22 - 09 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 6291 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البابا بندكتس عشر يتحدث عن أهمية الدعوة الكهنوتية
"من يصلي لا يخاف؛ من يصلي ليس أبداً وحيداً؛ من يصلي يخلص!" كلمة البابا بندكتس السادس عشر اليوم، خلال المقابلة العامة، تحدث فيها عن أهمية الدعوة الكهنوتية. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، مع الاحتفال بصلاة الغروب بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس، في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار، اختتمت، كما تعلمون في الثامن والعشرين من يونيو، السنة البولسية، إحياء لذكرى الألفية الثانية لولادة رسول الأمم. نشكر الله على الثمار الروحية، التي جلبتها هذه المبادرة الهامة لعدد كبير من الجماعات المسيحية. كميراث ورثناه من السنة البولسية، يمكننا أن نلبي دعوة الرسول لنتعمق في معرفة سر المسيح، ليكون المسيح محور وجودنا الشخصي والجماعي. في الواقع هذا هو الشرط الأساسي من أجل تجدد روحي وكنسي حقيقي. وكما ذكرت في أول احتفال ليتورجي بعد انتخابي خليفة لبطرس، في الكابيلا سيستينا: "من الشراكة التامة مع المسيح ينبع كل عنصر من حياة الكنيسة، وبدرجة أولى الشراكة بين جميع المؤمنين، العمل على نقل بشارة الإنجيل والشهادة له، المحبة تجاه الجميع وبخاصة تجاه الفقراء والصغار (راجع تعاليم ١، ٢٠٠٥، ص ٨-١٣). وهذا كله ينطبق بدرجة أولى على الكهنة، ومن هذا المنطلق، نشكر العناية الإلهية التي تؤهلنا الآن للاحتفال بالسنة الكهنوتية. أتمنى من كل قلبي أن تكون هذه السنة مناسبة لكل كاهن ليتجدد داخلياً وليقوم بريالته بمزيد من الحماس والاندفاع. وكما كانت الحال في السنة البولسية حيث كان الرسول بولس مرجعيتنا، هكذا أيضاً في السنة الكهنوتية، نوجه أنظارنا بنوع خاص نحو القديس جان ماري فيانيي، خوري آرس، إحياء للذكرى الخمسين بعد المائة لوفاته. في الرسالة التي كتبتها للكهنة لهذه المناسبة، أردت أن أشدد على ما يسطع في وجود خادم المذبح المتواضع هذا هو: "مطابقته التامة مع رسالته الخاصة". كان يحب أن يقول أن "الراعي الصالح، الراعي بحسب قلب الله، هو أكبر كنز يمنحه الله للرعية وهو من أثمن عطايا الرحمة الإلهية". وأمام ضعفه وعظمة الهبة والواجب الذي منح لخليقة بشرية فقيرة كان يتنهد ويقول: "ما أعظم الكاهن!... لو أنه فهم نفسه لمات... الله يطيعه: فهو يتلفظ بكلمتين فينزل ربنا من السماء وينحبس في قربانة صغيرة". في الحقيقة، من خلال ازدواجية "الهوية-الرسالة"، يمكن لكل كاهن أن يعي ضرورة المطابقة مع المسيح الذي يوطد لديه الأمانة وخصب الشهادة الإنجيلية. شعار السنة الكهنوتية ذاته ? أمانة المسيح، أمانة الكاهن يسلط الضوء على أن هبة النعمة الإلهية تستبق أي جواب بشري أو مشروع رعوي، وهكذا، في حياة الكاهن، لا يمكن الفصل بين الكرازة الرسولية والعبادة (الطقس)، كما وإنه لا يمكن الفصل بين الهوية الانطولوجية-الاسرارية والرسالة الانجيلية. يمكننا القول إن غاية رسالة كل خادم هي غاية "طقسية": لكيما يستطيع جميع البشر أن يقربوا ذاتهم لله قرباناً حياً، مقدساً ومرضياً لديه (راجع رو ١٢: ١)، وهذا في الخليقة ذاتها، بين البشر، يصبح طقساً، تسبيحاً للخالق، لينالوا بذلك المحبة التي هو مدعوون الى نقلها غزيرة، بعضهم لبعض. نرى ذلك بوضوح في بداية المسيحية. كان القديس يوحنا الذهبي الفم يقول بأن سر المذبح و "سر الأخ" أو كما يقول "سر الفقير" هما ناحيتان من السر نفسه. المحبة للقريب، الانتباه للعدالة وللفقراء ليسا من مواضيع الأخلاق الاجتماعية وحسب، بل هما تعبير عن القبول الأسراري للأخلاق المسيحية، لأنه، من خلال خدمة الكهنة، تتم ذبيحة المؤمنين الروحية، في اتحاد مع ذبيحة المسيح، الوسيط الأوحد: ذبيحة يقدمها الكهنة بطريقة أسرارية بانتظار مجيء الرب الثاني. هذا هو البعد الأساسي الرسولي والحيوي في الأصل، للهوية وللخدمة الكهنوتية: من خلال إعلان بشارة الإنجيل، يولّد الكهنة الإيمان في الذين لا يؤمنون، ليوحدوا ذبيحتهم بذبيحة المسيح، لتتحول الى محبة لله وللقريب. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أمام الكثير من الشكوك والتعب في ممارسة الخدمة الكهنوتية، من الضروري أن نعي أولوية النعمة الإلهية المطلقة، متذكرين ما كتبه القديس توما الأكويني: "أصغر هبة للنعمة تتجاوز خير الكون بأسره". إن رسالة كل كاهن ترتبط قبل كل شيء بالوعي للواقع الأسراري "لحالته الجديدة". على الوعي للهوية الشخصية، المكتسبة مجانياً من النعمة الإلهية، يعتمد حماس الكاهن المتجدد لرسالته. إن ما كتبته في رسالتي العامة "الله محبة" ينطبق أيضاً على الكهنة: "في بداية كوننا مسيحيين، لا يوجد هناك قرار أدبي أو فكرة كبيرة، بل اللقاء بحدث، بشخص، يعطي للحياة أفقاً جديداً، واتجاهاً حاسماً"(١عدد). بواسطة النعمة التي نالوها بتقديسهم، يصبح الكهنة شهوداً دائمين للقائهم بالمسيح. وانطلاقاً من هذا الوعي الداخلي بالذات، يمكننهم أن يقوموا برسالتهم بالملء، من خلال إعلان الكلمة وخدمة الأسرار. بعد المجمع الفاتيكاني الثاني، كان هناك انطباع بأن هناك شيء عاجل وضروري في خدمة الكاهن؛ ظن البعض بأنه على الكاهن بناء مجتمع مختلف. إن الصفحة الانجيلية التي سمعناها في بداية هذا اللقاء، تسلط الضوء على عنصرين أساسيين في رسالة الكاهن. يسوع يدعو في ذلك الوقت، واليوم، الرسل ليبشروا بالإنجيل ويمنحهم سلطان طرد الأرواح الشريرة. "إعلان البشارة" و "السلطان"، أي "الكلمة" و "السر"، الركيزتين الأساسيتين في الخدمة الكهنوتية، بغض النظر عن أبعادها المتنوعة. عندما لا تؤخذ بعين الاعتبار لوحة "التكريس-الرسالة"، يصبح من الصعب فهم هوية الكاهن وخدمته في الكنيسة. من هو الكاهن سوى الرجل المرتد والمتجدد بالروح، الذي يعيش في علاقة شخصية مع المسيح، ويأخذ على عاتقه المتطلبات الانجيلية؟ من هو الكاهن سوى رجل وحدة وحقيقة، واع لمحدوديته، وفي الوقت عينه لعظمة دعوته، دعوة نقل ملكوت الله الى أقاصي الأرض؟ نعم! الكاهن هو رجل كله لله، لأن الله نفسه دعاه وأقامه على خدمته الرسولية. ولأنه كله للرب، هو كله للبشر، ومن أجل البشر. خلال هذه السنة الكهنوتية، التي تستمر لغاية عيد قلب يسوع الأقدس المقبل، نصلي من أجل جميع الكهنة. فلتتضاعف الصلوات والعبادات للقربان المقدس في الأبرشيات، في الرعايا، في الجماعات الدينية وبخاصة الرهبانية، في الجمعيات والحركات، وفي مختلف التجمعات الرعوية، من أجل تقديس الاكليرس والدعوات الكهنوتية، استجابة لدعوة يسوع للصلاة "ليرسل رب الحصاد فعلة لحصاده" (متى ٩: ٣٨). الصلاة هي الواجب الأول، طريق القداسة الحقيقية للكهنة، وقلب "راعوية الدعوات" الحقيقية. لا يمكن لقلة أعداد السيامات الكهنوتية في بعض البلدان أن تفقدنا العزيمة، بل عليها أن تشجع وتدفع على مضاعفة فسحات الصمت والإصغاء للكلمة، وعلى الاعتناء بطريقة أفضل بالإرشاد الروحي وبسر الاعتراف، لكيما يُسمَع صوت الله، الذي يدعو دائماً الى الثبات، بين صفوف الشباب. من يصلي لا يخاف؛ من يصلي ليس أبداً وحيداً؛ من يصلي يخلص! مثال وجود أضحى صلاة، هو دون شك القديس جان ماري فيانيي. فلتساعد العذراء، أم الكنيسة، جميع الكهنة ليقتدوا به ويسيروا على خطاه ويكونوا شهوداً للمسيح ورسلاً لإنجيله |
||||
22 - 09 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 6292 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الكاهن تغذيه كلمة الله يشهد في الكون كله لمحبة المسيح"
رسالة مجمع الإكليروس في مناسبة يوم الصلاة العالمي لتقديس الكهنة رسالة مجمع الإكليروس في مناسبة يوم الصلاة العالمي لتقديس الكهنة في يوم الاحتفال بعيد قلب يسوع الأقدس 15 حزيران 2007 "الكاهن تغذيه كلمة الله يشهد في الكون كله لمحبة المسيح" إلى الكهنة الأعزاء يوم الصلاة العالمي لتقديس الكهنة الذي يُحتفَلُ به في عيد قلب يسوع الأقدس هو مناسبة لنفكر فيها معًا في الهبة التي وهبنا إياها الله، أي خدمتنا الكهنوتية. هي مناسبة نستمع فيها إلى همومكم الرعوية في خدمتكم لجميع المؤمنين بل للبشرية كلِّها، ولا سيما للقسم الخاص من شعب الله الموكول إلى الرعاة الأساقفة المختلفين، وأنتم أغلى وأهم المعاونين لهم. موضوع تأمّلنا في هذا العام هو "الكاهن تغذِّيه كلمة الله يَشهَدُ في الكون كلِّه لمحبة المسيح". وهو موضوع ينسجم مع تعليم قداسة البابا بندكتس 16، والذي بيَّنه بصورة خاصة في الإرشاد الرسولي المنشور بعد السينودس بعوان "سر المحبة" (22/2/2007). قال قداسة البابا: "لا نقدر أن نبقي لنا وحدنا الحبَّ الذي نحتفل به في السر. لأنّ الحبَّ من طبيعته يفيض على الجميع. ما يحتاج إليه العالم هو حبُّ الله، واللقاءُ مع المسيح والإيمان به. ولهذا ليست الإفخارستيا ينبوعَ حياة الكنيسة وقِمّتَها وحسب، بل هي أيضًا ينبوعُ وقِمّةُ رسالتها: "الكنيسة التي تتغذَى حقًّا بالإفخارستيا هي كنيسة إرسالية" (التوصية 42)، (رقم 84). 1. رجل الله هو رجل الرسالة الرسالة الجوهرية للكاهن هي أن يقدِّم الله للناس. وقد جُعِلَ في خدمته المقدسة قادرا على حمل الرسالة، لأن الله اختاره، وأصبح يعيش مع الله وفيه وله. لما عقد المؤتمر الخامس لمجلس الأساقفة في أمريكا اللاتينية والكراييب في 13/5/2007 حول موضوع: "تلاميذ ورسل ليسوع المسيح، حتى تكون فيه الحياة لشعوبنا"، قال قداسة البابا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، موجها كلامه إلى الكهنة: "أول من يعمل على تثبيت مفهومَيْ "التلمذة والرسالة" هم الكهنة أنفسهم الذين دعاهم الله "ليكونوا مع يسوع وليُرسِلَهم يسوعُ لحمل البشارة" (راحع مرقس 3: 14)... على الكاهن أن يكون قبل كل شيء "رجل الله" (1 طيموتاوس 6: 11) يعرف الله معرفة مباشرة، وتربطه بيسوع صداقة شخصية عميقة، ليوصِّلَ إلى الآخرين "ما في المسيح يسوع من مشاعر" (راجع فيليبي 2: 5). هكذا فقط، يقدر الكاهن أن يرشد الناس إلى الله المتجسِّد في يسوع المسيح، ويمكنه أن يكون ممثِّلا لحبّه بينهم" (رقم 5). لقد عبَّرت عن هذه الحقيقة آيةٌ في أحد المزامير الكهنوتية، وقد كانت في الماضي جزءًا من رتبة القبول في مصافّ الإكليروس: "الرب كأسي وحصة ميراثي: أنت الضامن لنصيبي" (مزمور 16: 5). ونعرف من تثنية الاشتراع (راجع 10: 9) أنه من بعد دخول أرض الميعاد، كانت كل قبيلة تتملَّكُ قسما من الأرض عن طريق القرعة، وَفقًا لوعد الله لإبراهيم. أمّا قبيلة لاوي، وحدها، فلم تكن لتتملك أي أرض، لأن الله نفسَه كان نصيبها وأرضها. ولهذا سبب واضح وواقعي: وهو أن الكهنة لم يكونوا يعيشون مثل سائر القبائل من فلاحة الأرض بل من التقادم. وآية المزمور إنما هي علامة ورمز لواقع أعمق، وهو أن أساس حياة الكاهن الصحيح، وأرضه وكيانه وحياته، هو الله نفسه. وقد رأت الكنيسة في هذا التفسير لواقعٍ في العهد القديم تفسيرًا لما تعنيه رسالة الكاهن الذي يتبع الرسل اليوم ويعيش متَّحدا مع يسوع المسيح نفسه. قال البابا بندكتس 16 بهذا الخصوص: "الكاهن يقدر ويجب أن يقول اليوم مع اللاوي: "الرب كأسي وحصة ميراثي". الله نفسه هو حصتي في الأرض والأساس الداخلي والخارجي لكياني. هذه المركزية في حضور الله في كيان الكاهن تزداد أهميتها، ولا بدَّ من توضيحها والتركيز عليها، ولا سيما في مجتمعاتنا المؤسَّسة على مقوِّماتٍ نفعية قابلةٍ للتدقيق والمحاسبة. على الكاهن أن يعرف معرفة تنطلق من صميم ذات الله وتتحوّل إلى خبرة يعيشها، ومن ثم يقدر أن بوصِّلها إلى الناس. هذه هي الخدمة الأولى التي تحتاج إليها البشرية اليوم" (خطاب إلى الكوريا الرومانية في عيد الميلاد في 22/12/2006). إذا فُقِدَت هذه المركزية الإلهية في حياة الكاهن لم يبقَ أيُّ أساس للعمل الرعوي. ومع الإفراط في النشاط هناك خطر لفقدان المضمون الحقيقي والمعنى الصحيح للخدمة الرعوية. وقد تنشأ إذذاك تحريفات كثيرة، وتحِلُّ أمور ثانوية محلَّ الجوهر، ويغدو الكاهن كمن يركض ويلهث عبثًا من غير أن يتقدّم. هؤلاء الذين تعلَّموا "أن يبقَوْا مع المسيح" هم وحدَهم المستعدُّون حقًّا لكي يكونوا رسل البشارة (راجع مرقس 3: 14). وسر قناعتهم بالبشارة التي يحملونها يكمُن في حبَّهم المتَّقدِ للمسيح. لما كان القديس أغسطينس يحثُّ الكهنة على أن يكونوا تلاميذ في مدرسة المعلِّم الإلهي ليتعلَّموا منه كيف يصلُّون، كان يقول لهم : "كونوا رجال صلاة قبل أن تكونوا رجال البشارة " (التعليم المسيحي 4،15،32: ص 34، 100). عندما تحتفل الكنيسة بعيد قلب يسوع الأقدس فإنها تدعو كل المؤمنين إلى النظر بإيمان، "إلى من طعنوا" (يوحنا 19: 37)، إلى قلب يسوع، العلامة الحية والبليغة لحب الله الذي لا يُقهَر والذي هو ينبوع نِعَمٍ لا يَنضَب. والكنيسة تدعو الكهنة إلى البحث عن هذه العلامة في أعماق ذاتهم، إذ هم المستودَع والخدّام لنعمِ قلبِ يسوع القدوس، وهم الموكَّلون بأن يُفيضوا حبَّ المسيح الرحيم على الآخرين، على الجميع. يقول القديس بولس إنّ "محبة المسيح تدفعنا" (2 قورنتس 5: 14). ويقول القديس أغسطينس: "إنْ أردت أن تحِبَّ المسيح فاشمَلْ بحبِّك الأرض كلَّها، لأنّ أعضاء المسيح هم في العالم بأسره" ( في رسالة يوحنا الأولى 10: 5). كل كاهن يجب أن يكون ممتلئا بروح إرسالية وبروح "كاثوليكية" حقَّة، "فينطلق من المسيح" ليتوجَّه إلى الجميع متذكِّرًا قول السيد المسيح مخلِّصِنا: "إنه يريد أن يَخلُصَ جميع الناس ويبلغوا معرفة الحقيقة" (1 طيموتاوس 2: 4-6). الكاهن مدعوٌّ إلى لقاء المسيح في الصلاة وإلى معرفته وحبِّه على درب الصليب أيضا، وهي دربُ خدمةِ المحبة الجادَّة والمتفانية. هكذا يشهد ويبرهن على حقيقة حبِّه لله ويعكس على الجميع نورَ وجه المسيح الرحيم. قال القديس كيرلس الإسكندري: "بهاء هذه الصورة تَشِعُّ فينا نحن الذين نعيش في المسيح عندما نبرهن بأعمالنا أننا أناسٌ صالحون" (إلى طيباريوس الشماس ورفيقه، الجزء الثاني، في إنجيل القديس يوحنا). 2. الكاهن شاهد صادق لمحبة المسيح في المجتمع إنّ الرسالة التي يتسلَّمها الكاهن في الرسامة الكهنوتية ليست عنصرًا خارجيًّا مضافًا إلى التكريس، بل هي هدف التكريس الأساسي والحيوي: "هدف التكريس هو الرسالة" (أعطيكم رعاة، 24). "حب الله وحب القريب مترابطان: نرى يسوع في أصغر الناس، وفي يسوع نفسه نرى الله" (الله محبة، 15). الإفخارستيا هي كنـز الكنيسة الذي لا يفنى. وفيها، إذا كنا خدّاما أسخياء لخبز الحياة الأبدية، نحن مدعوُّون إلى أن نتأمّل دائما في بهاء سر محبة المسيح وعمقه، لنوصِّل دفقَ قلبِه المليءِ حبًّا إلى جميع الناس من غير تمييز، ولا سيما إلى الفقراء والضعفاء وإلى أفقر الفقراء أي الخطأة، وذلك من خلال خِدمةٍ ومحبة مستمرَّة ومتواضعة وغالبا ما تكون أيضًا خفيّة. الدفع الإرسالي هو من العناصر الأساسية للإفخارستيا في حياة الكاهن. قال قداسة البابا: "الرسالة الأولى والأساسية الناجمة عن خدمتنا للأسرار المقدسة التي نحتفل بها هي الشهادة بحياتنا. الاندهاش أمام هبة الله التي منحنا إياها في المسيح تطبع في حياتنا طاقة جديدة تحملنا على أن نكون شهودا لحبِّه. ونكون شهودًا عندما يظهر فينا من خلال أعمالنا وأقوالنا ومواقفنا "شخص آخر" يظهر فينا وينعكس نوره على الآخرين" (سر المحبة، 85). الكاهن مدعوٌّ إلى "أن يكون هو نفسه الخبز الذي يُكسَر" لحياة العالم، وأن يخدم الجميع بمحبة المسيح الذي "أحبنا حتى النهاية": هكذا تكون الإفخارستيا في حياة الكاهن ما تعنيه فعلا عندما نحتفل بها. ذبيحة المسيح هي سر وطاقة للتحرير، وهي تتحدّانا دائما وتستحثُّنا للعمل. ولهذا يجب أن يعمل كل كاهن للعدل والتضامن بين الناس: يجب أن يشهد للمسيح نفسه أمام الناس، هذه هي دعوته. يتغذَّى الكاهن بكلمة الحياة، ومن ثم لا يقدر أن يبقى على هامش الصراع الذي عليه أن يدافع فيه عن كرامة الإنسان، فينادي بها وبحقوقه العامة والتي لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها. قال البابا بندكتس 16: "بقوة السر الذي نحتفل به يجب أن نندِّد بالظروف التي تنقض كرامة الإنسان الذي من أجله سفك المسيح دمه، فنؤكِّد بذلك على القيمة السامية لكل إنسان ولكل فرد" (89). وسنكتشف أيضا المعنى الحقيقي لمكانة الحب وللمحبة الرعوية التي يكلمنا عليها القديس أغسطينس (في إنجيل يوحنا 123: 5:36 ، 678): تريد الكنيسة عروس المسيح أن يحبها الكاهن حبًّا كلّيَّا شاملا كما أحبّها المسيح رأسها وعروسها. وهنا ندرك الأصول اللاهوتية للقانون الكنسي في البتولية المعمول به في الكنيسة اللاتينية، وارتباطه العميق بالرسامة المقدسة: هي هبة من الله لا تثمَّن، هي مشاركة فريدة في أُبوَّة الله وخِصبِ الكنيسة، وهي طاقة إرسالية كبيرة، وحبٌّ أعظم وشهادة أمام العالم للملكوت القادم. فالبتولية، حين يقبلها الكاهن بقرار حرٍّ ومُحِبّ، تصبح هبة الذات في المسيح ومعه للكنيسة، وتعبِّر عن خدمة الكاهن للكنيسة في الرب ومعه (الفاتيكاني الثاني، القرار في الكهنة، 16؛ ويوحنا بولس الثاني، أعطيكم رعاة، 29). ويمكن أن نتساءل: ما هي المجالات التي يشهد فيها الكاهن لمحبة لمسيح؟ ا) أولا الرسالة والبشارة والتعليم، تعليم الشباب والبالغين، القريبين والبعيدين. به نسلِّم بصورة واضحة وكاملة رسالة المسيح. في الأيام الحاضرة أصبح من المُلِحِّ أن نعرف إيماننا معرفة كاملة، بحسب ما جاء في تعليم الكنيسة الكاثوليكية والملخَّص الذي تلاه. يجب ألا نألو جهدا في البحث عن المؤمنين الذين ابتعدوا والذين لا يعرفون المسيح أو لا يعرفونه إلا قليلا. قال البابا بندكتس 16 في خطابه لأساقفة البرازيل: " التربية على الفضائل الشخصية والاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية بحسب تعليم الكنيسة هي جزء أساسي من التعليم المسيحي... يجب أن نكون خدّاما أمناء للكلمة، من دون رؤى تقزِّم الأمور، ومن دون خَلطٍ في الرسالة التي وُكِلَت إلينا. لا يكفي أن ننظر إلى الواقع من خلال إيماننا الفردي. يجب أن نعمل في المجتمع ونحن حاملون الإنجيل في يدنا، لنرسِّخَ إيماننا في التراث الحقّ للتقليد الرسولي، من غير تفسيرات أيديولوجية عقلية" (خطاب في لقاء صلاة المساء مع أساقفة البرازيل، 11/5/2007، رقم 4-5). في هذا المجال لا تكفي الوسائل التقليدية للتعليم المسيحي أي الدروس والمحاضرات والدروس في الكتاب المقدس وفي التوراة واللاهوت. من الضروري أن نستخدم وسائل أخرى من وسائل الحضارة العصرية، منها الصحافة والراديو والتلفزيون، ولا بد أيضا من استخدام الوسائل الإلكترونية، أي الإنترنت والمحاضرات عن بعد، والمواقع الإلكترونية، ووسائل أخرى حديثة يمكننا بها أن نوصِّل البشارة إلى أكبر عدد ممكن من الناس. ظهور الكاهنِ نفسِه الخارجي بين الناس، بصورة تُظهِر طبيعة كيانه، هو أيضا نوع من التعليم. قد نكون أهملنا قيمة هذا الحضور الخارجي مع أن الناس يقدِّرونه ويطلبونه، وليس الأمرُ تمسُّكًا بالشكليات، بل إن الحضور الخارجي للكاهن هو صورة واقعية للكهنوت تُظهِرُ جوهرَ الرسالة. ب) ومجال آخر لشهادتنا هو تطوير المؤسسات الخيرية للكنيسة التي يمكنها أن تقدِّم خدمة ثمينة على مختلف المستويات للمحتاجين والضعفاء. "إن كان الأشخاص الذين نلاقيهم يعيشون في الفقر فيجب أن نساعدهم، كما كانت تعمل الكنيسة الأولى، متضامنة مع الجميع، ليشعروا أن هناك من يحبهم". (3) قال البابا بندكتس 16: "يجب أن نندِّد بمن يبذِّرون ثروات الأرض، فيسبِّبون بين الناس فروقًا تصرخ إلى السماء" (راجع يعقوب 5: 4) وتابع قوله: "الرب يسوع، خبز الحياة الأبدية، هو الذي ينبِّهنا إلى الشقاء الذي ما زال يعاني منه قسم كبير من البشرية. وهي أوضاع واضحة ومقلقة وتقع مسؤوليتها على الناس أنفسهم" (سر المحبة 90). ج) نشر حضارة الحياة. الكهنة في كل مكان، بالاتحاد مع أساقفتهم، مدعوُّون إلى نشر حضارة الحياة التي تمكِّن من "المرور من الحرمان إلى امتلاك ما هو ضروري... ثم إلى امتلاك الحضارة... فإلى المشاركة في الخير العام... وإلى اعتراف الإنسان أخيرا بالقيم العليا وبالله: إذ هي المنبع والهدف" (بولس السادس، تقدم الشعوب،21). ومن المهم أن نؤكِّد هنا أن تنشئة العلمانيين يجب أن تكون شاملة، أي موجهة لتكوين كلِّ الإنسان وكلِّ إنسان، مع اتخاذ الوسائل اللازمة لإزالة الفروق الاجتماعية الشاسعة بين الناس والاختلافات في إمكانية الحصول على الخيرات". د) تنشئة المؤمنين العلمانيين. إذا ما تمَّت تنشئتهم تنشئة إفخارستية صحيحة، يجب مع ذلك حثُّهم ومساعدتُهم ليقوموا بمسؤولياتهم السياسية والاجتماعية منسجمين في ذلك مع متطلَّبات عمادهم. يجب أن يدرك جميع المعمدين أنهم وُسموا يوم عمادهم، وبحكم كهنوتهم العام، بوسم المسيح الكاهن والنبي والراعي. ومن ثم، يجب أن يشعروا بأنهم مسؤولون ومشارِكون في مسؤولية بناء المجتمعات بحسب القيم الإنجيلية، وبحسب تعليم الكنيسة الاجتماعي. "هذا التعليم الذي نَضَجَ مدة ألفي سنة من تاريخ الكنيسة يتميّز بالواقعية والاتّزان ومن ثم يساعد على تجنُّب التنازلات المنحرفة أو الأوهام الخيالية" ( سر المحبة، 91). وقد أكّد تعليم الكنيسة مرارا على مسؤولية المؤمنين العلمانيين الخاصة في العمل على تبديل البِنَى التي يسودها الظلم ببِنًى غيرِها يسودها العدل، والتي لا يمكن أن يقوم مجتمع عادل من دونها. وعليهم لذلك أن يعملوا على إيجاد الإجماع اللازم حول القيم الأدبية وتوفير القوة اللازمة للعيش بحسب هذه القيم". (بندكتس 16، الخطاب في الجلسة الافتتاحية لمجلس اساقفة أمريكا اللاتينية والكراييب، رقم 4). ه) حماية العائلة. كل الكهنة مدعوُّون إلى حماية العائلة المسيحية، فيقيمون في كل الجماعات الكنسية، ضمن الرسالة الموكولة إليهم، عملا رعويا مختصًّا بالعائلة بحسب المواهب المختلفة لكل واحد فيها (يوحنا بولس الثاني، في بداية الألف الجديد، 47). ولا بد من دعم وحدة العائلة، أي اتحاد رجل واحد وامرأة واحدة مدة الحياة كلها، وفي عائلة واحدة يسهم فيها الزوج والزوجة في عمل الله الخالق المحب لخلقه. ومع ذلك فهناك تعاليم سياسية وتيارات فكرية ما زالت تنشر ثقافة تجرح كرامة الإنسان، وتتجاهل بل تعتدي بمقادير مختلفة على الحقيقة في الزواج والعائلة. على الكاهن أن ينادي باسم المسيح ومن غير كلل أو ملل، أن العائلة، وهي مربِّية الإنسان بصورة خاصة وممتازة، ضرورية ولا بديل لها، لسلامة "البيئة البشرية" (يوحنا بولس الثاني، السنة المئة، 39). 3. بفرح وسرور "أرفع كأس الخلاص وأدعو باسم الرب" (مزمور 115: 12- 13). قال يوحنا بولس الثاني في رسالته إلى الكهنة يوم خميس الأسرار عام 2002: "يا للدعوة العجيبة التي دعانا إليها الله، أيها الكهنة والإخوة الأعزاء. حقًّا، نقدر أن نكرِّر نحن أيضا مع صاحب المزامير: "ماذا أرد إلى الربّ عن كلّ ما أحسن به إليَّ؟ أرفع كأس الخلاص وأدعو باسم الرب" (مزمور 115: 12- 13). هذه الكأس هي كأس البركة (راجع 1 قورنتس 10: 16) وكأس العهد الجديد (راجع لوقا 22: 20 و1 قورنتس 11: 25). يقول القديس باسيليوس: "ماذا أرد للرب؟ لا ذبائح ولا محرقات... بل أقدِّم حياتي نفسها كلها... ولهذا يقول صاحب المزمور: أرفع كأس الخلاص، ويعني بالكأس كل ما يتضمَّنه الجهاد الروحي من معاناة، ومقاومة الخطيئة حتى الموت" (عظة في المزمور 115: الآباء اليونانيين،30، 109). على مثال العديد من الكهنة القديسين الذين أتموا خدمتهم البطولية، كذلك نحن أيضًا يجب أن نستمد من الإفخارستيا القوة اللازمة للشهادة للحق، من غير تنازلات ولا مواقف ضعيفة، "من غير حلول وسط خاطئة تميِّعُ تعاليم الإنجيل"، كما ذكر ذلك البابا بندكتس 16 في لقائه مع أساقفة ألمانيا (الخطاب في إكليركية كولونيا21/8/2005). في مجتمعات وحضارات منغلقة دون ما هو فوق المادة، ومختنقة بمواقف استهلاكية وبعبادات أصنام قديمة وجديدة، علينا أن نكتشف معنى سر الإفخارستيا ونتعلَّم أن نقف مندهشين أمام ما يقدِّم السر لنا. علينا أن نجدِّد احتفالاتنا الليتورجية لتكون علامة بليغة لحضور المسيح في أبرشياتنا، ولا سيما في رعايانا. علينا أن نوفِّر أماكن جديدة للصمت والمشاهدة الإلهية والسجود أمام القربان، حتى يكون فينا روح الرسالة حيًّا وحقيقيًّا. قال يوحنا بولس الثاني إلى أساقفة البرتغال: "أنتم حرّاس لبيت الله، فاسهروا، أيها الإخوة الأجلاء، واعملوا على أن يواكب القداس الحياة الكنسية بصورة منتظمة، مع خدمة الكلمة والخدمة الإفخارستية. ليكن تلميذا عماوس مثالا لكم إذ عرفا يسوع عند كسر الخبز فقط" (راجع لوقا 24: 13-35)، (خطاب إلى أساقفة البرتغال، في أثناء الزيارة الرسولية إلى روما، رقم 6، في الجريدة الرسمية عدد 276 في 1/12/99). سر الأمانة والثبات في حياة مؤمنينا، وسر الطمأنينة والصمود لدى جماعاتنا الكنسية، في وسط الصعاب والشدائد، يَكمُن في سر الإفخارستيا. ففي عملنا الرعوي، وقوامُه الكلمة والسر المقدس، يجب أن نتجنب عثرات الإفراط في النشاطات وعقلية العمل في سبيل العمل. كذلك نتغلب على تحدّيات العلمانية والإلحاد حيث لا مكان للسيد المسيح، ونقدِّم لمجتمعاتنا خبز الحياة الأبدية. لنفكر في الأهمية الإرسالية لرعايانا التي هي بمثابة النسيج الأساسي لكل أبرشياتنا (راجع الحق القانوني ، مادة 374،1). إننا نفكِّر في كلَّ رعية، ونرى فيها جماعة من المؤمنين بالمسيح. إلا أنه لا يمكنها أن تكون كذلك ما لم تكن جماعة إفخارستية منفتحة على أبعد الناس، أعني ما لم تكن جماعة مؤهَّلة للاحتفال بالإفخارستيا بروح إرسالية، وما لم تر في هذه الروح الجذور الحية التي تُبنى عليها والرباط بالأسرار المقدسة الذي يصنع كيانها ويجعلها في شركة كاملة مع الكنيسة (العلمانيون المؤمنون بالمسيح، 26). إننا نفكِّر في خدّام الرعايا، والذين لا يمكنهم أن لا يكونوا كهنة مرسومين، لأنهم يعملون ويقولون في خدمة الإفخارستيا وفي خدمة الكلمة ما لا يمكنهم أن يعملوه ويقولوه بقوة من عندهم ومن ذاتهم البشرية: فهم في الواقع يعملون ويقولون وهم واحد مع "شخص المسيح الرأس". إننا نفكر في كل الكهنة، الشباب والمسنين، الأصحاء والمرضى، الذين إذا اكتشفوا من جديد هبةَ ذاتِهم لله بصورة مطلقة، المتأصلة في الرسامة الكهنوتية، أمكنهم أن يكرروا ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني: "حان الوقت للكلام بجرأة على الحياة الكهنوتية، وأنها هبة لا تثمَّن وصورة باهرة ومتميزة للحياة المسيحية" (أعطيكم رعاة، 39). وهكذا فإن كنيسة الكلمة والأسرار المقدسة ستكون دائما ومن غير كلل أو ملل كنيسة الكهنوت الخدمي، كنيسة الكاهن القديس، الذي يحب في أعماق ذاته، وبكل كيانه، الدعوة التي قبلها من المعلم، ليتصرف في كل لحظة مثل المسيح نفسه. قال البابا بندكتس 16 في خطاب لأساقفة كندا-كيبك، في أثناء زيارتهم الرسولية إلى روما (11/5/2006): "إن تناقص عدد الكهنة في بعض الأماكن يثير بصورة مقلقة قضية خدمة الأسرار في حياة الكنيسة. ومن ثم، فإن تنظيم الحياة الرعوية يجب ألا يحرِّف المفهوم الصحيح لحياة الكنيسة، فلا ينتقص من الدور الرئيسي للكاهن فيها، وهو الذي يعلِّم ويقدِّس ويدير الجماعة متّحدا بيسوع المسيح الرأس. الكهنوت الخدمي أمر جوهري لا بديل له في حياة جماعة كنسية. وأهمية دور العلمانيين الذين نشكرهم لسخائهم في خدمة الجماعات المسيحية، يجب ألا يغيِّبَ خدمة الكهنة التي لا بديل لها في حياة الكنيسة" (الجريدة الرسمية باللغة الفرنسية رقم 20 في 16 أيار 2006). نحن الكهنة يجب أن نهتم بأن نظهر هويتنا الكيانية الحقيقية في ممارسة الخدمة بفرح حتى في أشد الصعاب. وخدمتنا إرسالية على أساس هويتنا نفسها. ولنصلِّ مع جميع المؤمنين من غير ملل ونسأل رب الحصاد أن يرسل عملة إلى حصاده. الدعوات متوفرة، ولكن علينا أن نهيء لها الجواب الإيجابي، بهذه الوسائل وبالوسائل التي علَّمنا إياها الرب، وبها وحدها لا بغيرها. هذه هي الكنيسة التي نريد أن نراها تزدهر من جديد وتعطي ثمرا، في حيويتها ونشاطاتها. هي كنيسة الإرسال الإلهي، الكنيسة في حالة إرسال دائم. إننا ننظر إلى سيدتنا مريم العذراء، سيدة الرسل وأمِّ الكهنة. إليها نكل أنفسنا وخدمتنا الرعوية وكل الكهنة. نسألها أن تساعدنا لنكون مثلها بيوت قربان وأشعة تُظهِر يسوع الراعي الصالح. - كلاوديو كاردينال همس رئيس المجمع - ماورو بياشنسا سكرتير |
||||
22 - 09 - 2014, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 6293 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكاهن في رعيتك إذا وعظ الكاهن لأكثر من عشر دقائق: أُف كم أنّ نفسه طويل. إذا كانت عظته قصيرة: هو لم يحضّر جيّداً. إذا كانت مداخيل الرعية شحيحة: فهو رجل اعمال فاشل. إذا ذكر المال: هو عبد للمال. إذا امتلك سيارة: هو دنيوي. إذا لم يملك سيارة: تخجل به الرعيّة. إذا تكلّم بحريّة مع أبناء رعيته: هو عبثي. إذا العكس: هو متملّق. إذا كان مرحاً فرحاً: هو رجلٌ طائش. إذا كان رزيناً وقوراً: هو متعالٍ، مغرور وغير ودود. إذا جمع التبرعات وأقام النشاطات: هو يستنزف الشعب. إذا لم يفعل: ليس في الرعية حياة اجتماعية. إذا أخذ وقته في الاعتراف ليساعد الخاطئ: هو بطيءٌ جدّاً. إذا لم يفعل وأسرع: هو ليس مرشداً جيّداً. إذا بدأ قداسه في الوقت المحدد: ساعته مخطئة وسريعة. إذا تأخر في قداسه: هو يعوق ويؤخّر جماعة المصلّين. إذا أعاد ترتيب وتنظيم الكنيسة: هو مبذر للأموال. إذا لم يفعل: هو يتسبّب بعدم تجدّد الكنيسة وتقدّمها. إذا كان شاباً: هو لا يملك الخبرة. إذا كان كبيراً في السن: عليه أن يتقاعد. إذا ماتَ: "كان عليه أن ينتبه اكثر إلى صحته". أخوتي الأعزّاء... صلّوا من أجل كهنتنا... |
||||
22 - 09 - 2014, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 6294 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إرشادات آبائية إلى الكهنة تعريب الأب أنطوان ملكي + إذا وُجِدتَ مستحقاً للكهنوت الإلهي الموقَّر، فأنت قد أودعت نفسك بمثابة قربان لتموت عن أهوائك ورغباتك الحسية. عندها فقط تجرأْ على أن تقترب من الضحية الإلهية المرهوبة، وإلاّ فإن النار الإلهية سوف تأكلك كالعشب اليابس. إذا كان السارافيم لم يتجرأوا على التقاط الجمر إلاّ بالملقط (أنظر أشعيا 6:6)، كيف لك أن تفعل ذلك قبل بلوغك اللاهوى؟ عليك، من خلال اللاهوى، أن تمتلك لساناً مكرّساً وشفاهاً نقية وروحاً وجسداً طاهرين. أمّا يداك، خادمتا الضحية الفائقة الجوهر، فينبغي أن تكونا أكثر لمعاناً من كل ذهب. القديس ثيوغنوستوس (القرن الثالث عشر) X X X + على الأب المعرّف أن يبكي، عليه أن يحزن، حتى أكثر من الشخص الذي يأتي للاعتراف، لكي يحرّره. يجب أن يكون حزنك صادقاً لأن النفس تفهم. الأب أمفيلوخيوس ماكريس الذي في باتموس (1889-1970) (في رسالة إلى أرشمندريت حزن لعدم انتخابه أسقفاً) X X X + هذا الحزن يبدو لي من التجديف. إذا كنت تفكر ملياً في كيف أنك، وأنت قشرة من الجسد، قادر أن تأخذ الخبز والخمر، اللذين بتقديس الروح القدس تحوّلهما إلى جسد المسيح ودمه، وأنك قد أُعطيت قوة أن تجعل أبناء آدم مشاركين في صليب المسيح وقيامته بالمعمودية، وكيف أنك مُنحتَ القدرة على أن تضع يديك وبطرشيلك على رأس أعظم الخطأة وتأتي به إلى الاعتراف بنفس نقية مبيضّة، كيف لك بعد أن تعتقد بأنك غير ناجح؟ ألأنك لم تضع تاج الأسقف؟ فليرحمنا الله. الأب أبيفانيوس ثيودوروبولوس الأثينائي (1930-1989) X X X + عندما يقطّع الكاهن الأجزاء في التقدمة ويذكر أسماء المؤمنين في التهيئة، ينزل ملاك الرب ويأخذ هذه الذكرانيات ويضعها أمام عرش المسيح كصلاة من أجل المذكورين. الشيخ يعقوب تساليكيس الذي في آفيا (1920-1991) X X X + مؤسف أن في أيامنا أناس كثيرون أغضبوا الأم الكنيسة. من هؤلاء المتعلمين الذين فهموا العقيدة بعقولهم وليس بروح الآباء القديسين. في الوقت نفسه، أولئك غير المتعلمين يتمسكون بالعقيدة بأسنانهم، ولهذا هم يصرون بأسنانهم عندما يتكلمون بالشؤون الكنسية. على هذا الأساس، فإن أذى الذين في الكنيسة أكبر من أذى الذين خارجها. الشيخ باييسيوس ازبنيديس الآثوسي (1924-1994) X X X + في هذا الجيل الحاضر الشرير، على الأب الروحي أن يستعمل التدبير، لأنه لو طبّق الدقة، فلا أحد من الآتين للاعتراف، أو رّبما قلة نادرة منهم، يستحقون المناولة المقدسة. فالانتباه والتمييز ضروريان، كما على الأب الروحي أن يصلّي بحرارة للإله السماوي والآب لينيره في كيفية تطبيق التدبير. الأب فيلوثاوس زيرفاكوس الذي في باروس (1884-1980) X X X + أتعرف أية عطية عظيمة أعطانا الله حين منحنا الحق في التكلم إليه في أي ساعة وأي لحظة وحيثما نكون؟ إ نه دائم الإصغاء لنا. إن هذا هو أعظم إكرام لنا. لهذا علينا أن نحب الله. الشِيخ برفيريوس (1906-1991) |
||||
22 - 09 - 2014, 03:32 PM | رقم المشاركة : ( 6295 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"الكاهـن شـاهـد للرحمة والخدمة". ألمونيسنيور يوسف سويفالمسيح قام، الله معكم، موضوعنا اليوم هو في الأساس موجّه للكهنة، ولكنّي أحببت أن أقوله لكم. عنوانه، "الكاهن شاهدٌ للرحمة وللخدمة". رسالة صدرت منذ عدّة أشهر من مجمع الإكليروس الباباوي الحبري، موجّهة إلى الكاهن، وعنوانها استوقفني، وهو التالي: "أيها الكاهن أنتَ سرّ الرحمة". عنوان غير مألوف. فنحن نعرف اسرار الكنيسة، والمسيح هو سرّ الأسرار، فأتت هذه الرسالة تقول للكاهن، انتَ أيها الكاهن، هوَ سرّ الرحمة. رسالة عميقة وجميلة وفيها محاور عديدة. احببت أن أقولها لعيلة مار شربل، وهي عائلة كهنوتية وأنا أعرف أنكّم علمانيين، لعدّة أسباب: -1- لكي نتعرّف على صورة كاهن المسيح الذي هوَ سرّ الرحمة، وطبعاً هذه الرحمة تتجسّد بالخدمة. خدمة الكاهن. -2- لكن فعلاً بعيلة مار شربل أكون مساهماً بخلق المناخ الكهنوتي، لأنّه بهذا الاختبار يُطرَح الكهنوت العام وامكانية الفرز، أي أن يُفرز أشخاص ليكونوا كهنة المذبح. -3- نقطة عزيزة على قلبي، حتى برعايانا ننظر إلى الكاهن من هذا المنظار ونرى كيف نكون مساهمين في أن يكون سرّ الرحمة. إنطلاقاً من كلّ هذا، احببت أن اتوقف على هذا الموضوع الكهنوتي. المطروح في هذه الرسالة هي تأملات تدعو الكاهن للتوقف على هذه الدعوة المنغرسة بالرحمة الإلهيّة. فالرحمة الإلهيّة هي هذا الغذاء الذي صيّرنا كهنة. الكاهن يصير كاهناً استناداً إلى هذه النعمة، الرحمة الإلهيّة، وهي التي تشدّد خطانا، تشدّد طريق واختبار الكاهن في مسيرته نحو الملكوت وقد أوكلت إليه كل الجماعة التي تتوجّه هيَ نحوَ الملكوت والذي هوَ الهدف الأسمى في حياتنا. يسوع المسيح قال للكهنة، "كونوا رحماء كما أنّ أباكم رحيمٌ هوَ"، وهذا ليس فقط للكهنة. الرحمة، إي لا تقسّوا قلوبكم. أن يكون الكاهن وكلّ معمّد يشترك في كهنوت المسيح، رحوم، فرحمة الله هيَ كمال الكاهن. نحن نكّون كنيسة صادقة حقيقيّة مخلصة، مثلما قال قداسة البابا، عندما نعترف ونعلن هذه الرحمة الإلهيّة، التي هيَ صفة الخالق والمخلّص الأكثر بهاءاً وجمالاً، وتكون أيضاً صادقة في حياة الكنيسة، عندما تقود الكنيسة الناس إلى ينابيع الرحمة التي يمنحها المخلّص. رسالة الكاهن هيَ ان يقود الناس إلى ينابيع رحمة الفادي. والكاهن هو شاهد لهذه الرحمة، لا بل مثلما يقول هذا النداء، أنتَ ايها الكاهن سرّ الرحمة، وعندها الكاهن هوَ غنيّ بعينيّ الله وكم خدمته وعمله هو غنيّ في نظر الله. وغنى الكاهن والكهنوت لا يقوم من خلال الأعمال التي يعملها او النشاطات التي يحقّقها، غنى الكاهن يقوم من خلال مَن هوَ هذا الكاهن. مَن نكون نحنُ كهنة المسيح؟ كثيرٌ من الكهنة ليس عندَهُم قدرات على المشاريع والتحريك، ولكن عندهم الكهنوت، أي شخصهم الكهنوتي شخصٌ مميّز لأن المقياس ليس بكثرة العمل. الكاهن إذاً غناه في عينيّ الله ياتي ليس من كثافة الأعمال التي يعملها، لكن يأتي مِن مَن هوَ في نظر الله. الكاهن يمثّل المسيح. هو يُصبح والمسيح واحد، وهنا مهمّ أن ينتبه أنّه والمسيح واحد ليس بفترة معيّنة من النهار أو الأسبوع، هو والمسيح واحد إلى الأبد. لأن الكاهن بشخصه يمثّل المسيح، وهنا مشكلة. إذا في القداس يعي الكاهن أن من خلال شخص المسيح فيه يتمّ هذا التحوّل، وانّه والمسيح واحد، و ليس فقط في الاحتفال وممارسة الأسرار بل واحد في كل تفاصيل الحياة انطلاقاً من المذبح مروراً بحضوره في الحياة كلّها. الكاهن يكون غنيّ بقدر ما يكون متّحد بالمسيح بطريقة دائمة. طبعاً هذا موضوع صعب جدّاً، الاتحاد دائماً والوعي على هذا الاتحاد في كل الظروف، لهذا أمام هذه الحقيقة نكتشف ضعفنا ونكراننا وتراجعنا أمام هذه الحقيقة، لكن شيءٌ مهم يعزّينا هو نِداء المسيح يقول "أنا معك، لا تَخَف". وطبعاً هذا الكاهن الذي يعيش بصدق هذا الاتحاد، فأمام الضعف وأمام الخوف هوَ مدعو أن يكون صادقاً بشهادته للمسيح: مصداقية الشهادة. الرسل اختبروا حقيقة الربّ القائم من الأموات وقبلوا محبّته التي ترحم واصبحوا من خلال هذا الاختبار شهوداً لهذه المحبّة. والكاهن ايضاً مدعو بصدقٍ ووعيٍ أن يعيش الاختبار، أن يضع اصبعه في جراح الربّ ويتأمّل يداه ويضع يده في جنبه وهكذا يتحوّل شكّه إلى إيمان. أي أنّ الكهنوت لا يكمن أن يكون كهنوتاً حقيقياً إلا انطلاقاً من خبرة مع المسيح القائم. فأي نبعٍ يمكن أن يملأ قلبَ كاهن سوى رحمة الربّ. والمسيح الجالس على البئر ينتظر السامريّة، هذا المشهد يمكن أن نطبّقه على رسالتنا الكهنوتية عندما ننتظر بصبر عودة الناس حتى نقربّهم من المسيح، وهنا رحمة الكاهن. فبقدر ما يمتلئ من هذه الرحمة بقدر ما يقود الناس إلى رحمة المسيح بصبر. ويصبح الكاهن بانتظار الناس، فإن الذي يأتي إلى الكاهن يريد أن يتجدد ويلتقي بالمسيح، وهنا نسأل كم أن هذا الكاهن قادر وجاهز على الصبر والإصغاء. فما المنفعة أو القيمة أذا التقى الكاهن فقط مع الذين يرتاح إليهم. الكهنوت هوَ أن تكون أنتَ أيها الكاهن جالس على البئر تنتظر كلّ إنسان، وأيضاً تفتّش عنهم. أنتَ ايها الكاهن سوف تقود هذا الإنسان الباحث عن الرحمة الإلهيّة إلى سرّ المصالحة الأسراريّة. في كل لقاء هناك رباط محبّة بين الجميع، وايضاً مع الذين لا يذهبون إلى الكنيسة. الكاهن يحبّ الكل. وينقل الفرح الذي يعيشه في القداس إلى الذين يحبّهم بصدقٍ تام. يتعاطى الكاهن مع الناس بصبر وخاصة الذين هم بعيدين عن الكنيسة ويقابلهم ويرغب أن يوصلهم للإلتزام. الكاهن الذي يكون مرتبطاً برحمة المسيح هو فعلاً يتوصّل أن يصبر ويسمع ويقود الناس إلى المصالحة والأسرار وفعلاً يكون هوَ سرّ الرحمة الإلهيّة. الكاهن يقول: لأجل كلمتك ألقي الشبكة. لأجل كلمة المسيح. بطرس أنكر المسيح. والكاهن ايضاً يتعرّض لتجربة كبيرة هوَ أن يظن نفسه على قدر من الأهميّة واصبح طوباوياً. بهذا التفكير هوَ ينكر المسيح. "ولكن لأجل كلمتك أُلقي الشباك"... الكاهن هوَ القائد الروحي، في وسط الجماعة المؤمنة، ويجب أن يكون قائداً روحيّاً "لأجل كلمة المسيح يُلقي الشباك ."رغم صعفة ونكرانه، المسيح ينصّبه قائداً روحيّاً في الجماعة. هذه الرحمة هي مشروع اكتشاف دائم في حياة الكاهن، فهو يوميّاً مدعوّ أن يلتصق بالرحمة الإلهيّة ليكون فعلاً بارتباط دائم بالنبع الأساسي ليتجدّد، فبدونه لا يتجدّد. بدونه نصبح نتكلّم بمشاريعنا نبشّر بتطلّعاتنا، ننسى القضيّة الأساسيّة التي مِن أجلِها وُجدنا. أين تتجسّد الرحمة الإلهيّة في الكتاب المقدّس. إن مصدر الرحمة الأساسيّة في قلب الإنسان هو كلمة الله. لأنّ كلمة الله هي النبع، المصدر الأساسي التي توصل لنا رحمة الله. الذي لا يعرف الكتاب المقدّس لا يعرف شيء، هو يكون في المعركة دون سلاح وفي الحياة دون معنى. نبع الرحمة الإلهيّة يأتي من خلال الوقت الذي نعطيه لأنفسنا. وهنا أدعوكم لتصلّوا لنا نحن الكهنة. "مرتا مرتا تهتمّين بأمور كثيرة والمطلوب واحد"، نحن الكهنة بحاجة لنكون محقّين مع ذواتنا أن يكون وقت صلاة والتأمل وقت أساسي في النهار للربّ وليس فضلات الوقت. اليوم نحن ككنيسة فيها كهنة المذبح بحاجة لنعيد النظر في الأولويات، ما هيَ الأولويّات؟ هل المسيح هوَ الأول؟ هل الرسالة هيَ الأولى؟ هل الصلاة هي الأولى؟ هل فعل التكرّس للآب هو الأول؟ هل خدمة المحبّة للإنسان هوَ الأول؟ اليوم نحن بأمس الحاجة لنعيد النظر بسُلّم الأولويّات. نحن نصلّي للكنيسة وللدعوات، وأدعو أن نكون برعايانا إلى جانب الكاهن، ليعيش سلّم الأولويّات ففي حياة الكاهن الخيار الأول هوَ يسوع المسيح، الألف والياء البداية والنهاية وكلّ شيء. عمليّاً نحن الكهنة اليوم كم نخدم خيارنا الأول، الرحمة الإلهيّة تأتي من خلال صلاة الكاهن، من خلال الترك والذهاب إلى القفر. أنتَ تذهب إلى القفر من أجل الرعيّة. أدخل مخدعك من أجل الرعيّة، إذهب أمام القربان، الأفخارستيا هي النبع الأساسي لعيش هذه الرحمة للتجدد من هذه الرحمة. أنا انحني أمام العلمانييّن اليوم الباحثين بجديّة، عندما أرى كهنة لم يعودوا يهتمّون بالثقافة الروحيّة. يجب أن يكون عندنا دائماً همّ الثقافة الروحيّة. والرحمة أيضاً تتجلّى بحضور الكاهن. أسرد هنا لائحة حضور: - الحضور المحبّ، أنا الكاهن اليوم حضوري في الجماعة هو الحضور المحبّ. وكيف أن حضوري سيكون حضوراً محبّاً إذا أنا الكاهن وَجدتُ في قلبي الحقد. أنا كاهن مدعوّ أن يكون حضوري محبّاً في المكان الذي أكون فيه حاضر. - حضوراً لطيفاً، فاللطف مهمّ جدّاً إذ كم أحياناً تكون كلمتي قاسية. - الحضور المصغي، وأحياناً استفيض في الكلام، وأنسى أنّ الرب دعاني لأسمع أكثر مما اتكلّم. - الحضور المرافق لحياة الناس كيف يكون وأنا غائب عن مشاكلهم وأنينهم. - الحضور المجدّد، بدون يأس حضور كاهن مصدر فرح وتجدّد في حياة الجماعة حتى لو كان يمرّ بأصعب أزمة، يجب أن يكون علامة تجدّد. - حضور فارح مع البسمة الدائمة حتى بقلب وجعه عليه أن يكون مصدر فرح. - حضوراً مصلّياً، حضور الكاهن يجب أن يكون حضوراً مصلّياً، وانا أترك آخر زاوية للصلاة في نهاري. - وحضوراً جسديّاً، هو أن يكون الكاهن يتجوّل في رعيته، موجود في رعيته، الحضور يمكن أن يذكّر الناس بأشياء كثيرة. حضور الكاهن هوَ علامة. بمحبّة الناس ونظرتهم إلى الكاهن عنده أمكانيات هائلة. ونشكر الله أنّه في مجتمعنا الشرقي ما زالت الناس تحترم الكاهن. - حضور معزّي، حضور المسيح مع البعيدين قبل القريبين. - وأخيراً حضور المسيح المحوّل الشاهد. الرعيّة بالنسبة إلى الكاهن هيّ التي فيها يجسّد الرحمة الإلهيّة. في الرعيّة ليس الكاهن هو الراعي بل المسيح هوَ الراعي والكاهن يخدم هذا الراعي. والرعيّة ليست حكراً على الكاهن ليست مملكته، هي رعية الكل مفتوحة على الكلّ وللكلّ، هيّ رعيّة الجماعة والكاهن هو خادم هذه الجماعة. جميل أن يبقى مجتمعنا ينبّت كهنة وتبقى رعايانا منبع للدعوات الكهنوتية والرهبانية. وإذا رأيتم في بيوتكم بزرة دعوة فافرحوا ونمّوها ووجّهوها. الربّ أعطى الكاهن نِعَم، ومن خلال رحمة الله له، هو قادر أن يغيّر ويحوّل في حياة الناس من خلال خدمته التي فيها تتجسّد رحمة الله لكلّ إنسان، وهذا أقوله لكي لا يعود في رعايانا هوّة بين الناس والكاهن. إيمانكم علامة وعي لردم هذه الهوّة بين العلمانيين والكاهن، علامة النضج الإيمانيّ، فإن الذي يحبّ الكنيسة لا ينتقد الكنيسة، وأنا أعرف أنكم في عيلة مار شربل تحبّون الكنيسة وأنتم هنا لتزيدوا محبّةً للكنيسة، ولهذا انتم أكثر الناس مخوّلون أن تردموا أي هوّة بين الكاهن والجماعة من خلال هذه الرحمة التي تكتشفونها أيضاً كعلمانييّن في حياتكم. فنحن كلنّا، كهنة وعلمانيّين، مدعوين أن نتّحد بهذه الرحمة الإلهيّة ونشهد لها بمحبّتنا وخدمتنا. وشكراً. آمين . |
||||
22 - 09 - 2014, 03:33 PM | رقم المشاركة : ( 6296 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رسالة إلى صديق قبل السيامة الكهنوتية الأب ألكسندر شميمن تعريب الأب أنطوان ملكي صديقي العزيز أنت تُعلمني أنك سوف تُسام بعد عدة أيام وتسألني عن تفاصيل خدمة السيامة. لن أتّحدث هنا عن السيامة للشموسية، فهدفك هو الكهنوت، وما عدا الوقت والصلوات، فالخدمتان تتبعان المخطط نفسه. قبل كل شيء، ينبغي أن تتم كل السيامات في كنيستنا خلال القداس الإلهي وهذا مهم جداً كما تعلم. الإفخارستيا ليست فقط أهم الأسرار، بل هي بالواقع سر الكنيسة، أعني العمل الذي من خلاله نُظهر وحدتنا ومحبتنا المتبادَلة وانتماءنا إلى المسيح ومملكته، وطبيعتنا الحقيقية كأعضاء جسده. بما أن الكاهن هو الذي يبني الكنيسة كجسد المسيح، لائق أن يتسلّم تفويضه الإلهي ضمن سر جسد المسيح. أنت تعلم أيضاً أن الشماس يُسام بعد تقديس التقدمة لأنه ليس خادم الأسرار، بينما سيامة الكاهن تتم مباشرة بعد نقل التقدمة إلى الهيكل وهذا يعني أنّه يُسام ليقدم لله ضحية الكنيسة. أول عمل في السيامة هو تقديم المرشح حيث يضعه إيبوذياكونان بين الشعب ويسألون ثلاث طلبات. الطلب الأول يأتي منك لأن أحداً لا يُسام ضد إرادته أو بدون موافقته، فجوهر الكهنوت هو وهب ذات طوعي للمسيح. الطلب الثاني يأتي من الشعب إذ لا أحد يُسام ضد إرادة شعب الله. في الكنيسة، الكلّ تلقى الروح القدس وهو مسؤول مع الباقين عن طهارة الكنيسة ونموّها وتحقيقها. وختاماً، يأتي الطلب الثالث من الأسقف صاحب الحق بالاعتراف بإرادة الله وتنفيذها، هذه الإرادة الظاهرة في الكنيسة، وذلك بإحلاله نعمة الروح القدس على الذي دعاه الله. من ثمّ سوف تُقاد عبرَ الأبواب الملوكية وتسجد أمام المائدة وأمام الأسقف. هذا هو تسليمك لإرادة الله وللكنيسة بشخص الأسقف. غالباً ما يحكي الناس عن سلطة الكاهن. مع ذلك، جوهر الكهنوت ليس السلطة بل الطاعة. الأحرى، أنّ هذا التسليم الكامل والطاعة الكاملة لحقيقة الله وإرادته هي ما يشكّل سلطة الكاهن. يستطيع الكاهن أن "يأمر" فقط لأنه ماهى نفسه بشكل كامل مع الإرادة الإلهية وصار شفافاً لها. الكهنوت هو قبل كل شيء التخلي عن كل ما هو شخصي والتضحية به في أثر صورة المسيح: "لأني نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" (يوحنا 38:6). وهنا الطقس الثالث: زواجك من الكنيسة. سوف يقودك المتقدّم ثلاث دورات حول المائدة وسوف تقبّل كلّ زاوية منها، وأيضاً في كل دورة سوف تقوم بسجدة أمام الأسقف وتقبّل يده والأموفوريون والحِجر (mitre). كل الكنيسة مجتمعة على صينية الجسد وهكذا تمثّل المائدةُ الكنيسة. الكنيسة هي عروس المسيح وهو "أحبّها وأسلم نفسه لأجلها" (أفسس 25:5). إن محبة المسيح هي التي تجعل الكنيسة جسده، إنها محبة المسيح التي فيك هي ما سوف يجعلك كاهناً. من دون هذه المحبة، لا السلطة تجدي ولا التعليم ولا التوجيه. من بعد هذا سوف تركع أمام المائدة والأسقف، وبعد أن يغطّي رأسك بالأموفوريون واضعاً يده عليه سوف يحضك على أن ترفع روحك إلى الله طالباً نزول الروح القدس. لا شيء سحري في الكنيسة. النعمة تُعطى، وأيضاً يجب أن تُقبَل وتُنتَحَل. أنت سوف تُسام لكن الوفاء لسيامتك وقفٌ عليك. ثم سوف يعلن الأسقف: "النعمة الإلهية التي في كل حين تشفي المرضى وتكمّل الناقصين هي تنتدب الشماس(فلاناً) الكلي الورع للدرجة الكهنوتية. فلنطلبنّ إذاً من أجله لكي تحلّ عليه نعمة الروح الكلي قدسه". هذا الإعلان يُظهر أيضاً أن لا شيء سريٌ في الكنيسة. لا تُعتَبَر السيامة السرية شرعية. فالأسرار تخصّ كل الكنيسة التي تشارك بالاحتفال بشكل كامل وحقيقي في كل من هذه الأسرار. لهذا السبب تبقى كل أبواب الأيقونسطاس مفتوحة طوال السيامة وينضمّ الشعب إلى الأسقف مرنمين "يا رب ارحم". وعندما يقرأ الكاهن الطلبة يصلّي الأسقف: "أيها الإله العظيمة قدرته والغير المستقصى فهمه والعجيبة آراؤه فوق بني البشر. أنت يا رب املأ عبدك هذا الذي ارتضيت بأن يدخل في الدرجة الكهنوتية موهبة روحك القدوس لكي يصير أهلاً لأن يقف بلا عيب أمام مذبحك ويكرز بإنجيل ملكوتك ويخدم كلمة حقك ويقدم لكل قرابين وذبائح روحية ويجدّد شعبك بحميم إعادة الولادة. حتى يلاقي هو أيضاً ابنك الوحيد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح في مجيئه الثاني وينال من لدن خيريتك أجرة التدبير الحسن المختصة برتبته..." ويأخذ كل إشارات ثيابك الكهنوتية، واحداً واحداً، وبعد أن يقول "مستحق (Axios)" سوف يضعها عليك ومن بعده الكهنة ومن ثم الشعب يجيبون "مستحق (Axios)" مظهِرين وكاشفين بهذا وحدة الكنيسة في تقبّلها لعطية العنصرة: البطرشيل رمز الكهنوت الفعلي، رمز المسيح في حمله طبيعتنا مضحياً بنفسه لخلاصنا؛ الزنار رمز الطاعة والاستعداد، والأفلونية رمز جمال ومجد الملكوت الآتي. ثم سوف يعطيك قبلة السلام ويضعك بين الكهنة الآخرين، إذ من الآن وصاعداً أنتَ تنتمي إلى المكان الشريف المخصّص للكهنة مقيمي الذبيحة. أنت عضو في المجمع الذي به يقطع الأسقف باستقامة كلمات الحقيقة الإلهية. بعد التكريس، يعطيك الأسقف بيدك جزءً من القربان المقدّس قائلاً لك: "خُذْ هذه الوديعة واحفظها إلى مجيء ربنا يسوع المسيح حين إذ أنت مزمع أن تُسأل منه عنها". ولدقائق قليلة فقط، لكنها دقائق حاسمة كونها ملأى بالأبدية، سوف تعرف أن كونك كاهناً هو بالتحديد ما يلي: أن تقف حاملاً جسد المسيح وأن تعرف بخوف ورِعدة، لكن بفرح ورجاء، أنّ ما أنت حامل بيديك ومقدماً إلى الله هو الإنسان وحياته كلها والعالم ونصيبه الأبدي في الله |
||||
22 - 09 - 2014, 03:34 PM | رقم المشاركة : ( 6297 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مختارات آبائية حول الكهنوت -القديس كبريانوس القرطاجي ¨ ينبغي العِلمُ بأنّ الأسقف في الكنيسة وأنّ الكنيسة في الأسقف، وأنّ مَن لا يكون مع الأسقف لا يكون من ثمّ في الكنيسة - البطريرك جناديوس سكولاريوس ¨ لقد أسّس المسيح الكنيسة على بطرس، وأمّا اليقين بأن أبواب الجحيم، أي الكفر والهرطقات، لن تقوى عليها، فقد منحه للكنيسة، لا لبطرس -القديس مرقس الأفسسي ¨ نحن نعتبر البابا واحداً من البطاركة شرط أن يكون مستقيم الرأي -القديس يوحنّا الذهبّي الفم ¨ ليس الكاهن وحده من يَشكر بل الشعب بأسره. وإنما قلتُ هذا كلّه حتى يعلم الجميعُ بأنّا جسدٌ واحدٌ وأنّا لا نتميّز واحدُنا عن الآخر إلاّ كما يتميّز عضوٌ عن الآخر؛ وذلك لئلاّ نَعهد إلى الكهنة وحدهم بكلّ شيء، بل لكي نسهرَ نحن أيضاً على الكنيسة كلّها كجسدٍ مشترَك لنا جميعاً ¨ ما من شيءٍ أفظع من أن يكون المرء بلا رئيس، تماماً كما أنه ما من شيءٍ أخطر من أن تكون الباخرة بلا قبطان. ولكن هوذا شيءٌ أكثر فظاعةً بكثيرٍ من غياب الرئيس: فمن كان بلا رئيسٍ يُحرَم من مدبِّره، وأمّا من كان لديه مدبِّرٌ يسيء التدبيرَ فهذا يجعله يسقط في المّهاوي -القديس غريغوريوس الكبير ¨ الطريق التي يتوجب علينا اتبّاعُها حتى احتقار الموت قد رُسمت لنا، والهيئة التي يتوجّب علينا الاحتداءُ بها قد أُملِيت علينا. فما يُطلب منّا أوّلاً هو أن تُولي خرافَنا اهتماماتِنا الخارجيّةَ بطيبة قلب، وبعدها أن نبذل حياتنا عن خرافنا إذا ما دعت الحاجة لذلك. إذْ لا يُدعى راعياً بل أجيراً، ذاك الذي يرعى خراف الربّ لا لأنه يحبّها شخصيّاً ، بل لأجل أجرْ ماديّ. فالأجير الذي يؤدّي دور الراعي لا يفتّش عن مصلحة النفوس، بل يسعى إلى تعويضٍ مادّي، ويُسَرّ بأمجاد التصدّر، ويقتات بالعائدات المُربِحة، ويجد فرحه في مظاهر الاحترام العميق المؤدّاة له من الناس. هكذا أجْر الأجير، إذْ هوذا ما يصبو إليه، وفيه يجد مطلبه، وأمّا ما تبقّى من أمر مصير رعيته فلا يكثرث له. وعليه، فلا يمكن حقّا أن يميّز ما بين الراعي والأجير خارج دواعي الحاجة؛ فحين يكون كلّ شيء هادئاًً يكون الراعي الحقيقيُّ والأجير معاً في موقعهما ويُلازمان رعيّتَهما، بيد أن مجيء الذئب هو الذي يكشف الروحَ الذي يحرّكهما - القدّيس سمعان اللاهوتي الجديد ¨ إن من لم يولَد بعدُ [ روحيّاً ] لا يمكنه أن يلِد روحيين ¨ إنّي قد متّ للعالم القديم، فكيف أرجع إذاً إلى الماضي؟ فلديّ [ الآن ] أبٌ بحسب الروح، ومنه أتلقّى كلّ يومٍ لبنَ النعمة الإلهّية الجزيلَ النقاوة. إنّي أرجع إلى أبي في الله، فهو أمّي أيضا مُذْ وَلدني في الروح، وهو الذي يُدفئني بحضنه إيّاي كطفلٍ حديث الولادة -القديس يوحنّا كاسيانوس ¨ لنكشفنّ كلّ خفايا نفسنا لشيوخنا، ممزِّقين الحجاب الذي وَدّ الخجلُ الزائفُ أن يَسترها به، ولْنمض إليهم بكلّ ثقةٍ لنطلب علاجاً لجراحنا وأمثلةً عن السيرة المقدّسة. فإنّا سنجد لديهم بدورنا عوناً ونفعاً، إنْ لم نحاولِ البتّة القيامَ بأيّ شيءٍ انطلاقاً من حُكمِنا الخاصّ ومن وحْينا الشخصي |
||||
23 - 09 - 2014, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 6298 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غلطة العمر للبابا شنوده الثالث كل انسان معرض للخطأ, وقد يخطئ. وجلَّ من لا يخطئ... ولكن غلطة معينة قد يرتكبها شخص, وتظل محفورة فى ذهنه, لا ينساها, وقد لا ينساها له الآخرون... هى غلطة لا علاج لها, وتستمر نتائجها إلى مدى طويل. إنها غلطة العمر... *** خيانة يهوذا مثلاً: لا شك أن ذلك الشخص كانت له أخطاء كثيرة فى حياته. ولكن خيانته كانت هى الحدث الأكبر فى كل حياته. ولم ينسَ له التاريخ تلك الخيانة, بل صارت مثلاً يُضرب, وقد هلك بسببها... كانت هى غلطة العمر بالنسبة إليه... *** مثل آخر: فتاة لها العديد من الأخطاء ومن العلاقات. ولكنها فى احدى المرات استسلمت للشهوة, وفقدت بكوريتها وحملت سفاحاً, سواء احتفظت بالجنين أو أجهضته... تظل هذه الغلطة تلاحقها طول حياتها, لا تنمحى من ذاكرتها مهما حاولت أن تخفى معالم الخطأ بطرق ملتوية. وإذا عُرفت عنها سقطتها, لا تغفرها لها أسرتها, ولا يغفرها لها المجتمع. إنها غلطة العمر. *** أو تلميذ فى الجامعة, غشّ فى الإمتحان النهائى, وضُبط وتم فصله عاماً. وتخرّج أخيراً. ولكن واقعة فصله بسبب الغش, تظل تلاحقه وتطارده فى مستقبل حياته, وتصبح سبّة فى تاريخه يتذكرونها له فى كل وظيفة يتولاها ويعايرونه بها إن حدث منه خطأ آخر.. لقد كانت غلطة العمر. *** رئيس دولة كبيرة هو كلنتون. كانت له مواهبه, ونجح فى الانتخابات, وصار رئيساً لأمريكا. وكان له محبون ومعجبون كثيرون به, وبدأ بنجاح فى سياسته. ثم وقع فى خطيئة مع مونيكا, وأمكن التشهير به, وأنكر واعتبرت المحكمة إنكاره كذباً على القضاء. وانتهى الأمر بأن ترك رئاسة أمربكا, ولكن السمعة الرديئة لم تتركه, بل مُنع من ممارسة المحاماة. وكانت خطيئته مع مونيكا وإنكاره لذلك, هى غلطة العمر. وصارت درساً للأجيال... *** مثل آخر فى عالم الرياضة, هو مارادونا لاعب الكرة الشهيرة الذك كاد أن يصبح أسطورة فى تاريخ كرة القدم بسبب فنه وتوالى انتصاراته... وقع فى غلطة واحدة وهى أنه صار يتعاطى منشطات ثم مخدرات... وكانت النتيجة أنه أوقف مسيرة تاريخه, وفقد بطولته على الرغم من ملايين المعجبين به... وكانت غلطة العمر. *** أو شاب فى منتهى القوة, وفى قمة نجاحه وتفوقه فى كل مجال يعمل فيه, حتى صار موضع إعجاب كثيرين وكثيرات... حدث فى مرة أنه سقط مع احدى المعجبات فى خطية جنسية. ولم يكن يدرى أنها مصابة بالإيدز, وانتقل المرض منها إليه. وأخذت صحته تتدهور ولم ينفع معه علاج. وفقد شبابه وقوته وعمله ومستقبله, بسبب هذه الغلطة الواحدة. ولكنها كانت غلطة العمر... *** رجل أعمال ناجح جداً, واستطاع أن يكوّن ثروة كبيرة, وصارت له سمعة ممتازة واسم مرموق, بفضل مواهبه العديدة واخلاص فى عمله, وحزمه فى الإدارة. ثم حدث أنه جرب القمار وكسب, وأعاد الكرّة ولكنه على مائدة الميسر خسر كل شئ... خسر ماله وسمعته ورهن أملاكه ثم باعها. وهكذا فقد كل ما كانت له من ثروة. وذلك بسبب غلطة واحده هى لعب القمار, ولكنها كانت غلطة العمر. *** وأبً كان يبذل كل جهده من أجل راحة أسرته ورفاهية كل أعضائه, ويسهر الليل والنهار فى سبيل ذلك. ولكنه للأسف الشديد لم يكن له وقت يقضيه مع أولاده, ليشرف على تربيتهم بنفسه. وشرد الأبناء بعيداً. الإبن انضم إلى أصدقاء السوء, وابنته وقعت فى حب شاب وتزوجته زيجة غير شرعية, إذ لم تجد الحنان الكافى من أبيها. وخسر الأب اسرته التى تعب كثيراً من أجلها. وكان ذلك كله بسبب غلطة واحدة هى عدم تفرغه لتربية الأولاد. وكانت هذه بالنسبة إليه هى غلطة العمر. *** وفى مجال السياسة والحرب, ما أكثر الملوك والقادة والزعماء الذين أضاعوا تاريخهم كله من أجل غلطة رئيسية فى سياستهم, لم يحسبوا حساباً لنتائجها الخطيرة, ولكنها كانت غلطة العمر, مع إنهم كانوا فى مجد وعظمة, ولكنهم فقدوا كل شئ... فنابليون العظيم غلطة حرب سببت له الهزيمة بل أيضاً انتهت بالقبض عليه وإذلاله. وهتلر الذى كاد فى وقت من الأوقات أن يصبح أسطورة... وشاوشسكى فى حكمه وقلة حكمته... كل هؤلاء أضاعتهم غلطة العمر... *** إن فشل الانسان عموماً لا يرجع إلى أن حياته كلها كانت أخطاء. وإنما غلطة واحدة خطيرة يمكن أن تضيعه...! إن كوباً مملوءاً بالماء, تكفى لتعكيره نقطة واحدة من الحبر تسقط فيه. وكذلك صحة قوية يكفى ميكروب واحد خطير أن يقضى عليها... لذلك يجب على كل انسان أن يكون حريصاً جداً فى حياته ويبتعد عن مثل هذه الأخطاء. لأن ثقباً واحداً فى سفينة الحياة قد يؤدى إلى غرقها... ومن الله الرحمة . |
||||
23 - 09 - 2014, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 6299 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يهوذا العصر الجديد بقلم الأرشمندريت/ سلوان أونر - اليونان لطالما كان موضوع الفتور الروحي الذي يعانيه الإنسان المسيحي المؤمن في علاقته مع الله يحتل الموقع الأول من اهتماماته، بعضها يُقلقه لفترات طويلة وأخرى أقل، طبعا الكنيسة الأرثوذكسية وبلسان الآباء تُشير باستمرار إلى أن النضوج في الحياة الروحية يتعلق بعوامل كثيرة وهو ليس حالة ثابتة، لكن بالأساس يعتمد على صدق الإنسان في صلاته وصومه و اعترافه. الإصرار على الصدق في التعامل مع الله بكل ما تقدمه الكنيسة لنا من حياة أسرارية أو حتى اجتماعية هو الذي ينقذ الإنسان من الوقوع في ازدواجية الحياة بين ما يعيشه في الكنيسة أو خارجها. وأعتقد أن الكثير من المؤمنين مُتعَبون لأنهم يضعون فاصلاً بين الكنيسة وبين العالم، والخطأ في ذلك أنهم يرون فيهما عالمين مختلفين وقد يرونهما متناقضين، ولكن على عكس ذلك، عليهم أن يعيشوا روح الله في الكنيسة وينقلوه للعالم حتى يصبح عالماً كما يريده الله. والعثرة الكبيرة تأتي من هؤلاء الذين يعيشون الفصل بين الكنيسة والعالم كشيئين مختلفين متناقضين، وبالذات أولئك الذين يرجحون روح العالم على روح الله ويعيشون الكنيسة بروح عالمية. الفريسيون والكنيسة: دعونا نرى الموضوع بوضوح أكثر ولنعُد إلى زمن المسيح فنلاحظ في مقاطع كثيرة من الكتاب المقدس أن الكثير من الناس كانوا يحيطون به ليسمعون كلامه، منهم التلاميذ والفريسيون وأناس بسطاء: "فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا يأكل معلمكم مع العشارين والخطاة" (يو11:9). أما الفريسيون فكانوا ينقضون كل عمل أو قول يعمله أو يقوله السيد إذ كان لهم دوما رأي مخالف ومعاكس لما يعمله المسيح. ولكن هؤلاء كانوا من خارج مجموعة الرسل الذين اختارهم السيد، ونستطيع تشبيههم بكثير من المسيحيين الذين لا يريدون أن يعيشوا مسيحيتهم وإيمانهم ولكنهم وباستمرار ينتقدون الكنيسة في كل ما تعمل و تقول ويفرضون بآرائهم وبكلامهم ما يجب على الكنيسة أن تعمله. ولكن الكنيسة لا تستطيع أن تعمل بروح عالمية بل بروح كنسية راعية وصايا الله والقوانين الكنسية، هدفها أن يتقدس الإنسان، وتالياً هي لا تستطيع أن تأخذ آرائهم تلك كآراء بناءة بل هدّامة. يهوذا في الكنيسة: أما الحالة الدقيقة التي أريد تسليط الضوء عليها فهي حالة يهوذا، أحد الرسل الإثني عشر، الذي كان دوماً بقرب المسيح يسمع كلامه يرى عجائبه، رغم ذلك كان هو من سلّم المسيح إلى اليهود، إذ سمح للشك أن يدخل قلبه حتى أودى به إلى أن يخسر خلاصه. وهذه هي حالة الكثيرين ممن هم في الكنيسة ويعملون فيها ولكنهم تركوا قلبهم يمتلئ بالشك بدون أن يعالجوه. هم يستغلون تواجدهم في الكنيسة لممارسة أعمال سيئة حتى غير أخلاقية، ونتائج أعمالهم في الكنيسة تكون بلا فائدة روحية لأحد، لا بل تكون عثرة كبيرة للذين داخل الكنيسة وخارجها، ويُطلَق عليهم لقبُ "يهوذا العصر الجديد". يهوذا العصر الجديد هو الذي يختار كل ما في هذه الدنيا عن اختيار المسيح والعيش بقربه، هو الذي ترى عيناه كل ما هو مادي في هذه الدنيا ولا ترى الأمور الروحية، هو الذي يخون المسيح من أجل المال، هو الذي يستغل الكنيسة ليكون فيها بالجسد وخارجاً عنها بالروح، هو الذي يخدم ليحقق بعضاً من مصالحه الخاصة، هو الذي يعتبر ذاته من بين تلاميذ المسيح ورسله ولكنه يخون الرسولية. تصحيح طريق يهوذا أمّا نحن، فليسأل كل واحد ذاته هل أنا يهوذا هذا العصر؟ ندخل الكنيسة لنمارس ما لا نستطيع ممارسته خارجها. نطلب منها كل ما هو مادي يفرح رغباتنا وشهواتنا، نذهب لنمارس السلطة على الآخرين في حين أنه لا سلطة لنا على ذواتنا، ننسى أو نتناسى أن نسعى إلى ما هو للفائدة الروحية التي تدعونا أن نتخلى عن كل ما مصدره أهوائي أو شيطاني وأن نقدّس أنفسنا. الكنيسة ليست مكاناً لنمرح فيه بل مكان نتقدس فيه وكل شيء يخرج عن كونها سبب لانسكاب نعمة الروح القدس علينا هو غريب عنها. أخي لا تبحث في حياتك عن شيء سوى عن المسيح. كل الذين يعيشون في الكنيسة واضعين أولاً أهوائهم رافضين حمل الصليب بفرح، كل الذين يعيشون في الكنيسة بعيداً عن المسيح ويعملون أو يعلّمون هم كيهوذا العصر الجديد. فلا نجعلنّ الكنيسة مكاناً لعيش أهوائنا بل للخلاص منها، فلنسعى أن لا يكون هدفنا هو المادة، كما سعى يهوذا ليقبض ثمن من لا ثمن له، بل المسيح ذاته ولا شيء آخر. |
||||
23 - 09 - 2014, 02:26 PM | رقم المشاركة : ( 6300 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سقوط الإنسان والجرح عديم الشفاء
أن النتيجة الأولى لسقوط الإنسان، هي العزلة والابتعاد عن مصدر الحياة والفرح العميق في الحق، وبدء الشعور العميق بعدم الأمان الذي أدى إلى القلق والاضطراب النفسي، وبالتالي الشعور بالدينونة، التي أدت بالتالي إلى الرعب من الموت، وفقدان الثقة والرجاء الحي في الله، إذ قد تصور الله بالنسبة للإنسان انه سيد قاسي يقسو عليه ووهبه الموت كعقوبة، لأنه خلقه رغم أنه يعلم بسقوطه، وبذلك يلوم الإنسان دائماً الله على هذا الموت الموجع الذي صار يعمل فيه من يوم ميلاده في هذا العالم إلى يوم خروجه من هذا الجسد المملوء من الغرائز التي تجعل الإنسان يسقط تحت إلحاح تسديد احتياجها، لأنه صار عبداً لها، وهذا هو الجسد الذي صار – من وجهة نظر الإنسان – انه مصدر الشر والأوجاع !!! (مع أن المشكلة ليست في الجسد ولا غرائزه – المشكلة في قلب الإنسان المالك عليه الموت لأنه صار بعيداً عن الله منطرحاً بكراهة نفسه) ورغم السقوط وهذا الخوف وفقدان الرجاء وحياة الشركة الحلوة مع الله وكل ملامة الإنسان لله الحلو، فالإنسان لم يفقد مشابهته لله المغروسة فيه طبيعياً، والتي هي "جوهره العقلي – الروحي"، لكن الجسد قد تثقل جداً بسبب هبوطه من العالم الروحي للعالم المادي في سقوط مروع، بفقدان الشركة مع الله أساس الحياة وأصل كل رجاء ونبع كل الخيرات وحياة حق لكل واحد، وبسبب أن حركات النفس وبالتالي الجسد خرجت عن طَوْع ذهنه أو عقله الطاهر أي "جوهره العقلي"... فالإنسان بعد السقوط أصبح يعاني من "الجرح عديم الشفاء"، وطبيعة جوهره الروحي قد سقط من المجد والشركة مع الثالوث القدوس إلى الفضيحة والذل العظيم، ولكن جوهر الإنسان غير مائت لا ينحل مع الجسد، بل ويولد في النفس شوق عظيم من نحو خالقها، لذلك يظل هناك أنين خفي دائم في أعماق داخل الإنسان يحن إلى الله الحي. ولذلك فأن أب الخليقة تبارك اسمه العظيم، تحرك متعطفاً على جرحنا الملوث والذي سبب غرغرينا فبتر حياتنا عن الحياة الذي هو بشخصه، إذ سرى سم الموت القاتل فينا بلا شفاء بسبب عضة الحية عديم الشفاء، هذا الموت الذي سرى بسلطان قوة الخطية أصبح لا يمكن شفاؤه بواسطة أي من الخلائق – سواء ملائكة أو رؤساء ملائكة أو حتى أنبياء – سوى بصلاح الله وحده فقط. فأرسل إلينا ابنه الوحيد غير المفترق عنه، والذي بسبب عبوديتنا أخذ شكل العبد وسلَّم ذاته بإرادته وحده للموت لأجل خطايانا، وهو حاملنا في ذاته مقدمنا معه لنموت عن الموت لتسري فينا حياته. فإذ قد صرنا فقراء – بسبب سقوطنا – وفي فقرنا عُدمنا من كل فضيلة وبرّ، أخذ شكل الفقر، لكي يغنينا بكل حكمة وفهم (2 كورنثوس 8: 9). وليس هذا فحسب، بل وأخذ شكل ضعفنا لكي بضعفه يجعلنا أقوياء، وصار مطيعاً للآب من جهة الجسد (أي بجسم البشرية) في كل شيء حتى إلى الموت، موت الصليب، لكي بموته تكون لنا فيه وبه قيامة، ولكي يبيد ذاك الذي له سلطان الموت أي الشيطان (كما قال القديس الأنبا أنطونيوس الكبير في الرسالة 7)، وقد جمعنا من كل مكان بالحب في سر التوبة، لكي يهبنا روح القيامة، ويُعلمنا أننا جميعاً قد صرنا من جوهر واحد وأعضاء بعضنا لبعض في جسده الحي والمحيي، أي الكنيسة، وينبغي أن نعيش في نصرة أكيده به في سر التقوى، ونسلك كأولاد نور، في طريق النور بالقداسة، وبلا ظلمة أو شرور، ليكون لنا شركة بعضنا مع بعض ودمه يطهرنا من أي خطية... والغاية النهائية من عمله المبارك أن يوحَّدنا بروح الشركة (الروح القدس) معه ويجمعنا جسد واحد رأسه المسيح له المجد والكرامة كل حين مع أبيه الصالح والروح القدس الثالوث القدوس الإله الواحد آمين |
||||