19 - 09 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 6221 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسرار الكنيسة السبعة
سر مسحة المرضى - يقوم بممارسة السر كاهن مشرطن، ولو كان الأمر غير ذلك كان من الممكن أن يقوم به أي شخص عادي أو فرد من الأسرة بدلاً أن يذهبوا ويستدعوا شيوخ (قسوس) الكنيسة (يع14:5،15). إذاً الرسول حدد القسوس لممارسة السر. - ويسمى سر مسحة المرضى أو مسحة الزيت أو القنديل لأن القدماء كانوا يضعون الزيت في قنديل. ولأن المرض في بعض الأحيان يكون مرتبطاً بالخطية (يو14:5) "ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر". لهذا ففي كلام يعقوب الرسول نجد أن الشفاء من المرض وغفران الخطية مرتبطان. لذلك ينبغي الإعتراف والتوبة قبل هذا السر. ولكن هناك أمراض لا علاقة لها بالخطية وهذه تحتاج لعلاج طبي. والله يجب أن نلجأ إليه قبل أن نذهب للطبيب. ومادة السر هي الزيت - وهذا فعله الرسل (مر13:6). ويجب أن يكون الكاهن صائماً عندما يمارس السر هو والمريض. - وهناك فرق كبير بين القنديل وتبريك المنازل. فهناك صلاة مختلفة على ماء وليس زيتاً لتبريك المنازل. - ممنوع عمل سر مسحة المرضى بعد التناول، فالتناول هو كمال الأسرار وتمامها. - من الأخطاء الشائعة عمل القنديل وقت الصوم الكبير ولكن الكنيسة تمارس السر يوم جمعة ختام الصوم لكل شعبها. 1- فهي لن تمارس السر مع مريض في أسبوع الآلام، لذلك فالكنيسة تصلي للكل بنفس فكرة الجناز العام يوم أحد الشعانين. 2- صوم الأربعين هو صوم للتوبة، وقد يكون هناك تائبين أصابتهم أمراض بسبب خطاياهم وإذ تابوا تصلي لهم الكنيسة ليشفوا. - الكنيسة الكاثوليكية تمارس السر عند الوفاة وهذا خطأ لأن السر يستلزم التوبة والإعتراف فكيف يتوب ويعترف فاقد الوعي الذي إقترب من الموت. - سر مسحة المرضى غير موهبة الشفاء. فالموهبة تمارس بلا زيت. - كان السر يمارس في الكنيسة عن طريق 7 كهنة ورقم 7 رقم كامل (7كنائس في سفر الرؤيا) والسر يمارس عن طريق سبع صلوات يصلي كل منها كاهن. ويُمسح المريض بالزيت 7 أيام كاملة. وفي الصلاة يشعل كل كاهن فتيلة. والآن يُمارس السر بواسطة كاهن أو أكثر يوقدون هم الفتائل. والفتائل إشارة لعمل الروح القدس في السر. - السر يحتاج لكي يتم 1) توبة وإعتراف وإيمان المريض 2) صلوات الكاهن المشرطن السبعة. والصلوات تعزي المريض وأهله وتجعلهم يرفعوا قلوبهم لله في تسليم فمن ضمن الصلوات "إن أردت يا رب فإشفي المريض. وإن أردت أن تأخذه فليكن هذا بيد ملائكة نورانيين يحملون نفسه للسماء" "إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت" (رو8:14) |
||||
19 - 09 - 2014, 02:56 PM | رقم المشاركة : ( 6222 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طقس أسرار الكنيسة السبعة
هذا البحث كتبه نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين، ويتم تدريسه في الكلية الإكليريكية. سر مسحة المرضى مقدمة سر مسحة المرضى مرتبط إلى حد كبير بالتوبة والإعتراف لأن التوبة والإعتراف يشفى الإنسان روحياً وسر مسحة المرضى يشفيه نفسياً وجسدياً. هناك بعض الملاحظات عن سر مسحة المرضى: 1- سر مسحة المرضى يختلف عن موهبة الشفاء أو صنع معجزات الشفاء. * الموهبة ربنا يعطيها لأى إنسان أو لأى أحد ولكن السر للكهنوت فقط لايمارسه إلا الكاهن فقط والموهبة ممكن الشيطان يقلدها كنوع من الحرب لكن الشيطان لا يستطيع الإقتراب من السر. * ممكن الشيطان يشفى مرضى كمعجزة وفى سفر الرؤيا مذكور أنه سيحارب القديسين ويغلبهم. لا يغلبهم أى يوقعهم فى الخطية، وإلا كيف يكونوا قديسين! لكن يغلبهم أى يعمل معجزات أكثر منهم. لذلك ممكن للشيطان أن يعمل معجزات شفاء لكن السر لا يقلد. * السر عقيدة أرثوذكسية كعمل للإيمان (يعقوب 5: 14) الذى يخلط بين موهبة الشفاء والأسرار البروتستانت. البروتستانت لا يؤمنون بالسر لكن يؤمنوا بمعجزة الشفاء أو مواهب شفاء. 2- سر مسحة المرضى يشفى الأمراض الجسدية إنعكاساً للخطية لأن الأمراض الروحية غالباً ما ينتج عنها المرض الجسدى. هناك شواهد تؤكد أن الأمراض الجسدية إنعكاس للأمراض الروحية. (يشوع بن سيراخ 31: 23) (يشوع بن صيراخ 7 :30 32) "الشره يبلغ إلى المغص وكثيرين هلكوا من الشره أما القنوع فيزداد حياة" الشره مرض روحى والمغص مرض جسدى فالمرض الروحى يؤدى إلى المرض الجسدى. فهناك أمراض روحية تسبب أمراض جسدية لذلك سر مسحة المرضى يلزم له سر التوبة و الإعتراف. لكن الأمراض العادي لا تحتاج سر مسحة مرضى. لكن نحن نهتم بالأمراض التى سببها أمراض روحية. المهم نبدأ أولاً بالسر وسر مسحة المرضى لا يلغى الطب والدواء. المهم الواحد يلتجئ لربنا قبل الطب. ربنا أعطى الشفاء من غير طب حسناً، أما إذا إحتاج الأمر إلى طب لا مشكلة. فنحن لا نشك فى السر إذا الإنسان لم يشف بدون دواء. لكن الغرض من السر"أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بالزيت وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه" إحتاج أم لم يحتاج دواء سيان. ولذلك نازفة الدم لجأت للأطباء أولاً لم يشفوها عندما لمست هدب ثوب المسيح شفيت. وفى (أخبار الأيام الثانى 16: 12) مذكور عن آسا الملك ملك يهوذا لجأ للطب قبل أن يلجأ إلى الله فأماته الرب. مادة سر مسحة المرضى مادة السر هو الزيت. الزيت يحل فيه الروح القدس فيكسبه القدرة على الشفاء. ففى (مرقس 6: 13) "أخرجوا شياطين كثيرين ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" وفى مثل السامرى الصالح (لوقا 10) إستخدم خمر وزيت الخمر للتطهير والزيت للشفاء. الخمر رمز لدم المسيح الشفاء الروحى، والزيت لعمل الروح القدس الشفاء النفسى والجسدى. ولذلك مثل السامرى الصالح يرمز للسيد المسيح غريب الجنس أو وحيد الجنس الذى جاء إلينا لكى يقدم لنا الشفاء. الكاهن واللاوى لا يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً فالكهنوت القديم لم يستطع أن يشفى الإنسان لكن المسيح فقط هو الذى شفى. والزيت يشير إلى عمل النعمة ولذلك الشفاء دائماً هو الشفاء الكامل مقدمة الحياة مثلما المرض مرتبط بالموت الشفاء مرتبط بالحياة. الفرق بين صلاة تبريك المنازل وسر مسحة المرضى: سر مسحة المرضى فيه صوم ولازم يكون قبل التناول ولابد أن يكون فيه الزيت كمادة للشفاء. لكن تبريك المنازل بدون صوم وفى أى وقت سواء قبل أو بعد القداس والصلاة للبركة والمادة التى تستخدم المياة وليس الزيت فالمياه تبارك المكان لكن الزيت يمنح الشفاء. هناك فرق بين سر مسحة المرضة وصلاة أبو تربو، والاسم جاء من قديس أسمه تربو كان يشفى المريض من عضة الكلب. طقس سر مسحة المرضى الصلوة الأولى: يتكلم عن الملاك الذى يحرك الماء إن الشفاء يأتى من السماء والأواشى الصغار الثلاث مع قانون الإيمان وطلبة خاصة بالمريض. يقال فى هذه الطلبة وعود الله للشفاء وما تم فيه. الصلوة الثانية: نقول أوشية المسافرين والبولس (رومية 15 :1-7) والأنجيل (لوقا 19: 1- 10) عن تقديس البيت. اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت. وهذا هو الأنجيل الذى يقرأ فى تبريك المنازل لذلك أحياناً يجمعوا بين الإثنين لكن هذا خط. ليتنا لا نخلط بين سر مسحة المرضى وبين تبريك المنازل. وطلبة تشجيعية للمريض. البولس (روميا 15) يتكلم عن الإحتمال والمحبة. لكى إذا أتعب المريض من حوله يتعلموا كيف يحتملوا من أجله. نقول الأواشى السبع الكبار. لماذا نقول الأواشى السبع الكبار كلهم؟ نحن نصلى من أجل مريض لماذا نقول أوشية مسافرين ولماذا نصلى من أجل الطبيعة ورئيس البلاد والراقدين والقرابين والموعوظين لماذا؟ 1- لأن الأسرة أكيد بها ناس مسافرين، بها ناس منتقلين وسوف يقدمون قرابين فيهم ناس فى مستوى الموعوظين فالكنيسة فيما تصلى من أجل المريض تصلى من أجل الأسرة كلها لكى يستفيد من الصلاة كل الأسرة. 2- لكى تشعر المريض والأسرة بوجود ربنا فى المكان لذلك تطلب للمحتاجين من كل نوع علامة وجود الله وحلوله. الصلوة الثالثة: أوشية الطبيعة (الزروع، الأهوية، المياه) البولس (1كو 12: 8) يتكلم عن مواهب الروح القدس. الإنجيل (مت 10: 1 8) يتكلم عن سلطان الكنيسة فى الشفاء المعطى للكهنوت. ثم طلبة من أجل التحصين، تحصين المريض ضد اليأس وتحصين أهل المريض بالأحساس بالظلم والتعب. الصلوة الرابعة: أوشية الملك الأرثوذكسى أو الرئيس أى حاكم البلاد. البولس (روميا 8: 14 20) عن الإحتمال الإنجيل (لو 10) نفس السلطان الممنوح للكنيسة. الطلبة من أجل الراحة من ألام الجسد. الصلوة الخامسة: أوشية الراقدين البولس (غلاطية 2: 16 20) وهنا نتكلم عن المسيح المصلوب أو ما يعرف بشركة ألام المسيح. المريض الشاكر تحسب ألامه شركة فى ألام المسيح. لذلك المريض الشاكر الذى يقضى فترة المرض بشكر يحسب مع الشهداء كما قال الأباء. الإنجيل (يوحنا 14: 1 19) يتكلم عن المكان الأبدى. والطلبة أن يتمجد الله وسط كنيسته بإقامة هذا المريض. هناك ملحوظة أن بعض الناس يعتقدوا أن سر مسحة المرضى لا يصلى إلا فى الصوم الكبير فقط وهذا خطأ فسر مسحة المرضى يصلى فى أى وقت من السنة. هناك بدعة كاثوليكية ظهرت فى القرون الوسطى مؤدى هذه البدعة تأخير سر مسحة المرضى إلى ما قبل الوفاة. الكاهن يذهب فى حالة ما إذا فشل الطب والعلاج ويكون المريض على وشك الموت. هنا يكون الكاهن نذير الموت. وتنفر الناس من سر مسحة المرضى وهذا عكس منطق الإنجيل. منطق الإنجيل يقول الإنسان يلجأ أولاً لربنا "أمريض احد بينكم فليدع قسوس الكنيسة" قبل أن يدعو الطبيب. مفروض الله أولا! المنطق الروحى أن الإنسان يلجئ لله أولاً. الزيت بالنسبة لسر مسحة المرضى Xهناك عدة أنواع من الزيوت فى الكنيسة أول زيت وأهمهم زيت الميرون "زيت المسحة المقدسة" هذا الذى نأخذ به حلول الروح القدس وسكناه فين. النوع الثانى زيت الغاليلاون أو زيت الفرح الذى يدهن به الذى سيعمد بعد جحد الشيطان فيأخذ زيت الغاليلاون تعبير عن الفرح بالخروج من مملكة الشيطان. ويسكبه الكاهن على الماء بعد قداس المعمودية. ثالث نوع زيت الأبوغلامسيس وهو الزيت الذى نضعه اثناء قراءة سفر الرؤيا فى ليلة الأبوغلمسيس. وهذا الزيت ممكن ينفع لسر الزيجة باعتبار سفر الرؤيا يكلمنا عن العرس السماوى، فهو أنسب زيت لسر الزيجة. وزيت مسحة المرضى، والزيت العادى وهو الزيت الساذج. أى لم يضاف إليه أى شيئ زيت طبيعى. هذه أنواع الزيوت الموجوده فى الكنيسة. زيت الزيتون هو المستعمل لأن زيت الزيتون يشير للحياة الأبدية ويشير إلى السلام وإلى النصرة. له معانى روحية لذلك زيت الميرون مادته هى زيت زيتون. Xماذا عن الصور التى تنزل زيت؟ أحياناً الشيطان يدخل فى هذا الموضوع لذلك لابد من ذهاب هذه الصورة للهيكل إذا كان من الشيطان تقف فوراً. إذا إستمرت تنزل زيت رغم دخولها الهيكل فيكون من الله تعزية، أما إذا وقف فيكون من الشيطان. لو صورة مدشنة ونزلت زيت فيكون من ربنا، فالشيطان لا يستطيع أن يقترب من صورة مدشنة. والشيطان غرضه عمل تشويش على عمل ربنا. سر مسحة المرضى لا يمارس إلا مع المؤمنين المعمدين المدهونين بالميرون فقط. Xهل زيت أبو غلامسيس هذا إسم الزيت؟ فى سر مسحة المرضى نلاحظ الصلاة وكلمة الله كل شيئ يتقدس بالصلاة وكلمة الله ولذلك نقول السبع أواشى الكبار ونقول القراءات من البولس ومن المزامير والإنجيل. أنواع الأواشى الموجودة فى الكنيسة: 5 أنواع: 3 أواشى صغار 3 أواشى كبار 5 أواشى صغار 7 أواشى صغار 7 أواشى كبار. الثلاث أواشى الصغار: اوشية السلام - أوشية الآباء - أوشية الاجتماعات. وهؤلاء نقولهم حول المذبح فى دورة البخور. هم نفسهم الكبار لكن الصلوة كبيرة نقولها بعد الإنجيل فى القداس. "أذكر يارب سلام كنيستك الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية هذه الكائنة من أقاصى المسكونة إلى أقاصيها. كل الشعوب وكل القطعان باركهم السلام الذى من السموات أنزله على قلوبنا بل وسلام هذا العمر أنعم به علينا إنعاماً". الخمس أواشى الصغار نقولهم بعد الإنجيل فى رفع بخور عشية وباكر. (اوشية السلام- أوشية الآباء - خلاص الموضع - أوشية الطبيعة- أوشية الاجتماعات). السبع الأواشى الصغار نقولهم فى القداس الإلهي بعد التقديس "القداس الباسيلى" (اوشية السلامة - أوشية الآباء - القمامصة والقسوس - كل الخدام - خلاص الموضع - أوشية الطبيعة - أوشية القرابين). السبع أواشى الكبار: أوشية المرضى - أوشية المسافرين - أوشية الطبيعة - أوشية الراقدين - أوشية القرابين - أوشية الموعوظين: هؤلاء الذى نقولهم فى القرابين وصلاة اللقان وتدشين المعمودية. يستخدموا فى أكثر من شيئ. عندما يبدأ الكاهن يحضر طبق ويضع فيه كمية زيت مناسبة ويضع الفتايل قطنة على شكل فتيلة سبع فتايل ويضعهم على شكل صليب. الفتيلة تشير إلى نور المسيح العامل فى الكهنوت والزيت يشير إلى عمل الروح القدس. والزيت المستخدم هو زيت الزيتون لأن شجرة الزيتون دائمة الحياة. وورق شجرة الزيتون طول السنة أخضر لا يقع أبداً دائمة الخضرة والنضارة. وحتى الفتايل على شكل صليب والدهن بالزيت على شكل صليب لأن كل عطية صالحة هى من خلال الصليب. ندهن الشخص فى الجبهة أى فى مراكز المخ، ثم فى الرقبة مدخل الحياة، ثم اليد اليسرى فاليد اليمنى إشارة إلى تقديس العمل. نصلى السبع صلوات الصلاة الاولى والسابعة البداية والنهاية مختلفة عن بقية الصلوات بها طلبات كثيرة. لكن الصلوات من 2:6 لها نفس الترتيب. (أوشية ثم لحن تين أوأوشت، البولس، أجيوس، أوشية الإنجيل، المزمور والإنجيل وبعد ذلك الطلبة). الصلوة الأولى: يضيئ الكاهن الفتيلة ثم يصلى صلاة الشكر ويقول مع الواقفين جميعاً المزمور الخمسين. وهذا يوضح أن التوبة هى بداية كل عطية صالحة. لابد من التوبة. بعد ذلك يقول أوشية المرضى، ثم مجموعتان من الطلبات، ثم صلاة سرية للزيت، ثم لحن تين أو أوشت ثم قراءة جزء من رسالة يعقوب التى تأسس فيها السر"أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة ويدهنوه بالزيت صلاة الإيمان تشفى المريض" ويكون على إحتمال المشقات والصبر بعد ذلك الثلاث تقديسات ثم أوشية الإنجيل ثم المزمور والإنجيل وهو من (يوحنا: 5). واجبات الكاهن نحو سر مسحة المرضى Xالصلاة السادسة، أوشية القرابين، البولس (كولوسى 3: 12 17) يتكلم عن أحشاء الرأفة والرحمة والإنجيل (لوقا 7: 36 50) يتكلم عن المرأة الخاطئة والمقصود الشفاء الروحى والمغفرة. الصلاة السابعة طويلة نقول أوشية الموعوظين، البولس (أفسس 6: 10 18) يتكلم عن الحروب الروحية. الإنجيل (مت 6) يتكلم عن الخفاء فى الصوم كأسلوب العبادة فلا نكون كالمرائيين و3 طلبات و3 طلبات أخرين. ثم فلنسبح مع الملائكة. وثلاث تقديسات قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحى الذى لا يموت. وبدء قانون الإيمان نعظمك المقدمة، وبالحقيقة نؤمن، كيرليسون 41 مرة، قدوس، والثلاث تحاليل. السبع صلوات يمثلون قداس الشفاء عن طريق الزيت. Xهناك خمس واجبات على الكاهن مفروض يعملهم تجاه هذا السر: 1- التوعية بأهمية هذا السر: أن هذا السر مهم لابد من ممارسته قبل الذهاب إلى الطبيب. 2- الناحية الرعوية: إهتمام الكاهن بالمريض أبوة روحية لطيفة يفرح بها الإنسان جداً. 3- الناحية التعليمية: لاحظنا أننا نقول أجزاء من الرسائل والإنجيل لأجل الناحية التعليمية. نتعلم الصبر والإحتمال والمحبة. الفكر الروحى. 4- المجانية: الأسرار لا تباع ولا تشترى. 5- إعترافات المريض: مهمة جداً جداً قبل سر مسحة المرضى |
||||
19 - 09 - 2014, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 6223 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
1) مقدمة سر مسحة المرضى هو سر مقدس من أسرار الكنيسة السبعة به ينال المريض المؤمن شفاه الأمراض النفسية والجسدية، اذ يمسحه الكاهن بزيت مقدس ويستمد له نعمة الشفاء من الله. ويسمى سر القنديل لأن المسيحيين الوائل كانوا يضعون الزيت فى قنديل يخرج منه سبعة قناديل تضاء كل واحدة منها فى أول كل صلاة، وما زالت هذه العادة جارية ولكنهم يستبدلون القنديل بطبق زيت وبه سبعة قناديل من القطن تضاء واحدة فى بداية كل الصلاة من صلوات القنديل السبع، وهذا العدد الكامل يشير الى سبعة أرواح الله المذكورة فى سفر الرؤيا (رؤ 3: 1)، لأن روح الله يحل ويقدس الزيت لشفاء الذين يدهنون به ويستحسن أن تكون القناديل السبع موضوعة على شكل صليب. أسس السيد المسيح له المجد هذا السر عندما قال لتلاميذة "اشفوا مرضى طهروا برصا..." (مت 10: 8). وقوله "وأية مدينة دخلتموها وقبلوكم... فاشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب منكم ملكوت السموات" (لو 10: 8، 9). لأن الرب يسوع جاء لكى تكون لنا حياة ويكون لنا أفضل (يو 10: 10). فشفى المرضى وأقام السقماء، وفتح أعين العميان طهر البرص، أقام المقعدين والمشلولين بعد أن خلصهم من العلة الاساسية للمرض وهى الخطية، "كان يسوع يجول يصنع خيرا ويشفى جميع المتسلط عليهم ابليس" (أع 10: 38). لأنه هو الذى تنبأ عنه ملاخى النبى قائلا: "ولكم أيها المتقون إسمى تشرق شمس البر والشفاء فى اجنحتها" (مل 4: 2). وقد مارسه الاباء الرسل بناء على أوامر سيدهم، فيقول الكتاب "فخرجوا وصاروا يكرزون (للناس) أن يتوبوا، وأخرجوا شياطين كثيرة ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" (مر 6: 12، 13). نصح معلمنا الرسول المؤمنين بممارسة هذا السر عند مرضهم طلبا للشفاء من الله الذى يقول: "أنى أنا هو الرب شافيك" (خر 15: 26) وقول المرنم شاكرا الرب قائلا "باركى يا نفسى الرب... الذى يشفى كل أمراضك الذى يفدى من الحفرة حياتك" |
||||
19 - 09 - 2014, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 6224 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر المسحة المقدسة
مقدمة: سر المعمودية هو الباب إلى نوال العطايا الأخرى المانحة للنعمة: كما رأينا من كلمات المسيح - له المجد - والرسل وآباء الكنيسة وصلوات طقس المعمودية، فإن المعمودية ليست فقط تطهيراً وغسلاً لأدناس النفس، ولِبْس الخليقة الجديدة في المسيح يسوع، وغير ذلك من النِّعَم؛ لكنها في الوقت نفسه هي بداية العطايا الإلهية التي توصِّل الحياة الجديدة للإنسان. فالطريق الآن مفتوحٌ للإنسان المُعمَّد للسير في الحياة الجديدة ولنوال عطايا الله من أجل النمو الروحي المعتمد على حرية إرادة الإنسان. ولكن من حيث إن الغوايات قادرة أن تجد منفذاً وترحيباً من الإنسان بسبب أننا ما زلنا نحمل اللحم والدم اللذين ينزعان إلى الخطية؛ لذلك فالكمال الروحي لا يمكن بلوغه بدون الجهاد. هذا الجهاد الروحي الباطني محتاجٌ إلى معونة الروح القدس من خلال حياة الكنيسة المليئة بالنعمة. لذلك فالكنيسة المقدسة تُقدِّم المعونة المفعمة بالنعمة إلى المُعمَّدين حديثاً في سرِّ المسحة المقدسة. عمل الروح القدس في كلٍّ من سرِّ المعمودية وسرِّ المسحة المقدسة: إن سر المسحة المقدسة يُجرَى للمُعمَّد حديثاً مباشرة بعد صعوده من الماء، خليقةً جديدةً، وهيكلاً للروح القدس، وابناً مولوداً لله من الماء والروح. والروح القدس عامل أساسي في كِلاَ السرَّين(1): في الأول: يلد الإنسان لله؛ وفي الثاني: يحلُّ على المُعمَّد ليملأه. في الأول: يشترك المُعمَّد في الجسد السرِّي للمسيح؛ وفي الثاني: يشترك الممسوح بزيت المسحة المقدسة، في مسحة المسيح على الأردن. في الأول: الروح القدس هو واسطة الاتحاد بالتطهير؛ وفي الثاني: هو واسطة الاتحاد بالتقديس، ومَنْح المواهب الروحية للنمو. حلول الروح القدس في سرِّ المسحة: وبحسب تعليم القديس كيرلس الأورشليمي (مُخاطباً الموعوظين المُهيَّئين للمعمودية): [فكما لمع الروح القدس واستقرَّ على الرب؛ هكذا بعد أن تخرجوا من جرن المياه المقدسة، تُعطَى لكم المسحة كاشتراك للمسحة التي مُسِحَ بها الرب، وما هي المسحة إلاَّ الروح القدس](2). أي أن الروح القدس بواسطة رشم الزيت المقدس يجعلنا شركاء في مسحة المسيح في معموديته في نهر الأردن، أو بالحري يجعل المسيح الممسوح بالروح القدس حيّاً وعاملاً فينا(3). رموز وتشبيهات لسرِّ المسحة المقدسة: 1. في عماد المسيح: الروح القدس ظهر في عماد المسيح بهيئة حمامة، وهي في الرمز الإنجيلي تُشير إلى رسالة الحياة الجديدة، كما حملتها حمامة الفُلك أيام الطوفان حينما جاءت بغصن الزيتون في فمها بعد انتهاء الطوفان، علامة على ظهور الحياة الجديدة على الأرض. والحمامة التي استقرت على المسيح كانت إشارة إلى انتهاء عهد الموت، موت طوفان الروح وبدء حياة جديدة بالروح القدس. وفي هذا المعنى يقول القديس أفرآم السرياني: [إن سفينة نوح كانت تُبشِّر بمجيء المزمع أن يسوس الكنيسة في المياه، وأن يرجع أعضاؤها إلى الحرية باسم الثالوث الأقدس. وأما الحمامة، فكانت تـرمز إلى الروح القدس المزمع أن يصنع مسحة هي سر الخلاص](4). 2. أوراق الزيتون التي حملتها الحمامة لنوح: الميرون الذي تستخدمه الكنيسة هو زيت شجرة الزيتون. وأوراق الزيتون التي حملتها حمامة الفُلك علامة على بدء الحياة الجديدة على الأرض، استخرجت الكنيسة من ثمرتها زيت المسحة وهيَّأته للحمامة غير المنظورة، أي الروح القدس، لكي يُعطَى به حياة جديدة بالروح. 3. كلمة ?المسحة?: تُشير كلمة ?المسحة? إشارة لفظية وعملية لكلمة ?المسيح?. الآب مسح ابنه بالروح القدس بعد العماد؛ كذلك يعمل الروح القدس في سرِّ المسحة. إنه يُشركنا في مسحة المسيح. وفي هذا المعنى يتكلَّم القديس كيرلس الأورشليمي: [قد صرتم ?مُسَحَاء? (جمع ?مسيح? أو ?ممسوح?)، إذ قبلتم الروح القدس]. [الجسم يُدهَن بالميرون الظاهر، ولكن النفس تتقدَّس معه بالروح القدس المُحيي](5). 4. الختم: ختم الروح القدس: والختم كان يعني علامة تُصنع على الجبهة، إما للعبيد الخصوصيين، أو للجنود التابعين. وقد استخدم القديس بولس هذا الرمز لتشبيه نفسه: «بولس عبد ليسوع المسيح» (رو 1: 1)، و «قد حُسِبنا مثل غنم للذبح» (رو 8: 36)، و«اشترك أنت في احتمال المشقَّات كجندي صالح ليسوع المسيح» (2تي 2: 3). لذلك، كان القديس بولس يقول: «إني حاملٌ في جسدي سِمَات الرب يسوع» (غل 6: 17)، أي ختم يسوع المسيح، كغنمة للذبح، أو كجندي تابع ليسوع المسيح، أو كعبد مُشتَرَى ليسوع المسيح. أما نحن فماذا يا تُرَى تكون صورة المسيح المطبوعة علينا نتيجة ختم الروح القدس الذي خُتمنا به في سر المسحة المقدسة؟ فحينما يختمنا الروح القدس بصورة المسيح في سر المسحة المقدسة، نصير أحد ثلاثة: إما عبداً خاضعاً ليسوع المسيح يقوده في موكب نُصرته؛ أو جندياً صالحاً يُجاهد الجهاد الحسن؛ أو غنمة مُستضعفة محفوظة ليوم الصليب. وفي مقال مستقل عن طقس سر المسحة، سنتكلَّم عن قوة الختم في أجسادنا وأرواحنا حسب طقس المسحة المقدسة. 5. ختانة الأعضاء، كما حدث في ?الجلجال? في العهد القديم: حينما عَبَرَ يشوع الأردن مع بني إسرائيل، تلقَّوْا أمراً إلهياً بعدم التحرُّك والتزام حدود ?الجلجال? بجوار ضفة نهر الأردن الغربية إلى أن يختتنوا جميعاً (الذكور فقط) في لحم غُرلتهم: «وصعد الشعب من الأردن في اليوم العاشر من الشهر الأول، وَحَلُّوا في الجلجال في تخم أريحا الشرقي. في ذلك الوقت قال الرب ليشوع: اصنع لنفسك سكاكين من صوَّان، وعُدْ فاختنْ بني إسرائيل» (يش 4: 19؛ 5: 2). هكذا بعدما ?اعتمد? بنو إسرائيل في الأردن (بعبورهم نهر الأردن)، التزموا بالختان مباشرة إعداداً للدخول بهم إلى كنعان أرض فلسطين، أرض الموعد!! وكل مَن وُجِدَ غير مختون لا يصير من عداد الشعب ولا يكون له نصيب في كنعان. وهكذا كان عبور نهر الأردن تعبيراً عن المعمودية دائماً، وعبوره يرمز إلى اجتياز الموت الذي جازه الرب قديماً بتابوت العهد ثم حديثاً بدفن جسده في القبر. ثم كان الختان في الجلجال بعد عبور الأردن مباشرة، وكان الختان في لحم الغرلة رمزاً للختان الروحي في القلب الذي يُجيز لحامله الدخول إلى الراحة الأبدية وحق الامتلاك والميراث مع المسيح له المجد. كما يُعبِّر القديس بولس عن هذه المشابهة هكذا: «ولا الختان الذي في الظاهر في اللحم (ليس هو) ختاناً... بل ختان القلب بالروح لا بالكتاب (أي بالناموس) هو الختان، الذي مَدْحه ليس من الناس بل من الله» (رو 2: 29،28). فختان الأعضاء في اللحم كان هو الرمز؛ أما الختان الحقيقي الذي طلبه الله وعمله المسيح بالروح القدس فكان هو الختان الحقيقي. وكلمة ?الختم? كانت مرادفة لكلمة ?الختان? الذي أول مَن عمله كان إبراهيم كعلامة أو شهادة دائمة على إيمان إبراهيم بالله: «وأخذ (إبراهيم) علامة الختان ختماً (أي تصديقاً) لبرِّ الإيمان» (رو 4: 11). - إن معموديتنا، إذن، هي شهادة إيماننا. لذلك صارت المسحة بالميرون المقدس بعد المعمودية عبارة عن ختم سرِّي بالروح القدس، أو ختاناً روحياً في القلب، كعلامة أبدية غير منظورة على أننا قد «تبرَّرنا بالإيمان» (رو 5: 1). - هذا الختم نأخذه الآن في هذا الدهر عربوناً لميراثنا في الحياة الأبدية: «الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا» (2كو 1: 22). وهذا الختم عينه سيظل محفوظاً لنا إلى اليوم الأخير حسب قول الرسول بولس: «لا تُحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء» (أف 4: 30). فهذا الختم سيظل هو العلامة التي تُميِّز أولاد الله الوارثين مع المسيح، ليُحفَظوا من الضربات الأخيرة على الأرض: «وقيل له أن لا يَضُرَّ عُشب الأرض ولا شيئاً أخضرَ ولا شجرةً ما إلاَّ الناس فقط الذين ليس لهم ختم الله على جباههم (الروح القدس)» (رؤ 9: 4) |
||||
19 - 09 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 6225 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى الأب منير سقّال مقدمـة مسحة المرضى عمل سري تقوم به الكنسية في شخص وتجاه شخص المريض . عمل فيه تظهر الكنيسة بواسطة الرجاء الأخروي وكأنها تنتصر على الموت وعلى ظلامه وعلى قبضته . وهذا السر هو مكمّل لسر التوبة أو المصالحة ، مع هذا الفرق ، إن سر التوبة يُمنح للشفاء الروحي ، أي لمغفرة الخطايا . فهو يعالج الأمراض الروحية ، أي علل النفس ، وجميع الخطأة التائبين يمكنهم أن يحصلوا على هذا السر في أي وقت شاؤوا . وأما مسحة المرضى فهي مخصصة للمرضى لمعالجة عللهم الجسدية والروحية معاً . هو سر يمسح به الكاهن بزيت مقدس جسد المريض ، مستمداً له بصلوات الكنيسة النعمة الإلهية لشفاء أمراضه الروحانية والجسدانية ، حسب هذه الآية الشهيرة للقديس يعقوب : " هل فيكم من مريض فليدع كهنة الكنيسة وليصلوا عليه ويمسحوه بالزيت باسم الرب ، فإن صلاة الإيمان تخلص المريض والرب ينهضه ، وإن كان قد ارتكب خطايا تغفر له " ( 5/14 ) . واضع السر واضح أن المسيح نفسه لم يكن يلجأ إلى الدهن بالزيت ليشفي من به مرض جسدي أو روحي . لماذا ؟ لأنه هو المسيح هو الممسوح الإلهي ، هو " الزيت المقدس " ? إن جاز القول ? الذي ينفذ إلى من يُعمد أو يُثبت أو يُسام كاهناً أو يُغفر له أو يُشفى من مرض . كان يكفيه أن يَلمس أو يُلمس أو ينطق بكلمة ليتم الشفاء . المسيح لم يمسح بالزيت ولكنه وافق عليه ، إن لم يكن أوصى به ، لما أرسل الاثني عشر قائلاً : " اشفوا المرضى ، أقيموا الموتى ، ? فمضوا وكرزوا بالتوبة ، وأخرجوا الشياطين ، ودهنوا بالزيت المرضى فشفوهم " ( متى 10/8 ، مر 6/12 ? 13 ) . ولما كان السر الكنسي اشتراكاً في موت وقيامة المسيح ، فإن المسحة تُشرك المريض في انتصار المسيح على الخطيئة والموت ، إما بنعمة الشفاء ، وإما بنعمة القوة لمجابهة الموت . الخطيئة ، الموت والمرض بين الشفاء والغفران ارتباط ، فهل يكون بين المرض والخطيئة ارتباطاً أيضاً ؟ الواضح أن هناك ارتباطاً بين الخطيئة والموت : " بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم ، وبالخطيئة الموت ، هكذا اجتاز الموت إلى الناس ، لأن جميعهم قد خطئوا " ( روم 5/12 ) . ولكن لما كان المرض مدخلاً إلى الموت ، قريباً أو بعيداً ، ففي وسعنا القول أن هناك ارتباطاً أيضاً بين المرض والخطيئة ، لا من حيث أن المريض قد أهان الله شخصياً بل من حيث أن المرض ، كالموت ، لا يبتلي البشر إلا بسبب وضع البشرية الخاطئ . لذا نرى يسوع المسيح الآتي ليقضي على الموت ينبري فيعالج سبب الموت ? الخطيئة ? بالغفران ، كما ويعالج مظاهر الموت ? المرض ? بالشفاء ، إلى أن يأتي ، بموته وقيامته ، على الخطيئة نفسها والموت عاقبتها . بالخطيئة الموت ، وللموت المرض والعاهات . إذ بالاثنين يكسر طوقهما بقدرة المسيح ، إلى اليوم الذي فيه ، بفضل قيامته ، يقضي على الموت نفسه ، فيتم الشفاء النهائي من كل خطيئة ومرض وكل عاهة وكل موت . قابل السر من يشعرون بأن المرض يلازمهم بشكل خطير ، ومن يقدمون على عملية جراحية خطيرة ، ومن تتضاءل فيهم الصحة والقوى بسبب الشيخوخة ، ومن يعلمون إنه ما من قدرة بشرية تستطيع بعد شيئاً لإنقاذهم ، إن كانوا يؤمنون بأن الله يكترث بهم ، وإن كانوا يقبلون بأن يلتفتوا إليه في شدتهم ، ويحاولون الاتكال عليه ، فإن الكنيسة ? باسم الرب يسوع ? تعرض عليهم مسحة المرضى . ويقول المجمع الفاتيكاني : إن مسحة المرضى ليست فقط للذين يكونون في خطر الموت الشديد . وبالتالي ، فإن الوقت المناسب لقبولها هو حقاً عندما يبدأ المؤمن بالدخول في خطر الموت ، بسبب الضعف الجسدي أو الشيخوخة . رسالة القديس يعقوب لدينا في هذه الرسالة ، الدستور الإلهي لسر مسحة المرضى : " هل فيكم مريض ؟ ليستدع شيوخ الكنيسة ليصلوا عليه ويدهنوه بالزيت باسم الرب . فالصلاة مع الإيمان تخلص المريض والرب يعافيه . وإن كان ارتكب خطيئة، غفرها له . ليعترف بعضكم لبعض بخطاياه وليصل بعضكم لأجل بعض حتى تنالوا الشفاء " ( 5/14 ? 15 . لا يقول القديس يعقوب " منازع " بل الذي لم يعد في وسعه أن يمشي ، يتوقف ، يسمر في غرفته ، فالجماعة تأتي إليه ، تأتي الكنيسة إليه في شخص كهنته ، يسوع يأتي إليه . هو بأمس الحاجة إلى الكنيسة ، إنه بحاجة إلى الرب ، عبر جماعة الخلاص " ليستدع " ، إنها نصيحة ، لا أمر ، ليس هذا السر إلزامياً . على المريض أن يطلبه ، وهذا يفترض أن يكون واعياً منتبهاً ، وإنه يرغب في السر . " الشيوخ " هم المسؤولين في الكنيسة أو ممثلوها ، خدمتها ، الجميع مع الأهل والأصدقاء ، كانوا يقيمون في البيت ، ليتورجيا بيتية احتفالية . يصلون عليه ويمسحوه بالزيت باسم الرب ، فالسر يكمن في هذه الحركة الرمزية . صلاة الإيمان ، هي إيمان الكنيسة والكهنة وكل الحاضرين وبالأخص هو إيمان المريض : إيمانه العادي وإيمانه اليوم . وبهذه الصلاة يخلص المريض ، إما بشفائه وإما خلاصه الأبدي الذي لا يتضمن حتماً الشفاء . " فيقيمه الله " ، يوقفه على رجليه ، وإن كانت ساعة انتقاله قد أتت ، فالمسحة تتطبعه للقيامة الأخيرة . " غفرت خطاياه " ، الشفاء والغفران متلازمان كما أن المرض والخطيئة متلازمان فالصلاة والمسحة يحملان الخلاص في العمق : للجسد والروح ، للزمان وللأبدية . يتكلم نصّ يعقوب على سر الخلاص كله ، هذا الخلاص الذي يحمله للمريض . إن كان المرض شراً بالنسبة إلى الإنسان كله وتبياناً للشر الروحي ( الخطيئة ) ، فدواء المسحة هو للإنسان كله يحمل له الخلاص ، خلاص النعمة الذي يتم بحسب العلامة المؤقتة ، علامة الشفاء أو الخلاص في المجد ، بالدخول في عالم القيامة . مفاعيل مسحة المرضى نستخلص من هذه الأقوال ومن غيرها ، مفاعيل سر مسحة المرضى كما يلي : - التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية ، بقدر ما يكون ذلك لخير المريض الحقيقي ، وبحسب التقدير الإلهي . - غفران الخطايا ، حتى لو كان المريض في حال اللاوعي ، على أن يكون قد أظهر استعداده في وعيه . - الرجاء بالقيامة التي استحقها لنا المسيح ، والتي وطّد فينا رجاءها ، لما " أنهض " مخلع كفرناحوم ، وابن الأرملة ? هذا الرجاء هو الدواء الحقيقي ، أتعافى المريض أم لا . - الاقتداء بالمسيح والاشتراك في آلامه ، فإن العذاب ، بحد ذاته ، لا قيمة له للخلاص ما لم يأخذه المسيح عليه، ويشركه في موته وقيامته . " إني أتم في جسدي ما ينقص من مضايق المسيح ، لأجل جسده الذي هو الكنيسة " (كو 1/24 ) . - الإيمان بأن العذاب سوف يكون لنا ، كما للمسيح ، طريقاً إلى المجد الأبدي . - نعمة الروح القدس التي تقود الإنسان بكامله إلى الخلاص ، وتشجعه على الثقة بالله ، وتقويه ضد تجارب الشرير ، وضد القلق أمام الموت . - تأجيل الموت إلى الساعة التي يحددها الرب ، وتسهيل الموت ، إذ أن المسيح أتى ليشفينا من مرضنا الأساسي: الخوف والقلق أمام المجهول والاختفاء ، أتى المسيح ليضفي على موتنا طابع باكورة القيامة . - وبما أن الزيت يستعمل أيضاً للتكريس ، يسعنا القول أم أن المسحة تكرّس المريض للمسيح من حيث أن مرضه يندرج في انتصار المسيح على المرض والموت ، فيستمد منه المريض القوة اللازمة لتقبل مرضه ، وموته عند الاقتضاء ، كعاملي تقديم نحو القيامة مع المسيح وملء تحقيق الإيمان . ( دستور رسولي في سر المسحة ، أصدره البابا بولس السادس ، في 30/11/1972 المقدمة رقم 8 ? 15 ) خاتمـــة حبذا لو يُعاد للمرضى " سرهم " وأن يُنزع عنه اللافتة " خطر الموت " التي تجعل من لقاء المريض بالكاهن صدمة نفسية ? فهذا السر ، كسائر الأسرار هو أولاً سر الإيمان ، سر إيماني ، وهو أيضاً احتفال جماعي ، يحث على تجمع أخوي للعائلة البشرية والمسيحية حول أحد أعضائها المتألمين . جماعة الأرض وجماعة السماء : هذه هي كلمة هذا السر الأخيرة ، كما في سائر الأسرار : " بمسحة المرضى المقدسة وبصلاة الكهنة ، هي الكنيسة جمعاء ، تكل المرضى إلى الرب المتألم والممجد لكي يساعدهم ويخلصهم . وبالإضافة تحثهم على أن يشتركوا أحراراً بآلام السيد المسيح وموته لكي يساهموا في خير الشعب " ( المجمع الفاتيكاني الثاني ) ، الكنيسة بأسرها هي للمرضى والمرضى للكنيسة بأسرها ، في المسيح المتألم والقائم من الموت |
||||
19 - 09 - 2014, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 6226 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
طقس السر (الفتيل السادس) يقول الكاهن: أليسون ايماس... ابانا الذى.... يقول الكاهن أوشية القرابين. يقال البولس من رسالة كولوسى 3: 12 ? 17. يحثنا الرسول على التحلى بالفضائل: رحمة. رأفة. صلاح. تواضع. وداعة. طول روح. احتمال. تسامح. محبة. سلام. شكر. تسبيح، فضائل عظيمة يريدنا الرسول أن نفتنيها فتصبح قديسين وبلا لوم. تقال الثلاثة تقديسات وأوشية الانجيل. يقول أحد الحاضرين المزمور والانجيل. المزمور 4: 1 "اذ صرخت سمعتنى يا اله برى. وفى الشدة فرجت عنى. تراءف على يا الله واسمع صلاتى". المريض المتألم يصرخ الى الله طالبا الشفاء فيسمعه الله ويفرج كربته وضيقته ويتراءف عليه ويسمع صلاته "سمعت صلاتك رأيت دموعك. هاأنذا أشفيك" (2 مل 20). الانجيل من لوقا 7: 36 ? 50: قصة المرأة الخاطئة التى تابت وبلت قدمى المسيح بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها فغفر لها المسيح خطاياها وأعطاها السلام والفرح بدل الحزن والقلق الذى تسببه الخطية. يقدم هذا الانجيل نموذجا حيا للتوبة الحقيقية حتى يتعلم منه المريض ويقدم توبة حية نقية قوية فينال غفران خطاياه وسلاما لنفسه وروحه وبالتالى شفاه لجسده. فالتوبة هى أم الحياة كما يقول القديسون. يقول الكاهن الطلبة: ".... أذكر عبدك (فلان) برحمتك الكثيرة. تعهده بخلاصك. أنزع عنه كل مرض أنعم به على كنيستك (التى حرم منها بسبب مرضه) معافى النفس والجسد والروح أنهضه من رقاد مرضه لينطق بمجدك ويشهد بمحبتك وعنايتك" |
||||
19 - 09 - 2014, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 6227 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر مسحة المرضى
طقس السر (الفتيلة السابعة والأخيرة) توقد الفتيلة السابعة والأخيرة: يقول الكاهن: أليسون ايماس... ابانا الذى.... يقول الكاهن أوشية الموعظين. يقول أحد الحاضرين البولس من أفسس 6: 10 ? 18. "أخيرا يا اخواتى تقوا فى الرب وفى شدة قوته..... "يجب أن يتشدد المريض بالرجاء ولا يضعف أمام المرض لئلا تثقل وطاته عليه. الامل فى الشفاء نصف العلاج. "..... أنهضوا وقوموا على أرجلكم متشددين. "البسوا سلاح الله الكامل، لكى تقدروا أن تحاربوا ابليس خصمكم الذى يجول ملتمسا من يبتلعه ويرميه فى اليأس وصغر النفس. "صلوا كل حين بالروح حتى تستجاب صلواتكم وتنالون الشفاء الروحانى والجسدانى أيضا". تقال الثلاثة تقديسات ويقول الكاهن أوشية الانجيل بالشورية. يقول أحد الحاضرين المزمور والانجيل: المزمور 24: 17، 18. "انظر الى تواضعى وتعبى وأغفر لى جميع خطاياى. أحفظ نفسى ولا تحزنى فانى عليك توكلت". كأن المريض يتضرع الى الله ويقول "أنظر يا رب الى ذلى وتعبى وأغفر لى خطاياى التى سببت لى هذا المرض والتعب". مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا. "لا تحزنى ولا ترفضنى يا رب ارحمنى لأنى عليك توكلت وبك تعلقت نفسى ووعدك صادق، اذ تقول: "لأنه تعلق بى فأنجيه. أستره لأنه عرف اسمى. يدعونى فاستجيب له. معه أنا فى الشدة أنقذ هو أمجده ومن طول الأيام أشبعه وأرية خلاصى" (مز 91: 14 ? 16). الانجيل من متى 6: 14 ? 18: ينصح المريض أن يكون متسامحا ويغفر للناس اساءاتهم ويصفح عن أخطائهم فى حقه، حتى يؤهل لغفران خطاياه من الله، وبالتالى لشفاء أمراضه المتسببة عن هذه الخطايا. كما قال الرب للمفلوج "مغفورة لك خطاياك قم أحمل فراشك وأذهب الى بيتك" (مت 9: 2 ? 6). الطلبة :..... "لكى تطلع على عبدك (فلان) وتقيمة من سرير مرضه". ثم صلاة وضع يد: يضع الكاهن يده بالصليب على المريض ويصلى هذه الطلبة.... "ليس بوضع أيدينا نحن كهنتك الخطاه على رأسه متوسلين اليك عن غفران خطاياه، لكن باليد العزيزة التى لهذا الانجيل... أقبل اليك توبة عبدك (فلان)".... ثم طلبة أخرى: ".... أشف عبدك (فلان) من أمراضه الجسدية وأمنحه حياة مستقيمة ليمجد عظمتك ويشكر احساناتك...." الخ. ملاحظة: مهم جدا أن يحيا الانسان حياة مستقيمة بلا عيب أو لوم، ما أجمل أن يكون للانسان ايمان أرثوكسى (مستقيم) وحياة مستقيمة، فكل منهما يكمل الاخر ويعضده. بعد ذلك يصلى الكاهن القانون على الزيت: "أيها القديسون الذين لكم ينبوع الحياة"....... وفى نهاية كل مقطع يرد الواقفون (ذكصابترى.... كانين.....) تقال تسبحة الملائكة وأبانا الذى فى السموات. يقال قانون الايمان ثم كيرياليصون 41 مرة |
||||
19 - 09 - 2014, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 6228 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حول المرض الأب برفيريوس الرائي "أشعر بالمرض كمحبَّةِ المسيح" يا مسيحي، محبَّتُك ليس لها حدود أشكر الله الذي أعطاني أمراضاً كثيرةً. أقول له مراتٍ عديدة: «يا مسيحي، محبَّتُك ليس لها حدود!». كيف أحيا إنّها أعجوبة. إضافة إلى الأمراض المتفشِّية فيَّ، سرطان في الغدّة النُّخامية في الدماغ. من جرّائه تكوَّن ورمٌ صار يكبرُ ويضغط على عصب النظر. لِذا فقدْتُ بصري الآن. أتألّم تألُّماً شديداً. لكنَّني أصلّي حاملاً بصبرٍ صليبَ المسيح. أرأيتم كيف هو لساني؟ قد كبُر، لم يعُدْ كما كان. وهذا من جرّاء السرطان الموجود في رأسي. وكلَّما تقدَّمتُ في السنّ تسوءُ حالتي. سيكبَرُ لساني أكثر، سيصعُبُ عليَّ الكلام. أتألَّم كثيراً،أعاني ، لكنَّ مرضي جميلٌ جدّاً. أشعر به كمحبَّةِ المسيح. أتخشَّعُ وأشكرُ الله. هذا المرض لخطاياي. إنَّني خاطئٌ والله يحاولُ جَعلي نقيّاً. * كان الأب البار يعاني من الأمراض التالية : 1- سداد في عضلة القلب،2- قصور مزمن في الكلي،3- قرحة المعي الإثني عشر (مع نزيف متقطّع)،4- إجراء عملية المياه الزرقاء في العين (مع فقدان البصر)، 5-zoster herpes (القوباء المنطقِيّة) في الوجه،6- إلتهاب جلدي (عنقودي) في يده،7- فتق (فتاق)،8- إلتهاب شعبي مزمن،9- ورم خبيث في الغدّة النُّخامية في الدماغ *. عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، كنت أرجو الله أن يُنزِلَ بي مرضاً مستعصياً، سرطاناً، كي أتألَّم لمحبَّته وأمجِّده من خلال الألم. لوقتٍ طويلٍ كنت أقومُ بهذه الصَّلاة. لكنَّ أبي الروحي قال لي إنَّ طلبي أنانيٌّ وبه أجْبِرُ الله. يعرف الله ماذا سيفعل. عندها لم أعُدْ أُكمل صلاتي. لكن، انظروا، إنّ الله لم ينسَ طلبي وأعطاني هذه النعمةَ بعد عدّة سنوات!. لا أرجو الله الآن، أن يأخذ منّي ما طلبته منه. أفرح لأنَّني أحملُ المرضَ، لأصيرَ أنا أيضاً?من محبَّتي العظيمةِ له? شريكاً بإلآمه. تأديبُ الله معي. «إنّ الذي يحبُّه الربُّ يؤدِّبه». (عبرانيين٦:١٢). إنَّ مرضي لَتقديرٌ مميّزٌ لي من الله، يدعوني به أن أدخُلَ في سرِّ محبَّته، وأن أحاولَ بنعمته الخاصّة أن أتجاوب (مع محبَّته). لكنَّني لستُ مستحقّا ً. ستقولون لي: «كلّ ما يكشفُهُ الله لك لا يجعلُكَ مستحقّاً؟». هذه تُدينُني وهي من نعمة الله. لا شيءَ منّي. أعطاني الله نِعَماً كثيرةً، لكنَّني لم أتجاوبَ معها. ظهرتُ غيرَ مستحقٍ. لكنَّني ولو للحظةٍ لم أترك المحاولة. وربَّما أعطاني الله مساعدتَه ُلأستسلمَ لمحبَّتِه. لِذا لا أصلّي ليجعلني الله بخير. بل ليجعلني صالحاً. أنا على يقينٍ بأنَّ الله يُدرك أوجاعي. ولكنَّني أصلّي لنفسي لِيغفِرَ لي آثامي. لا أتناول أدويةً، وما ذهبتُ لجراحةٍ، ولا لفحوصاتٍ ولن أقْبَلَ بعمليّة جراحيّة. سأترك التدبيرَ لله. وما أقومُ به هو محاولتي فقط أن أصيرَ صالحاً، هذا أُطلبوه أنتم لي كذلك. نعمةُ الله تُمسكني. أحاول أن أُعطي ذاتي للمسيح، أن أقترب من المسيح، أن أتَّحِدَ بالمسيح. أتشوَّقُ لهذا، لكنَّني ما نجحتُ به بعد ?لا أقول هذا تواضعاً? لكنَّني ما خسِرت شجاعتي. أصبر. أصلّي لِيغفِرَ الله خطاياي. قد سمعتُ من كثيرين قولَهُم: «لا أستطيعُ أن أصلّي». أمّا أنا فلم أُعانِ من ذلك. مرّةً واحدةً فقط «لِعدم طاعتي» حلَّ بي هذا في الجبل المقدَّس. لا يُشغِلُني كم سأعيش وإذا كنت سأعيش، هذا قد تركتُهُ لمحبَّةِ الله. يحصُلُ مع بعضهم مرّاتٍ كثيرة، أن لا يريد أن يتذكَّر الموت، وهذا لأنَّه يرغب الحياة. هذه وجهةُ نظر وعلامة خلود النفس (عدمُ موتِها). لكن، «إن حُييْنا، فللربِّ نحيا، وإن مُتْنا فللربِّ نموت». (رومية۱٤:٨). الموت جسرٌ سوف يأخذنا إلى المسيح. وفي الّلحظة التي تُغمضُ عيونُنا ستُفتَح في الأبديّة. وسنحضُرُ أمامَ المسيح. سنعيشُ في الحياة الأخرى نعمةُ الله بشدّة أكبر. 4 - كنتُ أشعرُ بفرحٍ عظيم بالفكرة أنَّني سوف ألتقي مع الرب قد وصلتُ مرّةً من المرّات إلى الموت.*هذا الحدث حصل سنة ١٩٨٣*. قد عانيتُ من نزيفٍ معويٍ شديدٍ من الكورتيزون الذي وضعوه لي في المستشفى عندما أجريْتُ عمليَّةً في العين التي خسِرتُها في النهاية. يومَها كنتُ أسكنُ قلاّيةً صغيرةً، لم يكن الدَّير قد شُيِّد بعد. ومن جرّاء إنحلالٍ قويٍ حلَّ بي صرتُ لا أميِّز بين الليل والنهار. وصلتُ إلى الموت ولكنَّني ?عشتُ. ضَعُفتُ كثيراً. انقطعت شهيَّةُ الأكلِ منِّي. لمدَّةِ ثلاثة أشهر كنت أحيا بثلاث ملاعق من الحليبِ في اليوم. نجَوْتُ من عنزةٍ!!. كنت أعيش مع فكرة الرحيل. كنت أشعر بفرحٍ عظيم بالفكرة، أنَّني سوف ألاقي الربَّ. كان في أعماقي إحساسٌ بحضور الله. حينها أراد الله أن يقوِّيني ويعزِّيني ببركة كبيرة. كلّما كنت أشعر بأنَّني ألفُظُ أنفاسي، كنت أرى نجمةً في السماء تَبْرُقُ، كانت ترمي حولَها إشعاعاتٍ حُلوةٍ لذيذةٍ. كانت رائعةَ الّلمعان، كانت نجمةً جميلةً جدّا ً! كان لنورِها سحرٌ بديعٌ لا يوصف. كانت بلونٍ أزرق سماويّ فاتح، كانت كالماس، كحجرٍ غالي الثمن. كانت تملأُني تعزيةً وفرحاً كلّما كنت أراها، لأنَّني كنت أشعر في داخلها بأنَّها الكنيسة كلّها، الله الثالوث، الكلِّيةُ القداسة، الملائكة، القدّيسون. كان عندي إحساسٌ بأنَّ أقربائي كانوا هناك، نفوس أعزّائي كلّهم، آبائي الأجلاّء. كنت أصدِّق أنَّني عندما كنت سأرحلُ من هذه الحياة إلى تلك النجمة، كنت سأذهب أنا إليها من محبَّة الله، وليس من فضائلي. كنت أريد أن أصدِّق أنَّ الله، الذي يحبُّني، يُظهرها لي، ليقولَ لي: «أنتظرك!». كنت لا أريد أن أفكِّر بجهنَّم، وبالأرواح الشرّيرة. كنت لا أتذكَّر خطاياي في الوقت الذي كان عندي الكثير منها. تركتُها. كنت أتذكَّر فقط محبَّةَ الله وكنت أفرح. وكنت أرجو: «أن أكونَ أنا هناك، «في تلك النجمة»، لِمحبَّتِك، يا إلهي!. لكن إن كان بسبب خطاياي، يجب أن أذهب إلى الجحيم. فَلتضعني محبَّتُك أينما تريد. يكفي أن أكون معك!». السنوات الطويلة التي عشتها في الصحراء كانت محبّةً عظيمةً للمسيح. كنت أقول لذاتي: «إن ذهبتَ إلى فوق إلى السماء وسألكَ الله: ?يا صاحبي، كيف دخلتَ إلى هنا وأنت لا تلبِسُ ثوب العرس؟ (متى١٢:٢٢). ماذا تريد أنت هنا؟?، سأجيبُهُ: «كما تريد يا سيّدي، كما تريد محبَّتُك، لِتضعْني محبَّتُك أينما تَرغَب. أسلِّم ذاتي إلى محبَّتِك. إن شئتَ وضعي في جهنَّم، فضعني، يكفيني أن لا أخسَرَ محبَّتَكَ!». كان لي إحساس بالخطيئة، لِذا كنت أقول ضمناً ودون انقطاع صلاةَ القدِّيس سمعان اللاهوتي الحديث: «إنّني أعلمُ أيّها المخلّص أنْ لا أحَدَ غيري أخطأ إليك كما خطئتُ أنا. ولا فعلَ ما فعلتُ أنا. ولكنَّني أعلم يا إلهي علمَ اليقين، أن لا عِظَمَ الزلاّت ولا كثرة الخطايا، تفوق طولَ أناتِكَ الكثيرة ومحبَّتكَ القُصوى للبشر». (الإفشين الثامن لسمعان المترجم في صلاة المطالبسي). كلماتُ الصلاة هذه ليست من أقوالنا. نحن لا نستطيع أن نفكِّرَ ولا أن نعبِّرَ بأقوال كهذه التي كتبَها قدّيسون. وهذه الكلمات التي كتبَها القدّيسون، علينا أن نتبنّاها، أن نشعرَ بها وأن نعيشَها. ويُعجِبُني ما يلي هذه الطلبة. «ليس خافياً عنك، يا إلهي، يا صانعي و منقذي، لا قطرةٌ من الدموعِ، ولا جزءٌ من القطرة. وقد عرَفت عيناك عدم عملي. وفي كتابك مُدوَّنٌ ما لم أفعلْه بعد أيضاً. فانظر إلى تواضعي، وتعبي ما أكثر مقدارَهُ!! واغفر خطايايَ جميعَها يا إله الكلّ.....» هذه الصلاة كنت أردِّدُها دائماً وبغبطةٍ، لأرحَلَ بأفكارها. وبمقدار ما كنت أردِّدُها، بمقدار ما كانت تظهَرُ النَجمَةُ معزِّيتي، هناك بعيداً فوق في الّلانهاية. كانت تطِلُّ عليَّ تلك النجمة طوال الأيام التي كنت أتألَّمُ بها وعند إطلالتِها، كانت تطيرُ نفسي فرحاً وكنت أردِّد في أعماقي: «أتت نجمتي!!». كنت أشعر بأنَّها تجذُبني إليها مرتحِلاً عن الأرض. كنت أحسُّ بفرحٍ عظيمٍ عندما كنت أراها. كنت لا أريد أن أفكِّر بخطاياي، كما سبقَ وقلت لكم، لأنَّ خطاياي كانت ستُخرِجني من هذا السرّ. مرّةً واحدةً فقط، فقط مرّةً واحدةً، شعرت بالنجمةِ فارغةً،لا لمعانَ فيها ولا فيها أحد.فهمت أنَّ هذا كان من الشرّير. تجاهلت هذا، دُرتُ إلى مكانٍ آخر، وتكلَّمتُ مع أختي عن أعمالٍ، وبعد قليلٍ أبصرتُ النجمةَ مرّةً أخرى تتلألأُ ببهاءٍ. عاودني الفرحُ من جديد بحيويّةٍ أكثر. كانت الأوجاعُ رهيبةً في كلّ جسمي طَوالَ هذا الوقت. كان يراني الآخرون أنَّني ألفظُ أنفاسي الأخيرة.أمّا أنا فكنت قد سلَّمتُ ذاتي إلى محبَّة الله. ما كنت أصلِّي ليحرِّرني الله من هذه الأوجاع. شوقي كان أن يرحمني فقط. كنت قد اتَّكأْتُ عليه، انتظرت أن تفعلَ نعمتُهُ فِعلتَها. كنت لا أخاف الموت. كنت سأذهب إلى المسيح. كما قلتُ لكم، كنت أتلو دوماً صلاةَ القدّيس سمعان الّلاهوتي الحديث، ولكن دون مصلحةٍ ذاتيّة حتى ولا لِيُعطِيَني صحَّتي. هذه الصَّلاة، كنت أشعر بها كلمةً كلمة. 5 - السرّ في المرض هو أن تجاهد لِتَكْسَبَ نعمة الله إفادةً كبيرةً نجني من الأمراض، يكفي أن نصبُرَ عليها دون تذمُّرٍ وأن نمجِّد الله، طالبين رحمته. الموضوع، حين نمرَض لا يعني أن لا نأخُذَ الأدوية أو أن نذهبَ لِنصلِّي إلى القدِّيس نكتاريوس، بل علينا أن نعرِفَ السرّ الآخر وهو أن نجاهد لِنكْسَبَ نعمة الله. هذا هو السرّ. المسائل الأخرى ستعلِّمنا إيّاها النعمة، يعني كيف يجب أن نُسلِّم أنفسَنا للمسيح. أي أن نزدري بالمرض، أن لا نفكِّرَ به، بل نفكِّر ببساطةٍ، بغير انفعال وبغير مصلحة، والله بدورِهِ يعمل أعجوبته لفائدةِ نفوسِنا. كما نقول في طلبة الليتورجية (القدّاس الإلهي) «لِنودع أنفسنا وكلّ حياتنا للمسيح الإله». لكن يجب علينا الإزدراء بالمرض. وإن لم نرد، صار من الصَّعبِ أن نقول «إنَّني أزدري به». وفي الّلحظة التي نعتقدُ فيها أنَّنا نزدري به، وأنَّنا لا نعطيه الأهمِّية، نكون في الواقع قد أعطينا المرض شأناً وهو دائماً موجودٌ في عقلنا ولا نستطيع عندها الحصول على حالةِ هدوءٍ سلاميَّة في أعماقنا. وسوف أبيِّنُ لكم هذا. نقول: «أؤمن بأنَّ الله سيشفيني. لا أتناولُ أدويةً. سأفعل هكذا، سأبقى طوالَ الليلِ ساهراً راجياً منه الشفاء ممَّا أعاني، سيسمعني الله». نصلِّي كلَّ الليل، نرجو، نتضرَّع، نطلبُ، نصرخُ، نغصب الله وكلّ القدِّيسين أن يجعلونا بصحَّة جيِّدة. نغصبهم نهاراً وليلاً. نركض من هنا ومن هناك. إيه، ألا نشير بتصرفاتنا هذه أنَّنا لم نزدرِ بالمرض؟؟ بقدر ما نصِرُّ ونغصب الله والقدِّيسين على أن نصيرَ معافين، بقدر ما نعيش المرض. وبقدر ما نهتمّ بطرده، بقدر ما نعيشهُ أيضاً. لهذا، لا نتعافى. وعندنا الإنطباع أنَّه ستحصَل أعجوبة دون شكّ. ?ولكن في الحقيقة لا نثق بذلك، وبهذه الطريقة لا نتعافى. نصلِّي كثيراً، لا نأخذ الأدوية. وبهذا لا نهدأ والأعجوبة لا تحصَلْ. لكن ستقول:«لم آخذ الدواء، كيف لا أؤمن؟» وفي أعماقنا شكٌ وخوف ونفكِّر: تُرى ستحِلّ هذه الأعجوبة؟؟ وهنا يصلُحُ القول: «إن كان لكم ايمانٌ ولا تشكّون، فإنَّكم تعملون لا مثل ما عَمِلْتُ بالتينة وحسب، بل إن كنتم تقولون لهذا الجبل: انقلع وانطرح في البحر، يكونُ ذلك». (متى٢١:٢١) عندما يكونُ الإيمانُ حقيقياً، سيحصَلُ ما سيحصل إن أخذتَ الدواء أو لم تأخذهُ. والله يفعل بالأطبّاء وبالأدوية. تقول حكمة سيراخ: «أدِّ للطبيبِ كرامته لأجل خدماته فإنَّ الربَّ خلقه هو أيضاً. الربُّ أخرجَ الأدوية من الأرض والرجل الفطن لا يستخفُّ بها. ثمَّ راجع الطبيب فإنَّ الربَّ خلقه هو أيضاً ولا يفارقك فإنَّك تحتاج إليه».(حكمة سيراخ 38: 1، 4 ، 12 ) السرّ كلُّهُ هو الإيمان؛ أن يكون عفويّا ً، بسيطاً، مطواعاً وصافياً. «ببساطة وصفاء القلب». (حكمة سليمان ١:١). موضوع الإيمان لا يُفرض فرضاً. من الممكن أن يكونَ هذا الفرضُ عند مسكين (مشعوذ) ووقعُ هذه الكلمة ليس مستحبَّا ً. لِيكن عندنا إيمانٌ أنَّ محبَّةَ الله لنا تفوق كلَّ محبَّة، وإنَّه يريد أن نصيرَ خاصَّته. لِذا يسمح بالأمراض، حتّى نسلِّم ذواتِنا بثقةٍ إليه. لِنحبَّ المسيحَ، وكلّ ما في حياتنا سيتبدَّل. لا تكونُ محبَّتُنا للمسيح كي نأخُذَ مقابلاً، مثلاً، الصحَّة. لكن، أن نحبَّهُ بلهفةٍ، من عرفان جميلهِ، دون أن نفكِّر بشيء إلاّ بالمحبَّة الإلهيَّة. ولا أن نصلِّي لِمنفعة ولا أن نقولَ لله: «إجعل فلاناً بصحَّةٍ جيِّدةٍ لِيأتي إليك». إقتراحُنا له طرقاً، ليس صحيحاً. كيف نقول لله: «إجعلني بخير؟» كيف نقولُ له، وهو الذي يعرفُ كلَّ شيء، بِمَ سنُعْلِمُهُ؟ نحن سنصلِّي، لكنَّ الله يستطيع أن لا يرغَبَ الإستماع إلينا. سألني مريضٌ منذ زمن طويل: - متى سأصبِحُ بصحَّةٍ جيِّدة؟ - آه، قلت له. إن تقلْ «متى سأصبِحُ بصحَّةٍ جيِّدة؟»، بهذا لن تصبِحَ أبداً. ليس صحيحاً أن ترجو الله طلباتٍ كهذه. ترجو الله بقلقٍ أن يأخذَ منك المرض، عندها يغمُرُكَ المرضُ ويضيِّقُ عليكَ أكثر بكثير. يجب ألاّ نرجو الله لهذا. ولا أن تقيمَ لهذا صلاةً. خاف وقال: - أن لا أقيمَ صلاة!؟ - واعتباه! قلت له. نعم، أن تصلِّي كثيراً، ولكن لِيغفِرَ الله خطاياك وأن يُعطِيَكَ القوة لِتحِبَّهُ ولِتُسلِّم ذاتكَ له. لأن بقدر ما ترجو أن يرحَلَ المرضُ عنكَ، بقدر ما يلتصقُ بك، يغمرُكَ، يضيِّق عليك، لا يَزيحُ ولا ينفصل عنك. إذا شعرتَ حقيقةً بصعوبة داخليَّة وضعفٍ، عندها أُرْجُ الربَّ بتواضعٍ أن يطرحَ عنك المرض. 6 - لِنسلِّم أنفسنا بثقةٍ لِمحبَّة الله عندما نسلِّمُ أنفسنا للمسيح، تسلمُ بُنْيَتُنا الروحيَّة، وهذا السلام يُنتِجُ عملاً طبيعيّا ً لكافَّةِ أعضاء الجسم وغِدده. يتأثَّرُ الكلّ. نصيرُ بصحَّةٍ جيِّدة، ونتوقَّف عن المعاناة. والسرطان إذا حصل وتركناه لله وهدأت نفْسُنا، فبهذا الهدوء، تستطيع النعمة الإلهيَّة أن تُرحِّلَ هذا السرطان وتذهب بسائر الأمراض. وإن أردتُم أن تعلموا، فقرحةُ المعدة تتكوَّن من التعصيب. يُضغَطُ على الجهاز العصبي، يُضيَّق عليه ويعاني وهكذا تتكوَّن القَرحة. مرَّة، مرَّتين، ثلاث، تضييق، تضييق، تضييق، زعل، زعل، زعل، قلق، قلق، قلق«Pop» وتأتي القرحةُ : قرحةٌ أو سرطانٌ، حسْبَ الحالة. عندما يوجدُ في نفسنا تعقيدات، تؤثِّر هذه التعقيدات على الجسم فيعتلُّ، وتسوءُ الصحَّة. الكمال هو أن لا نصلِّي من أجل صحَّتِنا. ولا أن نطلب لِنصيرَ بخير، بل لِنُصبِحَ صالحين. وأنا لذاتي أدعو هذا، أقولُ لكم. أسمعتم؟ لا أن تكونوا صالحين، يعني أصحاب فضائل، «أن نصيرَ هذا، وهذا، وهذا.....» بل أن نربَحَ الغيرة الإلهيَّة. أن نسلِّم أنفسنا بثقةٍ لمحبَّته. أن نصلِّي أكثر بكثير لِنفسنا. ونفسُنا نعني بها نفساً متَّحدةً بالكنيسة –التي رأسُها المسيح– مع كلّ من يعيشُ معنا ومع جميع الإخوة بالمسيح. أمَّا أنا فأفتح يديّ وأصلِّي للكلّ. وأمام الكأس المقدَّسة، عندما أتناولُ، أفتحُ نفسي لإستقبالِ الربِّ، حانياً رأسي، داعياً طالباً إليكم، وللآخر، وللكنيسة كلِّها. هكذا إفعلوا أنتم. أفهمتم؟ لا أن تُصلّوا من أجل صحَّتكم. لا أن تقولوا: «يا رب، إجعلني بخير». لا!! بل، قولوا: «يا ربّ يسوع المسيح، إرحمني»، إطلبوا هذا بدون مصلحة، بمحبَّة، غيرَ منتظرين شيئاً. «يا ربّ، كما تريد محبَّتك.....». هكذا ستعملون فقط من الآن فصاعداً، محبِّين للمسيح ولإخوتنا. أحبّوا المسيح. صيروا قدِّيسين. إرموا ذواتكم فقط بالصداقة مع المسيح، فقط في محبَّته، فقط في العشق الإلهي. تُرى ألا يحصُلُ لي أن لا أُذَلَّ للمرض ولا للسرطان، وأنا الذي أحُسُّ بهذا الحماس الإلهي الشغوف، وبهذه العبادة، ولو أشعُرُ باهتراءِ جسمي؟ يجب ألاّ أتكلَّم، غيرَ أنَّ محبَّتي لكم ولكلّ العالم لا تُجيزُ لي الصمت. وأنا أتحدَّثُ إليكم، تبقى رئتايَ دون أوكسجين، وهذا سيءٌ للغاية، لأنَّ القلبَ يصاب بهكذا حالةٍ. أُصبتُ بشيء أسوأ من هذا بكثير من جرّاء جلطة دمويّة لكنَّني أحيا. أليس هذا هو التدخّل الإلهي؟ نعم، وأنا مطيعٌ في المرض لإرادة الله. أصبُرُ دون تذمّر و.....مع ترتّي على ذاتي، لأن «لا أحد خالٍ من النجس». (أيّوب ١٤:٤). أنا مقرفٌ وروحي تعاني من المرض. قلت للنّاسكِ الذي أتَّصل به: - صلِّ لأجلي. أنا أحبُّك! وأنت أحبِبني واشفق عليَّ، ولله صلِّ من أجلي ليرحمني. - إيه، أنت صلِّ، قال لي. - أنا، قلت له، أبدأ الآن بالتّراجع بكلّ ما كنت أفعله طوال هذه السنين. ماذا تقول الطروبارية؟ «إنّ العقلَ قد تجرّح والجسمَ قد ضني والروحَ قد اعتلّ والنطقَ قد ضعف والعمر قد أُميت والنجاز على الأبواب فماذا تصنعين أيتها النفسُ الشقيّةُ إذا ما جاء القاضي لِيستفحص أمورَك؟». (القانون الكبير للقدِّيس اندراوس الكريتي، الطروبارية الأولى الأودية التاسعة). تصلُحُ لي هذه الطروبارية، بهذا أرى ذاتي. أفكِّر بأنَّني لو ما فعلت هذا وذاك، لما كنت توجَّعْتُ الآن، وكنت أكثرَ قرباً للمسيح. أقول هذا لي أنا الطّائش. .... إن أردتم أن يكون لكم صحَّةٌ و أن تعيشوا سنين كثيرة، إسمعوا ماذا تقول حكمة سليمان: «بَدءُ الحكمة مخافة الرب ومعرفة القدّوس فهمٌ. لأنَّه بي تكثر أيّامك، وتزداد لك سنو حياة». (أمثال ٩ : ١٠،١١). هذا هو السرّ، لِنكسِب هذه الحكمة،هذه المعرفة، وعندها سيعمل الكلّ بخير، وسيتنسَّق ويتناغم الكلّ، وسنعيش بفرحٍ وصحَّة |
||||
19 - 09 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 6229 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر الإفخاريستيا والخلاص الأب متى المسكين اليوم يا أحبائي هو خميس العهد، فإن كنا نحيا الآن في العهد الجديد؛ فهذا هو اليوم الذي تأسس فيه هذا العهد. هذا السر، يُدعى في الطقس: ميغالي، أي عظيم، وهو بالحق عظيم، هو القوة المحركة في الكنيسة وحتى نهاية الدهور. هذا السر، سر التناول، يسمونه سر الإفخاريستيا، أي الشكر، وكان سابقاً يُسمى سر كسر الخبز. وفي الحقيقة إنه يوجد ارتباط وثيق بين مفهوم سر الإفخاريستيا، أي سر الجسد والدم؛ ومفهوم سر الصليب، أي الفداء والغفران والكفارة. هذا السرُّ هو الأساس لكل المفاهيم اللاهوتية الخلاصية. واللاهوت كله لا يمكن أن يُفسَّر إلا على أساس الإفخاريستيا. ولولا الإفخاريستيا لبقى الصليب غير معروف ولا واضحاً في أذهاننا كمسيحيين. ولولا قول الرب: خذوا اشربوا هذا دمي المسفوك عنكم وعن كثيرين، لظل دم المسيح شيئاً غير مفهوم ولا يُعلم لماذا سُفك. ولكن الآن نحن نحيا في ملء الفهم بسبب الإفخاريستيا. في هذا اليوم، يا أحبائي، تنتقل الحياة الأرضية من حبة حنطة، وخبز الأرض إلى حياة أبدية، ?ستُودِعت في سر الجسد المهيب. كان عشاءَ يومٍ؛ فصار عشاءَ الدهورِ. كان عشاءً عادياً محدوداً يبتدئ بطقس وينتهي بتسبيح وما يلبث أن يُنسَى في عداد الأيام؛ وإذا بالمسيح يُحوِّله إلى عشاءٍ سريٍّ يظل ينبع من على كل مذبح، يستمد وجوده وكيانه من المسيح القائم على المذبح إلى جيل الأجيال. كان عشاءً يربطُ بين جماعة متعصبة مربوطة بالميراث الجسدي، والجنسية المختارة، والإحساس بالأفضلية، ولكن إذا بالرب يفكُّ كل هذه الأوصال والقيود الحديدية، ويستعلن ملكوته والذي لا يجمع متعصبين فيما بعد، بل جسداً واحداً وروحاً واحداً، من كل لسان وشعب وأمة، يجمعُ السودَ مع البيض، الحُمر مع الصُفر، يجمعُ بلا مانعٍ الفقراءَ مع الأغنياءِ، كل الطبقات معاً. ففي الإفخاريستيا ليس هناك إلا إنسان واحد فقط. نعم، ?سْتُعلن الملكوت في هذا المساء، ليكون هذا العشاء فيما بعد مسرة الأجيال بلا مانع، فيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون في حضن إبراهيم، أو كما يقول في سفر الرؤيا: رأيت عدداً لا يُحصَى من كل الشعوب والأمم، كانت الإفخاريستيا سر الجسد وسر الدم هي التي جمعتهم. فالإفخاريستيا رفعت الحاجز المتوسط بين الفُرقاء، جمعت القريبين والبعيدين في واحد. المسيح قال لتلاميذه: «أنتم الذين تعبتم معي في تجاربي قد أعددت لكم ملكوتاً كما أعطاني أبي ملكوتاً لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي». إياكم أن تظنوا، يا أحبائي، أن هذا الكلام يخص أياماً قادمة أو سنيناً ستأتي، لا. المسيح وقتها كان يتكلم عن هذه الأيام، أيامنا تلك التي نعيش فيها الآن. فنحن هم الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته، حسب تعبير التلاميذ. فالإفخارستيا استمرت. وها نحن نأكل ونشرب على مائدة المسيح؛ هنا ملكوت الله يُستعلن، هنا ملكوت المسيح. المسيح، في طعام هذا العشاء، وحسب الطقس القبطي الأصيل، حوَّله من مجرد وجبة محبة، هابوراه، ووليمة بين أصدقاء، ومن بركات وشكر تُقدَّم لله على عطاياه المادية، بركات سرعان ما تلبث أن تزول، وخبز لابد له أن يفسد؛ حوَّله إلى بركة من نوع جديد تماماً. المسيح أخذ أيضاً نفس الخبزة، ولكنه قال أشياءً مختلفة عما اعتادوا أن يسمعوه في هذه المناسبة؛ فبدلاً من أن يبارك الله على خيرات الأرض المادية، إذا به يبارك الله، ويقول أن هذا هو جسدي، ثم يأخذ الدم ويبارك وقال هذا هو دمي لمغفرة الخطايا. انتقال جذري في مفهوم البركة. المسيح، في الإفخاريستيا، استودع في الخبزة المادية سر الحياة الإلهية، انتقل من المادة الجامدة لشيء أعلى، كَسَرَ حاجز الأرقام، فك المادة من عقالها، ألغى الحدود والصفات الطبيعية للمادة. باختصار إنه استودع المادة حياة الله، الخبزة العادية حمَّلها حياة أبدية: «هذا هو الخبز النازل من السماء كل من يأكله لا يموت». "ولو مات فسيحيا". كذلك نفس كأس الخمر الذي كانوا يشربونه، لكي تطيب أنفسهم، كذباً، للحظات؛ استودعه المسيح سر حياته الخاص، بنويَّتَه للآب، ها نحن نشربه، فننال حياة الابن. نشربه فتُرفع الخطية إلى الأبد، وينال الإنسان ضميراً مغتسلاً مُبرَّءاً من كل إثم. وهو قالها بصراحة ووضوح: «خذوا اشربوا هذا هو دمي المسفوك عنكم لمغفرة الخطايا». هذا الانتقال والتحول العجيب وقف أمامه التلاميذ مُنذهلين ومتحيرين، والمسيح يرد على بطرس أثناء غسيل الأرجل ويقول له: نعم، أنا أعلم أنك الآن غير فاهم، ولكنك ستفهم أخيراً. لاحظ أن الفعل الإلهي لا يُستوعب أو يُفهم بالعقل؛ ولكن من القلب يتَّضح قليلاً قليلاً. المسيح استودع تلاميذه هذا السر، بكل أسرار آلامه وموته وقيامته ومجيئه الثاني وضعه فيهم، غرسه داخلهم، وكأنه عمل فيهم عملية نقل دم أو زرع قلب جديد. صحيح أنهم لم يستوعبوا أو يفهموا ما قيل لهم، ولكن المسيح سبق وأن تنبأ بما سيكون: «لقد قلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون». وهذا ما حدث بالفعل عندما انفتحت أعين تلميذَي عمواس عندما عرفوه مباشرة بعد كسر الخبز. لاحظوا، يا أحبائي، أن المسيح لم يقدم منهجاً لاهوتياً عنوانه ”الكفارة بقلم يسوع المسيح“! أبداً لم يحدث هذا. ولا قدَّم موضوع غفران الخطايا ولا أية عقيدة لاهوتية، ولكن كل ما قاله هو أن ابن الإنسان سيُصلب ويُضرب ويُتفل عليه، لم يقل لهم أن الصليب عظيم ومجيد، أبداً أبداً؛ ولكن الكنيسة فهمت الصليب جيداً بعد الإفخاريستيا، والرسول بولس يقول إنه لا يفتخر في حياته بشيء سوى بصليب المسيح. ثم من أين جاء الرسول بقوله إن الصليب هو حكمة الله وقوته؟ المسيح وضع لهم الأساس اللاهوتي عندما قدَّم لهم كأس الإفخاريستيا، لا كتعليم أو نظرية عقائدية؛ بل كفعل إلهي سرائري، كقوة إلهية خفية غير مُدرَكة، ولكنها محسوسة مُعاشة في خبز مكسور يحمل سر الجسد الإلهي الحي، وكأسٍ فيه دم المسيح المسفوك يحمل سر الحياة لابن الله. صـلاة يا ربنا يسوع المسيح، يا ربَّ خميس العهد، يا ضيف المحبة على مائدة المحبة، التي ذَبَحْتَ فيها ذاتك، لا بسكين، يا ربي، ولا بخروف، ولكن بيمينك العالية، ذبحتَ المحبة ذاتها؛ فكانت هي الكاهن، وهي الذبيحة معاً، وأشبعتَ العالم كله من الحب الذي ينبع في قلبنا حينما ينسكب فيه، في سر الجسد والدم إلى حياة أبدية، يا عريسنا اليوم، أيها المذبوح بالإرادة قبل أن تُذبح بغير إرادتك، اليوم ذبحتَ نفسك بإرادتك وحدك، لكي ما تُعلِّمنا أن لك سلطاناً أن تضعها، ولك سلطاناً أن ترفعها؛ فارفعنا اليوم معك، يا ابن الله، ارفعنا عالياً جداً لنتحسس مكاننا من جسدك ودمك لنستمد حياتنا ومفهوماتنا كل يوم من فعلك الإلهي الحي فينا، وليس من كتاب. أنت هو كتابنا. الإفخاريستيا هي انفتاح عيوننا وانفتاح أذهاننا، فاعْطِنا، يا رب، أن نأخذ بإيمان وأمانة، لتنفتح عيوننا وآذاننا، فنعرفك ونتبعك في كل أيام الحياة. لك المجد في كنيستك إلى الأبد أمين |
||||
19 - 09 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 6230 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كنيسة مار شربل أدونيس – عيلة مار شربل مع الأب مارون مبارك المرسل اللبناني لقد تحدّثنا في لقائنا الأخير عن "القربان"، بحسب معطيات الكتاب المقدّس، وتوقفنا عند بعض العبارات والإعتبارات المفيدة حتى نؤسس مفهومنا للقربان على ضوء الكتاب المقدّس. نعود اليوم لنكمل سلسلة تأملاتنا حول "سرّ القربان"، لنغوص أكثر فأكثر في اقترابنا من "الشركة الثالوثيّة" عن طريق الاشتراك الفعلي في تناول جسد الربّ ودمه عربون حياتنا الأبديّة. فحياة الأبد، هي أن نعرف أن الربّ الإله، الآب، هو الذي أرسل يسوع لخلاصنا وفدائنا. وفي نوعيّة عيشنا مع يسوع، مرسَل الآب الخلاصي، ومحقق عمليّة فدائنا، ومترئّس رحلتنا إلى الملكوت، نستطيع أن نعدّ دخولنا في الحياة الأبديّة. لذلك عندما نقول "روحانية القربان" فهذا يعني أن نعيش علاقتنا بهذا السرّ الذي من خلاله نصل إلى تحقيق علاقة سليمة وفعالة مع الربّ يسوع نفسه. وانطلاقاً من هذه العلاقة نصل إلى عيش هذه الروحانية وتحقيقها بروحٍ نعيشه، بروحٍ يدفعنا إلى مسيرة حياتنا الجديدة. عندما نقول مسيرة هذا يعني أننا نعيش فسحتين: فسحة بُعد عن حياتنا القديمة الزائلة، ابتعاد، توارٍ، تقدّم يجعلنا نتركها ونتخلّى عنها. وفسحة ثانية هي المسافة التي تفصلنا عن هدفنا الذي نرمي إليه. بمعنى أننا لم نحقق بعد وصولنا إلى الهدف. وهذا يقتضي منّا سعياً أكبر ومثابرة أطول. هذا هو مفهومنا لروحانية القربان. أي أننا عشنا تقدّماً ولا يزال عندنا ما نعمله ليزيد تقدّمنا في وحدتنا مع الربّ. لهذا سوف نتوقف عند النقاط التالية: 1- الروحانيّة القربانيّة: منذ عشرين قرناً والمسيحيون، من كلّ صوب ومدى، يحتفلون، على تنوّع طقوسهم وعاداتهم، بما ائتمن يسوع رسله عليه في عشائه الأخير معهم، ألا وهوَ الأمر الذي أصدره أن "اصنعوا هذا لذكري". فباحتفالهم بهذا العمل الطقسي، يعتقد المسيحيون، وبكل قواهم، أنّهم يلتزمون بملء إيمانهم. منذ عشرين قرناً والمسيحيون يحتفلون ولا يزالون، بالإفخارستيا، ويفتشون على فهم معناها بدون أن يصلوا إلى القمّة بعد. فعطيّة يسوع لها غناها الذي يصل إلى درجة عدم التمكّن من احتوائه كلّه وتحصيل محتواه وتفريغه. وليس هناك حتى تسمية واحدة قادرة أن تستوعب كل المعنى. فالإفخارستيا بمضمونها هي اكثر من وليمة، أو تذكار، أو ذبيحة أو قدّاس. يسوع نفسه لم يُعطِ هذا العمل اسماً. لا بل عبَّر عنه بمجموعة حركات أتبعها بكلمات. وكانت حركاته بسيطة جدّاً لدرجة أن تلميذي عماوس عرفاه عندها أي "عند كسر الخبز". ويسوع نفسه أيضاً، تبنّى هذه العلامة، فجعل منها رمزاً لحضوره وتضحيته حيث قال: "أنا الخبز النازل من السماء، مَن يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد" (يوحنا 6/ 5). لقد أعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عن رغبة قويّة في أن تكون السنة اليوبيليّة، سنة2000، سنة "إفخارستيا مكثفة"، ولقد عقد مؤتمراً قربانياً عالمياً في قلب هذه السنة، أي تماماً في وسطها ما بين 18 و 25 حزيران تحت عنوان "يسوع المسيح مخلّص العالم الوحيد، خبز الحياة الجديدة". أراد قداسته أن يُظهر للملأ قدسيّة "السرّ الإفخارستي" وفعاليته في تقديس النفوس المؤمنة. فالعالم في عصرنا اليوم، يحتاج اكثر من أي وقت مضى، أن يعرف أنّ يسوع هو مخلّصه الوحيد. العالم الجائع اليوم يحتاج أكثر من أي وقت مضى أن يعرف أن الخبز الوحيد القادر على سدّ جوعه وإشباعه، هو الخبز النازل من السماء والذي يعطي حياة جديدة. كل احتفال بالإفخارستيا يوحي إلى فجر قيامة جديدة، ويعلن عن القبر المفتوح والفارغ الذي صار مهد الإنسانيّة الجديدة. الإفخارستيا هي خبز يؤدي إلى جوع، بمعنى آخر إنّه خبز يشبع وبالوقت نفسه يخلق جوعاً إلى الله، فهو يُعطي طعمة حياة جديدة وهي حياة الله فينا، أي "حياة روحيّة"، كلّما شبعنا منها، عدنا إلى الجوع لها لأنّها لذيذة ومحيية. كتبَ الفيلسوف الفرنسي غبريال مارسيل: "أن تحبّ أحداً، هذا يعني أن تقول له : "أنتَ لن تموتَ أبداً". وعندما أسس يسوع لنا سرّ القربان كان يقول لكل واحد منّا : "كن فرحاً، اسعد قي قلب الإفخارستيا، فأنتَ لن تموتَ أبداً، لا بل أكثر من هذا كلّه، سينفتح أمامك عالم جديد، إنّه ملكوت السماوات، وهو قريب، إنّه هنا. 2- الإفخارستيا وسرّ التجسّد: للتواصل بين سرّ الإفخارستيا وسرّ التجسّد وللتسلسل بينهما معنى كبير. إنّهما العلاقة الفعّالة لحضور المسيح الحيّ والفاعل في قلب كنيسته ووسطها. فالقربان يتابع التجسّد، يكمله أي يتواصل معه. في رسالته "سرّ التجسد"، التي بها أطلق سنة اليوبيل الكبير، يقول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني: "منذ ألفَي سنة والكنيسة هي المهد والمذود حيث وضعت مريم يسوع وقدّمته للعبادة والتأمل لكل الشعوب. من تواضع العروس يسطع أكثر فأكثر مجد القربان وقوته، به تحتفل الكنيسة وتحفظه في قلبها. ففي علامتي الخبز والخمر المكرّستين، يسوع المسيح القائم من الموت والممجّد، نور العالم (لوقا 2/ 32) يوحي بتسلسل تجسّده ومتابعته. يبقى حيّاً وحقيقةً بيننا، في وسطنا لكي يُطعِم المؤمنين بواسطة جسده ودمه" (عدد 11). 3- الطابع القرباني لعيشنا: إذا دخلنا في ذهنية "الروحانية القربانيّة" أي دخول القربان بمعانيه ومفاعيله الحيويّة في حياتنا الروحيّة الشخصيّة، فإننا نجده مرتبطاً بالفضائل الإلهية الثلاث أي الإيمان والرجاء والمحبّة، ارتباطاً يدفعنا إلى العيش. أ- ارتباطه بالإيمان: الإيمان بالإفخارستيا ليس إيماناً عابراً من الدرجة الثانية، بل هو من الدرجة الأولى وهو أساسي بالنسبة إلى الوحي المسيحي لأنّه يفترض الإيمان بالتجسّد الخلاصي والإيمان بالكنيسة. ويسوع بنفسه وضع نقطة الأهميّة على هذا الموضوع عندما أعلن للمرّة الأولى عن الإفخارستيا وذلك في حادثة تكثير الأرغفة الخمس والسمكتين. ومن بعدها أعلن أنّه لم يأت إلى العالم ليملأه بالخبز الماديّ، إنّما جاء بحق بين الناس مثل "الخبز النازل من السماء" (يوحنا 6/ 43-53) وهو يحمل هذا الخبز للناس. وأثناء حديثه الطويل مع اليهود في مجلس كفرناحوم شدّد على نيّته في أن يُعطي جسده مأكلاً ودمه مشرباً لكنّه اصطدم برفض الناس الذين سمعوه وقالوا "من يطيق سماع هذا الكلام". ويسوع نظر عند ذلك إلى تلاميذه وسألهم إذا ما كانوا هم أيضاً يرفضون هذا الكلام وكأنّه يطلب منهم القبول بالإيمان عرضه هذا، وكان مستعدّاً أن يرسلهم بعيداً عنه إذا ما هم أيضاً لم يؤمنوا بالإفخارستيا التي أعلنها مباشرة. من هنا نفهم أنه من المستحيل اتباع يسوع بدون الإيمان بالقربان. وهذا ما جاء وأكّده في جوابه بطرس "إلى مَن نذهب وعندكَ كلام الحياة الأبديّة، نحن آمنّا وعرفنا". إذاً الإيمان المسيحي هو إيمان قرباني. وهكذا الرسل حصلوا في العشاء السرّي على هذا الخبز وهذا الدم جسداً ودماً جديدين. وفي كل قداس، عندما يرفع الكاهن الخبز والخمر، يوجه لنا يسوع الدعوة نفسها أي أن نؤمن به، بوجوده في هذا الخبز والخمرة التي تحوّلت إلى جسده ودمه الخلاصيين. فالإيمان هنا ينفصل عن الوقائع الملموسة حتى يتعلّق الإنسان مباشرة وبشكل مترفّع بشخص يسوع. وهذا ما قاله يسوع جواباً على شكّ توما بعد القيامة: "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يوحنا 20). وهذا الإيمان يؤدّي إلى الفرح، فرح الوصول إلى الحقّ بدون لمس الوقائع. هذا هو سرّ الإيمان. ب) ارتباطه بالمحبّة: كما أنّ القربان مرتبط بالإيمان كذلك نعيشه بالمحبّة. ونحن نعلم أنّ المحبّة هي التي تحرّك الإيمان وتدفعه. ونعلم أيضاً أن يسوع حين تكلّم مع الناس في حياته العلنيّة عن الإيمان حدّثهم أيضاً عن أولى الوصايا ومختصر الشريعة كلّها وهي المحبّة "أحبب الربّ إلهك بكل قلبك ونفسك وأحبب القريب مثل نفسك". (تثنية 6/ 5 و مرقس12/ 30). وبالقربان نجد هذه المحبّة متجسّدة. إذ يقدّم يسوع نفسه في هذا الخبز وهو يطلب أن نقبله بكل حبّ، ليس فقط طعاماً جسديّاً بل هو غذاء روحيّ نتقبّله بكل حبّ، نحبّه بكل قلبنا ونفسنا وروحنا وبكلّ قوتنا. فيسوع يحبّنا ويأتي إلينا ونحن نحبّه ونقبله عندنا وفينا. ويسوع عندما علّم عن مختصر الشريعة ربط حبّ الله بحبّ القريب وأعطانا مثل السامريّ الصالح ليقول لنا أننا مدعوون أن نكون أقرباء من الكل. أمّا في العشاء السرّي فلقد أعطى وصيّة المحبّة أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم، وكذلك ربط هذه المحبّة بالتواضع والخدمة حين غسل أرجلهم. فالقربان إذاً "يعطي للإنسان قوّة يسوع، ليس فقط لكي يتخطّى الصعوبات ويتلافى آفات الكبرياء والأنانية التي تؤكّد الخصومات والانشقاقات بين الناس، إنّما القربان يدفع بحبّ الإنسان الذي اكتسبه من يسوع إلى العطاء الكامل حتى تقدمة الذات ذبيحة مثل يسوع الذي قدّم ذاته، إنّها الدرجة العليا من الحبّ. فالقربان يزرع فينا يسوع بكل حبّه ويجعلنا قادرين على المواجهة والجهاد للحفاظ على مسيرتنا البنويّة لله وتخطّي كلّ الصعوبات التي تعترض مسيرتنا هذه. تقول القديسة تريزا الطفل يسوع لتعبّر في أشعارها عن قدرة المحبّة التي تظهر في الإفخارستيا وهي فيها: يا يسوع، يا كرمتي المقدّسة. أنتَ تعلم جيداً، يا ملكي الإلهي، أنني عنقود ذهبي ويحب أن أختفي لأجلكَ. في قلب الألم سوف أجدكَ يا حبّي الأبدي. لا أريد شيئاً هنا إلاّ أن أُذبحَ كلّ يوم". ح- ارتباطه بالرجاء: بالقربان نجد أيضاً بُعد الرجاء إن للحياة المسيحيّة وإن في حياة الأفراد بشكل خاص. وأكبر تعبير عن الرجاء يعني الشوق والتوق إلى السعادة السماويّة نسمعه من يسوع نفسه حين قال "من يأكل جسدي ويشرب دمي له الحياة الأبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يوحنا 6/ 54). إذاً من يأكل القربان تدخل فيه حياة يسوع الأبديّة وهذا هو ضمانة القيامة في الحياة الثانية. وأكثر من ذلك، القربان يعلن مستقبل البشريّة جمعاء وقدرها كلّه وهذا ما يؤكّده مار بولس في 1 كورنتس 11/ 26 "كلّما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تعلنون موت الرب إلى أن يرجع". فالقربان يساعدنا للثبات حتى المجيء الثاني للربّ. هذا هو معنى الإفخارستيا المتعلّق بالحياة الثانية وهي تدعمنا في حياتنا هنا على الأرض لتضمن لنا الحياة الباقية بعد هذه الفانية ويقول القديس إغناطيوس أسقف إنطاكية عندما كتب لأجل أفسس إن الإفخارستيا أو القربان "هو دواء عدم الموت، عربون كي لا نموت إنما أن نحيا في يسوع المسيح إلى الأبد". فالقربان يعلن لنا مميزات الحياة الأبديّة ويؤكّدها لنا؛ يدفع المؤمنين إلى الرجاء ويحقق هذا الرجاء؛ وهو يجعل يسوع حاضراً بشكل ملموس داخل الكنيسة في مسيرتها نحو الملكوت؛ يعضد كل من يحمل بشارة الكلمة؛ يوجه كل مستقبل الكنيسة نحو هدفه وقمّته أي نحو مجيء يسوع بالمجد وعندما يقوم الموتى كلّهم ويتم الحساب الأخير؛ هذا ما نسمّيه أن القربان يقودنا جميعاً نحو الرجاء الذي لا يخيب (روما 5/5)، لأن هذا الرجاء مرتبط بحبّ يسوع وبقدرته اللذين يزرعهما فينا بروحه القدوس. الختام: فكلمة إفخارستيا هي من أصل يوناني وتعني "الشكر" "عرفان الجميل". بها رفع يسوع الشكر للآب على كلّ عطاياه وبها نحن أيضاً نرفع الشكر مع يسوع للآب ونرفع الشكر للربّ يسوع على كل النعم التي ملأ بها حياتنا لنفعّلها في سبيل قداستنا وخير الناس من حولنا. |
||||