" الديني "أَيُّها المُراؤُون، أَحسَنَ أَشَعْيا في نبوءته عَنكم إِذ قال هذا الشَّعْبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه وأمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي"(متى 15: 7)، وفتح الجدال في صفة أبناء إبراهيم ، موضع افتخار اليهود " إِنَّ أَبانا هو إبراهيم فقالَ لَهم يسوع: لَو كُنتُم أَبناءَ إِبراهيم، لَعَمِلتُم أَعمالَ إِبراهيم" (يوحنا 8: 39)، وتوضيح ميراث روحي ، وتطهير الهيكل (مرقس 11: 15- 17)، والإعلان عن عبادة ، حقيقية كاملة بعد وقوع خراب بناء الهيكل (يوحنا 2: 16). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63644 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يشهد يسوع-وهذا ما يربط خاصة بينه وبين الأنبياء القدماء-كيف أن رسالته تُرفض (متى 13: 13-15)، وتُنبذ من تلك المدينة، أورشليم، قاتلة الأنبياء "أُورَشَليم أُورَشَليم، يا قاتِلَةَ الأَنبِياء وراجِمَةَ المُرسَلينَ إِليَها، كَم مَرَّةٍ أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءكِ، كما تَجمَعُ الدَّجاجَةُ فِراخَها تحتَ جنَاحَيها! فلَم تُريدوا. هُوَذا بَيتُكم يُترَكُ لَكم قَفْراً"(متى 23: 37-38). وبقدر ما تكون نهايته تقترب، يتولى يسوع إعلانها ويشرح معناها، من حيث كونه نبيّاً يتنبأ عن نفسه، مُبيِّناً بذلك أنه لا يزال سيداً لمصيره، أو يقبله برضى حتى يُتمِّم قصد الآب، كما صورته الكتب المقدسة. فلا غرو، مع هذه المواقف المصحوبة بعلامات إعجازية، أن تلقِّب الجموع يسوع تلقائياً بلقب نبي كما حدث بعد إحياء ابن أرملة نائين "فاستَولى الخَوفُ علَيهم جَميعاً فمَجدَّوا الله قائلين: قامَ فينا نَبِيٌّ عَظيم، وافتَقَدَ اللهُ شَعبَه"! (لوقا 16:7)، وكما اعترف به اعمى بركة سلوام " فقالوا: أَيضاً لِلأَعمى: ((وأَنتَ ماذا تَقولُ فيه وقَد فَتَحَ عَينَيكَ؟)) قال: إِنَّهُ نَبِيّ " (يوحنا 9: 17) وكذلك اعترفت به نبياً المَرأَة السامرية " يا ربّ، أَرى أَنَّكَ نَبِيّ "(يوحنا 4: 19)، لأنها شعرت أن المسيح قادرٌ أن يرى ما لا يراه الآخرون، ويعلم الغيب فهو نبي. "وكَثِيرُونَ مِنَ الْجَمْعِ لَمَّا سَمِعُوا هذَا الْكَلاَمَ قَالُوا: هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ" (يوحنا 9: 40). وفي بعض الحالات يَدل هذا اللقب على النبيِّ الأعظم، الذي سبق وتكلمت عنه الكتب المقدسة، فاعلنه واعلن أتباع المسيح ومن شفاهموأعدائه في حياته عنه : فبعد معجزة الخبز والسمكتين حول بحيرة طبرية " لَمَّا رأَى النَّاسُ الآيةَ الَّتي أَتى بِها يسوع، قالوا: حَقاً، هذا هوَ النَّبِيُّ الآتي إلى العالَم" (يوحنا 6: 14)؛ ويرى فيه الناس أنه نبي الأزمنة الأخيرة الذي يرسله الله إلى العالم ليتزعم حركة تحرير قومي وُقيم سلطان إسرائيل (يوحنا 1: 21)؛ وقد اعترف به نبياً أيضا " أُناسٌ مِنَ الجَمعِ بعد أن سَمِعوا كلامه عن الماء الحي : هذا هو النَّبِيُّ حَقاً! " (يوحنا 7: 40). وبعد أن ضرب الأمثال في الهيكل للشعب على سماع عظماء الكهنة والفريسيين " حاولوا أَن يُمسِكوه، وَلكِنَّهم خافوا الجُموعَ لأَنَّها كانت تَعُدُّه نَبِيّاً" (متى21: 46)؛وكذلك قال كل الجموع الذين كانوا في انتظاره عند دخوله أورشليم: " "هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ" (متى 21: 10-11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63645 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن يسوع لا يُطلق على نفسه هذا اللقب إلاَّ عرضاً حينما قال " لا يُزدَرى نَبِيٌّ إِلاَّ في وَطَنِه وبَيتِه " (متى 13: 57).ومن ثم لن يكون لهذا اللقب إلا مجال بسيط في فكر الكنيسة الناشئة كما جاء في عظة بطرس للشعب "فلَقَد قالَ موسى: ((سيُقيمُ لكُمُ الرَّبُّ إِلهُكم مِن بَين إِخوَتِكم نَبِيًّا مِثْلي، فإِلَيه أَصْغوا في جَميعِ ما يَقولُ لَكُم" (أعمال 3: 22) حيث يظهر يسوع هنا بمظهر النبي الشبيه بموسى كما وصفه قَلاوبا، أحد تلميذي عماوس بعد قيامة الرب من الأموات "كانَ نَبِيّاً مُقتَدِراً على العَمَلِ والقولِ عِندَ اللهِ والشَّعبِ كُلِّه،" (لوقا 24: 19)، ونستنتج مما سبق أن يسوع بتجسده اخذ جسداً بشرياً، مما اضفى عليه صفة النبي، لأنه يُخبر بفمه البشري أموره اللاهوتية والخفيَّة والمستقبلية. لكنه هو أكثر من نبي، لان رسالته هي البشرى النهائية، وهو نفسه موضوعها، إنه المسيح ابن الله الحي وشخصيته تتجاوز من كل الوجوه التقليد النبوي. فيسوع هو المسيح و"عبد الله المتألم" وابن الإنسان. أمَّا السلطان الذي أُعطي له من أبيه، فهو أيضاً بجملته سلطانه الخاص كليّاً: إنه سلطان الابن، الأمر الذي يضعه فوق كل صفوف الأنبياء كما جاء في تعليم صاحب الرسالة إلى العبرانيين "إِنَّ اللهَ، بَعدَما كَلَّمَ الآباءَ قَديمًا بِالأَنبِياءَ مَرَّاتٍ كَثيرةً بِوُجوهٍ كَثيرة، كَلَّمَنا في آخِرِ الأَيَّام هذِه بِابْنٍ جَعَلَه وارِثًا لِكُلِّ شيء وبِه أَنشَأَ العالَمِين. هو شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه، يَحفَظُ كُلَّ شيَءٍ بِقُوَّةِ كَلِمَتِه. وبَعدَما قامَ بِالتَّطْهيرِ مِنَ الخَطايا، جَلَسَ عن يَمينِ ذي الجَلالِ في العُلَى" (عبرانيين 1: 1-3). إنه يستمد من الله الآب كلامه، ولكنه-كما يقول يوحنا الإنجيلي هو "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً" (يوحنا 1: 14). وفي الواقع، فأي نبي كان يمكنه أن يقدّم ذاته باعتباره مصدراً للحق، والحياة. "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة" (يوحنا 14: 6). إن الأنبياء كانوا يردِّدون: " هذا وحي الله! أمَّا يسوع فيقول: "الحق الحق أقول لكم "، وإذن، فإن رسالته وشخصه ليسا من ذات المستوى النبوي. والفارق الهائل بين استعلان الله بالكلمة على فم الأنبياء وبين استعلان في المسيح كالفرق بين أن نعرف شيئًا عن الله وبين أن نراه ونسمعه ونلمسه وإن كان كلام الله بالأنبياء لا يزول بل يتحقق في الحال، فبالأولى كلمة المسيح التي تخلق. ونرى هنا وحدة العهدين فالله الذي كلمنا في الأنبياء هو نفسه الذي كلمنا في ابنه، ولكنه الآن في صورة أكمل إعلانه. في العهد القديم رأينا ظلال الحقائق، أمَّا الآن فنرى الحق عينه بل أعطانا الله الروح القدس الذي به نعرف عقل الله وفكر الله ونرى صورة للمجد (1قورنتس 9:2-11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63646 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع هو المسيح (لوقا 3: 15) يبين لنا نص إنجيل لوقا أنَّ يسوع ليس فقط نبي بل هو المسيح المنتظر. "كانَ الشُّعبُ يَنتَظِر، وكُلٌّ يَسأَلُ نَفسَه عن يوحَنَّا هل هو الـمَسيح" (لوقا 3: 15). لفظة "المسيح" مشتقة من اللغة العبرية والآرامية، (×”×ض¸×©ض´×پ×™×—ض· (معناها المسيا)، وأمَّا اللفظة اليونانية فهي خ§دپخ¹دƒد„ل½¹د‚ أي المسيح وتعني الممسوح. ويُعلق القديس ايرينيوس " أنَّ في اسم المسيح يُضمَر من مَسَح، ومن مُسِح، والدهن الذي به مُسح: الماسح هو الآب، والمسموح هو الابن، وقد مُسح بالروح الذي هو الدُّهن" (الرد على الهرطقات 3:18،3). يشير الاسم إلى ربط شخص المسيح برجاء أبناء الشعب العبري في العهد القديم والعهد الجديد. في العهد القديم كانت لفظة المسيح (الذي مسح) تنسب إلى الملك والنبي والكاهن. وكانت المسحة الإلهية تُكرّس الملوك من أجل رسالة مرتبطة بقصد الله نحو شعبه. وبفضل المسح بالزيت الذي يرمز إلى تقليد السلطة من قبل روح الله (1 صموئيل 9: 16، 13)، كان الملك يُكرس لوظيفة تجعل منه نائب الله في إسرائيل كما هو الحال في شان شاول الملك (1 صموئيل 9، 10) وداود الملك (2 صموئيل 2: 4، 5: 3) وسليمان الملك (1 ملوك 1: 39) ومن ارتقوا من ذريته إلى السلطة الملكية (2 ملوك 11: 12، 23). بهذه المسحة يصبح الملك "مسيح الله" (2 صموئيل 19: 22)، وبالتحديد شخصاً مُكرساً يجب على كلّ مؤمن أن يُقدِّم له إكراماً دينياً (1 صموئيل 24: 7). لم يكن المسح عادة للأنبياء المكرّسين لوظيفتهم بمسح الزيت، إلا بطريقة عارضة. مثلا أن الله أمر إيليا بأن "يمسح أليشاع نبياً بدلاً منه" (1 ملوك 19: 16). وفي الواقع، فإن مسح الروح هذا الذي يحصل عليه النبي هو ما يتحدث عنه أشعيا (61: 1)، عندما كرّسه هذا المسح ليُعلن البشرى السارة للفقراء " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء" (لوقا 4: 18). وقد أطلق مرة لفظ "مسحاء" على أعضاء شعب الله بصفتهم "أنبياء الرب " (مزمور 105: 15). أمَّا مسح الكهنة فيعود إلى ما بعد السبي فكان يُمنح المسح عظيم الأحبار (خروج 29: 7). ومنذ ذلك العصر يصبح عظيم الأحبار الممسوح "المسيا" في زمانه (الأحبار 4: 3). ويشمل المسح أيضا جميع الكهنة (خروج 28: 41). يعطي إذن الفكر اليهودي عن الأزمنة الأخيرة مكاناً هاماً لانتظار المسيح: مسيح ملك ينتظره الجميع، ومسيح كاهن في رأي بعض الأوساط اليهودية. ولكن مواعيد الكتب المقدّسة لا تنحصر في هذه المسيحانية بأحلام نهضة سياسية، بل تعلن أيضاً تأسيس ملكوت الله على يد يسوع المسيح. في العهد الجديد بشَّر الملاك الرعاة بميلاد يسوع على انه المسيح الذي وعد به إسرائيل: "وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ" (لوقا 2: 11). وقد وظهر تكريسه المسيحاني الأزلي في حياته الأرضية في أثناء اعتماده على يد يوحنا المعمدان "اللهَ مَسَحَه بِالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَة" (أعمال الرسل 10: 38) "لِكَي يَظهَرَ أَمْرُه لإِسْرائيل "(يوحنا 1: 31) على انه مسيحه. أدهش الناس بقداسته وسلطته وقدرته موقف معاصري الذين أخذوا يتساءلون قائلين: "أَتُراهُ المَسيح؟" (يوحنا 4: 29، 7)) وألحُّوا عليه في أن يُعلن هو بصراحة عن نفسه "إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْه لَنا صَراحَةً" (يوحنا 10: 24). وانقسم الناس إلى قسمين تجاه يسوع بكونه المسيح كما ورد في إنجيل يوحنا "فوقَعَ بَينَ الجمَعِ خِلافٌ في شأنِه" (يوحنا 7: 43). فمن جهة، اتفقت السلطات اليهودية على أن تطرد من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح (يوحنا 9: 22). ومن جهة أخرى، اعترف الكثيرون صراحة بأنه هو المسيح، أوّلهم تلاميذه، (يوحنا 1: 41)، ثم مرثا في الوقت الذي أعلن أنه القيامة والحياة (يوحنا 11: 27). وأخيرا يضفي جواب بطرس "أنت المسيح" طابعاً رسمياً خاصاً (مرقس 8: 29). لكن هذا الجواب، ما يزالُ ناقصاً، لأن لقب "المسيح" معرّض أن يُفهم في إطار تطلع إلى مَلكٍ زمنيٍ سياسيٍ (يوحنا 6: 15). لم يطلق يسوع على نفسه لقب "المسيح" سوى مرة واحدة، وذلك في حواره مع المرأة السامرية: "إِنِّي أَعلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وهو الَّذي يُقالُ لَه المسيح، وإِذا أَتى، أَخبَرَنا بِكُلِّ شَيء". قالَ لَها يسوع: "أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يوحنا 4: 25-26). وفي الواقع، كان يسوع يحظر الشياطين أن يعلنوا أنه هو المسيح (لوقا 41:4). ولكنه، بعد اعتراف بطرس، أوصى الاثني عشر، ألا يُخبروا أحداً بأنه المسيح (متى 16: 20). قَبِلَ يسوع لقب "المسيح" الذي كان من حقه (يوحنا 4: 25-26)، ولكن لا على سبيل الإطلاق، لان فئة من معاصريه كانوا ينظرون إلى هذا اللقب نظرة بشرية سياسية في جوهرها (متى 22: 41-46). لذا شرع يسوع في تنقية مفهوم فكرة "المسيح". فعندما كان الناس يقولون ليسوع "أنت المسيح"، يجُيبهم: على ابن الإنسان أن يتألم، وهكذا يربط بين فكرة المسيح وإعلان الآلام والقيامة (متى 16: 16). ولم ينكر يسوع هذا اللقب في محاكمته الدينية واستحلاف عظيم الأحبار له بل أعطاه معناً متسامياً، أنه هو ابن الإنسان المزمع أن يجلس عن يمين الله (متى 26: 63-64). وبدأ هذا الاعتراف مع بدء آلامه. وكان هذا الاعتراف سبب الحكم عليه كما أكده عَظيمُ الكَهَنَة: "أَستَحلِفُكَ بِاللهِ الحَيّ لَتَقولَنَّ لَنا هل أَنتَ المسيحُ ابنُ الله"، فقالَ له يسوع: "هو ما تقول" (متى 26: 65-66). فلم يعد لقب المسيح مجال لمجد زمني، إنما في المجال الروحي. لم تتردد الكنيسة من إعلان لقب "المسيح"؛ فإنها على ضوء قيامة يسوع قامت بإعلان أنَّ يسوع هو المسيح خ§دپخ¹دƒد„ل½¹د‚ (خرستوس). ويظهر يسوع هكذا باعتباره ابن داود الحقيقي كما ورد في نسبه كما ورد في إنجيل متى "نَسَبُ يَسوعَ المسيح اِبنِ داودَ ابنِ إِبْراهيم (متى 1: 1)، حُبل به بقوة الروح القدس كما بشّر الملاك مريم العذراء" (لوقا 1: 35) ليرث عرش داود أبيه (لوقا 1: 32) ويقود إلى غايته هذا الملك، بتأسيسه ملكوت "الله على الأرض" وذلك عن طريق قيامته من بين الأموات لذلك لم يتردد بطرس الرسول بعد قيامة يسوع أن يُعلن أمره أمَّام شعب الله " فَلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا " (أعمال الرسل 2: 36). ونستنتج مما سبق أنه بعد قيامة يسوع فقط، استطاع التلاميذ أن يفهموا ماذا ينطوي عليه هذا اللقب: "أمَّا كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام فيدخل في مجده؟" (لوقا 24: 26)؛ لأنه كما ورد في الكتب المقدّسة، "كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، وتُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم" (لوقا 24: 46 -47). لقد أصبحت تسمية " المسيح" في زمن الرسل اسم علم ليسوع. ولم تتردّد الكنيسة الأولى في الاعتراف ليسوع بأرفع الألقاب، ألا وهو لقب الرب كما جاء في عظة بطرس السول الأولى "أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا (أعمال الرسل 2: 36)، و"المسيح الرب" (لوقا 2: 11)، و"ربنا يسوع المسيح"(أعمال 15: 26)، وهو ابن الله بالمعنى الحصري (رومة 1: 4)، وهو الإله الحق (رومة 9: 5). ولم يعد أيضا لقب المسيح بالنسبة إلى بولس الرسول لقباً من الألقاب، بل أصبح اسم علمٍ خاصٍ دون أل التعريف "فإِنَّنا نُبَشِّرُ بِمَسيحٍ مَصْلوب" (1 قورنتس 1: 23) ولذا تقوم بشارة بولس بمثابة إعلان أيضاً عن المسيح المصلوب الذي مات من أجل قوم كافرين " لَمَّا كُنَّا لاَ نَزالُ ضُعَفاء، ماتَ المسيحُ في الوَقْتِ المُحدَّدِ مِن أَجْلِ قَوْمٍ كافِرين "(رومة 5: 6-8). وأخيرا يجمع لقب المسيح في ذاته كلّ الألقاب الأخرى، ويحمل كلّ الذين خلّصهم المسيح، بحق، اسم "المسيحيين" (أعمال 11: 26). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63647 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يسوع ليس فقط نبي بل هو المسيح المنتظر. "كانَ الشُّعبُ يَنتَظِر، وكُلٌّ يَسأَلُ نَفسَه عن يوحَنَّا هل هو الـمَسيح" (لوقا 3: 15). لفظة "المسيح" مشتقة من اللغة العبرية والآرامية، (×”×ض¸×©ض´×پ×™×—ض· (معناها المسيا)، وأمَّا اللفظة اليونانية فهي خ§دپخ¹دƒد„ل½¹د‚ أي المسيح وتعني الممسوح. ويُعلق القديس ايرينيوس " أنَّ في اسم المسيح يُضمَر من مَسَح، ومن مُسِح، والدهن الذي به مُسح: الماسح هو الآب، والمسموح هو الابن، وقد مُسح بالروح الذي هو الدُّهن" (الرد على الهرطقات 3:18،3). يشير الاسم إلى ربط شخص المسيح برجاء أبناء الشعب العبري في العهد القديم والعهد الجديد. في العهد القديم كانت لفظة المسيح (الذي مسح) تنسب إلى الملك والنبي والكاهن. وكانت المسحة الإلهية تُكرّس الملوك من أجل رسالة مرتبطة بقصد الله نحو شعبه. وبفضل المسح بالزيت الذي يرمز إلى تقليد السلطة من قبل روح الله (1 صموئيل 9: 16، 13)، كان الملك يُكرس لوظيفة تجعل منه نائب الله في إسرائيل كما هو الحال في شان شاول الملك (1 صموئيل 9، 10) وداود الملك (2 صموئيل 2: 4، 5: 3) وسليمان الملك (1 ملوك 1: 39) ومن ارتقوا من ذريته إلى السلطة الملكية (2 ملوك 11: 12، 23). بهذه المسحة يصبح الملك "مسيح الله" (2 صموئيل 19: 22)، وبالتحديد شخصاً مُكرساً يجب على كلّ مؤمن أن يُقدِّم له إكراماً دينياً (1 صموئيل 24: 7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63648 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لم يكن المسح عادة للأنبياء المكرّسين لوظيفتهم بمسح الزيت، إلا بطريقة عارضة. مثلا أن الله أمر إيليا بأن "يمسح أليشاع نبياً بدلاً منه" (1 ملوك 19: 16). وفي الواقع، فإن مسح الروح هذا الذي يحصل عليه النبي هو ما يتحدث عنه أشعيا (61: 1)، عندما كرّسه هذا المسح ليُعلن البشرى السارة للفقراء " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لِأَنَّهُ مَسَحَني لِأُبَشِّرَ الفُقَراء" (لوقا 4: 18). وقد أطلق مرة لفظ "مسحاء" على أعضاء شعب الله بصفتهم "أنبياء الرب " (مزمور 105: 15). أمَّا مسح الكهنة فيعود إلى ما بعد السبي فكان يُمنح المسح عظيم الأحبار (خروج 29: 7). ومنذ ذلك العصر يصبح عظيم الأحبار الممسوح "المسيا" في زمانه (الأحبار 4: 3). ويشمل المسح أيضا جميع الكهنة (خروج 28: 41). يعطي إذن الفكر اليهودي عن الأزمنة الأخيرة مكاناً هاماً لانتظار المسيح: مسيح ملك ينتظره الجميع، ومسيح كاهن في رأي بعض الأوساط اليهودية. ولكن مواعيد الكتب المقدّسة لا تنحصر في هذه المسيحانية بأحلام نهضة سياسية، بل تعلن أيضاً تأسيس ملكوت الله على يد يسوع المسيح. في العهد الجديد بشَّر الملاك الرعاة بميلاد يسوع على انه المسيح الذي وعد به إسرائيل: "وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ" (لوقا 2: 11). وقد وظهر تكريسه المسيحاني الأزلي في حياته الأرضية في أثناء اعتماده على يد يوحنا المعمدان "اللهَ مَسَحَه بِالرُّوحِ القُدُسِ والقُدرَة" (أعمال الرسل 10: 38) "لِكَي يَظهَرَ أَمْرُه لإِسْرائيل "(يوحنا 1: 31) على انه مسيحه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63649 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أدهش الناس بقداسته وسلطته وقدرته موقف معاصري الذين أخذوا يتساءلون قائلين: "أَتُراهُ المَسيح؟" (يوحنا 4: 29، 7)) وألحُّوا عليه في أن يُعلن هو بصراحة عن نفسه "إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْه لَنا صَراحَةً" (يوحنا 10: 24). وانقسم الناس إلى قسمين تجاه يسوع بكونه المسيح كما ورد في إنجيل يوحنا "فوقَعَ بَينَ الجمَعِ خِلافٌ في شأنِه" (يوحنا 7: 43). فمن جهة، اتفقت السلطات اليهودية على أن تطرد من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح (يوحنا 9: 22). ومن جهة أخرى، اعترف الكثيرون صراحة بأنه هو المسيح، أوّلهم تلاميذه، (يوحنا 1: 41)، ثم مرثا في الوقت الذي أعلن أنه القيامة والحياة (يوحنا 11: 27). وأخيرا يضفي جواب بطرس "أنت المسيح" طابعاً رسمياً خاصاً (مرقس 8: 29). لكن هذا الجواب، ما يزالُ ناقصاً، لأن لقب "المسيح" معرّض أن يُفهم في إطار تطلع إلى مَلكٍ زمنيٍ سياسيٍ (يوحنا 6: 15). لم يطلق يسوع على نفسه لقب "المسيح" سوى مرة واحدة، وذلك في حواره مع المرأة السامرية: "إِنِّي أَعلَمُ أَنَّ المَشيحَ آتٍ، وهو الَّذي يُقالُ لَه المسيح، وإِذا أَتى، أَخبَرَنا بِكُلِّ شَيء". قالَ لَها يسوع: "أَنا هو، أَنا الَّذي يُكَلِّمُكِ" (يوحنا 4: 25-26). وفي الواقع، كان يسوع يحظر الشياطين أن يعلنوا أنه هو المسيح (لوقا 41:4). ولكنه، بعد اعتراف بطرس، أوصى الاثني عشر، ألا يُخبروا أحداً بأنه المسيح (متى 16: 20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 63650 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قَبِلَ يسوع لقب "المسيح" الذي كان من حقه (يوحنا 4: 25-26)، ولكن لا على سبيل الإطلاق، لان فئة من معاصريه كانوا ينظرون إلى هذا اللقب نظرة بشرية سياسية في جوهرها (متى 22: 41-46). لذا شرع يسوع في تنقية مفهوم فكرة "المسيح". فعندما كان الناس يقولون ليسوع "أنت المسيح"، يجُيبهم: على ابن الإنسان أن يتألم، وهكذا يربط بين فكرة المسيح وإعلان الآلام والقيامة (متى 16: 16). ولم ينكر يسوع هذا اللقب في محاكمته الدينية واستحلاف عظيم الأحبار له بل أعطاه معناً متسامياً، أنه هو ابن الإنسان المزمع أن يجلس عن يمين الله (متى 26: 63-64). وبدأ هذا الاعتراف مع بدء آلامه. وكان هذا الاعتراف سبب الحكم عليه كما أكده عَظيمُ الكَهَنَة: "أَستَحلِفُكَ بِاللهِ الحَيّ لَتَقولَنَّ لَنا هل أَنتَ المسيحُ ابنُ الله"، فقالَ له يسوع: "هو ما تقول" (متى 26: 65-66). فلم يعد لقب المسيح مجال لمجد زمني، إنما في المجال الروحي. لم تتردد الكنيسة من إعلان لقب "المسيح"؛ فإنها على ضوء قيامة يسوع قامت بإعلان أنَّ يسوع هو المسيح خ§دپخ¹دƒد„ل½¹د‚ (خرستوس). ويظهر يسوع هكذا باعتباره ابن داود الحقيقي كما ورد في نسبه كما ورد في إنجيل متى "نَسَبُ يَسوعَ المسيح اِبنِ داودَ ابنِ إِبْراهيم (متى 1: 1)، حُبل به بقوة الروح القدس كما بشّر الملاك مريم العذراء" (لوقا 1: 35) ليرث عرش داود أبيه (لوقا 1: 32) ويقود إلى غايته هذا الملك، بتأسيسه ملكوت "الله على الأرض" وذلك عن طريق قيامته من بين الأموات لذلك لم يتردد بطرس الرسول بعد قيامة يسوع أن يُعلن أمره أمَّام شعب الله " فَلْيَعْلَمْ يَقينًا بَيتُ إِسرائيلَ أَجمَع أَنَّ يَسوعَ هذا الَّذي صَلَبتُموه أَنتُم قد جَعَلَه اللهُ رَبًّا ومَسيحًا " (أعمال الرسل 2: 36). ونستنتج مما سبق أنه بعد قيامة يسوع فقط، استطاع التلاميذ أن يفهموا ماذا ينطوي عليه هذا اللقب: "أمَّا كان يجب على المسيح أن يعاني هذه الآلام فيدخل في مجده؟" (لوقا 24: 26)؛ لأنه كما ورد في الكتب المقدّسة، "كُتِبَ أَنَّ المَسيحَ يَتأَلَّمُ ويقومُ مِن بَينِ الأَمواتِ في اليَومِ الثَّالِث، وتُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم" (لوقا 24: 46 -47). |
||||