منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17 - 09 - 2014, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 6161 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عفة اللسان

لنيافة الأنبا مكاريوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اللسان العفيف هو الذي لا ينطق بما هو جارح أو ساخر أو يخدش الأسماع

صاحبه مختون الشفتين، لا يتكلم إلاّ بما هو للبنيان كلامه مملّح بالروح القدس يقول أب لتلميذه

" انظر لا تدخل هذه القلاية كلمة غريبة"

ويقول القديس يوحنا الدرجي :



" فم العفيف بتكلم بالطيبات ويلذذ صاحبه ويفرح سامعيه".





إنها فضيلة أن ينتقي المتكلم كلامه أن يختار ما يقوله ألا ينطلق لسانه بكل ما هو درئ

وإذا اضطر إلي قول ما يعد غير تقليدي أو مضطر لاعادة قول كلمة قد تبدو أقل من المستوي المطلوب:

فهو يعتذر قبلا كثيراً هو يخشي أن يلوث مسامع من يسمعونه وكذلك لئلاّ يدنس شفتيه

وهناك فرق بين شخص يقول كلمة الحق بلطف وعفة

وآخر يقولها بقباحة شتم شخص راهباً بكلمة قبيحة فقال له

"ان كلمات النعمة علي شفتيك يا أخي " وتكرر الأمر مع آخر فقال:

" كنت قادراً أن أجاوبك بمثل ما يوافق كلامك ولكن ناموس إلهي يغلق فمي ".



هناك شخص تتمني ألاّ يكفّ عن الكلام بسبب حلاوة كلمات النعمة الخارجة من شفتيه، هو مشجع ملاطف ُمدافع، وآخر تتمني أن ينتهي سريعاً من كلامه

يقول عنه الكتاب: " سم الأصلال يرضع يقتله لسان الأفعى" (أي 20: 16).

إنسان تستزيده كلما حاول أن ينهي حديثه، وآخر تسعى في إنهاء اللقاء معه، إنه يتعبك بتأنيبه بإدانته للآخرين

حقاً يقول الكتاب "شفتاك ياعروس تقطران شهداً " (نش 4: 11).
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:05 PM   رقم المشاركة : ( 6162 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في أنواع الفضيلة - القديس أفرام السرياني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إن في عقلي راسخ كل ساعة المنظر الذي حدثتني به أيها الأخ فلذلك جاهد أن تسير بما يكون موافقاً للدعوة العليا لأنني عارف نشاطك وغيرتك إلي اللـه
فلذلك أشير عليك إذ لك نية أن تخلص وليست لك خبرة بالسيرة ذات الفضيلة أن تقتفي آثار الآباء والأخوة التامين وتستفيد منهم كيف ينبغي لعبد اللـه أن يتصرف.

الأمر الذي كنت أقوله لك دائماً أن تعاين سيرة كل واحد منهم وتتشبه بتدبيره متفطناً في كل واحد منهم متدرع السلاح في الدين البهي منقاد إلي رأي الدعوة العليا، وتترقب بمبالغة من واحد أمانته الكاملة التي لا تتزعزع،
وآخر اتكاله علي اللـه، وآخر تقتبس منه المحبة المضاعفة بحب اللـه والقريب وكيف أحدهم بمخافة اللـه يقي نفسه محفوظاً من كل أمر خبيث ذي سيرة حية لا زلل ولا لوم فيها، وآخر ممدوح من الكل من أجل طهارة سيرته وفقدها العيب لأن كثيرين يوجدون مثل هؤلاء الذين عنهم كنت أقول لك أصغِ إلي أولئك لا إلي المتواني.

صر مغاير الذين هم بيننا كالنجوم لترى كيف أحدهم محارباً من الخبث بآلام متلونة فيهرب إلي اللـه بالصلاة ويلاصقه بالتخشع والشوق فيأخذ معونة النعمة ويغلب الأفكار القبيحة والنجسة،
وآخر يتوب عما عمله من الزلات ببكاء غزير وعبرات وزفرات نائحاً بإكتئاب علي خطاياه معترفاً للـه في الصلوات والأسهار يشقي بالصوم والتعب والاضطجاع علي الأرض والاغتمام مجتهداً أن يخلص نفسه بِهذه الأسلحة.

فجاهد أنت محارباً إلي الموت كجندي حقيقي لأن النسك يا ولدي ليس هو لعباً بل بتحرز كثير يقوم خلاص النفس.

فلذلك لم يبق واحدة من الفضائل لم أكتب لك عنها وأرسلها إليك لكي لا تقول أنني لست أعرف ما أعمل هكذا أجتهد إذاً أن تسير زمان حياتك بفطنة وبكل صنعة حسنة لترضي اللـه والناس، فإنك إن دبرت نفسك هكذا مراقباً زهد كل واحد من أخوتك الكامل وسيرته باللـه ذات فضيلة فسيمكنك بسهولة أن تصعد نفسك إلي علو الفضائل.

مشاهداً زهد أحدهم في القنية كيف قد أهمل كل الأشياء مجاهداً أن يوقف عقله من كل جهة بلا هم مثابراً علي الصلوات بلا اشتغال بال وليس له فكر ولا هم يقطعان صلاته ودموعه ومحبة اللـه الحارة الكاملة.

لأنك تعلم أيها الحبيب أن الإنسان إن صلي بشوق ودموع بقلب نقي يعاين الإله نفسه بذهنه فلذلك كل أحد يحصل بالمسكنة وبالفقر وبالضيقة الكثيرة لنفسه الخيرات الموعود بِها للصديقين لأن الباب ضيق والطريق حرج المؤدي إلي الحياة.

لذلك أريتك هذه الطريقة التي لم أسر فيها أنا، حتى إذا صغيت إلي ذاتك تماثل سيرة القديسين فتضاهي ورع أحدهم، وصناعة آخر، وتماثل صلوات آخر، وتتشبه بسجية آخر، وتشابه تواضع آخر، وتضاهي كرامة آخر، وتستفيد من آخر لومه لنفسه، ومن آخر احتقاره ذاته وتَهاونه بِها، ومن آخر صرامة سيرته، ومن آخر اهتمامه، ومن أخر سكوته،
ومن آخر وداعته، ومن آخر طول انانته، ومن آخر احتماله، ومن آخر مسالمته للكل، ومن آخر الصداقة، ومن آخر ألفته، ومن آخر اتفاقه، ومن آخر فهمه، ومن آخر عقله، ومن آخر تيقظه، ومن آخر حكمته،
ومن آخر حسن منطقه، ومن آخر إصابة الرأي، من آخر إفرازه، ومن آخر توسطه، ومن آخر بشاشته، ومن آخر فرحه، ومن آخر حسن تسليمه، ومن آخر سرعة انعطافه، ومن آخر مسامحته، ومن آخر شجاعته، ومن آخر ثقته، ومن آخر جهاده، ومن آخر طاعته، ومن آخر عملاً، ومن آخر مديحاً، ومن آخر نشاطاً، ومن آخر خدمته للأخوة، ومن آخر غيرة، ومن آخر حرارة، ومن آخر خضوعاً،
ومن آخر التبرؤ جملة من العالم واحتقاره العالم وأمانته كل يوم، ومن آخر صبراً، ومن آخر الثبات، ومن آخر الصدقة، ومن آخر مجاهرته، ومن آخر توبيخه، ومن آخر سيرته الواضحة للكل والمنيرة، ومن آخر تحفظه، ومن آخر شكراً، ومن آخر أدباً، ومن آخر عفة، ومن آخر قداسة، ومن آخر طهارة، ومن آخر بتولية، ومن آخر نقاوة،
ومن آخر عزماً روحانياً، وتراصد أحدهم صدقته، وآخر انتظاره، وآخر خيريته، وآخر صلاحه، وآخر حسن مجازاته، وآخر مساواته، وآخر عدل حكمه، وآخر عفوه، وآخر دعته، وآخر رثاءَه، وآخر إحسانه، وآخر محبته للغرباء، وآخر أحتياجه، وآخر عدمه الشر، وآخر وداعته، وآخر قناعته، ومن آخر تحفظه، ومن آخر شكره،
ومن آخر بساطته، ومن آخر تعزيته، ومن آخر تسليته، ومن آخر تعهده المرضى، ومن آخر استقامة ذهنه، ومن آخر حياة.

وتستفيد من جماعتهم الصلاة التي لا تنقص والترنم وذرف مجاري الدموع سواقي، وجملة تغني عن التفصيل من السيرة الإلهية فما دمت ساكناً وسط هذا الكنز فأحرص أن تستغني، وما دمت عائشاً مع العذارى الأحرار العاقلات فلا تعد مع العواق، ما دام لك هؤلاء النجوم يضيئون عينيك كل يوم وليلة فأسلك في ضيائهم وأقتفِ أثارهم لتدخل معهم إلي المساكن الأبدية.

أخطر في هذه الخطوات ليمكنك أن تستدرك قوماً منهم لأنني عالم إنك إن شئت فإنك تقدر، منطق حقويك وقد مصباح عدلك وأنتظر ربك لتوجد مستعداً لاستقباله، أنا لست أكفف عن مكاتبتك في هذا الأمر وأعلم إنك تسمع سماعاً مقسطاً فأصغِ إلي ذاتك وجاهد إلي الوفاة وتحرز محفوظاً لتلتقي الختن الذي لا يموت بدالة وسرور.

أكرم البتولية فإنْها تبلغ بك إلي الحجلة السماوية فلهذا قال الرسول: قد خطبتكم لرجل واحد لأقيمكم عروساً طاهرة للمسيح.

والآن ياحبيبي قد كتبت إليك فضائل القديسين وسأكتب لك مكامن المضاد لكي إذا نجيت من فخاخ ذلك تستطيع أن تخلص نفسك فلا ثقل لي إذاً أنني قد حصلت في الدير وقد لبست الإسكيم الملائكي فليس الناس فقط بل الإله نفسه لا يستبشر بالإسكيم الظاهر بل بثمار الأعمال الصالحة.

فأنتصب إذاً كشجرة حسنة نضارتَها حاملة أثمار الفضيلة، وأحذر أن تجئ دودة الكبرياء فتفسد أثمار تواضعك، لا يسرق الكذب صدقك، ولا يغش السبح الباطل تورعك، ولا يستل الغيظ وداعتك، لا يسلب الغضب طول أناتك، ولا تفسد الخصومة سلامتك، ولا تعوق المعاداة مصادقتك، ولا يقطع الحقد المحبة، ولا يبيد القرف الإكرام، ولا يوزع المحك الاتفاق،
ولا يطرد الاضطراب السكوت، ولا يعق شره البطن الصوم، ولا يقطع ألتذاذ الأكل الحمية، ولا يعرقل الونية الحرص، ولا يقطع النوم السهر، ولا يثقل الضجر النشاط، ولا يمنع العجز الخدمة، ولا يسحب التذمر الخضوع، ولا تختلس المعصية الطاعة، ولا يغلب الكلام الباطل الترنم والترتيل، ولا يقهر المزاح دراسة التمجيد،
ولا يتقوَّ ويستظهر الضحك علي النوح، ولا تعطل الفظاظة المسامحة، ولا يفسد الفسق العفة، ولا يبطل عدم الأمانة الأمانة، ولا تكرم محبة الفضة أكثر من هجر القنية، ولا تحب والديك أكثر من المسيح، ولا تستلذ وتستحل العالم أكثر من ملكوت السموات، ولا يغير الغنى عندك الفقر،
ولا تحرض لسانك الوقيعة، ولا تجعلك النميمة قاتل أخاك، ولا تدنس المشارة نفسك، ولا يحرقك الحسد للقريب، ولا ينجس الغش صفا قلبك، لا تعدمك المرآة الخيرات، لا يصنعك البغي دافعاً، لا تسبب لك شهادة الزور العذاب، لا تغربك السرقة من الملك، لا يغلق الظلم دونك الفردوس،
لا يبدد عظامك استرضاء الناس، لا تقطع مجاهرتك محاباة الوجوه، لا تسحبك محبة اللذة من محبة اللـه، لا تعمِ الشهوة تخشعك، لا تشوه اللذة شوقك إلى اللـه، لا تخسرك لذة الأطعمة نعيم الفردوس، لا ترفض إنساناً لئلا تسخط خالقه، لا تعيرن أحداً لأنك لا تعلم ماذا يصيبك من العوارض،
لا تترفع بقلبك لكي لا تسقط فتجلب لذاتك هواناً، لا تقطع دعتك الجسارة، لا يستأسر الجزع شهامتك، لا يبيد تقواك التهاون، لا يفصلك التنزه من الرفقة، لا يجرح نفسك النظر والتفرج، لا تفسد نفسك من السماع، لا تعاشرن الأشرار ولا تشاورهم لئلا يظلم شرهم ذهنك، لا يغلب الخبث صلاحك، ولا يقهر الحسد عدمك التألم، لا تصر متهجماً لئلا تمقت من الجماعة، لا يسبب لك التعاظم جلدات،
لا تمنح جسدك قط ألبتة نياحاً لئلا يصير ثقلاً لنفسك، لا يختلس الافتراء مديحك، لا يصد عنك الأياس التوبة، لا تستنز لك الجهالة من السموات، لا تسرق المفاخرة كنزك، لا تشهر فخامة الكلام خفياتك، لا يظلم الحسد عندك أحداً، لا يعمِ الجهل فهمك، لا تسود السفاهة حلمك، لا تستول الغباوة علي عقلك،
لا يغير عدم الإفراز أو تمييزك شئ آخر من الأشياء المحظورة يسلب عقلك أو يدخل قلبك ويسبيك من ملكوت السموات، بل تيقظ كما كتب وأتلِ شريعة الرب نَهاراً وليلاً وحيث أن العدو لا يكف مقاتلاً نَهاراً وليلاً فأحذر أن يجد عقلك متشاغلاً عن تلاوة وصايا اللـه فيزرع زوانه ويجعل الأواخر شراً من الأوائل،
أفقد الأشياء الأرضية لئلا تخسر الأمور السمائية فإن إنساناً يضع يده علي سيف الفدان، ويلتفت إلي ورائه لا يستحق ملك اللـه، ولا ينتظم أحد في الجندية فيشتبك بأمور العالم، فإذ قد خرجت من العالم وأتبعت المسيح فأسعَ هكذا مبادراً لتدرك،
لا تجنح يميناً ولا يساراً أي لا تجنح إلي الآلام السابق ذكرها لكي إذا سقطت إلي هوة الخطيئة تموت بالنفس بل بادر في طريق وصايا اللـه الملوكي مقوماً سعيك إلي الملك السمائي وصلِ عني أنا الخاطئ لكي ما إذا صرت أنا الغير مستحق مشاركاً للقديسين أؤهل معهم للتمتع بالخيرات الأبدية بيسوع المسيح ربنا.

هذه الأقوال كتبتها إليك يا حبيبي لا لأنني حفظت شيئاً منها بل لكي إذا ما حفظتها أنت ترضي اللـه لأن الرب قال: من يؤمن بي فالأعمال التي أعملها أنا يعملها وأكثر منها.
وأنا واثق أيها الحبيب أنك ستصنع أعظم من الأفعال التي صارت قبلك إن كنت تحفظ كما قد تسلمت، لا تصر إذاً قاضي الأعمال الأجنبية بل في كل ساعة أجتهد أن تقوم سيرتك وتُهذبَها فإن كل واحد منا سيعطي عن أعماله للـه جواباً.

ميز أنت كل ساعة أفكارك وقل في ذاتك أهل ترى لي ورع ؟ لي عفة ؟ لي تخشع وتواضع ؟
وباقي الفضائل التي تقدمنا فكتبناها فوق هذا، ثم ميز أيضاً وقل في ذاتك أتراني أهملت سيرتي متوانياً ؟ أتراني أتكلم باطلاً ؟ أتراني أغتاظ ؟
أتراني أشتهي شيئاً من الأمور الأرضية ؟ فهكذا ميز كل واحدة من المقدم ذكرها ماقتاً الأمر الخبيث ملتصقاً بالصالح فإن ليس صالحاً إلا اللـه وحدة المخلص الكل بنعمة يسوع المسيح ربنا،
يا ولدي أوصيك بيسوع المسيح أن تحفظ هذه الرسالة وتقرأها متواتراً وتضعها أيضاً وتأخذها إلي أن تتعلمها، لا تتركها لأنني بكل تدقيق كتبت إليك عن سائر الآلام لتتلوها تلاوة متتابعة وتحفظها حفظاً بليغاً لأنه بماذا يحفظ الشاب طريقه ويقومها إلا بأن يحفظ أقوال الرب ومع هذا قد كتبت إليك هذه الأقوال لتستطيع أن تحفظ منها بسهولة فإذا قومت هذه فسأوقف أيضاً عقلك في تحرز أكثر
وتعمق أوفر لتؤهل أن تصل إلي الحد الكامل بيسوع المسيح ربنا الذي له مع الآب والروح القدس الكرامة والتمجيد إلي جميع الدهور. آمـين.
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:07 PM   رقم المشاركة : ( 6163 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نقاوة القلب ( "طوبى للأنقياء القلب لأنهم يُعاينون الله")

هذه الآية تتميَّز بسرِّية أكثر من بقية تطويبات عظة المسيح على الجبل

إلاَّ أنها تبدو متناقضة مع قول الرب لموسى:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش" (خر 33: 20).

وحتى إنجيل يوحنا يقول: "الله لم يَرَه أحدٌ قط" (يو 1: 18)

ويقول القديس يوحنا في رسالته الأولى:

"الله لم ينظره أحدٌ قط. إن أحب بعضنا بعضاً، فالله يثبت فينا، ومحبته قد تكمَّلت فينا" (1يو 4: 12).

والرسول بولس يقول:

"الذي وحده له عدم الموت، ساكناً في نور لا يُدنَى منه، الذي لم يَرَه أحدٌ من الناس ولا يقدر أن يراه" (1تي 6: 16).

فكيف، إذن، يمكن تفسير "... لأنهم يُعاينون الله"؟
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم عن هذه الآية:


[يُطلق الرب صفة "أنقياء" على الذين بلغوا كل فضيلة ولا يوجد في نيتهم أي شر

أو الذين يعيشون في اعتدال وضبط نفس

لأنه لا يوجد ما نحتاجه كثيراً لكي نرى الله أكثر من هذه الفضيلة الأخيرة.

ولذلك قال الرسول:

"اتبعوا السلام مع الجميع، والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (عب 12: 4)

فهو يتكلَّم هنا عن بصيرة يمكن أن يقتنيها الإنسان.](1)

وقد يفهم البعض هذه الآية على أنها تخص ملكوت المسيح الآتي،

ولكن العديد من الآباء يرون أن لها معنىً مزدوجاً:

لأول: أُخروي

والثاني: يشير إلى الحاضر.

ولكن هذا المعنى الثاني قد يُخالف بعض الآيات التي تشير إلى رؤية الله في الدهر الآتي.

فمثلاً يقول الرسول يوحنا: "الآن نحن أولاد الله، ولم يُظْهَر بعد ماذا سنكون.

ولكن نعلم أنه إذا أُظهِر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو." (1يو 3: 2)

ولكننا نجد في العهد القديم أمثلة لِمَن رأوا الله في هيئةٍ ما، فقد قال إشعياء النبي:

"ويلٌ لي إني هلكتُ، لأني إنسان نجس الشفتين... لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود" (إش 6: 5).

وتُفسَّر هذه الظهورات عادةً بأن الله يكشف ذاته في هيئة محسوسة

بينما يُخفي جوهره الحقيقي غير القابل للإدراك بالحواس، ولا حتى بالتصوُّر الذهني.

بهذا المفهوم يمكننا أن نشرح كيف أمكن أن الله صارَع مع يعقوب (تك 32)،

ثم "دعا يعقوب اسم المكان "فنيئيل" (أي وجه الله)

قائلاً: لأني نظرتُ الله وجهاً لوجه، ونُجِّيـَت نفسي" (تك 32: 30)

رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان يعقوب صارَع مع الله أم مع ملاك.

وهناك مثال آخر، هو عندما رأى منوح وزوجته ملاك الرب

وقال: "نموت موتاً، لأننا قد رأينا الله." (قض 13: 22)



هل يمكننا أن ننقِّي قلوبنا ونرى الله؟

ما معنى أن يكون الإنسان نقي القلب؟

الكلمة اليونانية kaqar?j تحمل معنى النقاوة من النجاسة أي العفة

وهذا في الحقيقة هو عمل الله كما يقول المزمور:

"قلباً نقياً اخلقه فيَّ يا الله" (مز 51: 10)

كما أنه يتوقَّف على جهادنا معه في الصلاة، فهو ينتج عن عمل مشترك

أي synergetic، بين الله والإنسان.

كما أن حصيلته النهائية هي أن يكون القلب موحَّد الهدف نحو الله وإرضائه.

فعندما تكون بصيرة النفس لها اتجاه واحد نحو الله يمكنها أن ترى الأمور كما هي عليه

أي على الحالة التي خلقها الله فيها، وهذه هي حالة نقاوة القلب.

وعندما نرى الأمور كما هي نرى الله ذاته

ولكن ليس في جوهره بل في صورته التي ختمها في الخليقة كلها، وبصفة خاصة وبأكثر كمال، في الإنسان.

فبجهادنا وبواسطة نعمة الله تتغيَّر رؤيتنا.

والقديس أوغسطينوس يرى أن رؤية الله هي بالقلب غير المنقسم، فيقول:

[كم هم أغبياء، أولئك الذين يبحثون عن الله بتلك العيون الخارجية طالما أنه يُرَى بالقلب! كما هو مكتوب:

"تَفكَّر في الرب بقلبٍ صالح، وببساطة القلب ابحث عنه" (الحكمة 1: 1 من أسفار الترجمة السبعينية).

فالقلب النقي يكون موحَّداً (أي غير منقسم ويهدف إلى تحقيق مشيئة الله وحدها).

وكما أن هذا النور (المحسوس) لا يمكن أن يُرَى إلاَّ بعيون نقية؛

هكذا فإن الله لا يُرَى إلاَّ إذا كان ما يمكن أن يُرَى به (أي القلب) نقياً.](2)

تظل تعاليم آبائنا ثابتة: وهي أن الله في جوهره يفوق طاقة رؤيتنا

إذ كيف يمكن لنظرنا المحدود أن يحوي في رؤيته غير المحدود؟

ومع ذلك فقد أمكن للإنسان أن يراه عندما تجسَّد

وعندما يتكلَّم الآباء عن رؤية الله أو معرفته، فهم يفرِّقون بين جوهر الله وقدرته الفعَّالة.

والظهورات الإلهية غير معتادة للبشر

وليست هي المقصودة بهذه الآية: "طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يُعاينون الله" (مت 5: 8).

وإذا كان المعيار هو نقاوة القلب، فما معنى ذلك؟

وكيف نبلغ إلى هذه النقاوة؟

وهل هذه النقاوة متاحة لجميع المسيحيين أم فقط للنسَّاك والرهبان والمتوحِّدين؟

مهما كانت المصاعب ومعوِّقات تنفيذ هذه الآية في هذه الأيام

فهي ليست مستحيلة، لأن كلام المسيح حي ويصلح لكل زمان ومكان

فيقول القديس غريغوريوس النيسي:

[إن الله لا يطلب من الذين لم يُزوَّدوا بأجنحة أن يصيروا طيوراً

ولا هو يأمر مخلوقات أعدَّها لتعيش على الأرض أن تعيش في الماء. فناموس الله متناسب مع قدرات الذين يقبلونه

ولا يُفرَض شيء بالقوة مما هو فوق الطبيعة.

فيمكن رؤية ذاك الذي صنع كل شيء بحكمة (مز 104: 24)

عن طريق الاستدلال بواسطة الحكمة الظاهرة في الكون

وذلك كما يُدرك المرء صانع العمل الفني، لأنه ترك بصمته على عمله؛

هكذا فإننا عندما ننظر إلى نظام الخليقة نكوِّن في ذهننا صورة (أو أيقونة)

ليس لجوهر الخالق، بل لحكمة ذاك الذي خلق كل الأشياء بحكمة].

كما أنه يقول:

[طالما أن المعاينة صارت معتمدة على نقاوة القلب

فإن عقلي يزداد تشويشاً حيث إنه ربما يستحيل تحقيق نقاوة القلب، لأنها تفوق طبيعتنا.

فما الذي نربحه من معرفة كيف نُعاين الله إن كنا نجد ذلك مستحيلاً؟

إن الرسول بولس يقول:

"ما أبعد... طرقه عن الاستقصاء" (رو 11: 33)

وهو يقصد بذلك أن الطريق الذي يقود إلى معرفة الجوهر يتعذَّر على الفكر أن يبلغه..

ومن جهة أخرى، فإن الله لا يُرَى بطبيعته

ولكنه يصير مرئياً في قدراته، لأنه يمكن التأمُّل في الأشياء التي تُنسَب إليه].

ويُشبِّه القديس غريغوريوس النيسي تنقية القلب بتنقية الحديد من الصدأ، فيقول:

[إذا أُزيل الصدأ من الحديد بحجر الشحذ

فإنه بعد أن كان أسود اللون نجده يشعُّ ويتلألأ في أشعة الشمس

هكذا أيضاً مع الإنسان الداخلي الذي يُسميه الرب "القلب"

فعندما يُنزع منه الوحل المشابه للصدأ الذي أوجدته الرطوبة الفاسدة

فإنه يستعيد هيئته الأصلية مرةً أخرى ويُصبح صالحاً].

وهو يستعمل مثالاً آخر في قوله:

[رغم أن الناس الذين يرون الشمس في مرآة لا يشخصون في السماء

إلاَّ أنهم يرون الشمس منعكسة في المرآة ليس بأقل مما إذا تطلَّعوا إليها في الفَلَك.

وهكذا الحال أيضاً معكم، فرغم أنكم أضعف من أن تدركوا النور الإلهي

ولكنكم إذا رجعتم إلى نعمة الصورة التي تشكَّلتم عليها منذ البدء يتحقَّق لكم كل ما تطلبونه في داخلكم، لأن اللاهوت إنما هو طهارة وحرية من الأوجاع وخلو من كل شر.

فإن كانت هذه الأمور فيكم يكون الله بالتأكيد فيكم، وتصبحون قادرين أن تُعاينوا ما هو غير منظور عند غير الأنقياء.

فالظلمة التي تسبِّبها الماديات تكون قد أُزيلت من عيون نفوسكم، وبذلك تُعاينون الرؤية المشعة المباركة في سماء قلوبكم النقية.

ولكن ما هي هذه الرؤية؟

إنها النقاوة والقداسة والبساطة والانعكاسات الأخرى المنيرة للطبيعة الإلهية التي يكون الله فيها موضع تأمُّل].

"ها ملكوت الله داخلكم":

الإنسان يعرف الله بمعرفته لنفسه، وبدخوله إلى أعماق نفسه يرى الله منعكساً في نقاوة قلبه

هكذا يقول مار إسحق السرياني:

[إن كنتَ نقياً، فالسماء تكون بداخلك، ففي داخل نفسك سترى الملائكة ورب الملائكة.](3)

جوهر الله يظل "ساكناً في نور لا يُدنَى منه"، أما قدراته فهي واضحة أمامنا

وهو بواسطة هذه القدرات يتصل بالإنسان بحبه المتدفِّق. ومن خلال أعماله يمكننا أن نعرفه ونراه ليس في قداسته الفائقة؛ بل في ظهوراته التي يستعلنها لنا، وذلك كما أن العمل الفني يُخبرنا بشيء عن الفنان

ولكنه لا يسمح لنا أن نعرف شيئاً عن جوهر حياته الشخصية الداخلية.

وينبغي أن توصف نقاوة القلب التي تؤدِّي إلى مُعاينة الله بأنها يمكن البلوغ إليها على درجات بقدر ما تتنقَّى قلوبنا، وذلك بدلاً من أن توصف بأنها أمر قد يوجد لدى المرء أو لا يوجد.

ولكننا يلزم أن نفهم أن إمكانية رؤية الله في حياتنا اليومية إنما هي عطية نحصل عليها بالجهاد. وإذا علمنا أن القلب هو محور ومركز كياننا، فإنه من خلال تنقية قلوبنا تتغيَّر رؤيتنا الداخلية.

هنا يقول القديس غريغوريوس النيسي:

[لا أظن أنه إذا تطهَّرت عينا نفس المرء يكون موعوداً برؤية مباشرة لله، ولكن ربما توحي الآية:

"طوبى للأنقياء القلب..." بما يُعبِّر عنه الرب بوضوح أكثر عندما قال:

"ها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21).

بذلك ينبغي أن نتعلَّم أنه إذا تنقَّى قلب إنسان من كل خليقة وكل مشاعر جامحة، يُعاين صورة (أو أيقونة) الطبيعة الإلهية في جماله الباطني... توجد فيكم، أيها البشر، رغبة في التأمُّل في الصلاح الحقيقي. ولكن عندما تسمعون أن الجلال الإلهي يعلو فوق السموات، وأن مجده لا يُعبَّر عنه، وأن جماله يفوق الوصف، وأن طبيعته لا يُدنَى منها، فلا تيأسوا من مُعاينة ما ترغبون.

فيُمكنكم أن تبلغوا إليه إذ أنكم تملكون في داخلكم المعيار الذي به تدركون اللاهوت. لأن الذي خلقكم وهب لطبيعتكم في نفس الوقت هذه الخاصية العجيبة

لأن الله طبع عليها شبه أمجاد طبيعته، وكأنه يُشكِّل من الشيء المنحوت شمعاً. ولكن الشر المنسكب حول الطبيعة التي تحمل الصورة الإلهية جعلت هذا الأمر العجيب بلا نفع لك، إذ قد صار مُخْفَى خلف أحجبة رديئة. إذن، فإذا نظفتَ الظلمة التي علقت بقلبك، مثل اللزقة، بحياة صالحة؛ فإن الجمال الإلهي يشرق فيك مرةً أخرى].

مجد الله يظهر في الخليقة كلها، ولكن يمكننا أن نرى الخليقة كما هي بواسطة تطهير قلوبنا فقط حيث إن الخليقة تعكس صورة الله. وفي بعض الناس

ولا سيما القديسين، نرى أيضاً شبه الله. فالنقي القلب يرى في المخلوقات لا صورة الله فحسب، بل يرى في الإنسان أيضاً شبه الله بدرجات أكثر أو أقل.

والأنقياء القلب يُعاينون الله في كل مكان: في ذواتهم، في الآخرين، في كل واحد وكل شيء، إنهم يدركون أن: "السموات تُحدِّث بمجد الله، والفلك يُخبر بعمل يديه." (مز 19: 1)

وفي نفس الوقت يمكننا بتنقية القلب وبواسطة نعمة الله أن ننمو في شبه الله. النقي القلب يرى ما وراء ضعف الجنس البشري وميوله الخاطئة، ويلمح في الآخرين الصورة الإلهية التي تشوَّهت بالخطية

وهذا ما يجعل الإنسان لا يدين أحداً ولا يحقد على أحد حيث إن أخطاء الإنسان ليست منه بل من الشيطان.

أما بخصوص مُعاينة الله، فنحن لا نشير إلى خبرة عميقة في رؤية النور الإلهي كما حدث مع بعض القديسين

ولكن ذلك يكون في الواقع عبارة عن اكتساب العين الداخلية لإمكانية رؤية الله من خلال بصمته وصورته في الخليقة كلها. وهذه الرؤية متدرِّجة ولا تأتي عادةً مفاجئة.

ونحن كمسيحيين نُعِدُّ قلوبنا بالتنقية، ولكننا يجب أن ننتظر أولاً أن يفتح الله عيوننا أو بصيرتنا لأطول وقت يختاره هو.

في التجلِّي منح الرب لتلاميذه قوة رؤية مجده:

ولدينا مثال هام في تجلِّي ربنا الذي فسَّره الآباء أنه حدث لأن عيون تلاميذه قد انفتحت، وليس كأن الرب تغيَّرت هيئته بصورة مؤقتة. إن هيئته إلهية منذ الأزل

ولكنه عندما تجلَّى على الجبل منح لبصيرة تلاميذه قوة إلهية مكَّنتهم من رؤيته كما هو! لقد كشف لهم مجده لكي يروا ما هو مُخْفَى خلف جسده الذي اتخذه بتجسُّده.

إننا نرى هنا عملاً مشتركاً synergetic. فالتلاميذ خلعوا ميولهم الجسدية

والروح القدس منحهم تغييراً ونعمةً أمكنهم بهما أن يُعاينوا الرب الممجَّد. إنها مجهودات المؤمن مُكمَّلة بعمل الروح القدس.

لا ينبغي أن نشتاق لرؤية الله بهذه الطريقة:

لقد قرأنا عما حدث للأخ "موتوفيلوف" مع القديس سيرافيم ساروفسكي

إذ أنه رأى وجه القديس سيرافيم مُشعاً كالشمس، ثم اكتشف بعد ذلك أنه هو أيضاً قد تجلَّى(4). ونحن نرى في مثال الأخ "موتوفيلوف" أن عيني هذا العلماني قد انفتحت لتلك الرؤية

ولكننا لا نعرف ما إذا كانت هذه الخبرة قد تكررت مرةً أخرى أم لا. وسبب الرغبة في رؤية الله بمثل هذه الطريقة لا ينبغي أن تنشأ من رغبتنا في أن تتحقَّق لنا خبرة روحية. فإذا اشتقنا إلى ذلك نكون معرَّضين للخداع،

إذ يجب أن يكون اشتياقنا هو إلى معرفة الله، وأن نصير إلى ما خلقنا هو عليه. ولتحقيق ذلك يجب أن نتوقَّع أن تكون عيوننا الداخلية مفتوحة ولو لفترة قصيرة لنرى الخليقة كما هي عليه بالفعل

بل وأيضاً قد نكتشف ونتحقَّق من قول الرب لنا:

"ها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21) إن كنا نرى من خلال عيون لم يعْمِها أي زيف أو خطية.

وهكذا نرى أن نقاوة القلب هي نتاج عمل مشترك بين الله والإنسان

فلا يمكن أن يهب الله القلبَ النقي للإنسان وهو متكاسل في جهاده وناقض لوصايا الرب

ولا يمكن لسعي الإنسان وجهاده فقط أن يُنقِّي قلبه بدون نعمة الله.

فالله "يخلق القلب النقي" (راجع مز 51: 10)

والإنسان عليه أن "يتبع القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب" (راجع عب 12: 14).

أما المحصلة النهائية لنقاوة القلب فهي أن يكون قلباً موحَّداً غير منقسمٍ على ذاته، هدفه هو معاينة الله والشركة معه، وغايته هو إرضاء الله.
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 6164 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

جمال الحياة المسيحية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أولاً: ماهية الحياة الجماعية
رسالة القديس بولس إلى أهل غلاطية 2/20 تتحدث عن ماهية الحياة الجماعية: "لست أنا الحي بل المسيح هو الذي يحيا فيّ".
فيلبي 1/1: "الحياة لي هي المسيح".
قولسي 1/24: "أتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح".
والقديس يوحنا الرسول في إنجيله 10/10 يقول: "أتيت لتكون لهم الحياة وتكون أوفر".
هذه الكلمات تؤكد لنا وجود حياة الهية تعبر عن علاقة حب وكمال (حياة إلهية) لأن السير في طريق الكمال هي نعمة مقدسة وحياة مشاركة في حياة المسيح بالذات.

أنا أشارك المسيح في حياتي وهذه المشاركة لها بعدين:
1- إستيعاب (إقتناء) المسيح. وبالتالي تؤدى إلى تطابق هوية مع المسيح ويصبح المسيح. عندما أقتني المسيح تصبح حياتي جزءاً من حياته. عندما نقول عن الكاهن بأنه مسيح آخر فهذا يعني أن الكاهن يسير في أقتناء المسيح لتصبح حياته جزءاً من حياة المسيح.
رو 8/ 29: "سبق أن قضى بأن يكونوا على مثال صورة ابنه... فالذين سبق أن قضى لهم بذلك دعاهم أيضاً، والذين دعاهم بررهم أيضاً، والذين بررهم مجدهم أيضاً".
2- الإقتداء بالمسيح. إتباع المسيح الفقير والمتواضع، لكي نشارك المسيح في المجد. هو المسيح المعلم والمثال أي الطريق. "لا أحد يمضى إلى الآب إلا بي" (يو 14/6). بولس الرسول يؤكد اهمية التشبه بالمسيح من خلال الصفح والغفران "اصفحوا بعضكم بعضا كما صفح لكم المسيح (قول 1/33). مت 16/ 24: "من أراد أن يتبعني فليزهد بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني".

ثانياً: البعد التقوي للحياة المسيحية

فضيلة الديانة هي التى توجه حياتنا ونشاطنا إلى مجد الله، وهذا البعد يغير كل حياتنا. ويقول أحد اللاهوتين علينا أن نكون برشانة حية لتسبيح السيد المسيح. وهناك نشيد التسبيح الذي نشيده يومياً في القداس "بالمسيح ومع المسيح وفي المسيح نرفع إليك...". بهذه العبارة نرى بأن المسيح يمتلكني بكل حياتي. فهذا النشيد هو نشيد الحياة المسيحية.

ثالثاً: الدعوة إلى القداسة
إن الله يدعوني إلى طريق القداسة، "كما أن الذي دعاكم قدوس كونوا أنتم قديسين" (1بط 1/15-16). "كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل" (مت 5/48).
بمقدار ما أنت مدعو إلى التشبه بالمسيح، بمقدار سيرك نحو التشبه بابن الإنسان.في الفصل الخامس من الدستور عن الكنيسة تؤكد على الدعوة العامة المسيحية للقداسة (الكنيسة في عالم اليوم 32)

رابعاً: قداسة يومية متنامية
تعاسة الإنسان تكمن في عدم كونه قديس (( Boll)، القداسة تتم في الحياة اليومية لا من خلال تحقيق الامور العظيمة. السير في طريق الحياة اليومية يتطلب جهداً كبيراً وهذه هي طريق القداسة اليومية، عندما نغير ذواتنا نغير كل من يعيش حولنا.
تنمو الحياة الإلهية فينا من خلال الأعمال البسيطة المتكررة ذات المعنى والحماسة والحيوية (لا تصبح حياتنا اليومية روتين).

بدأنا نفقد الحياة الجميلة بسبب كل ما يدور حولنا من صعوبات وضغوطات وآلام وبالتالي نحن مدعوون للسير في حياة القداسة، فالأعمال الصغيرة اليومية هو طريق من طرق القداسة، لذلك يجب أن نقوم بالأعمال بصورة هادفة وفعالة وتقودك خطوة بعد خطوة لمجد الله.
حياتنا الأخلاقية لا تعتمد على مواقف محددة، فالاعمال التي نسقط بها علينا أن ننهض بعدها بقوة لنسير نحو الكمال، وعندما تصبح الأنا مركز حياة الشخص ويبدأ بالبحث عن مجده وراحته فإن التعاسة سوف تسيطر عليه.
رابعا: تنوير داخلي

هذه الحياة الإلهية هي واضحة علنياً للإنسان المسيحي وضمنياً لكل من لا يعرف المسيح. ولكنهم يعيشون على مثال المسيح من خلال قيم ديانتهم والإلهام الداخلي.

كثيرون من المسيحيين يخلصون بإيمانهم القويم، فقد قال القديس بولس في رسالته إلى تلميذه طيموتاوس: "لنحيا حياة سالمة مطمئنة بكل تقوى ورصانة... فإنه يريد أن يخلص جميع الناس" (1طيمو 2/2). وكذلك بالنسبة لغير المسيحيين فإنهم يخلصون من خلال الشريعة، وهذا ما قاله القديس بولس في رسالته إلى أهل رومة "فلذلك لن يبرر عنده أحد من البشر إذا عمل بحسب الشريعة، فما الشريعة إلا سبيل إلى معرفة الخطيئة" (رو 3/20).

خامسا: تتغذى حياة المسيحي من:
تتطور الحياة المسيحية من خلال الصلاة الليتورجية، فالمعمودية هي أن يحيا الإنسان موت وقيامة السيد المسيح، وبالقربان الأقدس يتغدى من هذه الحياة الإلهية، وبالغفران يطهر نفوسنا، ولغير المسيحيين تظهر وتتطور حياتهم من خلال الصلاة والأعمال الصالحة.

سادسا: تتغذى حياة غير المسيحي من:
من خلال الصلاة والاعمال الصالحة وكل القيم الصالحة في ديانتهز

هذه الحياة الإلهية تفقد بالخطيئة سواء للمسيحي أو لغير المسيحي. في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية رقم 1811 يقول: "ليس من السهل على الإنسان الذي جرحته الخطيئة أن يحتفظ بالإتزان الأخلاقي. وعطية الخلاص بالمسيح تمنحنا النعمة الضرورية للثبات في السعي إلى الفضائل. على كل واحدٍ أن يلتمس دائماً نعمة النور والقوة هذه، وأن يلجأ إلى الأسرار، ويتعاون مع الروح القدس، وأن يلبّي دعواته إلى حب الخير والإحتراز من الشر".
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 6165 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفضائل الإلهية بشكل عام
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس بولس يتحدث عن الحياة المسيحية البشرية ويصفها بالمثلث (الإيمان والرجاء والمحبة) وأعظمها المحبة. هذه الحياة تتحقق من خلال الفضاءل الثلاث (ا كور 13:13). هذه الفضائل الثلاث تكون جسدا واحدا وأساسها الإيمان ام المحبة فيه اعظمها (اكور 13:13)، وهذا ما ذكره القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية "ففي المسيح يسوع لا قيمة للختان ولا للقلف، وإنما القيمة للإيمان العامل بالمحبة" (غلا 5/6).

في العهد القديم العناصر الثلاث لدعوة للشعب ترتكز على الفضائل فهم كشعب وكأعضاء:
1- مدعوون إلى الإيمان بالله الذي يكشف ذاته لهم.
2- مدعوون إلى الثقة بالله وبمعونته.
3- مدعوون إلى محبة الله بكل قلوبهم.

في العهد الجديد تعرض هذه الفضائل الإلهية الثلاثة، كجواب أساسي من الإنسان الى الله هو:
1- المسيح يدعو إلى الإيمان برسالته "حان الوقت واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالبشارة" (مر 1/15). التوبة لا تكفى وإنما التوبة بحاجة إلى الإيمان، فكل معجزات المسيح مبنية على الإيمان، وإن لم يتوفر الإيمان لم تتوفر المعجزة.
2- المسيح يدعو إلى الثقة بوعوده "لا تضطرب قلوبكم، إنكم تؤمنون بالله فآمنوا بي أيضاً" (يو 14/1). لا تحزنوا كمن لا رجاء لهم.
3- مدعوون إلى محبة المسيح "أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك وكل قوتك" (مر 12/ 30).

في الكتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية رقم 1813 "الفضائل الإلهية هي في أساس الفعل الأخلاقي المسيحي، وهي تنعشه وتميزه. وهي التي تعطي الفضائل الأخلاقية صورتها وتحييها. ينفح الله بها نفس المؤمنين ليجعلهم قادرين على أن يسلكوا كأبنائه، وأن يستأهلوا الحياة الأبدية. إنها عربون حضور الروح وفعلهِ في قوى الكائن البشري. والفضائل الإلهية ثلاث: الإيمان والرجاء والمحبة".

الفضائل الإلهية تسمو بالإنسان المسيحي، وتدفعه إلى عمل أعمال تعزز الفضائل الأدبية. وحتى تجعل الإنسان قادر على التصرف كإبن لله وكوريث للحياة الابدية، وهي ضمان حضور الروح القدس في الحياة الإنسانية. فالفضيلة تذكر بالروح القدس، وهي تدفع وتدعم كل عمل بشري يقوم به الإنسان.

أصل وهدف وغاية الفضائل الإلهية

الأصل: هو الله نفسه، وهو منبع الفضائل ويمنحها للإنسان، وهذه الفضائل تمثل تحقيق الوحدة السامية بين الله والإنسان، فالله يعطي الفضائل للإنسان حتى يقيم وحدة بينه وبين الإنسان.
الفضائل تكشف من قبل الله "طوبى لك يا سمعان بن يونا، فليس اللحم والدم كشفا لك هذا، بل أبي الذي في السموات" (مت 16/17).
منبع الفضيلة من الله وهو مانحها، فهو الذي يقوينا بالإيمان، فبقدر إنفتاحنا على الله نكتشفها ونتعامل معها بصورة أسرع وأفضل. "الرجاء لا يخيب صاحبه، لأن محبة الله أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا" (رو 5/5).

موضوعها (غايتها): الفضائل الإلهية موضوعها الله، فالله يعرف من خلال الإيمان، فالله يوثق به ويُحب من أجل ذاته. علينا أن نتوصل بأن تكون محبتنا لله بالذات، من خلال هذا الإيمان نحن نتوجه إلى الله الذي يكشف ذاته لنا. ومن خلال الرجاء إلى الله الذي يعدنا بالحياة الأبدية والسعادة. من خلال المحبة إلى الله الذي أحبنا هو أولاً.
الاتحاد مع الله ًهو Objet materiel.
وهدف التوجه نحو الله هو Objet formel.

الفضائل في علاقة متبادلة والمحبة هي التي تمثل حلقة الوصل. فالإيمان الذي تنقصه المحبة يعتبر ايمانا ناقصا، والرجاء الذي تنقصه المحبة يعتبر رجاءا ناقصا. إن أحببت الله يكون إيمانك كاملا، وإن خفته يصبح إيمانك ناقصا. الفضائل في علاقة متبادلة فيما بينها وتشكل المحبة حلقة الوصل والاساس. فالإنسان الذي ينال الخلاص عنده إيمان مع محبة، الشيطان أيضاً عنده إيمان بالله ولكن إيمانه ناقص لأن إيمانه لا يحتوى على محبة.
الإنسان الخاطىء يخاف من الله لأن إيمانه ناقص، فالمحبة ليست شكل خارجي للفضائل ولكن هي المحرك وغاية الفضائل.
الإيمان هو مهم لأنه يشكل Objet formel quo (كل الفضائل الأخرى تصبح فائقة الطبيعة من خلال الإيمان).

بدون إيمان تصبح محبتنا بشرية، فجذور الحياة المسيحية هي الإيمان، المحبة هي الأساس أما الجذور فهي الإيمان. الإنسان يريد في النهاية أن يتحد بالله.

ما الفرق بين الفضائل الإلهية والفضائل الأدبية؟
الفضائل الأدبية الفضائل الإلهية

موضوعها الخير البشري والشرف والنبل. موضوعها الله
تقدم لنا وسائل لتحقيق هدفها وموضوعها. توجهنا الى الله كغاية فائقة للطبيعة
ليس بالضرورة أن تكون مباشرة من الله أو الإيمان. مفاضة من الله
قادرة أن تصبح فائقة الطبيعة بقوة الفضائل الإلهية. فائقة الطبيعة
فيها إعتدال. لا يوجد فيها إعتدال بل نمو وتكامل

الحياة المسيحية المبنية على الفضيلة تشمل كل مجالات الحياة المسيحية وتضعها تحت تصرف الروح القدس.وتقودها الى درجات سامية في حياة الوحدة مع الله.

قال القديس بولس يا رب نحن نؤمن ولكن زدنا إيماناً وهذا ما عبر عنه القديس توما الأكويني عندما قال بأننا "لا نستطيع أن نكون قد آمنا أكثر مما يجب أن نكون".

العهد الجديد يحتوى على ثلاثة أناشيد تتكلم عن الفضائل الإلهية.
الإيمان (روما 10: 4-21)
غاية الشريعة للمؤمن هو المسيح، فالقديس بولس يغني رسالته إلى أهل رومة بنشيد عن فضيلة الإيمان، إذ يقول: "قد كتب موسى في البر الآتي من أحكام الشريعة: إن الإنسان الذي يتمها يحيا بها. وأما البر الآتي من الإيمان فيقول هذا الكلام: لا تقل في قلبك: من يصعد إلى السماء؟ (أي لينزل المسيح) أو: من ينزل إلى الهاوية؟ (أي ليصعد المسيح من بين الأموات) فماذا يقول إذا؟ إن الكلام بالقرب منك في فمك وفي قلبك، وهذا الكلام هو كلام الإيمان الذي نبشر به....." (رو 10/4- 21). لهذا يجب أن ننادي بالإيمان في شخص يسوع المسيح.

الرجاء ( روما 8: 19-30)
لقد تحدث القديس بولس الرسول عن الرجاء في رسالته إلى أهل رومة أيضاً إذ يقول: "الخليقة تنتظر بفارغ الصبر تجلي أبناء الله. فقد أخضعت للباطل، لا طوعاً منها، بل بسلطان الذي أخضعها، ومع ذلك لم تقطع الرجاء، لأنها هي أيضاً ستحرر من عبودية الفساد لتشارك أبناء الله في حريتهم ومجدهم، فإننا نعلم أن الخليقة..." (رو 8/19 - 30).

المحبة ( 1كور 13: 1-13، 8: 31-39)
يتحدث القديس بولس عن المحبة بصورة واضحة في رسالته إلى أهل قورنتس إذ يقول: "لو تكلمت بلغات العالم، ولم تكن لي المحبة، فما أنا إلا نحاس يطن أو صنج يرن. ولو كانت لي موهبة النبوءة وكنت عالماً بجميع الأسرار وبالمعرفة كلها، ولو كان لي الإيمان الكامل فأنقل الجبال، ولم تكن لي المحبة، فما أنا بشيء... فالآن تبقى هذه الأمور الثلاثة: الإيمان والرجاء والمحبة، ولكن أعظمها المحبة". (1 قور 13/1 - 13).
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 6166 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فضيلة الإيمان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1- مفهوم الايمان
هناك تساءل كثيراً ما يطرح علينا، وهو: ما الفرق بين التصديق والإيمان؟
صدق: تصديق شيء من شخص إلى شخص آخر بطريقة مباشرة.
آمن: هي نتيجة شهادة شخص عن شخص آخر أو عن حدث. (المسيح أدى شهادة عن الآب من خلال أعماله وتصرفاته).

الإيمان يتطلب عدة نقاط:
1- يتطلب إعطاء موافقة إرادية
موافقة إرادية لشهادة شخص على آخر أو حدث وهذا يتطلب السلطة في الشخص الناقل، فربما تكون هذه السلطة بشرية (مثلاً: دكتور جامعي متخصص في الفيزياء يتحدث عن قانمون فيزيائي، علينا أن نؤمن به لأن عنده سلطة على ذلك). أما إذا كانت السلطة إلهية فعلينا أن نؤمن بها مباشرة. وإذا كان موضوعها فائق الطبيعة فإيماننا لاهوتي.
2- يتطلب الإيمان خضوع إرادي
خضوع إرادي للشخص الذي يقدم هذا الإيمان.

تعريف الإيمان: يتحدث المجمع الفاتيكاني في دستور الوحي الإلهي رقم 5 عن شمولية وكلية الإنسان إذ يقول: "إزاء الله الذي يوحي، يقوم واجب الإنسان بطاعة الإيمان. بهذه الطاعة يسلم الإنسان أمره كله لله، حراً من أي قسر، ويخضع عقله وإرادته لله الذي يوحي. ويصدق الوحي ويتقبل طوعاً ما جاء فيه. إيمان من هذا القبيل يتطلب نعمة من الله تتدارك الإنسان وتعضده، وعوناً داخلياً، صادراً عن الروح القدس..." (الوحي يوجب الإيمان).

العقل والإرادة هما مهمان للإيمان، فالكنيسة تطلب منا أن يكون ايماننا واعياً. فإيمان من هذا القبيل يتطلب نعمة الله، وهي التي تقوى الإنسان، فهي عون داخلي يوجه الإنسان ويحرك قلبه، لأن هذا الإيمان هو إيمان إلهي ولاهوتي. وهو ليس خضوع فكري لمجموعة من الحقائق وإنما هو خضوع شخصي يتوجه إلى شخص معروف. وتتم هناك علاقة بين المؤمن والمؤامن به. هذا الإيمان هو عطية من الله ذاته بالإضافة إلى العلاقة الشخصية وهو جواب شخصي على عطية الله هذه. يقدم بولس السادس في رسالته الحبرية الاولى Ecclesiam Suam الديانة المسيحية على انها حوار بين الله والانسان والتزام شخصي.
شدد المجمع الفاتيكاني الثاني على رفضه اهمال الاتجاه العقلاني وقبول الايمان بدون محتوى عقائدي. فالاثنين الايمان والعقل يجب ان يكونا معا. ولقد كان هم الدستور الراعوي ان يحافظ على توازن عميق بين الاثنين.
فكرة المجمع تأخذ خط وسط بين فكرتين غير كاملتين. الفكرة الاولى مبنية على ان الايمان ما هو الا خضوع له من دون أي عمق لاهوتي. اما الفكرة الثانية فمبنية على ان الايمان ما هو الا رضى وقبول للحقائق. لنتذكر بأن التركيز كان على الطابع الشخصي والحي للايمان: أي جواب من الانسان البشري الى الله الحي. وهذا الجواب يلزم الانسان بكامله التزاما كاملا.
في انجيل القديس يوحنا الفصل التاسع، يروي لنا قصة الاعمى منذ مولده، ويركز الحوار بين يسوع والاعمى بعد الشفاء على ان الموضوع ليس عقائد وانما التزام بشخص يسوع المسيح. فهنا نجد دعوة ونجد جواب على هذه الدعوة. هنا نحن شاهدين على لقاء شخصي في قلب الايمان الحي. والمبادرة لا يمكن، تأتي الا من الله ففي انجيل يوحنا "لا أحد يأتي الي الا اذا اجتذبه ابي" (يو 14: 6). والقديس توما يؤكد بان الله هو المسبب للايمان لدى المؤمن، فهو الذي يوجه ارادته، وينير عقله. اما الانسان فانه يلتقط اليد التي تمتد له ويعي انه لا يرمي نفسه في فراغ وانما في ايدي مستعدة لضمه.

الرسالة إلى العبرانيين(عبرانيين 11: 1) تتحدث عن الإيمان بقوله "الإيمان هو ضمان الخيرات المرجوة". وفي نفس الرسالة الفصل الحادي عشر يذكر القديس بولس بأن الإيمان هو قوام الأمور التي ترجى وبرهان الحقائق التي لا ترى وبفضله شهد للآخرين. فالفصل بأكمله يجعلنا متأكدين من موضوع الإيمان التي هيالسعادة الأبدية التى هي حاضرة في العالم وحصلنا على هذا العالم. فيصبح عندنا إقتناع في الحقائق التى تقود إلى الحقائق غير المرئية.
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 6167 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التسامح (المغفرة) والمصالحة
بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علَّم المسـيح تلاميذه الصلاة الربانية وأهم نقطة فيها المغفرة قائلاً لهم
"اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا"(1)،ـ
ثم قال لهم "فإن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوى. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم فلا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم"(2).ـ
إذن هناك شرط لمغفرة الخطايا وهو أن نغفر نحن أولاً للناس زلاتهم أى نسامحهم على الإساءة التى بدرت منهم نحونا.
وحذرهم المسيح قائلاً لهم
"فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك. فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهـب أولاً اصطلح مـع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك"(3).ـ
أى لا تستطيع أن تتناول من الأسرار المقدسة إلا إذا كان قلبك نقياً مع كل أحد .. لكى لا تأخذ دينونة على نفسك وتتناول بدون استحقاق.
وبولس الرسول ينادى لأهل كورنثوس قائلاً لهم تصالحوا لأن المسيح صنع صلحاً بين الله والناس "إن الله كان فى المسيح مصالحاً لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة .. إذ نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب من المسيح تصالحوا مع الله.
لأنه جعل الذى لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه"(4).ـ
ويقول أيضاً لأهل كولوسى "وإذ كنتم أمواتاً فى الخطايا وغلف جسدكم أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا"(5).ـ
ولكى تكون متسامحاً للجميع ومصالحاً للكل حاول تطبيق التدريبات الآتية :
ـ1- تمثل بالسيد المسيح له المجد الذى طلب المغفرة لصالبيه وهو على الصليب قائلاً لهم
"يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"(6).ـ
(1)- (مت6: 12). (2)- (مت6: 14، 15). (3)- (مت5: 23).
(4)- (2كو5: 18- 22). (5)- (كو2: 13). (6)- (لو23: 34). ـ
ـ2- قد تسأل سؤالاً قائلاً كم مرة أغفر لمن يسئ إلىّ ؟
هذا السؤال سأله القديس بطرس للسيد المسيح .. "حينئذ تقدم إليه بطرس

وقال يارب كم مرة يخطئ إلىّ أخى وأنا أغفر له. هل إلى سبع مرات، فقال له يسوع لا أقول لك إلى سبع مرات بل إلى سبعين مرة سبع مرات"(1).
والسيد المسيح قال لتلاميذه مرة أخرى
"احترزوا لأنفسكم إن أخطأ إليك أخوك فوبخه وإن تاب فاغفر له وإن أخطأ إليك سبع مرات فى اليوم ورجع إليك سبع مرات فى اليوم قائلاً أنا تائب فاغفر له"(2).ـ
ـ3- هناك صلة بين المحبة والغفران فالسيد المسيح له المجد ضرب مثلاً عن هذه العلاقة قائلاً
"وأجاب يسوع وقال له يا سمعان(3) عندى شئ أقوله لك فقال قل يا معلم.
كان لمداين مديونان على الواحد خمس مئة دينار وعلى الآخر خمسون. وإذ لم يكن لهما ما يوفيان سامحهما جميعاً فقل أيهما يكون أكثر حـباً له. فأجاب سمعان وقال أظن الذى سامحه بالأكثر فقال له بالصواب حكمت. ثم التفت إلى المرأة وقال لسمعان اتنظر هذه المرأة إنى دخلت بيتك ومـاء لأجـل رجلى لم تعط
وأما هى فقد غسلت رجلى بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها. قبلة لم تقبلنى
وأما هى فمنذ دخلت لم تكف عن تقبيل رجلى. بزيت لم تدهن رأسـى وأما هى فقد دهنت بالطيب رجلى. من أجل ذلك أقول لكِ قـد غفرت خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً والذى يغفر له قليل يحب قليلاً"(4). ـ
ـ4- إذا أهنت من أحد وكانت الإهانة شديدة فلا ترد الإهانة بمثلها بل اترك الله هو الذى يدافع عنك، ويرد لك اعتبارك فقد قال فى الكتاب المقدس "لى النقمة والجزاء"(5).. ويقول أيضاً "الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون"(6)..ـ
فاترك عمل الله يأخذ مجراه الطبيعى ولو بعد حين فإخوة يوسف تذكروا خطيتهم ضد أخيهم يوسف بعد مرور 14 سنة من هـذه الحادثة "وقالوا بعضهم
(1)- (مت18: 21). (2)- (لو17: 3، 4). (3)- سمعان الفريسى.
(4)- (لو7: 40- 47). (5)- (تث32: 35). (6)- (خر14:14).
لبعض حقا إننا مذنبون إلى أخينا الذى رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع لذلك جاءت علينا هذه الضيقة. فأجابهم رأوبين قائلاً
ألم أكلمكم قائلاً لا تأثمـوا بالولد وأنتم لم تسمعوا فهوذا دمه يطلب"(1).ـ
ـ5- إذا أهانك أحد واستفزك فلا ترد عليه بل إعط وقتاً لتمر الأمور بسلام .. فكوب الماء المعكر عندما نتركه قليلاً بدون أن تحركه تجد الماء قد راق والرواسب نزلت إلى أسفل .. هكذا المعاملات بينك وبين الآخرين يجب أن تكون بهدوء .. بعد أن تهدأ الأعصاب وبالتالى قد تكون الاستجابة نحو التسامح والمغفرة.
ـ6- قد تكون الإهانة شديدة وتقول لا أستطيع أن أنسى هذه الإساءة أو أغفر له.. فالتدريب يكون بإعطاء وقت مع نفسك حتى تهدأ الأمور ويستحسن أن تذكر المسئ إليك فى صلاتك ولو تقول فى سرك [ يارب إهدى فلان ..] فالصلاة هنا لها فائدتين :ـ
الأولى : أن الله سيستجيب لصلاتك.ـ
الثانية : إن نفسك ستهدأ بمرور الوقت وبعد ذلك يمكنك أن تسامحه.ـ

ـ7- تذكر فى كل مرة أن اللـه صالحنا بدم صليبه، فيجب علينا أن تصالح بعضنا البعض
وبولس الرسول يقول "لإنه وإن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته وليس ذلك فقط بل نفتخر بالله بربنا يسوع المسيح الذى به نلنا به الآن المصالحة"(2).ـ

ـ8- هناك صلة قوية بين التسامح والتواضع فالإنسان المتواضع يرى فى نفسه أنه أقل الناس، وبالتالى إذا شُتم يقبل الشتيمة بدون تذمر.. فداود النبى وهو ملك شتمه شمعى بن جيرا،
"فقال إبيشاى ابن صروية للملك لماذا يسب هذا الكلب الميت سيدى الملك. دعنى أعبر فاقطع رأسه فقال الملك مالى ولك يا ابنى صروية دعوه يسب لأن الرب قال له سـب داود.. لعل الرب ينظر إلى مذلتى
(1)- (تك42: 21). (2)- (رو5: 10، 11).
ويكافئنى الرب خيراً عوض مسبته بهذا اليوم"(1).ـ
وهذا يذكر بالسيد المسيح له المجد الذى يقول عنه القديس بطرس الرسول الذى قال "فإن المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً لنا مثالاً لكى نتتبع خطواته الذى لم يفعل خطية ولا وُجد فى فمه مكر. الذى إذا شُتم لم يكن يشتم عوضاً وإذا تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضى بعدل"(2).ـ

ـ9- هناك صلة قوية بين المحبة والتسامح، فالإنسان الذى يحب إنساناً لا يمكن أن يهينه أو أن لا يتقبل إهانته فالمثل الشعبى يقول
[ حبيبك يبلع لك الظلط وعدوك يتمنى لك الغلط ].ـ
فالمعاملات الأسرية تحتاج منا أن نتغاضى عن الكلمات التى لا تعجبنا. وليس هناك كرامة بين الزوجين لأنهما جسداً واحداً فكرامتهما واحدة.
والقديس بولس الرسول يقول "فالبسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفاً وتواضعاً ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم بعضاً
ومسامحين بعضكم بعضاً وإن كان لأحد على أحد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً. وعلى جميع هذه إلبسوا المحبة التى هى رباط الكمال"(3).ـ

ـ10- تمثل بالرب يسوع الذى قال "لا تدينوا لكى لا تدانوا لا تقضوا على أحد فلا يقضى عليك اغفروا يغفر لكم"(4).ـ
وأيضاً قول بولس الرسول "كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله أيضاً فى المسيح"(5).ـ

(1)- (2صم16: 9- 12). (2)- (1بط 2: 21- 23). (3)- (كو3: ـ12- 14).ـ
(4)- (لو6: 37). (5)- (أف4: 32).
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 6168 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الفضائل الفائقة الطبيعة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أ- فضائل مُفاضة:

يفيض الله هذه الفضائل بوساطة النعمة المبررة. ويملك حتى الأطفال المعمّدون الفضائل الفائقة الطبيعة جميعها. إن الله هو مانح الفضائل الفائقة الطبيعة، إلا أنه يستخدم الوسائل، كالأسرار، لتبليغها. إن الفضائل الإلهية تغير قدرات الكائن البشري وترتقي بها فتجعلها قادرة على التصرف تصرفاً فائق الطبيعة، أي بطريقة تتناسب مع مصيرها الفائق للطبيعة. وتتأصل الفضائل الفائقة للطبيعة في المواهب البشرية مع تكثيف النعمة المبررة. وهذه الفضائل جميعها (باستثناء الإيمان والرجاء) تفقد عن طريق الخطيئة المميتة، ولكنها لا تقل أو تزول عن طريق الخطيئة العرضية. ولا يفقد الإيمان إلا عن طريق الخطيئة المميتة المعارضة لهذه الخطيئة مباشرة. ولا يفقد الرجاء إلا بارتكاب خطيئة مميتة تتعارض مباشرة مع هذه الفضيلة أو بوساطة خطيئة تزيل الإيمان.




ب- موضوع الفضيلة الفائقة للطبيعة:

الموضوع المادي (material object): وهو ما يتوجه إليه الإيمان. وهكذا فإن الموضوع المادي للإيمان (الذي ينظر إليه كفضيلة للعقل) هو الحقائق التي أوحاها الله.

الموضوع الصوري ( formal object): هو الدافع أو الحافز الذي يقود الإنسان إلى اتخاذ موقف إيمان. فالدافع للإيمان هو سلطة الله الذي يوحي. وتحرك هذه السلطة العقل لكي يقبل حقائق الوحي حتى وإن افتقرت إلى تلك البديهية التي تتطلّب عادة موافقة العقل.

أنواع مختلفة من الفضائل الفائقة للطبيعة

‌أ. الفضائل الإلهية: يتحدث القديس بولس عن ثلاث فضائل التي تلازم الحياة الحاضرة ولهذا فهي أعظم من المواهب الروحية العابرة.

وهذه الثلاث هي، الإيمان، والرجاء والمحبة، وأعظمها جميعاً هي المحبة (1قور 13:13). ويدعو علماء اللاهوت هذه الفضائل بالفضائل الإلهية أي (theological) نسبة إلى الكلمة اليونانية (Theos الله) لأنهم يفهمونها على أساس كون الله هدفها المباشر. الهدف من الإيمان هو الله الحقيقة العظمى.

الهدف من الرجاء هو الله كونه خيرنا الأعظم. الهدف من المحبة هو الله كونه صالحاً بنفسه.

‌ب.الفضائل الأدبية: بالإضافة إلى الفضائل الإلهية هناك فضائل أدبية وهي أيضاً مُفاضة من الله بالنعمة المبررة. وهي ترقي بالفضيلة الطبيعية المقابلة. وهي معنية بالوسائل التي نحقق بوساطتها مصيرنا الفائق للطبيعة في الله.

ولها الأسماء نفسها كالفضائل الطبيعية الأدبية، رغم أنها متميزة عنها تماماً. ولئن كانت الفضائل الطبيعية الأدبية يوجهها العقل، فإن الفضائل الفائقة للطبيعة الأدبية يوجهها الإيمان. فمع الفضائل الطبيعية تستقر الفضائل الفائقة للطبيعة في مواهب الشخص البشري.

‌ج. مواهب الروح القدس: بالإضافة إلى الفضائل الإلهية والفضائل الأدبية المُفاضة، هناك أيضاً مواهب الروح القدس. وهذه مُفاضة مع النعمة المُبرَرَة. فبمقتضى ما ذهب إليه الأكويني، فالمواهب هي استعدادات عادية يصبح معها انقيادنا سهلاً لتأثير الروح القدس. وهي متميزة عن الفضائل. فالفضائل مبادئ داخلية للنشاط بينما المواهب هي استعدادات تفتح قلوبنا للحافز الخارجي الذي يأتي من الروح القدس. وقد شبّه لويز بيلو (1846-1931) الفضائل بمحركات السفينة والمواهب بالأشرعة المنشورة لتلقي حركة الريح. ويتعرف المسيحيون بصورة عامة على سبع مواهب من الروح القدس هي: الحكمة، الفهم، المشورة، القوة، العلم، التقوى، ومخافة الله. وهذا التعداد مؤسس على سفر اشعيا (2:11) في ترجمة التوارة السبعينية. أما ثمار الروح القدس فهي الأفعال البشرية التي تنبعث من مواهب الروح القدس. وتدعى ثمار لأنها تأثيرات المواهب وتزودنا بفرح معين عندما نقوم بها، وثمرات الروح القدس الاثنتي عشرة هي: المحبة، الفرح، السلام، الصبر، اللطف، الفضيلة، المعاناة، الرفق، الإيمان، التواضع، كبح النفس والطهارة (انظر غل 22:5-23). والتطويبات هي من تأثيرات المواهب. ويعدد متى ثمان منها (متى 3:5-10)، ولوقا أربعاً (لو20:6-22). وتدعى تطويبات لأنها بطريقة خاصة تجلب لنا السعادة (ومعنى طوبى: السعادة) على الأرض وفي السماء كليهما.




التربية الخلقية

يحاول هذا النوع من التعليم تعليم الأطفال والمراهقين، والشباب والبالغين كيف يحيون حياة فاضلة. ويسعى لجعل الإيمان المسيحي قوة حية، وواعية، وفعالة في تفكيرهم وتصرفاتهم، لا بل الأساس لسلوكهم. كما ويجب على التعليم الذي يقدمه المربون أن يستند على الكتاب المقدس، والتقليد، والطقوس الدينية (الليتورجيا)، والسلطة التعليمية للكنيسة وحياتها. وبهذه الطريقة، تزودنا الكنيسة بالأساس المتين للحياة الفاضلة. وبالنسبة إلى السلطة التعليمية للكنيسة يعلمنا المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني أن على المسيحيين "أن يتبعوا دائماً ضميرهم، ذلك الضمير الذي يجب أن يطابق شريعة الله، وليظلوا خاضعين لسلطة الكنيسة التعليمية، التي يحق لها أن تشرح هذه الشريعة على نور الإنجيل" (الكنيسة في عالم اليوم-50). لكن يجب على المعلمين ألا يقتصر اهتمامهم على تزويد طلبتهم بالمعلومات والمعرفة في ما يخصّ التعليم الأخلاقي بل الاهتمام أيضاً بالأحاسيس والشعور والمواقف. وبعبارة أخرى يجب عليهم أن يسعوا لا إلى تنوير العقل وحسب بل إلى التأثير على القلب أيضاً.

وعلى أولئك المهتمين بالتعليم الأخلاقي للآخرين ألا ينسوا أن الإيمان هو جواب حرّ لنعمة الله الملهم. وسيساعدون طلبتهم على تكوين ضمائرهم بحق واستقامة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. ومن الواضح أن اختيار الوسائل والأساليب التربوية يجب أن ينسجم مع مقدرة الطلبة وأعمارهم وظروفهم. وقد لاحظ علماء النفس أهمية الحوافز للأفراد في المراحل المختلفة لتطورهم النفسي. ويجب تجاوز هذه المرحلة للعمل لا من أجل مكافأة بل انطلاقاً من قناعتهم. وعلى الأساتذة أن يحاولوا أن يزرعوا في النفوس الانعكاسات الاجتماعية للإنجيل. فنحن لا نستطيع أن نحيا حياة فاضلة إذا لم نفِ بالتزاماتنا الاجتماعية تجاه الآخرين، وخصوصاً الفقراء والمعوزين والمنبوذين والمضطهدين. وعلى الأساتذة أن يؤكدوا لطلبتهم أهمية متابعة التعليم الأخلاقي والديني طوال حياتهم.

صلاة لالتماس الفضائل للقديس توما الأكويني

"اللهم، يا قدير، يا عليم، يا مَن لا ابتداء له ولا انتهاء، يا مانح الفضائل وحافظها ومثبتها،

أقمني بجودك على أساس الإيمان المتين، وذد عني بدرع الرجاء الحصين، وزيّنني بوشاح المحبة الثمين،

مُنَّ عليّ بالعدل فأدين لك، وبالحكمة فأتقي حبائل إبليس، وبالقناعة فأثبت على النصف، وبالقوة فأصبر على المِحَن.

وامنحني أن أقاسم غيري ما هو لي راضياً، وأسأله ما ليس لي خاشعاً، وأن أعترف بذنب صنعت، وأحتمل شراً به أشقى، وألاّ أحسد غيري على خير ولا أنسى فضلك في خير.

وألاّ أتعدّى الحدّ في كسوتي ومشيتي وحركتي، وأن أضبط شفتيَّ عن الباطل، ورجليَّ عن الزيغ، وعينيَّ عن الشرود، وأذنيَّ عن الصخب،

وأن أجثو بجسمي أمامك وأسمو بقلبي إليك، وأن أزدري ما يزول ولا أسكن إلا إليك،

وأن أقمع جسدي، وأنقّي ضميري، وأن أكرّم القدّيسين وأحمدك بما يجب لك،

وأن أسير في سبيل الصلاح وأكلل سيرتي الصالحة بميتة بارّة.

يا ربّ، ازرع الفضائل في قلبي، فأتفانى فيما هو لك، وأقتصد في ما هو للدنيا، ولا أثقل على أحد في ما هو لجسدي.

ويا ربّ، امنحني من التوبة حرارتها، ومن الاعتراف شموله، ومن الكفارة تمامها، ورتب سرّي بحُسن السيرة، فلا أعمل إلا ما حُسن وكان لي فيه أجر ولغيري مثل.

وامنحني أن لا أندفع وراء عمل لا حكمة فيه، وأن لا أعدل عن عمل لا رغبة لي فيه، فلا أشتهي ولا أعاف ما عليَّ قبل أوانه، آمين".
 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 6169 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الـســـلام
بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



طوَّب السيد المسيح صانعى السلام قائلاً


"طوبى لصانعى السلام لأنهم أولاد الله يدعون"(1).ـ

ورئيس الملائكة جبرائيل عندما بشر العذراء مريم بالحبل الإلهى قال لها


"سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك"(2).ـ
والرعاة بشروا بالميلاد مع سماع أنشودة السلام من الملائكة الذين قالوا


"المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"(3).ـ
والعذراء مريم عندما ذهبت إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات


"فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين فى بطنها وامتلات أليصابات من الروح القدس.

وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركـة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك.


فمن أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى.


فهـوذا حين صار صوت سـلامك فى أذنى أرتكض الجنين بإبتهاج فى بطنى.


فطـوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب"(4).ـ



وقد تنبأ أشعياء النبى عن المسيح أنه رئيس السلام قائلاً


"لأنه يولد لنا ولد وتعطى إبناً وتكون الرياسـة على كتفه ويدعى إسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السـلام. لنمو رياسته وللسـلام لا نهاية على كرسى داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد"(5).ـ

ويقول أشـعياء أيضاً


"ما أجمل على الجبال قدمى المبشر المخبر بالسـلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص القائل لصهيون قد ملك إلهك"(6).ـ
وناحوم النبى يقول أيضاً


"هوذا على الجبال قدما مبشر مناد بالسلام عيدى يا يهوذا أعيادك أوفى نذورك فإنه لا يعود يعبر فيك أيضاً المُهلك .."(7).ـ
ويقول داود النبى أيضاً


"الرحمة والحق إلتقيا البر والسلام تلاثما. الحق من
(1)- (مت5: 9). (2)- (لو1: 5). (3)- (لو2: 14).
(4)- (لو1: 41- 45). (5)-(أش9: 6، 7). (6)- (أش52: 7).
(7)- (نا1: 15).
الأرض ينبت والبر من السماء يطلع"(1).ـ


ولكى تحيا حياة السلام حاول تطبيق التدريبات الآتية :

ـ1- تمثل بالسيد المسـيح له المجد الذى جاء إلى العالم ليصنع سلام .. سلام بين الله والناس

كقول بولس الرسول


"لأنه هو سلامنا الذى جعل الاثنين واحداً ونقض حائط السياج المتوسط. أى العداوة مبطلاً بجسـده ناموس الوصايـا فى فرائض لكى يخلـق الاثنين فى نفسه إنساناً واحـداً جديداً صانعاً سلاماً. ويصالح الاثنين فى جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به"(2). ـ


ـ2- كن كارزاً للسلام فى أى مكان تدخله كما فعل المسيح له المجد


عندما أرسل تلاميذه ليكرزوا بالسلام قائلاً لهم

"وأى بيت دخلتموه فقولوا أولاً سلام لهذا البيت. فإن كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه وإلا فيرجع إليكم"(3).ـ



وقال لهم أيضاً


"قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فىّ سلام فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"(4).ـ




3- تأكد أن السلام الذى تكرز به هو سلام حقيقى وليس سلام زائف

لذلك قال السيد المسيح لتلاميذه

"سلامى أنا أترك لكم. سلامى أنا أعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب"(5)ـ.



والسلام الزائف يقول عنه الكتاب


"لسانهم سهم قتال يتكلم بالغش بفمه يكلم صاحبه بسلام وفى قلبه يصنع له كميناً أفما أعاقبهم على هذه يقول الرب"(6).ـ
والقديس يوحنا الرسول يقول عن هؤلاء الزائفين


"إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم (أى تعليم المسيح) فلا تقبلوه فى البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك فى أعماله الشريرة"(7).ـ
(1)- (مز85: 10). (2)- (أف2: 14- 16). (3)- (لو10: 5).
(4)- (يو16: 33). (5)- (يو14: 27). (6)- (أر9: 8، 9).
(7)- (2يو10).
ـ4- إبعد عن الشر بكل صوره وخصوصاً الغش، فسليمان الحكيم يقول "الغش فى قلب الذين يفكرون بالشر أما المشيرون بالسلام فلهم فرح"(1).ـ
وأعظم مثل على ذلك قبلة يهوذا الخائن الذى قال للمسيح كعلامة لتسليمه "السلام يا سيدى وقبلَّه"(2).ـ
وأشعياء النبى يقول "لا سلام قال الرب للأشرار"(3).ـ
وبولس الرسول يقول


"الجميع زاغوا وفسدوا معاً ليس من يعمل صلاحاً ولا واحد حنجرتهم قبر مفتوح بألسنتهم قد مكروا سم الأصلال تحت شفاهم وفمهم مملوء لعنة ومرارة أرجلهم سريعة إلى سفك الدم فى طرقهم اغتصاب وسحق وطريق السلام لم يعرفوه"(4).ـ
لذلك جاء المسيح إلى العالم "ليضئ على الجالسين فى الظلمة وظلال الموت لكى يهدى أقدامنا فى طريق السلام"(5).ـ




ـ5- إجعل قلبك مملوء بالإيمان والسلام كما فعلت المرأة الشونمية فى عهد أليشع النبى الذى سألها "أسلام لك. أسلام لزوجك. أسلام للولد. فقالت سلام ـ"(6).ـ مع أن ابنها قد مات، فاضجعته على سـرير النبى فى العليـة وذهبت تطلبه .. وعندما حضر صلى لها فقام الولد من الموت.


لذلك يقول سـليمان الحكيم


"طوبى للإنسان الذى يجد الحكمة وللرجل الذى يتأمل الفهم لأن تجارتها خير من تجارة الفضة وربحها خير من الذهب الخالص هى أثمن من اللآلئ وكل جواهرك لا تساويها فى يمينها طول أيام وفى يسارها الغنى والمجد طرقها طرق نعم وكل مسالكها سلام هى شجرة حياة لممسكيها والمتمسك بها مغبوط"(7).ـ


(1)- (أم12: 20). (2)- (مت26: 49). (3)- (أش48: 22، 57: 21).
(4)- (رو3: 12- 17). (5)-(لو1 : 79). (6)-(2مل4: 26).
(7)- (أم3: 13- 18).


المرأة الشونمية والسلام

ـ6- لا تكن سريع الغضب فتفقد سلامك الداخلى بسرعة، فسليمان الحكيم يقول

"لا تسرع بروحك إلى الغضب لأن الغضب يستقر فى حضن الجهال ـ"(1).ـ
ـ إعط عقلك فرصة للتفكير الهادئ وقل لنفسك .. هل هذا الأمر هام لدرجة إنه يفقد سلامى ؟
وما هى الأمور الهامة التى فى العالم التى تفقدنى سلامى ؟
إن الإنسان يضع الأولوية للأمور الهامة فى حياته نصب عينيه لكى لا يفقدها مثل خلاص نفسه أو مستقبله الأبدى .. أما باقى الأمور فهى تافهة نسبياً ولا تحتاج للإنسان أن يفقد سلامه من أجلها.


ـ7- احتفظ بالسلام داخل بيتك أيضاً فلا تفقده بالغضب والخصام والشجار فسليمان الحكيم يقول "الرجل الغضوب يهيج الخصام والرجل السخوط كثير المعاصى"(2)..

ويقول أيضاً

"لقمة يابسة ومعها سلامة خير من بيت ملآن ذبائح مع خصام"(3).ـ
وهناك قول جميل يجب أن تنفذه فى حياتك الأسرية "لا تغرب الشمس على غيظكم. ولا تعطوا إبليس مكاناً"(4).. أى إذا حدث خلاف بينك وبين زوجتك مثلاً وتطور الأمر إلى الخصام، فاسرع بالصلح معها ..


وقل لها [ أنا أخطأت .. حقك علىّ ].

كلمتان بسيطتان تصرفان الغضب قبل غروب الشمس هذا اليومولكن إذا صلبّت رأيك يدخل إبليس عدو الخير ويكّبر المسألة فتدخل الأمور فى موضوع الكرامة الباطلة ..إلخ.
وبالتالى تحفظ سلام البيت ولا تكسر روابط المحبة بينكما لأى سبب من الأسباب.


ـ8- احترس من الطمع فإنه يتسبب فى الخصام، والمسيح له المجد حذر من الطمع


"وقال لهم إنظروا وتحفظوا من الطمع فإنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله"(5).ـ
(1)- (جا7: 9). (2)- (أم29: 22). (3)- (أم17: 1).
(4)- (أف4: 26). (5)- (لو12: 15).
ويحدثنا تاريخ الكنيسة عن القديس الأنبا بولا فقد اختلف مع أخاه على الميراث وذهبا إلى القاضى،


وفى أثناء الطريق شاهد جنازة .. فقال فى نفسه ماذا أخذ هذا الميت معه ؟ ونظر إلى أخيه وقال له .. لقد تركت لك كل شئ وأنا ذاهب فى طريقى الذى يجعلنى لا أخسرك وأفقـد السـلام بينى وبينك .. وذهب وترهب فى الصحراء الشرقية.
ـ9- لا نخف من المحاربات الشيطانية التى تفقدك السلام القلبى فالقديس بولس الرسول يقول


"إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً"(1)ـ.
والقديس يعقوب الرسول يقول


"وثمر البر يزرع فى سلام من الذين يفعلون السلام"(2).ـ
فلتتكل على الله فى كل شئ .. فى تصرفاتك وأعمالك، وقبل أن تتكلم أو تفعل أى شئ صلى صلاة قصيرة قائلاً [ إرشدنى يارب كيف أتكلم، وكيف أتصرف، ولتكن أنت قائدى فى مسيرة الحياة ].ـ
وبولس الرسول يقول لأهل تسالونيكى "وإله السلام يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجئ ربنا يسوع المسيح"(3).ـ


ـ10- "وأخيراً أيها الإخوة افرحوا أكملوا تعزوا اهتموا اهتماماً واحداً عيشوا بالسلام وإله المحبة والسلام سيكون معكم"(4).ـ

زيارة العذراء لأليصابات

(1)- (رو16: 20). (2)-(يع3: 18).
(3)- (1تس5: 23). (4)- (2كو13: 11).


 
قديم 17 - 09 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 6170 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,040

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الطاعة
القديس أفرام السرياني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مغبوط من أقتنى وملك الطاعة المحقة الفاقدة من الرياء فإنه يشابه معلمنا الصالح الذي صار مطواعاً إلي الموت، فبالحقيقة مغبوط من فيه الطاعة فإنه يتحد بالكل بالمحبة
ويضاهي الرب ويصبر نظيره في الموت، من فيه الطاعة فقد أقتني قنية جليلة وملك ثروة جسيمة، المطواع يرضي الكل وممدوح من الكل، يشرف من الكافة.

المطواع يستعلي سريعاً ويحصل في صنوف النجاح وشيكاً، المطيع يُنتهر فلا يجاوب، يُؤمر فلا يرجع، يُزجر فلا يسخط، معد لكل عمل صالح،
لا ينحدر إلي احتداد الغضب بسهولة، إن سمع كلاماً خارجاً لا ينزعج له، وفي الشتائم لا يضطرم غضبة، يسر بالأحزان، يشكر في الغموم، لا ينتقل من موضع إلي موضع، ولا يستبدل ديراً بدير.

إذا وعظ لا يحرد، يثبت في الموضع الذي دعي إليه، لا يمسك بالضجر، لا يحتقر الأب، ولا يستصغر الأخ، لا ينحني للتطواف حول صقع الدير، ولا يسر بالنياحات، ولا يلتذ بالأماكن،
ولا يطرب بالأهوية بل كما يأمر الرسول القديس الموضع الذي دعي إليه يثبت فيه، فثمار الطاعة كثيرة بالحقيقة فمغبوط من أقتناها.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024