17 - 09 - 2014, 04:37 PM | رقم المشاركة : ( 6181 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصدقة والعطاء الذي يشعر بالجوع في الصوم. يشفق تلقائيا علي الجياع. فيعطيهم. والذي يمارس الحرمان الاختياري في الصوم. يشعر بحاجة المحرومين وعوزهم. فتدخل في قلبه مشاعر الرحمة نحو كل هؤلاء. لذلك يكثر في الصوم الإحسان إلي الفقراء. ليس من جهة الطعام فقط. بل في كل احتياجاتهم. ويتأكد الصائم - حينما يعطي - انه لا يعطي من جيبه. انما من حق الله عليه.. وما أجمل عبارة ذلك المرشد الروحي الذي قال: "إذا لم يكن عندك ما تعطيه لهؤلاء المساكين. فصم وقدّم لهم طعامك" هناك جزء من أموالك من المفروض ان تقدمه لله. وهذا تعطيه في فترة الصوم للفقراء. وتقول للرب الاله "من يدك أعطيناك" وتشعر انك فيما تأكل. يأكل هؤلاء الفقراء معك. الزهد قد يمتنع الانسان عن الطعام. ولكنه يشتهيه. ولذلك لا يكون السمو في الامتناع عن الطعام.انما في الزهد فيه. الارتفاع عن مستوي الاكل يوصل الي الزهد فيه والي النسك ايضا. فان لم تستطع الوصول الي هذا الزهد والنسك. فماذا تفعل؟ علي الاقل - من أجل ضبط النفس - لا تأكل وتشرب كل ما تشتهيه نفسك. وان لم تستطع. خذ جزءا ولا تأكل الكل. اترك شيئا. ان دانيال النبي قال عن صومه: كنت صائما ثلاثة اسابيع اياماً. لم آكل طعاما شهيا. ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر. ولم أدّهن. هنا يبدو ضبط النفس: ان نفسك تريد. وأنت ترفض أن تستجيب إلي رغبتها. وتنجح في رفضك. فتكتسب قوة ارادة. ويمكن ان تنفذ هذا التدريب بالنسبة إلي رغبات أخري من رغبات النفس. فتصير الرغبات خاضعة لارادتك. ضبط النفس جميل ولازم ان تضبط نفسك ضد كل رغبة خاطئة. سواء أتتك من داخلك أو من حروب الشياطين. فان الذي يحكم نفسه. خير ممن يحكم مدينة. لذلك امسك زمام ارادتك في يدك. وبخاصة في أيام الصوم. وكما يشتهي جسدك الأكل والشرب فتمنعه عنهما. وتنجح في منعك. كذلك امنعه عن شهواته الخاطئة. بنفس قوة الارادة التي اكتسبتها من الصوم. واضرب لك هنا بضعة أمثلة: * الامتناع عن التدخين في أثناء صومك. اجعله يمتد بعد ذلك. ولو بأسلوب من التدريج: نصف ساعة ثم ساعة فأكثر. وكلما تشتهي ان تدخن. امنع نفسك علي قدر ما تستطيع. الي ان تبطل هذه العادة الرديئة التي تضيع صحتك ومالك وارادتك. بل تضيع أيضا صحة الذين حولك. من أسرتك أو من أصحابك. * الامتناع عن الصحبة الرديئة التي تقود إلي أخطاء عديدة. عالما ان المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة - والمعروف ان كثيرا من الشباب قد تعود الادمان علي المخدرات عن طريق مجموعة من الاصدقاء قادته الي ذلك. فتورط معهم. وتدرج حتي خضع للمخدر. * الامتناع عن قراءة المجلات الماجنة. والكتابات المفسدة للفكر. يبدأ هذا المنع في الصوم. ويستمر بعده. وهكذا يستمر عامل المنع عندك بالنسبة الي كل شيء ضار. وتكتسب فضيلة ضبط النفس التي تنفعك في كل نواحي حياتك. ان قهر الجسد - بضبط النفس - هو وسيلة تأخذ به الروح حريتها. وضبط الجسد لازم. حتي لا ينحرف فيهلك الروح معه. وحينما يكون الجسد منضبطا. تمسك الروح بدفة الموقف. وتدبر مسيرة الحياة كلها. والجسد حينذاك لا يقاومها. بل يخضع لقيادتها ويشترك معها في كل عمل صالح. صوم اللسان والفكر قال أحد الآباء الروحيين في هذا المعني: صوم اللسان خير من صوم الفم عن الطعام. وصوم القلب عن الشهوات الرديئة خير من صوم الاثنين "اللسان والفم". ومع صوم القلب عن الشهوات. يصوم الفكر ايضا عنها. وللاسفغالبية الناس أثناء الصوم. يهتمون فقط بصوم الفم عن الطعام. بينما القلب والفكر هما الأهم. وكذلك أخطاء اللسان ما أخطرها. لان اللسان يفضح ما في القلب من المشاعر والأحاسيس حتي التي يريد ان يخفيها. وصوم اللسان معناه ألا يأخذ حريته في الكلام بكل جيد ورديء. بل كما قال داود النبي "ضع يا رب حافظاً لفمي. باباً حصيناً لشفتيّ". لذلك فالانسان الصالح لا يسرع بنطق أية كلمة تخطر علي عقله. بل انه يصوّم فمه عن الكلام الرديء. ويضبطه فلا يلفظ إلا الكلام الصالح الذي للبنيان الذي يستفيد به كل من يسمعه. كذلك صوم الفكر فلا يسمح الانسان لأية فكرة ان تجول بذهنه. ولا يتمشي معها ما دامت فكرة خاطئة. بل يصوم عنها ذهنه. ولا يعطي الذهن فرصة ليتغذي بمثل هذه الأفكار. والأفكار تنبع من القلب. ثم تعود اليه وتصبح مشاعر ولذلك فان صوم الفكر وصوم القلب. يتبادلان المواقع معا. كسبب ونتيجة. ان صوّمت قلبك عن الشهوات الرديئة. فسوف يصوم فكرك تلقائياً عنها. إذ لا يرد اليه من القلب ما يغذيه.. وبالمثل ما يرد إلي القلب من نيات. ان صوّم الانسان قلبه عنها. فلن تصل الي الارادة. فتصوم الارادة حينذاك عن تنفيذ كل نية شريرة. لانها لم تصدر عن القلب الصائم. اذن المهم هو صوم القلب والفكر عن كل رغبة خاطئة. أما صوم الجسد فهو أقل شيء. الاعتكاف والصمت الاعتكاف والصمت لازمان للعمل الروحي خلال الصوم. ففي اعتكافه. يصمت الصائم. وإذ لا يوجد من يتكلم معه. فانه يكلم الله. أي يصلي. والمعروف ان الصائم - في حالة نسكه وجوعه - قد يكون في حالة من ضعف الجسد لا تساعده علي بذل مجهود في الحديث - لذلك يصمت ويصلي. أو يستغل وقته في قراءات روحية. فالاعتكاف له أليق وأنسب. وفي صومه تكون روحه منشغلة بالتأمل في الالهيات. لذلك فاللقاءات والأحاديث تعطله عن العمل الروحي داخل قلبه.. وأيضا فان الزيارات - ان قام بها - تمنع تفرغه. حاول اذن ان تعتكف في صومك. لتنشغل بصلواتك وقراءاتك الروحية وتأملاتك. وان اضطررت إلي الخلطة. فليكن ذلك في أضيق الحدود. وعليك اذن ان تتخلص من الوقت الضائع. لكي تقضيه مع الرب الهك |
||||
17 - 09 - 2014, 04:38 PM | رقم المشاركة : ( 6182 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الألفاظ الرقيقة
كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث * الانسان الروحى لا يستخدم الفاظا قاسية، انما الفاظا رقيقة لانه من ثمار الروح القدس (لطف). فهل انت تتميز باللطف فى كلامك ومعاملاتك؟.. * انظر الى السيد المسيح وهو يكلم المرأة السامرية وهى إمرأة خاطئة جدا يقول لها " حسنا قلت انه ليس لك زوج، لانه كان لك خمسة ازواج والذى معك الآن ليس هو لك "، عبارة (ازواج) عبارة رقيقة جدا، لانهم لم يكونوا ازواجا ولكن الرب لم يستخدم العبارة الاخرى الشديدة. كما ان قوله "الذى معك ليس هو لك " هى ارق اسلوب، لم يضمنه اى لفظ جارح.. * بدلا من ان تجرح الناس، حاول ان تكسبهم.. * ان بولس الرسول لما دخل اثينا واحتدت روحه، اذ وجد المدينة مملوءة اصناما، قال لهم فى رقة، ايها الرجال الاثينيون، انى ارى على كل حال انكم متدينون كثيرا.. ". * والسيد الرب حينما تكلم عن ايوب، امتدحه بكلمات رقيقة امام الشيطان بقوله انه " ليس مثله رجل كامل ومستقيم، يفعل الخير ويحيد عن الشر " بينما ليس احد كامل الا الله وحده.. * بل من ارق كلام الله فى حديثه عن نينوى، المدينة الخاطئة، الاممية، التى لا يعرف اهلها يمينهم من شمالهم قال "افلا شفق انا على نينوى المدينة العظيمة". اكانت نينوى عظيمة حقا، ام هى رقة الرب؟.. * ومن رقة الله فى الفاظه، الاسماء التى اطلقها على الناس فقد سمى سمعان (بطرس) اى صخرة وسمى ابرآم (إبراهيم) اى ابو جمهور.. كلها تحمل مديحا.. من اشهر القديسين الذين كانوا مشهورين بالكلمة الطيبة القديس ديديموس الضرير، ناظر الاكليريكية فى القرن الرابع. لم يكن هدفه ان يغلب الناس، انما ان يكسبهم، فلم يحاول ان يحطمهم، بل كان يقنعهم * لقد ادان الرب الكلمات القاسية فقال "من قال لاخيه (رقا)، يكون مستوجب المجمعاً. ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم". ان الالفاظ القاسية لا يرضى عنها الله الوديع المحب، الذى كان حلقه حلاوة، وشفتاه تقطران شهدا. |
||||
17 - 09 - 2014, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 6183 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشكر الشكر هو النهج الذي تتبعه الكنيسة في العلاقة مع الله، نبدأ به كافة صلواتنا، سواء الليتورجية منها (الجماعية) أو الفردية ففي رفع البخور نبدأ بصلاة الشكر وفي القداس وفي الأسرار الكنسية، وفي صلوات السواعي وفي الرسامات وفي افتتاحيات المهرجانات أو المشروعات وعند تبريك المنازل أو المحال. وفي الزيارات السريعة، وعند الاستعجال وضيق الوقت - إذا كان الاختصار مناسباً - في الصلاة، فستكون صلاة الشكر هي المُرجّحة والطبيعية في مثل هذه المناسبات بل حتى الصلوات الإرتجالية نبدأها بالشكر، وأول عبارة نلقنها للأطفال كصلاة هي عبارة الشكر... ذلك حتى يكون الشكر هو الخلفية التي سنتحدث عليها مع الله ونطلب منه، أو نعتذر إليه أو نشكو إليه أو حتى نسبّحه فنقدم تسابيح الشكر " واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر " (كولوسى 4 : 2). سواء استجاب لطلباتنا أم لا فنحن نشكره مسبقاً، نعرف أنه يحبنا وسوف يعمل ما فيه خيرنا ولذلك نشكره... ومع أننا نشكره مقدّماً، إلا أننا أيضا نطرح احتياجاتنا عند قدميه.... |
||||
17 - 09 - 2014, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 6184 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
معنى كلمة الشكر في القبطية تبدأ صلاة الشكر بعبارة "Maren]ep\mot ntotf mV: مارين شيب إهموت إنتوتف إم افنوتي" وتفسيرها فى اللغة العربية نقبل نعمة يد الله، أي أن الشكر: هو قبول ما يأتي من يد الله لنا، بغض الطرف عن شكل العطية، وهل توافق مشيئتنا وتحوز استحساننا أم لا. هناك وجهان دائما ونظرتان لعطايا الله، أحدهما بشرية والاُخرى إلهية، فبينما يعطى الله الخير دائما للبشر، إلاّ أنهم قد يرون – في بعض مما يعطيه الله – عكس ذلك فيتذمرون وهنا تصطدم مشيئتهم مع مشيئة الله فيحزنون ويتشككون في محبته، غير أن الله لا يشرح دائما (أو في كل مرة) تدبيره، لا سيّما متى كنّا متذمرين، لذلك قال السيد المسيح لمعلمنا بطرس عندما رفض أن يغسل له قدميه: " لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنكستفهم فيما بعد " (يوحنا 13: 7). إن قبولنا لعطايا الله يجعل هذه العطايا تزداد فإنه " ليست عطية بلا زيادة إلاٌ التي بلا شكر" (بحسب تعبير الآباء) والذين يقولون أن " شكر الذي يأخذ يحرّك الذي يعطى ليبذل المزيد". |
||||
17 - 09 - 2014, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 6185 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نشكر صانع الخيرات تقول القصة التي دارت فصولها في الستينات، أن رجلا اُصيب في مصنع وفقد "عُقلة" من أحد أصابع يديه، وقد أثر ذلك على نفسيته كثيراً فدخل في خصومة مع الله ناظراً إلى الأمر على أنه عدم حب وعدم رعاية من الله، وكان يسأل نفسه دائماً: "لماذا أنا بالذات ولم يكن غيري أو لم تكن الواقعة أصلاً...." وتوارى في بيته شهوراً قبل أن يخرج ثانية إلى العمل، محاولاً باستمرار مواراة يده التي بها الأصبع المبتور. إلى أن جاء يوم مرٌ فيه من مكان مهجور، هناك كان جماعة من السحرة يظنون أنهم عثروا على كنز وتقول كتب سحرهم أنه لن ُيفتح إلاّ بعد تقديم ذبيحة بشرية، وحالما أبصروا هذا الإنسان حتى انقضّوا عليه مثل النسور وشرعوا في الإعداد لذبحه ولكنهم توقّفوا فجأة عندما اكتشفوا الأصبع المبتور، فعدّلوا عن ذبحه إذْ كان هناك شرط سلامة المقدّم ذبيحة! وهكذا أنقذه الأصبع المبتور، فصارت له تلك الحادثة سبب استحياء لنفسه. الله لا يعرف إلاّ الخير ولا يصنع إلاّ الخير، هو صانع العظائم والعجائب "صانع الإحسان لألوف" (إرميا32: 18) ونردد على طول الكتاب المقدس أنه صالح، ونسبّحه كل يوم ونشكره لأنه صالح " أشكروا الرب لأنه صالح ولأن إلى الأبد رحمته " ومن المفيد هنا أن نعرف أن كلمة " أغاثون " والتي تعني في اليونانية صالح، هي نفسها تعني خيّر، فالصالح هو الخيّر.. والصلاح هو الخير.. " اذبح لك منتدباً احمد اسمك يارب لأنه صالح " (مزمور 54 : 6). الرحوم الله: قلب الله متحرك دائماً بالرحمة من نحو كل الخليقة، ليس الإنسان فحسب وإنما جميع الكائنات أيضاً: الوحوش والحيوانات والطيور والزواحف والحياء المائية، يهبها طعامها في حينه، كما يضفي عليها جمالاً أخّاذاً وألواناً بديعةً، إن نظرة متفحّصة لجلد الثعبان أو ألوان الفراشات أو أسماك الزينة، ُتثير العجب والشكر لله المُبدِع، بل حتى زنابق الحقل (العشب) يشير إليه السيد المسيح قائلاً: " فإن كان عشب الحقل الذي يوجد اليوم ويطرح غداً في التنـور(الفرن) يلبسه الله هكذا أفليس بالحري جداً يُلبسكم أنتم يا قليلي الإيمان (مت6 : 30) |
||||
17 - 09 - 2014, 04:46 PM | رقم المشاركة : ( 6186 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يكسيها الله جمالاً أخاذاً " تأملوا الزنابق كيف تنمو. لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم أنه ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها " (لوقا 12: 27). هنا وأتعجّب كيف يحب الناس بعض المخلوقات دون البعض الآخر، يدللون نوعاً منها ويصطادون نوعا آخر ويقتلون نوعاً ثالثاً ويتجاهلون رابعاً وهكذا، في حين أن الله يحب الكل ويهتم بالكل... وبينما يرحمنا الله نحن ويتغاضى عن ضعفاتنا ويغفر لنا متى ُتبنا، إلاّ أننا نحن فى المقابل: قساة، لا نرحم بعضنا البعض، ولو كان أحدنا مكان الله لأحرق كل يوم مدناً بكاملها، وفي مثل المديونين نجد أنه وبينما ترك السيد للعبد المديون بعشرة ألاف وزنة دينه بالكامل لأنه استعطفه واستمهله، فإن هذا في المقابل لم يرحم أخاه المديون له بمبلغ مئة دينار فقط (نسبة الدين 1: 60) بل أخذه ووضعه في السجن، فلما سمع السيد استحضر ذلك القاسي وبكّته قائلاً " أيها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبتإلىٌ، أفما كان ينبغي أنك أنت أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا " (متى 33,32:18). وهكذا إن كنّا نرحم الآخرين فذلك لنحظى برحمة الرب، كما أن رحمة الرب لنا وطول أناته علينا هي التي تدفعنا بالأكثر إلى الإشفاق على الآخرين، إننا نترك القليل جداً لإخوتنا، من أجل الكثير الذي علينا تجاه الله، حقا يقول السيد المسيح " كونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم " (لوقا 6: 36). ليت قلبك يتحرك بالرحمة نحو كل الخليقة، مجرد حركة قلبية داخلية تشفق بها على الكل.. أحشاء رأفة.. قلب حاني رفيق، لا يحتمل مجرد رؤية القسوة أو الضعف أو الألم... إن هناك أُناسا حركتهم الرحمة القلبية تجاه المرضى، فأسست فلورانس نايتنجل نظام التمريض، وآخرين أسسوا جمعيات الرفق بالحيوان، وآخرين أعلنوا مناصرتهم للبيئة والأحياء، وصنعوا المحميات الطبيعية.. "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون" (متى 5 : 7). |
||||
17 - 09 - 2014, 04:48 PM | رقم المشاركة : ( 6187 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاحتمال وطول الأناة والصبر بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب الاحتمال وطول الأناة أو طول الروح أو طول البال هى اصطلاحات واحدة تعّبر عن الصبر فى كل شئ . وقد تكلم السيد المسيح لتلاميذه قائلاً "ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب فكونـوا حكـماء كالحـيات وبسـطاء كالحمام. ولكن إحذروا من الناس لأنهم سيسلمونكم إلى مجالس وفى مجامعهم يجلدونكم. وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلى شهادة لهم وللأمم. فمتى أسـلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون فى تلك الساعة ما تتكلمون به. لأن لسـتم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم. وسيسلم الأخ أخاه إلى الموت والأب ولـده ويقوم الأولاد على والديهم ويقتلونهم. وتكونون مبغضين من الجـميع من أجل اسـمى ولكن الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص"(1).ـ وفى مرة أخرى قال لهم "يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم إلى مجامع وسجون لأجل اسمى ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك بصبركم اقتنوا أنفسكم"(2).ـ والقديس يعقوب الرسول يضرب مثلاً بثمر الأرض فيقول "فتأنوا أيها الإخوة إلى مجئ الرب هوذا الفلاح ينتظر ثمر الأرض الثمـين متأنياً عليـه حتى ينال المطر المبكر والمتأخر. فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم لأن مجئ الـرب قـد اقترب. لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تدانوا هوذا الديان واقف قدام الباب. خذوا يا إخوتى مثالاً لاحتمال المشقات والأناة الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. ها نحن نطوب الصابرين قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف"(3).ـ (1)- (مت10: 16- 22). (2)- (لو21: 12- 19). (3)- (يع5: 7- 11). والقديس بولس الرسول يقول "نفتخر بالضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لايخزى لأن محبة الله إنسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا"(1).ـ وسليمان الحكيم يقول "الرجل الكثير الاحتمال هو قوى فى الحكمة أما ذو القلب الضعيف فهو غبى جداً"(2).ـ ويقول أيضاً "الرجل الصبور أفضل من القوى والذى يكبح غضبه أعظم من الذى يأخذ مدينة"(3).ـ ولكى تقتنى الصــبر وطــول الأناة حاول تطبيق التدريبات الآتية : ـ1- تشبه بالله الذى قيل عنه "الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة"(4).ـ وداود النبى يقول "لأنى لك يارب صبرت أنت تستجيب يارب إلهى"(5).ـ ويقول بولس الرسول "لذلك نحن أيضاً إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل .. ولنحاضر بالصبر فى الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع الذى من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهيناً بالخزى فجلس فى يمين عرش الله فتفكروا فى الذى احتمل من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه لئلا تكلوا وتخوروا فى نفوسكم"(6).ـ ـ2- لابد أن تجاهد فى تحمل الآلام والضيقات لأن نهايتها الخلاص ..ـ يقول يعقوب الرسول "طوبى للرجل الذى يحتمل التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذى وعد به الرب للذين يحبونه"(7).ـ والقديس بولس الرسـول يقول "صبرتم على مجاهـدة آلام كثيرة من جهة (1)- (رو5: 3). (2)- (أم14: 39). (3)- (أم16: 32). (4)- (مز103: 8). (5)- (مز38: 15). (6)- (عب12: 1- 3). (7)- (يع1: 12). مشـهودين بتعييرات وضيقات.. وقبلتم سـلب أموالـكم بفرح عالمين فى أنفسـكم أن لكم مالاً أفضـل فى السـموات وباقياً. فلا تطرحوا ثقتكم التى لها مجازاة عظيمة. لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد ـ"(1).ـ ـ3- هناك صلة وثيقة بين المحبة والاحتمال، فالقديس بولس الرسول يقول عن المحبة أنها "تحتمل كل شئ وتصدق كل شئ وترجـو كل شئ وتصبر على كل شئ"(2).ـ لذلك يقول بولس لأهل رومية "فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ولا نرضى أنفسنا. فليرض كل واحـد منا قريبه للخـير لأجل البنيان. لأن المسيح أيضاً لم يرض نفسـه بل كما هـو مكتوب تعييرات معيريك وقعت علىّ"(3).ـ ويقول بولس الرسول أيضاً لتلميذه تيموثاوس "لأجل ذلك أنا أصبر على كل شئ لأجل المختارين لكى يحصلوا هم أيضاً على الخـلاص الذى فى المسـيح يسوع مع مجد أبدى. صادقة هى الكلمة أنه إن كنا قـد متنا معه فسنحيا أيضـاً معه"(4).ـ ومن أجمل الكلمات التى نقولها فى مقدمة صلاة باكر هى "فأطلب إليكم أنا الأسير فى الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم بها بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً فى المحبة"(5).ـ ـ4- هناك صلة كبيرة بين حياة الشكر وطول الأناة، فالإنسان الذى يشكر على الدوام وفى كل حال لا يتذمر من أى شئ بل يحتمل كل شئ شاكراً الله على كل شئ ..ـ (1)-(عب10: 32- 36). (2)-(1كو13: 7). (3)-(رو15: 1- 3). (4)-(2تى2: 10- 12). ـ(5)-(أف4: 1، 2). يقول بولس الرسول "شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته"(1).ـ ويقول أيضاً "أشكروا فى كل شئ لأن هذه هى مشيئة الله فى المسيح يسوع من جهتكم"(2). ـ ـ5- إن حياة الجهاد الروحى يجب أن تتصف بطول البال، فعدو الخير إن وجد إنساناً ليس طويل الأناة ولا يجاهد حسناً قد يسرق منه إكليله ..ـ ففى الرسالة "إلى ملاك الكنيسة التى فيلادلفيا. هذا يقول القدوس الحق الذى له مفتاح داود الذى يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح. أنا عارف أعمالك هنذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً ولا يستطيع أحد أن يغلقه لأن لك قوة يسـيرة وقد حفظت كلمتى ولم تنكر اسمى. هنذا أجعل الـذين من مجمع الشـيطان من القائلين أنهم يهود وليسوا يهوداً بل يكذبون هنذا أصيرهم يأتون ويسـجدون أمام رجليك ويعرفون إنى أنا أحببتك. لأنك حفظت كلمة صبرى أنا أيضاً سـأحفظك من سـاعة التجربة العتيدة أن تأتى على العالـم كله لتجـرب السـاكنين على الأرض. ها أنا آتى سريعاً تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك"(3).ـ ويذكر القديس بولس الرسول عن ديماس الذى ترك الخدمة، وذهب إلى العالم "لأن ديماس قد تركنى إذ أحب العالم الحاضر"(4).ـ ـ6- تذكر أبطال الإيمان الذين جاهدوا جهاداً حسناً، فوصلوا إلى البر بأمان على رأسهم القديس بولس الرسول الذى قال "جاهت الجهاد الحسن أكملت السعى حفظت الإيمان وأخيراً قد وُضع لى إكليل البر الذى يهبه لى فى ذلك اليوم الرب الديان العادل. وليس لى فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً"(5).ـ (1)- (كو1 : 13). (2)- (1تس5: 18). (3)- (رؤ3: 7- 11). (4)- (2تى4: 10). (5)- (2تى4: 7، 8). لذلك يحذرنا القديس بولس الرسول قائلاً "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية.. يا ابنى لا تحتقر تأديب الرب ولا تخر إذا وبخك. لأن الذى يحبه الرب يؤدبـه .. إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين فأى إبن لا يؤدبه أبوه"(1).ـ ـ7- اثبت فى الرب حتى لا تتزعزع لأن الحروب الشيطانية كثيرة ومتنوعة ولكن اثبت فى الكرمـة تستطيع أن تصـل إلى بر الأمان .. لذلك قال السيد المسيح له المجد "أنا الكرمة الحقيقية وأبى الكرام كل غصن فىّ لا يأتى بثمر ينزعه وكل ما يأتى بثمر ينقيه ليأتى بثمر أكثر.. اثبتوا فى وأنا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاتـه إن لم يثبت فى الكرمة.. لأنكم بدونـى لاتقدرون أن تفعلوا شيئاً. إن كان أحد لا يثبت فىّ يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق .. اثبتوا فى محبتى. إن حفظتم وصاياى تثبتون فى محبتى كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت فى محبته ـ"(2). ـ ـ8- لا تكن أنانياً فتفكر فى نفسك فقط بل إنكر ذاتك فتكسب الآخرين، فالسيد المسيح له المجد قال لتلاميذه "إن أراد أحـد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى. فإن من أراد أن يخلص نفسـه يهلكها ومن يهـلك نفسـه من أجلى يجدها. لأنه ماذا ينتفع الأنسان لو ربح العالم كله وخسـر نفسـه أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه"(3).ـ فالإنسان الذى لا ينكر ذاته.. تكبر الـذات داخله، ولا يستطيع أن يحتمل أحداً .. وسليمان الحكيم يقول "طول الروح خير من تكبر الروح"(4).ـ ـ9- الخدمة تحتاج إلى صبر كثير وجهاد روحى كبير، فبولس الرسول يقول "ولسنا نجعل عثرة فى شئ لئلا تلام الخدمة بل فى كل شئ نظهر أنفسنا كخدام الله فى صبر كثير فى شدائد فى ضرورات فى ضيقات. فى ضربات فى سجون (1)- (عب12: 4- 7). (2)- (يو15: 1- 10). (3)- (مت16: 24- 26). (4)- (جا7: 8). فى اضطرابات فى أتعاب فى أسهار فى أصوام. فى طهارة فى علم فى أناة فى لطف فى الروح القدس فى محبة بلا رياء"(1).ـ ويقول أيضاً لأهل رومية "لأن كل ما سبق فكتب كتب لأجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما فى الكتب يكون لنا رجاء. وليعطكم إله الصبر والتعزية أن تهتموا اهتماماً واحداً فيما بينكم بحسب المسيح يسوع. لكى تمجدوا الله أبا ربنـا يسوع المسيح بنفس واحدة وفم واحد. لذلك اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضا قبلنا لمجد الله"(2).ـ ـ10- ليكن هدفك واضحاً حتى النفس الأخير .. وهـو أن تكون مع المسيح لكى ترث ملكوت السموات .. لذلك فطول الأناة ضرورى فى حياتك حتى تصل إلى هدفك، وبولس الرسول يمدح أهل تسالونيكى قائلاً لهم "ينبغى لنا أن نشكر الله كل حين من جهتكم أيها الإخوة كما يحق لأن إيمانكم ينمو كثيراً ومحبة كـل واحد منكم جميعاً بعضكم لبعض تزداد. حتى إننا نحن أنفسنا نفتخر بكم فى كل كنائس الله من أجل صبركم وإيمانكم فى جميع اضطهاداتكم والضيقـات التى تحتملونها. بينة على قضاء الله العـادل أنكم تؤهـلون لملكوت الله الذى لأجله تتألمون أيضاً"(3).ـ ويقول يوحنا الرسول فى سفر الرؤيا "وسمعت صوتاً عظيماً قائلاً فى السماء الآن صار خلاص إلهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه لأنه قد طرح المشـتكى على إخوتنا الذى كان يشتكى عليهم أمام إلهنا نهاراً وليلاً. وهـم غلبـوه بـدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت. من أجل هـذا إفرحى أيتها السموات والساكنون فيها"(4).ـ (1)- (2كو6: 3- 6). (2)- (رو15: 4- 7). (3)- (2تس1: 3- 5). (4)- (رؤ12: 10- 12). |
||||
17 - 09 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 6188 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التسامح لنيافة الأنبا مكاريوس بينما يعد التسامح من أكثر الفضائل التي تناولها السيد المسيح ومن بعده الآباء إلا أن الكثيرين يعتبرونه نقطة ضعف وجبن وما يزال الكثيرون يصطدمون بهذا التعليم (الخد الآخر والميل الثاني) والناس تجاه هذه الفضيلة درجات: أ- شخص يسئ. ب- شخص يرد الإساءة كاملة. ج- شخص يرد الإساءة بكلمة أو نظرة. ح- شخص يرد الإساءة في الخفاء. خ- شخص يحتفظ بالحقد والمرارة في قلبه. د- شخص لا يحتفظ بذلك ولكن يفرح ببلية الآخر (مثل شخص يسئ وآخر لا يفعل ولكنه يمرر الإساءة). ذ- شخص لا يرد ولا يحقد ولا يفرح ببلية الآخر، ولكنه في الوقت ذاته لا يفرح لخيره وإن سمع أحد يمتدحه يتضايق. كيف تري المسئ؟: هل أنت السبب؟ هل هو غير طبيعي؟ هل يحتاج إلى شفقة؟ هل تراه طبيبك أرسله الله لشفائك! هل تسامحه؟ أم هل تلتمس له العذر ؟ أم تعود بالملامة علي نفسك في كل شئ ؟. أم أنك تعتبر الاساءة عقاب من الله علي اشياء مضت؟! أم تسامح لتبدو فاضلاً وتمتدح من الآخرين !! ولكن لماذا نغفر؟!: ليس فقط لأن هذه وصية الله لنا "كونوا متسامحين كما سامحكم الله أيضا في المسيح" (أف32:4) بل ليغفر لنا الله. وفي الصلاة الربية لم يرد أي تعليق سوي علي هذه الصفة (اغفر لنا كما نغفر ....) ونحن نغفر القليل مقابل الكثير (كما في مثل المديونين) "اغفر لقريبك ظلمه لك، فإذا اتضرعت تمحي خطاياك ايحقد انسان علي انسان ثم يلتمس من الرب الشفاء" (سي28: 3،2) كما أن الانسان فكره الروحي في السماء وليس هنا، وبالتالي فهو يستخف بكل خسارة وإهانه... ولكن متي نعاتب؟: يتعلل البعض بأن السيد المسيح الذي طلب منا بفمه الطاهر أن نحول الخد الآخر ونمشي الميل الثاني، هو نفسه عاتب عبد رئيس الكهنة عندما لطمه.... ولكن السيد عاتبه بلطف، لان الذين كانوا يلطمونه كانوا جنود الرومان... وهذا شخص يهودي يتمثل بهم... كما أن السيد المسيح تحمل الكثير من اللطمات والتعيير والشوك والمسامير والحربة وغيرها... فلا مانع من العتاب ولكن برقة ومحبة في الشخص... ومنعاً من التكرار لا سيما وأن هناك أشخاص يجب علينا تنبيههم، ولكن ليس علي سبيل الثأر للنفس !!. كما أن الصمت وعدم المعاتبة يُفضي إلي تراكم الغضب في الداخل فيصل إلي السخط (والذي هو انفجار الغضب) إذا يتذكر الشخص كل شئ مرة واحدة. "لا تبغض أخاك في قلبك ولا تحقد علي ابناء شعبك" (لاويين19 :18،17). الخطة التي رسمها لنا السيد المسيح للعتاب: "وان اخطا اليك اخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما ان سمع منك فقد ربحت اخاك" (مت 18 : 15) ما يقول يشوع بن سيراخ: "عاتب صديقك فلعله لم يفعل وأن كان قد فعل فلا يعود يفعل عاتب صديقك فلعله لم يفعل وان قال فلا يكرر القول عاتب صديقك فإن النميمة كثيرة ولا تصدق كل كلام خرب" (سيراخ 19: 13_16) وبالتالي ستكون للمعاتبه اكثر من فائدة. المسئ يحتاج إلي من يلفت نظره، لئلا يعتاد ذلك ويغضب الناس منه، وقد يتضح عند معاتبته أنه لم يفعل وبذلك ينفك الالتباس. كما أن نقل الكلام بعدم دقة هو شر وأمّا عدم الأمانة في النقل فهو شر اكثر، إن مثل ذلك يسبب الحروب والخصومات بين الشعوب والأفراد، والعائلات والأصدقاء. الاقتصار (الاختصار): فإذا لم يقبل واذا تمادي، ففي هذه الحالة يمكن الاقتصار وبعض الآباء يقولون "اقطعه منك" أي لا تشغل نفسك به، لئلا يستخدمه الشيطان ضدك فتتكدر حياتك وتتشوش افكارك ويؤثر ذلك علي صلاتك وعلي عملك وبيتك، علي أن الاقتصار يجب أن يلازمه: 1- تحاشي الإدانة "كنوع من التنفيس والدفاع عن النفس" 2- أن تحتفظ بدرجة (ولو صغيرة) من المجاملة العادية 3- أن تترك الباب مفتوحاً (موارباً) لعله يرجع إليك الغضب المقدس: الغرائز عطية عظيمة من الله، ولكن استخدامها بشكل جيد وضبطها هذا يميز الأنسان عن الكائنات الاخرى، فإذا غضبت: + فليكن من أجل غيره الله وحقوق الآخرين. + فلتعبر عن ذلك بادب ودون جرح الآخر. + فلا تدع الغضب يظهر في الخارج. "إذا إردت أن تغضب وتحقد وتبغض فاغضب علي جسدك واحقد علي الشيطان وابغض الخطية" (الأب يوحنا الدرجي). وهناك فائدة للغضب وهي ادراكنا آلام الآخرين متي اثرناهم أو جرحناهم، ويعني أيضا أننا أحياء (نحس بالألم). كونوا شفوقين علي الآخرين "لا تكن قاسي القلب علي اخيك فإننا جميعاً قد تغلبنا الأفكار" (أنبا موسي الأسود) ولا تضطر الآخرين إلي احتمالك. "فانه ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي (متى 6 : 14). |
||||
17 - 09 - 2014, 04:52 PM | رقم المشاركة : ( 6189 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الضمير الأخلاقي - الأب منير سقّال مقدّمة يكتشف الإنسان في ذات ضميره ناموساً لم يصدر عنه ولكنّه ملزم بطاعته، وصوته يدعو أبداً ذلك الإنسان إلى حب الخير وعمله، وإلى تجنب الشر، ويدّوي أبداً في آذان قلبه إنه ناموس حفره الله في قلب الإنسان، والضمير هو المركز الأشدّ عمقاً وسرية في الإنسان، والهيكل الذي ينفرد فيه إلى الله، ويسمع فيه صوت الله" (الكنيسة في عالم اليوم، 16). إن الضمير الأخلاقي الموجود في قلب الشخص، يوعز إليه في الوقت المناسب أن يفعل الخير ويتجنب الشر: "فالوثنيون الذين بلا شريعة، إذا عملوا بحسب الطبيعة ما تأمر به الشريعة، كانوا شريعة لأنفسهم، هم الذين لا شريعة لهم، فَيُدُّلون على أن ما تأمر به الشريعة من الأعمال مكتوب في قلوبهم?" (رو2/14-16). والضمير يحكم أيضاً قي شأن الاختيارات الواقعية، فسيتحسن الصالح منها وينكر السيئ: "ومع أنه يعرفوا قضاء الله أن الذين يعملون مثل هذه الأعمال يستوجبون الموت، فهم لا يفعلونها فحسب، بل يرضون عن الذين يعملونها" (رو1/32). ويؤكد الضميرُ سلطانَ الحقيقة بالرجوع إلى الخير الأعظم الذي ينجذب إليه الشخص البشري ومنه يتقبل الوصايا. وعندما يصغي الإنسان الفطن إلى الضمير الأخلاقي، يصبح بإمكانه سماع الله الذي يتكلم. أولاً: تعريف الضمير الضمير هو وعي للذات، يحمله الإنسان في داخله ككائن تاريخي، إنسان يعي معنى الماضي ويتحمل عبء الحاضر ويعدّ المستقبل، وعي للذات ينفتح عليه الإنسان ويحصل عليه ويقوّيه يوماً بعد يوم، ويمّيزه عن الحيوان الذي تسيّره غرائزه وتكيّفه مع ظروفه المحيطة، وهذا الوعي الإنساني هو بمثابة مسؤولية الإنسان تجاه نفسه وتجاه حياته، فلا تتحكم فيه الغرائز، بل الرغبة في أن يهب ذاته لشخص آخر، وأن يتقبّل نفسه منه؛ وأن يعي ذاته على أنها قدرة على توجيه حياته وإضفاء معنى عليها. والضمير كوعي للذات هو ما يدفع الإنسان لتحقيق ذاته في واقع ظروفه، من خلال سلوك يتوافق مع الحقيقة التي يصبو إليها. ويبدأ الإنسان مسيرته في صياغة تاريخه الشخصي في إطار علاقته مع الآخرين واعياً لذاته كأنا مستقلّ تربطه علاقة أساسية مع الآخرين، وهذا الوعي للذات هو الضمير. ومن طبيعة الضمير أنه يؤسس علاقات الشخص مع الآخرين، فيرتّب أولويّات حاجاته، ويوازن بينها وبين حاجات الآخرين، ويحيا في احترام متبادل معهم. وبتعبير آخر، الضمير يحمل الإنسان على أن يكون شخصاً يحكمه العقل ولا توجهه النزعات الغريزية، وينمو وينضج داخل نسيج العلاقات الإنسانية التي تربط الشخص بالآخرين. ثانياً: حكم الضمير الضمير الأخلاقي حكم صادر عن العقل يعرف به الشخص البشري الصفة الأخلاقية للفعل الواقعي الذي سيفعله، أو يفعله الآن، أو قد يفعله. وعلى الإنسان، في كل ما يقول أو يفعل، أن يتبع بأمانة ما يعلم أنه قويم وحق. والإنسان إنما يُدرك ويعرف رسوم الشريعة الإلهية بحكم ضميره: الضمير "شريعة من روحنا ولكنه يتجاوز روحنا، ويُصدر إلينا الأوامر، ويشعر بالمسؤولية والواجب، والخوف والرجاء إنه رسول ذاك الذي يكلّمنا من وراء الستار، في عالم الطبيعة كما في عالم النعمة، ويعلّمنا ويحكمنا. الضمير هو الأول بين جميع نواب المسيح" (نيومن). وينبغي لكل واحد أن يكون له من الحضور في ذاته ما يجعله يسمع صوت ضميره ويتبعه. ومطلب الحضور الداخلي هذا تشتد ضرورته بسبب ما تُعرّضُنا له الحياة مراراً، من تجنب التفكير والمحاسبة، أو الرجوع إلى الذات: "عُد إلى ضميرك وسائله (?) عودوا، أيها الأخوة، إلى الداخل، وانظروا، في كل ما تفعلون، إلى الشاهد، إلى الله" (القديس اوغسطينوس). ثالثاً: الضمير الأخلاقي ينطوي الضمير الأخلاقي على إدراك المبادئ الأخلاقية، وتطبيقها في ظروف معّينة، بالتمييز العملي للأسباب والخيور، وبالنتيجة على الحكم الصادر على أفعال واقعية فُعلت أو ستُفعَل . والحقيقة في شأن الخير الأخلاقي، المعلنة في شريعة العقل، تُعرف عملياً واقعياً بالحكم الفطن الذي يُصدره الضمير. ويُدعى فطناً الإنسان الذي يختار ما يتوافق مع ذلك الحكم. وكرامة الشخص البشري تتضمن وتقتضي استقامة الضمير الأخلاقي. وهذا يعني أن الإنسان معطى لذاته كمسؤولية عن نفسه وعن حياته، كأنا حر يتحمل مسؤولية توجيه حياته، ويتفهم معنى هذه المسؤولية وحجمها. يتيح الضمير تحمّل مسؤولية ما يُؤتى من الأفعال، ويدفع الإنسان إلى أن يكون شخصاً مسؤولاً عن حياته في إطار علاقته بالآخرين. فإذا صنع الإنسان الشر، يستطيع حُكمُ الضمير القويم أن يبقى فيه الشاهدَ لحقيقة الخير العامة، وفي الوقت نفسه لخُبث اختياره الفردي. وقرار حكم الضمير يبقى عربون رجاء ورحمة. وهو، إذ يؤكد الذنب الذي ارتُكب، يذكّر بالغفران الذي يجب أن يُطلب، والخير الذي يجب أن يُمارس أيضاً والفضيلة التي يجب أن تُتوّخى بلا انقطاع وبنعمة الله: "نُسكّن قلبنا أمامه، إذا ما بكّتنا قلبُنا، بأن الله أعظمُ من قلبنا، وعالم بكل شيء" (1 يو3/19- 20). ومع بزوغ الضمير. يولد تطلّب الحرية الإنسانية ليوّجه العقل سلوك الشخص والمجتمع. والإنسان له الحق في أن يسلك بضمير وحرّية ليتّخذ هو شخصياً القرارات الأخلاقية. "ليس من الجائز أن يُكره الإنسان على ما لا يُبيحه ضميره. وليس من الجائز أن يُمنع من عمل ما يقتضيه ضميره ولا سيما في أمور الدين" (حرية دينية 3). فالضمير يجد معناه وهدفه في إقامة المجتمع الإنساني الذي يضمن لكل شخص أن يتقبّله الآخرون كأخ لهم. وله الحقوق والواجبات نفسها" ومن هنا يظهر أن الضمير الشخصي هو أساساً تطلب داخليّ ليحقق إنسانيته، أي أن يقرر الدخول في دينامية بنيان الإنسانية فيه وفي كل إنسان، وتكمن الحرية في التجاوب مع هذا التطلب وتحقيقه واقعياً. وبالتالي فاللجوء إلى الضمير لا يعني فردية أنانية أو مزاجية هوائية، بل تصدّي الحرية لمهمة بنيان الإنسان. وتلك المسؤولية هي بمثابة تحدّ يدفع الحرية إلى المجازفة بنفسها في سبيل تحقيقها وجعلها واقعاً، دون الركون إلى الاعتماد على قرارات خارجية عنها تعفيها من القيام بمهمتها. رابعاً: تنشئة الضمير لابّد من أن يكون الضمير مطلّعاً، والحكم الأخلاقي مستنيراً. فالضمير الذي أُحسنت تنشئته يكون قويماً وصادقاً. فيُصدر أحكامه وفاقاً للعقل، ومتوافقة مع الخير الحقيقي الذي أرادته حكمة الخالق. ولابّد من تربية الضمير عندما يتعلق الأمر بكائنات بشرية خاضعة لمؤثرات سلبية، ومجّربة بخطيئة تفضيل حكمها الخاص، ورفض التعاليم الصحيحة. وتربية الضمير هي عمل الحياة كلها. فتوقظ الولد منذ السنوات الأولى، لمعرفة الشريعة الداخلية التي يعترف بها الضمير الأخلاقي، ولممارستها. التربية الفطنِة تعلم الفضيلة، وهي تصون وتشفي مما ينجم عن الضعف والذنوب البشرية، من الخوف والأنانية والكبرياء، والتضايق الناتج من الذنب، ونزوات الرضى عن الذات. إن تربية الضمير تكفل الحرية وتولد سلام القلب، وفي تنشئة الضمير يكون كلام الله النور الذي يضيء طريقنا. ولابّد لنا من تقبُّله في الإيمان والصلاة، وممارسته عملياً. وعلينا أيضاً امتحان ضميرنا بالنسبة إلى صليب الرب، تؤازرنا مواهب الروح القدس، وتساعدنا شهادة الآخرين و إرشاداتهم، ويكون لنا دليلاً تعليمُ الكنيسة الصحيح. خامساً: الإيمان المسيحي والضمير الإنساني إن الحياة المسيحية هي موهبة من الله، فالابن يهب لنا روحه لكي نحقق نحن أيضاً دعوة البنّوة التي نحن مدعّوون ليها. والسلوك المسيحي هو تجاوب مع نعمة الله. يجعل الإيمان واقعاً في حياتنا اليومية وعلاقاتنا المختلفة. وفي تعليم المسيح؛ الذي أولى فيه اهتماماً كبيراً لقلب الإنسان؛ ينبع السلوك الإنساني من داخل الإنسان، من ضميره. ومن هنا نفهم أيضاً أن تعليم يسوع يحمل بُعداً عاماً وشاملاً لأنَه موجه إلى ضمير كل إنسان، ولأنه غير محدد في مضمونه، ومتطلب في شكله "أحبب قريبك حبّك لنفسك" فهو دعوة موجهة إلى حرية كل إنسان كي يتحمل مسؤوليته، ويقرّر في صميم حياته وخصوصيته ظروفها ونسّيتها كيف يحقق هذه المحبة المطلقة. ويندرج تجاوب الإنسان في إطار تاريخ العلاقة الشخصية مع الله، وهي تتمحّور حول عمل الله الخلاصي والمجاني في تاريخ الفرد والمجتمع. فالإنسان يجد نفسه مدعواً إلى التجاوب مع مبادرة محبة الله، وذلك من خلال أفعاله وأقواله وسلوكيّاته تجاه الله وتجاه القريب. فلا يمكننا أن نقرأ ولا أن نفهم المتطلبات السلوكية الإلهية إلا داخل إطار تاريخ العلاقة الشخصية بين الله والإنسان. وعلى الإنسان- انطلاقاً من إيمانه الحي- أن يتجاوب تجاوباً حراً متجدداً مع المحبة التي تؤسس وجوده. وأن يترجمها في سلوك معين في واقع حياته اليومية ولكن دائماً بطريقة جذرّية وكاملة. الله حرّية، وشريعة الله هي للحرّية وليس للعبودية، وهي تتطلب تجاوباً حراً ومسؤولاً، لأن الله يحب الإنسان ويحترم حريته، ولا يريده أداة عمياء غير مسؤولة وغير حرّة، بل شخصاً كريماً وقادراً على الحب والعطاء وبالتالي الحرية هي ولادة الذات ولادة مستمرة أمام الله والآخرين، تبدأ باتباع الوصايا وتنتهي بالحب. وبالتالي فالمؤمن لا يجد في إيمانه المسيحي ما يهدم بحث الضمير عن حياة إنسانية ذات معنى، بل ما يحققها في العمق، إذ إنّـه يهدف من خلال أعماله إلى احترام كل إنسان في حياته ووجوده، معترفاً بأن كل إنسان أخ له وابن الآب الواحد. وهكذا يجد الضمير المؤمن في بشرى المسيح أساسه وثقته، فبالإيمان يعرف الإنسان أنّ الآب يعمل في داخل رغبته في أن يكون ابناً له وأخاً للجميع، وبالرجاء يعي أن أعماله، ثمرة حريته ومسؤوليته الحقيقية، تساهم في بناء الملكوت وبالمحبة يثق في أن الآب قد ظهر في الابن ويسكن فيه، الإنسان المؤمن، بالروح القدس، داعياً إياه إلى تكوين جسد الابن السّري، بالانتباه إلى الأضعف والأفقر والأصغر من البشر. سادساً: الاختيار بحسب الضمير يستطيع الضمير، في مواجهة اختيار أخلاقيّ، أن يُصدر حكماً يكون إما مستقيماً متوافقاً مع العقل والشريعة الإلهية وإمّا، على العكس حكماً خاطئاً يبتعد عنهما. ويحدُث أحياناً أن يواجه الإنسان حالاتٍ تجعل الحكم الأخلاقي أقل ثباتاً، والقرار صعباً. ولكن عليه دوماً أن يبحث عما هو قويمٌ وصالح وأن يميّز مشيئة الله التي نعبّر عنها الشريعة الإلهية. لذلك يسعى الإنسان إلى تفهم معطيات الخبرة وعلامات الأزمنة، مستنداً إلى فضيلة الفطنة، وإلى نصائح الأشخاص الفهماء وإلى مؤازرة الروح القدس ومواهبه. وهناك بعض قواعد يُعَملُ بها في جميع الحالات: * لا يُسمح إطلاقاً أن يُصنع الشر لينتج منه الخير. * "القاعدة الذهبية": "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم فافعلوه أنتم أيضاً بهم" (متى7/12 ولو6/31). * المحبة تكون دائماً في سياق احترام القريب وضميره: "إذا ما خطئتم هكذا إلى الإخوة وجرحتم ضميرهم (?) فإنما تخطأون إلى المسيح" (1كو8/12). "إنه لحسن أن لا (?) تعمل شيئاً يكون سبب عثار أو سقوط أو ضعف لأخيك" (رو14/21). سابعاً: الحكم الخاطئ إن الكائن البشري ملزم دوماً بالخضوع لحكم ضميره الأكيد. وإذا خالفه عن روية فهو يحكم على نفسه بنفسه. وقد يحدث أن يكون الضمير الأخلاقي في حالة جهل، فيُصدر أحكاماً خاطئة على أفعال ستُفعل أو فُعلت. ويمكن أن يُنسب هذا الجهل مراراً إلى المسؤولية الشخصية. تلك هي الحال "عندما الإنسان قلّما يُعنى بالبحث عن الحق والخير، وعندما تكاد الخطيئة تُعمي ضميره شيئاً فشيئاً (ك ع16). وفي هذه الحالة يكون الشخص مذنباً بالشر الذي صنعه. ومن الأمور التي يمكن أن تكون مصدر انحرافات الحكم في السلوك الأخلاقي: جهل المسيح وإنجيله، وما يصدر عن الآخرين من أمثلة سيئة، وعبودية الأهواء، وإدعاء استقلال ذاتيّ خاطئ للضمير، ورفض سلطة الكنيسة وتعليمها، وفقدان التوبة والمحبة. وإذا كان الجهل، على العكس، مُطبقاً، أو كان الحكم خاطئاً دون أن يتحمل الإنسان مسؤولية أخلاقية، لا يمكن أن يُنسب إلى الشخص ما صنع من شر. ولكن ذلك يبقى شراً، وحرماناً، وانحرافاً. فلابدّ من السعي إلى إصلاح ضلالات الضمير الأخلاقي. فالضمير الصالح النقي ينيره الإيمان الحقيقي، لأن المحبة تصدر في الوقت ذاته "عن قلب طاهر وضمير صالح وإيمان لا رياء فيه" (1تي1/5). "بقدر ما يتغلب الضمير القويم، يبتعد الأفراد كما تبتعد الجماعات عن القرار الأعمى، ويعملون على تطبيق النظم الأخلاقية الموضوعية" (ك ع16). ثامناً: الاعتراف بالخطأ والغفران في مسيرة حياة الإنسان، يكتشف الضمير حتماً المسافة القائمة بين ما قام به وما كان عليه أن يقوم به. وهذه المسافة تسمّى "الخطأ" على المستوى الأخلاقي، و"الخطيئة" على المستوى اللاهوتي. والاعتراف بالخطأ أو الخطيئة يعني أن الشخص يقرأ حياته بأحداثها وظروفها، ويقيّم سلوكيّاته ومواقفه، مما يسمح له بأن يتحمل مسؤولية تاريخه وأفعاله وأقواله وأن يكتشف أن الله والآخر لا يزالان يفتحان له مستقبلاً. والاعتراف بالخطأ يعني أيضاً البحث عن الحقيقة والجد في تصحيح المسار المستقبلي. وبدون الاعتراف بالخطأ لا يمكن الضمير أن يكون مستنيراً. ولا يمكن اكتشاف الخطيئة إلا بفضل الآخر الذي يكشفها لي، داعياً إياي للتغيير والتحرير. فالله يكشف الخطيئة قاصداً الحياة لا الموت، الحرية لا العبودية، فالاعتراف بالخطيئة هو أساساً اعتراف بالحياة التي يهبني الله إياها، لذا نجد في الكتاب المقدس أن الاعتراف بالخطيئة يتحّول إلى فرح وإعلان التائب عن الخلاص للآخرين (لو15/11-32، مز51/14-17). والإقرار بالخطيئة يعني أيضاً الاعتراف بالغفران الحاضر في الآخر، وتلك هي الحقيقة التي تحرّر الضمير: آخر يهب لي الحياة لأنه يمنحني الغفران. الغفران يعني إذاً، أن من يهبه يمنح الآخر فرصة جديدة للحياة المشتركة ويجدّد الثقة فيه بالرغم مما حدث. لا حياة إنسانية بدون منح الغفران لمن أخطأ في حقنا، ولا حياة إنسانية بدون طلب الغفران وتقبله ممَّن أخطأنا في حقه. خاتمة في الآخر نقول إنّه لا يسع الضمير أن يقرر من دون معالم أو إشارات على الطريق، تساعده على اتخاذ القرار، وهذه الإشارات هي اجتماعية وقانونية وأخلاقية ودينية? ومن مجملها يستطيع الضمير أن يحكم وأن يقرّر في سبيل تحقيق حياته الإنسانية وحياة الآخرين. والمعالم والإشارات تهدف إلى ألاّ يتيه المسافر ولكنها لا تحدد له الغاية، إن لم يعرفها هو وسعى إلى بلوغها، والإنسان الحكيم هو من يعرف أن يجد الطريق الصالح له عبر علامات الطريق المختلفة والمتنوعة. إن الضمير هو قدرة على الانتباه والاستماع إلى النفس والآخرين، والضمير هو ما يضع المسيحي بنعمة الروح القدس على الطريق ليُحقق التطويبات؛ هو الدليل الذي يوّجه الإنسان في بحثه عن الحقيقة والخير، والضمير هو قدس الأقداس الذي يأخذ فيه الإنسان قراره الأخلاقي شرط ألا يناقض نفسه بشكل واع وإرادي. وإذا كان للضمير هذه المكانة المرموقة، فيجب تكوينه وتربيته وإتاحة الفرصة له بالنمو النضوج. وقبل كل شيء يجب احترام كرامته وحريته وقُدسيته. للذهاب إلى أبعد في الموضوع، العودة إلى مصدري هذا الحديث: * التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية. * مدعّوون إلى الحرية، الأب نادر ميشيل. |
||||
17 - 09 - 2014, 04:56 PM | رقم المشاركة : ( 6190 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
توالي السقوط يمكن بسبب الضعف أن يسقط الإنسان، فهو ليس معصوم. ولكن عليه أن يتوب، ويأخذ من سقطته درسا، حتى لا يعاود السقوط، عملا بقول أحد القديسين: "لا أتذكر أن الشياطين أطغونى في خطية واحدة مرتين". وهذه هى التوبة الحقيقية، أن الإنسان لا يعود إلى الخطية التي تاب عنه. وكل قصص القديسين التائبين تشير إلى هذا المعنى: أن التوبة كانت خطأ فاصلا بين حياتين، فلم يعودوا إلى الحياة القديمة الخاطئة. إنها ليست حقيقة، أن الإنسان كلما تاب يعود إلى سقوطه مرات عديدة، كأن لم يتب! إن توالى السقوط له خطورته وله دلالاته: إنه يدل على عدم جدية الحياة مع الله.. وربما يدل على اللامبالاة والاستهتار بالقيم الروحية. ويدل على أن القلب لم يتنق بعد، وما تزال فيه محبة الخطية مع الضعف، والانقياد إليه. وتوالى السقوط يدل على عدم فهم للاعتراف بالخطية، كما لو كان مجرد رغبة في التخلص من عقوبة الخطية، دون التخلص من الخطية ذاته. وتوالى السقوط يضعف هيبة الإنسان أمام الشياطين: ويعطيهم سلطانا عليه إذ يكتشفون عدم قدرته على مقاومة الخطايا، وعدم رغبته في البعد عليها! وتوالى السقوط قد يحول الخطية إلى عادة، وإلى طبع، ويجعل جذورها راسخة في القلب والعقل. وبتكرارها تكمن في العقل الباطن، وتصبح مصدرا للأحلام والأفكار والظنون والشهوات بل قد تصير خطرا على الإنسان، إّذا ما تحولت إلى أعمال غير إرادية، وإلى عبودية للخطية!! لأنه كلما سقط الإنسان، تصبح إرادته أضعف.. وقد تصبح قابليته لحياة البر أقل. وكذلك قد يصبح تأثره بالوسائط الروحية أقل، أولا يقبلها! وحتى مع كل هذا، نعمة الله مستعدة أن تقيمه إن أراد ولكن طريقه إلى التوبة يكون صعبا |
||||