10 - 09 - 2014, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 6011 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سر التوبة و الاعتراف
صلاة التحليل التحليل الاول: ويسمى صلاة خضوع للابن: "نعم يا رب الذى أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، اسحق رؤوسه تحت أقدامنا سريعا. بدد عنا كل معقولاته الشريرة المقاومة لنا. لأنك أنت هو ملكنا كلنا أيها المسيح الهنا". ملاحظات على التحليل الأول: 1- أعطى الله السلطان لرسلة الأطهار قائلا: "ها أنا أعطيكم سلطانا لتدوسوا الحيات والعقارب ولا يضركم شئ" (لو 10: 19). 2- اسحق رؤوسه تحت أقدامنا سريعا، فالشيطان ليس له رأس واحدة، بل رؤوس كثيرة تشير الى حيلة وخداعاته وأفكاره واغراءته المتنوعة المهلكة للذين ينجذبون اليها. 3- بدد عنا كل معقولاته الشريرة المقاومة لنا. ومعقولات الشيطان هى أفكاره الشريرة التى يحاول زرعها فينا، نطلب من الله أن يبددها عنا لئلا أمامها فنهلك بسببها. التحليل الثانى: ويسمى أيضا صلاة الخضوع للابن: "أنت يارب الذى طاطأت السموات ونزلت. وتأنست من أجل خلاص جنس البشر. أنت هو الجالس على الشاروبيم والسيرافيم والناظر الى المتواضعين. أنت الان يا سيدنا الذى نرفع أعين قلوبنا اليه، أيها الغافر آثامنا ومخلص نفوسنا من الفساد، نسجد لتعطفك الذى لا ينطق به ونسألك أن تعطينا سلامك لآنك أعطيتنا كل شئاقتنينا لك يا الله مخلصنا لأننا لا نعرف آخر سواك اسمك القدوس هو الذى نقوله. ردنا يا الله الى خوفك وشوقك سر أن نكون فى تمتع خيراتك والذين احنوا رؤوسهم تحت يدك ارفعهم فى السيرة زينهم بالفضائل. ولتستحق كلنا ملكوتك الذى فى السموات بمسرة ابيك الصالح......." الخ. التحليل الثالث: "أيها السيد الرب يسوع المسيح الابن الوحيد وكلمة الله الاب الذى قطع كل رباطات خطايانا من قبل الامه المخلصه المحيية الذى نفخ فى وجه تلاميذه القديسين، ورسله الاطهار المكرمين وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتموها عليهم أمسكت. "أنت الان يا سيدنا من قبل رسلك الاطهار أنعمت على الذين يعملون فى الكهنوت فى كل زمان فى كنيستك المقدسة أن يغفروا الخطايا على الارض ويربطوا ويحلوا كل رباطات الظلم. "الان أيضا نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر عن عبيدك آبائى واخواتى وضعفى هؤلاء المنحنين برؤوسهم أمام مجدك المقدس أرزقنا رحمتك واقطع عنا كل رباطات خطايانا وأن كنا قد أخطانا اليك فى شئ بعلم أو بغير علم أو بجزع القلب أو بالقول أو بالفعل أو بالفكر أو بصغر النفس فأنت أيها السيد العارف بضعف البشر كصالح ومحب البشر. "اللهم أنعم علينا بغفران خطايانا. (ثم يرشم على المعترف ويقول) باركنا. طهرنا. حاللنا (وحالل عبدك فلان) املآنا من مخافتك وقومنا الى ارادتك الصالحة لأنك أنت هو الهنا يليق بك المجد والكرامة....." الخ |
||||
10 - 09 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 6012 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعض أسئلة تساعد على الاعتراف
اولا : فى التواضع 1. هل لك فضيلة الهدوء ؟ هدوء القلب ، والهدوء الخاص ؟ 2. هل يحزن قلبك لاجل كرامتك الشخصية ؟ أو لاجل حقوقك ؟ 3. هل تتذمر فى الداخل ، وتثور نفسك وتتضايق ؟ 4. هل تظهر هذه الضيقة على ملامح وجهك ، وفى نبرات صوتك ؟ 5. هل فى غضبك تخطىء الكلام أيضا ؟ 6. هل تشتم؟ هل تنتقد ؟ هل تتهكم وتمزح على غيرك ؟ هل تتكلم بسلطان ؟ 7. هل صوتك منخفض أم تتكلم أحيانا بصوت عال ؟ 8. هل تجرح شعور غير أحيانا ، أو تهينه ، أو تحزنه أو تغضبه ؟ 9. هل عندك فضيلة الاحتمال وطول الأناة ؟ 10. هل تبرر ذاتك وتدافع عن نفسك ؟ ولا تقبل ان ينسب اليك خطأ ؟ 11. هل تفتخر أحيانا ؟ 12. هل لك المشيئة المنكسرة ، والنظرة المنكسرة ؟ 13. هل تجادل وتلاجج ، أم تقبل الأمور بوداعة وبساطة ؟ 14. هل تحب مديح الناس ؟ تسعى اليه أو تفرح به ؟ 15. هل هل تملكك الغيرة من بعض الناس أحيانا ؟ 16. هل تظن فى نفسك أحيانا انك افضل من غيرك ؟ 17. هل تشعر فى قلبك انك غير مستحق لتكريس حياتك لله ؟ أم تنتقد التكريس أو الرهبنة ؟ 18. هل تشتهى مناصب او درجات او شهادات او شهوة أو اى شىء يرفعك ؟ 19. هل تضع نفسك تحت الكل ، وتجعل نفسك صغيراً فى اخوتك وخديمهم ؟ 20. هل تتصاغر نفسك أمام الله أم تكلمه أحيانا بجرأة أو بتجديف ؟ ثانيا : فى الصحبة الضارة 1. هل لك صحبة ضارة مع أحد ؟ مع من ؟ لماذا اخترته صديقاً ؟ ومتى ؟ 2. ما هى بالتفصيل الخطايا التى تقع فيها نتيجة لهذه الصحبة ، سماعاً – كلاماً – عملاً ؟ 3. هل أب اعترافك موافق على صداقتك هذه ؟ 4. هل سمعت مشورة من أصحابك هؤلاء بخصوص تدبير حياتك ؟ 5. هل تأثرت انت بتدبير هؤلاء ،فى أى شىء تأثرت ، هل قلدت أحد ؟ 6. هل انتهت هذه العلاقات أم ما تزال قائمة ؟ وماذا كان ضررها عليك ؟ ثالثا : فى أدانه الآخرين 1. هل تدين أحداً بالفكر ؟ باللسان ؟ 2. هل تسيىء الظن فى أحد ، وتضع قصدا خاطئا وراء تصرفاته ؟ 3. هل تتأثر بما تسمعه من دينونة الناس ؟ هل تسر به أحيانا ؟ 4. عندما تتضايق من أحد هل تجلس مع مبغضيه لتسمع ادانته ؟ 5. هل تجلس مع الآخرين وتمسك وتمسك سيرة الناس ؟ 6. هل تتكلم أحيانا فى سياسة العالم ، أو الكنيسة ، وتنتقدها ؟ 7. هل أنت قاس فى أدانتك ، تحكم أحيانا أحكاما شديدة بألفاظ صعبة ؟ 8. هل ظلمت أحداً فى أدانتك ، وشنعت به بغير وجه حقا ؟ 9. هل أظهرت اشمئزازك من أحد بحركة أو إشارة أو فعل أو كلام ؟ 10. هل أدنت أحداً عن طريق الشكوى ، أو عن طريق النصح ؟ 11. من هم الذين تدينهم ، هل أحد منهم أودت صورته فى قلبك بصفة دائمة ؟ 12. مع من تدين الناس ؟ هل أنت تبدأ الإدانة أم غيرك ؟ 13. كم مرة أدنت غيرك ، وفى أى مناسبة ؟ 14. هل عالجت هذا المرض فى نفسك ؟ رابعا : 1. قراءة ودراسة الكتاب المقدس 2. الصلاة بالاجبية 3. حضور الاجتماعات 4. حضور القداسات 5. التناول 6. الاعتراف 7. الخدمة فى الكنيسة |
||||
10 - 09 - 2014, 03:56 PM | رقم المشاركة : ( 6013 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في التوبة و الدينونة الذي أنحضر من حضن الآب ؛ وصار لنا طريقاً للخلاص يعلمنا التوبة بصوته الإلهي قائلاً:” ما جئت لأدعو صديقين ؛ لكن خطاة إلى التوبة “.القديس أفرام السرياني وأيضاً: ” الأصحاء لا يحتاجون طبيباً لكن المرضى “. فإن كنت أنا أقول هذه الأقوال ؛ فلا تسمعني أصلاً ؛ وإن كان الرب نفسه يقولها ؛ فلِمَ تتهاون بحياتك متوانياً عنها. إن عرفت أن لذاتك جراحات من الأفكار والأفعال غير مشفية ؛ فلماذا تتوانى في جراحاتك المكتومة ؟ ماذا تخاف ؟ أَمن الطبيب، ليس قاسياً ؛ ولا عادم التحنن ؛ ولا فاقد الرحمة. لا يستعمل بطراً ؛ ولا دواء مراً وكاوياً ؛ لأنه يداوي بالكلام فقط. إن شئت أن تتقدم إليه هو مملوء خيرية وموعوب تحنناً ؛ جاء من أجلك من حضن الآب، ومن أجلك تجسد لتتقدم إليه بلا خوف، من أجلك تأنس ليشفي جراحاتك الخفية. وبمحبة جزيلة وخيرية غزيرة يدعوك قائلاً: أيها الخاطئ تقدم وأبرأ بسهولة ؛ أطرح عنك ثقل الخطايا ؛ قدم تضرعاً ؛ ضع على قيح جراحاتك دموعاً، لأن هذا الطبيب السماوي الصالح يشفي الجراحات بالدموع والتنهد. تقدم أيها الخاطئ إلى الطبيب الصالح ؛ وقدم العبرات وهو الدواء البليغ الجودة، فإن الطبيب السماوي يشاء أن يبرأ كل أحد بعبراته ؛ فليس مستصعباً أن تشفي جراحاتك بالدموع، لأن هذا الدواء لا يبطئ بالشفاء ولا يضمد به مكرراً ولا يشنج الجرح بل في الحال يبرأ بلا وجع. فالطبيب متوقع أن يبصر دموعك. تقدم ولا تجزع، أره الجرح وائتى بالدواء ؛ ائتى بالدموع والتنهد فإنه بِها فتح باب التوبة، تبادر أيها الخاطئ قبل أن يغلق الباب ؛ ولا تنتظر وقتاً يوافق ونيتك ؛ لئلا يبصرك البواب مضجعاً ؛ أتروم أن تدوم في تَهاونك. يا شقي لِمَ تبغض حياتك، أيها الإنسان ماذا يكون أسمى علواً من نفسك، وأنت أيها الخاطئ قد تَهاونت بِها، هل تعلم أيها الحبيب في أي ساعة يأمر الطبيب السماوي فيغلق باب مداواته، أطلب إليك أن تتقدم وتحرص أن تبرأ ؛ فإنه يشاء أن يفرح بتوبتك الموكب السماوي. الشمس قد بلغت إلى الساعة المسائية ؛ ووقفت من أجلك إلى أن تبلغ إلى المنزل، فإلى متى تحتمل العدو النجس مكملاً بلا خجل مشيئته ؛ لأنه يتمنى أن يزجك في النار، هذا هو حرصه ؛ وهذه هي موهبته التي يمنحها للذين يحبونه. فهو يحارب دائماً بالشهوات الرديئة والنجسة الناس أجمعين، ويفضي بالذين يذعنون له إلى اليأس، يقسي القلب وينشف الدموع لئلا يتخشع الخاطئ. فأهرب منه أيها الإنسان ؛ أمقت وأرفض مأثوراته، أبغض الخبيث وفر من الغاش ؛ فإنه قتال للناس منذ الابتداء وإلى الانتهاء، أهرب منه أيها الإنسان لئلا يقتلك. أسمع أيها الحبيب الصوت القائل كل وقت: ” هلموا إليَّ يا جماعة المتعوبين والموقرين وأنا أريحكم، احملوا نيري وتعلموا مني فإنني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لأنفسكم “. يقول أنه يعطيك راحة وحياة فلِمَ تتوانى، ولِمَ تجوز يوماً فيوماً، تقدم ولا تجزع فإن السيد صالح ومتحنن غير محتاج وغني لا يطلب إحصاء كافة خطاياك، هو الملجأ الذي يلتجئ إليه سائر من به الآلام. يشفي الجراحات ويهب الحياة بلا حسد، لأنه صالح يقبل بسهولة كافة الذين يخرون ساجدين لأنه هو الإله الأعظم وسابق علمه، يعرف سائر رؤيتنا وأفكارنا ؛ يبرئ الإنسان إذا تقدم إليه، لأنه يعاين قلبه وكافة نشاطه إذا دنا إليه مؤمناً بفكر غير منتقل. فالإله الصالح بخيريته موجود للذين يبتغونه ؛ ومن قبل أن يرفع الإنسان نظره إليه يقول له: قد حضرت. وقبل أن يدنو منه يفتح له كنزه، وقبل أن يهمل دموعه يسكب كنوزه، وقبل أن يتضرع إليه يصالحه، وقبل أن يبتهل إليه ينال الرحمة لأن محبة اللـه بخلوص تشتاق هكذا. والذين يقبلون إليه لا يبطئ عن الاستماع لهم، لا يشكو من يقبل إليه قائلاً: لِمَ خدمت العدو مثل هذا الزمان وتَهاونت بي عمداً. لا يطلب كمية الزمان السالف، إنما يطلب السيد ممن يسكب أمامه تواضعاً ودموعاً وتنهداً. لأن إلهنا وجابلنا هو سابق العلم ؛ فيغفر في الحين كافة مآثمه ؛ وكل هفوات أفكاره وأفعاله ويأمر بإحضار الحلة الأولى، ويجعل خاتماً في يده اليمنى، ويأمر جماعة الملائكة أن يسروا معاً بوجود نفس الخاطئ فمغبوطون نحن الناس أجمع ؛ فإن لنا سيداً حلواً غير حقود صالحاً. رؤوفاً متحنناً طويل المهل، غافر كل حين نفاقنا عندما نشاء، فها هو يعزي ويتمهل، هوذا يمنحنا كل خيراته في هذا الدهر وهناك إن شئنا. هلموا فلنتضرع إليه ما دام لنا زمان ؛ فإننا ما دمنا في هذا العالم نستطيع كل وقت أن نستعطف السيد، ويسهل علينا أن نطلب غفراناً، ويتيسر لنا أن نقرع باب تحننه. فلنسكب العبرات مادام يوجد وقت تقبل فيه الدموع لئلا ننصرف إلى ذلك الدهر فنبكي بكاءً غير نافع ؛ لأنه هناك تحسب الدموع لا شئ، فبمقدار ما نشاء ؛ بقدر ذلك يغفر لنا الإله الصالح ؛ لأنه يستجيب لنا إذا استغثنا به ؛ ويغفر إذا تضرعنا إليه، يمحو آثامنا إذا أحسنا عزمنا لقريبنا. هنا التعزية وهناك المطالبة، هنا طول التمهل وهناك الصرامة، هنا الراحة وهناك الضيقة، هنا امتلاك السلطة على الذات وهناك مجلس القضاء، هنا التمتع وهناك العذاب، هنا التغطرس وهناك العقاب، هنا الضحك وهناك البكاء، هنا إهمال السيرة وهناك التعذيب. هنا التهاون وهناك النار الأبدية، هنا التزين وهناك الولولة، هنا التصلف وهناك التذلل، هنا الاختطاف وهناك قعقعة الأسنان، هنا الخدور المذهبة وهناك الظلمة المدلهمة، هنا التواني وهناك تبقى خطايا الكل غير مغفورة. فإذ قد عرفنا هذه يا إخوتي الأحباء فلِمَ نضجع في خلاصنا، لا يتسمر يا إخوتي عقلنا هنا، لا يحل لنا محبة الأشياء الأرضية لئلا يصير بكاؤنا هناك مراً. ولِمَ نتهاون غير مريدين أن نخلص ما دام الوقت موجوداً ؛ يغفر اللـه بالدموع وبالتوبة في هذا الوقت اليسير سائر الهفوات. أبكِ هنا قليلاً لئلا تبكِ هناك الدهر في الظلمة البرانية، أحذر جيداً هنا لئلا تلقى هناك في النار التي لا تخمد، من لا ينوح علينا ومن لا يبكي، قد أبغضنا الحياة وأحببنا الموت، تأمل يا أخي الشقيق ؛ وأختر الأفضل والموافق لنفسك ؛ وأنظر أية صعوبة تلحقك دائماً. أتبكي هنا على خطاياك وتتضرع لتصير بالتوبة خالص الود ؛ أو تبكي هناك في النار ولا ينفعك شيء، لأنك إذا بكيت هنا تنال راحة مع كل تعزية، وهناك إذا بكيت تذهب إلى العذاب. أعطِ قليلاً لكي ما يسمح لك بديون نفسك، فإن لم تريد أن تقضى هنا من الكثير قليلاً فهناك ستجازي عما عليك من الديون بعذاب كثير. فهذه الأقوال يا إخوتي المحبين للـه خاطبت بِها مودتكم المأثورة ليس لكوني مستحقاً وطاهراً في سيرتي ؛ وعائشاً بالطهارة ؛ بل لوجع وحزن وضغطة قلب مخطراً بذهني ما هو معد لنا ونحن متوانون مضجعون. أنا يا إخوتي نجس أنا منافق في سيري بأفكاري وأفعالي غير عارف من ذاتي بالكلية شيئاً صالحاً، أنا متراخي وخاطئ في نيتي وعزمي ؛ وهذه الأقوال إنما أقولها لألفتكم لأن الحزن مطيف بقلبي من أجل دينونة اللـه العتيدة الرهيبة ؛ لأننا كلنا متهاونون ونظن أننا نعيش في هذا العالم الباطل إلى أبد الدهر، والدهر يعبر والأشياء التي فيه كلها. ونحن يا أحبائي سنطالب بجواب عن هذه الأمور كلها ؛ لأننا عارفون المناقب النفيسة ؛ وعاملون الأفعال الرديئة ؛ ونتهاون بمحبة المسيح الإله وملكه ؛ ونكرم الأرض وجميع الأشياء التي فيها. إن الفضة والذهب لا تنقذنا من النار الرهيبة ؛ والثياب والتنعم يوجد هنا لدينونتنا. فالأخ لن يفتدي أخاه، والأب لا يفتدى ابنه، لكن كل واحد يقف في مقام رتبته في الحياة أو في النار. لقد تجرد القديسون والصديقون والأبرار من هذا العالم وأموره باختيارهم، وبرجاء وصايا اللـه الصالحة أيقنوا أنَهم يتمتعون بخيراته في فردوس النعيم. لأنـهم تاقوا إلى المسيح وأكرموه إكراماً كثيراً، وتعروا من الأشياء البالية ؛ فلذلك هم مبتهجون كل حين باللـه، ومستضيئون بالمسيح ؛ ومسرورون بالروح القدس دائماً، والثالوث الأقدس يبتهج بِهم، وتستبشر بـهم الملائكة ورؤساء الملائكة، ويتباهى بِهم فردوس النعيم. بالحقيقة هؤلاء هم الممدوحون المشرفون المغبوطون، كل وقت يطوبِهم الملائكة والناس لأنَهم أكرموا محبة اللـه إكراماً فوق العالم أجمع ؛ فوهب لهم الإله القدوس المحق ملكوته ؛ وأعطاهم مجداً أعظم أن يبصروه بسرور مع الملائكة القديسين كل حين. وكثيرون من الناس اشتاقوا إلى الأرض وإلى الأشياء البالية التي فيها، فتسمر عقلهم كل وقت فيها، وأغذوا أجسامهم بالأغذية كالبهائم كأن هذا العالم عندهم باقٍ لا يموت. ماذا تصنع أيها الإنسان إذ تسير كبهيمة لا نطق لها. قد خلقك اللـه فهيماً مميزاً فلا تماثل بعدم التمييز البهائم الفاقدة الفهم. فق أيها الإنسان قليلاً ؛ وعُد إلى ذاتك ؛ وأعرف بما أنك فهيم أنه من أجلك أقبل الإله الأعلى من السماء ليرفعك من الأرض إلى السماء وقد دعيت إلى عرس الختن السمائي فلِمَ تتهاون ؟ لِمَ تستصعب الأمر ؟ قل لي كيف يمكنك أن تذهب إلى العرس وليست لك حلة عرس فاخرة ؟ وإن لم تمسك مصباحاً ؛ فكيف يمكنك الدخول ؟ وإن دخلت متهاوناً فتسمع في الحال صوت الختن: يا صاحب كيف دخلت متهاوناً إلى العرس وليس عليك لباس عرس ملكي. تَهاونت ودخلت لتصنع بعريتك استخفافاً بملكوتي ؛ ثم يقول الملك لغلمانه: شدوا يدي هذا الشقي ورجليه معاً ؛ وزجوه في أتون النار ليتعذب هناك إلى أبد الدهر. لأنني أنا منذ مدة كبيرة جئت ودعيت الكافة إلى العرس ؛ فهذا أستحقر دعوتي ولم يعد له لباس العرس ؛ فلهذا أمركم أن تعذبوا هذا الشقي لأنه تَهاون بمملكتي. أتراك أيها الإنسان لا ترهب هذه ؛ ولا ترتعد منها فزعاً ؛ من دنو إشراق الختن ؛ أما قد علمت أن كافة البرايا متوقعة للمثول أمامه ؛ والصور السماوي ينتظر صوته. فماذا تصنع هناك في تلك الساعة إن لم تكن مستعداً قبلها ؟ هيئ ذاتك لتلك الساعة للغبطة الإلهية؛لأنه يطوب اللـه المستحقين والصور السماوي يبوق من السماء ويقول: أيها المحبون للمسيح انْهضوا فها قد ورد الملك السماوي ليعطيكم نياحة وسروراً في الحياة الخالدة عوض تعب نسككم. انْهضوا وأبصروا المسيح الملك الختن الذي لا يموت الذي تقتم إليه، لأنكم حين تقتم إليه صرتم من أجله سكاناً على الأرض، أنْهضوا فعاينوا نضارة بَهائه، قوموا فشاهدوا مملكته التي أعدها لكم. أنْهضوا وانظروا إلى المسيح شوقكم، قوموا فأبصروا الرب الذي لا يشبع منه الذي أحببتموه وتألمتم من أجله. تعالوا فأبصروا الذي اشتهيتموه بدالة جزيلة ؛ وأفرحوا معه فرحاً لا ينعت ؛ ولن ينتزع أحد منكم فرحكم. هلموا فتمتعوا بالخيرات التي لم تبصرها عين ولم تسمعها أذن ولم تخطر على قلب الناس التي يهبها لنا هذا المحبوب. فيخطف القديسين في السحب لاستقباله ؛ ويطير الصديقون والمستحقون للـه في علو الهواء بمجد لا يقدر ليعاينوا الملك السمائي الباقي. فمن هو ترى المستحق أن يخطف في تلك الساعة إلى التقاء المسيح بفرح عظيم ؟ يخطف المستحقون كلهم بمجد ؛ والمنافقون يبقون أسفل بخزي عظيم. فالطوبى والسرور للحريصين هنا ؛ والعذاب والخزي لجماعة الخطاة، مغبوط ذلك الذي قد حرص هنا أن يوجد مستحقاً لتلك الساعة ؛ وشقي ذاك الذي جعل ذاته غير مستحق لتلك الساعة. فالسحب تخطف القديسين من الأرض إلى السماء ؛ والملائكة يخطفون أيضاً المنافقين ليلقوهم في أتون النار التي لا تطفأ. من يعطي لرأسي مياهاً لا تقدر، ولعيني عيناً نابعة دموعاً دائماً ما دام يوجد وقت تنفع فيه العبرات، فأبكي على نفسي النهار والليل متضرعاً إلى اللـه ألا أوجد في ساعة وروده غير مستحق ؛ ولا أسمع قضية السيد الرهيبة عني: ” أنصرف يا عامل الإثم لست أعرفك من أنت “. أيها الإله الأعلى الذي لا يموت وحده ؛ أعطيني أنا الخاطئ في تلك الساعة رأفاتك الجزيلة لكي لا يظهر نفاقي المكتوم أمام الناظرين الملائكة ورؤساء الملائكة، الأنبياء والرسل، الصديقون والقديسون. بل أحفظ المنافق بنعمتك ورأفاتك، وأدخله إلى فردوس النعيم مع الصديقين الكاملين، أقبل طلبة عبدك أيها السيد بشفاعة القديسين الذين أرضوك. والسبح لك يا ربنا يسوع المسيح. آمين. |
||||
10 - 09 - 2014, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 6014 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماهيّة سرّ التوبة هو سرّ المصالحة مع اللـه والذات والآخرين، سرّ الارتداد والاهتداء. سرّ تغيير الحياة والمسلكيّة والعلاقات وتجديدها. تجديد النذور والعهود. نتلمسّ جوهر هذا السرّ ومضمونه في مثل الابن الشاطر، فهو لوحة فاتنة الجمال تعبّر عن موقف الانسان الخاطئ واختبار الضعف والغرور، وهو يتوهّم أنّ حرّيته وكرامته، ذاتيّته وسعادته تكمن في البعد عن اللـه وألفة بيته، والاستقلال والانفصال عنه. فإذا الشقاء والفقر والذلّ. هوحقيقة حنان الاب وانتظاره عودة الخطأة وارتدادهم إليه؛ هو سرّ غفران الآب ومحبته. لقد اعتُبر سرّ التوبة في الكنيسة، كتجديد لسر المعموديّة المقدّسة وإعادة لحالة البرارة الأولى. ولكي تتضح لنا ماهيّة السرّ، لا بدّ من لمحة تاريخيّة تضعنا في جوّه الأصيل. طقوس التوبة في العهد القديم: يوجد في العهد القديم رتب طقسيّة لمغفرة الخطايا وللتوبة، يشترك فيها الكاهن والجماعة وتُقدّم فيها ذبائح تكفيريّة ويتمّ إقرار بالخطايا وأعمال توبة. (سفر العدد 15/22-31). طقوس التوبة في العهد الجديد: تطوّر وتحوّل مفهوم التوبة في العهد الجديد، فالتوبة ترتبط بالملكوت وهي دخول فيه، «توبوا فقد اقترب ملكوت اللـه». هي طرح جديد ومنطق جديد لإنسانٍ جديد.أشار السيّد المسيح إلى أن الاب هو الّذي يغفر الخطايا. وشدّد أيضًا على أنّ ابن البشر له السلطان على الارض بأن يغفر الخطايا (متّى9/6). وقد منح السلطان الالهيّ والمسيحانيّ لبطرس وللرسل. «سأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكلّ ما تربطه على الارض يكون مربوطاً في السماوات، وكلّ ما تحلّه على الارض يكون محلولاً في السماوات » (متّى 16/18-19) . وأيضًا بعد القيامة « نفخ فيهم وقال لهم: خذوا الروح القدس، فمن غفرتم خطاياهم غُفِرَتْ لهم، ومن أمسكتم خطاياهم أُمْسِكَتْ » (يوحنّا 20/21-24).وهكذا أسّس السيّد المسيح سرّ التوبة ومنح كنيسته سلطان مغفرة الخطايا، دون تحديد الطريقة والكيفيّة لمنح الغفران. |
||||
10 - 09 - 2014, 04:02 PM | رقم المشاركة : ( 6015 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكنيسة وسلطان الحلّ كانت التوبة، في الاجيال المسيحيّة الستة الاولى، تعتمد الاعتراف العلني، أي القيام بأعمال التوبة العلنيّة، كالصوم والصلاة والصدقة، ولمرّة واحدة في الحياة، وذلك لشعور الكنيسة بقداستها وضرورة قداسة أعضائها وحفظ حرارة الايمان وقداسة المعموديّة في قلوب المهتدين.أمّا التوبة فكانت تفترض إحدى الخطايا الكبائر الثلاث: الجحود- القتل- الزنى. - الجحود: يعني إنكار اللـه وكسر علاقة المحبّة معه وتأليه الأصنام والأوثان. -القتل: يشمل، القتل الجسديّ، والروحيّ والمعنويّ، قتل محبّة القريب في القلب. - الزنى: خيانة العهود مع اللـه والناس. تخبرنا قصّة الخلق أنّ اللـه خلق الانسان ليكون سعيدًا في علاقته باللـه والاخرين والكون، فرفض الانسان هذه الدعوة وحطّم كلّ شيء. هذا الموقف سبّب الانفصال عن اللـه وكسر علاقة الإبن بالآب. سبّب الانفصال في العائلة الزوجيّة وبدأت الغربة والاتّهام بين المرأة والرجل. الانفصال في العائلة الأخويّة، وانقضّ قايين على أخيه وقتله فانكسرت الأُخوّة بين الناس.قضي على العائلة الاجتماعيّة فتصاعد الثأر والانتقام وبدأت مأساة الدم والتعدّي.قضى الانفصال على العائلة البشريّة، فانتفضت الامم ضدّ اللـه «هيّا نبني برجًا يطال رأسه السماوات». وبدأت بلبلة اللغات والمقاصد والمصالح تتآكل، في غوغائيّة وفوضى، بابل، وانعزاليّة وانغلاق صادوم: إنّها الجريمة الّتي قتلت اللـه في يسوع المسيح. "إنّها خطيئة العالم". ومن هنا حتميّة المُصالحة وعودة الوحدة واللقاء. |
||||
10 - 09 - 2014, 04:04 PM | رقم المشاركة : ( 6016 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تبعات الخطيئة على الخاطئ -الانفصال عن الجماعة المؤمنة لانّه أحدث ضررًا بها، لأنّه عضوٌ مريض في ذاته ودوره، تعطّلت مهامه في خدمة الجماعة وأعاق حياتها ونشاطها. -فقدان مرتبته في الكنيسة وحرمانه من الاشتراك في حياتها الأسراريّة والصلوات الجمهوريّة. -أمّا دور الجماعة، نحو الخطأة، وهي صاحبة العلاقة، فيكمن في: مساعدة الخطأة على الارتداد وعلى القداسة بالصلاة والمثل، والبكاء والتضرّع لاجلهم، والتكفير عنهم بالصوم والتقشّف، ليعودوا إلى جسمها السّريّ. مراحل التوبة: 1.طلب التوبة. 2.الإقبال على التوبة: وفي جوّ الصلاة الجمهوريّة يفرض الأسقف على التائب أعمال التوبة التكفيريّة الملائمة لحالته. 3.القيام بأعمال التوبة: يتعهّد التائب بما يفرض عليه ويقبله كوسيلة تكفير ودواء روحيّ. 4.المصالحة والحلّة: في نهاية المرحلة التكفيريّة تتمّ رتبة الغفران والمصالحة. والجماعة المسيحيّة، حول التائبين، ترتّل المزامير معهم وتصلّي لاجلهم وتقرأ أمثلة من الانجيل تشجّع على التوبة وعلى الثقة باللـه. ثمّ يضع الأسقف يده على رؤوس التائبين، ويصالحهم مع اللـه ويعيدهم إلى الجماعة مع الحقوق الروحيّة السابقة. |
||||
10 - 09 - 2014, 04:05 PM | رقم المشاركة : ( 6017 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انتقال الكنيسة من ممارسة التوبة العلنيّة الشاقّة إلى التوبة السّريّة الفرديّة إنّ هذه الطريقة القاسية وتجاوبًا مع حاجة النفوس، وتصحيحًا لاوضاع رعويّة شاذّة، حملت الكنيسة على تغيير الاطر الخارجيّة لسرّ التوبة، مع حرصها الشديد على تعاليم المخلّص، وللأسباب التالية: 1-امتناع البعض من الاقبال على التوبة او تأجيلها إلى ما قبل الموت خوفًا من الوقوع مرّة ثانية وهم يعيشون في قلق الضمير الدائم وهاجس الموت المفاجئ، فلجأت إلى إمكانيّة تكرار التوبة. 2-الخطر من التقدّم من المناولة في حالة الخطيئة. 3-الانتظام في سلك الحياة الرهبانيّة ومن دون دعوة حقيقيّة، وذلك بدافع الإِعفاء من أعمال التوبة العلنيّة لانّ حياتهم الرهبانيّة القشفة توازيها مشقّة واستشهاداً.وهكذا انتقلت التوبة من صفتها العلنيّة وصارت خاصّة، قابلة للتكرار؛ وتعمّمت في كلّ مكان منذ القرن السادس. الاعتراف كما نمارسه اليوم: لم يتبدّل السرّ بتبدّل طقوسه مراعاةً للظروف الرعائيّة، غير أنّه يمرّ بأزمة في مفهومه وحقيقته. يمرّ بأزمة لانّ المؤمنين يتهرّبون منه، وقد نتجت هذه الازمة من ضعف الايمان في الضمائر، وعدم وجود المفهوم الصحيح لماهيّة الخطيئة والتوبة وتربية الضمير. |
||||
10 - 09 - 2014, 04:06 PM | رقم المشاركة : ( 6018 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مفهوم الخطيئة ومعناها المسيحيّ لا تفهم الخطيئة في المسيحيّة إلا من خلال الوحي: هذا الوحي دُعِيَ قديمًا العهد او الشريعة، وهذا العهد تجسّد وتكمّل بيسوع المسيح الإِله المتأنّس، وكلّ جرح أو رفض أو خيانة له هو خطيئة. الخطيئة ليست انتهاكًا لمحظور، يستوجب غضب اللـه، بل هي تضييق الحياة، عائقٌ للفرح وتقليص للكائن وكسرٌ للحُبّ.الخطيئة هي خيانة للعهد مع الله ورفض الانسان لعلاقة المحبّة مع الله وجرح للآخرين. الخطيئة هي رفض اللـه والقطيعة والعداوة معه والتنكّر لعلاقة الصداقة والحبّ الشخصيّ الذي يربطنا به. الخطيئة المميتة هي الّتي تميت محبّة الله في قلبنا ومحبّة القريب. هي محاولة اغتصاب الالوهة للانسان، وجعل ذاته مطلقًا ومرجعيّة لذاته. هو الّذي يقرّر ويحدّد ما هو الخير وما هو الشرّ. لا تتمّ الخطيئة إلاّ إذا توفّرت فيها ثلاثة أمور: المعرفة والإرادة والحرّيّة. إنّها موقف قناعة تحدّد مسؤوليّة الخاطئ. |
||||
10 - 09 - 2014, 04:07 PM | رقم المشاركة : ( 6019 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجسّدات الخطيئة في حياتنا 1-أن نعطي الأشياء أكثر من قيمتها او أقلّ ونستعملها ونتعامل معها لغير المهمّة الّتي وُجدَت من أجلها، أن نستعمل الانسان ونحبّ الشيء. 2-عبادة الأوثان وتأليه المال والجنس والسلطة، العقل والغرائز على حساب اللـه، وتفشيل تدبير الخلاص في البشريّة والكون. الخطيئة، في بُعدها الايجابيّ، هي أنّه لم يعد يكفينيّ أنا المسيحيّ، أن لا أبغض بل صار مطلوبًا منّي أن أحبّ وأعطي وأضحّي؛ أن أفتّش كم قصّرت بواجباتي ومسؤوليّاتي وعلاقاتي؟ كم سعيت لتحقيق مشروع الخلاص في ذاتي وعيلتي ومحيطي. كم جاهدت بصدق لتحقيق ملكوت المحبّة والخلاص في البشريّة والكون، وانطلاقاً من قداستي الشخصيّة والتزاماتي الخلاصيّة، صار مطلوب منّي ضميريًا: التحرّك باتّجاه القضاء على الشرّ والظلم والجوع والجريمة والحرب محبّة بالله.أتحرّك باتّجاه تحقيق مجتمع خيّر يخدم إنسانيّة الانسان وسعادته وكرامته وخلاصه وانطلاقًا من عائلتي وبيئتي. |
||||
10 - 09 - 2014, 04:08 PM | رقم المشاركة : ( 6020 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مفهوم التوبة ليست التوبة في المسيحيّة ارتدادًا إلى أحكام الشريعة ولا إلى أصالة الذات، بل هي ارتداد إلى محبّة الله الحيّ. 1-هي الاتّجاه المعاكس للخطيئة. فإذا كانت الخطيئة هي الغربة والاستقلال عن اللـه ورفض حبّه ودعوته بيسوع المسيح، تصير التوبة: الارتداد إليه والعودة إلى أبوّته والامانة لعهده والمصالحة معه. تفترض جوهريًا التغيير الباطنيّ الجذريّ بالحياة والمواقف والمسلكيّة والعلاقات مع اللـه والذات والاخرين. هي النظر إلى المستقبل لنعي متطلبات دعوتنا الإنسانيّة والمسيحيّة، فنلتزمها وننمو بالمعرفة والحرّيّة والمحبّة. من حتميّات التوبة:المصالحة مع اللـه والعودة إليه، إنّها لا تتحقّق إلاّ من خلال القريب. «اغفر لنا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا». 2-إنّها تفترض وجود فريق آخر، يمثّل اللـه والكنيسة، يأخذ التائبعلى عاتقه، يصلّي لأجله ويداوي أمراضه:هو الكاهن، بدونه لا تتمّ المصالحة ولا تُعطى الكفّارة والحلّ؛ بدونه لا يمكن الاشتراك في الحياة الالهيّة وحياة الكنيسة من جديد، وهنا يظهر البُعد الجماعيّ للسرّ ومهمّة الكاهن الحتميّة، فهكذا أراده المسيح وهكذا مارسته الكنيسة. خــــلاصــــة: إنّ تشويه سرّ التوبة وتردّدنا في ممارسته يعود إلى: 1-غموض مفهوم التوبة والخطيئة وضعف الايمان. 2- النظرة إلى السرّ من زاوية منطق المحاكمة : وكأنّنا في مناخ المحكمة والقاضي والمستنطق والاقرار والحكم وفرض العقوبة، عوض الاهتداء والارتداد والمصالحة مع اللـه والقريب، والاحتفال بمحبّة الله الّتي تشفي المرضى وتحي الموتى. 3-غياب دور الجماعة المصلّيًة المرافقة الضارعة من أجل الخطأة، وكأنّ الجماعة لم تعد مسؤولة عن قداسة أعضائها وارتدادهم. 4-عدم شعورنا بأنّ خطيئتنا الفرديّة تجرم إلى الكنيسة كلّها، وهي جسد المسيح السريّ ونحن أعضاء فيه، فما يصيب العضو في الجسم يتأثّر به الجسد كلّه. 5-النظرة إلى الكاهن وكأنّه قاضٍٍ، أكثر منه " الأب الروحيّ" ممّا يحصر دور التائب في التفتيش عن عدد الخطايا وسردها، أكثر منه في تحقيق اهتداء إلى اللـه وعودة إلى الجماعة المقدّسة وتجديد للحياة والعهود.كلّ هذا يوجب العودة إلى أصالة السرّ وطبيعته العفويّة، إلى جوّه الطقسيّ الكنسيّ، حيث يظهر: اللـه غافر الخطايا، الكاهن ناقل المغفرة، والكنيسة الوسيطة الضارعة من أجل أبنائها الخطأة. هكذا يستعيد السرّ جاذبيّته الخلاصيّة ونستفيد من عطاياه. سرّ التوبة، هو سرّ رحمة اللـه، الراعي الصالح الّذي يبحث عن خروفه الضّال، ليعيده إلى أحضان الحنان والحرّيّة ويشركه في حياته وسعادته.هو سرّ ضعف اللـه أمام الانسان الّذي يحبّه، فاللـه محبّة وأبوّة وحنان، يكفيه أن نعود لينسى كلّ شيء ويعيد إلينا كلّ شيء. هو صديق الخطأة وعدوّ الخطيئة. سنظر إلى جهادنا ويبارك انتصاراتنا أكثر ما يحصي أخطاءنا. في مَثَل الابن الضّالّ، لجأ الأخ الأكبر إلى منطق العقل والعقاب. حاول أن يحتكر الأبوّة لانّه حفظ الشريعة، ونسي منطق الحُبّ الأبويّ والأخويّ. أراد أن يتنكّر الأب لأبُوّته كما تنكّر هو للأُخوّة. فكان جواب الأب: منطق الغفران والحُبّ والرحمة، منطق الأبوّة الّتي تحتضن الجميع، في بيتها الوالديّ ويبدأ عيد اللقاء والوليمة.دعوتنا الدائمة أن نقتدي في هذا الوالد المحبّ. ولا نرفض الحُبّ ونبقى فريسة الموت والضلال! |
||||