منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 12 - 2021, 01:31 PM   رقم المشاركة : ( 62011 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان حزن داود على يوناثان لا يوصف.‏ حتى ان هذا الرجل المتسامح حزن على شاول الذي نغَّص عيشه!‏ فرثاهما داود.‏ وقال كلاما مؤثرا جدا عن صديقه ومرشده المحبوب يوناثان،‏ لعل ابرزها الكلمات التالية:‏ «قد تضايقتُ عليك يا اخي يوناثان،‏ كنتَ حلوا لي جدا.‏ وكانت محبتك لي اعجب من محبة النساء».‏ —‏ ظ¢ صموئيل ظ،:‏ظ¢ظ¦‏.‏
لم ينسَ داود قط قسمه ليوناثان.‏ فبعد سنوات،‏ بحث عن ابنه الاعرج،‏ مفيبوشث،‏ واعتنى به.‏ (‏ظ¢ صموئيل ظ©:‏ظ،-‏ظ،ظ£‏)‏ فمن الواضح انه تعلَّم الكثير من يوناثان:‏ تعلَّم معنى الولاء والشرف،‏ تعلَّم كيف يكون صديقا حقيقيا حتى لو كلَّفه ذلك الكثير.‏ فهل نتعلَّم نحن ايضا دروسا مماثلة؟‏ هل نبحث عن اصدقاء اوفياء مثل يوناثان؟‏ وهل نعرب عن صداقة كهذه؟‏ فلنساعد اصدقاءنا ان ينمُّوا ايمانهم بيهوه ويقووه.‏ ولنضعْ ولاءنا ليهوه اولا،‏ ولنبقَ اولياء لأصدقائنا ايضا بدل ان نركِّز على مصالحنا الخاصة.‏ وهكذا نكون اصدقاء حقيقيين مثل يوناثان،‏ ونقتدي بإيمانه.‏
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:32 PM   رقم المشاركة : ( 62012 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ماذا كانت طبيعة علاقتهما؟‏


يدَّعي بعض الباحثين ان العلاقة التي جمعت يوناثان بداود هي علاقة جنسية.‏ فهل يؤيد الكتاب المقدس هذه الفكرة؟‏ تأمل في النقاط التالية.‏
  • الآيات التي يؤسسون فكرتهم عليها لا تشير في الواقع الى علاقة جنسية.‏ غالبا ما يستشهدون بكلمات داود عن يوناثان:‏ «كانت محبتك لي اعجب من محبة النساء».‏ (‏ظ¢ صموئيل ظ،:‏ظ¢ظ¦‏)‏ ويشير بعضهم ايضا الى العدد الذي يذكر ان الرجُلين قبَّلا واحدهما الآخر.‏ (‏ظ، صموئيل ظ¢ظ*:‏ظ¤ظ،‏)‏ لكنَّ هذه الكلمات وتعابير المودة كانت شائعة جدا في ازمنة الكتاب المقدس وفي حضارة الشرق الاوسط قديما بين الرجال،‏ دون الاشارة الى اي علاقة جنسية.‏ —‏ ظ، صموئيل ظ،ظ*:‏ظ،؛‏ ظ¢ صموئيل ظ،ظ©:‏ظ£ظ©‏.‏
  • كلا الرجُلين كانا متزوجَين من نساء وأنجبا أولادا.‏ تزوَّج داود نساء عديدات وأنجب اولادا كثيرين.‏ (‏ظ¢ صموئيل ظ¥:‏ظ،ظ£-‏ظ،ظ¦‏)‏ ويوناثان ايضا كان متزوجا من امرأة لا نعرف اسمها.‏ لكنَّ الاكيد ان لديه ابنا اسمه مفيبوشث،‏ او مريببعل.‏ —‏ ظ¢ صموئيل ظ¤:‏ظ¤؛‏ ظ، اخبار الايام ظ¨:‏ظ£ظ¤‏.‏
  • كلا الرجُلين كانا وليَّين لشريعة الله.‏ آمن يوناثان وداود كلاهما بيهوه الله وأحبَّاه،‏ حتى انهما حلفا «باسم يهوه» ان يظلَّا صديقين.‏ (‏ظ، صموئيل ظ¢ظ*:‏ظ¤ظ،،‏ ظ¤ظ¢‏)‏ اذًا كانت الطاعة ليهوه مهمة كثيرا في نظرهما.‏ وشريعة الله ادانت بوضوح كل اشكال العهارة،‏ بما في ذلك المثلية الجنسية.‏ (‏لاويين ظ،ظ¨:‏ظ¢ظ¢؛‏ ظ¢ظ*:‏ظ،ظ£‏)‏ لذا مَن يدَّعي ان العلاقة التي جمعت داود بيوناثان هي علاقة مثلية ينسف الاساس الذي بُنيَت عليه صداقتهما.‏
لا شيء في الكتاب المقدس يوحي بوجود علاقة جنسية بين يوناثان وداود او ان ايًّا منهما كانت لديه ميول مثلية.‏ هذه الفكرة هي ببساطة اجتهاد شخصي لا يرد في الرواية.‏





 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:39 PM   رقم المشاركة : ( 62013 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صفات وطباع الغراب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

4- بلا ولاء أو وفاء:
لقد أرسل نوحٌ مرةً الغراب، ومرةً أخرى الحمامة. وما أبعد الفارق من تصرف الاثنين. لقد خرج الغراب ولم يعد مرة أخرى إلى الفلك، في حين أن الحمامة - في المرَّتين التي أرسلها فيها نوح - رجعت إليه. إن الغراب لا يعرف الانتماء، لا صديق له، فرغم أنه مكث في الفلك مدة كبيرة، ما يقرب من ستة أشهر، ولا شك أنه تمتع بعناية نوح له، فهو الذي كان يُطعمه طوال هذه المدة، إلا أنه عندما خرج من الفلك، ووجد أمامه هذا الكم الهائل من الجيف، لم يُفكِّر أن يرجع إلى الفلك. فهو من ناحية يُفضِّل هذه الجيف عن الطعام الذي كان يُقدمه له نوح، ومن ناحية أخرى لا يشعر بأي انتماء لولي نعمته الذي اهتم واعتنى به!!
ألا يُذكرنا هذا بكلمات الرب الأسيفة عن شعبه: «الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم» (إش 3:1). ما أردأ أن تتحجر العواطف مُتجاهلة يد النعمة الغنية الممدودة بكل ترحاب، لتُقدِّم ما نحتاج إليه؟! يُشير الرب عن ذلك بالقول: «لأن شعبي عمل شرَّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آباراً، آباراً مشققة لا تضبط ماء» (إر 13:2).
أيمكن أن يصل جحود الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أيمكن أن تنطق الشفاه بمثل هذه الكلمات: «ابعد عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسر. من هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» (أي 14:21،15). هذا بكل أسف ما حدث، ليس فقط من الناس الأردياء، بل حتى من شعبه الذي تمتع بعنايته ورعايته. الذي اختبر يد الله المنعمة الصالحة، والذي يوبخهم موسى قائلاً: «وأفسد له الذين ليسوا أولاده عيبهمï€ھ، جيل أعوج ملتوٍ. ألرب تكافئون بهذا يا شعباً غبياً غير حكيم؟ أليس هو أباك ومقتنيك، هو عملك وأنشأك؟» (تث 5:32،6). ويستكمل موسى حديثه قائلاً: «فسمن يشورون ورفس. سمنت وغلظت واكتسيت شحماً! فرفض الإله الذي عمله، وغبي عن صخرة خلاصه» (تث 15:32).
ليتنا نأخذ لأنفسنا من ذلك دروساً نافعة، ويكون لسان حالنا ما قاله بطرس للرب، وكان محقاً في قوله: «يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك» (يو 68:6). وبذلك ينطبق علينا كلمات الرب: «يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها. ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها، والخراف تتبعه، لأنها تعرف صوته» (يو 3:10،4)، وأيضاً: «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني» (يو 27:10).
5-الجفاء وتبلد المشاعر:
يتكلم الرب لأيوب متسائلاً عن مَنْ الذي يعتني بفراخ الغربان، وهي ما زالت صغيرة في عشها - إذ أن من طبائع الغراب أن لا يعتني أو يُطعم صغاره - قائلاً: «من يهيئ للغراب صيده، إذ تنعب فراخه إلى الله، وتتردد لعدم القوت؟» (أي 43:38).
يا لها من مشاعر باردة يُظهرها الغراب لفراخه! تماماً كما يفعل النعام (مرا 3:4). وإن كنا نرى في عالم الطيور من يتصفون بالجفاء والقساوة، ألا نتعجب من أن نرى هذه الصفة في الإنسان الذي نفخ فيه الله من روحه، والذي من طبيعته تبارك اسمه المحبة، والرأفة والحنان؟! ألا نندهش عندما نقرأ كلمات إرميا عن حالة شعب الله وقد أظهروا الجفاء والقساوة، تماماً كما نراها في عالم الطيور قائلاً: «بنات آوَى أيضاً أخرجت أطباءها (حلمات ثديها)، أرضعت أجراءها (صغارها). أما بنت شعبي فجافية كالنعام في البرية» (مرا 3:4)؟ وكم نتعجب أن نرى أُماً تذبح ابنها وتأكله؟! (2مل6). الأمر الذي أشار إليه إرميا بأسف وحسرة، قائلاً: «أيادي النساء الحنائن طبخت أولادهنَّ. صاروا طعاماً لهنَّ» (مرا 10:4).
ï€ھ بحسب الترجمة اليسوعية: "لقد أفسد الذين ليسوا ببنيه لعيبهم"، وبحسب الترجمة التفسيرية: "لقد اقترفوا الفساد، ولم يعودوا له أبناء بل لطخة عار".
وإن كان الشيطان عن طريق الخطية أفسد طبيعة الإنسان، ونجح في أن يُشوِّه خليقة الله الصالحة، إلا أن الله لا يمكن أن تفشل مقاصده من نحو الإنسان الذي جبله، فإن كنا ورثنا الصفات الرديئة من الإنسان الأول، إلا أننا اكتسبنا كل الصفات الرائعة من الإنسان الثاني، وانطبق علينا القول: «كما هو السماوي هكذا السماويون أيضاً» (1كو 48:15؛ وأيضاً 2كو 17:5).
فبولس الذي كان يوماً مضطهداً ومفترياً .. ينفث تهدداً وقتلاً (1تي 13:1؛ أع 1:9)، صارت له بعد أن تقابل مع الرب ذات صفات وطباع المسيح. إذ نسمعه يقول لمؤمني تسالونيكي: «كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها، هكذا إذ كنا حانين إليكم، كنا نرضى أن نعطيكم، لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً، لأنكم صرتم محبوبين إلينا» (1تس 7:2،8). كما يقول لمؤمني فيلبي: «فإن الله شاهد لي كيف أشتاق إلى جميعكم في أحشاء يسوع المسيح» (في8:1).
ليتنا نجتهد أن تظهر فينا مثل هذه العواطف التي مصدرها الله، مستمعين إلى نصيحة الرسول بولس: «فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات، ولطفاً، وتواضعاً، ووداعة، وطول أناة» (كو 12:3).
6- يسكن الخرائب:
نعرف من سفر إشعياء 11:34 أن من عادات الغراب أنه يسكن الخرائب والأماكن المُوحِشة. فبعد أن تكلم إشعياء عن القضاء الذي سيوقعه الرب بأدوم، ومدى الخراب الذي سيحدث فيها .. «قتلاهم تُطرح، وجيفهم تصعد نتانتها، وتسيل الجبال بدمائهم ... لا يكون من يجتاز فيها » (إش 3:34،10). وبذلك يُصبح هذا المكان موضعاً مناسباً لسكنى أنواع شتى من الطيور، والذي من بينها :"الغراب"!
وليس هذا بالأمر الغريب على الغراب بعد أن تعرفنا عن بعض صفاته، إن الذي يهوى الجيف، لن يجد مكاناً يناسبه سوى الخرائب!
يا له من مكان كئيب هذا الذي يجد فيه الغراب مأوى يحلو أن يسكن فيه؟! أي جو نجس فاسد مثل هذا؟ أيمكن أن مكان يملأ الموت أرجائه يُصبح مسكناً مريحاً للغراب؟! هذا بالفعل هو واقع الغراب.
لكن ألم تكن هذه طبيعة حياتنا قبل الإيمان؟ فلم نكن نفرق كثيراً عن الذي كان مجنوناً يسكن القبور (مر5:5)، إلى أن سمعنا الصوت الذي بعث فينا الحياة والرجاء قائلاً: «استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح» (أف 14:5).
ما أروع عمل المسيح فينا، نحن الذين كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا. نسكن في أرض قد ضُربت باللعنة، وصارت تنبت شوكاً وحسكاً (تك 18:3). تماماً كالأرض التي يصفها إشعياء، والتي هي مكان سكنى الغراب (إش 13:34). غير أن الآب له كل المجد «أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته» (كو 13:1)، وبعد أن كنا نسكن في عالم الموت والإثم «أهَّلنا لشركة ميراث القديسين في النور» (كو 12:1). فما أمجد وأروع سيدنا الكريم المبارك!
7- سواده الحالك:
لعل ما يُميز الغراب عن سائر الطيور لون ريشه الأسود الداكن، فلا يوجد اثنان يختلفان عن تحديد لون الغراب. فمثلاً قد نختلف إذا أردنا أن نُحدد لون العصفور الشائع في بلادنا المصرية، هل هو يميل إلى البني، أم الرصاصي؟ أما الغراب فهو يشتهر بلونه الأسود الفاحم. فلو وقف الغراب بين كثير من الطيور، يُمكننا بسهولة أن نميزه سريعاً دون أي تردد أو خطأ.
ولست أعلم هل أعتبر هذا ميزة، أم عيب؟! قد يكون ميزة لأنه يُعلن عن نفسه بسواده الشديد. وقد يكون أيضاً عيب لأن اللون الأسود ليس من الألوان المبهجة عند غالبية الناس، إذ أنه يُثير فيهم كثير من الانقباض والتشاؤم.
وإن كان هذا هو حال الغراب، فما هو حالنا نحن؟ إذ علينا أن نكون واضحين وظاهرين، وهذا ينطبق ليس فقط على الأشرار، بل أيضاً على أولاد الله. يقول الرسول يوحنا: «أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس» (1يو10:3).
فإن كان الأشرار يُعلنون عن أنفسهم بحياتهم الآثمة والمستبيحة، فعلينا نحن أيضاً أن نظهر حياة المسيح فينا. الأمر الذي يُؤكد عليه الرسول بولس بالقول: «لأننا رائحة المسيح الذكية لله، في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون» (2كو 15:2). وأيضاً: « أنتم رسالتنا .. معروفة ومقروءة من جميع الناس. ظاهرين أنكم رسالة المسيح» (2كو 2:3،3).
غير أن ما يبُغضه الرب تماماً أولئك غير الواضحين، والذين لا يظهرون بشكل واضح، فعن هؤلاء يقول الرب: «أنا عارف أعمالك، أنك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً! هكذا لأنك فاتر، ولست بارداً ولا حاراً، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي» (رؤ 15:3،16). فهؤلاء عندما تراهم مع الأشرار تجدهم يسبقونهم في الشر والفساد، وعندما تراهم مع القديسين تجدهم أكثر حماساً وغيرة في الأمور الروحية. إنهم يتفوقون في أي وسط يوجدون فيه! وعن أولئك يُصرِّح الرب قائلاً: «لماذا لي كثرة ذبائحكم .. اتَّخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات، وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسرُّ .. لست أطيق الإثم والاعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي. صارت عليَّ ثقلاً. مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم، وإن كثَّرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دماً. اغتسلوا. تنقَّوا. اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيَّ. كفوا عن فعل الشر. تعلَّموا فعل الخير. اطلبوا الحق» (إش1: 11-17).
ليتنا نُدرك ذلك يقيناً، ويتم فينا رغبة الرسول بولس المقدسة: «يُتصوَّر المسيح فيكم» (غل4: 19).
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 62014 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بلا ولاء أو وفاء:
لقد أرسل نوحٌ مرةً الغراب، ومرةً أخرى الحمامة. وما أبعد الفارق من تصرف الاثنين. لقد خرج الغراب ولم يعد مرة أخرى إلى الفلك، في حين أن الحمامة - في المرَّتين التي أرسلها فيها نوح - رجعت إليه. إن الغراب لا يعرف الانتماء، لا صديق له، فرغم أنه مكث في الفلك مدة كبيرة، ما يقرب من ستة أشهر، ولا شك أنه تمتع بعناية نوح له، فهو الذي كان يُطعمه طوال هذه المدة، إلا أنه عندما خرج من الفلك، ووجد أمامه هذا الكم الهائل من الجيف، لم يُفكِّر أن يرجع إلى الفلك. فهو من ناحية يُفضِّل هذه الجيف عن الطعام الذي كان يُقدمه له نوح، ومن ناحية أخرى لا يشعر بأي انتماء لولي نعمته الذي اهتم واعتنى به!!
ألا يُذكرنا هذا بكلمات الرب الأسيفة عن شعبه: «الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه، أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم» (إش 3:1). ما أردأ أن تتحجر العواطف مُتجاهلة يد النعمة الغنية الممدودة بكل ترحاب، لتُقدِّم ما نحتاج إليه؟! يُشير الرب عن ذلك بالقول: «لأن شعبي عمل شرَّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آباراً، آباراً مشققة لا تضبط ماء» (إر 13:2).
أيمكن أن يصل جحود الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أيمكن أن تنطق الشفاه بمثل هذه الكلمات: «ابعد عنا، وبمعرفة طرقك لا نُسر. من هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» (أي 14:21،15). هذا بكل أسف ما حدث، ليس فقط من الناس الأردياء، بل حتى من شعبه الذي تمتع بعنايته ورعايته. الذي اختبر يد الله المنعمة الصالحة، والذي يوبخهم موسى قائلاً: «وأفسد له الذين ليسوا أولاده عيبهمï€ھ، جيل أعوج ملتوٍ. ألرب تكافئون بهذا يا شعباً غبياً غير حكيم؟ أليس هو أباك ومقتنيك، هو عملك وأنشأك؟» (تث 5:32،6). ويستكمل موسى حديثه قائلاً: «فسمن يشورون ورفس. سمنت وغلظت واكتسيت شحماً! فرفض الإله الذي عمله، وغبي عن صخرة خلاصه» (تث 15:32).
ليتنا نأخذ لأنفسنا من ذلك دروساً نافعة، ويكون لسان حالنا ما قاله بطرس للرب، وكان محقاً في قوله: «يا رب، إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك» (يو 68:6). وبذلك ينطبق علينا كلمات الرب: «يدعو خرافه الخاصة بأسماء ويخرجها. ومتى أخرج خرافه الخاصة يذهب أمامها، والخراف تتبعه، لأنها تعرف صوته» (يو 3:10،4)، وأيضاً: «خرافي تسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني» (يو 27:10).
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:41 PM   رقم المشاركة : ( 62015 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الجفاء وتبلد المشاعر:
يتكلم الرب لأيوب متسائلاً عن مَنْ الذي يعتني بفراخ الغربان، وهي ما زالت صغيرة في عشها - إذ أن من طبائع الغراب أن لا يعتني أو يُطعم صغاره - قائلاً: «من يهيئ للغراب صيده، إذ تنعب فراخه إلى الله، وتتردد لعدم القوت؟» (أي 43:38).
يا لها من مشاعر باردة يُظهرها الغراب لفراخه! تماماً كما يفعل النعام (مرا 3:4). وإن كنا نرى في عالم الطيور من يتصفون بالجفاء والقساوة، ألا نتعجب من أن نرى هذه الصفة في الإنسان الذي نفخ فيه الله من روحه، والذي من طبيعته تبارك اسمه المحبة، والرأفة والحنان؟! ألا نندهش عندما نقرأ كلمات إرميا عن حالة شعب الله وقد أظهروا الجفاء والقساوة، تماماً كما نراها في عالم الطيور قائلاً: «بنات آوَى أيضاً أخرجت أطباءها (حلمات ثديها)، أرضعت أجراءها (صغارها). أما بنت شعبي فجافية كالنعام في البرية» (مرا 3:4)؟ وكم نتعجب أن نرى أُماً تذبح ابنها وتأكله؟! (2مل6). الأمر الذي أشار إليه إرميا بأسف وحسرة، قائلاً: «أيادي النساء الحنائن طبخت أولادهنَّ. صاروا طعاماً لهنَّ» (مرا 10:4).
ï€ھ بحسب الترجمة اليسوعية: "لقد أفسد الذين ليسوا ببنيه لعيبهم"، وبحسب الترجمة التفسيرية: "لقد اقترفوا الفساد، ولم يعودوا له أبناء بل لطخة عار".
وإن كان الشيطان عن طريق الخطية أفسد طبيعة الإنسان، ونجح في أن يُشوِّه خليقة الله الصالحة، إلا أن الله لا يمكن أن تفشل مقاصده من نحو الإنسان الذي جبله، فإن كنا ورثنا الصفات الرديئة من الإنسان الأول، إلا أننا اكتسبنا كل الصفات الرائعة من الإنسان الثاني، وانطبق علينا القول: «كما هو السماوي هكذا السماويون أيضاً» (1كو 48:15؛ وأيضاً 2كو 17:5).
فبولس الذي كان يوماً مضطهداً ومفترياً .. ينفث تهدداً وقتلاً (1تي 13:1؛ أع 1:9)، صارت له بعد أن تقابل مع الرب ذات صفات وطباع المسيح. إذ نسمعه يقول لمؤمني تسالونيكي: «كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها، هكذا إذ كنا حانين إليكم، كنا نرضى أن نعطيكم، لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً، لأنكم صرتم محبوبين إلينا» (1تس 7:2،8). كما يقول لمؤمني فيلبي: «فإن الله شاهد لي كيف أشتاق إلى جميعكم في أحشاء يسوع المسيح» (في8:1).
ليتنا نجتهد أن تظهر فينا مثل هذه العواطف التي مصدرها الله، مستمعين إلى نصيحة الرسول بولس: «فالبسوا كمختاري الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات، ولطفاً، وتواضعاً، ووداعة، وطول أناة» (كو 12:3).
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:42 PM   رقم المشاركة : ( 62016 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يسكن الخرائب:
نعرف من سفر إشعياء 11:34 أن من عادات الغراب أنه يسكن الخرائب والأماكن المُوحِشة. فبعد أن تكلم إشعياء عن القضاء الذي سيوقعه الرب بأدوم، ومدى الخراب الذي سيحدث فيها .. «قتلاهم تُطرح، وجيفهم تصعد نتانتها، وتسيل الجبال بدمائهم ... لا يكون من يجتاز فيها » (إش 3:34،10). وبذلك يُصبح هذا المكان موضعاً مناسباً لسكنى أنواع شتى من الطيور، والذي من بينها :"الغراب"!
وليس هذا بالأمر الغريب على الغراب بعد أن تعرفنا عن بعض صفاته، إن الذي يهوى الجيف، لن يجد مكاناً يناسبه سوى الخرائب!
يا له من مكان كئيب هذا الذي يجد فيه الغراب مأوى يحلو أن يسكن فيه؟! أي جو نجس فاسد مثل هذا؟ أيمكن أن مكان يملأ الموت أرجائه يُصبح مسكناً مريحاً للغراب؟! هذا بالفعل هو واقع الغراب.
لكن ألم تكن هذه طبيعة حياتنا قبل الإيمان؟ فلم نكن نفرق كثيراً عن الذي كان مجنوناً يسكن القبور (مر5:5)، إلى أن سمعنا الصوت الذي بعث فينا الحياة والرجاء قائلاً: «استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح» (أف 14:5).
ما أروع عمل المسيح فينا، نحن الذين كنا أمواتاً بالذنوب والخطايا. نسكن في أرض قد ضُربت باللعنة، وصارت تنبت شوكاً وحسكاً (تك 18:3). تماماً كالأرض التي يصفها إشعياء، والتي هي مكان سكنى الغراب (إش 13:34). غير أن الآب له كل المجد «أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته» (كو 13:1)، وبعد أن كنا نسكن في عالم الموت والإثم «أهَّلنا لشركة ميراث القديسين في النور» (كو 12:1). فما أمجد وأروع سيدنا الكريم المبارك!
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:43 PM   رقم المشاركة : ( 62017 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سواده الحالك:
لعل ما يُميز الغراب عن سائر الطيور لون ريشه الأسود الداكن، فلا يوجد اثنان يختلفان عن تحديد لون الغراب. فمثلاً قد نختلف إذا أردنا أن نُحدد لون العصفور الشائع في بلادنا المصرية، هل هو يميل إلى البني، أم الرصاصي؟ أما الغراب فهو يشتهر بلونه الأسود الفاحم. فلو وقف الغراب بين كثير من الطيور، يُمكننا بسهولة أن نميزه سريعاً دون أي تردد أو خطأ.
ولست أعلم هل أعتبر هذا ميزة، أم عيب؟! قد يكون ميزة لأنه يُعلن عن نفسه بسواده الشديد. وقد يكون أيضاً عيب لأن اللون الأسود ليس من الألوان المبهجة عند غالبية الناس، إذ أنه يُثير فيهم كثير من الانقباض والتشاؤم.
وإن كان هذا هو حال الغراب، فما هو حالنا نحن؟ إذ علينا أن نكون واضحين وظاهرين، وهذا ينطبق ليس فقط على الأشرار، بل أيضاً على أولاد الله. يقول الرسول يوحنا: «أولاد الله ظاهرون، وأولاد إبليس» (1يو10:3).
فإن كان الأشرار يُعلنون عن أنفسهم بحياتهم الآثمة والمستبيحة، فعلينا نحن أيضاً أن نظهر حياة المسيح فينا. الأمر الذي يُؤكد عليه الرسول بولس بالقول: «لأننا رائحة المسيح الذكية لله، في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون» (2كو 15:2). وأيضاً: « أنتم رسالتنا .. معروفة ومقروءة من جميع الناس. ظاهرين أنكم رسالة المسيح» (2كو 2:3،3).
غير أن ما يبُغضه الرب تماماً أولئك غير الواضحين، والذين لا يظهرون بشكل واضح، فعن هؤلاء يقول الرب: «أنا عارف أعمالك، أنك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً! هكذا لأنك فاتر، ولست بارداً ولا حاراً، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي» (رؤ 15:3،16). فهؤلاء عندما تراهم مع الأشرار تجدهم يسبقونهم في الشر والفساد، وعندما تراهم مع القديسين تجدهم أكثر حماساً وغيرة في الأمور الروحية. إنهم يتفوقون في أي وسط يوجدون فيه! وعن أولئك يُصرِّح الرب قائلاً: «لماذا لي كثرة ذبائحكم .. اتَّخمت من محرقات كباش وشحم مسمنات، وبدم عجول وخرفان وتيوس ما أُسرُّ .. لست أطيق الإثم والاعتكاف. رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي. صارت عليَّ ثقلاً. مللت حملها. فحين تبسطون أيديكم أستر عيني عنكم، وإن كثَّرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملآنة دماً. اغتسلوا. تنقَّوا. اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيَّ. كفوا عن فعل الشر. تعلَّموا فعل الخير. اطلبوا الحق» (إش1: 11-17).
ليتنا نُدرك ذلك يقيناً، ويتم فينا رغبة الرسول بولس المقدسة: «يُتصوَّر المسيح فيكم» (غل4: 19).
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:45 PM   رقم المشاركة : ( 62018 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





هل تعلم:
أن الغراب يبلغ طوله في المتوسط حوالي 60سم. وهو يتغذى على الثمار والحبوب والحشرات والديدان والقواقع والطيور وصغار الثدييات، وعلى الجيف، ولذلك اُعتبر الغراب على أجناسه من الطيور النجسة (لا11: 15 وتث14:14)، ويُضرب به المثل في لونه الأسود الحالك(نش 5: 11)، ويوجد في كل مناطق العالم باستثناء جنوبي المحيط الهادي. كما يوجد بكثرة في فلسطين ووادي الأردن وهو يعيش في الخرائب (إش 34: 11).
أولاً :صفاته
1-ميله إلى الجيف:
إن الغراب لا يعرف أن يهاجم فريسة ويأكلها، كما يفعل النسر مثلاً، إنما يمكنه التغذي على أي كائن ميت. وهو بذلك يختلف كثيراً عن الطيور والحيوانات الكاسرة، والتي لا يمكن أن تقترب من الجيف على الإطلاق، بل تقتنص بنفسها فريستها الحية، ومن ثم تأكلها!

ويا لها من صفة غريبة .. إن الجيف النتنة ذات الرائحة الكريهة العفنة، يجد الغراب فيها طعاماً مقبولاً، بل وشهياً له؟!

إن ما نتعجب منه هنا في عالم الطيور، نجده يحدث في عالم الإنسان الفاسد البعيد عن الله، وليس في أننا نجده يميل إلى الجيف الحرفية، بل إلى ما تُشير إليه الجيف، بل هي أكثر رداءة وفساد منها، إنها تلك الممارسات الرديئة التي يصفها الرسول بولس بأنها «أعمال الظلمة»، والتي استصعب أن يستفيض في شرحها إذ أن «ذكرها أيضاً قبيح» (أف 5: 12).
هل نندهش ونستنكر ذلك؟! استمع معي إلى ما يقوله الرسول بولس وهو يصف حالة الناس البعيدين عن الله: «مملوئين من كل إثم، وزنا وشر وطمعٍ وخبث، مشحونين حسداً وقتلاً وخصاماً ومكراً وسوءاً، نمامين مفترين، مبغضين لله، ثالبين متعظمين مدعين، مبتدعين شروراً، غير طائعين للوالدين، بلا فهم ولا عهدٍ ولا حنو ولا رضى ولا رحمة. الذين إذ عرفوا حكم الله أن الذين يعملون مثل هذه يستوجبون الموت، لا يفعلونها فقط، بل أيضاً يُسرُّون بالذين يعملون» (رو1 : 29-32).
وكم نشكر الرب جداً، فلقد كان فينا صفات قبل الإيمان نقشعر الآن حينما نتذكرها، لكننا تمتعنا بغُسل الميلاد الثاني، وانطبق علينا كلمات الرسول بولس: «إن كان أحدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة: الأشياء العتيقة قد مضت، هوذا الكل قد صار جديداً» (2كو5 : 17).
وهذا ما يؤكده أيضاً الرسول في قوله: «أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟ لا تضلوا: لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور، ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله. وهكذا كان أناسٌ منكم. لكن اغتسلتم، بل تقدستم، بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا» (1كو6 :9-11).
2- الشراهة والنهم:
كما نجد أن الغراب يجد لذة عارمة وهو يأكل الجيف! فهو ينهش فيها بكل شغف ومتعة، وهذا ما يُشير إليه الحكيم وهو يتكلم عن العين المُستهزئة بأبيها: «العين المستهزئة بأبيها، والمحتقرة إطاعة أمها، تقوِّرها غربان الوادي، وتأكلها فراخ النسر » (أم30 : 17). فهو لا يأكل فحسب، كما ذُكر عن النسر هنا، بل يأكل بنهم وشراهة، إنه «يقوِّر» .. أي ينهش لحم الفريسة؟!
وإن كنا نتعجب مما يفعله الغراب مع الفريسة، إلا أن تعجبنا يزداد ونحن نرى ما يفعله الإنسان البعيد عن الله، والذي لا يجد أي حرج في فعل الرذيلة، بل يمارس الشر بكل بساطة وسهولة كأنه أمر معتاد، والذي يصفه أليفاز التيماني بالقول: «مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كالماء!» (أي 15 : 16)، وليس ذلك فقط، بل إنه: «يُسَّر بالإثم» (2تس2: 12).
بحسب الترجمة اليسوعية: تفقأها، وبحسب الترجمة التفسيرية: تقتلعها.
وإن كنا نرى في ذلك قضاء الله الصارم لمن يَخِلُّ بترتيبه، وما أعلنه عن لزوم احترام وإكرام الوالدين. فهو من ناحية أعطى وعداً لمن يُكرم الوالدين (خر20: 12)، ومن ناحية أخرى أعلن عقابه لمن يهين ويحتقر الوالدين. ولعل شريعة الابن المارد خير دليل على ذلك (تث21: 18-21).

وإن كانت هذه هي طبيعة الغراب .. النهش في الجيف ، كما أن طبيعة البعيد عن الله .. التلذذ بالإثم، إلا أن طبيعة المولود من الله غير ذلك تماماً. إنه ليس فقط «لا يُسر بالإثم»، بل «يُبغض الإثم»، وأيضاً «يُحب البر»، وهو بذلك يتشبه بمن صار مرشداً ومثالاً لنا، والذي قيل له: «أحببت البر وأبغضت الإثم» (مز45: 7).
من أجل ذلك كم هو أمر محزن جداً أن نجد مؤمناً حقيقياً، وقد اختبر حياة القداسة والطهارة، وقد تغذى بالمسيح، الذي هو: «خبز الله .. النازل من السماء» (يو6: 33). وتلذذ بكلمة الله، التي هي: «أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشهاد» (مز10:19). يَحِنُّ مرة أخرى إلى الأمور القديمة، بما فيها من دنس وفساد!!
لقد تمتع الشعب قديماً بعد أن تحرر من نير فرعون، وهو منطلق إلى أرض ميراثه بأفخر طعام ألا وهو «المَن» .. الذي يصفه آساف بالقول: «بر السماء .. خبز الملائكة» (مز78: 24، 25)، إلا أننا نجدهم يحنُّون إلى طعامهم القديم، مُظهرين سأمهم من هذا الطعام الجديد، قائلين لموسى: «قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجاناً، والقثاء والبطيخ والكراث والبصل والثوم. والآن قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن!» (عد11: 5، 6). يا للحسرة عندما تعزف أنفسهم عن الطعام الأرقى قائلين عنه: «كرهت أنفسنا الطعام السخيف» (عد21: 5)، وتحِنُّ للدون!! ليتنا ندرك جيداً أن لنا طعاماً يختلف تماماً عن طعام العالم .. فكأطفال حديثي الإيمان لنا «اللبن العقلي العديم الغش»، وهو نافع لنمونا (1بط2:2)، وكبالغين لنا «الطعام القوي»، وهو نافع لتمرين حواسنا على التمييز بين الخير والشر (عب5: 14).
إن كانت طبيعة الغراب - غير الطاهر والنجس - هو أن ينهش لحم الفريسة، لكن ألا نتعجب، بل ونرتعب أن يذكر الرسول بولس عن مؤمني غلاطية أنهم ينهشون بعضهم بعضاً!! إذ أننا نقرأ توبيخه لهم: «فإذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضاً، فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضاً؟!» (غل5 : 15). فكم هو أمر مؤسف أن يصل حال المؤمنين الذين صاروا أطهاراً، والذين يجب أن يتصفوا بالوداعة والتواضع كسيدهم (مت11: 29)، أن تظهر فيهم هذه الصفة الرديئة، والتي هي من نتاج الطبيعة القديمة الفاسدة.
عندما أرسل نوح الغراب من الفلك بعد الطوفان، يذكر الكتاب أنه: «خرج متردداً» (تك8: 7). وهذه صفة أخرى للغراب، التردد .. إنه لا يستقر في مكان محدد، بل سريع التنقل من مكان إلى آخر. وكأنه لا يعرف ماذا يريد بالضبط. إن أمامه كم رهيب من «الجيف»، تلك التي يهواها ويجد سروره فيها، إلا أننا نجده ينتقل من واحدة إلى أخرى، رغم أنها لا تفترق كثيراً عن بعض؟!
وهذا ما يتصف به أيضاً الإنسان البعيد عن الله: «رجل ذو رأيين هو متقلقل في جميع طرقه » (يع1: 8). مسكين الإنسان عندما ينحرف عن الله ويُحاول أن يجد استقراره بالانفصال عنه .. عبثاً يُحاول، وهيهات أن يحصل على راحة البال والاستقرار الذي يبتغيه .. إنه يسري عليه قضاء الرب الذي قاله لقايين: «تائهاً وهارباً تكون في الأرض» (تك 12:4). نعم، «تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر» (مز4:16). وسيظل الإنسان هكذا إلى أن تُختم حياته في تيه وضلال أبدي، ويتم فيهم قول يهوذا: «أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم. نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد» (يه13).
ولكن كم نشكر الرب جداً، وقد هدى خطواتنا إلى طريق السلام، وعرفناه كالراعي الصالح، الذي يعرف أن يضمنا إليه، حيث يُربضنا .. ليس أمام جيف، بل في مراعٍ خضر .. ويوردنا، ليس إلى مياه القضاء والدينونة، بل إلى مياه الراحة. وبذلك لنا أن نردد مع داود: «بسلامة اضطجع بل أيضاً أنام، لأنك أنت يا رب منفردا في طمأنينة تُسَكِّنني» (مز8:4).
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:47 PM   رقم المشاركة : ( 62019 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أن الغراب يبلغ طوله في المتوسط حوالي 60سم.
وهو يتغذى على الثمار والحبوب والحشرات والديدان والقواقع والطيور وصغار الثدييات، وعلى الجيف،
ولذلك اُعتبر الغراب على أجناسه من الطيور النجسة (لا11: 15 وتث14:14)،
ويُضرب به المثل في لونه الأسود الحالك(نش 5: 11)،
ويوجد في كل مناطق العالم باستثناء جنوبي المحيط الهادي.
كما يوجد بكثرة في فلسطين ووادي الأردن وهو يعيش في الخرائب (إش 34: 11).
 
قديم 21 - 12 - 2021, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 62020 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,536

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ميله إلى الجيف:
إن الغراب لا يعرف أن يهاجم فريسة ويأكلها، كما يفعل النسر مثلاً، إنما يمكنه التغذي على أي كائن ميت. وهو بذلك يختلف كثيراً عن الطيور والحيوانات الكاسرة، والتي لا يمكن أن تقترب من الجيف على الإطلاق، بل تقتنص بنفسها فريستها الحية، ومن ثم تأكلها!

ويا لها من صفة غريبة .. إن الجيف النتنة ذات الرائحة الكريهة العفنة، يجد الغراب فيها طعاماً مقبولاً، بل وشهياً له؟!
إن ما نتعجب منه هنا في عالم الطيور، نجده يحدث في عالم الإنسان الفاسد البعيد عن الله، وليس في أننا نجده يميل إلى الجيف الحرفية، بل إلى ما تُشير إليه الجيف، بل هي أكثر رداءة وفساد منها، إنها تلك الممارسات الرديئة التي يصفها الرسول بولس بأنها «أعمال الظلمة»، والتي استصعب أن يستفيض في شرحها إذ أن «ذكرها أيضاً قبيح» (أف 5: 12).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025