19 - 09 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 6241 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإفخارستيا و تأليه الإنسان
راهب من الإسقيط المقدس الإفخارستيا وتأليه الإنسان المواضيع التي أثيرت يمكن تلخيصها في النقاط التالية: · التعبير عن الإيمان الواحد بألفاظ مختلفة. · الروح القدس هو العامل، وهو الذي يوحد ويطهر، وليس أقنوم الإبن. فلكل أقنوم وظيفته وعمله الخاص مع عدم التفريق أو الإختلاف فيما بينهم. · الخلافات الشخصية ليس لها مجال في الإيمانيات والعقائد، ولا يمكن تصيد الكلمات لإثبات أخطاء لاهوتية دون فهم المعنى العام وروح الكلام وما المقصود به. أما سوء الفهم القائم عليه الموضوع كله، فيتلخص الرد عليه في النقاط التالية: الفرق بين ماهو للمسيح وما هو لنا. الفرق بين الجوهر والمفاعيل. الفرق بين كلمات الكتاب المقدس وكلمات آباء الكنيسة. الفرق بين ما نناله هنا على الأرض وبين ما سيكون لنا في الملكوت. · قضية تأليه الإنسان. وبإختصار شديد وبتعبيرات بسيطة، نحاول أن نشرح الموضوع من خلال وجهة نظر آباء الكنيسة وبحسب ما نفهمه من روح الآباء، وليس من حرفية الكلمات. الفرق بين ما هو للمسيح وما هو لنا... لقد حرص السيد المسيح نفسه على توضيح الفرق بينه أثناء التجسد وبيننا، رغم أنه أخذ جسداً بشرياً كاملاً، إلا أنه رغم ذلك يختلف عنا كما قال الآباء: ففي إنجيل معلمنا متى يقول: " ولكن لئلا نعثرهم اذهب الى البحر والق صنارة والسمكة التي تطلع اولا خذها ومتى فتحت فاها تجد استارا فخذه واعطهم عني وعنك" (مت 17 : 27) وفي إنجيل معلمنا يوحنا يقول: " اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم والهي والهكم" (يو 20 : 17). لاحظ قوله { عني وعنك – أبي وأبيكم – إلهي وإلهكم z وعن هذه قال القديس أغسطينوس: [ ولكن إذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني صاعد إلى أبي وأبيكم ولم يقل إلى أبينا، لأنه { أبي z بمعنى آخر، لي بالطبيعة، ولكم بالنعمة. وإلهي وإلهكم، ولم يقل إلهنا، هنا أيضا هو لي بمعنى ولكم بمعنى آخر] ويقول القديس بطرس السدمنتي: [ الأبوة لفظ مشترك بين الأبوة بالطبع، والأبوة بالوضع. فلم تكن بين السيد وبين التلاميذ مشاركة من كل وجه، ولذا لم يحسن أن يقول { إلى أبينا z . فلهذا نقول.. قوله { أبي z أي بالطبع، إذ أن أقنومه مولود من أقنوم الآب قبل كل الدهور من غير إبتداء ولا إنتهاء، وهذه هي الولادة الطبيعية الإلهية. وقوله أبيكم أي بالوضع والتفضيل، إذ كان العلة في إتخاذهم من العدمين إلى الوجود، أعني وجود الخلق، ووجود النعمة والإيمان]. وأما القديس ساويرس الأنطاكي فيعلق على قوله { إلهي z قائلاً.. [ لأنه لم يكن يُدعى { إلهي z ما لم ير فيَّ نقاوة البشرية. لأني لم أعرف خطية مثل مبدأ الجنس البشري (آدم)، ولم يكن أباكم أنتم الذين إبتعدتم عنه]. وللقديس كيرلس الكبير مقالة عن هذا الموضوع نقتبس منها مايلي: [ رغم أننا عبيد بالرتبة والطبيعة، فهو الآن يدعونا إخوته، وجعل الله الآب، هو الأب المشترك له ولنا، ولأنه جعل البشرية خاصة به بإتخاذه شكلنا لنفسه، فإنه يدعو إلهنا له، بقوله { إلهي z ، رغم أنه إبنه بالطبيعة، وذلك لكي نرتفع نحن إلى كرامته الفائقة العظمة بمشابهتنا له....... فهو يقول أن الله أبوه، وإنه إلهنا أيضاً وكلا القولين صحيح. لأن إله هذا الكون هو بالحق أب المسيح، ولكنه ليس أبانا بالطبيعة، بل بالحري هو إلهنا لأنه خالقنا وربنا الذي له كل السيادة. ولكن الإبن إذ وحّد نفسه بنا بتجسده فإنه منح لطبيعتنا الكرامة التي له وحده، ودعا ذاك الذي ولده (أي الآب) أباً مشتركاً له ولنا.....] ( [1]) ولنقرأ نص الإيمان الصحيح الذي وضعه القديس أثناسيوس في كتابه ضد الأريوسيين: [ ها نحن إذن نتحدث بحرية عن الإيمان الصحيح النابع من الكتب الإلهية، ونضع هذا الإيمان كسراج على المنارة، فنقول: إبن حقيقي حسب الطبيعة للآب ومن نفس جوهره، وهو الحكمة وحيد الجنس وهو الكلمة الحقيقي الوحيد لله. وهو ليس مخلوقاً ولا مصنوعاً. ولكنه مولود حقيقي من ذات جوهر الآب. ولهذا فهو إله حق إذ أنه واحد في الجوهر مع الآب الحقيقي. أما بالنسبة للكائنات الأخرى، التي قال لها: " أنا قلت أنكم آلهة " (مز8: 6)، فإنها حصلت على هذه النعمة من الآب، وذلك فقط بمشاركتها للكلمة عن طريق الروح القدس. لأنه هو رسم جوهر الآب، هو نور من نور، وهو قوة وصورة حقيقية لجوهر الآب ]. ( [2]) من هذا نفهم أنه رغم أن المسيح شابهنا في كل شئ (ماخلا الخطية) إلا أنه رغم ذلك ما يزال هو إبن الله بالطبيعة ونحن أبناء الله بالتبني أو بالنعمة. فما أريد أن أقوله في هذه النقطة، أن لا يظن أحد أننا بتناولنا جسده المحيي نصير مثله في جوهر الطبيعة الإلهية، فالكلام الذي قاله السيد للتلاميذ بعد القيامة، كان بعد تناولهم من جسده يوم خميس العهد، ورغم ذلك كانوا ومايزالوا يختلفون عنه في الطبيعة، بحسب قول الرب نفسه. فماذا إذاً؛ هل الجسد الذي نتناوله هو جسد كامل؟ بالطبع نعم.. فحسب الإعتراف الأخير الذي يقوله الكاهن، لا يمكن لأحد أن ينكر أن هذا هو الجسد المحيي الذي أخذه المسيح من السيدة العذراء، وهو الذي صلب على الصليب، وهو الجسد القائم من بين الأموات، وفي كل هذا لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.. فهل معنى هذا أننا بتناولنا من هذا الجسد، جسد الإبن الوحيد الذي لله الكلمة، نصير آلهة. قطعاً لا، بالمعنى الحرفي للكلمة، أي لا نصير من نفس طبيعة جوهر المسيح، فهو الإبن الوحيد المساوي للآب في الجوهر، ولا يمكن أن يصير البشر آلهة بمعنى أن يكون لهم نفس جوهر الله. إذاً كيف يمكن أن نوفق بين هذا؟! كيف نتناول الجسد الإلهي ولا نصير واحداً مع الله في الجوهر؟! كيف نتناول جسد إبن الله، ونثبت فيه ويثبت فينا، ونتحد به ويتحد بنا، ورغم هذا لا نصير من جوهره؟! الفرق بين الجوهر والمفاعيل هنا فرّق الآباء بين الجوهر والمفاعيل، فلا يمكن لأحد أن يشترك مع الله في جوهره، ولكننا نأخذ مفاعيل السر. ما معنى هذا الكلام؟ أسوق إليكم المثل التالي لكي أوضح أكثر.. عندما تضع كوب من الماء على النار، فإن الماء يغلي بفعل النار، وعندما تشرب هذا الماء الساخن تنتقل مفاعيل النار إليك، أي تشعر بالدفء. ولكن ليس معنى هذا أنك شربت النار أو صرت من نفس طبيعة النار.... دعونا نطبق الكلام حرفياً .. عندما إتحد اللاهوت (الروح القدس) بالخبز وصار جسد المسيح الإلهي، تنتقل إلينا مفاعيل اللاهوت بتناولنا من هذا السر (أي ننال البر والطهارة وغفران الخطايا، والثبات في المسيح والإتحاد به)، ولكن ليس معنى هذا أننا أكلنا اللاهوت أو صرنا من نفس طبيعة اللاهوت. ولكل نفهم إجابة سؤال هل أن اللاهوت يُؤكل؟! أضيف إلى هذا السؤال القديم قدم المسيحية..سؤالاً آخر مثله تماماً. هل اللاهوت يتألم؟! فالأكل شئ مادي مثله مثل الألم، يقع على الجسد المادي، ولا يقع على الروح، واللاهوت روح لايمكن أن تنطبق عليه الأمور المادية. ولنا في إجابة القديس كيرلس الكبير عن هذا السؤال (هل اللاهوت يتألم؟!) دليلاً لنا إذ يقول.. أن الطرق على الحديد المحمى بالنار يقع على الحديد وليس على النار إذ لايمكن أن تتقبل النار الطرق بسبب طبيعتها غير المادية، وهكذا فإن اللاهوت لا يؤكل بسبب طبيعته غير المادية، ولكنه متحد بالخبز الذي نأكله كإتحاد النار بالحديد الذي يطرق. وعلى هذا يكون السؤال نفسه، هل نأكل اللاهوت هو سؤال خاطئ معنىً ولاهوتياً، كما لو كان السؤال هل نأكل الحرارة؟! رغم أن الحرارة تدخل إلى داخلنا مع الأكل.. وأيضاً بهذا السؤال نفصل اللاهوت عن الناسوت كما لو كنا نسأل هل يمكن أكل اللاهوت بمفرده؟!.. إذاً السؤال في صيغته الصحيحة والدقيقة هو.. هل الخبز الذي نأكله هو جسد المسيح المتحد به اللاهوت؟ والإجابة بكل تأكيد نعم. وقد كان نفس هذا السؤال مثار جدل واسع في أوائل القرن السابق من الطوائف البروتستانتينية، ونجد إجابة عليه في أحد الكتب القديمة كما يلي: [ أمّا كوننا نأكل اللاهوت فليس في ذلك غرابة، لأن السيد نفسه قد إستعمل هذا التعبير. حيث قال " فمن يأكلني فهو يحيا بي " (يو6: 75) . ومعناه أننا بأكلنا الجسد المنظور أمامنا خبزاً، وشُرْبنا الدم المنظور أمامنا خمراً، نتحد باللاهوت المجيد الذي هو متحد بهما، هذا هو معنى أكلنا اللاهوت أي إتحادنا السري به. ألا تعلم أن الإنسان يستطيع أن يتحد بالمادة بالأكل والشرب العادي، لذلك كان لائقاً منه أنه يعطينا ذلك الإتحاد العجيب بلاهوته وناسوته بالأكل والشرب من لحمه ودمه المتحد بهما لاهوته، وكان مجيداً وعظيماً جداً أن يُعبّر عن هذا الإتحاد بالأكل]. ( [3]) أي أن الموضوع ليس أكل مادي، ولكنه إتحاد سرّي (مستيكي) بالروح القدس المتحد بالخبز والخمر. ويضيف مؤكداً أن مفاعيل التناول هي هي ذاتها مفاعيل الروح القدس العاملة في كل الأسرار والحياة الروحية قائلاً: [ ماهي نتيجة الأكل وغايته؟! أليست هي إتحاد الطعام بالجسد؟ وما هو الأكل والشرب؟ أليس هو دخول الشئ إلى جوفنا؟ أو حلوله في داخلنا؟ ألم يقل هو " أنتم هياكل الله والروح القدس (الأقنوم الثالث من اللاهوت) فيكم ". (يو14: 16) وعندما تكلم البشير عن اللاهوت مقرباً إياه إلى أذهاننا، ألم يقل عنه أن الله نور؟ (1يو1 :5) هل من الصعب أن نفهم دخول النور إلى جوفنا وولوجه في أعضائنا وحواسنا الباطنية كما تخترق الأشعة الطبية أجسادنا؟! أليس قولنا بأكل اللاهوت، كقولنا " لبسنا المسيح " (غلا3: 8) وكقولنا " ولدنا بالروح " (يو3: 6-8) ، وكقولنا " سقينا روحاً واحداً " (1كو12: 13) وكقولنا " صرنا شركاء الطبيعة الإلهية " (2بط1: 4) ].( [4]) وبالمناسبة أحب أن أوضح أن هناك فرق بين أقوال الكتاب المقدس وبين أقوال الآباء، فآيات الكتاب المقدس دقيقة جداً ومختارة بالروح القدس بعناية شديدة لتوضح المعنى المقصود بدقة متناهية، أما أقوال الآباء فلا يمكن الإعتماد عليها بهذه الطريقة، إذ أنه من الممكن أن يستعمل الآباء تعبيراً أو لفظاً ليس دقيقاً، أو يحتمل أكثر من معنى، للتعبير عن فكرة أو مفهوم يريدون شرحه، فلا يمكن أن تُؤخذ أقوال الآباء بحرفية كمسلّمات كما تُؤخذ أقوال الكتاب المقدس. وهذا يقودنا إلى سؤال آخر .. هل التناول يضمن لنا الخلاص؟! أي هل أننا بتناولنا من الجسد الإلهي وشركتنا معه ونوالنا مفاعيل الروح القدس، هل بعد كل هذا يمكن أن نفقد خلاصنا وأبديتنا؟! وهل كل من يتناول الآن سينال الحياة الأبدية؟! إن كافة الأسرار التي أعطاها لنا الرب، والتي تمارسها الكنيسة المقدسة، لايمكن أن تسلب إرادتنا الحرة، ولا تعصمنا من الخطأ. ولهذا فإن ممارسة هذه الأسرار، بدون حياة داخلية نقية، وتوبة حقيقة، وإرادة قوية ضد الخطية، لا يمكن أن توصلنا إلى الحياة الأبدية. أما إذا كانت هذه الأسرار يصاحبها جهاد روحي مستمر، ويقظة داخلية دائمة، فإنها تشعل القلب بمحبة الله، وترفع الإنسان إلى العلو بنعمة الله. قضية تأليه الإنسان: والآن نأتي إلى لب الموضوع وأصل القضية كلها، وهو عمل الروح القدس فينا، الذي يسميه الكتاب ملكوت الله، " ها ملكوت الله داخلكم " (لو 17 :21)، ويقول القديس مكاريوس الكبير إن كل جهادنا أن نقتني ثمار الروح القدس، وبمعنى آخر إقتناء الروح القدس الذي يعطينا تلك الثمار. وعبر عن ذلك أيضاً سيرافيم صاروفسكي بقوله أن غاية الحياة المسيحية هي إقتناء الروح القدس. وعبارة تأليه الإنسان ماهي إلاّ إحدى التعبيرات التي تطلق على إقتناء الروح القدس، فبإقتناء الروح القدس نصير شركاء الطبيعة الإلهية، وهذا هو معنى التأليه . إن الروح القدس هو العامل في كل الأسرار، وهو الذي يحل على الخبز فيحوله إلى جسد المسيح، وهو الذي يوحدنا به في التناول، كما يصلي الكاهن في القداس: [ نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لكي إذ طهرتنا كلنا توحدنا بك من جهة تناولنا من أسرارك الإلهية، لكي نكون مملوئين من روحك القدوس، وثابتين في إيمانك الأرثوذكسي، ومملوئين من شوق محبتك الحقيقية، وننطق بمجدك كل حين ]. وقصة الفداء كلها تتلخص في الكلمات القليلة التالية: الله خلق الإنسان خارج الفردوس كائن عاقل، ثم نفخ في أنفه نسمة حياة أي أعطاه الروح القدس ووضعه داخل الفردوس، وعندما خالف أمر الله وأكل من الشجرة فارقه الروح القدس (وهذا هو معنى موتاً تموت) وطُرد خارج الفردوس . ثم جاء المسيح وفدانا من الخطية وأعطانا عربون الروح القدس مرة ثانية، وغاية كل جهادنا وحياتنا على الأرض أن نقتني الروح القدس لكي نستطيع أن نعود مرة أخرى إلى الفردوس الذي طردنا منه ، إنتظاراً للقيامة العامة ودخولنا إلى الملكوت الذي دخله المسيح كسابق لأجلنا. بل أن حلول الروح القدس على المسيح في الأردن كان حلولا علينا نحن لكي يرد لنا ما فقد منا بسقوط آدم، وفي هذا يقول القديس أثناسيوس: [ إن كان يُقدِّس ذاته من أجلنا، ويفعل هذا لأنه صار إنساناً، فمن الواضح جداً أن نزول الروح عليه في الأردن إنما كان نزولاً علينا نحن بسبب لبسه جسدنا... من أجل تقديسنا حتى نشترك في مسحته ونصير هياكل لله وروح الله يسكن فينا]. ( [5]) وقضية تأليه الإنسان ليست قضية جديدة، بل هي موجودة منذ القديم، فيقول المزمور " انا قلت انكم الهة و بنو العلي كلكم " (مز 82 : 6) وهي نفس الآية التي إستشهد بها الرب يسوع عندما كان يتكلم مع اليهود : " أجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت أنكم آلهة... إن قال آلهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله ولا يمكن أن ينقض المكتوب" (يو10: 34) . ويقول القديس أثناسيوس: [ لأنه صار إنساناً لكي نصير نحن مؤلهين].( [6]) [ فإذا كان قد نزل لكي يرفعنا، فهو إذن لم يحصل على إسم إبن وإله كمكافأة، بل بالأحرى فإنه هو نفسه قد جعلنا أبناء للآب، وألّه الناس بكونه صار هو نفسه إنساناً، لذلك فهو لم يكن إنساناً ثم صار فيما بعد إلهاً، بل بالعكس إذ هو الإله صار فيما بعد إنساناً لكي بالأحرى يؤلهنا ]. ( [7]) [ لأنه قد صار إنساناً لكي يؤلهنا في ذاته، وقد حُبل به من إمرأة ووُلد من عذراء لكي ينقل إلى نفسه جيلنا الخاطئ، ولكي نستطيع منذ الآن أن نصير جنساً مقدساً وشركاء للطبيعة الإلهية، كما كتب القديس بطرس ]. ( [8]) [ أما بالنسبة للكائنات الأخرى، التي قال لها: " أنا قلت أنكم آلهة " (مز82: 6)، فإنها حصلت على هذه النعمة من الآب، وذلك فقط بمشاركتها للكلمة عن طريق الروح القدس . لأنه هو رسم جوهر الآب، هو نور من نور، وهو قوة وصورة حقيقية لجوهر الآب ] ( [9]). [ إن الكلمة صار جسداً لكي يقدم جسده للكل، وإننا إذ نشترك في روحه نصير قادرين أن نتأله، الأمر الذي لم يكن ممكناً أن نناله إلاّ بواسطة لِبْسه جسدنا المخلوق، لأنه هكذا منذ الآن فصاعداً بدأنا أن ندعو أنفسنا { رجال الله z و { رجال المسيح z .. لأنه لم ينقص بلبسه الجسد، بل بالأحرى قد مجده وجعله غير مائت] ( [10]). والحقيقة أن كل كتابات القديس أثناسيوس ضد الأريوسيين تركز وبشدة على تأليه الإنسان، حيث أنه لا يمكن لمخلوق أن يؤله غيره ما لم يكن هو نفسه إلهاً، وفي الوقت نفسه يكون متحداً بمخلوق. وهذا غض من فيض وقليل من كثير مما قاله أثناسيوس في تأليه الإنسان مما لا مجال لذكره هنا. وفي تعليقه على تجسد الكلمة وميلاد الإنسان من الله يقول القديس أغسطينوس: [ فلكي لا نغلب من ضعفنا البشري ونرتعب من رهبة هذا الأمر، ولئلا يبدو ذلك أمراً لا يصدق أن الإنسان يولد من الله، لذلك أردف قائلاً كأنه يطمئننا: " والكلمة صار جسداً وحل بيننا " فلماذا إذن نندهش من كون الإنسان يولد من الله بنعمة خاصة منه؟ انظر كيف أن الله برحمته يولد من إنسان ويجعله يسكن في الله الذي فيه وحده ومنه وحده يمكن للمباركين أن يصيروا مشاركين لخلوده، مما يجعلنا نقتنع بأن إبن الله صار مشاركاً لنا في موتنا ]. ( [11]) وأول من إستخدم كلمة { التأليه في المسيح، على الشركة في الطبيعة الإلهية، هو القديس إيرينيئوس ( [12]) ومن بعده آباء الكنيسة الشرقية أثناسيوس وغريغوريوس اللاهوتي وغيرهما. إذ يقول إيرينيئوس [ واهباً اللاهوت بالحقيقة للبشرية بواسطة هذا الروح ] ( [13]). إذاً فالتأليه هو إقتناء الروح القدس كما عبّر عن ذلك آباء الكنيسة والرهبنة. وفي تسابيح الكنيسة القبطية نجد هذا المعنى واضحاً جداً، فنقول في ثيئوطوكية الجمعة: هو أخذ الذي لنا، وأعطانا الذي له. هو أخذ جسدنا، وأعطانا روحه القدوس. وهو المعنى الذي عبّر عنه أيضاً القديس أثناسيوس بقوله: [ صار الله لابساً الجسد لكي نصير نحن البشر لابسين الروح] ( [14]). والحقيقة أن حركة إنكار تأليه الإنسان والشركة في الطبيعة الإلهية والإتحاد بالله عن طريق الروح القدس، ظهرت في القرون الوسطى في الكنيسة اليونانية – في القرن الخامس عشر وما قبله، وقد قاوم هذه الحركة القديس البيزنطي سمعان رئيس أساقفة تسالونيكي (تنيح في 1429م). أما في الكنيسة القبطية فكان الإتحاد بالله هو أعلى درجة من درجات الصلاة الروحية، وهو كان محور أقوال كل الأباء النساك والرهبان وآباء الرهبنة الأوائل، وهو التعبير الشائع عن الصلاة في أعلى درجاتها. ويعجز المجال هنا عن إيراد أقوال الآباء في هذا الموضوع. وبهذا نخلص إلى أن الروح القدس هو العامل فينا في كل شئ، هو الذي يطهرنا بالمعمودية، ويلدنا الولادة الثانية، ويوحدنا بالمسيح في سر التناول، ويعطينا شركة الطبيعة الإلهية، ويوحدنا بالله في الصلاة الكاملة، وهو غاية حياتنا في المسيح. أما كيف يحل علينا وكيف يعمل؛ فلنا في إجابة الرب على نيقوديموس عندما سأله هذا السؤال، الإجابة القاطعة لكل من يحاول أن يفسر أو يعرّف كنه هذه العلاقة إذ قال: " الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب، هكذا كل من وُلد من الروح " (يو3: 8) . وأخيراً نرجو من كل أبناء الكنيسة المحبين أن يبتعدوا عن كل ما يسبب إنقسام لجسد المسيح، ويكفينا ما عانيناه طوال العقود السابقة من مشاحنات وإنقسامات، كان السبب فيها جميعاً هو الكبرياء ومحبة الرئاسة والمتكئات الأولى، وكلٍ يظن أنه هو الوحيد الذي يعرف الحقيقة، بينما يقول الآباء أن الله يظهر نفسه للمتضعين والمنسحقين. فليس كل عالم هو لاهوتي، بينما كل من يصلي بانسحاق القلب فهذا هو اللاهوتي الحقيقي لأنه يحوي في داخله روح الله الذي يعطيه كل فهم ومعرفة. راهب من الإسقيط المقدس -------------------------------------------------------------------------------- ( [1] ) عظة على إنجيل يوحنا للقديس كيرلس الكبير (ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية). ( [2] ) ضد الأريوسيين المقالة الأولى، الفصل الثالث. تعريب الإستاذ صموئيل كامل والدكتور نصحي عبد الشهيد، مركز دراسات الآباء. ( [3] ) الشماس جرجس صموئيل عازر كتاب الإفخارستيا ( طبع في سوهاج سنة 1935) ص 276، 277. ( [4] ) نفس المرجع السابق ص 277. ( [5] ) ضد الأريوسيين I,47; II,55 ( [6] ) De Incr. V., n. 54. التجسد ( [7] ) ضد الأريوسيين I,38,39. ( [8] ) Ad Adelphium , n. 4. ( [9] ) ضد الأريوسيين المقالة الأولى، الفصل الثالث. تعريب الإستاذ صموئيل كامل والدكتور نصحي عبد الشهيد، مركز دراسات الآباء. ( [10] ) De Decretis, n. 14. ( [11] ) Homilies On St. John, 10. ( [12] ) Saint Irenaeus, Adversus Haereses, IV, 34,I. ( [13] ) ضد الهراطقة 5: 1 ( [14] ) رسالة إلى أدلفوس 4 |
||||
19 - 09 - 2014, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 6242 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الليتورجيا المقدسة و التناول
القديس كيرلس الأورشليمي ” فاطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة” (1 بط 2: 1). [FONT="Times New Roman ][/FONT] 1. بمحبة الله وتحننه سمعتم ما فيه الكفاية بخصوص العماد والمسحة والشركة في جسد المسيح ودمه، والآن من الضروري أن ننتقل إلى ما يلي هذا في الترتيب، يعني أن تتوج البناء الروحي لثقافتك. غسل اليدين وتطهيرنا من كل عمل خاطئ شركة تسبيح مع السمائيين2. إنك ترى الشماس (الدياكون) الذي يعطي الكاهن ليغتسل والكهنة الواقفين حول مذبح الله. أنه لا يعطيه الماء لأجل قذارة الجسد، لأننا لا ندخل الكنيسة بأجسام قذرة، لكن غسل اليدين يشير إلى ضرورة تطهيرنا من كل عملٍ خاطئٍ غير لائقٍ، لأن اليدين رمز الحركة، فبغسلهم يتضح أننا نقدم طهارة خلقنا غير الملوم. ألم تسمع المطوّب يفتح هذا السرّ ويقول: “أغسل يدي بالنقاوة، وأطوف بمذبحك يا رب”، إذ يرمز غسل الأيدي إلى الحصانة من الخطية. القبلة المقدسة 3. ثم يصرخ الشماس عاليًا قائلاً: “قبِّلوا بعضكم بعضًا“، ولنقبل بعضنا بعضًا. لا تظنوا أن هذه القبلة عامة، التي تقوم بين الأصدقاء، ليست هكذا. بل هذه القبلة تمزج النفوس ببعضها، وتحفظ لها غفرانًا عظيمًا. والقبلة علامة على أن نفوسنا قد اختلطت ببعضها، ومحت كل تذكر للأخطاء. لهذا قال السيد المسيح: “فإن قدمت قربانك إلى المذبح، وتذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فأترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك، وحينئذ تعال وقدم قربانك” (مت 5: 23). فالقبلة صُلح ولهذا السبب هي مقدسة. وكما يقول المطوّب بولس: “سلِّموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة” (1 كو 16: 20). وأيضًا بطرس تحدث عن قبلة الإحسان (1 بط 3: 15). ارفعوا قلوبكم 4. بعد هذا يصرخ الكاهن عاليًا: “ارفعوا قلوبكم“. لأنه حقًا يجب علينا في هذه الساعة المهيبة أن تُرفع قلوبنا في الأعالي مع الله، ولا نكون في الأسفل مفكرين في الأرض والأمور الأرضية. وبذلك يأمر الكاهن الكل في هذه الساعة أن يطردوا كل اهتمامات هذه الحياة، من جهة المنزل أو القلق في أي شيء، ويجعلوا قلوبهم في السماء مع الله الرحيم. حينئذ تجيبون “هي عند الرب“، موافقين عليها باعترافكم. لكن، ليمتنع أي واحد من الحضور هنا من يقول بفمه: “هي عند الرب”، بينما أفكارهم مشغولة باهتمامات هذه الحياة. فالأفضل أن يكون الله في فكرنا في كل وقت. لكن إن كان هذا مستحيلاً بسبب نقصنا البشري، ففي هذه الساعة فوق كل شيء يجب أن نراعي سلوكنا بهمة. فلنشكر الرب 5. ثم يقول الكاهن “فلنشكر الرب“… فإننا حقًا ملزمون أن نقدم الشكر لأنه دعانا ونحن غير مستحقين لهذه النعمة العظيمة، إذ صالحنا عندما كنا أعداءه حتى تلطف لنا بروح التبني حينئذ نقول “مستحق وعادل“، لأننا عندما نقدم الشكر نصنع شيئًا باستحقاق وعدل. لأنه لم يعمل لنا الحق بل أكثر من الحق، إذ جعلنا مستحقين لهذه الفوائد العظيمة. [FONT="Times New Roman ][/FONT] [FONT="Times New Roman ]6. [/FONT]بعد هذا نذكر السماء والأرض والبحر، الشمس والقمر والنجوم وكل الخليقة، العاقل وغير العاقل، المنظور وغير المنظور، عن الملائكة ورؤساء الملائكة الفضائل، السيادات، الزعماء والقوات، العروش، الشاروبيم ذا الوجوه الكثيرة كأنه يعيد هذا النداء لداود: “عظموا الرب معي” (مز 37: 3). نذكر السيرافيم الذي رآه إشعياء بالروح القدس واقفًا حول عرش الله، وبجناحين يغطون وجوههم، وباثنين يغطون أرجلهم، ويطيرون باثنين، صارخين قائلين: “قدوس، قدوس، قدوس رب الصباؤوت” (إش 6: 2-3). إننا نردد هذا الاعتراف: الذي سُلم إلينا من السيرافيم حتى نكون مشاركين في الأعالي للقوات في ترنمهم بالتسبيح[FONT="Times New Roman ].[/FONT] التحول بالروح القدس 13. “ليأت ملكوتك” تستطيع النفس النقية أن تقول بدالة: “ليأتِ ملكوتك”. لأن من سمع بولس يقول: “إذا لا تملكنّ الخطية في جسدكم المائت”، وطهر نفسه في الفعل والفكر والقول، يقول ليأت ملكوتك.[FONT="Times New Roman ]7. [/FONT]وإذ قدسنا أنفسنا بهذه الترانيم الروحية، نطلب رحمة الرب، ليرسل روحه القدوس على الهبات الموضوعة أمامه، أن يجعل الخبز جسد المسيح والخمر دم المسيح. فكلما يلمسه الروح القدس يتقدس ويتغير بالتأكيد[FONT="Times New Roman ].[/FONT] ابتهالات وطلبات [FONT="Times New Roman ]8. [/FONT]ثم بعد إتمام الذبيحة الروحية، تتم الخدمة غير الدموية. وخلال ذبيحة الكفارة هذه نلتمس الله السلام العام لجميع الكنائس لخير العالم. نطلب عن الملك والجند، والمربوطين والمرضى والمتضايقين. وبالاختصار نصلي عن كل من يحتاج إلى الخلاص ونقدم هذه الذبيحة. صلاة المجمع وعن الراقدين [FONT="Times New Roman ]9. [/FONT]ثم نحتفل بذكرى الذين رقدوا قبلنا. أولاً البطاركة (الآباء[FONT="Times New Roman ]) [/FONT]والأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين لكي بصلواتهم وشفاعتهم يقبل الله التماساتنا. ثم نطلب الآباء القديسين والأساقفة الذين رقدوا قبلنا، وعن كل من رقدوا من المؤمنين لتكون فائدة عظيمة للنفوس التي نتوسل من أجلها، خلال هذه الذبيحة المقدسة والمهيبة موضوعة[FONT="Times New Roman ].[/FONT] الصلاة عن الراقدين [FONT="Times New Roman ]10. [/FONT]وأرغب في إقناعكم في هذا الصدد. فإني أعلم أن كثيرين يقولون ماذا تنتفع نفس فارقت هذه الدنيا بذنوب أو بدون ذنوب، إذا ذُكرت في الصلوات؟ فإذا رغب ملك في إبعاد أشخاص ضايقوه فصاغ أهلهم تاجًا وقدموه له مراعاة لهؤلاء الذين تحت العقاب، ألاّ يمنح عفوًا لقصاصهم؟ فبنفس الطريقة عندما نرفع له توسلاتنا لمن رقدوا ولو كانوا مذنبين. نحن لا نصنع تاجًا: بل نرفع المسيح مقدمًا لذنوبنا، متوسلين لربنا الرحيم من أجلنا ومن أجل نفوسهم. أبانا الذي في السماوات [FONT="Times New Roman ]11. [/FONT]ثم بعد هذه الأمور نقول هذه الصلاة التي سلمها المخلص لتلاميذه بضمير نقي، مخاطبين الله أبينا قائلين: “أبانا الذي في السماوات“. يا لعظمة محبة الله المترفقة التي جاوزت كل حد على الذين عصوه وكانوا في تعاسة قصوى، أنعم عليهم بهذا الغفران الكامل لأعمالهم الشريرة، ومشاركة النعم العظيمة حتى يستطيعوا أن يدعوه “أبانا”. والذين يحملون صورة السماوات، هم أيضًا سماوات حيث يسكن الله، ويمشي فيهم. 12. “ليتقدس اسمك”. اسم الله في طبيعته مقدس إن قلنا أم لم نقل. لكن حيث يُكفر به في بعض الأوقات بين الخطاة كما قيل: “لأن اسمي يُجدف عليه بسببكم بين الأمم” (رو 2: 24). فنصلي أن يتقدس اسم الله فينا. ليس لأنه يتقدس من كان ليس مقدسًا، لكن لأنه يصير مقدسًا فينا عندما نصير مقدسين ونعمل أعمالاً تليق بالقداسة. [FONT="Times New Roman ][/FONT] 14. “لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض“. ملائكة الله المقدسون المباركون يصنعون مشيئة الله، كما قال داود: “باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة، الفاعلين أمره” (مز 103: 24)، وعلى هذا نعني بالصلاة: “كما في الملائكة تكون مشيئتك، هكذا لتكن على الأرض فيّ يا رب”. 15. “خبزنا كفافنا، أعطينا اليوم” هذا الخبز البسيط ليس خبزًا ضروريًا، لكن هذا الخبز المقدس أساسي، معين لأساس النفس، “لأن هذا الخبز لا يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج” (مت 15: 17)، لكن يوزع على جهازك كله لفائدة النفس والجسد. ويعني بـ”اليوم” كما قال بولس “مادام يدعى اليوم”. 16. “واغفر لنا ذنوبنا، كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا” إذ لنا ذنوب كثيرة لأننا نسيء بالقول والفكر وأشياء كثيرة جدًا نعملها نستحق عليها القصاص. “فإن قلنا ليس لنا خطية، نضل أنفسنا، وليس الحق فينا” كما قال المطوّب يوحنا (1 يو 1: 8). فنصنع مع الله عهدًا نستعطفه، ليغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لإخواننا ذنوبهم، مترجين ذلك فيما نتقبله، مستبدلين به غفراننا للآخرين، فلا نهمل أو نتأخر في تسامح بعضنا بعضًا. فالإساءات التي تُرتكب ضدنا خفيفة وزهيدة وتنتهي بسرعة. لكن التي تُرتكب ضد الله عظيمة وتحتاج إلى رحمة كرحمته فقط. لذلك انتبه لئلا من أجل الذنوب الزهيدة الطفيفة، تمنع عن نفسك غفرانًا من الله لخطاياك المحزنة. 17. “ولا تدخلنا في تجربة”. هل هذا ما يعلمنا الرب أن نصلي لكي لا نُجرّب أبدًا؟ فكيف إذن يُقال في موضع آخر: “الرجل غير المُجرب، يعلم قليلاً” (سي 34: 10، رو 5: 3-4)، وأيضًا يقول يعقوب: “احسبوا كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة” (يع 1: 2). لكن هل يعني الوقوع في التجربة ألا يدع التجربة تغمرنا وتجرفنا؟ لأن التجربة كسيل الشتاء يصعب عبوره. لذا فهؤلاء الذين لا يغرقون فيها يمرّون مظهرين أنفسهم سبّاحين ممتازين، ولم يُجرفوا في تيارها أبدًا. بينما الآخرون يدخلون فيها ويغرقون. مثلاً دخل يهوذا الإسخريوطي في تجربة حب المال، فلم يَسبح فيها بل غَرق، وشُنق نفسه بالجسد والروح (مت 27: 5). وبطرس دخل في تجربة الإنكار، لكنه دخل ولم يُسحق بها. لكن كرجل سبح فيها ونجا منها. أنصت ثانية في موضع آخر إلى جماعة من القديسين لم يُصابوا بضررٍ يقدمون الشكر لنجاتهم من التجربة. جربتنا يا الله – جربتنا بالنار كتجربة الفضة – وضعتنا في الشبكة، وضعت عذابات على ظهورنا. جعلت الناس يركبون على رؤوسنا. “جزنا في النار والماء لكن أخرجتنا إلى موضع راحة” (مز 65: 10-12). فخروجهم إلى موضع راحة يعني نجاتهم من التجربة. 18. “لكن نجنا من الشرير“. إذا كان القول “لا تدخلنا في تجربة” يتضمن عدم الدخول في التجربة بالمرة، فالقول: “لكن نجنا من الشرير” فيعني أن نصلي لكي ننجو من الشرير عدونا إبليس. ثم بعد إتمام الصلاة تقول: “آمين” التي تعني “هكذا يكون”. تضع ختمك على ابتهالاتك في الصلاة ذات التعليم الإلهي. القدسات للقديسين 19. بعد هذا يقول الكاهن: “القدسات للقديسين“. القرابين المقدمة على الهيكل هي مقدسة، بعد قبولها حلول الروح القدس عليها. كذلك أنتم قديسون لأنكم استحققتم الروح القدس. لذلك فالأشياء المقدسة تتصل بالأشخاص المقدسين. حينئذ تقول: “واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس”. واحد هو القدوس، واحد هو الرب يسوع المسيح، لأنه حقًا بالطبيعة قدوس. ونحن أيضًا قديسون، ليس بالطبيعة، لكن بالشركة والتكريس والصلاة. الدعوة للتناول 20. بعد هذا تسمع المرتل يدعوكم بلحنٍ مقدسٍ للتناول من الأسرار المقدسة قائلاً: “ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب” (مز 34: 8). لا تسلموا الحكم للفم الجسدي، بل للإيمان الذي لا يشك. لكن من يؤمروا أن يذوقوا لا يذوقون خبزًا وخمرًا بل جسد المسيح ودمه اللذين يمثلانه. الحرص في التناول 21. لذلك في التقدم لا تأت برسغيك ممدودتين أو أصابعك منفردة، لكن اجعل يدك اليسرى عرشًا ليدك اليمنى، كأنك تستقبل ملكًا، وقد جوّفت راحة يدك لتقبل جسد المسيح قائلاً: آمين. وهكذا بعد أن قدست عينيك بعناية بلمس الجسد المقدس اشترك فيه منتبهًا لئلا يُفقد جزء منه… اخبرني، إن أعطاك أحد حبوبًا من ذهب ألاّ تمسكها بكل عناية حارسًا لها من الضياع والخسارة؟ أليس بالأولى إذن أن ننتبه حتى لا يسقط فُتات مما هو أغلى من الذهب والحجارة الكريمة؟ الشركة في دم المسيح 22. ثم بعد أن تشترك في جسد المسيح، تقرب أيضًا إلى كأس دمه، ليس بمد يديك لكن بالانحناء بروح العبادة والإجلال قائلاً: “آمين”، مقدسًا نفسك بالمشاركة أيضًا في دم المسيح. وبينما تكون شفتاك مازالتا رطبتين ألمسهما بيديك، وقدس عينيك وجفنيك وأعضاء الحواس الأخرى. ثم انتظر نهاية الصلاة، وقدم الشكر للذي حسبك مستحقًا لهذه الأسرار العظيمة. لا تحرموا نفوسكم عن هذه الأسرار المقدسة الروحية 23. تمسكوا بهذه التقاليد بلا دنس، واحفظوا نفوسكم من المعصية، لا تحرموا تنفصلوا عن الشركة، ولا تحرموا نفوسك بدنس خطاياكم عن هذه الأسرار المقدسة الروحية. “وإله السلام يقدسكم بالتمام، ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح” (1 تس 5: 23)، الذي له المجد والكرامة والقدرة مع الآب والروح القدس الآن وكل أوان وإلى الأبد[2]. آمين |
||||
19 - 09 - 2014, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 6243 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التمثل بالمسيح في الحب في سر الافخارستيا
لنيافة الأنبا رافائيل فعلى معيار محبة المسيح التي شرحتها ليتورجية "القديس غريغوريوس".. ينبغي أن تكون محبتنا بعضنا لبعض.. "فكونوا مُتَمَثلينَ باللهِ كأولادٍ أحِبّاءَ" (أف5: 1). فنحن مُطالبون أن نعبِّر عن هذا الحب نحو الإخوة، كمثلما أظهر السيد المسيح حبه لنا، وذلك عن طريق: (1) المصالحة: فكما صالحنا المسيح مع السمائيين.. أعطانا أيضًا خدمة المصالحة: "مُجتَهِدينَ أنْ تحفَظوا وحدانيَّةَ الرّوحِ برِباطِ السَّلامِ" (أف4: 3). "اللهِ، الذي صالَحَنا لنَفسِهِ بيَسوعَ المَسيحِ، وأعطانا خِدمَةَ المُصالَحَةِ..... نَطلُبُ عن المَسيحِ: تصالَحوا مع اللهِ" (2كو5: 18-20). (2) حب نحو الإخوة الأصاغر: وكما أعطانا أن نتشارك مع السمائيين في تسابيحهم، ينبغي لنا أن نحب ونتشارك مع الإخوة الأصاغر، ولا نحتقر أحدًا: "اُنظُروا، لا تحتَقِروا أحَدَ هؤُلاءِ الصغارِ" (مت18: 10). "لا شَيئًا بتحَزُّبٍ أو بعُجبٍ، بل بتواضُعٍ، حاسِبينَ بَعضُكُمُ البَعضَ أفضَلَ مِنْ أنفُسِهِمْ" (في2: 3). (3) فيض الحب: وكما أن محبته لا يعبَّر عنها.. ينبغي أن نحب بعضنا بعضًا بدون شرط أو قيود.. "بهذا قد عَرَفنا المَحَبَّةَ: أنَّ ذاكَ وضَعَ نَفسَهُ لأجلِنا، فنَحنُ يَنبَغي لنا أنْ نَضَعَ نُفوسَنا لأجلِ الإخوَةِ" (1يو3: 16). (4) المحبة العملية: وكما أن محبته لنا عبَّر عنها بعطايا فائقة الوصف.. ينبغي لنا أن نحب الإخوة بالعطاء والخدمة وتسديد احتياجاتهم: "يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللسانِ، بل بالعَمَلِ والحَق!" (1يو3: 18). "وكونوا لُطَفاءَ بَعضُكُمْ نَحوَ بَعضٍ، شَفوقينَ، مُتَسامِحينَ كما سامَحَكُمُ اللهُ أيضًا في المَسيحِ" (أف4: 32). "بالمَحَبَّةِ اخدِموا بَعضُكُمْ بَعضًا" (غل5: 13). (5) الاحتمال: وكما احتمل المسيح آلام الصليب وما قبله، ليُخلِّصنا وليُخلِّص صالبيه أنفسهم، كذلك علينا أن نحتمل بعضنا بعضًا.. "فيَجِبُ علَينا نَحنُ الأقوياءَ أنْ نَحتَمِلَ أضعافَ (ضعفات) الضُّعَفاءِ، ولا نُرضيَ أنفُسَنا" (رو15: 1). "اِحمِلوا بَعضُكُمْ أثقالَ بَعضٍ، وهكذا تمموا ناموسَ المَسيحِ" (غل6: 2). والمسيحي هو إنسان حامل المسيح.. والمسيح هو الحب الخالص. والليتورجيا تبرز هذا الحب بإلحاح ذهني يثبته في قلوب وأذهان العابدين الروحانيين.. فنخرج من الكنيسة لا متحدين فقط ? بفعل التناول من الأسرار المقدسة ? ولكن أيضًا حاملين في أنفسنا نموذج الحب الإلهي الباذل والمتنازل، والمتجه إلى الآخر.. ليخدمه ويُسدد احتياجاته. وخلاصة القول أن الإفخارستيا هي سر تجميع الكل في المسيح، لنكون جسدًا واحدًا.. باشتراكنا في الجسد الواحد، وفي القداس الإلهي تجتمع كل الكنيسة، مُتخطية حواجز المكان والزمان. فيحضر معنا الغائبون عنا بالجسد، ويحضر معنا جمهور السمائيين، ونكون جميعًا شعبًا مجتمعًا حول المسيح القدوس، ثم نأكل جسده ونشرب دمه المقدس.. لتتعمق وحدتنا فيه وبه، ويتحقق قول الكتاب.. "لتَدبيرِ مِلءِ الأزمِنَةِ، ليَجمَعَ كُلَّ شَيءٍ في المَسيحِ، ما في السماواتِ وما علَى الأرضِ" (أف1: 10). |
||||
19 - 09 - 2014, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 6244 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاقتداء بالمسيح 4/ 13
في انه ينبغي للنفس العابدة ان تتوق بكل قلبها الى الاتحاد بالمسيح في سر القربان الاقدس في انه ينبغي للنفس العابدة ان تتوق بكل قلبها الى الاتحاد بالمسيح في سر القربان الاقدس صوت التلميذ 1 – رب، "من لي بك فأجدك1" وحدك، وأفتح لك قلبي كله، وأتنعم بك كما تشتهي نفسي، "فلا يذمني أحد1"، ولا تزعجني أو تنظر إليَّ خليقةٌ البتة، بل أنت وحدك تخاطبني وأنا أُخاطبك، كما هي عادة الحبيب في مخاطبة حبيبه، والصديق في مؤاكلة صديقه! (1) نشيد الاناشيد 8: 1. إن ما أطلب وما أشتهي، هو أن أتحد كلي بك، وأن أُجرد قلبي عن كل الخلائق، وأتعلم، بالتناول المقدس والمواظبة على إقامة الذبيحة، أن أزداد تذوقاً للأُمور المساوية والأبدية. آه! أيها الرب إلهي، متى أصير بجملتي متحداً بك، وغارقاً فيك، وناسياً ذاتي تمام النسيان؟ هب لي أن تكون أنت فيَّ وأنا فيك، وأن نبقى أبداً على هذه الوحدة. 2 – " أنت حقاً حبيبي: من بين أُلوفٍ اخترتك1"، ولقد سرت نفسي بالسكنى فيك جميع أيام حياتها. (1) نشيد الاناشيد 5: 10. أنت حقاً مانح السلام لنفسي، إذ فيك السلام الأعظم والراحة الحقيقية، وليس خارجاً عنك إلا تعبٌ ووجعٌ وشقاءٌ لا حد له. "أنت حقاً الإله المتحجب1"، ومشورتك ليست مع الكافرين بل "إلى المتواضعين والمستقيمين نجواك2". (1) أشعيا 45: 15. (2) أمثال 3: 32. آه! ما أعذب روحك يا رب! فإنك، لكي تعلن عذوبتك لبنيك، تتنازل وتقوتهم بخبزٍ لذيذٍ جداً، ينزل من السماء. "حقاً إنه ما من أُمةٍ أُخرى – مهما عظمت – لها آلهتها قريبةً منها، مثلما أنت، يا إلهنا3"، حاضرٌ بين جميع مؤمنيك، تهب لهم ذاتك مأكلاً ونعيماً، لتعزيهم كل يوم، وترفع قلوبهم إلى السماء. (3) تثنية الاشتراع 4: 7. 3 – أي أُمةٍ أُخرى، لها من المجد مثل ما للشعب المسيحي؟ أم أي خليقةٍ تحت السماء، هي محبوبةٌ كالنفس العابدة، التي يأتي إليها الله ليشبعها بجسده المجيد؟ يا لها نعمةً تعجز البيان! يا له من تنازلٍ عجيب! يا له حباً لا يقاس، قد خص به الإنسان دون سواه! ولكن بماذا أُكافئ الرب عن هذه النعمة، وعن هذه المحبة السامية؟ ليس لي تقدمةٌ أبذلها، وتكون أكثر مرضاةً لإلهي، من أن أسلم له قلبي تسليماً كاملاً، وأن أتحد به اتحاداً صميماً. وعندما تتحد نفسي بالله اتحاداً كاملاً، فحينئذٍ تتهلل أحشائي جميعها. حينئذٍ يقول لي: إن شئت أنت أن تكون معي، فأنا أُريد أن أكون معك! فأُجيبه أنا: إرتض، يا رب، أن تقيم معي، فأنا أُريد بكل سرورٍ أن أكون معك، ورغبتي كلها، إنما هي أن يكون قلبي متحداً بك. |
||||
19 - 09 - 2014, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 6245 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الافخارسيتا في حياة الرسل
الإفخارستيا هي النقطة المركزية التي بنيت عليها عبادتنا المسيحية على مر الأجيال منذ عهد الرسل وإلى اليوم , لذلك من المهم إعادة التذكير وإبراز البعد الإيماني والروحي في احتفالنا بسر الإفخارستيا الذي هو سر حضور الله مع شعبه "الله معنا". ما الدليل على حضور الله مع شعبة ...دائما معنا ؟ "ها انذا معكم و إلى انقضاء الدهر " متى 20:28 كلام المسيح إشارة واضحة لحضور الرب الدائم معنا , حضوره الذي نشهده في الافخارستيا , بتحول الخبز و الخمر إلى جسد الرب و دمه ...فالافخارستيا تحتوى على المسيح الذي هو فصحنا و خبزنا الحي . و الذي يعطينا الحياة بروحة القدوس , و الكنيسة توجه بصرها نحو المسيح الحاضر على المذبح و الذي تكتشف فيه ملء حبه العظيم . مثال : عندما نحب احد ما ...و يريد هذا الشخص أن يتركنا لسبب ما فإننا نحب أن نحتفظ بذكرى منه لنتذكره دوما و نتذكر حضوره معنا , و عندما يغادرنا تصبح الذكرى ( الشيء ) الذي تركه أحلى ذكرى فنحافظ عليها و نهتم بها لأنها تعبر عن وجوده و تذكرنا بمحبتنا و حبه لنا , و كذلك المسيح لكن بصورة أسمى ترك لنا أغلى ما يملك و قدمه حبا لنا ...قدم دمه و جسده الطاهرين .. ليكون دوما معنا و لنتذكره على الدوام. ولذلك نفهم سبب العناية بسر الافخارستيا من قبل الكنيسة لأنها أثمن ما يمكن أن تمتلكه . عندما قال يسوع "أنا خبز الحياة... من أكل جسدي وشرب دمي ثبت فيَّ وثبتُ فيه... " يوحنا6: 48 و56 , أثار حفيظة سامعيه وانتقادهم له, فتركه كثيرٌ من تلاميذه الذين رافقوه في مسيرته التبشيرية. وربما كان احد تلاميذه الإثني عشر في تلك اللحظة على وشك اتخاذ موقفٍ شبيهٍ بالآخرين عندما سألهم المسيح: "أفلا تريدون أنْ تذهبوا أنتم أيضاً؟" , لولا جواب بطرس المندفع بإيمان "يا رب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك" يوحنا6: 67 ـ 68 ..على الأغلب لم يفهم التلاميذ قصد يسوع من كلامه. واليوم ألا يكرر المسيح سؤاله علينا كما قبل ألفي سنة. ربما نقف حائرين من جوابنا بالرغم من أننا ندرك معنى كلام المسيح , هل ننصرف كأغلب التلاميذ مرددين "هذا كلام عسير من يطيق سماعه", أم نتخذ موقفاً إيمانياً صريحاً كبطرس ونقول بقوله. "خذوا كلوا هذا هو جسدي....... " متى 26:26 / لوقا 19:22 هل أدرك التلاميذ معنى الكلمات التي قالها المسيح ؟ على الأغلب لا ...كلمات المسيح لم تصبح واضحة للرسل إلا بعد يوم الأحد و إعادة استذكار ما حدث في الأيام السابقة ( من خميس الأسرار حتى الأحد الفصحى ) في ليلة العشاء السري رسم المسيح سر الإفخارستيا والكهنوت, متمماً بشكلٍ مسبق ما كان سيتحقق على الصليب بعد حين. فأعطى تلاميذه الخبز والخمر محولاً إياهما إلى جسده ودمه سرياً وبشكلٍ يفوق عقلنا البشري. لم يفهم التلاميذ ما حصل إلا بعد حلول الروح القدس عليهم واستذكارهم للأحداث الماضية وعلاقتهم بالمسيح. هذه العلاقة الحميمة التي كشفت لهم عن عمق محبة الله الآب للبشرية. وهو ما عبّر عنه يوحنا الرسول بقوله: "ذاك الذي كان منذ البدء, ذاك الذي سمعناه, ذاك الذي رأيناه بعينينا, ذاك الذي تأملناه ولمسته يدانا من كلمة الحياة... ذاك الذي رأيناه وسمعناه نبشركم به أيضاً" يوحنا 1 :1- 4 لقد فهم التلاميذ معنى كلام المسيح فيما بعد و حملوا الرسالة بأمانة و تابعوا بها ..... وفهموا معنى حضور المسيح سرياً في الإفخارستيا , فكانوا يجتمعون لكسر الخبز والصلاة " وكانوا مواظبين على تعليم الرسل و الشركة و كسر الخبز و الصلوات " أعمال 2 : 42. " يكسرون الخبز في البيوت " أعمال 46:2 " واجتمعنا يوم الأحد لكسر الخبز " أعمال 7:20 " ثم صعد فكسر الخبز فأكل " أعمال 11:20 والكنيسة إلى اليوم تتابع عمل التلاميذ في إقامة الذبيحة الإلهية وسر الإفخارستيا بواسطة الكاهن. الافخارستيا سر يفوق إدراكنا البشري و فهمنا البسيط و لا يمكن أن نتقبله إلا بالإيمان , و ذلك بنعمة المسيح و محبته لنا و بمساعدة الروح القدس ...نصبح كالتلاميذ قادرين على استيعاب السر و فهمه و خدمته ... في الافخارستيا يتحول كل جوهر الخبز الى جسد المسيح كل جوهر الخمر الى دم المسيح أمام سر الحب يختبر العقل كل محدوديته. نحن اليوم مدعوون للتأمل في حضور المسيح معنا خاصة في سر جسده و دمه الحي الذي نتغذى به و نستير به ... فتنفتح أعيننا على حضوره معنا كما حصل لتلميذي عماوس "فانفتحت أعينهما و عرفاه " لوقا 24:31 كيف نحن اليوم ملتزمون اتجاه هذه المحبة التي قدمت و مازالت تقدم لنا ؟ الافخارستيا تمدنا بالقوة و تولد لنا رجاء حي ليقوم كل منا بمهامه على الأرض حتى القيامة ... فكيف نفهم هذه المهام . المسيح لم يتركنا بلا جواب فكان جوابه حاضرا لدينا في إنجيل يوحنا 13 : 1- 20 و بنفس نص العشاء الأخير الذي سبق و ذكرناه , لكن يوحنا ينفرد عن باقي الانجليين بسرد واقعة غسل المسيح لأرجل تلاميذه . فيسوع يعتبر نفسه و هو تحت أقدام التلاميذ يغسلها في أفضل وضع للحب ..فإذا كان عطاء المسيح ببذل ذاته على الصليب هو قمة الحب ..فالخدمة أيضا هي أفضل تعبير للحب , إذا بذل الذات و الخدمة هما وجهان لحقيقة واحدة . و نفهم ان المسيح جاء أيضا معلما للخدمة و الشركة ففي نص يوحنا يغسل المسيح أرجل تلاميذه ثم يتابعوا كسر الخبز دون ذكر الكلام " هذا هو جسدي ..." ليقول لنا المسيح انه لا يليق للجماعة المسيحية أن تشارك في عشاء الرب فيما هي غارقة في انقسامات و لا مبالاة و ..... فدورنا كمسيحيين ملتزمون اتجاه العالم أن نبدل الحياة لتصبح الافخارستيا ثمرة تغير وجه العالم وفقا للإنجيل . الخلاصة : الافخارستيا هي تقدمة المسيح لذاته من عظم محبته لنا , هي سر يفوق إدراكنا البشري البسيط لكننا كالتلاميذ قد نكون غير فاهمين في البداية لكن بنعمة المسيح و الروح القدس و خلال هذه الأيام سوف نحاول أن نفهم دور الافخارستيا في حياتنا كعطاء و نعمة و لقاء و اتحاد بالله و لتدع أنفسنا و أذهاننا في يد الله ولتنفتح أعيننا لنرى المسيح و نعاينه في الافخارستيا . |
||||
19 - 09 - 2014, 03:37 PM | رقم المشاركة : ( 6246 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإفخارستيا و وحدة الكنيسة
لنيافة الأنبا رافائيل إذا كانت أسرار الكنيسة كلها تؤول إلى وحدة شعب الله، وقد وضعها الله في الكنيسة لتحقيق هذه الوحدة.. فالسر الذي لا يمكن إدراك كنهه بعيدًا عن مفهوم الوحدة. هو سر الإفخارستيا.. سر الجسد الواحد.. سر المُصالحة بين الله والإنسان.. بين السماء والأرض.. بين النفس والجسد.. بين الشخص وإخوته. إنه سر الكنيسة.. السر المقدس الذي يحقق معنى كلمة كنيسة.. جماعة المؤمنين، وهذا هو أيضًا سر الاجتماع.. حيث تجتمع الكنيسة كلها من أجله وبه، ومن خلاله يحضر السيد المسيح لكي يُتمم وحدة شعبه المقدس. إن السيد المسيح - في سر الإفخارستيا – يستحضر شعبه كله إلى واحد.. فبكسر الخبز الواحد، يشترك الكل فيه، فيصير الجميع واحدًا.. "فإنَّنا نَحنُ الكَثيرينَ خُبزٌ واحِدٌ، جَسَدٌ واحِدٌ، لأنَّنا جميعَنا نَشتَرِكُ في الخُبزِ الواحِدِ" (1كو10: 17)، نصير جسدًا واحدًا للرأس الواحد، ولنا آب واحد، ويصير الكل عائلة إلهية واحدة. بهذا يجتذبنا المسيح يومًا فيومًا إلى اتحاد أعمق مع الآب والابن، ومع بعضنا بعضًا بالروح القدس، وهذا ما يُعبِّر عنه القديس "أغسطينوس" بقوله: "ينشأ سر سلامنا ووحدتنا فوق مذبحه". الاجتماع الإفخارستي يُعبِّر عن طبيعة الكنيسة: يقول القديس "يوستينوس الشهيد" (القرن الثاني الميلادي): "في يوم الأحد يجرى عندنا في مكان واحد اجتماع جميع الساكنين في المدن والقرى، كانوا يجتمعون معًا برئاسة الأب الأسقف ليقيموا سر الإفخارستيا". ما كانوا – قديمًا – يقيمون في المدينة الواحدة إلا إفخارستيا واحدة بقيادة الأسقف الواحد للمدينة تعبيرًا عن وحدانية الكنيسة، وما كانوا يقيمون الإفخارستيا إلا إذا اجتمع كل شعب الله معًا. يبدو أن الوضع تغيّر بسبب كثرة عدد المسيحيين، وعدم إمكانية اجتماعهم معًا في مكان واحد يضم الجميع.. فصار من حق الكهنة المحليين أن يقيموا إفخارستيا منفصلة عن إفخارستية الأب الأسقف، ولكنهم ملتزمون بنفس الإيمان والممارسة والتعليم، ولا يقيمونها إلا بإذنه وبحِّل من فمه. ولذلك يذكرون اسم الأسقف في كل قداس داخل إيبارشيته لإعلان وحدتهم معه. كما أنهم في بداية خدمة القداس يتلون (تحليل الخدام)، ويذكرون فيه أسماء الآباء الأرثوذكس – الذين دافعوا عن الإيمان الأرثوذكسي – ساويرس وديسقوروس وكيرلس وذهبي الفم وأثناسيوس وبطرس خاتم الشهداء, وآباء المجامع الثلاثة المسكونية ثم من فم البابا والأب الأسقف.. إعلانًا أن هذا القداس ليس منفصلاً عن ليتورجية الآباء الأرثوذكس وعن أسقف المدينة. لذلك – فبالرغم من تعدّد القداسات في نفس الميعاد وفى نفس المدينة.. لكن ظل المعنى قائمًا أنه قداس واحد ممتد ومنتشر.. ممتد من مارمرقس إلى أثناسيوس وحتى اليوم، ومنتشر في كل مكان، ولكن المذبح واحد والجسد واحد والكنيسة جامعة، والكاهن واحد هو ربنا يسوع المسيح، وكهنة بشريون يمارسون كهنوت المسيح الواحد. في هذا يقول القديس "أغناطيوس الأنطاكي": "كونوا غيورين, مواظبين على سر الشكر، لأن جسد ربنا يسوع المسيح واحد، الكأس واحدة في جسده الواحد، مائدة واحدة، وأسقف واحد مع الكهنة والشمامسة الخادمين معه. وعليه إذًا فكل ما تفعلونه, فافعلوه كأنه آت من الله". ومرة أخرى يقول القديس "أغناطيوس" موجهًا كلامه إلى الأفسسيين: "أما أنتم فلا تفعلوا شيئًا بدون الأسقف والكهنة، ولا تحاولوا أن تتمموا أي عمل منفردين، وإذا ظهر لكم أنه ضروري فافعلوه في الكنيسة، ولتكن صلاة واحدة، غفران واحد، فكر واحد، رجاء واحد في المحبة في الفرح الكامل. إن يسوع المسيح واحد، وليس شيء أفضل منه، وهكذا أنتم أسرعوا إلى هيكل الله الواحد، إلى مائدة واحدة وإلى يسوع المسيح الواحد". إن وحدة المذبح المقدس شرط، واجتماع الشعب معًا شرط، والأب الأسقف يتقدم إلى المائدة المقدسة الواحدة عندما تجتمع الكنيسة كلها معًا، ولا يستطيع أن يقيم الإفخارستيا بالاستقلال عن أعضاء الكنيسة المجتمعين حول هذه المائدة الواحدة. "حيث يكون الأسقف، فهنالك يجب أن يكون الشعب" (القديس أغناطيوس). فالمعنى الجميل لوحدانية الكنيسة، وعدم انقسامها يتحقق بأجلى وضوح في إقامة قداس الإفخارستيا. ولذلك نقول في القداس: "إجعلنا مستحقين – يا سيدنا – أن نتناول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدًا واحدًا، وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء" (القداس الباسيلي). صلوات الإفخارستيا تبرز معنى الوحدة الكنسية: (1) جميع الصلوات تُقدّم بلسان الكاهن، وبصيغة الجمع: "نشكرك، نسأل ونطلب، نسجد..". فالكاهن ينوب عن الشعب مُعبِّرًا عن وحدته واجتماعه.. "أنت الذي ينبغي لك التمجيد بصوت واحد من كل أحد..". (2) تهتم الليتورجيا بالصلاة عن كل الغائبين بالجسد.. حتى يتم اكتمال حضور الجميع بالروح قبل بدء الأنافورا. w ففي رفع بخور عشية نصلي من أجل إخوتنا وآبائنا الذين سبقوا ورقدوا في الإيمان المسيحي، وكذلك أيضًا نذكرهم في الترحيم بعد المجمع. w وفي رفع بخور باكر نصلي من أجل المرضى ومن أجل المسافرين. w وكذلك تصلي الكنيسة من أجل خلاص العالم وكل مدينة. w وتصلي من أجل الفقراء، ومن أجل الأرملة واليتيم والغريب والضيف. w وتصلي أيضًا من أجل الهراطقة أن يهدم الله آراءهم الهرطوقية، ويعودوا إلى حظيرة الإيمان الأرثوذكسي. w وتصلي أيضًا عن المتضايقين والموعوظين. w وعن الرئيس والمسئولين والجيران والمعارف. هذه الصلوات التي تقدمها الكنيسة بروح التوسل إلى عريسها المسيح.. إنما تُعبِّر تعبيرًا جيدًا عن معنى الإفخارستيا الحقيقي وهو تجميع الكل في المسيح ليكون الجميع جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، ويكون هناك الاهتمام الواحد. (3) توزيع مزامير السواعي على جمهور المُصلين.. له أيضًا دلالة روحية جميلة، فما يُصليه الشخص بمفرده (12 مزمور في كل صلوة).. تُصليه الكنيسة معًا باعتبارها جسد واحد، ونحن أعضاؤه.. نتشارك معًا في الصلاة والطلبة. (4) في الصلوات التي يعترف فيها الكاهن بخطاياه وضعفاته أمام الله يتكلَّم بصيغة المفرد "أنت يا سيد العارف أني غير مستحق وليس لي وجه أن أقترب.. اغفر لي أنا الخاطئ.."، وعندما يتكلَّم مع الله عن احتياج الشعب يتكلَّم بصيغة الجمع (في نفس الصلوة): "نعم يا سيدنا كن معنا، اشترك في العمل معنا، باركنا، لأنك أنت هو غفران خطايانا، ضياء أنفسنا، حياتنا، وقوتنا ودالتنا" (صلاة الاستعداد). وهنا تُميز الكنيسة بوضوح بين وحدتنا أمام الله، وبين مسئولية كل شخص عن خطاياه الخاصة وتعدياته. والكاهن بروح متضعة - كما تلقنه الليتورجيا - يقر بخطاياه الخاصة، ويطلب عن الشعب، وإذا تكلَّم عن تعديات شعبه أمام الله يذكر أنها (جهالات). (5) في بداية ليتورجية القداس يعلن الكاهن ووجهه نحو الشعب ماسكًا القربانة فوق رأسه "مجدًا وإكرامًا للثالوث.. سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله..". فالإفخارستيا هي بنيان الكنيسة بتجميع أعضائها، وتوحيدهم في جسد الله. وهنا كما في أوشية سلام الكنيسة تُذكر صفات الكنيسة التي هي واحدة وحيدة مقدسة جامعة رسولية أرثوذكسية. وهذا ما تؤكده صلوات الليتورجيا دائمًا أن الكنيسة واحدة غير منقسمة، وأنها وحيدة (أي فريدة في وحدتها) وارتباطها بالله، وأنها جامعة من كل مكان بدون تمييز أو تعصب.. فقط أن يكون الجميع واحدًا في الإيمان الأرثوذكسي. "هذه الكائنة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها، كل الشعوب وكل القطعان.." (أوشية السلام). (6) تهتم الليتورجيا القبطية بذكر آباء الكنيسة لنضمن اجتماعهم معنا.. فنذكر اسم بابا الكنيسة وأسقف الإيبارشية، كما نصلي عن الآباء القمامصة والقسوس وكل الشمامسة وكل الخدام. والأجمل من هذا أن الليتورجيا تهتم بأن نأخذ الحِّل من فم الآباء البطاركة والقديسين الأولين المدافعين عن الأرثوذكسية قبل أن نبدأ الأنافورا. فنحن نؤمن أنهم مازالوا أحياء ومازالوا يمارسون سلطانهم الكهنوتي في السماء، وأنهم حاضرون معنا في القداس، ولن يسمحوا لهرطوقي أن يشارك في الإفخارستيا، لذلك فالكنيسة تستأذنهم قبل البدء بالصلاة، ليكونوا معنا ويباركوا صلواتنا.. إنها شركة مقدسة رائعة. (7) وتهتم الليتورجيا أيضًا بإبراز حضور القديسين من خلال الهيتنيات، وصلاة المجمع، وفي السنكسار وفي التمجيد. إنهم مازالوا معنا في الجسد الواحد.. لم ينفصلوا بالموت بل تعمق انتماؤهم وهم الآن في السماء يجذبوننا بحبال الحب ليتعمق انتماؤنا نحن أيضًا لهذا الجسد المقدس العظيم. (8) ووجود هؤلاء القديسين معنا يحفّز توبتنا وقداستنا "نسألك يا سيدنا إجعلنا مستحقين نصيبهم وميراثهم، وأنعم لنا كل حين أن نسلك في آثارهم، ونكون متشبهين بجهادهم، ونشترك في العرق الذي قبلوه من أجل التقوى.. حارسًا بيعتك المقدسة هذه التي أسستها بواسطتهم.. وبارك خراف قطيعك، واجعل هذه الكرمة تكثر.." (سر الكاثوليكون). (9) صلاة الصلح جزء أساسي من ليتورجية القداس القبطي، ولا يمكن أن يبدأ الكاهن الأنافورا ويرفع الإبروسفارين من على المذبح إلا إذا نادى الشماس "قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة..". وتكون هذه القبلة المقدسة علامة الحب والمصافحة والمسامحة، ويكون جميع مَنْ بالكنيسة بروح واحد ومحبة كاملة.. حينئذ يمكن للكاهن أن يقول: "ارفعوا قلوبكم". إن القبلة المقدسة هي شرط للتناول من جسد الرب ودمه.. "إجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نقبل بعضنا بعضًا بقبلة مقدسة، لكي نتناول بغير طرحنا في دينونة من موهبتك غير المائتة السمائية". (10) يحضر معنا في القداس أيضًا الطغمات الملائكية، وليس القديسون فقط "الملائكة ورؤساء الملائكة والرئاسات والسلطات والكراسي والربوبيات والقوات، والشاروبيم والسيرافيم"، بل بالأكثر أننا نشاركهم تسبحتهم الإلهية.. "قدوس قدوس قدوس". (11) تؤكد الليتورجيا أيضًا على وصف الكنيسة بأنها (شعب مجتمع) "وجعلنا له شعبًا مجتمعًا". وهذه صفة محبوبة جدًّا تُعبِّرعن طبيعة شعب الله وجوهر الكنيسة، وتُعبِّر عن فعل الإفخارستيا في البشر في تجميعهم معًا في جسد واحد. (12) وبعد حلول الروح القدس في القداس الإلهي يصلي الكاهن معلنًا فعل الإفخارستيا فينا "إجعلنا كلنا مستحقين يا سيدنا أن نتناول من قدساتك (الجسد والدم) طهارةً لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا، لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، ونجد نصيبًا وميراثًا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء". (13) في ختام صلاة القسمة يصلي أبونا قائلاً: "طهِّر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا وقلوبنا وعيوننا وأفهامنا ونياتنا.."، لاحظ أن هذه العبارات تُقال بصيغة الجمع، أي تُعبِّر عن كل الكنيسة.. تأمل بعد ذلك صيغة الصلاة.. "لكي بقلب (واحد) طاهر ونفس (واحدة) مستنيرة ووجه (واحد) غير مخزي..".. هذه الصيغة بالمفرد. لقد صارت الكنيسة قلبًا واحدًا طاهرًا، ونفسًا واحدة مستنيرة، ووجهًا واحدًا غير مخزي أمام الله.. وبمحبة كاملة. (14) وقبل التناول يصلي الأب الكاهن التحليل لتُغفر خطايانا، ونتقدم باستحقاق لشركة التناول، وفي صلاته هذه يقول: "لكي إذا طهرتنا كلنا (بالروح القدس وبالقداس) تؤلفنا بك (أي تجعلنا واحدًا كلنا معك) من جهة (بواسطة) تناولنا من أسرارك الإلهية"، إن الروح القدس في القداس يطهرنا، "وصيرنا أطهارًا بروحك القدوس". والتناول يوحدنا.. ووحدتنا مبنية على هذه الطهارة. ويؤكد أبونا هذه الطلبة قبل التناول مباشرة "وليجعلنا تناولنا من أسرارك المقدسة واحدًا معك إلى الانقضاء، لكي نكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا معك". إن ليتورجية القداس تعلن بكل وضوح فعل الإفخارستيا في تجميع شعب الله ووحدته.. وتشرح لنا كيف أن: "مَنْ يحرم نفسه من المذبح فهو محروم من الله، ويحسب ذئبًا مهما كان مظهره معتدلاً". (15) وفي القداس الغريغورى: "وصرت لنا وسيطًا مع الآب والحاجز المتوسط نقضته، والعداوة القديمة هدمتها، وصالحت الأرضيين مع السمائيين، وجعلت الاثنين واحدًا، وأكملت التدبير بالجسد" (صلاة الصلح). "الذي بكثرة رحمته حل عداوة البشر" (مقدمة القسمة في القداس الغريغوري). (16) وتعبَّر أيضًا ليتورجية "القديس غريغوريوس" عن كمال العلاقة التي تربط بين السمائيين والأرضيين بسبب الوحدة والصلح الذي أكمله السيد المسيح بالصليب: "الذي ثبَّت قيام صفوف غير المتجسدين (الملائكة) في (بين صفوف) البشر، الذي أعطى الذين على الأرض (البشر) تسبيح السيرافيم، اقبل منا نحن أيضًا أصواتنا مع غير المرئيين، احسبنا (معدودين ضمن) مع القوات السمائية". (17) وتبرز أيضًا ليتورجية القديس غريغوريوس الحب الإلهي الذي يغمر الجنس البشري.. في الخلق والفداء والرعاية اليومية.. تبرز الحب الإلهي ليكون نموذجًا للسلوك الإنساني.. وكأن الليتورجيا تُفسِّر لنا الآية المقدسة.. "أيُّها الأحِبّاءُ، إنْ كانَ اللهُ قد أحَبَّنا هكذا، يَنبَغي لنا أيضًا أنْ يُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا" (1يو4: 11). إن محبة الله لنا لا يمكن التعبير عنها: "ليس شيء من النُطق يستطيع أن يَحُد لُجة (كثرة) محبتك للبشر".. المحبة هي سبب الخلق: "خلقتني إنسانًا كمحب البشر".. "من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتني إذ لم أكن". w المحبة تظهر بوضوح في خليقة الله الخادمة للإنسان واحتياجاته: "أقمت السماء لي سقفًا، ثبت ليَّ الأرض لأمشي عليها، من أجلي ألجمت (أغلقت – وضعت حدودًا) البحر، من أجلي أظهرت طبيعة الحيوان، أخضعت كل شيء تحت قدمي، لم تدعني معوزًا شيئًا من أعمال كرامتك". w وكذلك تظهر المحبة في خلق الإنسان متميزًا عن كل الخليقة الأخرى: "أنت الذي جبلتني ووضعت يدك عليَّ، ورسمت فيَّ صورة سلطانك ووضعت فيَّ موهبة النطق، وفتحت ليَّ الفردوس لأتنعم، وأعطيتني عِلم معرفتك..". w وتتجلى المحبة الإلهية بأكثر وضوح في فداء الإنسان: "أنت يا سيدي حولت ليَّ العقوبة خلاصًا، كراعٍ صالح سعيت في طلب الضال، كأب حقيقي تعبت معي أنا الذي سقط.. أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك". ولم يكن الفداء مجرد موت من أجل الإنسان ونيابة عنه.. بل كان هناك أيضًا التجسد بكل تبعاته التي قبلها الله الكلمة، ورضى بها حبًا بنا.. "واضعت ذاتك وأخذت شكل العبد، باركت طبيعتي فيك، وأكملت ناموسك عني، عرفتني القيام من سقطتي.. أزلت لعنة الناموس.. احتملت ظلم الأشرار بذلت ظهرك للسياط، وخديك أهملتهما للطم، لأجلي يا سيدي لم ترد وجهك عن خزي البصاق".. w وكانت حياة السيد المسيح على الأرض تفيض حبًا وعطاءً لكل الناس: "وهبت النظر للعميان، أقمت الموتى من القبور، أقمت الطبيعة بالكلمة.. أعطيت إطلاقًا لمَنْ قُبض عليهم في الجحيم". w وتستمر الليتورجية في شرح هذا الحب الإلهي: "أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب، أظهرت عظم اهتمامك بي، قتلت خطيتي بقبرك، أصعدت باكورتي إلى السماء" "نشكرك.. لأنك أحببتنا هكذا، وبذلت ذاتك للذبح من أجل خطايانا، شفيتنا بضرباتك وأبرأتنا بجراحاتك، وأنعمت علينا بالحياة من قبل جسدك المقدس ودمك الكريم" (صلاة الشكر بعد التناول). إن الحب الإلهي الرائع الذي تشرحه ليتورجية القديس غريغوريوس.. إنما هي نموذج تلح به الكنيسة على أذهان المؤمنين أثناء الصلاة، لينطبع فيهم ويصير موجِّهًا لسلوكهم اليومي |
||||
19 - 09 - 2014, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 6247 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر التناول
الطهارة الجسدية اللازمة للتناول تكلمنا قبلا عن الشروط الروحية للتناول مثل الايمان الصحيح والتوبة النقية والتصالح مع الاخرين وعدم التجاسر على التناول بدون استعداد، كذلك عن الشعوربالانسحاق وعدم الاستحقاق ساعة التقدم للتناول. ولكن التقدم بشعور المريض الذى يلتمس الدواء الذى به يبرا من جميع امراضه، ويتحصن ضد كل جراثيم الشر والخطية. وهذا هو الاستعداد الروحى للتناول وتوجد أيضا بعض الاستعداد الجسدية اللازمة للتناول مثل: 1- ضبط جميع حواس الجسد حتى لا تدخل الى القلب خطايا غريبة. 2- نظافة الجسد والملابس وحسن الهندم عند الذهاب الى الكنيسة لأننا سنتقابل مع ملك الملوك ورب الارباب. 3- أن يكون الانسان صائما وينبغى أن يخفف من الاكل والشرب ليلة التناول. 4- المتزوج لا يدنو من زوجته ليلة التناول وكذلك نهار التناول. 5- ان عرض للانسان جناية (احتلام) مصحوبا بحلم أو بغير حلم فلا يدنو من التناول لأن الاحتلام، وفى ذلك يقول القديس ساويرس بن المقفع "الجناية فطر، والذى يفطر لا يمنع من الصلاة ولا من دخول الكنيسة ولا عن حضور القداس (بعد اتمام النظافة الجسدية طبعا) بل عن التناول من الاسرار فقط". 6- فترة الانقطاع عن الطعام بالنسبة للكبار 9 ساعات على عدد الساعات التى تألم فيها السيد المسيح عند صلبه، من الساعة الثالثة (9 صباحا) ساعة الحكم عليه الى الساعة الثانية عشر (6 مساء) ساعة دفنه بعد موته على الصليب. اما بالنسبة للاطفال فتكون مدة الانقطاع 6 ساعات، وبالنسبة للرضع 3 ساعات، أى من وقت بدء القداس الى نهايته. وهى ايضا المدة الصحية بين كل رضعة وأخرى، ويمكن للكاهن تخفيض هذه المدة حسب صحة الطفل، ويمكن أن يحسب ساعة لكل سنة من سن الطفل. وهنا ننبه الى خطأ بعض الامهات اللاتى يقمن أطفالهن لتناول من الاسرار المقدسة، بعد أن يكونوا قد أكلوا من القربان أثناء القداس. فالطفل مهما كان صغيرا ينبغى أن ينقطع عن الرضاعة أو الأكل مدة القداس على الاقل. وياليت الكنائس تقوم بتوزيع القربان بعد انتهاء القداس وليس فى بدايته تلافيا لهذه المشاكل. فقديما كانت الكنائس تعمل مائدة الاغابى بعد القداس حتى يأكل فيها الفقراء والغرباء والضيوف ويجتمع الكل حولها بمحبة. ولما بطلت مائدة الاغابى بعد القداس حلت محلها القربانة، يأكلها الانسان بعد خروجه من الكنيسة فنسنده حتى يذهب الى بيته خصوصا اذا كان بيته بعيدا أو فى بلدة اخرى. 7- عدم المضمضة بالماء قبل التناول لئلا يبتلع شيئا. ويقول القديس ساويرس بن المقفع "كثيرون يمضمضون فمهم بالماء، ثم يتناولون وهذا خطأ، فان سر قول الله لعبده موسى عن خروف الفصح الذى كان مثالا لجسد المسيح: كلوه بمراره، يعنى مرارة الفم". 8- فى فترات الدورة الشهرية عند النساء تمتنع عن التناول. 9- فى حالة الولادة تمتنع السيدة عن التناول مدة النفاس وهى أربعون يوما اذا ولدت ذكرا وثمانون يوما اذا ولدت أنثى، وتتناول عند عماد طفلها بعد أن يصلى لها الكاهن تحليل المراة. 10- من غير المستحب أن يمشى الانسان حافى القدمين بعد التناول مباشرة أو أن يحلق الرجل ذقنه بعد التناول مباشرة وذلك خوفا من أن يحدث له جرح وينزل منه دم، وهو قد تناول من دم المسيح حديثا. أما اذا حدث جرح غير ارادى بعد التناول مباشرة، فيمسح الدم النازل بقطعة من القطن أو القماش ويحرق بالنار. 11- من تأخر عن الحضور الى الكنيسة، وجاء بعد تلاوة انجيل القداس، وفوت على نفسه سماع انجيل القداس، فلا يحق له التناول من الاسرار المقدسة. لأن قراءة الكتب المقدسة وصلاة القداس جُعِلَت قبل التناول، لكى تقدس نفس وجسد الانسان، وتمنحة استعدادا ذهنيا وروحيا للتناول وبعد ذلك يتقدم للتناول. 12- يجب على الانسان أن يقف بعد التناول، ويصلى صلاة شكر لله على النعمة العظيمة التى نالها. 13- حبذا لو قضى بقية يومه فى راحة جسدية وبلا احتكاكات مع الاخرين وفى صمت وهدوء وقراءات روحية، فيكون يوم التناول يوما مثاليا بالنسبة له يتحسس فيه وجود الله فى داخله |
||||
19 - 09 - 2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 6248 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاقتداء بالمسيح 4/ 2
في ان الله يظهر، في سر القربان الاقدس عظيم جودته ومحبته للبشر الفصل الثاني في ان الله يظهر، في سر القربان الاقدس عظيم جودته ومحبته للبشر صوت التلميذ 1 – رب، إني اتكالاً على جودتك ورحمتك العظيمة، أُقبل إليك إقبال المريض إلى مخلصه؛ والجائع والعطشان، إلى ينبوع الحياة؛ والبائس، إلى ملك السماء؛ والعبد، إلى سيده، والخليقة، إلى خالقها، والمستوحش، إلى معزيه الحنون! ولكن "من أين لي هذا: أن تأتي أنت إليَّ؟1"، من أنا حتى تهب لي ذاتك؟ (1) لوقا 1: 43 كيف يجسر الخاطئ على الظهور أمامك؟ وأنت كيف ترتضي أن تأتي إلى الخاطئ؟ أنت تعرف عبدك، وتعلم أن ليس فيه شيءٌ من الصلاح، يستحق له هذه الموهبة. فأنا أُقر بحقارتي، وأعترف بجودتك، وأُشيد بحنوك، وأشكرك لأجل فرط محبتك. فإنك لأجل ذاتك، لا لأجل استحقاقاتي، تصنع ذلك، حتى تتضح لي جودتك على وجهٍ أجلى، وتزداد فيَّ محبتك، ويصبح التواضع أعظم قيمةً عندي؟ فإذ قد ارتضيت ذلك، وأنت أمرت أن يكون هكذا، فأنا أيضاً أرتضي بتلك النعمة، وعسى أن لا تحول آثامي دونها! 2 – يا يسوع الجزيل العذوبة والحنو، أيُّ احترامٍ وشكر، بل أي حمدٍ دائم يحق لك عليَّ، لتناولي جسدك الأقدس، الذي لا يستطيع بشر أن يوضح سمو منزلته! ولكن فيم يجب أن أُفكر عند هذا التناول، حينما أدنو من سيدي، الذي لا أستطيع أن أُكرمه كما ينبغي، وأرغب، مع ذلك، أن أتناوله بورع؟ هل من أفكارٍ أفضل وأنفع لخلاصي، من أن أتضع أمامك اتضاعاً كاملاً، وأُشيد بجودتك غير المتناهية نحوي؟ أُسبحك، يا إلهي، وأرفعك إلى الأبد؛ إني أحتقر ذاتي، وأخضع لك في عمق حقارتي. 3 – أنت قدوس القديسين، وأنا رجس الخطأة، أنت تنعطف إليَّ، وأنا غير أهلٍ أن أنظر إليك! أنت تأتي إليَّ، أنت تريد أن تكون معي، أنت تدعوني إلى وليمتك! أنت تريد أن تعطيني الطعام السماوي، خبز الملائكة لآكله، وما هو، في الحقيقة، إلاك أنت أيها "الخبز الحي النازل من السماء، والواهب الحياة للعالم1"! (1) يوحنا 6: 51. 4 – من هنا ينبعث الحب، من هنا يسطع الجود! فكم يجب لك علينا من الشكر والتسبيح، لأجل هذه الإحسانات! ما أنفع وما أفيد ما كان رأيك للخلاص، حين وضعت هذا السر! ويا لها وليمةً عذبةً شهية، اعطيتنا فيها ذاتك طعاماً! ما أعجب صنعك يا رب! ما أعظم قدرتك وما أسمى حقك عن البيان! لأنك قلت فكان كل شيء، وما أمرت به قد كان. 5 – إنه لشيءٌ عجيبٌ يغلب إدراك البشر، ويجب الإيمان به إيماناً، أنك أنت أيها الرب إلهي، الإله الحق والإنسان الحق، تحوى كاملاً تحت شكل قليلٍ من الخبز والخمر، دون أن تفنى إذا أكلك متناولوك! " فيا رب اجميع، الغني عن كل شيء1"، لقد شئت أن تحل فينا بسرك هذا. فاحفظ نفسي وجسدي بغير دنس، لأستطيع، بضميرٍ فرحٍ نقي، ولأجل خلاصي الأبدي، أن أُقدم وأتناول، بتواترٍ أكثر، أسرارك التي رسمتها ووضعتها خصوصاً لأجل مجدك ودوام ذكرك. (1) 2مكابيين 14: 35 6 – إفرحي، يا نفسي، واشكري الله على هذه المنحة السنية، والتعزية الفريدة، التي قد تركها لك في وادي الدموع هذا. فإنك كلما تجددين هذا السر، وتتناولين جسد المسيح، تتممين عمل فدائك، وتصبحين شريكةً في استحقاقات المسيح جميعها. لأن محبة المسيح لا تنقص، ووفرة كفارته لا تنضب. فعليك من ثم أن تستعدي دوماً لهذا العمل بتجديدٍ متواصلٍ في الروح، وتتأملي، بانتباهٍ جزيل، في سر خلاصك العظيم. فإذا أقمت أو سمعت القداس، فينبغي أن يبدو لك هذا العمل عظيماً وجديداً ومستحباً جداً، كما لو كان المسيح ينزل في ذلك اليوم عينه، لأول مرة، في مستودع البتول، ليصير إنساناً، أو كما لو كان يتألم ويموت معلقاً على الصليب لأجل خلاص البشر. |
||||
20 - 09 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 6249 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر التناول
قصبة القياس (الاستحقاق) يقول الرائى "ثم أعطيت قصبة شبه عصا، ووقف الملاك قائلاً لى: قم وقس هيكل الله والمذبح والساجدين فيه" (رؤ 11: 1). وتفسير ذلك أن القصبة أعطيت ليوحنا للاشارة الى أنه قد أعطى لخدام المسيح حق قياس المؤمنين، يحلون من يستحق الحل ويربطون من يستحق الربط، يقدمون لسر التناول من يرون قياسهم قانونيا، ويمنعون من يرون قياسهم ناقصا. فلا يليق بمن يتقدم للتناول ويمنعه الاب الكاهن أن يغضب ويثور، بل يجب أن يستمع للنصائح ويقبل التوجيهات. والجدير بالذكر من سلطانه أن يمنع ابنه فى الاعتراف من التناول عموما مدة من الزمان كقانون تأديبى عن خطية اعترف بها، ولكن ليس من حق الكاهن أن يمنع أحدا من المؤمنين من التناول فى أى كنيسة أخرى أو من أى كاهن آخر، فهذا من سلطة الاسقف فقط. للاستحقاق معانى كثيرة منها: 1- الايمان الصحيح بربنا يسوع المسيح، فيجب أن يكون المتقدم للتناول مؤمنا مسيحيا أرثوذكسيا معمدا فى الكنيسة الارثوذكسية، كذلك يكون مؤمنا ايمانا قويا بتحول الخبز الى جسد المسيح والمزيج الى دم المسيح وأنه يتناول جسد الرب يسوع ويشرب دمه لا محالة. 2- التوبة: فيجب أن يكون المتقدم للتناول يمارس التوبة والاعتراف بانتظام على اب اعتراف كاهن شرعى وقانونى، ويمكن للكاهن خادم الذبيحة أن يسأل المتقدم للتناول الذى لا يعرفه جيدا: هل تمارس سر الاعتراف؟ فإن جاوبة بالايجاب ناوله وان جاوبة بالنفى منعه حتى يعترف، وهذا فى صالح الشخص نفسه وفى صالح الكاهن أيضا الذى ينفذ وصية الكهنوت بدقة حتى يكون فى الجانب السليم وفى ذلك يقول معلمنا بولس الرسول "ليمتحن الانسا نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس" (1 كو 11: 28). وامتحان النفس هو محاسبتها عن خطاياها وأخطائها ثم الاعتراف بها بأمانة، فى ذلك يقول القديس يوحنا ذهبى الفم "فلا يتقدم أحد غافلا ولا متراخيا بل فلنبادر جميعا بحماس وحمية ونكون ساهرين (مستعدين) لأن القصاص المعد للمشتركين بدون استحقاق ليس صغيرا". الايمان الصحيح والتوبة النقية هما بداءة الحياة مع المسيح كما يقول معلمنا بولس الرسول "كلام بداءة المسيح التوبة عن الاعمال الميته والايمان بالله" (عب 6: 1). 3- الصلح مع الاخرين: يجب على من يتقدم للتناول أن يكون متصالحا مع الاخرين وليس بينه وبين أحد خصومات، ونصيحة الرب فى هذا المجال واضحة وصريحة "ان قدمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك (خصومة أو ظلم) فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولا اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت 5: 23، 24). وتقرأ فى قوانين القديس باسيليوس "اذا كان قوم من العلمانيين متعادين (بينهم عداوة) ويعلم الاكليروس ذلك فى تعطى لهم الاسرار ولا يقبل منهم قرابين حتى يتصالحوا" (ق 91). 4- لا يكون متجاسرا على التناول كإنه يتناول طعاما عاديا: او يتناوله لمجرد البركة فقط بل يكون عارفا مقدار وعظمة جسد الرب ودمه الاقدسين. فالتناول يشبة الجمرة التى قدمها السيرافيم لاشعياء النبى بعد أن اعترف بخطيته ونجاسة شفتيه "فقلت ويلى لى انى هلكت لانى انسان نجس الشفتين.... فطار الى واحد من السيرافيم وبيده مجمرة قد أخذها بملقط من على المذبح ومس بها فمى، وقال أن هذه قد مست شفتيك فانتزع اثمك وكفر عن خطيتك" (اش 6: 5 ? 7). السيرافيم يرمز للكاهن خادم الذبيحة والملقط يرمز لاصابع ويد الكاهن التى يأخذ بها الجوهرة (مثال المجمرة) من الصينية التى على المذبح ويضعها بين شفتى المتناول. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. 5- الاستحقاق هو الشعور بعدم الاستحقاق وشعور الانسان بانه خاطئ: أن القدسات للقديسين وهو لم يصل بعد الى القداسة، بل يجاهد لبلوغها. مهما كان الانسان تائبا ومعترفا فليعتنق فكر معلمنا بولس الرسول المتضع المنسحق القائل "فانى لست أشعر بشئ فى ذاتى لكننى لست بذلك مبررا" (1 كو 4: 4). يقول الكاهن: "أجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتناول من قدساتك". كما يصلى سرا فى صلاة الحجاب قائلا "نسأل ونتضرع الى صلاحك يا محب المبشر أن لا يكون لنا دينونة ولا لشعبك أجمع هذا السر الذى دبرته لخلاصنا بل محوا لخطايانا وغفران لتكاسلنا....". ويقول الشماس: "صلوا من أجل التناول باستحقاق" لكى يأخذ المتناولون بركة ونعمة وتعمل الاسرار مفاعيلها الروحية فى حياتهم. وتوجه صيغة قديمة لاعتراف الشماس ما زالت مستعمله فى بعض البلاد، صيغة فيها كلمات قوية ومؤثرة، نكتبها هنا كما هى: "آمين آمين آمين. أومن أومن أومن. وأعترف أن هذا هو بالحقيقة آمين. شركة جسد ودم يسوع المسيح ابن الله الاتى الى العالم الذى قال أنا هو خبز الحياة، من يقبل الى فلا يجوع ومن يؤمن بى فلن يعطش أبدا. من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه، لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكلنى يحيا بى وأنا أقيمة فى اليوم الخير". أما من يتقدم الى هذا الجسد المقدس والدم الكريم بغير تمييز يصير مثل يهوذا اللعين مطرودا من وسط التلاميذ. "من كان طاهرا فليتقدم.. ومن كان عنده أثر البغضة فليهرب لئلا يحترق بنار اللاهوت. من له أذنان للسمع فليسمع". "رتلوا بنشيد الليلويا.. صلوا من اجل التناول باستحقاق من هذه الاسرار المقدسة الكريمة لمغفرة الخطايا. يا رب ارحم". |
||||
20 - 09 - 2014, 04:03 PM | رقم المشاركة : ( 6250 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر القربانة المقدسة من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وانا فيه (يوحنا 6:6) هذا السر هو من أسرار الكنيسة السبعة. وأهميته تنبع من أنه غذاء الروح الذي لا يُستغنى عنه أبداً. إن كلمة الله هي أيضاً غذاء للروح، كقول الرب يسوع في التجربة على الجبل: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4:4). وكلمة الله هو الرب يسوع، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس (يوحنا 1:1). إنه سر سرمدي: بدايته الأزل، كما يخبرنا سفر التكوين : "وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل.وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر" (تكوين 9:2)، ونهايته الأبد، كما يخبرنا سفر رؤيا يوحنا " من له اذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس. من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله" (رؤيا 7:2). فثمرة الحياة التي تعطيها هذه الشجرة هي التي تمنحنا الديمومة، والإخضرار (رمز الحياة). بعد السقوط في الخطيئة، حُرم الإنسان من أكل هذه الثمرة. وذلك كان رحمة من الرب. فإن كان قد أكل منها وهو في حالة الخطيئة، فإنه كان سيثبت على حالة الخطيئة إلى الأبد...كقول الرب في سفر التكوين: " لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا إلى الأبد" (تكوين 22:3).. ولن يستطيع الرب حينها أن يخلّصنا. لذلك، وقبل أن يفكّر أبوينا الأولين بالأكل من شجرة الحياة، أقام الرب "شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" (تك 24:3). أولاً يجب أن تُنزع الخطيئة من الإنسان حتى يُسمح له بأن يعود ويأكل من تلك الشجرة. وذلك تمّ على عود الصليب عندما أتمّ الرب يسوع فداءنا وقدّم كفارة خطايانا للآب السماوي. وقُبلت كفارته كونه الرب القدوس، حمل الله البريء من كل عيب. لنتذكّر في أسبوع الآلام العظيم محبة الرب لنا، تلك المحبة التي تفوق الوصف.... ولنشكره تعالى على تعب محبّته معنا ومن أجلنا ومن خلالنا لفتحه كل الأبواب أمامنا للقدوم إليه، حاملين أفراحنا وأحزاننا، وأفكارنا ونوايانا، وعيوبنا ونقائصنا، لكي يطهّرها وينقّيها من كل شائبة.وليمنحنا القدرة والشجاعة على الثبات فيه حتى يستمر تدفّق نسغ الحياة في عروقنا، كقوله هو: "اثبتوا فيّ وأنا فيكم.كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته إن لم يثبت في الكرمة كذلك انتم أيضا إن لم تثبتوا فيّ" (يوحنا 4:15). فننجو من الغضب الآتي على العالم (الدينونة الرهيبة)، ونتأهّل للحياة الأبدية وحتى نستطيع مواصلة المشوار معه حتى النهاية. فهو الذي يرشدنا وينصحنا أي الإختيارات هو الأفضل وينجينا من حيل وأفكار الأشرار فبدونه لا نستطيع شيئاً من هذه (يوحنا 5:15). هذا السر العجيب هو الذي يعطينا الدفع إلى الأمام في الحياة والوجود الدائم مع الله، ويمنحنا الدفء والعزاء، والسلام الداخلي بأننا لسنا منسين لديه، وبأنه يعرفنا بالإسم ففي هذا السر العظيم يدخل المسيح في تركيب كل خلية من خلايا جسمنا، فنحيا به، .إذ هو الحياة وننتصر به، إذ هو المنتصر على الشيطان وعلى الخطيئة وعلى الموت ونعرف الطريق، إذ هو الطريق ونعرف الحق إذ هو أيضاً الحق فلنستعد دوماً الإستعداد اللائق لاستقبال الرب يسوع فينا ولا نكون من الذين يتناولونه دينونة لأنفسهم، إذ يتقدمون إلى مذبحه المقدس وهم غير نادمين على خطاياهم وغير تائبين عنها فحينها سيثبتون فعلاً، ولكن للأسف في حالة الخطيئة التي يعيشونها إن سر القربان المقدس مُنح لحياتنا الأبدية، شرط الثبات والمحافظة على طهارتنا من الخطيئة وهناك سر آخر يغسلنا من أوساخ خطايانا التي نرتكبها يومياً: سر التوبة والإعتراف فلنغتسل أولاً، ثم نتقدم للتناول مبارك كل من له نصيب في الحياة الأبدية ومبارك هو الرب الذي منحنا هذه النعمة العظيمة التي لا تكفي حياتنا هنا على هذه الأرض لشكره عليها. آمين |
||||