17 - 09 - 2014, 04:19 PM | رقم المشاركة : ( 6171 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الـنـقـاوة طوب السيد المسيح له المجد فى العظة على الجبل الأنقياء قائلاً "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله"(1).ـ الموعظة على الجبل وقد ذكر داود النبى أن شروط الوجود فى حضرة الرب أن يكون نقياً فقال "من يصعد إلى جبل الرب ومن يقوم فى موضع قدسه الطاهر اليدين والنقى القلب الذى لم يحمل نفسه إلى الباطل ولا حلف كذباً .."(2).ـ لذلك طلب من الله أن يعطيه قلباً نقياً قائلاً قلباً نقياً اخلق فىّ يا الله وروحاً مستقيماً جدده فى أحشائى"(3).ـ وقد حذر رب المجد الكتبة والفريسيين من الرياء وطلب منهم تنقية قلوبهم قائلاً لهم "أيها الفريسى الأعمى نق أولاً داخل الكأس والصفحة لكى يكون خارجهم نقياً. أيها الكتبة والفريسـيون المراؤون لأنكم تشـبهون قبوراً مبيضة تظهر من خارج جميلة وهى من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة هكذا أنتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبراراً ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثماً"(4).ـ (1)- (مت5: 8). (2)- (مز24: 2، 3). (3)- (مز50: 10). (4)- (مت23: 26- 28). ويعقوب الرسول يقول "نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوى الرأيين اتضعوا قدام الرب فيرفعكم"(1).ـ والنقاوة يجب أن تشمل الإنسان كله .. القلب والفكر والحواس. وللتعود على حياة النقاوة حاول تطبيق التدريبات الآتية : ـ ـ1- ينصح القديس بولس الرسول تلميذه تيموثاوس قائلاً "أما الشهوات الشبابية فاهرب منها واتبع البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقى"(2).ـ ـ2- التصق بالرب يسوع واثبت فى وصاياه فقد قال بفمه الطاهر "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذى يثبت فىّ وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير كما أن الغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاته إن لم يثبت فى الكرمة .. أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذى كلمتكم به"(3).ـ وسليمان الحكيم يقول "كل كلمة من الله نقية ترس هو للمحتمين به"(4).ـ ـ3ـ إن حاربتك الأفكار الشريرة بكل أنواعها لكى تدنس فكرك فارفع صلاة قصيرة لله قائلاً (يارب ارحم) أو (يارب أطرد عنى هذه الأفكار الشريرة) باستمرار وبدون ملل حتى يهرب الفكر الشرير .. ولا تبقى هذه الأفكار لحظة واحدة بحجة التفاهم فالتفاهم مع الشيطان شرك كبير لا تستطيع أن تنجو منه .. واذكر أن رئيس الملائكة ميخائيل "لما خاصم إبليس محاجاً عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم إفتراء بل قال لينتهرك الرب"(5).ـ ـ4ـ ينصحنا القديس يعقوب الرسول قائلاً "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه إفتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم"(6).ـ (1)- (يع4: 8- 10). (2)- (2تى2: 22). (3)-(يو15: 3- 5). (4)- (أم30: 5). (5)- (يهوذا 9). (6)- (يع1: 27). لذلك يقول القديس لوقا الرسول "أعطوا ما عنكم صدقة فهوذا كل شئ يكون نقياً"(1).ـ ـ5ـ ويكتب القديس يوحنا الرسول إلى الأحداث قائلاً "كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير لا تحبوا العالم ولا الاشياء التى فى العالم لأن كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة والعالم يمضى وشهوته وأما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد"(2).ـ ـ6- ينصح القديس بولس تلميذه الأسقف تيطس قائلاً له "مقدماً نفسك فى كل شئ قدوة للأعمال الحسنة ومقدماً فى التعليم نقاوة ووقاراً وإخلاصاً وكلاماً صحيحاً غير ملوم"(3).ـ ـ7- لذلك الكاهن قبل أن يتقدم لخدمة القداس الإلهى يصلى لكى يعطيه الرب نقاوة فى كل شئ، ويغسل يديه رمزاً لطهارة الجسد والقلب والفكر كله قائلاً "أغسل يدىّ فى النقاوة فأطوف بمذبحك يارب"(4).ـ ونقول فى صلاة الصلح [ وإذ سررت بنا نحن أيضاً الضعفاء الأرضيين أن نخدمك لا من أجل نقاوة أيدينا لأننا لم نفعل الصلاح على الأرض بل مريداً أن تعطينا نحن البائسين غير المستحقين من طهرك ](5).ـ ـ8- وفى سفر الرؤيا يرينا منظر سمائى جميل فيه تظهر الكنيسة لابسة زياً نقياً بهياً حيث يقول "لنفرح ونتهلل ونعطه المجد لأن عرس الخروف قد جـاء وامرأته(6) هيأت نفسها وأعطيت أن تلبس بزاً نقياً بهياً لأن البز هو تبررات القديسين"(7).ـ (1)- (لو11: 41). (2)- (1يو2: 14- 17). (3)- (تى2: 7). (4)- (مز26: 6). (5)- القداس الكيرلسى. (6)- أى الكنيسة. (7)- (رؤ19: 7، 8). 9- ثم تكلم سفر الرؤيا أيضاً عن المدينة السمائية "المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها. وسمعت صوتاً من السماء قائلاً هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم"(1).ـ ـ10- واشترط أن المدينة لا يدخلها إلا الأنقياء "ولن يدخلها شئ دنس ولا ما يصنع رجساً وكذباً إلا المكتوبين فى سفر حياة الخروف"(2).ـ أورشليم السمائية (1)- (رؤ21: 2، 3). (2)- (رؤ21: 17). |
||||
17 - 09 - 2014, 04:20 PM | رقم المشاركة : ( 6172 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التعليم الاجتماعي للكنيسة إنّ اتّساع تعليم الكنيسة الاجتماعي الضخم منذ صدور "أم ومعلمة" يتناول تقريباً كل ناحية من نواحي الحياة الاجتماعية. والخطر في أي تلخيص هو إغفال ناحية قيمة من هذا التعليم. وفي الواقع فلتقدير ثراء التعليم الاجتماعي للكنيسة ودقة تحليله للمعنى، يجدر بالمرء أن يقرأ النصوص مع التعليق عليها. إلا أن هناك على كل حال ثلاثة مواضيع تعرض هنا للتعريف بديناميكية حرص الكنيسة على العدالة الاجتماعية. وهذه المواضيع هي الحاجة الملّحة للعدالة الاجتماعيّة، والسلطة المسؤولة، والحاجة إلى التطوّر والنمو. 1) الحاجة الملّحة للعدالة الاجتماعيّة: لم يصبح سكان العالم بليون نسمة إلا عام 1840. وفي عام 1975 زاد سكان العالم عن أربعة بلايين نسمة. وتشير التقديرات المتحفظة إلى أنهم سيصبحون ستة بلايين نسمة عام 2000. وفي الوقت نفسه مكّن التقدّم التكنولوجي بعض القطاعات في العالم من القيام بخطوات اقتصادية عملاقة، مكّنتها بدورها عن طريق القوة الاقتصادية والسياسية التحكّمَ في الأسواق واستهلاك الموارد المتوفرة بشكل متزايد. ومع ذلك فأغلبية الجنس البشري "مجردة من جميع الإمكانات تقريباً في المبادرة الشخصية والمسؤولية، وكثيراً ما تكون ظروفه المعيشية وظروف العمل غير جديرة بلشخص البشري" (الكنيسة في عالم اليوم- 36). ويشمل هذا "أولئك الناي الذين يسعون إلى الهرب من الجوع، والشقاء، والأمراض المستفحلة والجهل، وبالنسبة إلى أولئك الذين يفتشون عن نصيب أوفى من منافع الحضارة وتحسّن فعّال أكبر لمزاياهم الإنسانيّة" (ترقّي الشعوب-1). إن هذه الحاجة إلى العدالة الاجتماعية ملّحة أيضاً، لا لكون أغلبيّة بني البشر يقاسون الآلام وحسب، بل لتزايد خطر المعاناة الناتج عن الحروب التي ضخّمتها التكنولوجيا من حيث هولها وفسادها. إن السبب الرئيسي للحرب هو مكافحة الناس ضد الظلم الذي يعانونه. ولهذا لا يمكن للسلام أن يكون مجرد غياب الحرب أو توازناً حذراً للقوة بين الأعداء. فيجب على السلام أن يكون عمل العدالة التي تبني يوماً بعد يوم في اتباع النظام الذي قصده الله، والذي يشمل شكلاً أكمل من العدالة بين الناس. "لقد رغبنا في تذكير الناس جميعهم بخطر اللحظة الحالية وبإلحاح العمل الذي يجب القيام به. ودقّت ساعة العمل الآن. وبقاء الكثيرين من الأطفال الأبرياء معرّضين للخطر كما أن الكثير من العائلات التي سادها الشقاء وحصولها على ظروف لائقة بالجنس البشري هي في خطر، كما أن السلام العالمي ومستقبل المدنية هما في خطر. وقد حان الأوان لجميع الشعوب أن تواجه مسؤولياتها" (ترّقي الشعوب- 80). 2) الحاجة إلى السلطة المسؤولة: إن تعليم الكنيسة بخصوص الاستعمال المسؤول لثروات الأرض مرتكز على المساواة الأساسيّة للشعوب جميعها. وبذلك، فلا مبرر لأي كان أن يبقي لاستعماله الخاص ما لا يحتاجه، عندما يحتاج الآخرون إلى الضروريات. إن هذا التعليم الأساسي المتأصّل في الكتاب المقدس وآباء الكنيسة له نتائج متعددة في عالم اليوم. وتشمل هذه النتائج الاعتماد المتزايد بين الشعوب، وانعدام التوازن المتزايد للخيرات، واستعمال الأموال، والعقار، والقوة، والبعد العالمي لخلقية العمل، والنتائج الاجتماعية للخطيئة. وقد تحدّث المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني عن تزايد العلاقات بين الشعوب، ويحوي هذا الواقع حقوقاً وواجبات جديدة تعمل لصالح الخير العام. لقد أوضح ذلك لاهوتي أميركي معطياً هذا المثل: "في الولايات المتحدة قد جربنا بألم هذا التداخل بينما كنا ننتظر صفوفاً لدفع مبلغ أكبر لجالون من البنزين- كل ذلك لأن شخصاً ما في مكان ما من العالم رفع ثمن البنزين. إن قلقنا العاجل قد يكون في تغيير طراز الحياة والحاجة إلى سياقة كيلومترات أقل في سيارة أصغر حجماً، ولكن، كما لاحظ آباء المجمع أن معضلات التداخل شديدة التعقيد. ففي حالة الوقود نحن الأمريكيين نستهلك نسبة كبيرة من وقود العالم رغم أننا لا نمثّل إلا نسبة صغيرة من سكان العالم. إن استهلاكنا يرفع من ثمن هذه السلعة ويحدد سعرها لأسواق البلدان الأكثر فقراً التي تحتاج إلى العملة الصعبة لشرائها. وهذه البلدان بدورها تعجز إلى درجة كبيرة في إدارة الآلات الضرورية للفلاحة، وللري، وشحن البضائع الضرورية. كما أنها لا تستطيع أن تدفع ثمن الأسمدة البتروكيماوية الضرورية كثيراً للحصاد الكبير. لذا فإن طريقة السياقة عندنا تؤثر فعلياً على حياة الناس في جميع أنحاء العالم". وما مشكلة الجوع إلا معضلة أكثر جدية، ذلك أن ثلث الجنس البشري يعاني من سوء التغذية، ويوجد نصف بليون إنسان يقاسون من نقص شديد في التغذية. وبالإضافة إلى ذلك فقليل من الطعام هو الذي يختزن مما يؤدي إلى حالة من القحط الشديد وإلى مجاعة الملايين. ويوجد هنا ارتباط واضح بالعالم الصناعي. ففيما نصاب نحن بالتخمة، إلا أننا نفتقر إلى الإرادة لا التكنولوجيا للتخفيف كثيراً من الجوع. إن تعقيدات هذه المشكلة من الشمول بحيث تتعذّر معالجتها باقتضاب هنا. إن الأساقفة من البلاد الفقيرة اقتصادياً، الذين يشاهدون المعاناة العظيمة بين شعوبهم، قلقون جداً من هذا العالم المترابط المحدود. وهم منزعجون من تزايد الأعداد الكبيرة من الشعوب "الهامشية"، السيئة التغذية، وذات المأوى غير الإنساني، والأمية والمجردة من الكرامة. وهم منزعجون أيضاً من تلوث دائم للبيئة من هواء وماء ولا سيما أن استمر المستوى العالي من الاستهلاك عند الأمم الغنية. إلا أن حرصهم الرئيسي هو إهانة شعوبهم المتأتية عن كونها عاجزة تجاه القوة الجارفة والاقتصادية والسياسية للدول الصناعية. إن هذه الحالة من انعدام التوازن بجميع نتائجها هي محصلة للقرارات الإنسانية الحرة، وهي تدعي النتيجة الاجتماعية للخطيئة أو ببساطة الخطيئة الاجتماعية (الكنيسة في عالم اليوم- 25، 37-38). ليس من وظيفة الكنيسة تقديم حلول معينة لمشكلات مادية. إلا أن الكنيسة حثّت أتباعها على المساهمة بشكل أكثر فعالية في السياسة كوسيلة لإصلاح المظالم. ودعت الكنيسة إلى إحداث تغييرات، بدون تخصيص مفصّل، في العلاقات التجارية والممارسات الضريبية، ومساعدة الأقطار المختلفة، بما في ذلك "نسبة مئوية معينة للدخل السنوي للبلاد الغنية تخصص للدول النامية مع أسعار أكثر عدالة للمواد الخام". ولا غرابة في أن يُعاد التفكير في الملكية الخاصة بالنظر إلى التغييرات الاقتصادية، والسياسية والاجتماعية السريعة الحاصلة اليوم (العدالة في العالم- 66). ولقد أوضحت الرسالة العامة "أم ومعلمة" التعليم التقليدي حول الحق الطبيعي للملكية الخاصة. ولم يسبق أن فهم هذا على أنه حق مطلق لأنه، كما قال بيوس الثاني عشر، تستطيع الدولة تنظيم استعمال الملكية الخاصة للصالح العام، وتستطيع حتى مصادرة المكية بعد دفع تعويض لائق (عدد 109). ويتجنّب الدستور الراعوي "الكنيسة في عالم اليوم" الإشارة إلى الحق الطبيعي مركّزاً على مسؤولية الإنسان في التضامن ومستنداً على المبدأ المطلق أن ثروات العالم تخصّ جميع البشر. "ولذلك لا يظن الإنسان باستعماله الخيرات أن ما يملكه بطريقة مشروعة لا يخصّ سواه ولكن فليعتبره مشتركاً: وهذا يعني ألا يعود بالنفع عليه فقط بل على الآخرين أيضاً" (عدد69). وبالإضافة إلى ذلك علمنا الدستور ذاته أن الحاجة للملكية الفردية كنوع من التأمين قد "تضاءلت أمام الأموال العامة والحقوق والخدمات التي يضمنها المجتمع" (عدد 71). ولا تعالج الرسالة البابوية "في الذكرى الثمانين" الملكية الخاصة مباشرة، غير أنها تزوّد المسيحي بالإرشادات لكيفية استعمال الملكية الخاصة مرتكزة على مبدأ التضامن. ويجب على من هم أيسر حالاً التخلّي عن بعض حقوقهم لوضع ثرواتهمخ بكرم أكبر لخدمة الآخرين. وفيما تدافع الكنيسة عن حق امتلاك عقار خاص من حيث المبدأ إلا أنها شدّدت على الطبيعة الاجتماعية للعقار التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لوضع حدود على الملكية الخاصة. لا يجوز لأخلاق العمل أن تظل معنية فقط بمطالب العدالة التبادلية ومتبعة لقوانين الدولة. فيجب أن يعني النشاط العملي بالتخفيف من عدم المساواة الفاضحة بين الأثرياء والفقراء. ويجب أن يحاول توطيد بنية جديدة مرتكزة على العدالة تسمح للشعوب جميعها أن تحرّر أنفسها من الحاجة والاعتماد على الآخرين. ويجب الحرص على ألا تخلق الشركات المتعددة الجنسيات، والتي لا تخضع بصورة عامة إلى أي حكومة أو للصالح العام "نمطاً جديداً فاسداً للسيادة الاقتصادية على الصعيد الاجتماعي، والثقافي، وحتى السياسي" (في الذكرى الثمانين، 44). وفوق كل ذلك يجب على النشاط العملي أن يدرك أن العمل الإنساني أرقى من العناصر الأخرى جميعها للحياة الاقتصادية. "إننا لنؤكد أن الإنسان، بما يقدم بعمله من إكرام لله، يشترك بعمل يسوع المسيح الفدائي الذي أضفى على العمل اليدوي كرامة سامية عندما اشتغل بيديه في الناصرة" (الكنيسة في عالم اليوم، 76). |
||||
17 - 09 - 2014, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 6173 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الوداعة هى الطيبة واللطف والهدوء ولكن المشكلة هى أن البعض قد يفهم الوداعة فهما خاطئاً وكأن الوديع يبقى بلا شخصية ولا فاعلية، وكأنه جثة هامدة لا تتحرك" بل قد يصبح مثل هذا الوديع هزأة يلهو بها الناس" ويتحول هذا ( الوديع )إلى إنسان خامل، لا يتدخل في شيء كلا، فهذا فهم خاطيء للوداعة، لا يتفق مع تعليم الكتاب، ولا مع سير الآباء والانبياء... حقاً إن الانسان الوديع هو شخص طيب وهادىء. ولكن هذه هى أنصاف الحقائق النصف الاخر من الحقيقة أن الوداعة لا تتعارض مع الشهامة والشجاعة والنخوة. وإنما لكل شىء تحت السموات وقت (جا 1:3 نعم، هكذا قال الكتاب وقال أيضاً. للغرس وقت، ولقلع المغروس وقت.. للسكوت وقت، وللتكلم وقت.." المهم أن يعرف الوديع كيف يتصرف ومتى؟ لقد سئل القديس الأنبا أنطونيوس عن أهم الفضائل: هل هى الصلاة.. الصوم، الصمت.. ألخ . فأجاب عن أهم فضيلة هى الأفراز. أى الحكمة فى التصرف. أو تمييز ما ينبغى أن يفعل فالطيبة هى الطبع السائد عند الوديع، ولكن عندما يدعوه الموقف إلى الشهامة أو الشجاعة أو الشهادة للحق. فلا يجوز له أن يمتنع عن ذلك بحجة التمسك بالوداعة لأنه لو فعل ذلك وامتنع عن التحرك نحو الموقف الشجاع لاتكون وداعته وداعة حقيقية، إنما تصير رخاوة فى الطبع وعدم فهم للوداعة . وعدم فهم للروحانية بصفة عامة فالروحانية ليست تمسكا بفضيلة واحدة تلغى معها باقى الفضائل. إنما الروحانية هى كل الفضائل معاً متجانسة ومتعاونة فى جو من التكامل وأمامنا مثلنا الأعلى السيد المسيح له المجد كان وديعا ومتواضع القلب (مت 29:11) قصبة مرضوضة لايقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفىء(مت 20:12).. ومع ذلك فإنه لما رأى اليهود قد دنسوا الهيكل وهم يبيعون فيه ويشترون.. أخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون فى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام. وقال لهم مكتوب بيتى بيت الصلاة يدعى، وأنتم جعلتموه مغارة لصوص.(مت 21:12،13) (يو14:2-16) أكان ممكنا للسيد المسيح ? بأسم الوداعة ? أن يتركهم يجعلون بيت الاب بيت تجارة أم أنه مزج الوداعة بالغيرة المقدسة كما فعل؟ فتذكر تلاميذه أنه مكتوب غيرة بيتك أكلتنى(يو2:16،17)0 وكما قام المسيح الوديع بتطهير الهيكل هكذا وبخ الكتبة والفريسيين.. حقا لكل أمر تحت السموات وقت.. للهدوء وقت.. وللغيرة وقت.. للسكوت وقت.. وللتعليم وقت. وقد كان الكتبة والفريسيون يضلون الناس بتعليمهم الخاطىء. فكان على المعلم الأعظم أن يكشفهم للناس ولا يبقيهم جالسين على كرسى موسى فى المجتمع المسيحى الجديد. فقال لهم ويل أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون.(مت 13:23)0 هل كان ممكنا باسم الوداعة أن يتركهم يغلقون أبواب الملكوت.؟ الوداعة فضيلة عظيمة ولكننا نراها هنا ترتبط بالغيرة المقدسة وترتبط بالشهادة للحق. ومثالنا هو المسيح نفسه قول الله على لسان أرميا النبى فى العهد القديم طوفوا فى شوارع أورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا فى ساحاتها: هل تجدون انساناً أو يوجد عامل بالعدل طالب الحق، فأصفح عنها.(أر 5:1) وقال الرب لتلاميذه،.. تكونوا لى شهودا، (اع 1:8) فهل الوداعة تمنع الشهادة للحق؟! حاشا. أمامنا بولس الرسول كمثال: نرى ذلك فى موقفه من القديس بطرس لما سلك فى الأكل مع الأمم مسلكا رآه بولس الرسول مسلكا ريائيا.. فقال القديس بولس فىذلك، قاومته مواجهة لأنه كان ملوماً..وقلت لبطرس قدام الجميع: إن كنت وأنت يهودى تعيش أممياً لا يهوديا. فلماذا تلزم الامم أن يتهودوا؟!(غل11:2-14)0 فعل هذا بولس الوديع الذى فى توبيخه لأهل كورنثوس قال لهم أطلب اليكم ? بوداعة المسيح وحلمه- أنا نفسى بولس الذى هو فى الحضرة ذليل بينكم وأما فى الغيبة فمتجاسر عليكم.(2كو1:10). هذا الوديع الذى يقف أمام أبنائه الروحيين كذليل فى حضرتهم معتبرا توبيخة لهم تجاسرا عليهم!!..هذا نفسه يرى وقت الضرورة أن يوبخ بطرس الرسول الذى هو أقدم منه فى الرسولية وأكبر منه سناً ولكنه هنا يمزج الوداعة بالشهادة للحق ففضيلة الوداعة لا يجوز لها أن تعطل الفضائل الاخرى، أمامنا مثل آخر هو إبرام (ابراهيم) أبو الآباء فى مزج الوداعة بالشهامة والنخوة لاشك أن أبا الآباء إبراهيم كان وديعا هذا الذى سجد لبنى حث حينما أخذ منهم أرضاً ليدفن فيها سارة. مع إنهم كانوا يبجلونه قائلين. أنت يا سيدى رئيس من الله بيننا فى أفضل قبورنا أدفن ميتك.(تك23:6،7). ومع ذلك سجد لهم إبراهيم الوديع هذا لما أخبروه بسبى لوط ضمن سبى سادوم فى حرب أربعة ملوك ضد خمسة، يقول الكتاب فلما سمع ابرام أن أخاه (لوط) قد سبى، جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر: وتبعهم إلى دان... وكسرهم وتبعهم إلى حوبة.. واسترجع كل الأملاك. واسترجع لوط اخاه أيضاً واملاكه والنساء أيضاً والشعب.(تك14:14-16). أكانت شهامة ابراهيم ونخوته. ضد وداعته وطيبته؟! حاشا أمامنا مثل آخر فى امتزاج الوداعة بالشجاعة والقوة وهو الصبى داود، فى محاربته لجليات الجبار لاشك أن داود كان وديعا، يقول عنه المزمور..أذكر يا رب داود وكل دعته.(مز 1:132)... داود راعى الغنم الهادىء صاحب المزمار. الذى يحسن الضرب على العود (اصم16:16-22). داود المنظر، الأشقر مع حلاوة العينيين (اصم16:22). داود هذا لما ذهب إلى ميدان الحرب يتفقد سلامة إخوته، وسمع جليات الجبار يغير الجيش كله ويتحداه .والكل ساكت وخائف.. تملكته الغيرة المقدسة. وبكل شجاعة وقوة وإيمان قال، لا يسقط قلب أحد بسببه.(اصم17:31). وتطوع أن يذهب ليحاربه وتقدم نحوه وقال له اليوم حبسك الرب فى يدى..(اصم17:46) هنا الوداعة ممزوجة بالقوة والشجاعة والإيمان.. وعلى الرغم من قوة داود وشجاعته فلم تفارقه وداعته بل قال لشاول الملك فيما بعد لما طارده، وراء من خرج ملك اسرائيل؟ وراء من أنت مطارد؟ وراء كلب ميت! وراء برغوث واحد!! (اصم24:14)0 نضرب مثلا آخر للإنسان الوديع الذى يغضب غضبة مقدسة للرب وينهر ويوبخ... هو موسى النبى لا يستطيع أحد أن ينكر وداعة موسى النبى. هذا الذى قال عنه الكتاب وكان الرجل موسى حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض(عد 12:3) فماذا فعل موسى الوديع لما نزل من الجبل ووجد الشعب فى رقص وغناء حول العجل الذهبى الذى صنعوه وعبدوه؟ يقول الكتاب، فحمى غضب موسى وطرح اللوحين (لوحى الشريعة) من يديه وكسرهما فى أسفل الجبل. ثم أخذ العجل الذى صنعوه واحرقه بالنار، وطحنه حتى صار ناعما، وذراه على وجه الماء..(خر 32:19،20). ووبخ موسى هارون أخاه رئيس الكهنة، حتى ارتبك أمامه هارون وخاف. وقال له لا يحم غضب سيدى. أنت تعرف الشعب أنه شر وقال فى خوفه وارتباكه عن الذهب الذى جمعه من الناس، طرحته فى النار فخرج هذا العجل!!(خر 32:22،24)0 إذن الوداعة لا تمنع قوة الشخصية ولا قوة التأثير، كان السيد المسيح وديعاً وفى نفس الوقت كان قوى الشخصية وكان قوياً فى تأثيره على غيره ولكننى أريد هنا أن أضرب مثلاً فى مستوى البشر وهو القديس بولس الرسول، بولس الذى شرحنا من قبل وداعته يقول سفر أعمال الرسل عن القديس بولس وهو أسير: وبينما كان يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون. إرتعب فيلكس (الوالى). وأجاب أما الآن فأذهب ومتى حصلت على وقت استدعيك،(أع24:24،25)0 ولما وقف بولس الرسول- وهو أسير أيضاً- أمام اغريباس الملك قال له أيضاً بعد أن ترافع أمامه أتؤمن أيها الملك اغريباس بالأنبياء؟ أنا أعلم إنك تؤمن ، فقال أغريباس لبولس: بقليل تقنعنى أن أصير مسيحياً(أع 26:27،28). وحينئذ فى قوة وعزة أجاب القديس بولس كنت أصلى إلى الله أنه بقليل وبكثير- ليس أنت فقط ? بل أيضاً جميع الذين يسمعوننى اليوم يصيرون هكذا كما أنا ماخلا هذه القيود (أع 26:29).. أترى تتعارص الوداعة مع هذه القوة؟! كلا بلا شك ووقت الضرورة، لاتتنافى الوداعة مع الدفاع عن الحق ويتضح هذا الامر من قصة بولس الرسول مع الأمير كلوديوس ليسياس. لما أمر أن يفحصوه بضربات ليعلم لاى سبب كان اليهود يصرخون عليه. يقول الكتاب مدوه بالسياط، قال بولس لقائد المئة الواقف أيجوز لكم أن تجلدوا رجلاً رومانياً غير مقضى عليه؟! وإذ سمع القائد هذا أخبر الامين، الذى جاء واستخبر من بولس عن الأمر وحينئذ تنحى عنه الذين كانوا مزمعين أن يجلدوه واختشى الأمير لما علم إنه رومانى(اع 22:24-29) ما كان القديس بولس الرسول يهرب من الجلد فهو الذى قال "من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة ألا واحدة (2كو11:24). لكنه هنا دافع عن حق معين واظهر للأمير خطأ كان مزمعاً أن يقع فيه وما كان هذا يتنافى مع وداعة القديس بولس وبنفس الوضع لما اراد فستوس الوالى أن يسلمه لليهود ليحاكم أمامهم وبهذا يقدم منه (أى جميلا) لهم فقال له بولس فى حزم- مدافعا عن حقه- أنا واقف لدى كرسى ولاية قيصر حيث ينبغى أن أحاكم أنا، لم أظلم اليهود بشىء.. فليس أ حد يستطيع أن يسلمنى لهم. إلى قيصر أنا رافع دعواى فأجابه الوالى. إلى قيصر رفعت دعواك إلى قيصر تذهب.(أع 25:9-12)0 لم يكم القديس بولس خائفا من اليهود ولكنه- فى حكمة- طلب هذا ليذهب إلى رومية ? حيث يوجد قيصر ? ويبشر هناك لأن الرب كان قد تراءى له قبل ذلك وقال له ثق يابولس لأنك كما شهدت بما لى فى أورشليم هكذا ينبغى أن تشهد فى رومية أيضاً(أع 23:11). وهكذا دافع عن حقه فى وداعة وحكمة ودون أن يخطىء فى شىء بل تكلم كلاماً قانونياً الوداعة لا تمنع من أن تنبه خاطئاً لكى تنقذه من خطأ أو من خطر كما قال يهوذا الرسول غير الاسخريوطى خلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار(يه23)0 هل إن رأيت صديقاً أو قريباً على وشك أن يتزوج زواجاً غير قانونى من قرابة ممنوعة أو بعد طلاق غير كنسى أو بتغيير المذهب والملة أو إنه مزعم أن يتزوج زواجاً مدنيا أو عرفياً... أو ماشاكل ذلك .. هل تمتنع باسم الوداعة عن تنبيهه إلى أن ما ينوى عمله هو وضع خاطىء؟! كلا بل إن من واجبك أن تنصحه.. ولكن بإسلوب هادىء تنبهه ولكن فى غير كبرياء وفى غير تجريح أما أن تسكت فإن سكوتك سيكون هو الوضع الخاطىء ليست الوداعة أن تعيش كجثة هامدة فى المجتمع بل تتحرك وتكون لك شخصيتك، إنما فى أسلوب وديع... ولو بكلمة واحدة كقول المعمدان لا يحل لك (مت 4:14)0 أمامنا أيضا مثال القديس بولس الرسول اسهروا متذكرين إنى ثلاث سنين ليلاً ونهاراً لم افتر عن أن انذر بدموع كل واحد،(اع 31:20) .. وداعته لم تمنعه من أن ينذر كل واحد، لكن أيلوبه الوديع، هو أنه كان ينذر بدموع حتى إن اضطر أن يقول كلمة شديدة لقد اعتاد الناس على عدم سماع كلمة شديدة من إنسان وديع فإن سمعوه يوما يقول كلمة شديدة سيدركون داخل انفسهم أنه لابد أن سببا شديداً قد ألجأه إلى هذا. ويكون للكلمة وقعها وتأثيرها فى أنفسهم هل تظنون أن الوديع قد أعفى من قول الرب لتلاميذه "أو تكونون لى شهوداً(أع 1:8). كلا بلا شك فحينما يلزم الأمر أن يشهد للحق لابد أن يفعل ذلك هل إذا أتيحت فرصة له لكى ينقذ شخصاً معتدى عليه ألا يفعل ذلك بأسم الوداعة؟ هل من المعقول أن يقول وما شأنى بذلك؟! أو يقول وأنا مالى خلينى فى حالى!! أم فى شهامة ينقذه وبإسلوب وديع؟! كما انقذ السيد المسيح من الرجم المرأة المضبوطة فى ذات الفعل وقال للراغبين فى رجمها من كان منكم بلا خطية فليرمها بأول حجر(يو7:8). وفعل ذلك بوداعة دون أن يعلن خطاياهم. بل كان يكتب على الأرض لعل البعض يسأل هنا : هل يمكن للوديع أن يدين أحد؟ وهل هناك أمثلة فى الكتاب لذلك؟ أمامنا السيد المسيح(الوديع المتواضع القلب) {مت 29:11} هذا الذى كان يقول لم يرسل الاب ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص العالم(يو3:17). وقد قال اليهود أنتم حسب الجسد تدينون أما أنا فلست ادين أحد (يو8:15) . ومع ذلك أكمل بعدها ، وأن كنت أنا أدين فدينونتى حق ، يسوع المسيح هذا الذى قال للمرأة المضبوطة فى ذات الفعل ولا أنا أدينك (يو8:11). هو فى مناسبات عديدة، أدان كثيرين.. مثلما أدان الكتبة والفريسيين (مت 23). وأدان كهنة اليهود(مت 21:13) قائلاً لهم، أن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تصنع اثماره، وادان تلميذه بطرس لما أ خطأ وقال له من جهة الصليب حاشاك يارب (مت 16:23) كذلك فإن القديس بولس الرسول قال لتلميذه تيموثاوس، الذين يخطئون وبخهم أمام الجميع لكى يكون عند الباقين خوف (اتى5:20), فإن قلت هذا هو المسيح يدين وذاك رسول وذاك أسقف أقول هناك مواقف يجد فيها الوديع نفسه مضطرا لآن يتكلم ولا يستطيع أن يصمت مثلما فعل اليهو فى قصة أيوب الصديق واصحابه كان هو الرابع من أصحاب أيوب وقد ظل صامتاً طوال 28 اصحاحا من النقاش بين أيوب الصديق وأصحابه الثلاثة إلى أن صمت هؤلاء إذ وجدوا أيوب باراً فى عينى نفسه (أى 32:1) وحينئذ يقول الكتاب، فحمى غضب اليهو بن برخئيل البوزى من عشيرة رام على أيوب حمى غضبه لأنه حسب نفسه أبر من الله وعلى اصحابه الثلاثة حمى غضبه لأنهم لم يجدوا كلاماً واستذنبوا أيوب.(أى32:2،3). كان اليهو انسانا وديعا ظل صامتاً مدة طويلة فى نقاش بين اشخاص، أكثر منه أياماً ولكنه أخيراً لم يستطيع أن يصمت ورأى أنه لابد من كلمة حق ينبغى أن تقال فقال لهم أنا صغير فى الأيام وأنتم شيوخ لأجل ذلك خفت وخشيت أن أبدى لكم رأيى قلت الأيام تتكلم وكثرة السنين تظهر حكمة ولما لم يجد فيهم حكمة تكلم ووبخ أيوب . وكانت كلمة الله على فمه وهو الوحيد ألذى لم يجادله أيوب (أى32إلى37)0 هناك أشخاص من حقهم ? بل من واجبهم- أن يدينوا ولا تتعارض ادانتهم مع الوداعة مثل الوالدين، والآب الروحى والمدرس بالنسبة إلى التلاميذ، والرئيس بالنسبة لأى مرؤوسيه.. إن عالى الكاهن أدانه الله لأنه لم يحسن تربية أولاده ويدينهم(أصم3)0 هوذا الكتاب يقول لا تخالطوا الزناه،(اكو6:9). فهل تقول أنا لا أدين هؤلاء، إن عدم مخالطتهم وعدم مخالطة مجموعات أخرى من الخطاة (كو6:11). تحمل ضمنا ادانتهم كذلك بالنسبة إلى المنحرفين فى التعليم الدينى يقول الرسول إن كان أحد يأتيكم ولا يجىء بهذا التعليم فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام لان من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة (2يو10،11). فهل باسم الوداعة تقبل هؤلاء؟ قال الرسول خطايا بعض الناس واضحة تتقدم إلى القضاء (اتى5:24). أنت لا تدينهم. وأنت بكل وداعة تبتعد عنهم فقال لهم " ويل أيها الكتبة والفريسيون المراؤن لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس. فلا تدخلون أنتم، ولا تدعون الداخلين يدخلون.(مت 23:13) |
||||
17 - 09 - 2014, 04:25 PM | رقم المشاركة : ( 6174 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العطاء: أهميته - نوعيته - قمته
إن حياة الإنسان تقاس أو تقيّم، بمقدار ما يقدّمه من عطاء. لذلك فكل يوم يمّر عليك، دون أن تعطى فيه شيئاً لغيرك، لا تحسب هذا اليوم من أيام حياتك... ومن جهة العطاء، وضع سليمان الحكيم وصيتين ذهبيتين هما: "لا تمنع الخير عن أهله، حين يكون في طاقة يدك أن تفعله" "لا تقل لصاحبك اذهب وعُدْ غداً فأعطيك، وموجود عندك" الواجب اذن أن تعطى، ولا تؤجل العطاء إلى غدٍ. فإن أنعم الله عليك ببعض الخيرات، فلا تظن أنها كلها لك وحدك! بل الله - فيما يعطيك - إنما يختبرك: هل أنت بدورك سوف تعطى أيضاً؟ أم سوف تملكك الأنانية فتستأسر بكل شئ لذاتك دون غيرك!! إن العطاء هو خروج من محبة الذات إلى محبة (الآخر). والعطاء يحمل فضيلة البذل، وشيئاً من فضيلة التجرد، وبعداً عن الجمع والتكويم. والذى يتصف بالعطاء، يدل على أن المال ليس هو الذي يملُكه بل هو الذي يملُك المال وينفقه في خير الآخرين. والعطاء على درجات كثيرة: أولها التدرب على العطاء، ثم النمو فيه. + تدرب أولاً على أن كل ما يصلك من خير، إعطِ منه للغير. وثِق أن ما تعطيه منه، إنما يجعل البركة فيما تبقى، فيزداد... وأيضاً ما تحصل عليه من محبة ودعاء ممن أعطيتهم يكون أكثر بمراحل من العطية ذاتها. وتكسب بذلك أصدقاء يشفعون فيك أمام الله... وهكذا يكون العطاء خيراً للمُعطي، ولمن يتقبل العطية. ومثال ذلك الأم التي تُعطي من لبنها لرضيعها: يسعد هذا الابن برضاعته، وتستريح الأم أيضاً وتسعد. وبنفس الوضع يسعد المُعطي حينما يرى فرح من يتقبل أيضاً عطاءه، فيفرح بفرحه. إن الشجرة تنتعش حينما يرويها الفلاح. كما ينتعش الفلاح بذلك ويفرح بانتعاش الشجرة... ويتقدم الإنسان في العطاء، فيصل إلى السخاء والكرم: فيعطي بسخاء وليس بتقتير، ولا بحسابٍ دقيق! ليس فقط ما يكفى بالكاد حاجة غيره، وإنما بالأكثر ما يفيض. ويُعطي ليس فقط ما يطلبه الناس، وإنما ما يحتاجون إليه حتى دون أن يطلبوا. كالأب الذي يعطى لإبنه ما يحتاجه، ولا ينتظر حتى يطلب... وهكذا الله - تبارك اسمه - يعطينا دون أن نطلب، وفوق ما نطلب... وهو بهذا يقدم لنا درساً في العطاء وكيف يكون. سواء كان ذلك بالنسبة إلى الأفراد، أو إلى المجتمع جملةً... إلى الذين يعرفون كيف يُعبّرون عن احتياجاتهم، والذين ليست لهم القدرة على ذلك أو الوسيلة... ويرتقي العطاء، فيصل إلى أن يُعطي الإنسان أفضل ما عنده: ليس فقط الأشياء البالية أو المرفوضة منه. فليس في هذا احترام للذي يأخذ. إنما يُعطي الأشياء التي يتشرف بها الآخذ. وإن كان المثل يقول "إن الهدايا على قدر مُهديها"، فهل نقول أيضاً إن العطايا على قدر مُعطيها، مع احترام من تُعطىَ إليه... ومن النبل أيضاً: العطاء من العوز، أى تُعطي ما أنت محتاج إليه! وهنا ننبّه إلى أن فضيلة العطاء، ليست هي فقط للأغنياء القادرين الذين يفيض المال عنهم. إنما يقوم بها أيضاً أهل الخير الذين يدفعون من أعوازهم وبهذا يُفضّلون غيرهم على أنفسهم. ولا شك أن هؤلاء الذين يعطون رغم عوزهم، يكونون عند الله أكثر أجراً، كما يكونون عند الناس أكثر تقديراً... فلا يُعطي الإنسان نتيجة ضغط وإضطرار، أو وهو ساخط ومتذمر، أو خوفاً من إنتقاد الناس!! فمن يفعل ذلك، إنما يُعطي من جيبه، وليس من قلبه، ولا ينال من الله أجراً على ما يُعطيه... أما الذي يُعطي عن حب وإشفاق، ويفرح للخير الذي يقدمه لغيره بعطائه، فهذا هو المقبول أمام الله والناس... مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت. قديماً كان الناس يعطون ما يسمى بالبكور: أي أوائل الأشياء. فيُعطي الشخص أول نتاج زرعه أو غنمه. كما يُعطي أول ثمار شجره. وهكذا يبارك الله كل ما له في حقله. على أن الأمر الآن لم يعد قاصراً على المجال الزراعي، بل إمتد إلى الوظائف والحرف. وأصبحت فضيلة البكور لها إتجاه آخر: فيُمكن للموظف أن يقدّم أول مرتب له وأول علاوة له لعمل الخير. والمدرّس بالإضافة إلى المرتب يقدم ما يأخذه من أول درس خصوصي، وكذلك المحامي من أول أجر على قضية، والطبيب كذلك يدفع لأوجه الخير ما يصل إليه من أول كشف وأول عملية.. وهكذا الباقون... وبهذا يبارك الله دخل كل هؤلاء، لأن أول إيراد لهم لم يكن لأنفسهم، بل كان عطاءً منهم لغيرهم... لأن هناك من يدفع مرة أو مرتين، ثم يسأم ويملّ، ويرفض اذا طُلبَ منه أكثر... أما القلب الواسع فهو لا يملّ من طلبات المحتاجين، بل يُعطيهم مهما طلبوا، برضىّ مقدراً لإعوازهم... كذلك لا يكون العطاء بكل تحقيق وتدقيق: ولا بإهانة الطالبين، ووصفهم والاحتيال. فإن كان البعض يطلب عن غير إستحقاق، فليس الكل كذلك. ونحن في عصر، غالبية الناس فيه محتاجون: ليس فقط الذين يُقاسون من البطالة، بل أيضاً أصحاب الدخل المحدود، مهما كانت مرتباتهم. وبخاصة إن وقع أحدهم في مشكلة مالية، تتعلق بمرض أو عملية جراحية، أو تكاليف زواج إبنه، أو احتياج إلى سكن، وما إلى ذلك... كمن يُعطي كلمة عزاء لإنسان حزين، أو يُعطي كلمة تشجيع لمن هو يائس أو واقع في صغر النفس، أو يُعطي عبارة حنان لطفل يتيم، أو كلمة منفعة لمن يحتاج إليها، ومثل ذلك من الأمور... كذلك يوصف بالعطاء من قدموا للناس فكراً نافعاً، أو فناً مفيداً، أو علماً وكان له تأثيره في راحة الناس أو في علاجهم أو في تعمير الأرض. ولا أقصد العلم أو الفن الذي أسئ استخدامه. كل أولئك كان في حياتهم عنصر العطاء، كل في تخصصه. أي أنه يفدي غيره بذاته... مثال ذلك من يفدي وطنه بحياته، أو يبذل حياته من أجل دينه أو من أجل مبدأ من المبادئ السامية، أو من يقدم حياته لإنقاذ غريق، أو إنقاذ أسرة من الحريق. ولا يوجد حب أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسه عن أحبائه... إن الإنسان يبذل نفسه لأجل غيره، يذكّرنا بالشمعة التي تذوب لكي تنير للآخرين، ويذكّرنا أيضاً بحبة البخور التي تحترق تماماً لكي تُعطي بخوراَ عطراَ للغير... إنها أمثلة واضحة لبذل الذات كاملة.. إنه عطاء بالنية، والله هو فاحص القلوب، والعارف بقدرة كل شخص أو عدم قدرته. ونحن نُصلّي من أجلهم في الكنيسة ونقول: "أذكر يا رب الذين يريدون أن يقدموا لك وليس لهم. عوّضهم عِوض الفانيات بالباقيات". |
||||
17 - 09 - 2014, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 6175 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرحمة
بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب الـرحـمـة بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب الرحمة صفة من صفات الله وقد ذكرت هذه الصفة عن الله فى الكتاب المقدس عدة مرات فقيل عنه فى سفر المزامير أنه "حنان ورحيم وصديق "(3)..ـ "الرب حنان ورحيم طويل الروح وكثير الرحمة. الرب صالح للكل ومراحمه على كل أعماله"(4).ـ وفى سفر نحميا يقول "أنت إله غفور وحنان ورحيم وطويل الروح وكثير الرحمة"(5). ـ لذلك قال المسيح فى عظته على الجبل "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم"(6)، وطوّب الرحماء قائلاً لهم "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون"(7). ـ وقد أعطى المسيح مثالاً لعمل الرحمة فقال "لذلك يشـبه ملكوت السموات إنساناً ملكاً أراد أن يحاسب عبيده. فلما ابتدأ فى المحاسبة قدم إليه واحد مديون بعشرة آلاف وزنة. وإذ لم يكن له ما يوفى أمر سـيده أن يباع هـو وامرأتـه وأولاده وكل ما له ويوفى الدين. فخر العبد وسجد له قائلا يا سيد تمهل علىَّ فأوفيك الجميع . فتحنن سيد ذلك العبد وأطلقه وترك له الدين. ولما خرج ذلك العبد وجد واحداً من العبيد رفقائه كان مديوناً له بمئة دينار فأمسكه وأخذ يعنفه قائلاً أوفنى ما لى عليك. فـخر العبد رفيقه على قـدميه وطلب إليه قائلاً تمهل على فأوفيك الجميع. فلم يرد بل مضى وألقاه فى سـجن حتى يوفى الدين. فلما رأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جداً وأتوا وقصوا على سـيدهم كل ما جرى. فدعاه حينئذ سيده وقال له أيها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إلى. أفما كان ينبغى أنك أنت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا. وغضب سيده وسـلمه الى المعذبين حتى يوفى كل ما كان له عليه. فهكذا أبى السماوى (1)- (مت13: 43). (2)- (مت25: 46). (3)- (مز112: 4). (4)- (مز145: 8). (5)- (نح9: 17). (6)- (لو6: 16). (7)- (مت5: 7). العبد يسترحم سيده فى الدين الذى عليه ولكنه لم يرحم زميله (العبد) فى الدين الذى عليه يفعل بكم إن لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته(1). وإن أردت أن تقتنى فضيلة الرحمة حاول تطبيق التدريبات الآتية :ـ ـ1- يجب أن ترحم الناس كما رحمنا الله فالله قد رحمنا من الموت الأبدى بموته عنا كما يقول بولس الرسول "بمقتضى رحمته خلصنا"(2).ـ ـ2- عندما نطلب الرحمة من الله يجب أن نطلبها بقلب منسحق كما فعل العشار الذى يقول عنه الكتاب "وقف من بعيد لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء بل قرع على صدره قائلاً اللهم أرحمنى أنا الخاطئ"(3).ـ بعكس الفريسى الذى قال بكبرياء "أشكرك أنى لست مثل باقى الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل ذلك العشار. أصوم مرتين فى الاسبوع وأعشر كل أقتنيه"(4).ـ ويخبرنا الكتاب أن العشار "نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك"(5).ـ ـ لأنه طلب الرحمة من الله بخشوع، أما الفريسى فلم يطلب الرحمة ..ـ ـ3- لا تقسى قلبك بالخطية . كما يقول الكتاب "إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم"(6). لأن قساوة القلب تولد عدم الرحمة ..ـ وسليمان الحكيم يقول "أما مقسى قلبه فيسقط فى الشر"(7).ـ ـ4- التمس العـذر للمخطئين إليك كما فعل المسيح لصالبيه، وطلب لهم الغفران قائلاً "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون ـ"(8). ـ وكما فعل استطفانوس رئيس الشمامسة براجميه قائلاً "يارب لا تقم لهم هـذه الخطية"(9).ـ والتماس العذر يزيل العداوة مع الآخرين ويجعل قلوبنا رحيمة مع كل أحد. (1)- (مت18: 23- 35). (2)- (تى3: 5). (3)- (لو18: 13). (4)- (لو18: 11). (5)- (لو18: 14). (6)- (عب3: 7). (7)- (أم28: 14). (8)- (لو23: 34). (9)- (أع7: 60). الفريسى والعشار ـ5ـ اهتم بالمساكين والمحتاجين لأن الرب طوّب من يتعطف عليهم ويرحمهم. فيقول سفر المزامير "طوبى لمن يتعطف على المسكين فى يوم الشر ينجيه الرب الرب يحفظه ويحييه ويجعله فى الأرض مغبوطاً"(1).ـ ويقول سفر الأمثال "من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه "(2). وقال أيضاً "من يرحم المسكين فطوبى له"(3).ـ ويقول بولس الرسول "المعطى فبسخاء .. والراحم فبسرور"(4).ـ ـ6ـ هناك صلة قوية بين المحبة والرحمة، لذلك إن الذى يحب الناس يرحمهم ويتشبه بالله، ولذلك يقول المزمور إن الله "حنان ورحيم"(5).ـ ويقول أيضاً إن الله "رحيم ورؤوف"(6).ـ ـ7ـ يقول سليمان الحكيم "الرحيم يحسن إلى نفسه والقاسى يكدر لحمه"(7) لأن الرحيم سيشعر بسلام داخلى دائماً أما القاسى فيشعر بضيق واضطراب لا حدود له. ـ8ـ داود النبى كان يطلب الرحمة من الله دائماً لكى يتعلم الرحمة فيقول "أيها الرب الإله أنت رؤوف ورحيم أنت طويل الروح وكثير الرحمة وصادق أنظر إلىّ وارحمنى"(8).ـ ـ9ـ الكنيسة تردد دائماً صلوات الرحمة فى معظم صلواتها مستخدمة بعض المزامير مثل "ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك"(9) وارحمنا يا الله ثم ارحمنا، ويارب ارحم 41 مرة، وهكذا. ـ10ـ إن فعل الرحمة وصية إنجيلية، فرب المجد قال "كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم"(10).ـ (1)- (مز40: 1). (2)- (أم19: 17). (3)- (أم14: 21). (4)- (رو12: 8). (5)-(نح9: 17). (6)-(مز103: 8). (7)-(أم11: 17). (8)-(مز85: 20). (9)-(مز50). (10)-(لو6: 36). |
||||
17 - 09 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 6176 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الانتباه - القديس أفرام السرياني أصغي إلى ذاتك أيتها الشبيبة المؤثرة النسك لئلا تعبر أيامك في التنزه، لا تقبلي الأفكار الخبيثة لئلا تضعف قوتك في حرب العدو، ليكن كل وقت في ذهنك السيد الحلو ليكلل سعي نسككِ. حاضري جرياً أيتها الحداثة في جهاد نسككِ، قد حان اليوم وأقترب الوقت الذي فيه العاملون يكللون والمتوانون يندمون، أقتني الفضيلة ما دام لك زمان ؛ أقتني ورعاً في ناظركِ وصدقاً في مسامعكِ وكلمات حياة في لسانكِ. تعهدي المرضى في قدميكِ ؛ وفي قلبكِ صورة ربكِ، في أعضائكِ تقويمات العفة ليفضل تكريمكِ بحضرة الملائكة والناس. خشبة لا نفس لها تكرم إذا كان فيها صورة ملك مائت، فكم أحرى تكرم النفس الحاوية فيها اللـه في هذا الدهر والمستأنف. أصغِ إلى ذاتك أيها الحبيب ؛ إن الشهوة مائتة فأما جسمك فهو حي ؛ وتأمل إذاً بمبالغة وأحذر ألا تمنح جسدك حياة المائت ؛ فإن أعطيته حياة يقتلك، فإن المائت إذا أحييته قتل من منحه الحياة. فأعرف بمبالغة ما هي الشهوة، فالشهوة خلواً من الجسم مائتة ؛ فإذا اقترنت الشهوة بالجسم تعيش الشهوة ؛ ويدرس الذهن في حلاوتِها، ويوجد الجسد الحي مائتاً بإماتتها إياه. فمن أجل هذا أحفظ ذاتك بتحرز من هذا المائت في توقد نار شهوته، أحضر إلى ذهنك النار التي لا تطفأ والدود الذي لا يموت ففي الحال يخمد التهاب الأعضاء، لئلا تسترخي فتغلب وتندم وتستدرك كل النار، نار الندامة وتعتاد أن تخطئ وتندم. أقتنِ صرامة منذ الابتداء مقابل كل شهوة ؛ ولا تنغلب لها ؛ ولا تعتاد على الهزيمة في الحرب ؛ لأن العادة طبيعة ثانية ؛ واعتياد الاسترخاء لا يقتني قط صرامة وشهامة لأنه كل حين يبني وينقض، كل وقت يخطئ ويندم. أيها الحبيب إذا اعتدت أن تتراخى إذا قوتلت فستكون تسطير كتابة ندامتك ثابتة إلى أبد الدهر. من قد أعتاد أن ينغلب لبعض الشهوات فضميره يصير له كل وقت موبخاً ؛ ويكون كل وقت حزيناً كئيباً، فيرى قدام الناظرين وجهه بورع وعافية ؛ وهو من داخل مقطب من أجل توبيخ ضميره إياه ؛ لأن الشهوة اعتادت أن تمنح الذين يعملونَها حزناً موجعاً. فتحرز بكل نفسك ؛ وأحذر حاوياً في ذاتك المسيح كل وقت، لأن المسيح هو للنفس ختن لا يموت، لا تترك ختنك المحق لئلا يتركك ؛ وإذا تركك تحب الغريب العدو الغاش الذي يغش ؛ يحب وقتاً يسيراً ويترك لأنه هو زانية نجسة ؛ فإذا أفنى الإنسان قوته فيها يمقتها. من لا يبكي لأن العدو إذا افنى قوتنا وزماننا في نجاساته وشهواته الدنسة ؛ يبتعد حينئذ عنا لأنه يمقتنا ولا يحبنا قط ؛ لكن يحبنا اللـه الآب والابن والروح القدس الذي له التمجيد إلى أبد الدهور. آمـين |
||||
17 - 09 - 2014, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 6177 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفضيلة هي محبة الخير إنها ليست في مجرد عمل الخير, إنما بالأكثر في محبة الخير. ذلك لأن الفضيلة التي تمارس من الخارج فقط, وليست صادرة من القلب, قد تكون رياءً. أو أن البعض يعملون الخير خوفاً من إنتقاد الناس, أو خوفاً من عقوبة المجتمع أو عقوبة القانون, أو يفعلون ذلك خجلاً, أو من أجل المنفعة, أو لمجرد كسب مديح الآخر وليست حباً في الخير ولا حباً في الغير, أو رغبة في نوال مكافأة أومجارة لتيار معين, أو تقليداً لغيرهم. كل ذلك بغير اقتناع من الداخل, وبغير رغبة! وربما يفعل الشخص ذلك وهو محرَج, لا يستطيع أن يمتنع أو يقول لا!! وعمل الخير لشئ من هذه الأسباب لا يمكن أن يُحسب فضيلة... الفضيلة هي إذن حب الخير, حتى لو كان الإنسان لا يستطيع أن يفعله لسبب خارج عن إرادته, لوجود موانع تمنع التنفيذ عملياً.. ولكن إن وُجدت امكانية لعمل الخير, فلابد أن يعمله. لأنه حينذاك تجتمع نية القلب مع العمل والإرادة, لأن النية وحدها لا تفيد الآخرين.. فالفضيلة تبدأ في داخل القلب, وتنبع منه, في المشاعر والنيات والأحاسيس. ويكون عمل الخير هو التعبير عما في القلب من مشاعر طيبة.. |
||||
17 - 09 - 2014, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 6178 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفضيلة هي السلوك الفاضل إنها تبدأ في الداخل, في القلب والفكر والروح. ولكنها تظهر في الخارج عن طريق الممارسة العملية. فالحب مثلاً هو فضيلة في القلب, ولكن لابد أن يتحول إلى عمل محبة في الخارج. فلا نحب بالكلام ولا باللسان, بل بالعمل والحق. هنا تظهر المحبة عن طريق العطاء والبذل والتضحية... فضيلتك التي في فكرك لا يشعر بها أحد. ولكنك تعبر عنها بعملك. وكذلك محبتك لإبنك التي في داخل قلبك, تعبر عنها بالعطايا والاهتمام وبالحنو. وأيضاً لا يكفى أن تقول إن محبتك لله هي في قلبك, بل تعبر عنها بطاعتك لوصاياه. وبالمثل: خشوع العابد في داخل قلبه, يعبر عنه بخشوع الجسد من الخارج. بالسجود والركوع في الصلاة. وحفظ الجسد أثناءها من طياشة الفكر والحواس. وبهذا يشترك الجسد مع الروح. وتكون الفضيلة من الداخل والخارج معاً.. إن حياة الشجرة في داخلها. ولكنها تعبر عن وجود الحياة فيها بالخضرة وبالزهر والثمر. ونحن نريد الفضيلة المثمرة, بالعمل الصالح, بالكلمة الطيبة, بالسلوك الحسن, بالمحبة العملية, بالقدوة المؤثرة في الغير... |
||||
17 - 09 - 2014, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 6179 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفضيلة هي في الشخصية المتكاملة بحيث لا يوجد في من يمارسها أى نقص في سلوكه. وهذا واضح عملياً: فإن سلك في فضيلة ما, لابد ستقوده إلى فضائل أخرى كثيرة. كما أنه أذا فقد إحدى الفضائل ما أسهل أن يجره السقوط إلى فضائل أخرى عديدة. إنها سلسلة مترابطة إن إنفك عقد أحدها, إنفرط الباقى أيضاً. فطالب العلم الذي يهمه مستقبله, يقوده هذا إلى الاجتهاد والعمل على التفوق. وهذا الاجتهاد يحثه على البعد عن اللهو. والبعد عن اللهو يبعده أيضاً عن أصدقاء السوء. والبعد عنهم ينجيه من القدوة السيئة. وهذا أيضاً يساعده على حياة الفضيلة. وهكذا تتعاون الفضائل معاً, ويؤدى بعضها إلى البعض الآخر. وبالمثل فإن الخطية تجر إلى خطايا أخرى. |
||||
17 - 09 - 2014, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 6180 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفضيلة وضع متوسط بين رذيلتين أو هي وضع متكامل بين نقصين. ومن أمثلة ذلك: الشجاعة هي الوضع المتوسط بين الخوف والتهور.. والتربية السليمة هي الوضع المتوسط بين التدليل والقسوة والتدبير الحسن لما تملكه هو الوضع المتوسط بين البخل والتبذير.. ويمكننا أن نذكر أمثلة عديدة لهذا الوضع المتوسط.. * فيوجد نوعان من الفضيلة: وذلك من الناحية السلبية, والناحية الإيجابية. فالناحية السلبية هي مقاومة الخطيئة ورفضها. أما من جهة الناحية الإيجابية فهى عمل الخير. وليست الفضيلة هي فقط البعد عن الخطيئة, إنما يجب الإرتفاع عن المستوى السلبى, وذلك إيجابياً بالسلوك في حياة البر: لا يكفى فقط إنك لا تكره إنساناً, إنما يجب أن تحب الكل... لا يكفى أن تمتنع عن اللفظ بأية كلمة خاطئة, إنما يجب أيضاً أن تقول كلاماً للبنيان ينفع الآخرين. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلاهيمانوت. ولذلك فإن الفضيلة ليست فقط أنك لا تضر الناس, إنما هي بالأكثر أن تعينهم بقدر إمكانك, وتعمل على راحتهم أو إسعادهم.. فهناك المستوى الجسدى للفضيلة, والمستوى النفسى, والمستوى الروحى... وعلى الإنسان أن يحفظ نفسه في كل مستوى, ويحترس من السقوط في غيره فمثلاً الحواس هي أبواب الفكر, وما تراه أو تسمعه أوتلمسه, قد يجلب لك أفكاراً. فلكى تحفظ فكرك, أحفظ حواسك. وإن أخطأت بالحواس, لا تجعل الخطأ يتطور إلى فكرك. وإن وصل الخطأ إلى الفكر, اطرده بسرعة, وحذار أن تجعله يتحول إلى مشاعر في قلبك. وإن تحوّل إلى مشاعر, لا تجعله يتطور إلى العمل بالضغط على ارادتك... واعلم أن جميع المستويات تتجاوب مع بعضها البعض. وقد يصير الواحد منها سبباً ونتيجة... فخطأ القلب يسبب خطأ الفكر. كما أن خطأ الفكر يسبب مشاعر للقلب. وربما الأثنان يدفعان إلى العمل. وكذلك المشاعر والعمل يقودان إلى خطأ الحواس. إنها دائرة متصلة. أية نقطة فيها توصل إلى باقى النقاط وكما في الشر, كذلك في الخير: تتعاون كل المستويات معاً... على أن أعلى مستوى في الفضيلة هو السعى إلى الكمال. إن الذي يسلك في الفضيلة, يودى أن ينمو فيها. ويستمر في النمو حتى يصل إلى الكمال الممكن له كإنسان. واعنى الكمال النسبى, نسبة إلى ما عنده من إمكانيات, وما يُوهب له من عمل النعمة فيه... والسعى إلى الكمال يحتاج إلى التدرج. والآباء الروحيون كثيراً ما كانوا يدربون أولادهم في نطاق هذا التدرج. لأن الطفرات السريعة في الفضيلة قد تؤدى إلى ارتفاع القلب والكبرياء، وأحياناً تكون لها نتائج عكسية. لكن القادة الروحيين كانوا يعملون على تثبيت أبنائهم في كل خطوة يخطونها. حتى إذا ما صارت شبه طبيعة عندهم, يتدرجون منها إلى خطوة أعلى, ولا يصبحون في خطر من أية نكسة ترجعهم إلى الوراء... أما إذا أرادت نعمة الله أن ترفع الإنسان إلى فوق مرة واحدة, فهذه هبة إلهية غير عادية. لأنه كما أن نعمة الله تساعد الإنسان على الارتفاع إلى فوق, فإن قوى الشر لا تريد أن تتركه في راحة, إنما تحاول أن تجذبه إلى أسفل. ومن هنا كانت محاولة الوصول إلى الكمال الروحى, هي صراع ضد الخطية وضد العقبات الروحية. |
||||