18 - 06 - 2012, 11:03 PM | رقم المشاركة : ( 591 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
رفع ابن الإنسان قال المسيح هذه العبارة وما يشبهها ثلاث في إنجيل يوحنا. هنا، وفي يوحنا 8: 28؛ ثم في يوحنا 12: 32. وفي المرات الثلاث ارتبطت بلقب « ابن الإنسان ». والمرة الأولى كانت في بداية خدمته، والمرة الثانية في منتصف الخدمة، والمرة الثالثة في نهايتها، فالصليب، حيث رفع المسيح، كان دائماً ماثلاً أمام عينيه. في المرة الأولى أعلن الرب هذا الإعلان لرجل باحث عن الحق (نيقوديموس)، والمرة الثانية قاله لجماعة من الفريسيين غير المؤمنين، والمرة الثالثة ردده على مسامع أناس من اليونانيين كانوا قد أتوا في العيد ليسجدوا. فالصليب هو أعظم حقيقة على جميع البشر مواجهتها، وسيؤثر فيهم حتماً إن سلبياً أو إيجابياً. لقد كان الصليب حتمية، ينبغي أن يرفع المسيح عليه، لكي يتم فداؤنا من لعنة الناموس ومن لعنة الخطية (قارن غل3: 13). فإن كان لمطالب عرش الله أن تواجه، ولعدالته أن تكتفي، كان يلزم أن يدان شخص خالٍ من الخطية بديلاً عن الخطاة. لكن الصليب فيه أكثر من مجرد جانب البر الحتمي (ع14)، إنه إعلان للمحبة الإلهية (ع16). وإذا كان بر الله جعل موضوع الكفارة حتمياً، فإن محبة الله جعلته ممكناً. لقد أصر اليهود الأشرار لا على موت المسيح فقط، بل وموته مصلوباً (يو8: 28)، ذلك لأنهم - في شر قلوبهم - أرادوا أن يميتوه ميتة اللعنة والعار. لكن هذه الميتة عينها، رغم قسوتها وبشاعتها، كانت الوسيلة لرفع المسيح وتمجيده (يو12: 31-33). كيف لا وفيها جرد المسيح الرياسات والسلاطين، وأشهرهم جهاراً ظافراً بهم في الصليب. لقد استجمع الشيطان كل قواه، وضرب ضربته، فكانت الضربة القاضية، لكن عليه هو لا على المسيح! ولقد أراد الأشرار أن يقتلوه لكي لا يذهب الجميع وراءه (يو11: 48)، لكنه عندما رُفع ومات، استطاع بمحبته أن يجذب إليه الجميع! إن الصليب الذي يبدو للعين البشرية هزيمة، هو في حقيقة الأمر النُصرة عينها، ففيه حصَّل الله مجداً، وفيه هُزم الشيطان، وفيه تصالح الإنسان. فلا عجب أن المسيح بعد أن قال « الآن تمجد ابن الإنسان »، أردف قائلاً: « وأنا إن ارتفعت عن الأرض »! |
||||
18 - 06 - 2012, 11:29 PM | رقم المشاركة : ( 592 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
ساعة الإنسان وسلطان الظلمة منذ اللحظة الأولى للسقوط حتى تلك الساعة، كان الله يعمل على صد تيار شر الإنسان وقمعه بيده الرادعة، وكانت الرحمة قبلاً تحول دون تنفيذ الإنسان لكل أفكار قلبه. لكن ها قد أتت ساعة الإنسان وسلطان الظلمة، ورُفع الحاجز، وفُتحت الأبواب على مصاريعها لتُتيح لطبيعة الإنسان الشريرة أن تسير في طريقها إلى النهاية. ولأول مرة في حالته الساقطة يشعر الإنسان بالتحرر من قبضة الله الكابحة. فماذا أفادته حريته؟ لقد ألقت به حريته في أحضان الشيطان إلى أقصى حد. لقد أدهش حقد اليهود الحاكم الوثني، وكان تردد بيلاطس وجُبنه مثار تعجب العالم. وفي يهوذا الخائن لسيده يتمثل غدر الطبيعة البشرية ونذالتها حتى أن الإنسان الذي يحترم نفسه، يستفظع هذا العمل ويستهجنه. لقد كان العمل كريهاً وشائناً. كانت هناك جميع أجناس البشر، وقد امتلأت قلوب الجميع عداوة وبُغضاً للمتألم المتواضع. فهوذا بيلاطس يعرضه لإهانة الجلْد، في حين أنه اضطر أن يعترف بأنه لم يجد فيه علة البتة. وهيرودس مع جُنده احتقروه وتوّجوه بالشوك وكانوا يسجدون له جاثين على ركبهم سخرية به. والكهنة الذين عملهم الشفاعة في الشعب يحاكمونه بل ويتهمونه متعللين بالناموس الذي أكرمه وأعلى شأنه. آثروا لصاً على مَنْ كان بحنان مفرط يغدق على الناس إحسانات لا عهد لهم بها. وفضّلوا قاتلاً على رئيس الحياة. وفي مقابل الخبز الذي أطعمهم أياه، جازوه بصفعات. وعن شفاء مرضاهم، أثابوه بالموت صلباً على الخشبة. وعن كلمات النعمة الخارجة من فمه، كدسوا أناثيمات على رأسه المكلل بالأشواك. في تلك « الساعة » كانت دار رئيس الكهنة تعج بالأرواح الشريرة، فهناك كان مجلس الشيطان منعقداً. كانت تسيطر على البشر قوة لا يعلمون من أمرها شيئاً، كانوا قد طرحوا الله بعيداً عنهم، الله الذي كان حتى ذلك الوقت كابحاً لجماحهم من أجل خيرهم، وها هم تحت سلطان تلك القوات الشريرة يندفعون في رعونة وتهور إلى مهاوي الهلاك. لم يَعُد يروي غليلهم إلا إذلال وتعذيب وموت ذاك الذي جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. اسمُ يسوعَ قد سما وقد عَلا وفاق بالعارِ والموتِ الذي بالنعمةِ قد ذاق |
||||
18 - 06 - 2012, 11:31 PM | رقم المشاركة : ( 593 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
سُبُل البر إن كلمة « سُبل البر » تحمل في معناها طرقاً محددة تحديداً واضحاً حتى لا يمكن إخطاءها. وهذا يعود بأفكارنا في الحال إلى السُبل التي سار فيها ربنا « في أيام جسده » وموضحة في الأناجيل الأربعة، حتى أنه لا عذر لنا إن كنا نفشل في « اتباع آثاره ». ولنتأمل قليلاً في بعض هذه السُبل التي سار فيها راعينا الصالح والتي فيها يريد أن يقود خرافه! سبيل المحبة: لم يسلك أحد في هذا السبيل كما سلك هو، وكل المميزات العُظمى للمحبة الموضحة في 1كورنثوس13 اتحدت فيه اتحاداً تاماً. فصلاته على الصليب « يا أبتاه اغفر لهم » (لو23: 34) برهنت على محبته لأعدائه كما لتلاميذه. لذلك يجب علينا أن نسلك في هذا السبيل عينه بإظهار محبة المسيح، لا إلى إخوتنا المؤمنين فقط، بل إلى جميع الناس أيضاً. سبيل الاتضاع: كان اتضاع الرب كمحبته كاملاً، ففي كل عمل قام به، وفي كل خطوة سارها، أظهر أنه هو الاتضاع المجسَّم، ولا يمكن لإدراكنا القاصر أن يدرك إدراكاً كاملاً ما في هاتين الكلمتين « أخلى نفسه » (في2: 7) من معنى. إن اتضاعه أعلن عظمته، ويا ليتنا نتذكر دائماً أن التواضع هو العظمة الحقيقية وأن الرجل العظيم بالحقيقة هو الشخص المتضع والغافل عن عظمته. سبيل الطاعة: كان الرب يسوع دائماً مُطيعاً لمشيئة أبيه. والعبارة المذكورة في عبرانيين5: 8 « مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به » لا تعني أنه بدون هذه الآلام لم يكن مطيعاً، بل لكونه مخلص الخطاة كانت هذه الآلام مُحتّمة عليه، وعلى ذلك كان ضرورياً أن تقوده في سبيل الطاعة الكاملة. ويا ليتنا نسلك كما سلك هو متذكرين دائماً أن الطاعة هي طريق البركة. سبيل إنكار الذات: « المسيح أيضاً لم يُرضِ نفسه » (رو15: 3). فهو لم يفكر قط في إرضاء نفسه، ولكنه كان دائماً مشغولاً بالآخرين ومفكراً في إسعادهم وراحتهم وخيرهم، حتى في بستان جثسيماني صلى ثلاث مرات أن تعبر عنه الكأس. فقد عاش، له المجد، عيشة خالية من محبة الذات، لذلك لا تعترينا الدهشة إن كنا نراه يملأ بالبركة كل يد تمتد بالحاجة إليه. هذه هي بعض السُبل التي سار فيها ربنا المبارك ويُسّر أن يهدينا إليها « من أجل اسمه » حتى يعلن مجده ويُعلي اسمه. |
||||
18 - 06 - 2012, 11:32 PM | رقم المشاركة : ( 594 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
سبى سبياً أول ما يَرِد هذا التعبير في الكتاب، نجده في قضاة 12:5. والملاحظة التي أشار إليها كاتب معروف جديرة منا بالاحترام « مَنْ لا يرى المسيح في كل جزء من العهد القديم، فإنه لا يراه في أي مكان آخر ». هذا التعبير « اسبِ سبيك » يخاطب به باراق. يقول النص « استيقظي استيقظي يا دبورة ، استيقظي استيقظي وتكلمي بنشيد: قـُم يا باراق، واسبِ سبيك يا ابن أبينوعم ». فبعد الانتصار على سيسرا، وضع الروح القدس هذا النشيد في شفاه دبورة وباراق، فسطرا كلماتهما التي نرى فيها استرجاع وتذكر لحالة إسرائيل الأولى ثم اجتماع الشعب وقيام الحرب. والكلمات التي تسترعى انتباهنا تأخذ صفة التحريض للحرب لتدفع باراق لكي يحارب ويضع يده على تلك القوة التي جعلت إسرائيل مسبياً. ونقرأ في مزمور18:68 » صعدت إلى العلاء، سبيت سبياً، قبلت عطايا بين الناس وأيضاً المتمردين للسكن أيها الرب الإله ». هنا نجد المعركة قد انتهت (انظر ع1، 2، 12) ولكن لا نجد هذه الكلمات تأخذ صورة التحريض، كما وردت في سفر القضاة، بل الوصف. فهو يصف انتصار المعركة في صعود المسيح كإنسان. ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك: إنه سبى قوة العدو - هذا العدو الذي أفسد كل شيء، ومنح البركة للمتمردين؛ إسرائيل المتمرد حتى يمكن ليهوه « الوهيم » أن يسكن بينهم. إن القوة الإلهية للروح التي عملت في دبورة وباراق وعملت بواسطتهما لهزيمة أعداء شعب الله، إنما كانت رمزاً وظلاً للقوة الإلهية التي استُعلنت في المسيح وبواسطته في معركته مع قوة الشيطان عند موته على الصليب (قارن كولوسى15:2) . ولذلك فإذا عُدنا إلى أفسس حيث تَرِد آخر إشارة لهذا التعبير « سبى سبيا » فإنها تُرينا معركة المسيح ونُصرته وغلبته على كل قوة إبليس. فقد جعل كل قوة إبليس عدونا، التي سبتنا وهزمتنا، كَلا شيء، هو الآن ينتظر إجراء القضاء عليه (رؤ1:20، 2، 10). وليس ذلك فحسب، ولكننا قد تحررنا من سبينا (عب14:2، 15) وأتى بنا إلى التمتع بالثمار الحاضرة لنُصرة المسيح وذلك بالعطايا الممنوحة بالمسيح الصاعد والمنتصر (أف7:4-14) . |
||||
18 - 06 - 2012, 11:35 PM | رقم المشاركة : ( 595 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
سر النجاح يتكون المزمور الأول من ستة أعداد قصيرة، ولكنها عميقة وتعلمنا دروساً خطيرة: (ع1) الانفصال السلبي: فعلى التقي أن يأخذ قراراً سلبياً، إذ يُقال عنه « لم يسلك في مشورة الأشرار، وفي طريق الخطاة لم يقف، وفي مجلس المستهزئين لم يجلس ». وسواء كنا نتحدث عن العصر الحاضر، أو العصور الماضية، فإن المبدأ يظل ثابتاً. وهذه هي البداية الحقيقية للحياة التقوية (دا 1: 8)؛ عيشة الانفصال عن كل الدنس المُحيط بنا: سواء في العمل أو المجتمع أو في مجال الدراسة. (ع2) التأمل الإيجابي: وهنا نجد السرور الإيجابي بناموس الرب، وهو ليس مجرد الوصايا العشر، بل كل الكتب المقدسة. فبالنسبة لنا عبارة « ناموس الرب » تسري على كل الكتاب. وكل تقي عليه أن يُشكل حياته ويصوغها بحسب هذه الكلمة النافعة البناءة (2تي3: 16،17). وما أحلى مبدأ الطاعة لكلمة الله، نقرأ في سفر يشوع « بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه » (يش1: 8). هذه أقوال الله موجهة ليشوع في وقت حساس، عند الدخول الفعلي لشعب الله إلى أرض الموعد. فينصح الرب يشوع لكي يهب ذاته تماماً لقراءة وطاعة كلمته. (ع3) النتيجة: الإثمار والنجاح: فالنتيجة الطبيعية للانفصال، والتأمل المستمر في كلمة الله هي الإثمار. نظير الشجرة المغروسة عند مجاري المياه والتي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل. وهكذا المؤمن الذي ينهل باستمرار من كلمة الله، كل ما يصنعه ينجح « لأنك حينئذ تُصلح طريقك وحينئذ تفلح » (يش1: 8). (ع4ـ6) والنقيض؟ الدمار! القسم الثاني من المزمور هو تحذير للأشرار الذين « ليسوا كذلك ». أولئك الرافضين لكلمة الله، والسائرين وراء إرادتهم الذاتية. وعلى الرغم من أن لهم صورة الثبات والغنى والقوة حالياً (مز73: 3-12)، إلا أنهم سرعان ما سيسقطون كالعصافة (التبن أو القش). وواضح جداً أن هذا المزمور ينطبق أساساً انطباقاً كاملاً وتاماً على شخص الرب يسوع المسيح، الذي ولد وعاش وكان « التقي » الحقيقي على هذه الأرض. وفي حياته الكاملة ظهرت بوضوح تام ثلاثية: الانفصال، التأمل في كلمة الله، والإثمار. دوجلاس هاي هو |
||||
18 - 06 - 2012, 11:36 PM | رقم المشاركة : ( 596 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
سيف العدل الرهيب رهيبة نواحي دينونات الله حقاً! ولنا الشهادة فهي الطوفان، وفى سدوم وعمورة. ولكن ما هذه مجتمعة بالمقارنة مع دينونة الخطية فهي الجلجثة!! فالأجواء الـمُعتمة، والصخور المنشقة، والزلزلة فهي هزاتها، والأموات القائمون: كل أولئك يشهدون أن « رئيس الحياة » مقتول، وأن « القدوس البار » منكور! وأن « الرجل الذهبي قد تبرهن من قِبَل الله » أخذه الأثمة وبأيديهم الأثيمة صلبوه وقتلوه، وأن البار يُسلم ويُقتل! كان هو النور، لكنه حين مات تعلق فهي الظلمة. كان هو الحياة لكنه « سكب للموت نفسه ». كان هو صخر الدهور، لكنه غاص فهي مياه غامرة، غطاه طوفان وطوفان. كان هو الله الظاهر فهي الجسد - يهوه يسوع - لكنه مات موت المجرمين. كان الأسد الخارج من سبط يهوذا، إلا أنه « كشاة سيق إلى الذبح ». كان مُعلماً بين ربوة وكله مشتهيات، لكنه لأجلنا كان « لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه »! كان هو القديم الأيام، ومع ذلك قُطع « فهي نصف أيامه ». كان رئيس السلام، لكنه إلى الصليب مضى حيث أعنف صراع وكفاح. كان أبا الأبدية، لكنه صار طفلاً فهي مذود بيت لحم. كان هو الله القدير، لكنه صار إنساناً « وصُلب من ضعف »! هو حامل كل الأشياء بكلمة قدرته، لكنه فهي جثسيمانى جاءه ملاك ليقويه. كان صورة الله غير المنظور، لكن « كان منظره كذا مُفسداً أكثر من الرجل ». فيه حلّ كل ملء اللاهوت جسدياً، غير أنه أخذ صورة عبد وصار فهي شبه الناس. قال فكان وأمر فصار، لكنه وضع نفسه وأطاع حتى الموت! هذه الأسرار العجيبة ليس فهي مقدورنا أن ندركها. إن « سماء السماوات » لا تسعه، ومع ذلك جاء ليسكن معنا ويمكث « المسيح فيكم رجاء المجد ». إن جلال آلام ذاك الذهبي مات ليفتدينا لتزيد من عجبنا كلما أمعنا النظر فهي نعمته الترابي لا شبيه بها، سيدنا العظيم الذهبي نزل بهذا المقدار حتى يخلصنا. وفى كلمته نقرأ ما كان وما صار، من أجل المحبة العظيمة الترابي بها أحب نفوسنا. |
||||
18 - 06 - 2012, 11:37 PM | رقم المشاركة : ( 597 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
شجرة في مارة!! شجرة في مارة؟ يا للعجب! هل في صحراء جرداء وبجوار مياه مُرّة قاتلة يمكن أن تكون هناك شجرة؟! ألا تحتاج الشجرة الطبيعية لتربة أرضية صالحة تمد فيها جذورها؟ وألا تحتاج لمياه صالحة تروي بها حياتها؟ فكيف وُجدت وعاشت حيث لا تربة ولا مياه؟ لا تفسير لهذا إلا أن هذه الشجرة ليست من الأشجار الطبيعية التي نعرفها، فهي لا تحتاج للارض لتمد فيها جذوراً، إذ أن جذورها في السماء. ولا تحتاج لمياه من أسفل لتروي حياتها، إذ أن ارتواءها ينبع من فوق. نعم، فهذه الشجرة ليست سوى رمز لحياة واحدة فريدة ظهرت على الأرض من ألفي عام. حياة وُلدت وعاشت في كل ما هو مُغاير لطبيعتها، فلقد كان صاحبها طوال الوقت مُهان النفس (لا إكرام)، مكروه الأمة (لا حُب)، عبد المتسلطين ( لا تقدير). لقد قال عنه النبي واصفاً نظرة الله لحياته بالمقابلة مع مَنْ حوله بالقول « نبت قدامه كفرْخ، وكعرق من أرض يابسة ». ومع هذا إذا تأملت هذه الحياة ستجدها دائماً مزدهرة مُثمرة كشجرة مورقة تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل، بل كل ما تصنعه ينجح. لقد عاشت هذه الحياة على الأرض، لكنها كانت مستقلة تماماً عن إمدادات الأرض؛ لقد كان ينهل من نبع سماوي يرويه فلم يذبل أو يضعف أبداً ... هذه هي حياة المسيح المورقة المُثمرة البديعة، والتي يريدنا الله أن نحوّل أعيننا إليها عندما نكون في مارة، فنرى أن ظروفه كانت أقسى جداً من ظروفنا. فقد كان رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن، ومع هذا لا تجده يوماً واحداً فقد فيه فرحه أو سلامه، ذلك لأنه كان ينهل يومياً بل وفي كل حين من نبع لا ينضب في السماء. ولكن هل تُقطع تلك الشجرة وهي الوحيدة في هذه الصحراء الجرداء؟ هل تُقطع الشجرة التي أورقت وأثمرت وأينعت بدون تربة أو مياه؟ نعم تُقطع « يُقطع المسيح وليس له » (دا 9: 26)، تُقطع لكي تُصلح المياه فترُوى وتنبت غيرها ملايين الأشجار. وكأن الله يريد أن يقول للمؤمن في مارة؛ إني أريدك أن تتغلغل في معنى موت المسيح على الصليب، بل تحمل ذات الصليب. انظر إليه قبل الصليب وهو يصلي: « يا أبتاه ... لتكن مشيئتك »، هذا هو الخضوع في قمة استعلانه في حياة الإنسان. |
||||
18 - 06 - 2012, 11:38 PM | رقم المشاركة : ( 598 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
صُرة المر إن في وصف العريس بأنه « صُرة المر » إشارة إلى أنه « رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن » (إش53: 3). نعم لقد كان سيدنا وربنا يسوع رجل الآلام في حياته وفي مماته، وللمُر علاقة به من بدء حياته وإلى ختامها، فبعد ولادته أتى المجوس مُقدمين له الهدايا ومن بينها المُر، وعند الصليب أعطوه خلاً ممزوجاً بمرار ليشرب، ولما ذاق لم يُرِد أن يشرب. وما أعمق هذا التعبير « صُرة المر »، فكأن كل أنواع الآلام والأحزان قد اختبرها ـ تبارك اسمه ـ في حياته وفي موته أيضاً « مُجرباً في كل شيء مثلنا بلا خطية » (عب4: 15). والعروس قد أدركت هذه الحقيقة فزادها ذلك تعلقاً به لذا تقول عنه « صُرة المُر حبيبي لي » أي أن هذا الحبيب هو حبيبها وهي قد امتلكته. قد يحسب الغير ذلك مُغالاة منها، ولكنها لا تبالي، بل بجرأة مقدسة تقول: « حبيبي لي » وما دام لي وأنا قد امتلكته فإني سأحتفظ به كصُرة المُر ولا أجد مكاناً يليق له لأضعه فيه سوى قلبي وأحشائي لذا: « بين ثدييّ يبيت » .. هذا هو المكان الوحيد اللائق له والذي يلذ له أن أضعه فيه. إن كلمة « يبيت » تعني « يستريح كل الليل ». وهل يستطيع الرب يسوع رجل الآلام أن يجد راحته في ليل هذا العالم المُظلم إلا في قلب المؤمنين؟ وهل هناك سعادة تعادل النفس التي يجد المسيح راحته في أحشائها « ليحُّل المسيح بالإيمان في قلوبكم » (أف3: 17). ولا يوجد أثمن من هذا الاختبار ـ أعني التمتع بحلول المسيح ـ صُرة المُر أو بالحري يسوع المرفوض من العالم ـ في قلوبنا. والقلب « منه مخارج الحياة ». فمتى ملأ المسيح قلوبنا فلا بد أن يهيمن على كياننا بجملته فتصبح إرادته إرادتنا ونظراته نظراتنا. هو يرى ويتكلم ويسمع فينا، أو بالحري « نحيا لا نحن بل المسيح يحيا فينا ». فهلا نفتح قلوبنا ونسلمها له ليبيت فيها؟ إنه تبارك اسمه لن يرضى بأقل من ذلك « يا ابني أعطني قلبك ». فمهما حاولنا أن نعطيه أثمن ما لدينا فهو لا يرضى بغير القلب، فالقلب وليس سواه هو مكان راحته وهناك يبيت. |
||||
18 - 06 - 2012, 11:39 PM | رقم المشاركة : ( 599 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
صرخة الألم يلفت النظر أن العبارة الرابعة من فوق الصليب، بخلاف باقي عبارات المسيح من هناك، سُجلت بذات النطق الذي خرج من فم المسيح، أي باللغة الأرامية، ثم بعد ذلك ذكر لنا البشيران، متى ومرقس، معناها باليوناني، ومنها تُرجمت إلي لغات العالم. وكأن الروح القدس أراد أن تخلد الأجيال والأبدية تلك الصرخة بذات الألفاظ التي خرجت من فم البار المتألم، والتي نطق بها من عمق أعماق الألم. في هذه الساعات كان المسيح منفرداً تماماً ومتروكاً، لا من تلاميذه ومعارفه فقط، بل من الله أيضاً. وهي لحظات لا نظير لها في كل الزمان بل والسرمدية. وفي تلك الكلمات التي نطق بها المسيح نجد أحزان العالم كله مركزة في صرخة واحدة، هي عن يقين أرهب الكلمات المسجلة في كل الكتاب، بل وأكثر صرخة محمّلة بالرعب والأسى في عالم الخطية والأحزان الذي طالما تصاعدت منه صرخات الهلع والفزع. تفتتح تلك الصرخة الرهيبة بعبارة « إيلي »، وهي اسم من أسماء الجلالة بالعبري، ويعني القوي. ونحن نعلم من أماكن أخرى في الكتاب أن الله في الدينونة قوي (رؤ18: 8). وهنا أيضاً، لما وضع الآثام على ابنه الحبيب، ولما جعله خطية، كان أيضاً قوياً يوم حمو غضبه (مرا1: 12، نا1: 6). ما الذي حدث في تلك الساعات الرهيبة؟ لا أحد يستطيع أن يعرف، ولا حتى في الأبدية سنعرف. لا يوجد سوى الله والرب يسوع المسيح هما اللذان يعرفان حدود الكلفة الرهيبة العظيمة التي تكلفها المسيح على الصليب والذي يعبر عنها الرب يسوع بهذه الكلمات. ونحن في تلك الساعات التي تُرك فيها المسيح من الله لا نسمع سوى الصمت، ولا نرى سوى الظلام! فماذا بوسعنا أن ندرك؟ على أنه بعد مرور ساعات الظلام نسمع صرخة تخرج من تلك الغرفة المغلفة بالأسرار، إنها صرخة ربنا المعبود يسوع قائلاً « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ ». من الله قد تُركتَ وسطَ ساعاتِ الظلام كلَ ديننا وفيتَ ومنحتنا السلام |
||||
18 - 06 - 2012, 11:40 PM | رقم المشاركة : ( 600 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات
صفنات فعنيح جعل فرعون ليوسف اسماً جديداً يترجمه البعض بلغة الفراعنة « مخلص العالم »، كما يترجمه معلمو اليهود بالعبرية « مُعلن الأسرار » ... وفي سبع سنوات الشبع ـ وهي سنوات النعمة ـ أثمرت الأرض من جمع الحصاد الوفير للحقول. والحاصد نال أجرته، وجمع ثمراً للحياة القادمة عندما تتخذ المجاعة طريقها في الأرض. كما أن يوسف أيضاً تزوج بامرأة في الأرض التي كان مرفوضاً فيها، وولدت له امرأته بنين؛ بكره « منسى » ومعناه « النسيان » والثاني « أفرايم » والذي يحمل اسمه معنى « مُثمر ». فهو قد نسى تعبه وبيت أبيه، وأصبح مُثمراً في أرض المذلة. وعندما نرجع إلى إنجيل يوحنا4، نقرأ عن بداية خدمة الرب العلنية، ونجد خروجه إلى السامرة وهو في عمر الثلاثين مُحمَلاً بإرسالية النعمة (قارن تك41: 46). « ترك اليهودية »، حيث ترك خاصته الذين أتى لأجلهم، إذ كان مرفوضاً منهم. لقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله، فاجتاز بالنعمة إلى السامرة النجسة أدبياً، إذ « أُعطِي سلطاناً على كل ذي جسد »، و« كل شيء قد دُفع إليه من أبيه ». ولقد كان كلام الرب مع السامرية نوراً لقلبها حتى قالت: « يا سيد أرى أنك نبي ». لكن الرب كان أعظم من نبي؛ كان هو « النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان (يضيء أمام كل إنسان فيكشف حقيقته) » وقالت السامرية أيضاً « هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. ألعل هذا هو المسيح؟ » (يو4: 29). إنه يبرهن بنفسه أنه مُعلن الأسرار الحقيقي. إنه ذاك الذي أخبر الخاطئة بكل ما فعلت. لقد نسى تعبه، ومشقة السفر المُضني في يوم قيظ ساخن، حتى جلس على جانب البئر. إنه الغصن المُثمر جداً الذي يُظلل. لقد نسى عطشه وجوعه أيضاً، وانتعش بأن يأكل من الطعام الذي لم يعرفه التلاميذ. لقد نسى أيضاً بيت أبيه. وفي أرض مذلته كان مُثمراً جداً. لقد وجد المرأة السامرية، لأنه أتى ليطلب ويخلص ما قد هلك. وفعلاً كان مع المرأة السامرية « مُعلن الأسرار » كما كان في تقدير السامريين « مخلص العالم ». لقد آمن كثيرون من السامريين به « وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم ». نعم، إنه « صفنات فعنيح » الحقيقي، الآن كما كان وقتئذ. |
||||
|