منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 12 - 2021, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 62201 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«هأنذا أَجيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتكَ يَا أَللهُ»
( عبرانيين 10: 9 )




فهو وحده الذي سار في هذا الطريق
بدون تردُّد أو انحراف قيد شعرة.
فقد «أَطَاعَ حَتَّى المَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» ( في 2: 8 )،
ومكتوبٌ عنه أنه «حِينَ تَمَّتِ الأَيَّامُ لاِرْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ
وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ» ( لو 9: 51 ).

وبينما كان مُتجهًا من بستان جثسيماني نحو موضع الصليب،

كانت لهجة قلبه

«الكَأْسُ الَّتِي أعطَانِي الآبُ أَلاَ أشْرَبُهَا؟» ( يو 18: 11 ).
 
قديم 22 - 12 - 2021, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 62202 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«هأنذا أَجيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتكَ يَا أَللهُ»
( عبرانيين 10: 9 )




لا جدال في أن الله اشتَّم حياته هذه رائحة رضى وسرور.
ووجود إنسان كامل على الأرض يُتمِّم مشيئة الله حتى الموت،
لا شك أنه كان شُغل السماء وموضوع اهتمامها.
ومَن الذي يستطيع أن يسبر أعماق قلب ذلك الإنسان الوديع
لا سيما في إخلاصه الكامل الذي ظهر فوق الصليب؟

الله وحده طبعًا هو الذي سبر غوره.
 
قديم 22 - 12 - 2021, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 62203 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




«هأنذا أَجيءُ لأَفْعَلَ مَشِيئَتكَ يَا أَللهُ»
( عبرانيين 10: 9 )




في هذه النقطة بنوعٍ أخص يصدُق القول: «لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الاِبنَ إِلاَّ الآبُ» ( مت 11: 27 ).
ولا يستطيع الإنسان أن يعرف عن هذه الأمور شيئًا إلا بمقدار ما يُعلنه له الآب بالروح القدس.
إن عقل الإنسان في طاقته أن يُدرك ما يقع تحت حوَاسه ممَّا هو «تحت الشمس»،
والعلوم البشرية إنما تتلقنها مدَارك الإنسان، أما الابن فلا يعرفه أحد إلا بمقدار ما يريد الآب أن يُعلنه بقوة الروح القدس بواسطة الكلمة المكتوبة.

وسرور الروح القدس في إعلانه الابن يتمثَّل في أن يأخذ ممَّا ليسوع ويُخبرنا.

لذا نُعاينه بملء جماله وكماله في الكلمة
 
قديم 22 - 12 - 2021, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 62204 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما زالت عطشان



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل،
فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان
( يو 19: 28 )





إن ذاك المجيد الذي كان عطشانًا في يوم صلبه، ما زال إلى اليوم عطشان. وهو عطشان إلى أمرين رئيسيين:

أولاً: إنه عطشان إلى النفوس الهالكة المائتة. فذاك الذي عطش ليرحمنا من العطش الأبدي، وبعمله هذا أدخل إلى قلوب الملايين من المؤمنين تعطشًا حقيقيًا إليه، ما زال متعطشًا إلى النفوس، يريد أن ينظر الكثيرون من المساكين والتعساء إلى صليبه فيغمرهم الارتواء الأبدي. وهو عين ما نقرأه في يوحنا4 يوم تقابله مع المرأة السامرية. فلقد قال لها أعطيني لأشرب. ونحن لا نقرأ في الأصحاح أنها أعطته الماء الحرفي، بل أعطته قلبها البائس وحياتها الضائعة ونفسها المُعذبة القلقة فأسعدها، وارتوى لما أرواها.

إلى هذا ما زال المسيح عطشانًا. إنه عطشان لخلاص الخاطئ. فهل نبادر بأن نقدم تلك النفوس الغالية إليه؟! لا عَجَب أن المسيح يوم لقائه بالسامرية قال لتلاميذه: «ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضَّت للحصاد ... لكي يفرح الزارع والحاصد معًا» ( يو 4: 35 ، 36).

لكنه أيضًا عطشان إلى تكريس المؤمنين، أولئك الذين من أجلهم عطش وهو على الصليب. نعم، إنه ما زال عطشان إلى محبتهم وعبادتهم وخدمتهم له! أ فلا يستحق ذلك المجيد أن نشق لأجله محلة الأعداء، ونستقي له الماء ( 2صم 23: 15 ، 16)؟ وإن كان أبطال داود فعلوا ذلك قديمًا مع مليكهم، أ فلا يستحق سيدنا أكثر؟

ليس ذلك فحسب، بل ويا للعجب، ففي يوم قادم سيسمع فريق من المؤمنين هذه العبارة من فم سيدنا «إني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني» وهم إذ يندهشون من هذه العبارات ويقولون له باستغراب: «يا رب، متى رأيناك جائعًا فأطعمناك، أو عطشانًا فسقيناك؟ ...» يُجيب عليهم قائلاً: «الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم» ( مت 25: 34 - 40). ومن هذا نتعلم أنه حيث إخوة للمسيح في حاجة إلى مد يد المعونة والإسعاف، لتخفيف آلامهم ولمساعدتهم على تحمل النوائب التي تحل بهم، فهناك يسوع في همساتهم الضعيفة المتهالكة يقول: «أنا عطشان».

أحبائي: إن ذاك المجيد الذي تعب لأجلنا، وعطش، ومات وهو عطشان، ألا يستحق أن نأتي إليه بصادق الحب، ونعطيه لا فضلة الحب بل أفضله، كيما يرى من تعب نفسه ويشبع؟! .

 
قديم 22 - 12 - 2021, 03:00 PM   رقم المشاركة : ( 62205 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل،
فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان
( يو 19: 28 )



إنه عطشان إلى النفوس الهالكة المائتة

فذاك الذي عطش ليرحمنا من العطش الأبدي، وبعمله هذا أدخل إلى قلوب الملايين من المؤمنين تعطشًا حقيقيًا إليه، ما زال متعطشًا إلى النفوس، يريد أن ينظر الكثيرون من المساكين والتعساء إلى صليبه فيغمرهم الارتواء الأبدي. وهو عين ما نقرأه في يوحنا4 يوم تقابله مع المرأة السامرية. فلقد قال لها أعطيني لأشرب. ونحن لا نقرأ في الأصحاح أنها أعطته الماء الحرفي، بل أعطته قلبها البائس وحياتها الضائعة ونفسها المُعذبة القلقة فأسعدها، وارتوى لما أرواها.
 
قديم 22 - 12 - 2021, 03:01 PM   رقم المشاركة : ( 62206 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل،
فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان
( يو 19: 28 )




إلى هذا ما زال المسيح عطشانًا
إنه عطشان لخلاص الخاطئ.
فهل نبادر بأن نقدم تلك النفوس الغالية إليه؟!

لا عَجَب أن المسيح يوم لقائه بالسامرية قال لتلاميذه:

«ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضَّت للحصاد ...

لكي يفرح الزارع والحاصد معًا» ( يو 4: 35 ، 36).
 
قديم 22 - 12 - 2021, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 62207 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل،
فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان
( يو 19: 28 )




عطشان إلى تكريس المؤمنين،

أولئك الذين من أجلهم عطش وهو على الصليب.
نعم، إنه ما زال عطشان إلى محبتهم وعبادتهم وخدمتهم له!
أ فلا يستحق ذلك المجيد أن نشق لأجله محلة الأعداء،
ونستقي له الماء ( 2صم 23: 15 ، 16)؟
وإن كان أبطال داود فعلوا ذلك قديمًا مع مليكهم،
أ فلا يستحق سيدنا أكثر؟

 
قديم 22 - 12 - 2021, 03:03 PM   رقم المشاركة : ( 62208 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل،
فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان
( يو 19: 28 )




ليس ذلك فحسب، بل ويا للعجب، ففي يوم قادم سيسمع فريق من المؤمنين هذه العبارة من فم سيدنا «إني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني» وهم إذ يندهشون من هذه العبارات ويقولون له باستغراب: «يا رب، متى رأيناك جائعًا فأطعمناك، أو عطشانًا فسقيناك؟ ...» يُجيب عليهم قائلاً: «الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم» ( مت 25: 34 - 40). ومن هذا نتعلم أنه حيث إخوة للمسيح في حاجة إلى مد يد المعونة والإسعاف، لتخفيف آلامهم ولمساعدتهم على تحمل النوائب التي تحل بهم، فهناك يسوع في همساتهم الضعيفة المتهالكة يقول: «أنا عطشان».

 
قديم 22 - 12 - 2021, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 62209 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد هذا رأى يسوع أن كل شيٍ قد كَمَل،
فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان
( يو 19: 28 )




إن ذاك المجيد الذي تعب لأجلنا،
وعطش، ومات وهو عطشان،
ألا يستحق أن نأتي إليه بصادق الحب،
ونعطيه لا فضلة الحب بل أفضله،
كيما يرى من تعب نفسه ويشبع؟! .


 
قديم 22 - 12 - 2021, 03:06 PM   رقم المشاركة : ( 62210 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أَنَا عَطْشَانُ ( يوحنا 19: 28 )



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ،

فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: أَنَا عَطْشَانُ

( يوحنا 19: 28 )





«أنا عطشان» ... كانت هذه هي الصرخة الوحيدة التي انطلقت من الرب يسوع على الصليب مُعبِّرة عن آلامه الجسدية. لقد كان أمرًا مألوفًا أن يجزع المحكوم عليهم بالصلب، وأن يستعطفوا وأن يتوسَّلوا بصراخ ودموع، وأحيانًا كانوا يهدرون تذمرًا، وينفرون مِن الصلب في شراسة. أما يسوع المسيح فلم يلفظ كلمة واحدة تنُّم عن الشكوى إلى هذه اللحظة. وحتى بعد هذه اللحظة، في وسط الآلام الشديدة، كان ضابطًا لنفسه، وكان محصورًا بالاهتمام بالآخرين، أو بالصلاة لله. ويا له مثالاً رائعًا للصبر!

ولكن هل يمكن أن يكون هذا هو الذي وقف مرة في أورشليم، في وسط جمع حاشد، يقول: «إن عطش أحدٌ فليُقبِل إليَّ ويشرب»؟ (يو7). أَ هذا هو الذي جلس على بئر يعقوب مع السامرية يقول لها: «مَن يشرب من الماء الذي أُعطيهِ أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيهِ يصيرُ فيهِ ينبوعَ ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية» (يو4). أَ يمكن أن يكون ذاك الذي بمثل هذه الكلمات كان على استعداد لأن يُطفئ عطش العالم، هو نفسه الذي يقول الآن: «أنا عطشان».

نعم، هو هو نفسه. وهذا التباين ملحوظ في كل أدوار حياته؛ تبايُن بين الغنى الداخلي والفقر الظاهري. كان قادرًا أن يُغني الكثيرين، ومع ذلك كان يُخدَم مِن أموال نساء فُضليات تبعنه. قال مرة: «أنا هو خبزُ الحياة»، ولكنه أحيانًا «جاع». لقد وعد المؤمنين به ”عروشًا“ و”منازل كثيرة“، ولكنه عن نفسه يقول: «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكارٌ، وأما ابن الإنسان فليسَ له أين يُسنِد رأسَهُ» ( مت 8: 20 ).

ولم يَزل المُخلِّص يقول: «أنا عطشان». كيف وأين؟ اسمعوه يقول: «عطشتُ فسقيتموني .. بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم» ( مت 25: 35 -40). فحيث يكون إخوة وأخوات ليسوع المسيح، منفردين أو منفردات على فراش المرض، محتاجين أو محتاجات إلى زيارة تؤنس وحشتهم، أو إلى يد المعونة تُخفف آلامهم أو تحمل الكأس إلى شفاههم اليابسة، فهناك يسوع المسيح، بهمساتهم الضعيفة يقول: «أنا عطشان».

والرب يسوع لم يَزَل يقول أيضًا: «أنا عطشان»؛ عَطْشَان إلى المحبة، عَطْشَان إلى الصلاة، عَطْشَان إلى الخدمة، عَطْشَان إلى القداسة. وفي القلب المُحب المُكرَّس الخدوم الطاهر؛ في مثل هذا القلب، يرى الرب مِن تعب نفسه ويشبع.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025