616 - نقف امام الله ونرفع له احتياجاتنا ونطلب ، وبعد ان نطلب ننتظر الاستجابة وسداد الاحتياج . ونمد ايدينا في تعجّل ونفتحها في توتر وعدم صبر . وتتوتر اصابعنا وتهتز وتمل وتتحرك وتبتعد . تنقبض وتُقفل وتتشاغل بأشياء أخرى بعيدا ً عن عطاء الله . وحين تأتي الاستجابة تجد الكف مغلقة ً والأيدي بعيدة ، ولا تصلنا بركات الله وعطاياه التي طلبناها وسألناها منه . نُتلف صلواتنا بالتعجل وعدم التروي وعدم الانتظار ، لا نصبر حتى تنضج الثمار ونحاول أن نقطفها فجة . الله يريدنا ان نسير الطريق معه ويسير احيانا ً ببطء ، ونحن نتقافز امامه ، نُسرع السير ، نريده ُ أن يجري معنا ، وهو يريدنا أن نتبعه لا يتبعنا نحن ، نحن نتبعه هو ، هو يريدنا أن نلحق به ، لا يلحق بنا هو ، نحن نسير معه . وتختلف سرعتنا عن سرعته ونفقد الطريق وننحرف . يسير في طريق ونسير نحن في طريق ٍ آخر . واحيانا ً يريدنا الله أن نسرع ،ونحن نتباطأ ونتكاسل ، وتختلف سرعتنا ايضا ً عن سرعته ونفقد الطريق وننحرف ، يسير في طريق ونسير نحن في طريق ٍ آخر . نفقد الطريق بالتسرع الأهوج ، ونفقد الطريق بالتباطؤ الكسول . الله يريدنا ان نسير في طريقه . يطلب داود النبي أن يعرف الطريق ، يقول " عَلِّمْنِي يَا رَبُّ طَرِيقَكَ" ( مزمور 27 : 11 ) ويقول ايضا ً " مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ تَثَبَّتُ خَطَوَاتُ الإِنْسَانِ وَفِي طَرِيقِهِ يُسَرُّ." ( مزمور 37 : 23 ) سر في طريق الله ، الله يرشدك الى الطريق . لا تنحرف عنه ، اعرفه ُ وثبّت خطواتك فيه تَسر في سرور وسعادة واطمئنان وامان . لا تسرع السير إن ارادك الله أن تبطئ ، ولا تبطئ السير إن ارادك الله أن تُسرع . سر بخطوات تتفق وخطوات الله . اتبعه هو يسير الطريق أمامك .