منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13 - 09 - 2014, 02:13 PM   رقم المشاركة : ( 6091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ختم موهبة الروح القدس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن فهمنا لسر الميرون يتعمق أكثر متى فهمنا عبارة "ختم موهبة الروح القدس "التي يقولها الكاهن أثناء مسح المعمود بالميرون المقدس. الحديث هنا ليس عن "موهبة" معينة خاصة (موهبة الصوت مثلاً) أو مواهب متعددة كالتي يتحدث عنها الرسول بولس: "أن المواهب على أنواع اما الروح فواحد" (1كو4:12).

هنا كلمة موهبة لا ترد في صيغة الجمع "مواهب" بل "ختم موهبة الروح القدس" لأن المعتمد لا يمنح بهذا السر موهبة خاصة بل يُمنح الروح القدس بوصفه موهبة. قال المسيح حين وعدنا به: "يأخذ مما لي ويطلعكم عليه. جميع ما هو للآب هو لي لذلك قلت أنه يأخذ مما لي ويطلعكم عليه" (يو16: 14-15).



بالمعمودية يعود الإنسان إلى طبيعته الحقيقية في المسيح ويتحرر من شوكة الخطيئة، وبذلك صار من الممكن أن ينال دعوةً أكمل، دعوة المسيح العلوية التي تفتح باب التأله، والتي يحققها سر الميرون بمسح المعمد بالروح القدس.تبقى الاشارة إلى أن موضوع الموهبة بالنسبة للإنسان المسيحي المؤمن ليس موضوع سحر أو ما شابه. فنحن نؤمن أن كل ما لدينا من مواهب ونِعم هي عطية من الله.

فقد يتحلى شخص غير مؤمن بالمواهب نفسها التي يمتلكها المؤمن، وقد يبرع في عمله كالمؤمن، لكن الفرق أننا نؤمن إيماناً يقيناً أن كل ما نملكه هو عطية من الله ائتمنا عليها لكي نخدم بها اخوتنا البشر فتكون الموهبة هب فعلاً موهبة الروح القدس.

البعد الملوكي



في العهد القديم عندما كانوا يريدون تنصيب الملوك كان الكاهن يأتي ويسكب الزيت- الطيب على رأس الملك. هذه المسحة كانت مصدر الملوكية الإلهية أي أن الله اختاره، وكانت تظهر أن الملك حامل السلطة الإلهية ومنفذ قراراتها. لكن الأمور كانت مختلفة في البدء قبل الخطيئة والسقوط، أي عند الخلق. الله خلق الإنسان ملكاً على الخليقة وأعطاه السلطان لكي "يُخضع الأرض ويتسلط على سمك البحر وطير السماء.." (تك1: 27-28).



إذاً من طبيعة الإنسان أن يكون ملكاً وهذه هي صورة الله ملك الملوك في الإنسان. لاحقاً صارت "الملوكية" سلطة خاصة لأشخاص معينين بعد أن كانت تخص كل إنسان بوصفها دعوته الإنسانية العلوية ورتبته. الملوكية إذاً هي حقيقية الإنسان الأولى الأساسية. ولكن الحقيقية أيضاً أن هذا الإنسان الملك هو الملك الساقط. فقد خسر ملوكيته عندما ارتضى أن يصير عبداً للخليقة بدل أن يكون سيدها وتخلى عن مسحته ودعوته. توقف عن أن يكون سيد الأرض والخليقة وصارت تقوده نحو الموت والهلاك بدل أن يقودها إلى الكمال.



تبقى الحقيقة الثالثة والأساسية وهي أن يسوع المسيح ربنا أنقذ ملوكية الإنسان واستعادنا ملوكاً من جديد عبر سر الفداء الذي أكمله بالصليب. بموته وقيامته تحطم الموت وقضى على الشرير، وصار إكليل الشوك إكليل الملك المتوج، وصار باستطاعتنا استعادة دعوتنا العلوية من جديد. المسيح على الصليب كشف فساد العالم وشره، وهذا الكشف سيبقى دينونة له إلى الأبد. لأننا ارتضينا أن نموت ونقوم مع المسيح بالمعمودية، المسحة تجعلنا ملوكاً من جديد كما كان الملوك يمسحون في العهد القديم، ولكن الجديد هذا أن الروح القدس يمنحنا ملوكية الملك المصلوب. فالصليب الذي يتوج المسيح ملكاً يكشف لنا أنه هو الطريق الوحيد لتتويجنا مع المسيح وإعادتنا ملوكاً.



هكذا فهم بولس الرسول الموضوع: " وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم" (غلاطية 14:6). إذا عندما أرتضي أن أُصلب مع يسوع وأتخلى عن كل ما يعيقني عن محبته ويصبح الصليب هو معيار كل حياتي وأعمالي، عندها أدخل مع يسوع من جديد إلى ملكوته وأستعيد دعوتي الملوكية وأستعيد الحرية التي فقدتها من قبل.







البعد الكهنوتي



يقول أحد الآباء المعاصرين: "إن سر الميرون الذي هو سر الكهنوت الكوني يضع الجميع في رتبة كهنوتية متساوية من القداسة الشخصية بفعل النعمة المقدسة الوحيدة نفسها. ومن هذه الرتبة الكهنوتية الملوكية الواحدة يُختار البعض ويقامون من الله أساقفة وكهنة. وهنا تكمن ميزة الكنيسة الأرثوذكسية إذ أن للجميع الصفة الروحية نفسها".

هناك إذاً أمران: كهنوت ملوكي يناله كل مسيحي معمَّد أثناء مسحه بالميرون المقدس، وكهنوت مكرَّس، أي سر الكهنوت. ولكننا نود التشديد على أن الاثنين يكملان بعضهما البعض.



لقد قلنا في السابق أننا بالمسحة نصير مسحاء على صورة المسيح الملك والكاهن والنبي. كهنوت المسيح مثل ملوكيته متأصل في طبيعته البشرية وهو جزء منها وتعبير متمم لها. يسمى المسيح آدم الجديد لأنه هكذا كان ينبغي أن يكون آدم الأول قبل السقوط. فالله عندما خلق الإنسان أقامه ملكاً وأعطاه السلطان، فكان من واجب هذا الإنسان أن يقدِّم الخليقة والطبيعة وكل شيء جُعل ملكاً عليه، لله ذبيحةً روحية. كانت مهمته أن يقدس الحياة والكون عبر ادخالهما في المشيئة الإلهية والنظام الإلهي.

هكذا يتحقق الكهنوت الملوكي. كان الإنسان هو الوسيط بين الله والخليقة ولكنه فقد هذه الصفة الكهنوتية الملوكية عندما قرر الابتعاد عن الله، وصار مستهلكاً للكون يستعمله ويسود عليه من أجل نفسه ولا يقربه لله.



هذا ما فهمته الكنيسة وتشدد عليه في كل افخارستيا، سر الشكر، أي في كل قداس إلهي عندما يرفع الكاهن الخبز والخمر ويقدّمها لله قائلاً: "التي لك مما لك نقدمها لك على كل شيء ومن جهة كل شيء". المسيح عبر تجسده، عبر ذبيحة الصليب التي قدّم بها نفسه إلى الله من أجل خلاص العالم، وقدّم طبيعتنا البشرية لله ورفعها إليه (الصعود الإلهي) ورفع معها كل خليقة وقدمّها لله، عبر هذا كله أظهر طبيعة الإنسان الحقيقية، أي الطبيعة الكهنوتية. ونحن عندما نعتمد ونموت ونقوم معه وننال مسحته،أي مسحة الروح القدس، نكرِّس كهنة ملوكيين. مهمتنا من لحظة المعمودية أن نقدِّم أنفسنا لله ونكرسها له عبر الالتزام بوصاياه والعمل بحسب مشيئته الموجودة في الكتاب المقدس.



ذكرنا كلمة تكريس لكي لا يظن البعض أن الاكليروس هم فقط المكرسون. كل إنسان مسيحي معتمد هو مكرَّس وعليه تطبيق الوصايا وهذه لم توضع فقط لفئة معينة من البشر أي الاكليروس. كما أن الكتاب المقدس الذي نقرأه هو نفسه الذي يقرأه الاكليروس. هم أشخاص مثلنا ولكنهم وعوا دعوتهم بوضوح وقرروا السير في دعوتهم ومسحتهم حتى النهاية وطلبوا التكريس النهائي للرب وهم يرفعوننا ويقربوننا إلى الله ويستدعون نعمة الرب علينا وعليهم.



البعد النبوي



يقول الرب: "ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشرٍ فيتنبأ بنوكم وبناتكم.." (أعمال17:2). لقد قلنا سابقاً أننا بالميرون المقدس نصبح ملوكاً وكهنةً وأنبياء. النبوة أيضاً هي من الطبيعة البشرية للإنسان عند الخلق.



 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 6092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولكن ما هي النبوّة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بحسب الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد النبوة لا تعني أبداً القدرة على التنبؤ بالمستقبل، أي معرفة ما سيحدث غداً أو بعد فترة. النبوّة كتابياً هي النعمة المعطاة للإنسان لكي يميز مشيئة الله ويسمع صوته وينقل إرادته ولكته إلى الخليقة والعالم، التي على أساسها سوف تتم الدينونة. هكذا كان إيليا النبي في العهد القديم شاهداً لله. نعمة النبوة هذه فقدها الإنسان بالسقوط وظن أنه يستطيع معرفة العالم دون النبوة أي دون الله. المسيح وحده كان النبي الأعظم، به تحققت كل نبوءات الأنبياء، ووحده سمع الله حتى النهاية وأطاعه حتى الموت موت الصليب، ونقل مشيئته إلى العالم وعلى أساس كلامه سوف يدان العالم.



ونحن نعتمد على اسم يسوع المسيح وعندما نُمسح بمسحته ننال نعمة النبوة هذه لكي نكون شهوداً لله في هذا العالم. ننقل كلمته للناس وللخليقة. إذاً موهبة النبوة ليست قوة سحرية أو عرافة أو تبصير. إنها موهبة التمييز والمعرفة لأننا في المسيح ننال المعرفة الحقيقية عن الإنسان والله.



 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 6093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعمودية – القديس كيرلس الأورشليمي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مع درس من رسالة بطرس الأولى: “تعقلوا واصحوا”… إلى آخر الرسالة

فاعلية عمادكم
1. كنت من زمن بعيد أرغب أن أعظكم بخصوص هذه الأسرار السمائية والروحية، أيهاالأولاد الحقيقيون الأعزاء، لكن حيث علمت جيدًا أن الرؤية أكثر إقناعًا منالسمع، فقد انتظرك إلى الوقت الحاضر. فإذ أجدكم مفتوحي الذهن تتأثرونبكلماتي بسبب خبرتكم الحالية “فأقودكم” بيدكم إلى روضة الفردوس المنيرةالذكية التي أمامنا. خصوصًا وقد جُعلتم متأهلين لتناول الأسرار المقدسة بعدأن وُجدتم جديرين بالعماد المقدس المعطى للحياة. وحيث ينبغي أن نبسطأمامكم مائدة من أكمل التعاليم، فدعوني أعلمكم هذه الأشياء بتدقيق حتىتعلموا بفاعلية ما قد عُمل لكم مساء عمادكم.
كأنكم أمام الشيطان تجحدونه
2. فأولاً دخلتم دهليز المعمودية،وهناك اتجهتم نحو الغرب، وأنصتّم للأمرببسط أيديكم، وكأنكم أمام الشيطانتجحدونه. يجب أن تعلموا أن هذه الصورةوُجدت في العهد القديم. فإن فرعون ذلكالظالم القاسي المرّ مُضطهد لشعبالعبرانيين الحر الأصيل، وأرسل الله موسىليخرجهم من العبودية المكروهة،حينئذ مسحوا قوائم الأبواب بدم حمل، حتى هربالمُهلك من البيوت التيعليها علامة الدم. ونجا العبرانيّون بمعجزة، فتبعهمالعدو بعد نجاتهمونظروا البحر ينشطر لهم، ومع ذلك تقدم تابعًا خطواتهم وفيالحال غرقوا فيالبحر الأحمر.
بين الخروج والعماد
3. ولننتقل من القديم إلى الجديد، من الرمز إلى الحقيقة، فهناك أُرسِل موسىمن اللهلمصر. هنا أرسل الله ابنه الوحيد يسوع المسيح إلى العالم.
هناكيقود موسى شعبًا مضطهدًا ويخرجهم من مصر. وهنا يُخلص المسيح الذين ظُلموا فيالعالم بالخطية.
هناك دمحمل بمثابة التعويذة ضد المهلك. وهنا دم الحمل الذي بلا عيب يسوع المسيح يُرعبالأرواح الشريرة.
هناككانالظالم يتبع الشعب القديم حتى إلى البحر. وهنا الروح الحاسد الشائنأصل الشريتبعكم حتى ينابيع الخلاص. الظالم القديم غرق في البحر. وهذاالحاضر يتبعكم فيمياه الخلاص ويختفي فيها.
أجحدك أيها الشيطان
4. معذلك تأمرون بالقول بذراع ممدودة نحوه كأنه حاضرأجحدك أيها الشيطانأريد أن أقول إنكم تقفون مواجهين الغرب، لأنه ضروري مادام الغرب منطقةالظلامالمحسوس. ولما كان هو في الظلام، فسيطرته هي في الظلام. لذلكتنظرون إلى الغرببمعنى رمزي، تجحدون ذلك المسيطر المظلم الكئيب.
فماذاإذن؟ كل منكم وقف وقالأجحدك أيها الشيطانأيها الظالم القاسي الشرير،بمعنى إنني لا أخاف قوتك بعد الآن لأنالمسيح قد قهرك، إذ شاركني في اللحموالدم، وبالموت داس الموت، حتى لاأكون تحت العبودية إلى الأبد.
أجحدكِأيتها الحيّة الخبيثة الماكرة. “أجحدكبمؤامراتك تحت قناع الصداقة، إذاخترعتِ كل مخالفة وكل عمل مارق لأبوينا الأولين.
أجحدكأيها الشيطان” الصانع لكل سوء والمحرض عليه.
وكل أعمالك
5. وفي عبارة ثانية تتعلم أن تقولوكل أعمالكفكلأعمال الشيطان خطية، يجب أن تنبذها كإنسان هرب من الظالم ومن أسلحته أيضًابالتأكيد. فكل الخطايا بجميع أنواعها تدخل في أعمال الشيطان. اعلم هذا فقطأن كل ما نقوله في هذه الساعة الرائعة يُكتب في كتب الله. فإذا صنعت شيئًابعكس هذه المواعيد تُحاكم كمخالف. إذًا فقد نبذت أفعال الشيطان، أعني كلالأعمال والأفكار ضد التعقل

وكل قوتك
6. ثمتقول: “وكل قوتك” والآن كل قوةالشيطان هي جنون المسارح وسباق الخيلوالصيد وكل أمثال هذا الباطل، الذي يطلبالقديس من الله أن ينقذه منها،فيقول: “حول عيني عن النظر إلى الباطل”. لاتسروا أيها الأحباء بجنونالمسارح. حيث تشاهد الإشارات العابثة للاعبين،مصحوبة بالاستهزاء وبما لا يليق،ورقص الرجال المخنثين المهووس. وفيجنونهم في الصيد يعرّضون أنفسهم للحيواناتالمتوحشة حتى يُشبعوا هواياتهمالتعسة. والذين لكي يشبعوا بطونهم من اللحميصبحون حقًا لحمًا لبطون الوحوش.
ولنتكلمبالعدل من أجل إلههم (بطونهم)، فيرمون حياتهم بتهورٍ في منافسات فردية. تحاشىأيضًا سباق الخيل المدمر للنفس بمنظره الجنوني. فكل هذه قوةالشيطان

أطعمة باسم الشيطان
7. علاوةعلى ذلك الأشياء المعلقة فيميدان ومهرجان الأصنام. أما اللحم أو الخبزأو الأشياء الأخرى النجسة بتلواتالأرواح النجسة تحسب في سلطان الشيطان.
لأنالخبز والخمر للمتناولين قبل سرّ حلول الثالوث القدوس كانا خبزًا وخمرًاعاديينبينما بعد الحلول يصير الخبز جسد المسيح، وهكذا في مثل هذهالأحوال. هذه الأطعمةتخص “قوة الشيطان” ولو أنها بسيطة في طبيعتها لكنهاتصير دنيوية بتلوات روح الشر

وكل خدماتك
8. بعد هذا نقولوكل خدماتك، فخدماتالشيطان هي الصلاة في هياكل الأصنام والأشياء التي تعمل لإكرام الأصنام التي بلاحياة: إيقادالمصابيح أو إحراق البخور بجانب الأنهار والينابيع، أو كما يُخدع بعضالأشخاصبالأحلام أو بالأرواح الشريرة. (يتعهّدون بهذا) ظانين أنهم يجدوندواء حتىلعللهم الجسدية.
لاتذهبوراء هذه الأشياء: مراقبة الطيور (التطّير)، أو علم الغيب، أوالفأل، أو الأحجبةأو السحر المكتوب على أوراق الشجر، أو التنجيم، أو أيفن شرير… الكل من خدماتالشيطان، لذا تجنبهم. لأن بعد جحد الشيطان وشركتكمع المسيح، إن سقطت تحتتأثيرهم، ستجد الظالم أشد مرارة. لأنه عاملك فيالماضي كأنك ملكه وأراحك منعبوديته القاسية.
لكنهالآن وقد آثار حنقه عليك، وهكذا تُمنع من المسيح وتجرب منالآخر. ألمتسمع بالتاريخ القديم الذي يخبرنا عن لوط وبناته؟ عندما وصل إلىالجبلبينما تحوّلت زوجته إلى عمود ملح، واقفة كالتمثال إلى الأبد تذكارًالإرادتها الفاسدة واستدارتها للوراء. لذلك خذ حذرًا لنفسك، لا تلتفت إلى ماوراء” (في 2: 13) مادمت قد وضعت يدك على المحراث. لا تلتفت إلى الوراء لطعمالملح في أمور هذه الحياة. لكن اهرب إلى الجبل للمسيح يسوع، الحجر الذي لم يُنحتبأيادٍ، الذي ملأ العالم
التحول من الغرب إلى الشرق
9. لذلك عندما جحدت الشيطان وكسرت كلعهودك معه. (هذا الميثاق القديم مع الهاوية إش 28: 15) هناك انفتح لك بابفردوس الله الذي زرعه نحو الشرق، حيث طُرد أبونا الأول لتعدّيه. ويرمز لهذابالتحول من الغرب إلى الشرق إلى مكان النور، حينئذ أُخبرت أن تقول: “أؤمن بالآب والابن والروح القدس، وبمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا”.

خلعتم الإنسان العتيق وستحفظون اليوم المقدس
10. أما الآن وقد تحصنت بهذه المقالات، فتعقل “لأن إبليس خصمنا” كما قُرئ الآنكأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه”. ولو أن الموت كان في الأزمنة الماضيةقويًا ومبيدًا، ففي غسل الميلاد المقدس “يمسح السيد الرب الدموع عن كلالوجوه” (إش 35: 15). لأنكم لن تنوحوا بعد إذ خلعتم الإنسان العتيقوستحفظون اليوم المقدس. “قد ألبسني لباس الخلاص” حتى يسوع المسيح.
إعلان عن المقالات القادمة
11. كل هذه الأمور عُملت في الحجرة الخارجية. لكن إذا أراد الله في المقالاتالمتتابعة عن الأسرار لما دخلنا إلى قدس الأقداس، سنتعلم معنى الأمور التيتمت هناك.
ولنقدم إلى الله الآب والابن والروح القدس المجد والعظمة إلى أبد الآبدين آمين
 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 6094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر المعمودية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



4) حجد الشيطان و تلاوة قانون الإيمان

(أ) جحد الشيطان:


تخلع الام عن الطفل ملابسه ثم تحمله على يدها اليسرى وتنظر الى الغرب وترفع يدها اليمنى وتردد وراء الاب الكاهن عبارات جحد الشيطان: "اجحدك ايها الشيطان وكل اعمالك النجسة، وكل جنودك الشريرة وكل شياطينك الرديئة وكل قوتك وكل عبادتك المرذولة وكل حيلك الرديئة والمضلة


وكل جيشك وكل سلطانك وكل بقية نفاقك اجحدك. أجحدك. اجحدك".

ثم ينفخ الكاهن فى وجه الطفل ثلاث مرات وهو يقول: اخرج ايها الروح النجس.

(ب) الاعتراف بالمسيح وتلاوة قانون الايمان:

تنظر الام الى ناحية الشرق وطفلها على يدها اليسرى ويدها اليمنى مرفوعة الى اعلى وتردد خلف الكاهن:

اعترف لك ايها المسيح الهى وبكل نواميسك المخلصة وكل خدمتك المحيية وكل اعمالك المعطية الحياة.

اؤمن باله واحد الله الاب ضابط الكل وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا والروح القدس المحى وقيامة الجسد.

والكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية امين.

ثم يسالها ثلاث مرات قائلا "هل امنت على هذا الطفل؟"

فتجاوب ثلاث مرات: "امنت".

رفع اليد وعهد الارتباط بالمسيح:

حينما يتجه المعمد (او الاشبين) الى الشرق ويرفع يده اليمنى ويردد عهد الارتباط بالمسيح فهو يصلى طالبا المعونة من الله ليكمل هذا العهد المقدس.

(ج) صلوات اخرى:

1- يصلى الكاهن صلاة يطلب فيها من الله قائلا ".... ثبت طاعة عبيدك. اعطهم قوة لكى لا يعودوا دفعة اخرى الى ما قد تركوه وطد ايمانهم لكى لا يفصلهم عنك شئ. رتبهم على اساس ايمانك الرسولى ادعهم الى نورك الطاهر. اجعلهم اهلا لنعمتك العظيمة.... الخ".

2- يجثون على ركبهم ويصلى عنهم الكاهن وهو يضع الصليب على رؤوس طالبى العماد قائلا: "أضئ عيون افهامهم بنور المعرفة، كل سحر وكل تعزيم وكل فعل شيطانى اطرده عنهم

وليستحقوا حميم الميلاد الجديد واللباس غير الفاسد وغفران الخطايا اذ تعدهم هيكلا لروحك القدوس......"

 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 6095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصورة الإلهية في الإنسان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الأب الشماس اسبيرو جبور

سر المعمودية

يتحقق دخول الإنسان إلى كنيسة المسيح وبدء شركته الشخصية في التجديد في المسيح وتألهه بسر المعمودية. بهذا السر ينعتق الإنسان من الخطيئة ويتحرر من رباط الموت. بين الخطيئة والموت توجد علاقة سببية.

دخل الموت إلى العالم بالخطيئة فصارت منذئذ محور الموت. لا يمكن أن تفهم تنقية الإنسان من الخطيئة بدون الانعتاق من السبب الذي سببها. ما دام الإنسان خاضعاً لسلطان الخطيئة فهو ملزم بالموت، ويخطئ ما دام مهدداً به. كيف يمكن أن نحيا بعيدين عن الموت وأسبابه قائمة في طبيعتنا المائتة ؟ لا مجال طبيعي أو أخلاقي للخروج من هذه الحلقة المفرغة. إن المعمودية التي يتقبلها الإنسان هي القوة التي تجعله يتخطى ذلك.

بالمعمودية يموت الإنسان مع المسيح ويقوم معه في حياة الجيل الجديد، سر المعمودية يؤلف بين الموت والحياة والقيامة والقبر. الإنسان الذي أصبح ميتاً بالخطيئة يدخل إلى دائرة حياة النعمة التي يقدمها له ختم موهبة الروح القدس ومناولة جسد ودم المسيح. لا مجال للشيطان مع المعتمد. مع ذلك يخضع المعتمد إلى إهانة الشيطان الخارجية.

هذا لا يعود إلى نقص التجدد الحاصل بنعمة الله في الإنسان بل هو سماح إلهي. إنها فرصة ليسهم الإنسان في عمل الخلاص وليستعدّ لقبول عدم الفساد وخيرات الجيل الآتي:

لا تعتق المعمودية الإنسان من جريرة وراثية {لا نقول بوجود خطيئة جدية أصلية. هذا قول أوغسطين}، كما يقول أوغسطين، وبالتالي التقليد الغربي. إنها تعتق من وراثة الموت التي دخلت بالخطيئة وسبَّبتها. بالمعمودية، يقول كيرللس الأورشليمي: ينحل محو ر الخطيئة، ويعتبر غريغوريوس النيسسي أن المعمودية هي السبب للانبعاث والتجديد. ويقول غريغوريوس بالماس إنها تجدّد الإنسان المخلوق وتُدخله إلى حياة الجيل الجديد القائم فوق الحس والعقل وتجعله شريكاً في عدم الفساد والموت، وعدم الخطيئة.

بنعمة المعمودية تتنقى صورة الله وتشرق وتنبت فيها القوة لتحصل على الشبه بالله، على التأله، الذي صار غير ممكن بعد السقطة. يسلك بالماس في هذه النقطة ويتبع بأمانة تعليم ديادوخ فوتيكوس.

يقول فوتيكوس: (نعمة الله تهب الإنسان بالمعمودية خيرين. أولاً، تجديد الصورة، ثانياً، إمكانية تحقيق المثال. تجديد الصورة يُعطى للإنسان فوراً بقوة حمام المعمودية المقدسة التي تنقي النفس من دنس الخطيئة وتعيده إلى مجد بهائه الأولي. أما إمكانية تحقيق المثال فتقدّم أولاً بصورة بذار ليحرث فيها بعد لا من ذاته فحسب بل ومن الإنسان الراغب في مشابهته لله).

إن المعمودية كميلاد للإنسان بالروح يفوق جداً ميلاده الطبيعي. في كتب ديونيسيوس الأريوباجي {ليس هذا بديونيسيوس الأريوباغي تلميذ بولس الرسول. إنما هو، غالباً، كاتب سوري متأثر بالأفلوطينية الجديدة. كتب بين العام 500 إلى 510 } تعتبر المعمودية (حفلة لمعرفة الله). يصير المعمد إنساناً روحياً (لأن المولود من الروح القدس روح هو).

يصير المسيح ذاته أباً للمعتمد وهكذا يصير كل المعمدين بالمسيح، بصورة فائقة الطبيعة أبناءه (تجاوزاً للقربى الطبيعية)، مع أنهم مولودون من آباء عديدين. إن فكرة أبوة المسيح هذه ليست مألوفة في الفكر الآبائي بالنسبة للمؤمنين {هذا غير صحيح. ربما تأثر الكاتب اليوناني برأي مايندورف (المدخل، ص247 الحاشية 111، فرنسي)، ناسباً الأمر إلى تأثر بمكاريوس المنحول، دون تدليل. الذهبي الفم استعمل ذلك. راجع نصه الرائع في مقال ? كراسة عدنان طرابلسي، مجلة (الكلمة) الغراء، العدد 9}.

بيد أن المسيح في إنجيل يوحنا لا يسمي تلامذته أصدقاء بل أولاداً، والمسيح كإله هو أب البشر، ما دام الإنسان قد جُبل بفعل الثالوث المقدس الخالق. بيد أنه يصير في المعمودية أباً للمسيحيين بصورة تفوق الطبيعة، فيلدهم ويجعلهم شركاء للنعمة غير المخلوقة.

النعمة المعطاة بالمعمودية تسبب قيامة النفس بأثمارها في حياة المؤمن الروحية. النفس بابتعادها عن الله تموت وبعودتها إليه وارتباطها بنعمته تتقدم وتدخل إلى الحياة الحقيقية. قيامة النفس تتحقق في الحياة الحاضرة وبهذا تتقدم قيامة الأجساد التي ستتحقق في اليوم الأخير. هذا يعني تأكيداً أن القوة المجددة والمؤلهة في المعمودية تنحصر فقط في نفس الإنسان. هذا التعليم غريب عن تعليم الآباء وبالماس.

النعمة تجدد الجسد: (يُرى الآن في الإيمان لا بالعين، وبالرجاء المقبل). تجديد النفس يأخذ بدءه أيضاً في المعمودية وينمو فيما بعد في الحياة بالمسيح ويكتمل برؤية الله في الجيل الآتي {سمعان اللاهوتي يقول بأننا نراه منذ الآن (النشيد 56:34- 76 و 78- 82 و 103- 107)}. إننا نعرف أنه إذا ظهر كمال التبني والتجديد في المسيح فإننا سنصبح مشابهين لله لأننا سنراه (كما هو) (إننا الآن أبناء لله).

إن النعمة المعطاة إذاً بالمعمودية توجه إلى كل إنسان ولها طابع (العربون).

المعتمد يصبح ابناً لله وينتظر التبني ومتحداً يرجو الاتحاد ويتأله وينتظر التأله. من المفروض أن يتم تعميم التبني والتجديد وتأله الإنسان في الجيل الآتي بالقيامة الثانية قيامة الأموات وبتتميم مواعيد الله. كما أن الطفل المولود كاملاً يملك من أبويه إمكانية صيرورته رجلاً يرث والديه ولا يملكها بسبب صغر سنه، كذلك الإنسان المجدد بالمعمودية، فإنه مؤهل للتبني المذكور والتأله في الجيل الآتي مع أنه يعطي القوة ليصير ابناً لله ووارثاً للمسيح {أي أن كمال التبني والتأله والاتحاد يظهر في الجيل الآتي}.

مرحلة حياة الإنسان بعد المعمودية تعطي الإنسان إمكانية النضوج في الحياة في المسيح وإنماء الشركة مع الله بمعونة نعمته.

وكما سنقول فيما بعد، كل مسيحي يجب أن يتشبه قدر طاقته بحياة المسيح، فالمعمودية كأول لقاء بين الإنسان والله، تتحقق باشتراك المعتمد في موته وقيامته، وتشكل بدء قبول التشبه بالمسيح. موت الإنسان من أجل الخطيئة وحياته مع المسيح وبه يجب أن يتحققا عملياً في حياة الإنسان على الأرض.

كل الذين يأخذون ويحافظون على نعمة المعمودية المجددة، يمكنهم أن يميزوا داخلياً تجددهم، وأن يمتلكوا خبرته المستيكية {mystique صوفية}.

جدير بالاهتمام ما يقوله سمعان اللاهوتي الحديث عن ضرورة وجود مثل هذه الخبرة عند المسيحيين. يركز سمعان على قول الرسول بولس (أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح لبستم)، فيقول (كل مسيحي معمَّد يلبس المسيح. من هو المسيح الذي لبسناه ؟

إنه بكل تأكيد الله والإنسان الكامل الذي بألوهته أَلَّه الطبيعة التي اتخذها والتي بها يؤله البشر.

كيف يمكن أن يتجاهل الإنسان الشيء الذي لبسه ؟ عندما يلبس العريان فوق جسده فإنه يشعر بالحدث الذي تم ويميز نوع لباسه. كيف يمكن للعاري نفسياً أن يبقى عديم الشعور عندما تلبس نفسه المسيح ؟ إذا حصل ذلك فهناك تفسيران ممكنان: إما أن الله غير موجود أو أن من لبسه هو عديم الشعور أي مائت. إني أخاف أن يكون الذين يدعون أنهم يملكون المسيح إنما يملكونه بدون أن يشعروا به. في هذه الحالة هم أموات وعراة النفوس).

يصعب علينا أن ندرك بصورة صحيحة نظرية سمعان اللاهوتي وبالماس وغيره من الهادئين {رهبان في جبل آثوس (اليونان)، دافع عنهم بالاماس. يقولون إن نعمة الله غير مخلوقة. يركزون على الهدوء والصلاة المتواصلة مرددين صلاة يسوع} وتعليمهم عن النور غير المخلوق، إذا نسينا أن أعماقه اللاهوتية قائمة في التقليد الأرثوذكسي عن الأسرار.

تجديد الإنسان الحقيقي بالمعمودية وبالتالي دمج الوجود البشري كله مع جسد المسيح المتأله في سر الشكر يعطيان الأساس اللاهوتي المتين للرؤية السوية للنور غير المخلوق.

موت الإنسان بعد المعمودية بطاعته لسلطان الخطيئة ليس مظهراً نادراً. لا يعود هذا إلى ضعف وعدم كمال المعمودية، كما يقول مرقس الناسك، بل إلى الإهمال ومحبة الإنسان للشهوة. المساليون {المصلون: فرقة سورية من الرهبان في منطقة الفرات: مرفوضون}، بالعكس، يشددون على أن المعمودية لا تجتثّ أسباب الخطيئة المرتبطة ارتباطاً جوهرياً بنفس الإنسان.

يعتبر بالماس أن التنكر لإرادة الله بعد المعمودية هو ممقوت أكثر مما هي ممقوتة سقطة آدم. يقول (يتهمون آدم أن مشورة الشيطان قد أقنعته بسهولة، فتنكر لإرادة الله، وهكذا صار سبباً لموت البشر. ألا يساوي من أراد قبل الخبرة أن يتذوق فاكهة سامة ذاك الذي أكل منها بعد خبرة الموت ؟ إنه أكثر شقاوة من ذاك الذي أكل دون أن تكون له الخبرة).

إذا أخطأ الإنسان بعد المعمودية وأفسد صحته وطهارة روحه يعود إلى حالته الطبيعية الأولى ويتنقى من جديد بواسطة التوبة والاعتراف. ليس من المستحيل خلاص المجرم ما دامت إمكانية العودة إلى المسيح تبقى قائمة، المسيح الذي يقيم الأموات.

في موعظة (الظهور الإلهي) {أي عيد الغطاس} شرح بالماس بإسهاب الأمور الحاصلة بالمعمودية تذكيراً للمؤمنين بفوائد المعمودية والربح الروحي الناتج عنها.

المعمودية وسر الشكر يحتلان المقام الأول في تعليم بالماس عن تأله الإنسان {ولذلك يخطأ الأهل الذين يؤخرون معمودية أطفالهم. نرفض الأعذار جميعاً: فلا حداد، ولا غيب، ولا ولائم وثنية ولا سواها أعذار مقبولة. بل تعميدهم باكراً ومناولتهم دوماً}.
 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:23 PM   رقم المشاركة : ( 6096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعمودية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


استخدمت كلمة المعمودية في العهد الجديد لتدل على المعمودية التي كان يقوم بها يوحنا المعمدان في الأناجيل. أما في رسائل الرسول بولس فهي تدل على المعمودية بالرب يسوع المسيح. أو لتدل على الصبغة التي وردت في ( مر 10:38-39) وفي (لو 50:12) .

وجاءت من الفعل اليوناني الذي ترجم إلى العربية بمعنى (يعمّد) أو (يعتمد) أو (اصطبغ) وقد ورد في العهد الجديد. أما الفعل الأصلي فهو يعني ( يغمس ، مغموس ) . فنقول غمس إصبعه في الماء أي وضع إصبعه في الماء، ومن ثم أصعدة في الحال وصار في حالة جديدة تختلف عن الحالة السابقة - فالصوف الذي نضعه في إناء يحتوي على صبغة ، نُصعد الصوف بلون جديد -

مؤسس السر

أن مؤسس سر المعمودية هو الرب يسوع المسيح عندما أرسل تلاميذه ليتلمذوا ويعمدوا جميع الأمم "فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 19:28).

أن الرب يسوع فتح باب المعمودية لجميع البشر وهي شرط للحصول على الخلاص الأبدي "من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدن" ( مر16:16).

وقام الرسل بتعميد كلّ من أعلن إيمانه بالرب سواء كان يهوديا أو غير يهودي، فالرسول فيلبس عمّد الخصي (أع 38:8)، وقام بطرس بتعميد قائد المائة كرنيليوس مع عائلته ( أع 10: 1-48)، أما بولس الرسول فعمد ليديه (أع 15:16)، وحافظ السجن مع عائلته (أع 33:16) وغيرهم.

هكذا تسلمت الكنيسة المعمودية من الرب يسوع المسيح والرسل، وما زال هذا السر يُمارس في الكنيسة المقدسة كما كان، ولا تزال تتممه إلى انقضاء الدهر بلا انقطاع.

المعمودية في التقليد

أ‌- في العهد القديم

من خلال العهد القديم ترى وجود إشارات مختلفة للمعمودية ومن هذه الإشارات:

1- حادثة الطوفان : يقول بطرس الرسول في رسالته الأولى "إذ عصت قديما حين كانت أناة الله تنتظر(مرّة) في أيام نوح إذ كان الفُلك يُبنى الذي فيه خلص قليلون أي ثماني انفس بالماء. الذي مثالهُ يخلّصنا نحن ألان أي المعمودية . لا إزالة وسخ الجسد بل سوال ضمير صالح عن الله بقيامته يسوع المسيح" (1بط 20:3-21).

ففي المعمودية الخلاص بالماء كما حدث في الفلك مع الذين خلصوا من موت الطوفان بفلك نوح (تك 6-8).

2- الختان : "وبه أيضا ختنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم (خطايا) البشرية بختان المسيح. مدفونين معهُ في المعمودية التي فيها أُقمتم أيضا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كول 11:2-12). ففي العهد القديم قال الرب لموسى بان يختن كلّ مولود في اليوم الثامن (لا 1:12-3).

3-عبور البحر الأحمر : حدث العبور (خر 15:14-29) هو خلاص الشعب العبراني من عبودية فرعون، وهنا يرمز إلى الخلاص. كما يقول القديس بولس الرسول "وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (1كور 2:10).

ب-المعمودية في العهد الجديد

1- معمودية يوحنا المعمدان : كان يوحنا المعمدان يعمد في برية اليهودية من اجل التوبة قائلا " توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات" (متى 2:3).

فمعمودية يوحنا هي رسم لمعمودية المسيح، وكانت تهيء اليهود بنوع خصوصي لقبول المسيح وملكوته، وكما أنها للتوبة فقط كما قال عنها بطرس الرسول "... فتذكرت كلام الرب كيف قال إن يوحنا عمّد بماء واما انتم فستعمدون بالروح القدس" ( أع 16:11). وبالتالي فهي تختلف عن المعمودية التي أوصى بها الرب يسوع المسيح تلاميذه بها .

2-معمودية الرسل قبل قيامة الرب : "فلما علم الرب إن الفريسيين سمعوا إن يسوع يصيّر ويعّمد تلاميذ اكثر من يوحنا. مع إن يسوع نفسه لم يكن يعّمد بل تلاميذه" (يو 1:4-2). أن هذه المعمودية هي شبيهه بمعمودية يوحنا المعمدان، ولا تحمل من المعاني تلك التي ستحويها المعمودية بعد قيامة المسيح، وإرسال الروح القدس.

3-معمودية الرسل بعد قيامة الرب : بعد تأسيس المسيح لهذا السر قام الرسل بممارسته، ففي اليوم الخمسين بعد أن وقف بطرس الرسول رافعا صوته بكلمة الإيمان قائلا "توبوا وليعتمد كلّ واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس" (أع 38:2). فالمعمودية لازمه لخلاص الإنسان، فبها تُغفر خطاياه، وتمهيد لقبول الروح القدس بالميرون.

ففي يوم الخمسين تم عمّاد ثلاثة الآلف نفس. أما الخصي الحبشي فبعد أن آمن على يد فيلبس طلب المعمودية، وعمده فيلبس الشماس (أع 36:8). وسجان فيلبي الذي آمن على يدي بولس وسيلا (أع 33:16). وكرنيليوس الذي ظهر له الملاك والذي قبل كلمة الحياة، فلم يمنع بطرس المعمودية عنه وعائلته (أع 47:10-49). فكما يظهر أن الرسل مارسوا السر بعد قيامة الرب بحسب وصيته.

ج-المعمودية عند الآباء

لقد تابع الآباء من القرون الأولى ومارسوا سر المعمودية من عهد الرسل، فقد وردت المعمودية في "تعليم الرسل الاثني عشر" والاستعداد لها بالصوم، وتضمن هذا التعليم طقس المعمودية. كما أن القديس اغناطيوس ذكر المعمودية في إحدى رسائله قائلا "أرضوا من تخدمونهم حتى يكون أجركم موافقا لخدمتكم ولا يكونن بينكم متمردا لتبقى معموديتكم سلاحا لكم، وأيمانكم سندا ومحبتكم درعا وصبركم عتادا" .

وقد وردت المعمودية عند اقليمس الاسكندري واوريجانس. وكذلك أكد آباء الكنيسة اثناسيوس وكيرلّس الاورشليمي وباسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنا الذهبي الفم، وكتبوا العظات التي تشرح المعمودية ومعناها، فهذا السر حدث عاشته الكنيسة كحدث خلاصي فصحي، وخاصة إذا ما القينا نظره إلى فترتي التريودي والبنديكستاري التي تمر بنا من مرحلة الموعوظين إلى مرحلة الاستنارة وما يتبعها من استعداد
 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 6097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر المعمودية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


معنى الكلمة:
المعموديّة كلّمة سريانّيّة تعني: الغوص والاغتسال. أمّا الغوص، فلاختفاء المعتمِد في الماء وتغطيسه عند العماد.
وأمّا الاغتسال فلأنّها تغسل الإنسان من الخطايا.
أنّ الخلاص الشامل هو في يسوع المسيح، المائت والقائم من الموت. إذ بقيامته صار الربّ: مركز الكون منذ آدم حتّى انتهاء العالم.
إنّ معنى العماد الأساسيّ هو أنّ البشريّة قد غطست في حدث الخلاص الّذي هو يسوع المسيح. قد اشتركت
في بشريّته الّتي ماتت وقامت من الموت.



ماهيّة السرّ:
سرّ المعموديّة هو الميلاد الثاني بالماء والروح، بعد الولادة الطبيعيّة، ثمرة الحبّ والاتّحاد والمشاركة، المكرّس بالزواج.
به يصير المعتمد ابنًا لله الآب وأخًا ليسوع المسيح وصديقًا وهيكلاً للروح القدس، وعضوًا في العائلة المسيحيّة الكبرى، الكنيسة.
هو علامة اشتراك المؤمن بحياة يسوع وموته وقيامته والختم للعهد القائم بين اللـه والإنسان. يُعتبر سرّ المعموديّة المدخل إلى الكنيسة وباقي الأسرار والشرط لدخول الملكوت والخلاص. به نتغيّر ونصير خليقة جديدة بالروح القدس.


تأسيس المعموديّة وضرورتها للخلاص:
المراجع الكتابيّة: مر 16/15-16 ( وقال لهم: «اذهبوا إلى العالم كلّه، وأعلنوا البشارة إلى الناس أجمعين. كلّ من يؤمن ويعتمد يخلص، ومن لا يؤمن يهلك»
يو 3/3-8:ومتّى 28/18: «أنّي أوليت كلّ سلطان في السماء والأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس »


مفاعيل المعموديّة:
التجديد. يو 3/3-8. الاتّحاد بالمسيح. رومه 6/3-11. الخلاص. مر 16/16.
أصالة السرّ وممارسته في الكنيسة:
سلّم السيّد المسيح السلطان للتلاميذ وخلفائهم من بعدهم، ليواصلوا توزيع الأسرار. وبرهان سلطان العماد يظهر في النصوص التالية: يو 20/21-23، متّى 28/18-19.
أمّا الكنيسة فقد حققّت وصيّة المعلّم ابتداءً من الرسل: رسل 2/38-41- رسل 8/26-38- رسل 10/44-48.
المسيح الّذي عاش مرّة على أرضنا نعيش حياته وموته وقيامته بالروح القدس كلّ يوم من خلال الأسرار وخاصّة سرّ المعموديّة.
عايشنا حقبة من تاريخنا وهو حاضر الآن فينا في كلّ لحظات حياتنا بالروح القدس الّذي يحقّق فينا أعمال المسيح، يقوّم ويجدّد ويغفر الخطايا. يحوّلنا إلى صورته. وبالعماد يُدخلنا في وحدة حياة مع اللـه ومع إخوتنا برباط المحبّة.

أنواع المعموديّة:
إنّ المعموديّة واحدة. أف 4/4-5: «فأنّتم جسد واحد، مثلما دعاكم اللـه إلى رجاء واحد. ولكم ربّ وإيمان واحد ومعموديّة واحدة».
ولكن لها ثلاثة أشكال:
1- معموديّة الماء:

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنّها المعموديّة الطقسيّة الرسميّة في طابعها الجماعي والتعبير الإعتيادي عن الإيمان بالمسيح وسلطانه.
2- معموديّة الدم أو الاستشهاد: إنّها المعموديّة الأقرب إلى عيش المسيح في آلامه. لو 12/50. أنّها مثال المعموديّة المسيحيّة لأنّها ذروة الحبّ ِوالشهادة للإيمان وشراء الحياة بالدم والحياة. هي المعموديّة المسيحيّة الّتي عاشها السيّد المسيح في آلامه «عليّ أن أقبل معموديّة الآلام».
3- معموديّة الشوق: هي معموديّة الّذين يتشوّقون بصدق إلى معرفة اللـه الحقّ والتزام مضمون الإيمان به دون معرفة واضحة للمسيح والكنيسة. هي معموديّة الروح الّذي يهبّ حيث يشاء، وفي كلّ ضمير لا يرفض أنواره وتدخّلاته وتحرّكاته.
مادّة المعموديّة:
الماء الطبيعيّ، وذلك استنادًا إلى قول الرّب: «إن لم يولد الإنسان من الماء والروح فلا يقدر أنّ يدخل ملكوت اللـه، أي أنّ يحيا حياة اللـه» (متّى 28/29)، ولأنّ الماء مادّة التطهير والحياة، ترمز إلى الماء الّذي جرى من جنب المخلّص الفادي، فأروى البشريّة العطشى إلى الخلاص وفاضت الحياة وغفران الخطايا. فما يفعله الماء في الجسم، تفعله التوبة في النفس.


صورة المعموديّة:
»أنا أعمّدك يا فلان حملاً في رعيّة المسيح، باسم الآب والابن والروح القدس». (راجع الرتبة الحاليّة)في العماد يطهّر المسيح كنيسته بالكلمة، هي كلمة منظورة في السرّ بفعل حمّام الماء.


رموز العماد ومدلولاته بحسب ترتيبها في الرتبة المارونيّة:


التقسيمات:
هي صيغ تتضمّن استدعاءات لاسم الخالق ومعجزاته وللمسيح المخلِّص. تعبّر عن وضع الإنسان الخاضع لعبوديّة الشرّ، والمشخّص بالشيطان. كما تعني تحرير الإنسان من سلطة الشرّ بقوّة اللـه الّذي جعل من الزمن تاريخ خلاص وغلبة على قوى الشرّ.

الاتّجاه نحو الغرب:
الغرب مقرّ الظلمة المرئيّة. صورة الخطيئة والشيطان والهلاك (1 يو 24/13). وبما أنّ الّذي نكفر به هو ظلمة، فلذلك نتّجه نحو الغرب من قبل الرمز ونكفر بإمام العتمة والظلمة.


الكفر بالشيطان:
هو الطاغية المحتالة وفاعل الشرور والمشارك فيها . إنّما قوته قد تحطّمت بالمسيح الّذي غلب الموت بموته وحرّر الإنسان من العبوديّة. الكفر بالشيطان هو تعبير عن نقض كلّ عهد مع الشرّير وكسر كلّ المعاهدات القديمة مع جهنّم.


الاتّجاه نحو الشرق:
يعني جواب طالب العماد على نداء اللـه وموافقته على عمله فيه. أنّه الانتقال من أرض العبوديّة إلى أرض الحرّية والإيمان باللـه، عبورًا بمياه الخلاص. نقول "نعم" الحياةبالنيابة عن الطفل القادم إلى العالم. " نعم" المعموديّة عن الطفل ليلتزمها في زمن البلوغ. نعم الرسالة في التثبيت .
هو تحوّل نحو الرب، من حياة الموت والخطيئة إلى حياة النعمة وصداقة اللـه.



المسحة بالزيت المقدّس:
المسح بالزيت المقدّس، بعد فعل الإيمان بالمسيح، يرمز إلى الختم والوسم الخفيّ الّذي يقتبله طالب العماد بالروح القدس، وهو الدرع بالجهاد والمناعة ضدّ سهام العدوّ.
النـزول إلى حوض العماد:
يعني تكفين الإنسان العتيق وبعث الإنسان الجديد. إذ يحلّ الروح القدس روح التجديد.
الميرون:
هو مزيج من عطور وزيت، يرمز إلى أنّ المعتمد نتيجة اشتراكه بسرّ المسيح الممجّد، صار يحمل في كيانه علامة المسيح، رائحة المسيح الطيّبة الّتي تغلّبت على نتن الموت والخطيئة والفساد، وصار عليه أنّ يفوح برائحة المسيح الذكيّة بشهادة الحياة والكلمة والأعمال.وهي تعني المسحة بالروح القدسوالتكريس.

اللباس الأبيض:
الاتّشاح بلباس أبيض يوحي بالبراءة والفرح والنور والحياة .
(غلا3/26-27) «كلّكم أبناء اللـه بالإيمان بالمسيح يسوع، لأنّكم تعمّدتم جميعًا في المسيح فلبستم المسيح».
بالعماد يلبس المؤمن المسيح ويصير هيكلاً للروح القدس، يصير شريكًا للمسيح في حالة المجد والحياة بالطبيعة، ويعبّر عن هذا الواقع باللباس الأبيض.


فوائد العماد الروحيّة:
- الولادة الروحيّة بالماء والروح.
- غفران الخطايا.
- البنوّة للآب والأخوّة للابن بالروح القدس.
- الالتزام بسرّ المسيح وبشارته والاشتراك بحياته وموته وقيامته.
- الانتماء إلى جسد المسيح السرّيّ أي الانضمام إلى الكنيسة.


حتميّات العماد والتزاماته:
- الكفر بالشيطان والخطيئة والعالم (شهوة العين, شهوة الجسد, وفخر الحياة).
- يلتزم طالب العماد بمعموديّة حياة، بحياة موت عن الخطيئة وبصراع دائم ضدّ قوى الشرّ، أي بحياة أمانة لله برفقة المسيح المخلّص.
- يلتزم المؤمن أنّ يكون أداة خلاص في العالم يواصل رسالة المسيح وأعماله ويبشّر بخلاصه، لأنّه صار علامة استمراريّة حضور المسيح بين الناس.


العرّابان ودورهما:
للعرّابين دور طقسيّ كنسيّ ومهمّة تربويّة، تعليميّة، فَهُما يمثّلان الكنيسة والجماعة المسيحيّة وليس الأهل. كانا قديمًا يشتركان في دهن المعمَّد بالزيت وتغطيسه بالماء.
ينوبان عن الطفل ويجيبان عنه. من هنا تظهر مسؤوليّتهما في تهيئة طالبي العماد وتأهيبهم وتعليمهم وتعهّدهم والسهر على سلوكهم وتحمّل مسؤوليّة تربيتهم المسيحيّة, بشرح العقائد الإيمانيّة لهموتعلمهم القيم الأخلاقيّة. فهل هذا هو المفهوم الشعبيّ الحاليّ للعرّابين ودورهما؟ أم تفرّغ من معناه لينصبّ الاهتمام في اختيار العرّابين على مركزهما الاجتماعيّ وإمكانّيتهما الماّدية ؟


الخاتمـــة:
العماد ليس عملاً آليًّا، بل هو علامة الإيمان والاحتفال به، ممّا يوجب على الوالدين والعرّابين والجماعة المسيحيّة تأمين تربية الأولاد على الإيمان وعيشه معهم بالكلمة وشهادة الحياة والأعمال والصلاة. لأنّه الدخول في الكنيسة والقبول في جماعة تعيش في الإيمان والإفخارستيّا.
 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 6098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر المعمودية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



3) صلوات قبل جحد الشيطان

+ صلاة تحليل على ام الطفل (ذكرا كان او انثى) يضع الكاهن الصليب على راس المراة ويصلى هذه الصلاة طالبا فيها من الله ان يمنح الحل والبركة لوالدة الطفل. ويجعلها مستحقة لشركة الاسرار المقدسة بغير وقوع فى دينونة، كما يطلب من الله ان يبارك الطفل المولود ويحفظة لينمو فى النعمة والقامة ولكى يحفظة فى الايمان والرجاء والمحبة.

+ يصلى الكاهن اوشية الموعظين المعروفة.

+ يصلى الكاهن طلبة من أجل الاطفال المتقدمين للعماد وهو يضع الصليب على رؤوسهم يطلب فيها من الله ان ينعم عليهم بغفران خطاياهم، وان يجعلهم مستحقين لسر العماد الطاهر، وأن ينير بصائرهم لينظروا نظرا طاهرا الى طريق الحياة الابدية ويمجدوا الله كل ايام حياتهم.



+ يصلى الكاهن صلاة على قارورة الزيت الساذج (اى زيت ابو غلمسيس)، يطلب فيها من الله ان يجعل هذا الزيت لحل اعمال الشياطين وسحرهم ويكون زيت مسحة وموعظة للايمان بالمسيح.

+ وصلاة اخرى على الزيت يطلب فيها ان يجعل هذا الزيت زيت موعظة ويبطل كل افعال المضاد وكل شى ردئ.

+ يفحص الكاهن الاطفال ويامر بخلع كل شئ من اذانهم وايديهم كالحلقان والاساور والخواتم وغيرها، ثم يأخذ قارورة الزيت ويرشم الاطفال (الذكور اولا ثم الاناث) كالاتى:

يرشم الجبهة وهو يقول "أدهنك يا (فلان) باسم الاب والابن والروح القدس. وزيت عظة (لفلان) فى كنيسة الله الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية امين". ويقول الشمامسة "امين".

ثم يدهن قلبه (صدره) ويديه وظهره وهو يقول: "هذا الزيت يبطل كل مقاومة المضاد امين". ويقول الشمامسة "من الرب نطلب".

+ يصلى الكاهن طلبة يمجد فيها الله على عظيم محبته للبشر، اذ دعانا من الظلمة الى نوره العجيب. ويطلب اليه ان يكتب اسماء هؤلاء الاطفال المتقدمين للعماد فى سفر الحياة، وان يحسبهم مع شعبة المؤمن ويعدهم هيكلا للروح القدس وينعم عليهم بالنمو فى الايمان والنعمة وان يعتقهم من عبودية الفساد وينقلهم الى حرية مجد اولاد الله.

+ يسأل الكاهن عن اسماء المعمدين ثم يصلى قائلا:

"وايضا فلنسال الله ضابط الكل....... ومن اجل عبيدك الذين قدمت أسماؤهم" (يستحسن هنا ذكر الاسماء واحدا واحدا) "اجعلهم اهلا ان يفوزوا بالنعمة التى تقدموا اليها ويطهروا من الخطية التى فى العالم ويعتقوا من عبودية الفساد"...... الخ.

يقول الشماس: "اطلبوا عن الذين قدمت أسماؤهم لكى يجعلهم الرب مستحقين العماد المقدس لغفران خطاياهم". فيرد الشعب "يا رب ارحم".

+ يصلى الكاهن صلاة يطلب فيها من الله ان يجعل المتقدمين مستحقين للنعمة....... الخ.

+ تركع الام بركبتيها الى الارض ووجهها للشرق وهى حاملة طفلها (اذ كان طالب العماد كبيرا فهو الذى يركع بنفسه) ثم يصلى الكاهن.

1- وايضا نطلب بالحاح كثير.... لكى يفتح الله مسامع قلوبهم ويضئ عليهم بنور المعرفة......

2- .... لكى من قبل استدعاء اسمك القدوس تنحل كل القوات وكل الارواح المقاومة الشريرة..

 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:27 PM   رقم المشاركة : ( 6099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

همسات روحية

لنيافة الأنبا رافائيل



بركات المعمودية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كانت معمودية يوحنا هى معمودية التوبة، فلماذا إذاً إعتمد السيد المسيح وهو قدوس بلا شر؟


من جهة لاهوته لم يكن محتاجاً للمعمودية ولا محتاجاً أن يحل الروح القدس عليه لأنه متحد بالروح القدس منذ الازل، ومن جهة ناسوته هو بلا عيب، بلا شر وقدوس ليس فيه أى لوم، وقف أمام اليهود وقال لهم: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟" (يو8: 46)

Vفما هو إحتياج السيد المسيح للمعمودية؟

هناك سبع أسباب لمعمودية السيد المسيح وهم فى نفس الوقت سبع بركات:

V أولاً: ليتمم كل بر

قال السيد المسيح ليوحنا المعمدان: "يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ" (مت3: 15)

كلمة "يكمل كل بر" تعنى:

البرهو الأعمال الصالحة. هو العبادة وكل ما نعمله فى خدمتنا لربنا. مجيئك للكنيسة هو بر .. إشتراكك فى أصوام الكنيسة هو بر .. إشتراكك فى القداس والصلوات هو بر.

أحيانا تتوقع أن رجال الله القديسين الكهنة والرهبان مثلا يتمموا كل بر ... حينما يقف الكاهن على المنبر ليدعو الناس لحضور القداس يتوقع الشعب بالتالى أنه هو أيضا يحضر القداس. وحينما يدعوهم للتبكير فى حضور القداس يجب أن يبكر هو بالأولى فى الحضور.

فالسيد المسيح وضع نفسه كإنسان بصفته إنسان وبصفته رئيس الكهنة الاعظم .. وضع نفسه كنموذج ومثال وقال إذا كان كل البشر مطالبين أن يتمموا البر .. فبالأولى أن أكمل أنا كل بر.

فإذا كان مطلوب من الشخص اليهودى أن يختتن .. فالسيد المسيح قَبِلَ الختان. مطلوب أن يذهب إلى المجمع كل يوم سبت، فإن السيد المسيح كان مواظباً تماماً على حضور المجمع يوم السبت.

مطلوب أن يدخل الهيكل فى العيد ويحتفل بالعيد، ذهب السيد المسيح معهم أيضاً فى الأعياد ... رأى أن كل الشعب ذهب إلى معمودية يوحنا.. يقول وأنا أيضا أذهب إلى يوحنا... نقول له "يارب هذه معمودية توبة"، يجيبنا " لا مانع من أن أتمم كل بر" ..

إذاً فالسيد المسيح شرح لنا بنفسه مجيئه إلي يوحنا أنه يريد أن يتمم كل بر، وهذا درس لنا أن نكون نشطاء فى خدمة ربنا، فإذا كان السيد المسيح نفسه الذى لم يكن محتاجاً للصوم أو الصلاة أو المعمودية، قد تمم الصوم والصلاة والمعمودية، إذاً فبالاولى كثيراً شعب السيد المسيح وأولاده فنتعلم منه أن نتمم كل بر.

وإذا هتف الشيطان فى أذنك قائلاً لا تذهب إلى الكنيسة اليوم، تجيبه قائلاً: كلا بل ينبغى أن نكمل كل بر، أو إذا قال لك لا داعى لصلاتك الآن يكفي أنك صليت من قبل، نرد بهذه الآية ينبغى أن نتمم كل بر وبذلك نغلب الشيطان.

V ثانياً: ليظهر أنه هو ابن الله

قال يوحنا المعمدان: "وَأَنَا لَمْ أَكُنْ أَعْرِفُهُ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي لِأُعَمِّدَ بِالْمَاءِ ذَاكَ قَالَ لِي: الَّذِي تَرَى الرُّوحَ نَازِلاًوَمُسْتَقِرّاًعَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ" (يو1: 33 ? 34)

ويقول فى آية أخرى: "أنا لم أكن أعرفه و لكن ليظهر لإسرائيل لذلك جئت لأعمد بالماء" (يو1: 31)

إذاً أتى السيد المسيح ليعتمد ليظهر لإسرائيل، فقبل المعمودية كان السيد المسيح فى نظر الناس شاب عادى جداً يعمل نجاراً مع أبيه ولا يلتفت إليه أحد ولكن بدأ خدمته من يوم المعمودية وبدأُ يُعرف أنه ابن الله.

يوحنا المعمدان نفسه شهد له وقال: "وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ " (يو 1: 34)، ونحن أيضاً قد عاينا ونشهد ونؤمن أن السيد المسيح هو ابن الله لذلك فى مزمور إنجيل قداس عيد الغطاس نقول "أنت هو إلهى فأشكرك إلهى أنت فأرفعك" (مز118: 28)

عيد الغطاس يُثَبِّت إيماننا فى أن السيد المسيح هو ابن الله الظاهر في الجسد، ونحن نحبه ونعبده ونسجد له ونؤمن به وهذا الإيمان لا يستطيع أي إنسان على وجه الأرض أن ينزعه من قلوبنا؛ ولا شيء يستطيع أن يشككنا فى إيماننا بأن السيد المسيح هو ابن الله الحى

لقد عرفنا أن السيد المسيح هو الله الظاهر فى الجسد ليس من الوعظ أو من الكتب ولا من الدراسة الإكليريكية لكن لأنه حالٌ فينا ولأنه هو الذى يعلمنا بنفسه.

Vثالثاً: لنعرف سر الثالوث القدوس

فى يوم المعمودية، كان أول يوم يظهر فيه الثالوث بهذا الوضوح، الثالوث كائن منذ الأزل، قبل ميلاد السيد المسيح من العذراء كان موجوداً، واسمه الآب والابن والروح القدس منذ الأزل،

من قبل سفر التكوين... كائن منذ الأزل وإلى الأبد ويملأ الوجود.. هذا الثالوث الإلهي. لم نعرفه ولم نره إلا فى يوم المعمودية ولذلك يسمى عيد الغطاس بعيد الظهور الإلهى، لأن السيد المسيح ظهر أنه ابن الله ولأننا عرفنا الثالوث، الآب يشهد من السماء عن الإبن "هذا هو ابنى الحبيب" والابن قائم فى الماء، والروح القدس نازلاً مثل حمامة من السماء، لذلك نحن نقول فى القداس الغريغورى للسيد المسيح: "الذى أظهر لنا نور الآب، الذى أنعم علينا بمعرفة الروح القدس الحقيقية."

لولا السيد المسيح لما عرفنا الآب ولا الروح القدس ولا الابن، فهذا اليوم هو يوم الظهور الإلهي والشىء الجميل هو أن الله أراد أن يربط إعلان الثالوث بيوم المعمودية، لأننا نعتمد على اسم الثالوث ولن يفهم أحد معنى الثالوث إلا اذا اعتمد..

نحن نعتمد ثلاثة غطسات ويكون إيماننا إيمان ثالوثي، ونأخذ الروح القدس الذى يعطينا الاستنارة الذهنية لكى نفهم حقائق الإيمان.. فهناك ارتباط وثيق بين المعمودية والثالوث.

Vرابعاً: ليؤسس لنا سر المعمودية العظيم

حينما ذهب السيد المسيح ليعتمد، كانت هذه المعمودية معمودية يوحنا، وأي إنسان اعتمد بمعمودية يوحنا لم يستفد شيئا منها ليدخل فى طريق الخلاص لذلك كان من الضروري وجود معمودية أعمق ويوحنا نفسه شهد بذلك قائلاً: "أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ وَلَكِنْ فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ" (يو 1: 26)، "هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ" (مت 3: 11).

فالسيد المسيح وهو قادم إلى معمودية يوحنا، ونزل فى الماء، حول المعمودية من معمودية يوحنا إلى معمودية المسيح، هذا اليوم كان حداً فاصلاً بين المعمودية القديمة والمعمودية الحقيقية، بين المعمودية الرمزية ومعموديتنا، ومن هنا تأسست معمودية المسيحيين.. فلو لم يعتمد السيد المسيح كيف كان يمكنه أن يؤسس المعمودية؟

هل كان سيؤسسها بأن يعمد الناس دون أن يعتمد؟ لكنه قال: أنا أول من سيعتمد بالمعمودية الجديدة الحقيقية، لذلك كل شخص ينزل فى ماء المعمودية يصير شريكاً للمسيح حتى أننا نسمى جرن المعمودية الأردن، وأي أحد ينزل فى ماء المعمودية يكون قد نزل مع السيد المسيح فى نهر الأردن.

والمعمودية التى اعتمد بها السيد المسيح واعتمدنا بها نحن أيضاً تأخذ قوتها من يوم الجمعة العظيمة، من ذبح السيد المسيح ودمه لذلك يقول معلمنا بولس علينا "مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ" (كو2: 12) ويقصد هنا بالدفن الثلاثة أيام التي قضاها السيد المسيح فى القبر

 
قديم 13 - 09 - 2014, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 6100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,978

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأب مارون مبارك – المرسل اللبناني
كنيسة مار شربل أدونيس – عيلة مار شربل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"رتبة المعموديّة وروحانيتها"
مقدمة : عندما نشارك في رتبة المعموديّة قلّما نفهم رموزها ومعانيها، انما الفرحة تعمر القلوب بالمولود الجديد، ليس لأنه موجود معنا بالجسد، إنما واكثر لأنّه يدخل في الحياة المسيحيّة ويصبح عضواً في جسد المسيح السرّي أي الكنيسة. لو طالعنا جيداً أقسام الرتبة لفهمنا عمقها وأبعادها وصرنا أقوى في عيش ايماننا وتحقيق ارادة الله علينا. لأن من يعرف يحب ومن يحب يعمل. هذا هو هدفنا في تفصيل الرتبة ومن ثمّ في عرض أبعاد المعموديّة الروحيّة انطلاقاً من معطيات الكتاب المقدس وتعاليم آباء الكنيسة.
تقسم رتبة المعموديّة، حسب الطقس الماروني، خمسة أقسام عادة، وهذه الأقسام نتبعها بحسب الترتيب الموضوع فيه، لأنها بتتاليها تضفي على العمل الذي نقوم به نمواً وتطوراً في مسيرة العبور إلى الميلاد الثاني. (ملاحظة: إن اللجنة الليتورجية التابعة للبطريركية المارونية، هي بعداد اعداد رتبة معموديّة جديدة تستعيد فيها عناصر عديدة كانت تتبع في الماضي وعند صدور هذا الكتاب نعود للشرح عن كل جديد يصدر فيه).
القسم الأول : الصلاة على الأم والطفل. وهذا القسم يصير عند الباب للدخول. تقف الأم مع الطفل عند الباب، فيأتي الكاهن متّشحاً باللباس البيعي، يصلّي عليها وعلى الطفل ومن ثم يحمل الطفل إلى المذبح ويعود فيستدير نحو الأم التي تكون وصلت امام المذبح ويسلّمها الطفل. هذه العادة كانت متّبعة في العهد القديم حيث كان يتمّ تطبيق شريعة التطهير كما ينص كتاب التشريعات اليهوديّة اي تثنية الإشتراع، فالأم اذا ولدت ذكراً، بعد اربعين يوماً تصعد به إلى الهيكل وتقدّم عنه فرخي حمام أو يمام، اما إذا كانت المولودة فتاة فبعد ثمانين يوماً. يذكرنا هذا الأمر بعيد دخول المسيح إلى الهيكل، حيث قدمت مريم مع يوسف يسوع إلى الربّ على يد سمعان الشيخ. فالشريعة تكمن في تطهير المرأة وفي نذر الطفل للربّ الذي يفدى بقربان أي بتقدمة. (راجع لوقا 2/ 22-35).
في عصرنا، لم نعد نتبع هذه الأمور، بل يكتفي الكاهن باستقبال الأهل والطفل، اما عند باب الكنيسة واما على المذبح.
القسم الثاني : الصلوات ما قبل المعموديّة، وهي مجموعة صلوات تحضير وفيها يتم اعداد كل ما هو بحاجة إلى تجهيز من اشخاص وآنية. إنّه قسم الفرض الذي يحوي الأمور التالية:
1- صلاة البدء : تركز على اننا نقوم بخدمة العماد التي تسلّمها الرسل ونحن بدورنا نتسلّمها، والنفس الحاضرة هنا تتأهل لقبول المعموديّة.
2- مزمور 50 : إرحمني يا الله، يذكرنا اننا بالخطيئة ولدنا وهي امامنا كلّ حين. لكن رحمة الله اكبر من خطيئتنا هي التي ترفعنا.
3- صلاة الحساي : يعني صلاة الغفران وهي مؤلفة من مقدمة (فروميون) وصلب الموضوع (سِدُرا). ويرتكز فيها الموضوع على الأفكار التالية:
o يسوع يعطينا المثل في التنقية، إن في معموديته على الأردن وإن في مجمل حياته على الأرض.
o تعداد أعمال يسوع : مولود بدون زواج – يجدد صورة آدم بعد السقطة- المعموديّة على الأردن وكل ما رافقها من علامات الظهور الإلهي.
o الطلب إلى يسوع : أن يبارك الشخص ويقدسه وهو يتقدم إلى المعمودية ان يؤهلنا بفعل تجددنا بالمعمودية لأن نرفع المجد للثالوث.
4- لحن ترتيلة من وحي المناسبة.
5- صلاة العطر : وهي صلاة البخور التي نرفعها مع البخور المتصاعد دخانه وعطره من المبخرة، نقدمها للربّ ونسأله أن يقدسنا بكليتنا: قلوبنا – عقولنا وافكارنا – آذاننا، لتكون كلها مؤهلة لسكناه وذلك بحلول الروح القدس.
6- مزمور القراءات: فيه آيات من المزامير تحكي عن خضوع المياه للربّ.
7- القراءات : تيطس 3/ 4-7 ويوحنا 3/ 1-9. فيها تشديد على الولادة الثانية من الماء والروح.
8- العظة : تتضمّن شروحات وتعاليم حول مفاهيم المعموديّة ومفاعيلها وحضّ الحاضرين على تذكّرها بالإضافة إلى مرافقة النفس في مسيرتها الجديدة.
القسم الثالث : صلوات الموعوظين، وهي صلوات تتلى على المتقدّم للمعموديّة وإعلان الإيمان بإسمه. تدخل هذه المجموعة في إطار تحضير الأشخاص واثبات اهليتهم لنيل السرّ.
تتألف من العناصر التالية :
1- لحن أيها الربّ إلهنا: وفيه تتمحور الصلاة حول إعلان المعموديّة كأم جديدة، وإعلان انّ يسوع بعماده على نهر الأردن طهّر كلّ المياه، كلّ من ينزل فيها يجهز للوصول إلى الحياة الأبديّة.
2- صلاة : لتأهيل المتقدّم من المعموديّة.
3- صلاة : التقسيم بإسم الثالوث الأقدس على المتقدّم من المعموديّة من أجل تخليصه من كل ما يشوب نفسه.
4- صلوات الإيمان: وهي ثلاث صلوات يُعلَن فيها الإيمان المسيحي بكلّ عناصره. يبدأ اولاً بالكفر بالشيطان، يلتفت العرّابان إلى الغرب حيث تغيب الشمس رمز الظلمة التي تدل على ظلمة الشيطان، ويتم تكرار إعلان الكفر بالشيطان وبكل أبّهته وقوّته. ثمّ يلتفت العرّابان إلى الشرق حيث تشرق الشمس رمز نور المسيح ويعلنان بإسم المعمّد الإيمان بيسوع بكنيسته وتعاليمها. ومن بعد ذلكَ يتلو الجميع قانون الإيمان.
5- صلاة : بعد إعلان الإيمان يتلو الكاهن صلاة تحوي على ذكر ما ندعو به يسوع ( الراعي، المعمِّد، المعلِّم)، بالإضافة إلى ذكر دخوله في مياه الأردن حيث جهَّزَ لنا المياه لتصير مقدّسة.

القسم الرابع: نافور تكريس مياه المعموديّة، وهي مجموعة صلوات وتبريكات حتى يتم تكريس المياه للمعموديّة. من الممكن أن يقوم الكاهن بهذه التبريكات قبل المعموديّة، أو اثناء الحفلة، يتم تكريس المياه كالآتي:
1- يرسم إشارة الصليب فوق حوض المياه ثلاث مرّات.
2- ينفخ فوق الماء بشكل صليب، علامة حلول الروح القدس، الذي يطرد كل ما يخالف الربّ. ويصلّي لكي تصير هذه المياه في الحوض أحشاء روحيّة تلد بنين روحييّن لله. ثم يدعو الروح القدس ثلاث مرّات ويصلّي على المياه لتصير مثل المياه التى جرت من جنب المسيح لكي تُنَقّي وتُطَهّر.
3- يمزج بالميرون المياه ثلاث مرّات بشكل صليب وذلك لكي تتنقّى بإسم الثالوث وتتقدّس.

القسم الخامس : صلوات العماد، وهو القسم الأخير الذي يأتي بعد كل التحضيرات، فيه تتم عمليّة المعموديّة. يتألّف هذا القسم من الصلوات التالية:
1- صلاة الوسم بزيت المعموديّة وفيها يتمّ قبول الشخص كحمل لله في كنيسته.
2- التعميد بالمياه الذي كان يتم بالتغطيس 3 مرّات مع ذكر الثالوث بالتتالي. ثم أصبح اليوم يتم بسكب المياه على جبين الطفل ورأسه 3 مرّات على إسم الثالوث ليُعمّد حملاً في بيعة الله. وتم الإنتقال إلى هذه الطريقة لأسباب صحيّة.
3- تلبيس الطفل الثياب البيضاء التي ترمز إلى نقاوة النفس التي تعمّدت ولبست الثياب الجديدة.
4- التثبيت بزيت الميرون: وهنا يُمنح هذا السرّ مع المعموديّة بناءً على ما علّمه المجمع الفاتيكاني الثاني. سوف نشرح هذا السرّ مطوَّلاً في لقاء لاحق.
5- تلبيس الولد طرحة على رأسه وزناراً على وسطه وذلكَ علامة لتثبيته أي قبول حلة المجد بالثالوث.
6- الزياح ويعني فرح الجماعة بحلول شخص جديد في قلبها. ويعني أيضاًَ قبول الجماعة لهذا الشخص الجديد في حلّته الجديدة أي أصبح ابناً لها وفيها ولبٍسَ الحياة الجديدة. تقبله في حياته الجديدة هذه. فتطوف في قلب الكنيسة وهيَ تُرتّل وتحمل الشموع رمزاً لنور المسيح الذي يُضيء لها الطريق نحوَ الملكوت. وكان قديماً الزياح يتم من عند جرن المعموديّة أو حوض المعمودية نحو المذبح ليتم إعطاء المعمود الجديد القربان، لأن القربان مع المعمودية وسر التثبيت، تشكل كلها مجموعة، اسرار التنشئة. وتم فصلها فيما بعد لأسباب راعوية..
7- صلاة الختام : تدور حول فكرة أن يبقى هذا المعمَّد ثابتاً في إيمانه، أميناً لإلتزامه لكي يستحق الوصول إلى المجد السماوي.
بعد عرض رتبة المعموديّة بالتفصيل، ننتقل إلى الحديث عن روحانيّة المعموديّة بشكل عام، وذلكَ كما يحدّدها الإنجيل وآباء الكنيسة وكما تُعلّمنا اياها أمنا الكنيسة. تتركّز روحانيّة المعموديّة على ثلاثة مفاهيم: الإيمان، الموت والقيامة، وعمل الروح القدس.

المعموديّة تحمل حقيقة الإيمان، المعموديّة تقتضي الإيمان
هناك علاقة وطيدة بين المعموديّة والإيمان، أشار إليها اولاً يسوع في حديثه مع التلاميذ بعد قيامته إذ قال لهم: "إذهبوا في العالم كلّه، وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين. فمَن آمَنَ واعتمد يخلص، ومَن لم يؤمن يُحكم عليه." (مر 16/ 15-16). فالإيمان ضروري للعماد، إذ انّه من الممكن ان يؤمن الإنسان بدون أن يعتمد ويحصل على الخلاص. أمّا أن يعتمد بدون أن يؤمن فهذا يقوده إلى الهلاك.
لذا اكّد يسوع في إنجيل يوحنا 3/ 16 و 18 "فإنّ الله أحبّ العالم حتى انّه جاد بإبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة... مَن آمن به لا يُدان ومن لم يؤمن به فقد دين منذ الآن."
ثم تمرّست الكنيسة الأولى في الجمع بين الإيمان والمعموديّة كما يخبرنا حدث معموديّة خادم ملكة الحبشة (أعمال 8/ 26-40). فبعد أن تحدّث فيليبّس وآمن الرجل طلب المعموديّة: "هذا ماء، فما يمنع أن أعتمد". (أعمال 8/ 36). ثم توالت شروحات آباء الكنيسة لكلام يسوع الذي سمعنا في إرساله التلاميذ بعد قيامته.

يقول اثناسيوس: "لم يأمر فقط الربّ بالمعموديّة، انّما قال اولاً: علّموا، ومن ثم: عمّدوا باسم الآب والإبن والروح القدس، لكي من التعليم يأتي الإيمان القويم ومع الإيمان تكتمل التنشئة للمعموديّة." اما القديس ايرونيموس فيقول بأن الرسل "بدأوا بتعليم كل الأمم، ومن بعد أن علّموهم، عمّدوهم بالماء. إنّه لمن الممكن أن يحصل الجسد على سرّ المعموديّة، إذا كانت النفس اولاً قد حصلت على حقيقة الإيمان".
ومن بعد الآباء نفسهم شدّد التعليم الكنسي مع المجتمع التريدنتيني على ضرورة الإيمان للخلاص وذلكَ في الفصل السابع من الدورة السادسة فيحدد ان "العماد هو سرّ الإيمان، إذ بدون الإيمان لا يمكن للإنسان أن يخلص". ويزيد القديس توما الأكويني بدوره "ان الإتصال الأول مع الله يتم بواسطة الإيمان". وهذا ما يعود ليؤكده القديس يوحنا الصليبي في كتاباته الروحية إذ يقول في كتابه الصعود إلى جبل الكرمل 2/ 9 "الإيمان وحده هو الوسيلة الأقرب والأصلح لإتحاد النفس مع الله... فبقدر ما تؤمن النفس تتحد بالله". ويقول في كتاب الليل المظلم 1/ 11 "الإيمان النقي هو الوسيلة الفريدة التي بواسطتها تتّحد به".
كما انّ المعموديّة تفترض الإيمان وتقتضيه، فهي بالوقت نفسه فعل التزام بالإيمان، لذلكَ تتطلّب من المعمّد إعلان الإيمان والبرهان عنه. وإيماننا ليس تعداد آيات وتحديدات مكتوبة ومعلّبة، أي نردّد عبارات فارغة. "الإيمان هو قبول كلام الله، هو الإنصياع لسلطان الله، إنّه فعل خضوع لحقيقة الله وبالتالي لشخص يسوع المسيح الذي هو كلمة الله". ففي تعليقة على إنجيل يوحنا يوضح القديس اغوسطينس معنى الحرف "باء" القوي ويقول "ما معنى أن نؤمن به؟ إنّه يعني أن نحبّه، ونحن نؤمن، أن نجاريه ونحن نؤمن به، أن ندخل فيه، أن نندمج في اعضائه".
ولقد بدأت الكنيسة اليوم باتخاذ بعض التدابير مثل خلق رتبة صغيرة يعاد فيها تجديد مفاعيل المعموديّة، أو ما يُسمّى في الكنيسة اللاتينيّة "إعلان الإيمان" profession de foi بحيث يعود الولد بعدما يبلغ سنّ التمييز فيعلن باحتفال إيمانه الذي يكون العرّابان قد اعلناه عنه اثناء المعموديّة وهو طفل.
هذا الخاتم الذي يختمنا بالمسيح، يحملنا على عمليّة "التشبّه بالمسيح والإقتداء به". ولذلك طلب القديس اغناطيوس الإنطاكي أهل فيلادلفيا وكنيستها "كونوا متشبّهين بيسوع المسيح كما تشبّه بالآب". وفي حديثه مع كنيسة روما اثناء اقتياده إلى الإستشهاد طالب أعناطيوس الأنطاكي بشدّة "اسمحوا لي أن اقتدي بآلام إلهي". هكذا فإن التزام الإيمان بالمعموديّة يصبح أن نحمل صليبنا وأن نتبع يسوع حتى الوصول إلى الإستشهاد إذا اقتضى الأمر. هذا ما يقصده في الإيمان والأمانة، انهما واقعان مترابطان.
وفي الأخير عندما يفترض منّا العماد الإيمان ويلزمنا به، فإنّهُ يتَحِدُنا بالمسيح. وكنّا شرحنا انّ "فعل عمّد" يعني غطس في المسيح واصبح عضواً في جسده. وجسد المسيح السرّي هو الكنيسة، فالمعموديّة تدخلنا في قلب جسم الكنيسة، جسد المسيح السرّي. فالكنيسة هي هيكل الإيمان، "عمود وأساس الحقيقة" (1طيم 3/ 7). الإيمان والكنيسة، والمعموديّة، حقائق ثلاث مرتبطة ببعضها البعض.
نحن ندخل في الكنيسة لنعتنق تعاليمها ونسلك في سبل حياتها ونشترك في صلاتها وبالأخص في اسرارها.
معنى آخر يضفيه العماد على الإيمان وهو معنى "النور". وكان العماد يسمى بكل بساطة "التنوير illumination" وبالأصل اليوناني phôtismos. إنّه سرّ النور. يقول اكليمنضوس الإسكندري في القرن الثالث، (التعليم 1 و 4/ 26-32) : "متى نعتمِد نستنر، ومتى نستنر نُضحِ أبناء. ومتى نُضحِ ابناء نُضحِ كاملين. ومتى نُضحِ كاملين نأخذ عدَم الموت: " قد قلتُ إنّكم آلهة وبنو العليّ كلّكم" (مز 81/ 6).
إلى هذا العماد نُنسب أسماءٌ مختلفة: العماد نعمة. استنارة. غُسل. إكمال. "غُسلٌ" لأنّنا به نتنقّى من آثامنا. وَ "نعمة" لأنّ القصاص المترتّب على خطايانا قد أبطل. وَ "استنارة" لأننا نتأمل نور خلاصنا المقدّس. وننفذ بالبصيرة إلى الأشياء الإلهيّة. وَ "إكمالٌ" لأنّنا لا ينقصنا معه شيء... والإنسان فورَ اعتماده، يُدعى "مستنيراً": لقد تحرّر فعلاً من الظلمات، ونَعِمَ بالنور. فحينَ ننفض عنّا الرقاد، ندخل توّاً في حالة اليقظة. وحين نمسح الضباب عن عيوننا، نكتشف البصر. والنظر لا يأتي من الخارج، بل قد أزلنا ما كان يحجب العين، فحرّرنا حدقة العين. فالأمر عينه يحدث في العماد: لقد تحررنا من خطايانا التي كانت سحابة تحجب عنّا الروح الإلهي. فإذا بعينِ روحنا قد تحررت هيَ ايضاً، فانقشع ضبابها واستنارت. وهذه العين وحدها تجعلنا نتأمل الأمور الإلهية. وهكذا يتغلغل فينا الروح القدس الهابط من السماء، وهوَ شذا الضياءِ السرمدي، ويمكِّننا من تأمل النور الأبدي... وفور ارتدادنا إلى الله، ننبُذ تحمُّل نتائج خطايانا، ونَشفُّ بالعماد، ونسرع نحو النور الأبديّ أبناء يركضون إلى ابيهم السماوي".
هذا النور كان قد ذكر في العهد الجديد وبالأخص في الرسالة إلى العبرانيين 10/ 32 إذ يقول "اذكروا الماضي الذي فيه تلقّيتم النور". وكانت قد ذكرت الرسالة ذاتها في 6/ 4 "فالذين تلقّوا النور مرّة وذاقوا الهبة السماويّة وصاروا مشاركين في الروح القدس وذاقوا كلمة الله الطيبّة وقوى العالم المقبل".
نجد في هذه الآية مقومات المعموديّة بكل مراحلها الأستعداديّة بالتعليم ومراحلها الأساسيّة مثل قبول الروح والكلمة التي تنير. وهذا يعود ليذكرنا بقول بولس الذي ينبّه المعمّد الجديد "تنبّه إيها النائم وقم من بين الأموات يُضئ لك المسيح" (أفس 5/ 14). هكذا فالمعموديّة تنزع الإنسان من مخالب الظلمة والشرير ملك الظلمة. وتفتح له العيون الباطنية ليصبح قادراً ان يشهد نور الربّ. فبقوّة الله يرى الإنسان الله "يصعب على الإنسان أن يعرف الله بدون الله" يقول القديس ايريناوس. هكذا فإن التنوير يصل بالإنسان إلى المعرفة الروحيّة. هذا ما يوضحه لنا القديس اغوسطينس في شرح شفاء الأعمى عند بركة سلوام: لقد حوّله يسوع من جاهل إلى عارف، فالعمى هو الخيانة، والبصر هو النور أي الإيمان؛ هكذا لمّا اغتسل الأعمى بالبركة المسمّاة "سلوام" ويمكن ترجمتها وشرحها بالمرسل. لقد تعمّد بيسوع لأن يسوع هو المرسل من عند الآب وبالتالي كان يسوع يفتّش عمّن يؤمن لكي يجعله عارفاً “De quelqu' un qui croit à quelqu' un qui comprend” ، أي يفهم الأسرار. هكذا يصبح للتنوير معنى آخر وهو معنى نقاوة القلب التي بواسطتها يصبح الإنسان فيها قديراً على مشاهدة الربّ. فالعماد يصنع في النفس غسلاً، إنّه حمّام النقاوة والنور. يقول القديس قبريانوس بهذا الصدد: "عندما المياه الموّلدة الجديدة تمحو كل لطخات ماضيَّ ويصبح عندها قلبي نقياً طاهراً مملوءًا من النور العلوي، عندما روح الماء يعطيني حياة جديدة ويجعل منّي انساناً جديداً، يحدث تغيّراً رائعاً: محل الشك يأتي التأكيد، محل الغموض يأتي الوضوح، النور محل الظلمات، وتزول كل الصعوبات..." هكذا نحن أيضاً يمكننا معه أن نردد الخبرة نفسها وبالأخص إذا كان قلبنا بريئاً براءة الأطفال وصفاءهم. فنؤكّد ما يقول يسوع في متى 6/ 22 "العين سراج الجسد، فإذا كانت عينك نيّرة كان جسدك كلّه نيّراً". ونختم الحديث عن النور الذي هو الإيمان بما تقول الرسالة إلى العبرانين عن موسى الذي كان موقفه في وجه الصعاب صلباً وثابتاً
و "بالإيمان ترك مصر ولم يخشَ غضب الملك، وثبت على أمره ثبوت من يرى ما لا يُرى". (عبران 11/ 27). بالإيمان إننا نرى ما لا يُرى، أي الله.
المعموديّة تدخلنا في موت المسيح وقيامته.
المعموديّة هي أيضاً سرّ الموت والقيامة. "من يؤمن ويعتمد يخلص" (متى 16/ 16). فلا خلاص إلاّ بالمسيح " فلا خلاص بإحد غيره، لأنه ما من اسم آخر تحت السماء أُطلِق على أحد من الناس ننال به الخلاص". (أعمال 4/ 12).
إذاً حتى نخلص نحن نشترك بعمل المسيح الذي مات ثم قام وانتصر على الموت والخطيئة. تتم عمليّة الشراكة هذه بالإيمان وهذا هو عمل باطني ومسلك داخلي وبالمحبة التي تشبه الإيمان في وجهها المعنوي. وتقوم ترجمة هذا الإيمان وهذا المحبّة عن طريق الأسرار. فنحن، كما يعلّم القديس توما الأكويني في خلاصته اللاهوتية 3/ أ، "إذا اشتركنا بآلامه عن طريق الإيمان والمحبة، وبواسطة اسرار الإيمان، فإن فضيلة آلام المسيح تصل إلينا بواسطة الإيمان والأسرار".
فالمعموديّة توحّدنا بموت المسيح وقيامته. وطريقة تغطيس الإنسان بالمياه بفعل العماد هو رمز لهذه العمليّة المزدوجة، الغطس بجرن المعموديّة يعني الموت والقبر عن كل ما هو خطيئة، والنهوض منه هو رمز إلى القيامة والحياة الجديدة. هذا ما يؤكّده بولس الرسول في روما 6/ 3-5 "أوتجهلون أننا، وقد اعتمدنا بيسوع المسيح، إنما اعتمدنا في موته فدفنّا معه في موته بالمعموديّة لنحيا نحن أيضاً حياة جديدة كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب؟ فإذا اتحدنا به فصرنا على مثاله في الموت، فنكون على مثاله في القيامة أيضاً" ويعود ويقول مجدداً في قولسي 2/ 12 "ذلك أنكم دفنتم معه بالمعموديّة وبها أيضاً أُقمتم معه، لأنكم آمنتم بقدرة الله الذي أقامه من بين الأموات".
يشرح الأفكار نفسها القديس كيرلس الأورشليمي (+387) تحت عنوان
"المعموديّة قبركم وأمكم"
"بعد ذلك اقتادوكم إلى الحوض المقدّس للمعموديّة الإلهية، كما حُملَ المسيح من الصليب حتّى القبر الذي كان قريباً، وهو أمامكم. وسُئِل كلٌ منكم: هل يؤمن باسم الأب والإبن والروح القدس, فأدليتم بهذا الإعتراف الخلاصي. ثم غطستُم في الماء ثلاث مرّات وخرجتم منه، ممَثِّلين بذلك دفن المسيح الذي استغرق ثلاثة ايام. لأنه كما انّ المخلّص بقي في جوف الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال، كذلك أنتم خرجتم من الماء أول مرّة، لكي تُمَثِّلوا اليوم الأول الذي قضاه المسيح في الأرض.
وغطستُم فيه لتُمثّلوا الليل: لأنّه كما أنّ مَن في الليل لا يرى شيئاً، وبعكسه، مَن في النهار يحيا في النّور، كذلك انتم غطستم في الماءِ كأنكم دخلتم الليل المظلم لا ترون شيئاً. ولمّا خرجتم منه، اصبحتم كمن هو في وضح النهار. وفي اللحظة عينها مُتُّم وولِدتُم. وأصبح هذا الماء الخلاصي قبركم وأمَّكم في وقت معا. وما قاله سليمان في موضعٍ آخر يمكن تطبيقه عليكم، إذ هو قال: للولادة وقتٌ وللموتِ وقتٌ. ولكنّ الأمرَ انعكس بالنظر إليكم: وقتٌ للموتِ ووقتٌ للولادة. أو بالحري: آنٌ واحدٌ حقّقَ الاثنين معا: حين مُتُّم وُلِدتُم."
كما ان يوحنا فم الذهب في تعليقه وشرحه للرسالة إلى أهل روما يقول "ما كان الصليب والقبر بالنسبة إلى يسوع، حمله العماد لنا، ولكن ليس بالصيغة نفسها: اما هو فلقد مات ودُفن فيما يخص الجسد، أما نحن فلقد تلقينا الموت والدفن بالنسبة إلى الخطيئة". هكذا فإن كل روحانيتنا ترتكز على هذا المبدأ المزدوج الوجه: الموت والقيامة، كما تشرح الرسالة إلى اهل روما 6/ 11 "فكذلك احسبوا انتم أنكم أموات عن الخطيئة أحياءً لله في يسوع المسيح".

المعموديّة هي عمل الروح القدس:
يحدّثنا كتاب أعمال الرسل 19/ 1-3 عن لقاء بولس بأهالي أفسس بعدما تنقّل ما بين فرجينيا وغلاطيه، "فقال لهم هل نلتم الروح القدس حين آمنتم؟ فقالوا له: لا، بل لم نسمع أن هناك روح قدس. فقال: فأيّة معموديّة اعتمدتم؟ قالوا: معموديّة يوحنا". نعم إذا كانت هذه الحادثة حصلت مع بولس حوالي سنة 54 فيكون ان هؤلاء كانوا قد التقوا يوحنا منذ 25 سنة، ويوحنا كان يعمّد بالماء داعياً إلى التوبة ولربّما قد سمعوا يوحنا يتحدث عن الروح القدس. لأنه وهو كان يعمّد كان يعلن عن مجيء من هو أقوى منه فيقول: "انا عمّدتكم بالماء، وامّا هو فيعّمدكم بالروح القدس" "(مر 1/ 8).
امّا الإنجيلي يوحنا فإنه يتوسّع في هذا الإعلان ويشرح مفصّلاً الأمر على لسان يوحنا المعمدان الذي يؤكّد وهو يشهد: "رأيت الروح ينزل من السماء كأنه حمامة فيستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه، ولكن الذي ارسلني أُعمّد في الماء هو قال لي إن الذي ترى الروح ينزل فيستقر عليه، هو ذاك الذي يعمّد في الروح القدس." (يو 1/ 32-33).
فما معنى "العماد في الروح القدس؟"
إذا راجعنا الكتاب المقدّس، نجد انه منذ السفر الأول حاول الكتّاب المُلهمون إظهار المياه وكأنها خصبة وفيها حياة، بالإضافة إلى انها ترمز إلى الروح القدس. "وروح الربّ يرف على وجه المياه" (تك 1/ 2)، حتى ان المياه تفجّرت من الصخر اثناء رحلة الخروج (خروج 17/ 5-6), وهذه الصورة هي دليل على المياه التي سوف تفاض بغزارة في أيام المسيح، وهي ترمز إلى بثّ الحياة الجديدة وإلى الخصب الروحي الذي لا ينضب، لذلك قال أشعيا: "فقد انفجرت المياه في البرّية والأنهار في البادية (35/ 6)، لأني أجعل مياهاً في البرّية وأنهارا في القفر لأسقي شعبي" (43/ 7). أمّا النبي حزقيال فإنه يظهر جلياً علاقة المياه بالروح حين يقول "أرش عليكم ماءً طاهراً، فتطهرون من كل نجاستكم واطهركم من كل قذارتكم. واعطيكم قلباً جديداً وأجعل في أحشائكم روحاً جديداً... واجعل روحي في احشائكم" (36/ 25-27).
إذاً، إذا كانت المياه ترمز إلى الروح وهي تعني الروح أيضاً، تصبح عبارة "معموديّة" حاملة هذين المعنيين. عمّد تعني غطس، نزل في مياه نهر أو بحر، كما أنها تعني الغطس والنزول في حقيقة روحيّة اي حقيقة الموت والقيامة. فالنزول في مياة النهر تعني بكل بساطة او بالأحرى تحمل بكل معنى طبيعي الإشارة إلى النزول "في الروح"، أي في حياة جديدة مبدأها الروح، هذا ما يعود ليؤكده القديس كيرلس الأورشليمي بقوله "تجرى المياه على الجسد من خارج، ولكن الروح يعمّد كلياً النفس في الباطن". (التعليم 17/ 14). فالروح القدس يحضر في المعموديّة ويعمل فيها، انه هو الذي يعمّد. "انت يا من تستعد للنزول في هذه المياه لا تنظر إليها وكأنها مياه عادية، انّما اقبل الخلاص من عمل الروح القدس". هذه المياه تطهّر الجسد، والروح يطبع النفس، هكذا فإن القلب يكون قد اغتسل بالروح والجسد بمياه نقيّة، عندها نصبح قادرين على القرب من الله. (راجع عبران 10/ 22).
إذا كان الروح القدس حاضراً في المعموديّة وفاعلاً فيها، فالمعموديّة تعطينا الروح القدس، وهي "عطية الروح" (أعمال 2/ 38). قبل موته، وعد يسوع التلاميذ بأنّه سيرسل لهم الروح المعزّي (يو 14، 16-17)، وعندما قام من الموت أعطاهم الروح القدس بعد أن نفخ فيهم (يو20/ 22) ولقد حصلوا عليه في العنصرة عندما اعتمدوا بالروح عينه. (أعمال 1/ 5). ثم بدأ الرسل تبشيرهم بعد صعود يسوع إلى السماء وكانوا يعمّدون الناس ويعطونهم الروح. فلمّا حلّ الروح على الرسل في العليّة أخد بطرس يعلّم الأخوة "فلمّا سمعوا ذلك الكلام تفطرت قلوبهم، فقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نعمل أيها الأخوة؟ فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كل منكم باسم يسوع، لغفران خطاياكم، فتنالوا عطيّة الروح القدس" (أعمال 2/ 37-38)
إذاً المسيحي يحصل بالمعموديّة على عطيّة الروح القدس شخصياً (روما 5، 5)، فيسكن فيه الروح القدس (2طيم 1، 4) وكأنه يسكن في هيكله ( 1كور 3، 16). والقديس كيرلس الإسكندري يشدد على هذا الحضور ويشرحه بأنه حضور حقيقي ليس كحضور "الاستنارة" في أذهان الأنبياء، بل حضور فعلي "فالذين يؤمنون بالمسيح، يجعل الروح القدس فيهم مقامه لكي يسكن، وبكل حق يمكننا أن نناديهم هياكل الله".
هذا هو الروح القدس. يجمعنا في "المحبة الأخوية" بقلب الكنيسة التي يحييها. يقول مار بولس في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس "فإننا اعتمدنا جميعاً في روح واحد لنكون جسداً واحداً، أيهود كنا أم يونانيين، عبيداً أم أحراراً، وشربنا من روح واحد". (1 كور 12، 13).
وهذا الروح يعطي فينا حياته، فنحيا به. فكل ما يشكل حياة المعمّد ليس إلا ما يسميه مار بولس "ثمر الروح" أي "المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف وكرم الأخلاق والإيمان" (غلا 2/ 22). فهذه "الحياة في الروح" يعترضها خطران: خطر "الجسد" وخطر "الحرف". الجسد هو خليقة الله وهو محترم، إلا انه بفعل الخطيئة أصبح هو "جسد الخطيئة" (روما 6/ 6) و "جسد الموت" (روما 7/ 24). فالمعموديّة هي تطهير للجسد ليس بأيدي بشر، بل بالشركة في موت يسوع وانتصاره على الخطيئة بالقيامة، يصبح هذا الجسد يعيش في حياة جديدة "بحسب الروح". ولكن هذا الجسد لا يزال عرضة للشهوات التى تعاكس الروح. من هنا الدعوة الى "صلب الجسد وما فيه من أهواء وشهوات" (غلا 5/ 24). المطلوب "الموت كل يوم" (1 كور 15/ 31) حتى نحيا في حريّة الروح، "لأن الرب هو الروح، وحيث يكون روح الربّ، تكون الحريّة". (2قور 3/ 17). أما الحرف، أي التمسّك بحرفية الشريعة، والرسول بولس بشّر "بعثار الصليب لليهود" (غلا 2/ 4).
لأن الحرف يقتل أما الروح فيحيي. لذلك يحرّضنا كما حرّض أهل روما "اما الآن، وقد متنا عما كان يأسرنا، فقد حُلِلنا من الشريعة واصبحنا نعمل في نظام الروح الجديد، لا في نظام الحرف القديم". (7/ 6). فالروح القدس هو إذاً مبدأ الحريّة لأنه مبدأ الحياة الداخليّة، انه يعمل في داخلنا، في قلوبنا (روم 5/ 5). فالقلب هو مركز الحياة في الإنسان، انه مركز كل العواطف وكل الأفكار والمعرفة. ومتى جاءت شريعة الروح لتعمل فيه من داخل فتدفعه إلى عيش الحياة في الروح. فما هي هذه الشريعة، انها الشريعة التي "لم تكتب بالحبر بل بروح الله الحيّ، لا في ألواح من حجر، بل في ألواح هي قلوب من لحم" (2قور 3/ 13).
هكذا عندما نعيش كمؤمنين الشريعة، لا تعود بالنسبه إلينا ثقلاً وحملاً، بل نتبعها بكل بساطة وسلامة. لا نسير وراء الشريعة بخوف العبيد، بل بالعكس نعتنقها بحرية الأبناء الذين حصلوا على النعمة. هكذا فالروح القدس يعلّمنا كيف نكون أبناء على مثال الإبن البكر يسوع المسيح. فإذا كنا نشكل كلنا جسد المسيح السرّي، فإن هذا الجسد عليه أن يعيش من روح المسيح. هذه الحقيقة التي يعلّم القديس توما الأكويني، تنطبق على الكنيسة كلها لأنها جسد المسيح وتنطبق على كل مؤمن فيها لأنه عضو في هذا الجسد. هكذا نصل في النهاية إلى تحديد حياتنا في الروح بأنها العيش بحسب الإنجيل.
في الختام، إذا اردنا أن نجمع كل المعطيات في لائحة أو لوحة موحّدة نصوّرها كما يلي:
عمل الروح القدس الموت والقيامة الإيمان المسح بزيت المعموديّة وزيت الميرون المياه ورمزيتها الكفر بالشيطان تبريك المياه التغطيس او السكب إعلان الإيمان بيسوع وكنيسته صلوات حلول الروح القدس النور والشموع قانون الإيمان
الثياب البيضاء التعليم
الزياح والفرح دور العرابين

التقسيم على الطفل
وفي النهاية نطرح على ذاتنا السؤال لكي يرافقنا في مسيرة نموّنا الروحي:
- كيف أجعل من معموديتي حياة جديدة؟ أي كيف أحيا إيماني كل يوم، ما هي عمليّة موتي وقيامتي كل يوم، وكيف أكون هيكلاً ليعمل فيه الروح القدس كل يوم؟
آميـن
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024