منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12 - 09 - 2014, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 6071 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المعمودية

العرس الإلهي بين المسيح والكنيسة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الزواج قاعدة ثابتة في خليقة الله، والخليقة هي الكون والإنسان بشكل خاص ومعه العالم الروحي. وعلى هذا البناء الإلهي يُشرق نور المسيح لكي يعطي الحياة الجديدة ويعطي لنا كل ما يمكن أن تقبله الطبيعة الإنسانية التي أحبها قَبْل خلقها، واتحد بها في ملء الزمان والتاريخ، وعَتَقَها فيه وحرَّرها ثم نقلها إلى مجده السماوي.
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم للموعوظين المتأهِّبين لنوال سرِّ المعمودية المقدسة:
[1 - هذا زمان الفرح والبهجة الروحية. ها أيام انتظار محبتنا، أيام زواجنا الروحي قريبة.
وعندما أدعو هذا اليوم بيوم الزواج الروحي، يبدو للبعض خرقنا لكل ما هو مألوف. ولكن اسم الزواج وحده لا يكفي بل هي أيام عجيبة وما يحدث فيها هو فائق، حتى أنها يمكن أن توصَف أيضاً بأنها تَطوُّع في خدمة الجيش.
ولا يوجد تناقض بين الزواج والخدمة العسكرية، وإذا توهَّم أحد بوجود هذا التناقض عليه أن يستمع لمعلِّم المسكونة المبارك بولس في موضع يقول فيه: "خطبتكم لرجل واحد لأُقدِّم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو 11: 2). وفي موضع آخر كان يحث فيه المجاهدين الروحيين على حمل السلاح لكي يستعدوا للذهاب للحرب الروحية: "البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تَثْبُتُوا ضد مكايد إبليس." (أف 6: 11)
2 - حقًّا في هذا اليوم فرحٌ في السماء وعلى الأرض، لأنه إن كانت السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب، فكم بالحري يكون فرح الملائكة ورؤساء الملائكة وكل القوات العلوية، والكائنين على الأرض، عندما يرى كل هؤلاء كتيبة تقتحم الشيطان فجأة وتسخر من فخاخه، وتسير بعزم لكي تنضم إلى قطيع المسيح.
3 - تعالوا وانصتوا، لأنني أريد أن أتكلَّم عن العروس التي تستعد لأن تدخل مخدع الزواج المقدَّس، وسوف أشرح لكم عن غِنَى العريس الفائق ومحبته الفائقة التي أعلنها لعروسه.
ولن أمتنع عن أن أُشير إلى ماضيها الدنس الذي هربت منه وجاءت إلى مستقبل مجيد سوف تفرح وتتعزَّى به... ورغم فداحة حالتها الساقطة إلا أن العريس لا زال يطلبها.
إنه يعلن لها محبة سيدنا جميعاً التي بلا حدود.
إنه لم يدعوها كعروس لأنه اشتهى جمال وجهها أو جمال جسدها الذي يفيض بالحياة. العكس هو صحيح، العروس التي أحضرها إلى مخدع الزواج، هي مشوَّهة، قبيحة نجسة نجاسة تامة وحقًّا تتمرَّغ في حمأة خطاياها.
4 - ولا يجب على مَنْ يسمع كلماتي أن يسقط في التصوُّر المادي الجسداني عن هذا الزواج،
لأنني أتكلَّم عن النفس وعن الخلاص،
وهذا ما قصده بولس المبارك ذو النفس الزكية التي فاقت نفوساً كثيرة: " خطبْتُكم لرجل واحد لأُقدِّم عذراء عفيفة للمسيح"، لأنه يعني أنه خطب للمسيح عذراء عفيفة أي النفوس العفيفة العذراوية التي تتقدَّم دائماً نحو النقاء.
5 - ولأننا حدَّدنا معنى هذا الزواج، علينا أن نشرح الآن كيف كانت العروس مشوَّهة ونجسة، لأننا عند ذلك سوف نتعجَّب من حنان السيِّد.
هل يوجد أكثر قبحاً من النفس التي تركت مجدها الحقيقي، ونسيت أصلها النبيل لأنها خُلقت سماوية، ولكنها انحطَّت في عبادة الأوثان المصنوعة من الحجر والخشب والحيوانات التي لا تتكلَّم، وأمور أخرى قبيحة أكثر من هذه عندما كانت تتنسَّم رائحة المحرقات، الشحم، والدم القذر ودخان الذبائح؟](1)
وبعد أن يشرح القديس يوحنا ذهبي الفم حالة النفس يقول:
[ولما رأى السيد الصالح محنة العروس نَزَلَ إلى ما يمكن أن يوصف بأنه عمق هاوية الشر،
عارياً ومتواضعاً،
ولم يُبالِ بقبحها وفقرها التام وشرها الفظيع؛
بل أعلن حنانه الفائق، وأخذها عنده، وهذا ما يعلنه كقرار لا رجعة فيه عندما يقول بواسطة النبي: "اسمعي يا ابنتي وانظري، وأميلي أُذنَكِ، وانسي شعبكِِ وبيتَ أبيكِ، فيشتهي الملك حُسنَكِ" (مز 45: 10 و11)].

(((((
كيف كُوِّنتْ الكنيسة
العظة الحادية عشرة قبل إتمام المعمودية
[6 - لقد جئتُ لكي أقول لكم: إنه بعد يومين سوف يأتي العريس.
قوموا أشعلوا مصابيحكم لأنكم بنورها سوف تقبلون مَلِك السماء.
قوموا وانتبهوا، ليس فقط في النهار، بل في نصف الليل، لأن العريس سوف يأتي.
هذه هي عادة موكب العُرس حيث تسير العروس في موكب لكي تُعطَى للعريس في مساء اليوم.
7 - عندما تسمعون "هوذا العريس يأتي" (مت 25: 6)، كونوا مستعدين لقبول ما تعلنه هذه الكلمات لأنها كلمات عظيمة مملوءة من فيضان محبة البشر.
لم يأمر الرب بأن نأتي إليه، بل هو جاء إلينا، لأنها عادة الأعراس أن يأتي العريس إلى العروس حتى ولو كان العريس كثير الغِنَى والعروس فقيرة معدمة.
8 - أما معنا، نحن البشر، فقد كنا نحن الفقراء المعدمين،
ومع أن العريس من رتبة أعظم إلا أنه أخذ طبيعتنا وصار مثلنا.
وأحياناً يكون العريس غنياً والعروس شحاذة فقيرة إلا أنهما رغم ذلك لهما طبيعة واحدة (الإنسانية). أما في زواج الكنيسة بالمسيح فإن الأعجوبة أنه هو الله وأنه بلا دنس بل ينبوع كل بركة،
وأنتم تعلمون الفرق والمسافة التي تفصل الله عن البشر، ولكنه تنازل وجاء إلينا وترك بيت الآب السماوي، وهو لم ينتقل من مكان إلى مكان، بل - حسب التدبير - أخذ جسداً لكي يأتي مسرعاً إلى العروس. لقد أدرك بولس المبارك هذه الأعجوبة الفائقة التي جعلته يندهش من فرط اهتمام المسيح بنا والكرامة التي أعطاها لنا، لذلك صرخ بولس بصوت عظيم: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأُمه ويلتصق بامرأته ... هذا السرُّ عظيمٌ ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة." (أف 5: 31 و32)
9 - لماذا نحسب هذه أعجوبة، لقد جاء إلى العروس رغم أنها لم تتوسل إليه لكي يأتي إليها ويبذل حياته لأجلها.
لا يوجد شخص واحد، لا يوجد عاشق واحد حتى لو كان مجنوناً جنوناً مطبقاً، واشتعلت فيه نار المحبة بنفس القوة التي في الله وبنفس رغبة الله في خلاص نفوسنا،
وكأن الرب يقول: وحتى لو بصقوا عليَّ، وضربوني، وجلدوني، وصلبوني على الصليب لكي لا آخذ العروس فإنني لن أتراجع.
10 - ولم يحتمل الرب الآلام ويقبلها لأن العروس جميلة واشتهى جمالها، بل لم يكن هناك ما هو أكثر من عارها الذي يُنفِّر. وهنا يضيف بولس قبحها وعارها عندما يقول: "لأننا كنا نحن أيضاً قبلاً أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهواتٍ ولذَّاتٍ مختلفة عائشين في الخبث والحسد ممقوتين مُبْغِضِين بعضُنا بعضاً." (تي 3: 3)
11 - كانت شرورنا فائقة حتى أننا كنا نبغض كل واحد الآخر. ولكن الله لم يبغضنا، ومع أننا نبغض كل واحد الآخر، إلا أنه قَبـِلَنا نحن الذين في عمق عارنا وفي قبح نفوسنا وخلَّصنا.
لقد جاء إلى التي سوف تصبح عروسه، ووجدها عارية ونجسة، ولكنه ألقى رداء النقاوة عليها الذي لا يمكن لعقل أو كلمة أن تصف جماله ولمعانه.
12 - وماذا أستطيع أن أقول أنا نفسي؟ لقد ألقى نفسه علينا مثل رداء: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح." (غل 3: 27)
وعندما رأى داود بروح النبوَّة هذا الرداء صرخ بصوت عالٍ وقال: "جُعِلَت الملكة عن يمينك بذهب أوفير" (مز 45: 9).
فجأة صارت الشحاذة المُعدمة، ملكة تقف عن يمين الله. ويعلن النبي (داود) المسيح كعريس والكنيسة كعروس تقف في خِدْر (مخدع) الزواج المقدَّس بقوله: "منسوجة بذهب ملابسها" (مز 45: 13)، وهكذا تنبأ عن الثوب.
13 - لذلك عندما تسمع عن الذهب، ولكي لا تسقط في تصوُّر حسِّي، يرفع داود فكرنا ورؤيتنا إلى غير المحسوس عندما يقول: "كل مجد ابنة الملك في خدرها (داخلها)." (مز 45: 13)
14 - هل تريدون أن أعلن لكم مشهد العروس المزيَّنة بجمال يشعُّ بهاءً، تحوطها ألوف من الملائكة ورؤساء الملائكة؟
لنمسك بيد بولس لكي يقودنا معاً حيث العروس وهي تُقدَّم إلى العريس، وهو سوف يفسح الطريق لنا في وسط هذا الحَشْد لكي نقف بجانبها.
ماذا يقول بولس؟ يقول: "أيها الرجال أحبوا نساءَكم كما أحبَّ المسيح أيضاً الكنيسة وأسلمَ نفسه لأجلها، لكي يقدِّسها مُطهِّراً إيَّاها بغسل الماء بالكلمة." (أف 5: 25و26)
15 - هل تَرَوْن جسد العروس لامعاً بنور؟ هل تَرَوْن كيف يشرق جمالها بأشعة أقوى من أشعة الشمس؟ يقول (بولس): "لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دَنَسَ فيها ولا غَضْنَ أو شيءٌ من مثل ذلك، بل تكون مُقدَّسةً وبلا عيب." (أف 5: 27)].
رداء أو ثوب برّ المسيح:
يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في شرح المزمور الخامس والأربعين:
[16 - رداء لا مثيل له] (مجلَّد 55: 63)،
وفي العظة الثالثة على رسالة غلاطية يقول:
[17 - لماذا لم يَقُل بولس: أنتم الذين اعتمدتم للمسيح قد وُلِدتم من الله؟ لأن ما قدَّمه من شرح للإيمان يؤدِّي حتماً إلى أننا صرنا أبناء الله،
ولكن بولس يريد أن يشرح الإيمان بأسلوب يُلهم وبشكل ينفذ إلى القلب، لأن المسيح هو ابن الله وأنتم قد لبستم المسيح،
ولما لبستموه صرتم مثله، ودخلتم ذات الشركة الواحدة التي تُعطى لكم، حتى أنه لم يَعُد بينكم "يهوديٌّ ولا يونانيٌّ، ليس عبدٌ ولا حرٌّ، ليس ذكرٌ وأُنثى، لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع." (غل 3: 28)
وعندما قال بولس: "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان" (غل 3: 26)، لم يقف عند هذه العبارة؛ بل أراد أن يقدِّم ما هو أوفر لكي يُعلن بشكل أفضل اتحادنا بالمسيح،
وليس هناك ما هو أقوى من هذه العلاقة الحميمة في قوله: "قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). ولم يجد حتى هذه العبارة نفسها كافية؛ بل عندما شرحها هو نفسه فقد قدَّم ما هو فوق الاتحاد نفسه عندما قال: "أنتم واحد في المسيح يسوع" (انظر غل 3: 28)،
أي أنكم جميعاً قد أخذتم شكل وصورة المسيح. وهل يوجد ما يفوق ما تعلنه هذه الكلمات؟] (مجلَّد 61: 656)
وثوب أو رداء المسيح ليس شيئاً خارجياً فقط، بل هو كما يقول ذهبي الفم في شرح مزمور 45: (44 حسب السبعينية):
[18 - الثوب هو شيء خارجي يراه الكل، وهذا في حالة الثوب المادي (المصنوع من القماش)؛
أما ذاك الثوب الروحي فهو ما تراه عين الذهن من الداخل،
لأن الملك نسج هذا الثوب وألبسه للكنيسة في المعمودية: "لأن كلَّكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح" (غل 3: 27). وقبل ذلك كانت (الكنيسة) عارية وعارها تراه كل عيون الناس الذين يشاهدونها بلا كرامة.
ولكنه (المسيح) وضع ثوبه عليها، ولذلك مُجِّدَت ورُفِعَت إلى مجده، وحُسِبَت مستحقة أن تقف عن يمينه.] (مجلَّد 55: 199)
 
قديم 12 - 09 - 2014, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 6072 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في العماد

القديس كيرلس الأورشليمي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

“أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت…” (رو6: 3-4).
1. السماوات تفرح لاتحادكم بالعريس

“لتفرح السماوات ولتبتهج الأرض” (مز 96: 11) من أجل أولئك الذين يُنضحون بالزوفا[1]، ويتطهرون بزوفا روحي[2] هو قوة ذاك الذي في آلامه قُدم له أن يشرب من زوفا وقصبة[3].
فإذ تفرح القوات السمائية، ليته تستعد هذه النفوس التي تتحد مع العريس الروحي، فتسمع صوتًا صارخًا في البرية: “أعدوا طريق الرب” (إش 40: 3).
إنه ليس أمرًا بسيطًا ولا شيئًا هينًا ولا اتحادًا حسب الجسد، بل هو اختيار الإيمان يقوم به الروح القدس فاحص الكل (1 كو 2: 20).
إنه حيث توجد ثروة أو جمال يوافق العريس بسرعة، أما هنا فلا يطلب (العريس) جمال الإنسان بل نقاوة ضمير النفس. إنه لا يسعى إلى ماله بل ثروة النفس في الصلاح.
2. أعدوا طريق الرب

يا أبناء البرَ، أنصتوا إلى نصيحة يوحنا، القائل: “اصنعوا طريق الرب مستقيمًا” (يو 1: 23).انزعوا العقبات وكل حجر عثرة لكي تسيروا تجاه الحياة الأبدية باستقامة.
لتكن أواني النفس مستعدة، مطهرة بإيمان ثابت، لكي تتقبل الروح القدس.
ابدأوا فورًا في غسل ثيابكم بالتوبة، حتى متى دعيتم إلى حجال العريس يجدكم أنقياء.
حقًا إن العريس يدعو الجميع بغير تمييز، لأن نعمته غنية، وصوت الرسل يعلو صارخًا لكي يجمع الكل. لكن العريس نفسه يقوم بفرز من دخلوا معه في علاقة زوجية رمزية.
آه ليته لا يسمع أحد ممن سُجلت أسماؤهم هذه الكلمات: “يا صاحب كيف دخلت إلى هنا وليس عليك لباس العرس؟” (مت 22: 12).
ليتنا نسمع جميعًا: “نعمًا أيها العبد الصالح الأمين، كنت أمينَا في القليل، فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك” (مت 25: 23).
فإذ أنتم الآن جالسون خارج الباب، يهبكم الرب أن تقولوا: “أدخلني الملك إلى حجاله” (نش 1: 4)، “لتبتهج نفسي بالرب، لأنه قد ألبسني ثوب الخلاص. كساني رداء البهجة. توجني بعمامة[4] garland كعريس، وزينتني بحلي كعروس” (راجع إش 61: 10)، وبهذا تكون نفوسكم بلا دنس ولا شيء من هذا القبيل.
لست أقصد أن يكون لكم هذا قبل نوالكم النعمة، إذ كيف يمكن أن يتحقق هذا؟! إذ أنتم مدعوّون لنوال غفران الخطايا! لكن حين توهبون النعمة يكون ضميركم غير ملوم، منسجمًا مع النعمة.

3. استعدوا للنعمة العظيمة

يا إخوة، حقًا أنها العماد أمر خطير، يليق بكم أن تقتربوا إليه بكل اهتمام صالح.
لقد اقترب وقت امتثال كل واحد منكم في حضرة الرب أمام عشرات الألوف من الأجناد الملائكية، والروح القدس يختم نفوسكم.
إنكم تسجلون في جيش ملكٍ عظيمٍ. لذلك تزٌودوا بارتدائكم ليس لباسًا لامعًا، بل ورع النفس بضمير صالح.
لا تنظروا إلى الجرن كماء بسيط، بل بالأحرى تطلعوا إلى النعمة الروحية التي توهب مع الماء.
فكما أن التقدمات التي ترفع على مذابح الأوثان تتدنس بتكريسها للأصنام بالرغم من كونها بسيطة في طبيعتها، هكذا على النقيض يحمل الماء البسيط قوة جديدة للقداسة بتكريس الروح القدس والمسيح والآب.
4. تقدسوا بالماء والروح

للإنسان طبيعة ذات جانبين هما النفس والجسد، هكذا تحمل التنقية جانبين: جانب غير مادي من أجل ما هو غير مادي (النفس)، وجانب جسداني من أجل الجسد. الماء ينظف الجسد، والروح يختم النفس. بهذا تقترب إلى الله بقلب مرشوش بالروح، وجسد مغتسل بالماء (عب 10: 22). إذن عندما تنزلون في الماء لا تفكروا في المادة المجردة، بل تطلوا إلى الخلاص بقوة الروح القدس. لأن بدونهما – كلاهما – لا يمكن أن تصيروا كاملين.
وما أقوله هذا ليس من عندي، إنما هو كلام الرب يسوع صاحب السلطان في هذا الأمر. إنه يقول: “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (راجع يو 3: 3). فمن يعتمد بالماء ولا يكون متأهلاً للروح (بسبب سوء نيته) لا يتقبل نعمة الكمال، كذلك إن كان فاضلاً في أعماله ولم يتقبل الختم بالماء لا يدخل ملكوت السماوات.
هذا القول فيه جسارة، لكنه ليس مني، بل أعلنه يسوع. وفيما يلي برهان على ذلك بشهادات من الكتاب المقدس. كان كرنيليوس إنسانًا بارًا، تكرم برؤية ملائكة، وصعدت صلواته وصدقاته تذكارًا صالحًا أمام الله في السماء. جاءه بطرس وانسكب الروح القدس على المؤمنين، وتكلموا بألسنة وتنبأوا، وبعد نعمة الروح يقول الكتاب إن بطرس أمرهم أن يعتمدوا باسم يسوع المسيح (راجع أع 10: 48) حتى تولد النفس مرة أخرى بالإيمان، ويكون للجسد شركة في النعمة بواسطة الماء.
5. لماذا اختار الماء للعماد؟

إن أراد أحد أن يعرف سبب إعطاء النعمة بواسطة الماء دون سواه، فليتعلم هذا من الكتاب المقدس. الماء شيء عظيم، وهو ألطف العناصر المنظورة التي يتكون منها العالم… فقبل الأيام الست التي فيها تكونت الأشياء كان “روح الله يرف على وجه المياه” (تك 1: 2). الماء هو بدء العالم، كما أن الأردن هو بداية بشارة الإنجيل.
خلاص إسرائيل [5]من فرعون كان خلال البحر، وخلاص العالم من الخطيئة يتم بغسل الماء بكلمة الله (أف 5: 26). وحيث يقطع عهد يكون الماء أيضًا. فبعد الطوفان قطع عهد مع نوح، ومن جبل سيناء كان هناك عهد بماء وصوفًا قرمزيًا وزوفا (عب 9: 19)…
إيليا صعد بوجود الماء، إذ عبر أولاً على الأردن وبعد ذلك ارتفع في مركبة إلى السماء.
رئيس الكهنة كان يلزمه أن يغتسل قبل أن يقدم بخورًا، إذ اغتسل هارون وبعد ذلك صار رئيس كهنة، لأنه كيف يقدر أن يصلي عن الآخرين من لم يتطهر بالماء؟!
كذلك كانت توجد مرحضة في خيمة الاجتماع تشير إلى المعمودية.

6. العماد خاتمة العهد القديم وبداية الجديد

العماد هو خاتمة العهد القديم وبداية العهد الجديد، إذ قام به يوحنا الذي ليس من بين مواليد النساء من هو أعظم منه. إنه نهاية الأنبياء “لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا” (مت 11: 13). وهو بكر ثمار الإنجيل إذ قيل: “بدء إنجيل يسوع المسيح… كان يوحنا يعمد في البرية” (مر 1: 41).
قد تشير إلى إيليا التسبيتي الذي أُخذ إلى السماء، لكنه مع هذا ليس أعظم من يوحنا.
أخنوخ انتقل، ومع ذلك ليس أعظم من يوحنا.
موسى مستلم الشريعة العظيم جدًا، وكل الأنبياء نُعجب بهم لكنهم ليسوا أعظم من يوحنا. إنني لست أتجاسر فأقارن بين الأنبياء بالأنبياء، لكن سيدهم وسيدنا، الرب يسوع، أعلن ذلك قائلاً: “الحق أقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا” (مت 11: 11). إنه لم يقل “بين المولودين من العذارى”، بل “بين المولدين من النساء”. فالمقارنة هنا بين الخادم العظيم وزملائه من الخدام، أما سموّ الابن ونعمته فيفوقان كل مقارنة…
انظر كيف اختار الله إنسانًا عظيمًا كأول خادم للنعمة؟! اختار إنسانًا لا يملك شيئًا، محبًا للبرية، لكنه غير مبغض للبشرية. يأكل الجراد وتطير نفسه تجاه السماويات. يقتات بالعسل، ويتحدث عن أمورٍ أحلى من العسل وأقْيَم منه، يلبس ثوبًا من وبر الإبل، مقدمًا نفسه مثالاً للحياة النسكية. تقدَّس بالروح وهو بعد محمول في أحشاء أمه!
إرميا تقدس، لكنه لم يتنبأ وهو في الرحم (إر 1: 5)، إنما يوحنا وحده الذي ركض بابتهاج وهو محمول في الرحم (لو 1: 44). ومع أنه لم يرَ سيده بعينيه الجسديتين لكنه عرفه بالروح. فإذ كانت نعمة العماد عظيمة لهذا تطلَّبت أن يكون موجدها عظيمًا أيضًا.
7. اعترفوا بخطاياكم

كان هذا الرجل يعمد في الأردن فخرجت كل أورشليم (مت 3: 5) لتتمتع ببكورات العماد، إذ يوهب لأورشليم امتياز في كل عملٍ صالحٍ.
تعلموا يا سكان أورشليم كيف كان يعمد الخارجين إليه، “المعترفين بخطاياهم” (مت 3: 6). لقد كانوا يكشفون له جراحاتهم، ويقدم لهم العلاج، فيخلص الذين يؤمنون من النار الأبدية.
وإن أردت فحص هذه النقطة، أي أن عماد يوحنا يخلصهم من التهديد بالنار، اسمعوا قوله: “يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي” (مت 3: 7). لا تكن بعد أفعى. فإذ لك جلد أفعى قديم، أي حياتك الماضية، اخلعه عنك. لأن كل أفعى تزحف في جحر وتتخلص من جلدها القديم، وبهذا يتجدد شباب جسدها. هكذا ادخل أنت أيضًا من الطريق الكرب الضيق (مت 7: 13-14)، واخلع القديم بالأصوام، واترك ذاك الذي يهلكك. اخلع الإنسان العتيق مع أعماله (كو 3: 9.). وقل مع نشيد الأناشيد: “قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه؟!”[6].
لكن ربما يكون فيكم مرائي أو من يحب إرضاء الناس، ومن يتظاهر بالتقوى دون أن يكون له إيمان القلب، فيكون له رياء سيمون الساحر، فيأتي لا ليتقبل النعمة بل ليتجسس على ما يُعطى هنا. ليته يتعلم أيضًا من يوحنا “الآن قد وُضعت الفأس علي أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا، تُقطع وتلقى في النار” (مت 3: 10).
إن الديّان لا يتهاون، اخلع عنك الرياء!
8. ثمار التوبة العملية

إذن ماذا يليق بكم أن تفعلوا؟! وما هي ثمار التوبة؟ “من له ثوبان فليعطِ من ليس له” (لو 3: 11).
المعلم بهذا مستحق للثناء، إذ مارس بنفسه ما علَّم به. لهذا لم يخجل من أن ينطق بهذا، إذ ضميره لم يخالف لسانه.
“ومن له طعام فليفعل هكذا”. أتريد أن تتمتع بنعمة الروح القدس، ومع ذلك تحكم بأن الفقير غير مستحق للطعام المادي؟! أتطلب الخيرات العظيمة وأنت لا تجود بالخيرات البسيطة؟!
حتى إن كنت عشارًا أو زانيًا ترجَ الخلاص، فإن العشارين والزناة يسبقونكم إلى ملكوت الله (مت 21: 31). لقد شهد بولس بذلك قائلاً: “لا زناة ولا فاسقون… يرثون ملكوت الله، وهكذا كان أناس منكم. لكن اغتسلتم بل تقدستم” (1 كو 6: 9-11). إنه لم يقل “هكذا فيكم أناس” بل “كان أناس منكم”. إذ الخطية المرتكبة بجهل يُعفي عنها، أما عناد الشرير فيُدان عنه.
9. يا لعظمة المسيح واهب العماد

إن كان لكم الابن نفسه، ابن الله الوحيد، كمجد العماد فلماذا أتكلم بعد عن إنسان؟! حقًا كان يوحنا عظيمًا، لكن ماذا يكون يوحنا بجانب الرب؟! إنه صوت صارخ، لكن ماذا يكون إن قورن الصوت بالكلمة؟! هذا الرسول نبيل جدًا، لكن ماذا يحسب إن قورن بالملك؟!
نبيل هو هذا الذي عمد بماء، لكن ماذا يكون إن قورن بالذي يعمد بالروح القدس ونار؟! (مت 3: 11) إذ عمد المخلص الرسل بالروح القدس ونار عندما “صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحدٍ منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس” (أع 2: 2-4).
10. معمودية الدم

من لا ينال المعمودية لا يتمتع بالخلاص، اللهم إلا الشهداء الذين يتقبلون الملكوت حتى بدون ماء. لأنه عندما طُعن المخلص في جنبه لخلاص العالم بصليبه أفاض دمًا وماء، لكي يتعمد من هم في زمن السلم بالماء، ومن هم في وقت الاستشهاد بدمهم.
اعتاد الرب أن يدعو الاستشهاد عمادًا قائلاً: “أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا، وأن تعتمدان (تصطبغان) بالمعمودية (الصبغة) التي اعتمد بها أنا؟! (مر 10: 38)…
11. في المعمودية رضض الرب رؤوس الشيطان

لقد قدس يسوع المعمودية باعتماده بنفسه. إن كان ابن الله قد اعتمد فكيف يمكن أن يكون ورعًا من يحتقر العماد؟!
إنه لم يعتمد لينال غفران خطايا، إذ هو بلا خطيته. لكنه إذ هو هكذا بلا خطية اعتمد ليهب المعمَّدين نعمة سماوية علوية. “فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما” (عب 2: 14)، حتى إذ تشاركنا بحضوره في الجسد نصير شركاء معه في نعمته الإلهية. هكذا اعتمد يسوع لكي بشركتنا معه نتقبل الخلاص والكرامة.
جاء في أيوب أنه كان في المياه الوحش الذي “اندفق الأردن في فمه” (أي 40: 23)، وكان يلزم تحطيم رؤوسه (مز 74: 14)، لهذا نزل (السيد) وربط القوي في المياه، حتى نال قوة فيها إذ يكون لنا سلطان أن ندوس على الحيات والعقارب (لو 10: 19).
كان الوحش عظيمًا ومرعبًا، لا يقدر أي قارب صيد أن يقاوم ضربة واحدة من ذيله[7]، ثائرًا على كل من يلتقي به. لقد نزل “الحياة” إليه ليلتقي معه، فيسد فم الموت هناك، عندئذ إذ نخلص نقول: “أين شوكتك يا موت؟! أين غلبتك يا قبر؟!” (راجع 1 كو 10: 55) لقد نُزعت شوكة الموت بالعماد.
12. بالمعمودية ندفن ونقوم في برّ

إنكم تدخلون المياه حاملين خطاياكم، وبابتهال النعمة التي تختم نفوسكم لا يعود يبتلعكم الوحش المرعب.
إذ تنزلون أمواتًا في الخطايا تصعدون أحياء في البرّ. فان كنتم قد صرتم متّحدين مع المخلص بشبه موته تصيرون جديرين أيضًا بقيامته (رو 6: 5). لأنه كما حمل يسوع خطايا العالم ومات، حتى بإماتته الخطية نقوم في برٍّ، هكذا بنزولكم في الماء إذ تُدفنون فيه، كما دُفن هو في الصخرة، تقومون أيضًا سالكين في جدة الحياة (رو 6: 4).
13. بالمعمودية ننال سلطانًا لمقاومة إبليس

أضف إلى هذا، أنكم إذ تتأهلون للنعمة يهبكم سلطانًا لمحاربة القوات المضادة. فكما جُرب أربعين يومًا بعد عماده، لا لأنه كان عاجزًا عن نوال النصرة قبل ذلك، بل أراد أن يفعل كل شيءٍ بترتيبٍ حسنٍ وتدبيرٍ صالحٍ، هكذا أنتم أيضًا على نفس المثال بعد نوالكم النعمة تصيرون واثقين في سلاح البرّ (2 كو 6: 7)، فتدخلون المعركة وتكرزون بالإنجيل إن أردتم، أنتم الذين كنتم قبل العماد لا تتجاسرون على الصراع مع المقاومين (الشياطين).
14. بالمعمودية ننال التبني

يسوع المسيح هو ابن الله، ومع هذا لم يكرز قبل العماد بالإنجيل (الذي جوهره هو التمتع بالتبني لله خلال السيد المسيح).
إن كان السيد نفسه قد اتبع هذا الوقت المناسب اللائق، فهل يجوز لنا نحن خدامه أن نخالفه النظام؟! إذ “من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز” عندما “نزل عليه الروح القدس بهيئة جسيمة مثل حمامة” (مت 4: 17؛ لو 3: 22) لا لكي يراه يسوع فيعرفه، إذ هو يعرفه قبلما يأتي عليه على هيئة جسيمة، إنما لكي يراه يوحنا الذي يعمده إذ يقول: “لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي الذي ترى الروح نازلاً ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس” (يو 1: 23).
إن كنت أنت أيضًا تحمل درعًا قويًا، فإن الروح القدس يحل عليك، والآب يكلمك من فوق من الأعالي ليس قائلاً: “هذا هو ابني” بل “الآن صرت ابني“، لأن فعل المضارع في “هذا يكون ابني” يخص الابن وحده الذي “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله” (يو 1: 1)، فهو وحده الذي يقال له: “هو يكون ابني” إذ هو على الدوام ابن الله. أما أنت فيُقال لك: “الآن تكون” إذ لا تحمل بنوة طبيعية بل تتقبلها بالتبني. هو ابن سرمدي، أما أنت فتقبل النعمة مؤخرًا.
15. استعد مهما بلغت خطاياك

ليكن إناء نفسك مُهيأ لتصير ابن لله ووارث مع المسيح (رو 8: 17).
إن كنت حقًا تُعد نفسك لتقبل هذا، إن كنت بحق تقترب إلى الإيمان لتكون مؤمنًا، إن كنت تخلع الإنسان العتيق من أجل غرض أمامك، فإن كل ما اقترفته يُغفر لك، سواء الزنا أو الدعارة أو أي شكل من أشكال الفسق.
أية خطية أعظم من أن يَصلب الإنسان المسيح، ومع هذا فإن العماد يغسلها! لأنه هكذا تحدث بطرس مع الثلاثة آلاف الذين جاءوا إليه. هؤلاء الذين صلبوا الرب، إذ سألوه قائلين: “ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟!” (أع 2: 37) فإن الجرح عظيم؟! لقد جعلتنا يا بطرس نفكر في خطيتنا بقولك: “رئيس الحياة قتلتموه” (أع 3: 51). فأي تضميد يصلح لجرحٍ عظيمٍ كهذا؟! أي تطهيرٍ يكون لغباوة كهذه؟! أي خلاصٍ لهلاكٍ مثل هذا؟!
إنه يقول: “توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح ربنا لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس” (أع 2: 38).
يا لحب الله المترفق غير المنطوق به؟! مع أنهم كانوا بلا رجاء من جهة خلاصهم، لكنهم مع ذلك تأهلوا للروح القدس! هل رأيت قوة المعمودية؟!
إن كان أحدكم يصلب المسيح بكلمات تجديفه، إن كان أحدكم ينكره في جهلٍ أمام الناس، إن كان أحدكم يجدف على التعاليم بكلمات شريرة، فليتب، وليكن له رجاء صالح، لأن النعمة حاضرة إلى الآن.
16. تشجعوا… الرب يطهركم!

“تشجعي يا أورشليم فإن الرب ينزع عنكِ كل آثامك”، “الرب يغسل دنس أبنائه وبناته بروح القضاء وبروح الإحراق”، “سيرش عليكم ماء طاهرًا، فيطهركم من كل خطاياكم” (راجع صف 3: 14، 15؛ إش 4: 4؛ حز 36: 25).
إن الملائكة سترقص حولكم قائلة: “من هذه الطالعة في ثوب أبيض مستندة على حبيبها” (راجع نش 8: 5).
لأن النفس التي كانت قبلاً عبدة تبناها سيدها كقريبة له، وإذ يرى أمامه غاية راسخة يجيب: “ها أنت جميلة يا حبيبتي. ها أنت جميلة… أسنانك كقطيع الجزائر الصادرة من الغسل، وذلك بسبب الاعتراف بضميرٍ صالحٍ، كل واحدة متئم” (نش 1:4، 2) وذلك بسبب النعمة ذات الجانبين “أي توأم”: أقصد أنها تصير كاملة بالماء والروح، أو النعمة المعلنة في العهدين القديم والجديد.
ليت الله يسمح أن تذكروا جميعكم ما أقوله لكم عندما تنهون فترة الصوم، وتأتون بثمر أعمال صالحة، فتقفوا أمام العريس الروحي بلا لوم وتنالوا غفران خطاياكم من الله الذي له المجد مع الابن والروح القدس إلى الأبد. آمين.
[1] أو أشنان داود: نبات من الفصيلة الشفوية ذات أوراق عطرة حريفة المذاق.
[2] الزوفا الروحي أو غير المنظور هو قوة الروح القدس المطهرة في المعمودية، كقول المرتل “اغسلني بزوفاك فأطهر” (مز 51: 7).
[3] يتحدث عن السيد المسيح في آلامه إذ قدم له ليشرب من زوفا (يو 19: 29)، ومن قصبة ( مت 27: 48).
[4] الكلمة اليونانية في النص تعني تاج الكاهن أو البرطل الكهنوتي.
[5] سبق لي في مواضعٍ كثيرة الإشارة أن ما حدث مع بني إسرائيل لم يكن إلا رمزًا لما يتم مع كنيسة العهد الجديد التي قبلت الإيمان بينما رفضه اليهود وصاروا غير مؤمنين، وانتفت عنهم جميع المواعيد، وخلعوا أنفسهم من دائرة شعب الله.
[6] في سفر النشيد (5: 3) يشير النص إلى الاعتذار عن عدم القيام من السرير للسير مع الرب، لكن القديس يستخدمه هنا بمعنى مغاير.
[7] الترجمة السبعينية أي 40: 26 عوض أي 41: 7 التي بين أيدينا.
 
قديم 12 - 09 - 2014, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 6073 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وصلنا سؤال طويل من سيدة كبيرة السن، ملخصه خجلها من عمادها وهي كبيرة.. ونتيجة لذلك تطلب آية أو دليلاً من الكتاب يثبت أن العماد يكون بالتغطيس





الإجابة:



أحب أن أطمئنك أننا حينما نعمد إمرأة كبيرة، لا تنزل إلى جرن المعمودية عارية تماماً كالأطفال.



إننا لا نسمح بأن نخدش حياءها في أقدس أيام حياتها.



إنما تجحد الشيطان، ثم تتلو الإيمان اقرار الإيمان، وهي لابسة كل ملابسها.. ثم نتركها في حجرة المعمودية ونخرج.

وحينئذ تخلع ملابسها، وتلبس تونية أو رداء أبيض، وتجلس على كرسي إلى جوار المعمودية. ثم يدخل الكاهن، فتصعد من على الكرسى، وتهبط في جرن المعمودية ويعمدها الكاهن بأن يغطسها في الماء ثلاث مرات باسم الثالوث.



وتخرج من جرن المعمودية بمساعدة الكاهن أو إحدي الشماسات.



ويخرج الكاهن من حجرة المعمودية إلى أن تخلع التونية أو الرداء الذي نزلت به في المعمودية، وتجفف نفسها، وتلبس ملابسها الجديدة. وبعد أن تلبس ملابسها يدخل الكاهن، ليدهناها بالميرون في الأجزاء الظاهرة من ملابسها مثل رأسها ووجهها ويديها.. ويمنحها الروح القدس. وإن كان أحد الآباء الأساقفة حاضراً، يضع يده على رأسها، وينفخ في وجهها، ويقول لها "اقبلي الروح القدس".



وكما ترين لا يوجد ما يدعو للخجل في كل هذا.



حتى الشباب أو الرجال الكبار في حال معموديتهم في تلك السن لا ينزلون لجرن المعمودية عرايا.





أما عن العماد بالتغطيس، فله أدلة عديدة منها:



1) بعض أمثلة في الكتاب مثل عماد الخصي الحبشي، الذي عمده فيلبس قيل في ذلك " فنزل كلاهما إلى الماء، فيلبس والخصي، فعمده ولما صعدا من الماء، خطف روح الرب فيلبس" (أع8: 38، 39). ولا شك أن عبارة " نزلا إلى الماء"، "صعدا من الماء" تدل على التغطيس.



2) كذلك فالمعمودية موت مع المسيح، دفن معه، وقيامة معه. كما يقول الرسول " مدفونين معه بالمعمودية" (كو2: 12).

وأيضاً " أم تجهلون أننا، كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت" (رو6: 3).



وطبعاً عملية الدفن تتم بالتغطيس وليس بالرش.



3) كلمة معموديةBaptisma باللاتينية تعني صبغة، ولا تكون صبغة، ولا تكون الصبغة مطلقاً بالرش، إنما بتغطيس ما نريد أن نصبغه، في ماء الصبغة.



4) المعمودية هي ولادة ثانية، كما ورد في قول السيد المسيح لنيقوديموس " الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 5).



والولادة عبارة عن خروج جسد من جسد.

وتتم هنا بخروج جسد الإنسان من جرن المعمودية. أما الرش فلا يمكن مطلقاً أن يمثل عملية ولادة..



5) المعمودية هي غسل من الخطايا، كما قال حنانيا الدمشقي لشاول الطرسوسي " أيها الأخ شاول، لماذا تتواني؟ قم واعتمد واغسل خطاياك" (أع22: 6). وكما قال القديس بولس في رسالته إلى تيطس.. " ولكنه بمقتضى رحمته خلصنا، بغسيل (بحميم) الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تى3: 5).



والغسيل أو الحميم لا يتم بالرش بل بالتغطيس.



6) كذلك كل من ينظر إلى أبنية الكنائس القديمة، يجد فيها جرنا للمعمودية وهذا دليل على أنها كانت تتم بالتغطيس. لأن عملية الرش لا تحتاج إلى جرن.



7) لا ننسى أن عيد العماد، نسميه عيد الغطاس.

فالسيد المسيح نفسه تعمد بالتغطيس. كما يقول الكتاب "فلما اعتمد يسوع، صعد للوقت من الماء" (مت3: 16) (مر1: 10)

 
قديم 12 - 09 - 2014, 05:03 PM   رقم المشاركة : ( 6074 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تجديد مواعيد المعموديّة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مقدّمة

يقول تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة: "امّا بالنسبة لجميع المعمّدين، أطفالاً كانوا أم بالغين، فالإيمان يجب أن ينمو بعد المعموديّة، لهذا السبب تحتفل الكنيسة كلّ عام، في ليلة الفصح (بالنسبة للكنيسة اللاتينيّة)، بتجديد مواعيد المعموديّة. إن التحضير للمعموديّة تقود فقط الى عتبة الحياة الجديدة، والمعموديّة هي ينبوع الحياة الجديدة في المسيح، ومنها تنبع الحياة المسيحيّة بأكملها" (تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة 1254).

1) المعموديّة هي سرّ الإيمان: كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ ويتَعَمَّدُ يَخلُصُ، ومَنْ لا يُؤمِنُ يَهلِكُ مر 16، 16.

2) المعموديّة هي التزام بمنطق المسيح.

معنى المعموديّة هو أن نؤمن ان سبب حياتنا ووجودنا هو حبّ الله لنا، ونحن موجودون لأن الله أحبّنا وأعطانا الحياة. المعموديّة هي إعلان لهذه الحقيقة، أنا موجود لا بقوّتي الشخصيّة، إنّما لأنّ الله قد أحبّني.
أنا موجود في العالم وفي التاريخ، والعالم يقدّم لي أحياناّ منطقاً عنيفاً أو ماديّاً، العالم يضع الله على الهامش أو يسعى إلى الغاءه، يضع المادّة والربح والّلذة في الصميم، يحتقر الضعيف وينسى الفقير ويهمّش المختلف. العالم يبدو أحياناً مكان صراع سياسيّ أو دينيّ أو عرقيّ، يقيّم الإنسان بحسب لونه أو دينه أو جماله أو بحسب إمكانيّاته الماديّة.
إنّما هذا العالم نفسه هو عالم خلقه الله ورآه في البدء حسناً، وبالتالي فهو مكان يجب أن يعكس صورة الله الخالق. إنما خطيئتنا نحن وكبريائنا وحبّ السلطة والنزعة الى العنف والرغبة في تملّك المادّة واستعباد الآخر بالشهوة جعلت العالم يفقد جماله الأصليّ. إن الشرّ الموجود في العالم ليس سببه العالم بذاته، لأنّ الله خلقه جميلاً، ولا سببه الله، لأنّ الله محبّة، أن الشرّ في العالم هو بسبب خطيئة الإنسان الّذي يريد أن يضع الله جانباً ويجعل من نفسه إلهاً لهذا العالم. دعوة المعمّد ليس الهروب من العالم إنّما تغييره وجعله أكثر جمالاً.
كلّ إنسان هو إذاً أمام خيارين: إمّا تبنّي منطق العالم الحاليّ، والإقتداء به، وإمّا العمل على تبديله وتحويله أكثر الى صورة الله خالقه. أمّا أن أحيا بحسب منطق الخطيئة القاسي، الظالم، الماديّ، الحاقد، العنيف والمنتقم وإمّا أن أعتنق منطقاً آخر، منطقّاً يعيد الى العالم صورته الأصليّة، منطق بشّر به يسوع المسيح، منطق الرحمة، منطق الرّوح، الحبّ، السلام والمغفرة. إمّا أن أبيد الآخر لأصل الى مبتغاي أو أن أهب حياتي في سبيل الآخر وأعمل على خلاصه الجسديّ والفكريّ والروحيّ.
الإنسان مدعوّ من منطق العالم الحاليّ لأن يكون جزيرة لا يربطه شيء بالآخرين إلاّ رباط المصالح الخاصّة، أو أن يكون في جماعة، يعمل مع الآخرين في سبيل الخير العام ونشر منطق السلام والمحبّة في حياته اليوميّة.
المعموديّة هي، كما يقول بولس الرسول، أن ألبس المسيح، أي أن آخذ قناعات المسيح وأحمل تعاليمه وأعلنها وأبشّر بها.
المعموديّة هي فعل التزام شخصيّ بنشر إنجيل السلام، ومنطق المغفرة والمصالحة. هي التزام يوميّ بأن أرى في كلّ إنسان أخ لي وأخت، بصرف النظر عن لونه ودينه وانتماءه السياسيّ ومكانته الإجتماعيّة.


المعموديّة هي قناعة بأنّي أقدر بقوّة الله على تغيير العالم، ولو قليلاً، في حياتي اليوميّة، في تعب العمل، في تحصيل العلم، في بناء العائلة، في التكرّس الرهبانيّ والكهنوتيّ. المعمّد هو جنديّ يكافح من أجل المسيح ومن أجل خير إخوته البشر.

المعموديّة هي ثمرة الإيمان

أن اتعمّد يعني أن أعلن أنيّ أحيا لله وأومن بأنّه يحبّني، يرافقني ويريدني ان أبلغ ملء سعادتي على الأرض وفي الحياة الأبديّة، والسعادة هذه من وجهة النظر المسيحيّة هي أن أحيا سلام القلب ونقاء الضمير، أن أحيا بموجب قناعاتي ولا البس أوجه متعدّدة.
هي أن أومن أن سبب وجودي في هذا العالم ليست الصدفة أو الطبيعة، أنّما هو حبّ الله لي، حبّ ظهر بتجسّد يسوع المسيح من أجلي، أخذ طبيعتي ليشاركني في حالتي الإنسانيّة ويعلّمني أن أكون مثله: في إنسانيّتي أقدر ان أغفر لمن أساء إليّ، أن أقف الى جانب المظلوم ولا أخاف الحكم البشرّي، أن أعزّي الحزين، وأداوي المجرّح والمتألّم، أن ابلسم جراح البشر بكلمة الرحمة كما فعل يسوع، أن أشفي الأبرص، أي من استهلك جسمَه وروحه بالخطيئة، أن أردّ الخاطىء إلى التوبة دون دينونة وقساوة قلب، أن أضحّي في سبيل الآخر كيسوع الّذي مات من أجلي على الصليب، وأن أطلب من الله المغفرة لمن يقتلني كلّ يوم. بعبارة أخرى، أن أعتمد يعني أن ألبس منطق المسيح وفكره، أن احمل إنجيله، أن اصبح مسيحاً آخر في عالم اليوم.


المعموديّة تعني ان اؤمن أن يسوع أعطاني المعنى الحقيقيّ لحياتي، وأن حياتي تنبع منه وتتّجه اليه، صار يسوع دستور حياتي. أن أعتمد يعني أن أتبنّى الحب، حبّ الله وحبّ الآخر، كدستور لحياتي، دستور غير قابل للتعديل، حتّى لمرّة واحدة.

نتائج المعموديّة

بعموديّته ينال المؤمن نعماً إلهيّة أساسيّة وضروريّة لخلاصه، والنتيجتان الأساسيّتان هما:

1) التطهّر من الخطايا

2) الولادة الجديدة بالروح

المعموديّة لمغفرة الخطايا: بالمعوديّة تُغفَر كلّ الخطايا، الخطيئة الأصليّة وكلّ الخطايا الشخصيّة، ومعها كلّ عقوبات الخطيئة. لا يبقى في المعمّد شيء يعيقه عن الدخول في ملكوت الله، لا خطيئة آدم ولا الخطايا الشخصيّة، ولا نتائج الخطيئة، وبخاصة النتيجة الأخطر التي هي الإنفصال عن الله (تعليم الكنيسة 1263).

المعمّد هو خليقة جديدة

إن المعموديّة لا تنقّي من الخطايا وحسب إنّما تجعل من المعمّد خليقة جديدة، كما يقول بولس الرسول: "وإذا كانَ أحَدٌ في المَسيحِ، فهوَ خَليقَةٌ جَديدةٌ: زالَ القَديمُ وها هوَ الجديدُ" (2 قور 5، 17)، وابن لله بالتبنيّ "والدَّليلُ على أنَّكُم أبناؤُهُ هوَ أنَّهُ أرسَلَ رُوحَ ابنِهِ إلى قُلوبِنا هاتِفًا: أبي، يا أبي فَما أنتَ بَعدَ الآنَ عَبدٌ، بَلْ ابنٌ، وإذا كُنتَ ابنًا فأنتَ وارِثٌ بِفَضلِ اللهِ." (غل 4، 6-7)، ومشارك في الطبيعة الإلهيّة "فمَنَحَنا بِهِما أثمَنَ الوُعودِ وأعظَمَها، حتّى تَبتَعِدوا عمّا في هذِهِ الدُّنيا مِنْ فَسادِ الشَّهوَةِ وتَصيروا شُرَكاءَ الطَّبيعَةِ الإلَهِيَّةِ (2بط 1، 4)، وأعضاء في جسد المسيح "أمَا تَعرِفونَ أنَّ أجسادَكُم هيَ أعضاءُ المَسيحِ؟" (1قور 6، 15) وشركاء معه في الميراث "وما دُمنا أبناءَ اللهِ، فنَحنُ الورَثَةُ: ورَثَةُ اللهِ وشُركاءُ المَسيحِ في الميراثِ، نُشارِكُه في آلامِهِ لِنُشارِكَهُ أيضًا في مَجِدِه" (روم 8، 17) وهياكل للرّوح القدس "ألا تَعرِفونَ أنَّ أجسادَكُم هِيَ هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُسِ الّذي فيكُم هِبَةً مِنَ الله؟ فَما أنتُم لأنفُسِكُم، بَلْ للهِ. هوَ اشتَراكُم ودَفَعَ الثَّمنَ. فمَجِّدوا الله إذًا في أجسادِكُم. " (1قور 6، 19-20).

عمل الثالوث القدّوس في المعموديّة

إن الثالوث الأقدس يعطي للمعمَّد النعمة المقدِّسة، نعمة التبرير التي:

1) تجعله قادراً على الإيمان بالله، قادراً على الرجاء وأن يحبّ الله بواسطة الفضائل الإلهيّة: الإيمان والرّجاء والمحبّة.

2) تجعله قادراً ان يحيا منقاداً للرّوح القدس بواسطة مواهب الرّوح القدس نفسه.

3) تجعله قادراً على ان ينمو في الصلاح بواسطة الفضائل الأدبيّة.

لذلك فإن الحياة فائقة الطبيعة التي يحياها المسيحيّ تجد جذورها في العماد المقدّس.

بالعموديّة نصبح أعضاء في جسد الكنيسة

المعموديّة تجعل منّا أعضاء في جسد المسيح، "وليَتكَلَّمْ كُلُّ واحدٍ مِنكُم كلامَ الصِّدقِ معَ قَريبِهِ لأنَّنا كُلَّنا أعضاءٌ، بَعضُنا لِبَعضٍ" (أف 4، 25). إن المعموديّة تجعلنا ندخل في جسد الكنيسة، ومن جرن العماد يولد شعب الله الواحد، شعب العهد الجديد الّذي يتخطّى حدود الأمم الطبيعيّة والإنسانيّة، ويتخطّى حدود الثقافات، والأعراق والجنس، لأنّنا "كُلُّنا، أيَهودًا كُنَّا أم غَيرَ يَهودٍ، عبيدًا أم أحرارًا، تَعَمَّدنا بِرُوحِ واحدٍ لِنكونَ جَسَدًا واحدًا، وارتَوَيْنا مِنْ رُوحٍ واحدٍ" (1قور 12، 13).
لذلك يصبح المعمّدون حجارة حيّة في بناء هيكل روحيّ، من اجل كهنوت مقدّس (1بط 2، 5)، بالمعموديّة نشارك جميعنا في كهنوت المسيح، وفي رسالته النبويّة والملوكيّة (1بط 2، 9). بالمعموديّة نصبح شركاء في كهنوت المؤمنين العام.


إن المعمّد إذاً مدعو لأن يشارك في كهنوت المسيح العام، ومن ميزات الكهنوت أن يكون رابطاً بين الله والإنسان، وهذا ما على كلّ معمّد أن يقوم به في حياته اليوميّة، أن يعطي للوجود الإنساني بعداً أعمق، مرتبط بالله وبعالم الرّوح. من صفات الكهنوت ايضاً التحويل، وعلى المؤمن المعمّد وظيفة تحويل هذا الكون الى كون يعود الى جماله الأوّل، تحويل منطق العنف الى منطق سلام، ومنطق الإنتقام الى منطق مغفرة، ومنطق الحقد الى منطق محبّة. وهو أيضاً بالمعموديّة يشترك في وظيفة المسيح النبويّة، والنبيّ هو الشخص الّذي يعلن إرادة الله في المجتمع دون خوف، ويبشّر باقتراب ملكوت الله في حياته اليوميّة. أما صفة الملوكيّة التي يشارك بها المعمَّدُ المسيح، فهي تنتج عن التبنيّ الإلهي الّذي يناله بالعماد، إذ يصبح أبن الله ملك الملوك وربّ الآلهة، فلا يحقّ له التصرّف عكس هذه الهويّة، ولا أن يلطّخ بنوّته الإلهية بأوحال الخطيئة.

بالمعموديّة يصبح الإنسان ملكاً لله وللكنيسة

حين يصبح المعمّد عضواً في جسد الكنيسة، لا يعود بعد ملكاً لذاته، "فَما أنتُم لأنفُسِكُم، بَلْ للهِ" (1قور 6، 19)، بل يصبح ملكاً لذاك الّذي مات وقام من أجلنا (2قور 5، 15)، لذلك هو مدعوّ لأن يخضع للآخرين (أفسس 5، 21)، ولأن يخدمهم (يو 13، 12- 15)، في جماعة الكنيسة، وأن يخضع لسلطة الكنيسة ولتعليمها (عب 13، 17)، وان يحترم رؤساء الكنيسة ويحبّهم (1تس 5، 12-13). وكما أن على المعمّد واجبات، فلديه حقوق أيضاً في الكنيسة: أن ينال الأسرار، وأن يتغذّى بكلمة الله، وأن يستفيد في المساعدات الروحيّة في الكنيسة" (المجمع الفاتيكاني الثاني، نور الأمم 37).

المعمّد هو رجل إيمان ورسالة

بما انّهم مولودون من العماد ليكونوا ابناء الله، على المعمّدين ان يعلنوا على الملأ الإيمان الّذي قبلوه من الله بواسطة الكنيسة، وأن يشاركوا في عمل شعب الله الرسوليّ والإرساليّ (المجمع الفاتيكاني الثاني، نور الأمم 37).

المعموديّة هي رباط وحدة بين المسيحيّين

تشكّل المعموديّة رباط الوحدة بين كلّ المسيحيّين، وأيضاً مع الّذين لم يصلوا الى الوحدة الكاملة مع الكنيسة الكاثوليكيّة. "فالّذين يؤمنون بالمسيح ونالوا العماد بطريقة صحيحة، هم في نوع من الشراكة، وإن كانت غير كاملة، مع الكنيسة الكاثوليكيّة. بتبريرهم بمعموديّة الإيمان، يعتبرهم أبناء الكنيسة الكاثوليكيّة إخوة في الرّب. وبالتالي فإن المعموديّة تكوّن رباط سريّاً من الوحدة بين الّذين ولدوا منها.

المعموديّة هي وسم أبديّ لا يُمحى

بلبسه المسيح بواسطة المعموديّة يصبح المعمّد شبيهاً بالمسيح (روم 8، 28)، وهذا السرّ يسم المسيحيّ بوسم روحيّ لا يُمحى، وسم انتماءه للمسيح. هذا الوسم لا تمحيه أيّة خطيئة، رغم ان الخطيئة تمنع المعموديّة من إعطاء المعمّد ثمار الخلاص. والمعموديّة التي تُعطى مرّة واحدة فقط لا يمكنها أن تُعاد.
المعموديّة تؤهّل المعمّد للمشاركة في حياة الكنيسة اللّيتورجيّة:


بما أن المعمّدين قد أصبحوا في جسم الكنيسة، فإنّهم ينالوا الوسم السرّي الّذي يكرّسهم خدّاماً للعبادة الإلهيّة المسيحيّة. ووسم العماد يؤهّل المسيحيّ ويعطيه واجب خدمة الله بواسطة المشاركة الحيّة في ليتورجيّة الكنيسة المقدّسة وتفعيل وظيفتهم الكهنوتيّة التي نالوا من العماد والشهادة بسيرة بحياتهم المقدّسة، وبالمحبّة العاملة.

تجديد مواعيد العماد

بما أنَّ المعموديّة لا يُمكن أن تتكرّر لأنّها وسم أبدي، فتجديد المعموديّة لا يمكن أن يكون إعادة لهذا السرّ. إنّما هي وقفة تأمّل وفحص ضمير وندامة وتوبة.
فالخطيئة وإن كانت لا تلغي المعموديّة، إلاّ أنّها تمنع هذا السرّ من إعطاء الخلاص للخاطيء إن لم يتب، لذلك فالمسيحيّ مدعوّ لأن يتأمّل في مدى أمانته لمواعيد معموديّته، ويندم على تقصيره نحوها إن بالخطيئة التي اقترفها أو بإهمال واجبات معموديّته.
أي أن يندم على الخطايا التي قام بها والتي تقطع علاقته بالله وتجرح الجماعة الكنسيّة بأجمعها، وعلى إهماله لمواعيد معموديّته، أي الوعود التي قطعها هو شخصيّاً إن كان بالغاً، أو قطعها عنه والداه وهو طفل بأن يكون:


1) إبناً لله من خلال كونه لابساً ليسوع المسيح وعائشاً على مثاله.

2) أن يكون عضواً فعّالا في جسد المسيح السرّي، ينمّي الكنيسة في القداسة ولا يجرحها في الخطيئة.

3) أن يكون رجل أو إمرأة الفضائل الإلهيّة:

- يتحلّى بالإيمان ويحافظ عليه وينمّيه في حياة الكنيسة.

- أن يضع رجاءه بالله وحده، ويعلم أنّه ليس وحيدً في هذا الكون بل أن عناية الله تدبّره وأنّه مدعوّ لنشر هذا الرجاء الإلهيّ في عالم يملأه اليأس.

- أن يكون عاملاً للمحبّة، فجوهر الله هو المحبّة، ولا يمكن للمعمّد أن يحيا دون محبّة القريب، لذلك عليه أن ينشر قيم المسامحة والغفران، والخدمة والوقوف الى جانب الضعيف والمريض والمتألّم والفقير واليائس...

4) أن يعمل على الوحدة بين المسيحييّن من خلال الصلاة واحترام الإختلاف والتفتيش على ما هو مشترك بينهم.

5) أن يؤمن بالله، وبالكنيسة وبالأسرار ويلتزم بها كغذاء ينمّيه بالروح ويساعده على القداسة لميراث الحياة الأبديّة.

6) أن يأخذ جانب المسيح ويعتنق تعاليم إنجيله، ويرفض الشيطان وكلّ ما يوحي به إليه.


إقتراح رتبة تجديد المعموديّة

نشيد البدء: توبوا إلى الرّب إن الملكوت قريب.

المحتفل: باسم الآب والإبن والرّوح القدس من الآن وإلى الأبد
الجماعة: آمين
المحتفل متّجهاً إلى الجماعة: إخوتي الأحبّاء، نقف اليوم أمام الرّب نادمين على خطايانا وعلى خيانتنا للوعود التي قطعناها له حين تعمّدنا، نطلب منه أن ينقّي قلوبنا ونغوص روحيّاً في مياه المعموديّة، ونشكره على النعمة العظيمة التي أعطانا إياّها دون أن نستحقّها، نعمة أن نلبس المسيح ونصبح أعضاء في كنيسته المقدّسة، وبها غفرَ الخطيئة الأصليّة التي ورثناها بالولادة، وجعلنا أبناء له وإخوة لربّنا يسوع المسيح بقوة الروح القدس.
نعود إليه اليوم نادمين، ونطلب منه أن يجدّد نفوسنا وينقّي عقولنا ويطهّر ضمائرنا، لنعلن له من جديد اليوم بكامل إرادتنا، الوعود التي قطعها أهلنا وعرّابينا عنّا حين كنّا أطفالاً، فنعتق تعاليم المسيح ونرفض تعاليم الشريّر، لنستحق أن نكون للّه أبناء.
(تأخذ الجماعة فترة صمت وتأمّل، تقوم فيها بفحص ضمير، ويندم كلّ واحد على خطاياه ويطلب من الرّب المغفرة والقوّة ليحيا حياة مسيحيّة، ومن هو تحت الخطيئة المميتة فليعترف عند الكاهن).
المحتفل: إيها الرّب يسوع، يا ابن الله الحيّ، يا من بتجسّدك شاركتنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة، وبمعموديّتك أعطيتنا حياة جديدة وولدتنا للآب أبناء، بموتك على الصليب أعطيتنا الحياة، أعطنا اليوم أن نكون مجدّدين بروحك القدّوس، لنولد من جديد بواسطة التوبة كما وُلدنا من مياه المعموديّة للحياة الجديدة، لك المجد الى الأبد.
الجماعة: آمين
القراءات
قارىء: من رسالة القدّيس بولس الرسول الى أهل روما (6، 3-14)
ألا تَعلَمونَ أنَّنا حينَ تَعَمَّدْنا لِنَتَّحِدَ بالمسيحِ يَسوعَ تَعَمَّدْنا لنَموتَ معَهُ، فدُفِنّـا معَهُ بالمعمودِيَّةِ وشاركْناهُ في موتِهِ، حتّى كما أقامَهُ الآبُ بقُدرَتِهِ المجيدَةِ مِنْ بَينِ الأمواتِ، نَسْلُكُ نَحنُ أيضًا في حياةٍ جديدَةٍ؟ فإذا كُنّا اَتَّحَدْنا بِه في موتٍ يُشبِهُ مَوتَهُ، فكذلِكَ نَتَّحِدُ بِه في قيامَتِهِ. ونَحنُ نَعلَمُ أنَّ الإنسانَ القَديمَ فينا صُلِبَ معَ المَسيحِ حتّى يَزولَ سُلطانُ الخَطيئَةِ في جَسَدِنا، فلا نَبقى عَبيدًا لِلخَطيئَةِ، لأنَّ الّذي ماتَ تَحرَّرَ مِنَ الخَطيئَةِ. فإذا كُنا مُتْنا معَ المَسيحِ، فنَحنُ نُؤمِنُ بأنَّنا سَنَحيا معَهُ. ونَعْلَمُ أنَّ المَسيحَ بَعدَما أقامَهُ اللهُ مِنْ بَينِ الأمواتِ لَنْ يَموتَ ثانيةً ولَنْ يكونَ لِلموتِ سُلطانٌ علَيهِ، لأنَّهُ بِموتِهِ ماتَ عَنِ الخَطيئَةِ مَرَّةً واحدةً، وفي حياتِهِ يَحيا للهِ. فاحسبوا أنتُم أيضًا أنَّكُم أمواتٌ عَنِ الخَطيئَةِ، أحياءٌ للهِ في المَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا. فلا تَدَعُوا الخَطيئَةَ تَسودُ جَسدَكُمُ الفاني فتَنقادوا لِشَهَواتِه، ولا تَجعَلوا مِنْ أعضائِكُم سِلاحًا لِلشَّرِّ في سَبيلِ الخَطيئَةِ، بَلْ ْ كونوا للهِ أحياءً قاموا مِنْ بَينِ الأمواتِ، واجعَلوا مِنْ أعضائِكُم سِلاحًا لِلخَيرِ في سَبيلِ اللهِ، فلا يكون لِلخَطيئَةِ سُلطانٌ علَيكُم بَعدَ الآنَ. فما أنتُم في حُكْمِ الشَّريعةِ، بَلْ ْ في حُكمِ نِعمَةِ اللهِ.



فترة قصيرة من الصمت والتأمّل ترتيلة: يا ربّ إستعملني لسلامك
المحتفل: من إنجيل ربّنا يسوع المسيح للقدّيس مرقس (1، 1-14)
بِشارةُ يَسوعَ المَسيحِ اَبنِ اللهِ، بَدأتْ كما كَتبَ النَّبـيُّ إشَعْيا: ها أنا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ ليُهيِّـئَ طَريقَكَ صوتُ صارِخٍ في البرِّيَّةِ:هَيِّئوا طَريقَ الرَّبِّ،واَجعَلو سُبُلَهُ مُستقيمَةً. فظَهرَ يوحنَّا المَعمدانُ في البرِّيَّةِ يَدعو النَّاسَ إلى مَعموديَّةِ التَّوبةِ لتُغفَرَ خَطاياهُم. وكانوا يَخرُجونَ إلَيهِ مِنْ جميعِ بِلادِ اليَهوديَّةِ وأُورُشليمَ فيُعَمِّدهُم في نهرِ الأُردُنِ، مُعتَرِفينَ بِخطاياهُم. وكانَ يوحنَّا يَلبَسُ ثَوبًا مِنْ وبَرِ الجِمالِ، وعلى وَسْطِهِ حِزامٌ مِنْ جِلدٍ، ويَقتاتُ مِنَ الجَرادِ والعسَلِ البرِّيِّ. وكانَ يُبشِّرُ فيقولُ: يَجيءُ بَعدي مَنْ هوَ أقوى منِّي. مَنْ لا أحسبُ نفْسي أهلاً لأنْ أنحَنيَ وأحُلَّ رِباطَ حِذائِهِ. أنا عَمَّدتكُم بالماءِ، وأمَّا هوَ فيُعمِّدُكُم بالرُّوحِ القُدُسِ. وفي تِلكَ الأيّامِ جاءَ يَسوعُ مِنَ النّـاصِرَةِ الّتي في الجَليلِ، وتَعمَّدَ على يَدِ يوحنَّا في نَهرِ الأُردُنِ. ولمَّا صعدَ يَسوعُ مِنَ الماءِ رأى السَّماواتِ تنفَتِـحُ والرُّوحَ القُدُسَ يَنزِلُ علَيهِ كأنَّهُ حَمامةٌ. وقالَ صوتٌ مِنَ السَّماءِ: أنتَ اَبني الحبـيبُ، بِكَ رَضِيتُ. وأخرجَهُ الرُّوحُ القُدُسُ إلى البرِّيَّةِ، فأقامَ فيها أربَعينَ يومًا يُجرِّبُهُ الشَيطانُ. وكانَ هُناكَ معَ الوُحوشِ. وكانَت تخدُمُهُ الملائِكةُ.

فترة قصيرة من الصمت والتأمّل
ترتيلة: يا من تعمّدتَ.
تجديد مواعيد المعموديّة
المحتفل: أيّها الآب السماويّ، يا من خلقتنا لأنّك احببتنا، وأردتنا أن نكون شركاء لك في الحياة الإلهيّة، وبكبريائنا رفضناك وجعلنا من أنفسنا آلهة لك، ولأنّك أبٌ لم تتركنا، بل دخلت في عهد معنا من جديد، من خلال آباء العهد القديم، ولمّا أهملنا هذا العهد وتركناك من أجل آلهة آخرى، آلهة المال والّلذة والشهوة، آلهة السلطة والكبرياء والحقد، أرسلت لنا الأنبياء ليعلنوا اقتراب الملكوت وضرورة العودة اليك، لأنّك الإله الواحد، ولأنّك وحدك تحبّنا. ولقساوة قلوبنا تركناك واهملنا وصاياك. ورغم هذا بقيت تحبّنا، وتنتظرنا كما ينتظرالأب عودة أبنه الضّال وكما تنتظر الأم عودة وحيدها الضائع. وفي ملء الزمن أرسلت ابنك يسوع فتجسّد من العذراء ليعيدنا اليك بدمه الإلهيّ، فأعطانا المعموديّة ومن خلالها صرنا لك أبناء. أعطيتنا عائلة مسيحيّة وأهلاً يوصلون لنا كلمتك ويربّوننا على مخافتك، ورغم نعمك هذه كلّها، تركناك من جديد واهملنا محبّتك لنا ونسينا مواعيد عمادنا، تناسينا وعدنا لك وللكنيسة بان نكون دوماً تلاميذ لأبنك ومبشّرين بإنجيله. أهملنا وصيّة الحب وامتلأ قلبنا حقداً، تركنا وصيّة المغفرة وفتّشنا عن الإنتقام، نسينا دعوتنا الى ان نكون رسل رجاء وامتلأت حياتنا يأساً، نسينا ان دعوتنا هي أن نخدم من هم بحاجة الينا وفتّشنا عن صالحنا الفرديّ.
لذلك نعود اليك اليوم، نادمين على خيانتا لحبّك الأبوّي، ونعلم أنّك تغفر لنا، فأعطنا القوّة لنغفر لأنفسنا، ونقبل ذاتنا على حقيقتنا ونعمل على التقدّم الرّوحي، وقوّنا لنغفر بعضنا لبعض فنصبح فعلاً أعضاء متعدّدة في جسد ابنك الوحيد. أعطنا الشجاعة لنتوب حين نخطأ، والقوّة لنسير على درب القداسة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، وبمعونة ملاكنا الحارس وجميع ملائكة الله والقديّسين شفعائنها، لك المجد ولأبنك الوحيد ربّنا يسوع المسيح ولروحك الحيّ القدّوس، لك المجد الى الأبد.
الجماعة: أمين
المحتفل: إخوتي، أنتم الّذين لبستم المسيح بواسطة ماء المعموديّة، هل تريدون ان تتركوا الخطيئة وتحيوا في حرّية أبناء الله؟
الجماعة: نعم نريد.
المحتفل: هل تكفرون بأفكار الشرّير وما يقدّمه لكم، فلا تجعلوه يتملّك عليكم؟
الجماعة: نعم، نكفر بالشرّير وبكلّ تعاليمه.
المحتفل: هل تكفرون بالشيطان مصدر كلّ شرّ وخطيئة؟
الجماعة: نعم نكفر بالشيطان أب الكذب، وبكلّ ما يمليه علينا.
المحتفل: هل تؤمنون بالله، الآب الضابط الكلّ، خالق السماوات والأرض؟
الجماعة: نعم، نؤمن بالله الآب الضابط الكلّ، أب ربّنا يسوع المسيح.
المحتفل: أتؤمنون بربّنا يسوع المسيح، أبن الله الوحيد، المولود من العذراء الطاهرة مريم؟
الجماعة: نعم، نؤمن بربّنا يسوع المسيح، إين الله الوحيد والمساوي له في الجوهر، الّذي تجسّد من مريم العذراء واعتمد وتألّم ومات وقُبر، وقام في اليوم الثالث وأقامنا معه من الموت، وهو يجلس عن يمين الله الآب، وسوف يأتي في المجد ليدين الأحياء والأموات. نؤمن به ونعلنه ملكاً اوحد على حياتنا.
المحتفل: هل تجاهرون بإيمانكم بالرّوح القدس، الرّب والمُحيي وتسجدون له مع الآب والإبن؟
الجماعة: نجاهر ونعلن ونسجد له، ونطلب نِعَمَه المحيّية.
المحتفل: أتؤمنون بالكنيسة جسد المسيح السرّي وموزّعة أسراره، وبشركة القدّيسين وبمغفرة الخطايا، وبقيامة الأجساد وبالحياة الأبديّة؟
الجماعة: نؤمن، ونعد الّرب أن نكون أعضاءً فعّالين من جسم كنيسته، ملتزمين بأسرارها، وبشركة القدّيسين الكاملة، متّكلين على صلوات إخوتنا القدّيسين الّذين سبقونا الى الملكوت ومصّلين من أجل إخوتنا المتألّمين في المطهر، لنؤهّل معاً لميراث الحياة يوم الدينونة العظيم.
المحتفل: فليباركّْكم الرّب الإله، ويعضدْكُم بنعمته لتكونوا أهلاً لحمل اسمه والمحافظة على وسم معموديّتكم طاهراً نقيّاً من وصمة الخطيئة، ليحفظكم الرّب الإله، ويضيء بوجهه عليكم، لكي تعرفوا في الأرض طريقه، وفي جميع الأمم تعلنوا خلاصه. بشفاعة أمّنا مريم العذراء، والقدّيس يوحنّا المعمدان وجميع الملائكة والقدّيسين.
الجماعة: آمين



نشيد الختام: الرّوح يجمعنا.
 
قديم 12 - 09 - 2014, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 6075 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اغتسلوا ، تنقوا
القديس كيرلس الأورشليمي
( من مقالاته لطالبي العماد )
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

“اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني…” (إش 1: 16)
1. السماء تفرح بكم!

يتوق تلاميذ العهد الجديد وشركاء أسرار المسيح أن يكون لهم قلب جديد وروح جديد، ليس بحكم عملهم بل وبالنعمة أيضًا، إذ تعم السعادة سكان السماء. لأنه إن كان كقول الإنجيل: “يكون هناك فرح من أجل خاطئ واحد يتوب” (لو 15: 7)، فكم بالأكثر يسعد سكان السماء بخلاص نفوس كثيرة؟! إذ كما لو كنتم داخلين ممرًا صالحًا مجيدًا، راكضين بوقار في جهادٍ وورعٍ.
إن ابن الله الوحيد حّال هنا، ومستعد على الدوام أن يخلصكم، قائلاً: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (مت 11: 28).
يا لابسي ثوب المعاصي الدنس، أيها المقيّدون بحبال خطاياكم، أنصتوا إلى صوت النبي القائل: “اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني” (إش 1: 16)، فإن طغمات الملائكة تترنم بسببكم قائلة: “طوبى لمن غفر إثمه، وسُترت خطيته” (مز 32: 1).
يا من تضيئون مشاعل الإيمان، لا تسمحوا لها أن تنطفئ بين أيديكم حتى يهبكم – ذاك الذي قديمًا على جبل الجلجثة المقدس فتح باب الفردوس للص بسبب إيمانه – أن تسبحوا ترنيمة العرس.
2. اخلعوا الإنسان العتيق

إن كان بينكم من هو عبد للخطية، فليستعد بالإيمان استعدادًا تامًا للميلاد الجديد في الحرية والتبني. وبخلع عبوديته لخطاياه المرذولة وارتدائه عبوديته للرب المطوّبة، يصير أهلاً لميراث ملكوت السماوات.
اخلعوا “الإنسان العتيق الفاسد حسب شهوات الغرور” (أف 4: 22) بالاعتراف، حتى تلبسوا “الإنسان الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه” (كو 3: 10).
بالإيمان خذوا “عربون الروح القدس” (2 كو 1: 22) “لكي يقبلوكم في المظال الأبدية” (راجع لو 16: 9).
تعالوا لتنالوا الختم السري حتى يعرفكم السيد بسهولة، وتكونوا محصيين بين قطيع المسيح المقدس الروحاني، ويكون مكانكم عن يمينه، فترثوا الحياة المعدة لكم. أما هؤلاء اللابسون ثوب خطاياهم الدنس فيبقون عن يساره، إذ لم يقتربوا بالمسيح إلى نعمة الله في الميلاد الجديد بالمعمودية. وإنني لا أعني بالميلاد الجديد ميلادًا جسديًا، بل ميلادًا روحيًا جديدًا للنفس، فوالدانا المنظوران يلدوننا حسب الجسد، أما أرواحنا فتُولد ميلادًا جديدًا بالإيمان. إذ “الريح تهب حيث تشاء” (يو 3: 8).
عندئذ متى وُجدتم مستحقين، تسمعون الصوت القائل: “نعمًا أيها العبد الصالح والأمين” (مت 25: 21)، وذلك إن كان ضميركم غير ملوث بدنس الرياء.

3. اخلعوا الرياء

إن ظن أحد الحاضرين في نفسه أن يجرب الله، فإنه يخدع نفسه ولا يختبر قوة الله.
تحرر يا إنسان من الرياء، وذلك من أجل فاحص القلوب والكُلى (مز 7: 9).
وكما أن الذين يتقدمون للحرب يفحصون أعمار المتقدمين للخدمة العسكرية ويختبرون لياقتهم البدنية، هكذا يختبر الرب نيّات الأرواح المجندة (ضد إبليس)، فإن وُجد في إحداها رياء خفيًا يطردها، إذ لا تصلح لخدمته الحقيقة، أما إن رأى من تستحق فإنه للحال يهبه نعمتها.
إنه لا يعطى القدس للكلاب (مت 7: 6)، لكن من رأى فيه ضميرًا صالحًا يهبه ختم الخلاص، الختم الذي يرعب الشياطين وتعرفه الملائكة، يهرب منه الأولون، ويتطلع إليه الآخرون كأقرباء… لذلك يليق بمن يتقبل هذا الختم الروحي المخلص أن تكون له الأخلاق اللائقة به. وكما أن القلم والسهم يحتجان إلى من يستخدمها، هكذا تحتاج الخدمة إلى أذهان مؤمنة تستخدمها.
4. تأمل عظمة المركز الجديد

إنك لا تتقبل درعًا فاسدًا، بل درعًا روحيًا!
منذ الآن تُزرع في فردوس غير منظور!
إنك تتسلم اسمًا جديدًا لم يكن لك من قبل، إذ كنت تُدعى موعوظًا، أما الآن فمؤمنًا!
من الآن فصاعدًا تُطعم في زيتونة روحية (رو 11: 24)، إذ قُطعت من الزيتونة البرية، وطُعِّمت في الزيتونة الجيدة. نُزعت من الخطايا إلى البرّ، ومن الأدناس إلى النقاوة.
ها أنت تصير شريكًا في الكرمة المقدسة! (يو 15: 1، 4، 5) حسنًا فإن ثبّت في الكرمة تنمو كغصنٍ مثمرٍ، وإن لم تثبت فيها تهلك بالنار.
إذن لتحمل ثمرًا باستحقاق! فلا يسمح الله أن يحل بك ما حلّ بشجرة التين العقيمة (مت 21: 19)، إذ لم يأتِ بعد المسيح (للدينونة)، ولا لعننا بسب عُقمنا.
لتكن لنا القدرة أن نقول: “أما أنا فمثل زيتونة مثمرة في بيت الله، توكلت على رحمة الله إلى الدهر والأبد” (راجع مز 52: 8)، وهنا لا نفهم الزيتونة بمعناها المادي، بل نفهمها ذهنيًا بكمال النور.
فإن كان الله يزرع ويسقي[2]، فإنه يليق بك أن تأتي بثمار. الله يهب نعمته، وأنت من جانبك تتقبلها وتحافظ عليها.
لا تحتقر النعمة من أجل مجّانيتها بل اقبلها واكتنزها بورع.
5. جاهد لتنال أكثر

الآن وقت للاعتراف. اعترف بما تقترفه بالقول أو بالعمل، نهارًا وليلاً. اعترف في وقت مقبول وفي يوم خلاص (2 كو 6: 2)، فتتسلم الكنز السماوي.
كرِّس وقتك للتلاوات، واظب على التعليم، تذكر ما تتلقنه، لأن ما يُقال لك هو ليس لأذنك فحسب، إنما بالإيمان اختمه في ذاكرتك.
أمحِ من ذهنك كل اهتمام أرضي[3]، فإنك تركض من أجل نفسك، إنك تطلب أمور العالم فقط، وهذه قليلة بينما يهبك الله الأمور العظيمة!
أطلب الأمور الحاضرة، لكن لتكن ثقتك في الأمور المقبلة.
العلّك ركضت حلقات من السنين هذا عددها منهمكًا في العمليات الباطلة، ولا تتفرغ في الأربعين يومًا للصلاة[4] من أجل نفسك؟!
يقول الكتاب: “كفوا واعلموا أني أنا الله” (مز 46: 10).

اعف نفسك من التفوّه بكلمات كثيرة باطلة، وامتنع عن الوشايات، ولا تمل أذنك إلى النمامين، بل بالأحرى كن متأهبًا للصلاة، وليظهر قلبك متشددًا في التدبير النسكي.
نقِ كأسك لتقبل فيضًا أكثر من النعمة! حقًا إن غفران الخطايا يوهب للجميع بالتساوي، لكن شركة الروح القدس تُوهب حسب إيمان كل إنسانٍ. فإن كنت تعمل قليلاً تنال قليلاً، وإن كثيرًا تكسب مكافأة عظيمة.
إذن اركض لأجل نفسك واهتم بها.
6. نصائح ووصايا

إن كان لك شيء على أحد أصفح عنه. فإذ تأتي هنا لنوال غفران خطاياك يلزمك أن تصفح لمن أخطأ ضدك. وإلا فبأي وجه تقول للرب: “اغفر لي خطاياي الكثيرة”، إن كنت لا تصفح عن أخطاء العبد رفيقك القليلة؟!
واظب على اجتماعات الكنيسة بنشاطٍ، ليس فقط في هذه الوقت حيث يطالبك الكهنة بالمثابرة على الحضور، بل وبعد أن تنال النعمة، لأنه إن كنت قبل نوالها تعمل عملاً صالحًا، أفما يليق بالأكثر بعد نوالها؟! إن كنت وأنت لم تُطعم بعد لك فرصة آمنة لكي تُسقى ويُعتنى بك، فكم بالأولى بعد تطعيمك؟!
صارع من أجل نفسك، خاصة في مثل هذه الأيام. أنعشها بالقراءات المقدسة، إذ يعد الرب لك مائدة روحية. عندئذ تقول مع المرتل: “الرب راعيّ فلا يعوزني شيء، في مراعٍ خضرٍ يربضني، إلى مياه الراحة يوردني، يرد نفسي” (مز 23: 1-3)، حتى الملائكة أيضًا تشاركك فرحتك، والمسيح نفسه رئيس الكهنة الأعظم إذ يتقبل صدق عزيمتك يُحضرك أمام الآب قائلاً: “ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله” (عب 2: 13؛ إش 8: 18).
ليحفظك الرب موضع سرور في عينه، هذا الذي له المجد والسلطان إلى دهر الدهور الأبدية. آمين
 
قديم 12 - 09 - 2014, 05:07 PM   رقم المشاركة : ( 6076 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر المعمودية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




6) طقس الرشم بالميرون المقدس





طقس الرشم بالميرون فيكون كالاتى:



يأخذ الكاهن قارورة الميرون المقدس ويصلى عليها قائلا:



"أيها القادر وحده صانع جميع العجائب، الذى لا يعسر عليك شئ، لكن ارادتك وقوتك فاعلة فى كل شئ. اعنهم بالروح القدس عند نضح الميرون المقدس، ليكن خاتما محييا وثباتا لعبيدك. بابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا. هذا الذى من قبله يليق بك المجد معه ومع الروح القدس المساوى. الان وكل أوان والى دهر الدهور امين".



1- يضع الكاهن أبهام يده اليمنى على فوهة قارورة الميرون، وينكسها الى اسفل حتى يتبلل أصبعه بالميرون ثم يرشم به المعمد هذه الرشومات:



المجموعة الاولى وهى:



1- النافوخ (اعلى الراس ثم المنخارين ثم الفم ثم الاذن اليمنى).



6- العين اليمنى. 7- العين اليسرى واخيرا.



8- الاذن اليسرى ومجموعها 8 رشومات. يرشم وهو يقول:



باسم الاب والابن والروح القدس. مسحة نعمة الروح القدس امين.



2- المنخارين



3- الفم



4- الاذنان



5- العينان



10- السره



11- الظهر



12- الصلب (اسفل الظهر)



المسحة المقدسة تجعل الروح القدس يعمل فينا ويؤهلنا لميراث ملكوت السماوات.



رشومات المجموعة الثالثة: 6 رشومات



يأخذ الميرون بأصبعة كما سبق ويرشم

13- مفصل الكتف الايمن من فوق



14- الابط الايمن اى مفصل الكتف الايمن من تحت.



15- مفصل الكوع الايمن.



16- ومثناه (أى باطنه).



17- مفصل الكف الايمن. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.



18- واعلاه (أى ظهر الرسغ) وهو يقول "دهن شركة الحياة الابدية امين".



رشومات المجموعة الرابعة: 6 رشومات



يأخذ الميرون بأصبعة كما سبق ويرشم:



19- مفصل الكتف الايسر فوق.



20- الابط اى مفصل الكتف من تحت.



21- مفصل الكوع الايسر.



22- ومثناه.



23- ومفصل الكف اليسرى.



24- واعلاه.







رشومات المجموعة الخامسة: 6 رشومات



يأخذ الميرون بأصبعة كما فى المرات السابقة ويرشم:



25- مفصل الورك الايمن.



26- والحالب الايمن (اى داخل الفخذ الايمن).



27- مفصل الركبة اليمنى.



28- ومثناة (اى داخله).



29- مفصل عرقوب الرجل اليمنى وهو العظمة التى فوق العقب.



30- واعلاه.







رشومات المجموعة السادسة: 6 رشومات



يأخذ الكاهن الميرون بأصبعه كالمرات السابقة ويرشم:



31- مفصل الورك الايسر.



32- الحالب الايسر.



33- مفصل الركبة اليسرى.



34- ومثناة.



35- مفصل العرقوب بالرجل اليسرى.



36- واعلاه
 
قديم 12 - 09 - 2014, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 6077 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر المعمودية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




جانب الشخصي للمعمودية:



يوضِّح هذا الجانب القديس بطرس الرسول الذي يدعو المعمودية: «... المعمودية تنجِّيكم الآن، لا بإزالة وسخ الجسد، بل بعهد صادق النية مع الله بقيامة يسوع المسيح» (1بط 3: 21 - الترجمة العربية الجديدة).

فالمعمودية هي دخول شخصي في عهد الله الجديد مع البشر.

- ومن خلال المعمودية، ينضمُّ المُعمَّد إلى جسد الكنيسة الذي هو جسد المسيح القائم من بين الأموات والذي صعد إلى السموات، فيصير مواطناً في ملكوت الله، وعضواً متحداً بالجسد السرِّي السرائري للمسيح، هذا الجسد السرِّي الذي ينمو في كل مرة يتعمَّد فيه إنسان جديد بسرِّ المعمودية.



- كما ينال المعمَّد مغفرة كاملة عن خطاياه السالفة إن كان بالغاً؛ أما إن كان طفلاً فينال عتقاً من آثار ونتائج خطية أبوينا الأوَّلَيْن آدم وحواء التي حدثت في الطبيعة البشرية،

وهي: الموت، وناموس الخطية الكائن في الأعضاء، والخطية التي دخلت إلى العالم بخطية الأبوين الأوَّلَيْن، ثم من الموت الروحي (أي الأبدي) الذي حلَّ على البشر بسبب انفصال الإنسان الأول عن الله مصدر حياته الأبدية؛ ولهذا السبب تقول أوشية الراقدين:

”لأنه ليس أحدٌ طاهراً من دنسٍ ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض“، باعتبار أن لوثة الخطية قد طالت الطبيعة البشرية التي أورثها آدم لكل ذريَّته.

النِّعَم والعطايا السرِّية الممنوحة للمعمَّد

(بحسب صلوات سرِّ المعمودية):



1. التعرية من الإنسان العتيق:

أي التعرية من إنسان الخطية الخاضع للموت الروحي الأبدي، والذي وُلد به الإنسان الولادة الأولى، ويقابلها هذه الطلبة: ”وجدِّد ميلادهم بالحياة الأبدية“.



2. نزع الأرواح النجسة من داخل قلوبهم:

”انزع من قلوبهم كل الأرواح النجسة، الروح الخبيث الذي يُغلق قلوبهم، وروح الضلالة وكل خبث، روح محبة المال وعبادة الأوثان، روح الكذب، وكل نجاسة تُصنع كتعليم إبليس“.



- ولاحِظ أن طرد ونزع الأرواح النجسة يسري معها طرد أرواح الخطايا: الضلالة، الخبث، محبة المال، الطمع الذي هو عبادة الأوثان، الكذب، كل نجاسة. فالمعمودية تنزع من المؤمن الروح النجس الذي تسلل إلى الطبيعة البشرية، والذي يغوي ذرية آدم لفعل هذه الخطايا. لذلك،

فالمعمودية تُعطي المُعمَّدين الذين انتُزِعت منهم هذه الأرواح الشريرة، تعطيهم قوة أن ”يُجاهدوا كوصايا المسيح“، وأن ”يحرسوا الخاتم (ختم المعمودية) من أي سارق“، و”يحفظوا اللباس بغير اضمحلال“.

- ومقابل هذه العملية السلبية أي نزع الأرواح النجسة من نفوس وأجساد المعمَّدين، يطلب الكاهن من الله: ”املأهم من قوة روحك القدوس“، ”هيئ أنفسهم لكي يقبلوا روحك القدوس“، ”إذ تعدُّهم هيكلاً لروحك القدوس“، ”فليتصوَّر المسيح في الذين ينالون صبغة الميلاد الجديد“، ”أعدَّهم هيكلاً لروحك القدوس“.



ويُلاحَظ أن الصلاة: ”أعدَّهم هيكلاً لروحك القدوس“ تتكرر قبل صلوات سرِّ المعمودية وأثناءها، لأنها تمثِّل جوهر المعمودية المسمَّاة ”الولادة من الماء والروح“.

لذلك، فإن الكاهن وهو يصلِّي صلاة التقديس على الماء المخصَّص للمعمودية، يطلب: ”أنعِمْ على هذا الماء لكي لا يوضع فيه ولا ينزل مع الذي يعتمد فيه، روح رديء، ولا روح نجس... ولا روح الشيطان، بل انتهرهم بقوتك العظيمة ليصيروا (الأرواح الشريرة) مشدوخين أمام علامة صليبك واسمك القدوس الذي ندعوه“. وعن هذا الماء يطلب الكاهن: ”امنحه نعمة الأردن والقوة والعزاء السمائي. وعند حلول روحك القدوس عليه، هَبْهُ بركة الأردن، أعطِه قوة ليصير ماءً مُحيياً، ماءً طاهراً، ماءً يُطهِّر الخطايا... إلخ“.



- وهذه هي اللحظة الحاسمة: لحظة حلول الروح القدس على المياه، فهو الذي يُتمِّم السر بكل مفاعيله. تأمَّل هذه الصلاة: ”أَرعدْ يا الله الآب ضابط الكل على هذه المياه، لكي بها، وبروح قدسك، تُجدِّد ميلاد عبيدك الذين تقدَّموا إليك، تُجدِّدهم بقوتك الإلهية“.



- ويُلاحَظ أيضاً أن الذي تقدَّم للتعميد سبق له أن دُهِنَ بزيت ”الغاليلاون“ وقت جَحْدَ الشيطان والاعتراف بالإيمان المقدس، لكي يجعله هذا الزيت وهو مُحمَّل بالروح القدس ”أن يحلَّ أعمال الشيطان وسحرهم وكل عبادة الأوثان، وانقلْه (نفس الطلبة التي تُتلى على الخبز والخمر في سرِّ الإفخارستيا) ليكون زيت مسحة وموعظة لكي يجعل النفس مؤمنة بالمسيح يسوع ربنا“؛ وكذلك: ”ليصير دهن موعظة يُبطِل كل أفعال المضاد، وكل سحر وكل تعزيم وكل عبادة الأوثان، ويردَّ إلى خلف كل شيء رديء“.



- إننا نوجِّه نظر المؤمنين لهذه النعمة العظيمة التي مُنحت لهم في سرِّ المعمودية وهي: العتق من الأرواح الشريرة النجسة بكل أعمالها الرديئة، وهي الخطايا المُهلكة المؤدِّية إلى الموت، حتى يحترس المؤمنون من كل حِيَل إبليس والأرواح التي تعمل الآن في أبناء المعصية الذين لم ينعموا بنعمة الميلاد الجديد، حتى لا يشاركوهم في أعمال الظلمة بل يحتفظوا بطهارة ونقاوة نفوسهم التي بثَّها فيهم الروح القدس الذي سكن فيهم منذ معموديتهم.

+ «ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبِّخوها» (أف 5: 11).



3. الاستنارة بالروح القدس:

- ولذلك فإن المعمودية تُعطي للمُعمَّد ”استنارة“، لأنها تُضيء عليه ”بنور المعرفة“: ”نسأل ونطلب منك يا محب البشر، فتِّش خزائن نفوسهم، وأَضئ عيون أفهامهم بنور المعرفة“، ”اجعلهم أهلاً بغير عيب وبطهارة أن يقبلوا إليهم النور وخاتم مسيحك وموهبة روحك القدوس المساوي لك، ويصيروا حلة نورانية“، ”افتح أعين قلوبهم ليستضيئوا بضياء إنجيل ملكوتك، وليصحب حياتهم ملائكة النور، ليُخلِّصوهم من كل مؤامرة، ومن المصادقة (المعاشرات) الرديئة“، ”لكي يخلع الذين يعتمدون فيه (الماء المقدس) الإنسان العتيق الذي يفسد بشهوات الضلالة، ويلبسوا الإنسان الجديد الذي يتجدَّد مرة أخرى كصورة خالقه، ويُضيء فيه نور الحق من قِبَل الروح القدس... إلخ“.



- وبعد إتمام سرِّ المعمودية يُصلِّي الكاهن صلاة تسريح الماء فيقول: ”أنت يا سيدنا جعلتَ هذا الماء طاهراً بنعمة مسيحك، وحلول روحك القدوس عليه، وصار لعبيدك الذين تعمَّدوا حميماً للميلاد الجديد، وتجديداً من الضلالة القديمة، وأضاءوا بنور لاهوتك... إلخ“.

- يا لعظمة وبهاء نعمة المعمودية التي تجعلنا نُضيء بنور لاهوت المسيح!



4. الميلاد الجديد:

+ «وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله» (1يو 1: 12).

من واقع سُكنى الروح القدس في الإنسان المُعمَّد - كما رأينا في صلوات المعمودية (بند 2) - فإن المُعمَّد يصير في الحال ابناً لله مولوداً من الله بالروح القدس. لذلك تزخر صلوات المعمودية بهذه البركة:

- ”اجعلهم مستحقين للنعمة التي تقدَّموا إليها، لينالوا من روح قدسك، ويمتلئوا من قوتك الإلهية، ويكونوا متشبِّهين بابنك الوحيد ربنا يسوع المسيح صائرين واحداً معه“.

- ”وَلِدْهم مرة أخرى بحميم الميلاد الجديد“.

- ”جدِّد ميلادهم بالحياة الأبدية، واملأهم من قوة روحك القدوس“.

- ”فليتصوَّر المسيح في الذين ينالون صبغة الميلاد الجديد“.

- ولذلك فإن المعمودية تجعلنا متحدين في شخص الابن في شركة سرِّية، كما تقول الصلوات: ”من أجل هذا يا رب طهَّرتَ طبيعتنا وعتقتنا بالاتحاد في شخصك في شركة سرِّية“.

المعمودية سر لا غِنَى عنه للجميع

وهكذا، فبما أن الإنسان ينال في المعمودية كل هذه النِّعَم، بديلاً للوجود العتيق، حيث ينال وجوداً جديداً وحياة جديدة، ويصير بهذا ابناً لله، وعضواً في جسد المسيح، أي الكنيسة (وتُكني عنها صلوات المعمودية بـ الزيتونة اللذيذة“ التي يتطعَّم فيها المتعمِّد كما تُطعَّم الزيتونة البرية في الزيتونة الجيدة فتُثمر زيتوناً لذيذاً)، ويصير وارثاً للحياة الأبدية ومسكناً للروح القدس؛ فواضحٌ، إذن، أن المعمودية لا غِنَى عنها لأحد، حتى الأطفال، الذين وهم ينمون في القامة والحكمة يجب أن ينموا أيضاً في المسيح.

وفي كتابات الرسل هناك إشارات متعددة لتعميد الأسرة بأكملها (مثل بيت ليديا، وحارس السجن، وبيت استفانوس - 1كو 1: 16)؛ بينما لم يُذكَر أبداً أن الأطفال كانوا يُستثنَوْنَ من المعمودية.

ويؤكِّد آباء الكنيسة في تعليمهم للمُقْدِمين على معمودية الأطفال على هذه الحقيقة. فالقديس غريغوريوس اللاهوتي وهو يُخاطب الأُمهات المسيحيات، يقول لهن: ”فلتجعليه يتقدَّس في طفولته، لكي يتكرَّس للروح في شبابه“.

وهنا لابد أن نُذكِّر الآباء والأُمهات والرعاة وخدَّام مدارس الأحد إلى المسئولية الخطيرة تجاه الأطفال المُعمَّدين ليربُّوهم في الإيمان المسيحي وحياة التقوى. ونقرأ تعليمات هامة عن هذا الأمر في الكتاب القديم ”الرئاسات الكهنوتية الكنسية“ المنسوب إلى القديس ديوناسيوس الأريوباغي، والذي يحظى باحترام وتوقير كبيرين من الكنيسة:

[إنه أمر مقبول لمُعلِّمينا القديسين أن يسمحوا للأطفال أن يتعمَّدوا أيضاً، تحت شرط أن يستأمن والداهم واحداً من المؤمنين ليُعلِّمهم حسناً الأمور الإلهية، ثم يعتني بهم كأب مُعطَى لهم من فوق لكي يحرس خلاصهم الأبدي. مثل هذا الشخص حينما يُقدِّم تعهُّداً بإرشاد الطفل في حياة التقوى، يُكلِّفه الأسقف أن ينطق بكلمات جحد الشيطان والاعتراف المقدس (نيابة عن الطفل)].

وهذا هو عمل ”الأشبين“ الذي يقوم بهذا العمل الآن أثناء إجراء سرِّ المعمودية للأطفال.

ما أخطر هذا التعليم الآتي إلينا من الكنيسة المسيحية القديمة! ومنه نرى عِظَم المسئولية الملقاة على عاتق الأشبين. وكم يجب أن يعتني الوالدان بطفلهما المُعمَّد وهم يختارون الأشبين الذي سيقوم بتعليمه وتربيته التربية المسيحية!

وفي معظم الأحوال وإذا كانت الأسرة مسيحية بالحق، فإن الأبوَيْن يقومان بأنفسهما بتعليم أطفالهما حقائق الإيمان وحياة التقوى.

ولكن بما أن الظروف الاجتماعية السائدة الآن يصعب فيها على الأسرة المسيحية أن تقوم بتربية أطفالها، لذلك صارت تستدعي من الكنيسة أن تكون منتبهة لعملية التربية المسيحية للنشء حتى لا يبقى الأطفال بلا إرشاد مسيحي.

أما في حالة وجود أشبين بالشروط الواجبة، فعليه أن يكون مستعدّاً دائماً لحفظ الصلة الروحية المتينة مع تلميذه الروحي، ويكون متأهِّباً لأية خدمة روحية في أية لحظة يحتاج فيها الطفل إلى حضور أشبينه إليه ومعاونته في الثبات في طريق التقوى
 
قديم 12 - 09 - 2014, 05:14 PM   رقم المشاركة : ( 6078 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العماد

القديس كيرلس الأورشليمي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





“أم تجهلون أننا كل من اعتمد ليسوع المسيح، اعتمدنا لموته. لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة” (رو 4: 3، 14).



1. هذه المقدمات الطويلة في الأسرار والتعاليم الجديدة، التي هي إعلان الحق الجديد نافعة لنا، وبالأحرى لكم أنتم الذين تجدّدتم من حال قديم إلى حال جديد. لذلك فمن الضروري أن أبسط أمامكم ملحق لمقال الأمس، حتى تتعلموا الأمور (التي عُلمت لكم في الحجرة الداخلية) وما تحمله من معانٍ.




خلع الثياب

2. حالما تدخلون وتخلعون ثيابكم وهذه صورة “لخلع الإنسان العتيق مع أعماله”، خلعتم وصرتم عرايا. وفي هذا نتشبه بالمسيح الذي عُري على الصليب، إذ بعُريه “جَرّد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه” (كو 2: 15).

إذ أن القوات الشريرة سكنت في أعضائك، فلا تلبس هذا الثوب فيما بعد. لا أعني هذا الثوب المنظور، لكن “الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور”.

نرجو أن النفس التي خلعته، لا تخلعه ثانيًا أبدًا. لكن نقول مع عروس المسيح في نشيد الأناشيد “خلعت ثوبي فكيف ألبسه؟” (نش 5: 3)

شيء عجيب! هل كنتم عرايا أمام الجميع ولا تخجلوا. لأنه حقًا أشبهتم آدم أول الخليقة. الذي كان عريانًا في الفردوس ولا يخجل.







مُسحتم بالزيت المصلى عليه


3. ثم عندما خلعتم ثيابكم مُسحتم بالزيت المُصلى عليه، من شعر رؤوسكم إلى أقدامكم، وصرتم شركاء في الزيتونة المقدسة بيسوع المسيح. إذ قطعتم من الزيتونة البرية، وطُعِّمتم في الشجرة المقدسة، وأصبحتم شركاء في دهن الزيتونة الحقيقية، فقد أصبح هذا لتلاوة تطرد كل أثر لسلطان الشرٍ، كما أن نفخات القديسين واستدعاء اسم الله تحرق الشياطين كاللهب المضطرم وتطردهم.

وهكذا أيضًا هذا الزيت المقدس يأخذ قوة بالتوسل إلى الله والصلاة حتى أنه يحرق الخطية وينظف آثارها، كما يطرد كل القوات الشريرة غير المنظورة.







العماد بالتغطيس


4. بعد هذه الأشياء اُقتُديتم للبِركَة (الجرن) المقدسة للعماد الإلهي، كما حُمل المسيح من الصليب إلى القبر الذي هو أمام عيونكم. لقد سُئل كل منكم هل يؤمن باسم الآب والابن والروح القدس وتممتم هذا الاعتراف الخلاصي. ونزلتم ثلاث مرات في الماء، وصعدتم ثانيًا. هنا أيضًا تشيرون برمز للثلاثة أيام التي دفن فيها المسيح. لأنه كما قضى مخلصنا ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ في قلب الأرض، هكذا أنتم أيضًا في أول صعودكم تقتدون اليوم بالمسيح في الأرض.



بنزولكم تمثلون الليل، لأنه كما في الليل لا يرى الإنسان مطلقًا، لكن من في النهار يبقى في النور؛ لم تروا شيئًا. وهكذا كما في النزول كما في الليل لم تروا شيئًا. لكن في الصعود ثانية كنتم كمن بالنهار. وفي نفس اللحظة كنتم تموتون وتولدون، وأن مياه الخلاص كانت قبركم وأمكم في وقت واحد.

وما قاله سليمان عن الآخرين يناسبكم أيضًا، إذ قال: “للولادة وقت وللموت وقت” (جا 3: 2)، لكن بالنسبة لكم كان الأمر مختلفًا. كان الوقت لتموتوا، والوقت لتولدوا. لكن الآن يتم الأمرًان معًا في وقت واحد، إذ سارت ولادتكم جنبًا إلى جنب مع موتكم

.


الموت مع الرب

5.أمر عجيب لا يدركه عقل! حقًا لم تمت ولم تُدفن. لم تُصلب ولم تقم ثانيًا. لكن حدث هذا لنا في مثال الرب، وصار خلاصنا حقيقة. صُلب المسيح فعلاً ودُفن فعلاً. وقام حقًا/ وكل هذه الأشياء انعم بها بسخاء علينا، حتى أننا نشترك في آلامه، ونربح خلاصًا في الحقيقة.

يا للمحبة المترفقة المتجاوزة كل حدٍ. أخذ المسيح مسامير في يديه الطاهرتين وقدميه وتعذب بالألم، بينما بدون ألم وتعب وبسخاء أصبغ على الخلاص بشركة آلامه

.

نِعَمْ العماد

6.فلا يظن أحد أن العماد لنعمة مغفرة الخطايا فقط أو بالأحرى للتبني. فعماد يوحنا كان يهب مغفرة الخطايا، أما نحن كما نعلم تمام العلم أن العماد كما يطهر خطايانا ويُقدم لنا موهبة الروح القدس، فهو أيضًا يحمل مشاركة في آلام المسيح. لهذا السبب يصرخ بولس عاليًا: “أم تجهلون إنما كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته، فدفنا معه بالمعمودية للموت” (رو 6: 3). هذه الكلمات قيلت لبعض الذين فكروا أن العماد يخدمنا لمغفرة الخطايا وللتبني فقط وليس للشركة والامتثال بآلام المسيح الحقيقية

.

مشاركة في آلام المسيح

7.لذلك لكي نتعلم أنه مهما احتمل المسيح من أجلنا ومن أجل خلاصنا، فقد تألم حقًا وليس خيالاً، وأننا صرنا شركاء في آلامه، صرخ بولس بكل قوته وبكل إتقان الحق: “لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته” (رو 6: 5).

حسنًا قال: “متّحدين معه”، إذ أنه مادامت الكرمة الحقيقية قد زُرعت في هذا المكان، فنحن أيضًا بالمشاركة في عماد الموت، كنا مزروعين معه.

ثبت عقلك بانتباه كثير على كلمات الرسول فإنه لم يقل: “لو كنا قد زُرعنا معه بموته” لكن “بشبه موته“، لأنه في حالة المسيح كان موتًا حقيقيًا، لأن نفسه انفصلت عن جسده. ودفن حقًا، لأن جسده المقدس لُف بكتان نقي، وكل شيء حدث حقًا له. لكن في حالتكم كان شبه موت وآلام فقط، لكن تم الخلاص لا في تشبيه بل حقيقة

.



أحفظوا التعاليم في ذاكرتكم

8. أما وقد تعلمنا بما فيه الكفاية عن هذه الأمور أحفظوها في ذاكرتكم.

ولو إنني غير مستحق أن أقول إني أحبكم، لأنكم تذكروني دائمًا وقد ثبتم في التقاليد التي سلمتها إليكم.

والله الذي أخرجكم من عداد الموتى، قادر أن يمنحكم القوة لتسيروا في تجديد الحياة…

لأن له المجد والقوة من الآن وإلى الأبد. آمين.
 
قديم 12 - 09 - 2014, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 6079 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سر المعمودية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




5) طقس تقديس ماء المعمودية





يتم ملء المعمودية بالماء النقى ثم تتم الخطوات والصلوات الاتية:



1- يأخذ الكاهن الزيت الساذج (العادى ? وفى الغالب يكون هو زيت ابو غلمسيس) ويسكب منه على ماء المعمودية على مثال الصليب ثلاث مرات وهو يقول الرشومات الثلاثة ويرد الشمامسة فى كل رشم امين.



2- يصلى صلاة سرا قائلا ادع عبيدك يا سيدى الى نورك الطاهر اجعلهم مستحقين هذه النعمة العظيمة التى للعماد المقدس املأهم من قوة روحك القدوس..... الخ.



3- يصلى صلاة الشكر بعد "اشليل".... "ايرينى باسى".



4- يضع خمس ايادى بخور فى المجمرة بالرشومات الثلاثة المعروفة ثم يصلى سر بخور البولس "يا لله العظيم الابدى....." ثم يرفع البخور فوق المعمودية.



5- يصلى احد الشمامسة البولس من الرسالة الى تيطس (2: 11 ? 3: 8) وهو يظهر الفرق بين سلوك الانسان قبل المعمودية فى الضلال والشر والخطية وبين سلوكه بعد المعمودية يعيش بالعفاف والبر والتقوى والمحبة والوداعة والسلام مع جميع الناس، كما يسمى المعمودية غسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس.



6- يصلى الكاهن سر البولس الثانى (يا رب المعرفة ورازق الحكمة) يطلب فيه أن ينعم الله على السامعين بعقل غير منشغل وفهم نقى لفهم وهضم تعاليم بولس الرسول لكى يتشبهوا به الايمان والعمل والجهاد لكى ينالوا معه النصيب الصالح واكليل المجد الذى لا يغنى. ثم يصلى سر الكاثوليكون وفيه يطلب من الله أن يساعده وشعبه على السلوك فى اثار الرسل

ويكونوا متشبهين بجهادهم وعرقهم وتعبهم الذى قبلوه من اجل نشر الايمان وان يبارك فى الكنيسة الكرمة التى غرستها يمينة بواسطة تعليم الرسل وكرازتهم ورسائلهم.



7- اثناء ذلك يصلى احد الشمامسة الكاثوليكون.



وهو من رسالة يوحنا الاولى 5: 5 ? 14





وهو يتكلم عن غلبة العالم بالايمان بالمسيح، ثم يتكلم عن الشهود الثلاثة وهم الروح والماء والدم وهؤلاء الثلاثة هم فى الواحد. اى فى المعمودية فالمعمودية مؤسسة على دم المسيح وكفارة الصليب ثم هى تملا بالماء وبالصلاة يحل عليها الروح القدس فيجتمع الثلاثة الروح والماء والدم لتصبح المعمودية صحية وفعالة.



8- يقول الكاهن سر الابركسيس يطلب فيه من الله ان يقبل منه محرقة هذا البخور ويرسل له ولشعبه رحمته الالهية وان يجعلهم انقياء من كل نتن الخطية وان يحفظهم لخدمته بطهارة وبر كل ايام حياتهم ويقول الشمامسة الابركسيس وهو من اعمال الرسل 8: 26 ? 40 ويذكر حادثة الرجل الحبشى وزير كنداكه ملكة الحبشة وقد جاء هذا العماد بعد ان نطق الخصى بالايمان الصحيح بربنا يسوع المسيح قائلا: "انا أؤمن أن يسوع هو ابن الله " (أع 8: 37)

وقد عمده فيلبس بالتغطيس فقد اقبلا على ماء (كثير) فنزلا كلاهما الى الماء وبعد العماد صعدا من الماء، كما فعل الرب يسوع عند عماده "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء...." (مت 3: 16).



9- تقال أجيوس الثلاثة ويصلى الكاهن أوشية الانجيل بمرداتها. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.



10- يقراء احد الشمامسة المزمور (31: 1، 2)





وفيه يطوب الذين غفرت خطاياهم وسترت اثامهم بالمعمودية. ثم يقرأ الانجيل من يوحنا 3: 1 ? 21. ويذكر مقابلة نيقود يموس للسيد المسيح وحديث المسيح عن اهمية المعمودية وتأكيده القاطع على ضرورتها للخلاص ونيل الملكوت قائلا: "الحق الحق اقول لك ان لم يولد الانسان مرة اخرى (من فوق) لا يقدر ان يعاين ملكوت الله".

(يو 3: 3) "الحق الحق أقول لك ان كان احد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر ان يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5).





"فالمولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" (يو 3: 6) ونحن نعلم أن لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله (1 كو 15: 5) بل الانسان الروحانى المولود من الروح القدس.



11- أثناء قراءة الانجيل يصلى الكاهن سر الانجيل "ايها الطويل الاناة....".



12- يصلى الكاهن السبع أواشى الكبار كما يحدث فى صلاة اللقان وسر مسحة المرضى وغيرها وهى:



1- أوشية المرضى 2- المسافرين.



3- المياة او الزروع أو الاهوية حسب الوقت.



ففى المدة من (12 بؤنة الى 9 بابة) تقال أوشية المياة لأنه زمن الفيضان وفى المدة من (10 بابة الى 10 طوبة) تقال أوشية الزروع لأنه أوان بذر البذور فى الارض.



وفى المدة من (11 طوبة (عيد الغطاس) الى 11 بؤنة) تقال أوشية الأهوية والثمار لأن فى هذه الفترة يكون الزرع فى مرحلة الاثمار فهو يحتاج الى جو مناسب حتى لا يتلف الثمر ثم يأتى زمن الحصاد فيكون المحصول وفيرا.



4- أوشية الملك (الرئيس) 5- أوشية الراقدين.



6- أوشية القرايين. 7- أوشية الموعظين التى يطلب فيها من الله يرحم ويثبت كلامه فى قلوبهم ويجعلهم مستحقين لحميم الميلاد الجديد (المعمودية) لغفران خطاياهم، وأن يعدهم هيكلا لروحه القدوس يصلى كل هذه الاواشى بالمجمرة.



13- يصلى الكاهن طلبة قصيرة قائلا... أرسل قوتك المقدسة لتتقدم هذا العماد وتعد عبيدك لكى يستطيعوا ان ينالوا هذا العماد الطاهر الذى للميلاد الجديد لغفران خطاياهم.....



14- يقول الكاهن صلاة وضع يد. أى يضع يدية على طالب العماد ويقول: "حل فيهم يا رب وسر بينهم وساعدهم فى كل عمل صالح....".



15- يركع الكاهن بانسحاق امام الاردن (جرن المعمودية) ويصلى صلاة عميقة قائلا... "اغسل دنس نفسى وجسدى طهرنى بالكمال، ارسل قوتك من علوك المقدس وقونى لكى اعمل خدمة هذا السر العظيم السمائى. فليتصور المسيح فى الذين ينالوه صبغة الميلاد الجديد منى انا الشقى. ابنهم على اساس الرسل والانبياء".



16- يصلى الكاهن الثلاثة أواشى الكبار: السلام والاباء والاجتماعات.



17- يصلى الحاضرون قانون الايمان.



18- يأخذ الكاهن الزيت المقدس (الغاليلاون) ويسكب منه فى جرن المعمودية ثلاث مرات كل مرة على مثال الصليب لتقديس الماء بالرشومات الثلاث المعروفة.



19- يصلى الكاهن صلاة قائلا... نسألك يا ملكنا عن عبيدك قدسهم وقوهم لكى من جهة هذا الماء وهذا الزيت تبطل كل القوات المضادة والارواح الخبيثة امنعها وارذلها وصدها... الخ.



20- ينفخ فى الماء ثلاث مرات وهو يصلى: "قدس هذا الماء وهذا الزيت ليكونا لحميم الميلاد الجديد امين. حياة ابدية امين. لباس غير فاسد امين"... الخ.



21- يرشم الماء ثلاث مرات بالصليب وهو يقول.. "ارعد ايها القادر الضابط الكل على هذه المياه لكى بها وبروح قدسك تجدد ميلاد عبيدك الذين تقدموا اليك".... الخ.



22- يصلى الشعب اسبسمى "هوذا يوحنا الصابغ" ثم قطعة "بشفاعة والدة الاله" ثم يبدا قداس المعمودية.







يكمل الكاهن: "رفعنا اعيننا اليك يا رب"...



ثم : "انت فلقت الينابيع والاودية".



وبعد ذلك: "أنت أمرت الصخرة الصماء فأفاضت الماء لشعبك"..



هذه ثلاث قطع يصليها الكاهن على مثال الثلاث صلوات التى تلى رشومات "الرب مع جميعكم" فى قداس الافخارستيا.



2- يقول الكاهن أجيوس ثلاث مرات بثلاثة رشومات فى الماء بالصليب ثم قطعة "قدوس قدوس أيها الرب... امنحه (الماء) نعمة الاردن والقوة والعزاء السمائى. وعند حلول روحك القدوس عليه هبه بركة الاردن امين اعطه قوة ليصير ماء محييا آمين"... الخ.



3- يرشم الماء بالصليب ثلاثة مرات ويقول:... "عبيدك الذين قدموا لك بنيهم... اقبلهم على مذبحك الناطق السمائى كرائحة بخور تدخل الى عظمتك التى فى السماوات... احفظهم فى الايمان المستقيم كل ايام حياتهم... اجعلهم فى المحبة التى تفوق كل شئ"... الخ.



يقول الشعب: ابانا الذى..... ويقول الكاهن التحاليل الثلاثة.



4- يأخذ الكاهن زيت الميرون المقدس ويسكب منه قليلا جدا فى ماء المعمودية ثلاث مرات كل مرة على مثال الصليب ليقدس الماء، يفعل ذلك وهو يقول الرشومات الثلاثة المعروفة على طريقة رشومات الحمل ويرد الشمامسة فى كل مرة امين.



وهنا يحل الروح القدس على ماء المعمودية ويصبح قادرا على منح الميلاد الجديد للمعمدين فيه وتطهيرهم من خطاياهم.



5- يقول الكاهن هذه القطع من المزامير وهو يحرك الماء بالصليب يقولها على طريقة الهوس الكبير ويرد الشمامسة بعد كل جملة: الليلويا.



مز 28: 2، 3، مز 31: 5، مز 65: 11، مز 50: 7، 9، 10، مز 132: 13، ثم يقول الذكصا.









بعد الانتهاء من العماد اذ اراد الكاهن تسريح ماء المعمودية يصب ماء على يديه فى جرن المعمودية مما علق به من ميرون ثم يغسل ما حول المعمودية مما تناثر عليه من ماء المعمودية وما فيه من ميرون ويصبه فى المعمودية.





بعد ذلك يصلى الكاهن صلاة لتسريح الماء يقول فيها:... نسأل ونتضرع اليك ايها الصالح محب البشر أن تنقل هذا الماء الى طبعه الاولى ليرد الارض مرة اخرى... الخ

 
قديم 13 - 09 - 2014, 01:59 PM   رقم المشاركة : ( 6080 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,074

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسماء سر المعمودية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لهذا السر العظيم المقدس أسماء متعددة استعملها الآباء القديسون للدلالة على مفعولها الظاهري والباطني ، وهذا أهمها :


سر المعمودية



إن الفعل باليونانية يعني " غطس ، غسل " فالعماد تغطيس أو غسل ، ورمزية الماء كعلامة تطهير أو حياة ، كثيرة الشيوع في تاريخ الأديان ، فلا غرابة إن وجدناها في الأسرار الوثنية ، إلا أن أوجه الشبه بينها وبين السر المسيحي خارجية فقط ، ولا تتصل بالحقائق العميقة . " شاءت رحمته أن يخلصنا بغسل الميلاد الثاني والتجديد الآتي من الروح القدس " ( تي 3/5 ) ، " اغسلني فأبيض أفضل من الثلج " ( مز 50 ) . ويقول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنتس ( 10 ) : لا أريد أن تجهلوا ، أيها الأخوة ، أن آباءنا كانوا جميعهم تحت حماية الغمام ، وجميعهم عبروا البحر وجميعهم تعمدوا لموسى في الغمام وفي البحر . معنى هذا أن الخلاص الشامل هو في المسيح " وكانوا يشربون من صخرة واحدة : " المسيح " ، في موته وقيامته ، مركز الكون الحي بالنسبة إلى ما قبله و إلى ما بعده . فالكل قد " غطس " في حدث الخلاص ، في يسوع المسيح ، هذا السر يوضحه عماد الماء ولكنه ليس ملك الذين يحتفلون به ، فهذا " لأجل كثيرين " .



حدث الخلاص هذا هو عماد دم يسوع المسيح ، الذي هو عماد العالم . " أتستطيعون أن تشربوا الكأس التي سأشربها ؟ وان تعتمدوا بالعماد الذي سأعتمد به ؟ " ( مر 10/38 ) سوف يسيل دمي عليّ ، وأنا غاطس في الموت والقبر ، هذه الساعة هي ساعتي ، هي عماد سيد العالم ، إذاً ساعة عماد العالم ، سوف يغطس جميع البشر في حدث الخلاص هذا ، سوف يغطسون مع المسيح وفي يسوع المصلوب ويلاقونه بالقيامة : " هذا ليس فقط بالنسبة إلى الذين يؤمنون بالمسيح ، بل بالنسبة إلى جميع الناس ذوي الإدارة الطيبة الذين تعمل النعمة في قلوبهم بنوع غير منظور ، إذ بما أن المسيح مات عن الجميع وبما أن دعوة الإنسان الأخيرة هي حقاً فريدة ، أي إلهية يجب أن نؤمن بأن الروح القدس يقدم للجميع ، بشكل يعرفه الله ، إمكانية اشتراكهم في السر الفصحي . " ( المجمع الفاتيكاني الثاني ) .



سر الاستنارة



الحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ، وان يعرفوا من أرسلت ، يسوع المسيح . " ( يو 17/3 )



إن النعمة عاجلاً أم آجلاً ستوعي الضمير في هذا العالم أم في الآخر ، وهذه النعمة تستدعي جواباً حراً فتخلق " معرفة " – " استنارة " . وهذا هو بالضبط الاسم الذي كان الأقدمون يعطونه لعماد الماء ، في العماد يكتشف الإنسان وجه المسيح ويصبح السيد بالنسبة إليه ، فيه تنكشف صداقة الله تدريجياً للإنسان من خلال قلب المسيح ، وهذا الكشف لا يتم من دون الآب والروح ، هذا الكشف يتم في الكنيسة وبالكنيسة . لها أعطى المسيح رسالة ونعمة " اذهبوا وتلمذوا وعمدوا … " ( متى 28/19 ) ، والكنيسة بالمعمودية تدخلنا في سحابة النور ، أساس الاكتشاف والمعرفة ، أي الشركة في صميم الحياة الإلهية ، ونصبح حقاً أبناء النور ، أي المسيح الذي قال : أنا نور العالم . " فالمسيح إذاً هو وحده الوسيط وطريق الخلاص ، هو حاضر معنا في جسده الذي هو الكنيسة ، من هنا ضرورة الكنيسة ذاتها حيث يدخل الناس من باب العماد . " ( المجمع الفاتيكاني الثاني ) .



سر الولادة الثانية الجديدة



هكذا دعاه يسوع إذ قال : " إن لم تولدوا ثانية بالماء والروح فلن تدخلوا ملكوت السماء " إن هذا السر هو بدء الحياة الحقيقية ، فتهيئ الإنسان بكامل كيانه للحياة السعيدة التي يهبها الله للذين يحبونه ، كما يتكيّف المولود الجديد للحياة التي سيعيشها على الأرض . فالولادة الجديدة هذه تفترض ما تفترضه الولادة الطبيعية أي أنها عطية مجانية من الله " محبة الله لنا في هذا أننا لم نكن نحن أحببنا الله أولاً ، بل هو أحبنا ، فأرسل ابنه كفّارة عن خطايانا. " ( يو 4/10 ) المعمودية هي ولادة ثانية لأنها خلق جديد ، خلق يحدثه المسيح بفضل آلامه وموته وقيامته : " وعليه فإن كان أحد في المسيح ، فهو خليقة جديدة فالقديم قد اضمحل ، وكل شيء قد تجدد " ( 2 كور 5/17 ) .
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024