05 - 11 - 2012, 05:18 PM | رقم المشاركة : ( 591 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
586 - كلنا يمر في تجارب ومتاعب وآلام ومرض وحزن وعناء . لم يوجد بشر ولن يوجد إن لم يمر في المقطرة والمعصرة . المسيح نفسه في قلب الصحراء ، وحده واجه اقسى التجارب . الرمل تحت قدميه يحرق ، الجوع داخل جوفه ِ يمزق ، الشيطان امام وجهه يهاجم ، وهو وحده في الخلاء يقاوم . اقسى ما تعانيه في التجارب هو الشعور انك تعبر اللهيب وحدك . حين ترتفع السنة النار حولك وتعلو فوقك وتتلفت بين السنتها فلا ترى احد بجوارك . لا احد يرى المك او يسمع صراخك . وتزداد قسوة التجربة ويحمّى الاتون سبعة اضعاف . حين ترقد في سرير المرض وتغرق في لون الحجرة الابيض . حين تحاول تحريك يدك فلا تتحرك او تحاول تقليب جسدك فلا ينقلب . ما ان تتجول بعينيك فترى آلات ٍ واجهزة ٍ وربطا ً ومحاليل وادوية . وتخترق بنظراتك الجو الساكن والادوات المتراكمة فترى ممرضة ً تُلقي ابتسامة . هي تجري بسرعة وخفة تلمسك في عجل ٍ لتتركك الى مريض ٍ آخر يحتاج اليها . الوحدة ُ تزيد المرض وتهدد الحياة . كذلك في كل تجربة ، الوحدة تضاعف آلام التجربة . الفشل يهوي بالانسان الى اسفل ، والوحدة في الفشل تُبقيه في الهاوية . الحزن لفقد الرفيق يكتم الانفاس ، والوحدة في الحزن تمزق القلوب . الظلم والاضطهاد يلقي المظلوم في اعماق السجون والوحدة تبني الاسوار حوله ، لكن المؤمن بالمسيح العارف الله دائما ً قي صحبة الله والمسيح . لا يعرف الوحدة ابدا ً ، دائما ً في شركة ٍ واتصال ورفقة ٍ رائعة . وسط النار يتمشى الله معه ، وسط العواصف يأتي ماشيا ً على الموج . فوق سرير المرض يرى المسيح ينحني ويحنو عليه . في سواد الحزن والموت يلمح وجهه . في هاوية الفشل يجد الرب ويده ترفعه ، خلف قضبان الظلم يصاحبه ويرافقه ، فتخف التجربة ، تخمد النار ، تخرج من قلب الصحراء الى الْخِصْبِ . يقول داود النبي : " دَخَلْنَا فِي النَّارِ وَالْمَاءِ، ثُمَّ أَخْرَجْتَنَا إِلَى الْخِصْبِ " ( مزمور 66 : 12 ) لا تحسد من لا يعبر التجارب ، التجارب تقوي الانسان وتثبته . النجاح والرقي والرفعة لا تتحقق بالايدي الناعمة بل بالايدي الخشنة المجربة . ربان السفينة الكفء من يمر بالعديد من العواصف والزوابع . طوبى لك إن مررت في تجارب متنوعة . افرح كما يقول يعقوب الرسول ، فالصبر وانت ترى المسيح بجوارك وسط التجارب يقودك الى الكمال .
|
||||
05 - 11 - 2012, 05:20 PM | رقم المشاركة : ( 592 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
587 - هل انت محصورٌ في سجن احتياج ؟ احتياج ٍ ملح تطلبه من الله ؟ قد تمر بازمة ٍ مادية طاحنة لا تجد ما يسدد المطالبات عليك . دين ٌ لا بد من سداده ، انفاق ٌ لا بد من القيام به ، حاجات اسرة ٍ وابناء . وترفع وجهك الى الله وتبسط يدك وتدعو وتنتظر سداد الاحتياج . وقد تمر بازمة ٍ صحية والم ، تجد نفسك هدفا ً لهجمات المرض . قلب ٌ ضعيف واهن لا يحكم الدورة الدموية ، يقيد الحركة ويهدد الحياة . رئتان ممزقتان يخترق الهواء ثقوبها ، يثقّل الانفاس ويكتمها . وجوف ٌ به مرض يستشري ويتجول يفتك ويمزق ويهري . وترفع وجهك الى الله تبتهل وتدعو وتستنجد وتطلب الشفاء . وغير ذلك من ازمات تلتف ٍ حولك وتضغط عليك وتطرد أمنك وسلامك . وفي ذلك كله وبايمان ٍ وثقة بالله ، تلجأ اليه ، تستدعيه وتسأله الخلاص . وتنتظر ، ويتأنى الله ، وتزداد حدة الازمات ويبدو الخلاص مستحيلا ً ، ويصرخ الايمان والرجاء في الله داخلك ، يقول : " كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ " ويهاجمك خاطر ٌ شيطاني : وهل أنا مؤمن ؟ وهل يستطيع الله ؟ نعم يستطيع وانت مؤمن . لماذا شككت ؟ " يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ ، لِمَاذَا شَكَكْتَ ؟ " لأن الله تأنى ، هو يتأنى لكنه لا يتأخر ، يتأنى بقصد ٍ ولهدف . قد يقصد ان يدربك وقد يهدف ان يعلّمك . يدربك على الايمان . الايمان كعضلات الجسد تحتاج الى تدريب ٍ لتتقوى . ويعلّمك ان تصبر . الصبر علم ٌ كبير يفتقده ُ الكثيرون ولا يتحلون به . كل رجال الله منذ القديم حتى الآن صعدوا السلم وعبروا الطريق . على حافة اليأس صرخ ابراهيم وقال : " أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ ، مَاذَا تُعْطِينِي وَأَنَا مَاضٍ عَقِيمًا " وتأنى الرب على ابراهيم حتى شاخ هو وسارة ، ثم اعطاه ابنه اسحق . في القيود وعلى الفراش الخشن في السجن ، عاش يوسف سنوات ينتظر الحرية . وتأنى الرب على يوسف زمنا ً ثم اطلقه ُ ورفعه ُ واجلسه على عرش مصر . واسحق ويعقوب وموسى وايوب وبولس وجميع القديسين تأنى عليهم الرب ثم استجاب . وانت وانا وكل مؤمن ٍ يتأنى الرب عليه ثم يستجيب ، لأن كل شيء ، كل شيء مستطاع ٌ للمؤمن .
|
||||
06 - 11 - 2012, 07:06 PM | رقم المشاركة : ( 593 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
588 - مر بولس الرسول بتجارب قاسية ثقيلة جدا ً في آسيا وواجه الموت في اقسى صوره . ويكتب عن ذلك ويقول : " فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَاتَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا . لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أَنْفُسِنَا حُكْمُ الْمَوْتِ ، لِكَيْ لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أَنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ " ) 2 كورنثوس 1 : 8 ، 9 ) أتجد في نفسك كما وجد بولس الرسول في نفسه ِ حكم الموت ؟ حكم الموت كان داخله ، يسكن جسده ، يقيم في نفسه . هل تشعر بضيق ٍ وحزن ٍ وألم ٍ واحباط ؟ حكم الموت في نفسك . هل تشعر بالم ٍ وتمر بمرض ٍ طويل ٍ صعب الشفاء ؟ حكم الموت في نفسك هل تعاني من ظلم ٍ واضطهاد وغبن وقهر ؟ حكم الموت في نفسك . هل تقاسي من وحدة ٍ وهجر ٍ وانكار ٍ وغدر ؟ حكم الموت في نفسك . لكن الرسول بولس ينير الطريق ويقول : لا تكن متكلا ً على نفسك ويؤكد وينصح ويوجه : لأن تتكل على الله الذي يقيم من الاموات . الموت في نفسك حتى ولو كان الموت داخلك ساكنا ً فيك . الموت لا يقوى على الذي يقيم من الاموات الذي سوف يقيمك منه . لعازر صرعه الموت ولفه ُ في لفائفه ، والقى به في القبر حتى انتن . لم يستطع لعازر ان يفعل شيئا ً ولا اختاه ولا اصدقائه ، حتى جاء من يستطيع ، ذاك " الَّذِي يُقِيمُ الأَمْوَاتَ " جاء المسيح . وهكذا ، وانت وانا وكل مؤمن مهما كان لنا في انفسنا حكم الموت سواء كان موتا ً جسديا ً يسكن اعضائنا بمرض ٍ أو ظلم ٍ أو وحدة أو ألم ، أو كان موتا ً روحيا ً بالحكم القديم الازلي الذي ورثناه من آدم ، يأتي قاهر الموت معطي الحياة ، يأتي الرب في وقته ِ ويسرع به ( اشعياء 60 : 22 ) وينادي ويقول ً : " هَلُمَّ خَارِجًا ...... حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ " ( يوحنا 11 : 43 ، 44 ) بكل القوة وكل الحياة . ومن هذا الموقف و ذلك الضيق ننظر الى المستقبل في رجاء ٍ وثقة وأمان . فيقول الرسول بولس ايضا ً : " الَّذِي نَجَّانَا مِنْ مَوْتٍ مِثْلِ هذَا ، وَهُوَ يُنَجِّي . الَّذِي لَنَا رَجَاءٌ فِيهِ أَنَّهُ سَيُنَجِّي أَيْضًا فِيمَا بَعْدُ. " ( 2 كورنثوس 1 : 10 ) اجعل هذه الكلمات تعزيك ، تعزى بها وعزي بها غيرك ، فالذي يتعزى قادر ٌ أن يعزي الآخرين . فكما تكثر الآلام تكثر التعزيات .
|
||||
08 - 11 - 2012, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 594 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
589 - وعد الله ابانا ابراهيم ان يجعله امة ً كبيرة ويباركه ويعظم اسمه " فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا ً" . وانتظر ابراهيم تحقيق الله لوعده ، ومرت السنون سنة ٌ وراء سنة . كان يراقب السنين وهي تغيب في الزمن وهو باق ٍ ينتظر . وكان يتحسس التجاعيد وهي تغزو وجهه والوهن يغزو جسده . وشاخ ابراهيم وتقدمت السن بسارة حتى قالت في نفسها : " أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ " اما ابراهيم حتى بعد اصبح كما يقول الكتاب " مُمَاتًا " لم يهتز ايمانه ابدا ً او يتزعزع . تمسك بوعد الله وانتظر تنفيذ الله لما وعد به . وهل يستحيل على الرب شيء ؟ . وكما يقول بولس الرسول : " وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا " الله لا يعد بشيء ٍ لا يستطيع ان يفعله . الله عظيم ٌ ووعوده عظيمة ، وله القدرة كل القدرة ان يفعل ما وعد به . وتوالت السنون واشرقت الشمس وغربت آلاف المرات . كان ابراهيم كلما نظر الى السماء رأى موارد الله لا تنضب . وانتظر ، وانتظر ، وانتظر . كان يؤمن ان جود لا يُحد " وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ ........ وَوَلَدَتْ لإِبْرَاهِيمَ ابْنًا فِي شَيْخُوخَتِهِ " بعد ان اصبح مماتا ً وبعد فناء سارة . أقيم ابراهيم ابن مئة سنة حين نفذ ابراهيم وعده له بأبن ٍ من صلبه . لم يشك ابراهيم في الله لحظة ً طوال سنوات عمره ولم ييأس او يفشل . عرف ان الله قادر ، وعرف ان موارد الله وفيرة . نعم الله قادر كل القدرة وموارده وفيرة كل الوفرة ، ومتاحة ٌ لك ولي ولنا جميعا ً . وعود الله وعهوده باقية . الوهن فينا ، الضعف داخلنا ، الشك يلون طلباتنا . نتقدم الى الله بإيمان ٍ مرتخي وثقة ٍ مهتزة ويقين ٍ مرتجف . حسب ايمانك يكون لك ، على قدر توقعاتك تنل . الله يُعطي من يمد يده ليأخذ ، ويهب من يسأل وينتظر . وبرغم وفرة ما لديه لكن الله يُعطي على قدر فتحة الكف . إن فتحت كفك قليلا ً أعطاك قليلا ً ، وإن فتحت كفك كثيرا ً أعطاك كثيرا ً . إن فتحت بعض الكف ملئها بعض الملء ، وإن فتحت كل الكف ملئها كل الملء .
|
||||
09 - 11 - 2012, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 595 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
590 - وانت تسير في الطريق الذي اعتدت ان تسلكه كل يوم هل تنظر وتدقق وتفحص الاشياء حولك ؟ أما اعتدت عليها . التعود يجعل كل شيء ٍ مألوفا ً لا جديد فيه . تتحرك قدماك وحدهما وتقود العادة طريقك الى ان تتغير الاشياء وتختلف او تتغير انت وتختلف . إن تغيرت الاشياء يكون عليك ان تتأملها لتتعرف عليها ، وإن تغيرت نظرتك تجد الاشياء القديمة وقد تجددت . الشجرة القديمة تراها باسقة ، الوجوه القديمة قد اشرقت . والانسان مخلوق ٌ قديم غيرته العصور وطورته الحضارات لكنه لم يتجدد او يتبدل . يزيد عليه الزمن والعلم والتقدم خطوطا ً لكنه لا يجدده الى ان يحل فيه المسيح ويسكن فيه روح الله فيعيد خلقه من جديد . يقول بولس الرسول : " إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَة ٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا." خليقة ٌ جديدة ، الكل جديد ، لا الشكل ، فالشكل هو ، هو . شكل الانسان لم يتغير منذ صنعه الله ورسمه وشكّله كما نراه . التجديد يتم في داخل الانسان وداخل الانسان اكثر تعقيدا ً من خارجه . وحين يحل المسيح في الانسان يموت بصليبه ويحيا بقيامته حياة ً جديدة . يؤكد ذلك بولس الرسول بقوله : " حَامِلِينَ فِي الْجَسَدِ كُلَّ حِينٍ إِمَاتَةَ الرَّبِّ يَسُوعَ ، لِكَيْ تُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا . لأَنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا الْمَائِتِ . " ويصور بولس الرسول اجسادنا باوان ٍ خزفية تحتوي على كنز ٍ ثمين . يقول : " وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا." انا وانت وجميعنا أوان ٍ خزفية . هذا شكلنا الخزفي القديم . ويحل المسيح فيك بروحه ويدخل انائك الخزفي ، هذا هو الكنز ، المسيح ، الروح القدس . هذا هو السر العظيم ، القديم مضى والجديد حل . والجديد فيك يتجدد دائما ً ، وترى الاشياء من وجهة نظر الله الموجود فيك ، وتحكم على الامور بحكم الله الذي يتحرك داخلك وتصبح بحق اناء ً خزفيا ً يحتوي على كنز ٍ ثمين وتصبح الخليقة القديمة خليقة جديدة رائعة .
|
||||
11 - 11 - 2012, 09:17 AM | رقم المشاركة : ( 596 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
591 - في يد كل واحد منا كأس ٌ تحتوي شرابا ً مرا ً علينا ان نشربه . وننظر بألم ٍ وخوف ٍ وتردد ٍ ودهشة الى الكأس والى الشراب الذي فيها . ونرى الشراب يتحرك داخل الكأس ويلمع كنصل سكين حاد مسلول ليطعن . ويتموج ويتراقص ويتلوى ويبدو لنا كحية ٍ سامة تتهيأ لتنقض وتقتل . ونتسائل في استنكار : أنا يا رب ؟ أنا ، هذه الكأس تعطيها لي ؟ أنا يا رب يصيبني هذا المرض ؟ هذا الضعف ، أنا ؟ أنا يا رب يحل بي هذا الفشل ، هذا الاحباط ، هذا اليأس ، أنا ؟ أنا يا رب يمر بي هذا الضيق ، هذه الحرب ، هذا الصراع ، أنا ؟ أنا يا رب يعصرني هذا الظلم ، هذا الغبن ، هذا الجرم ، أنا ؟ وفي حيرتنا واعتراضنا ، في ترددنا ورفضنا نصل الى بستان ، بستان جثسيماني ، ونرى يسوع هناك يقف وحوله يحيط الأعداء ، بعصي ٍّ وسيوف يتقدمهم يهوذا الخائن . ويمنع الرب يد بطرس من ان تعيد الضرب بالسيف . ويقول المسيح معاتبا ً بطرس معلنا ً للعالم ولنا : " الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟." ( يوحنا 18 : 11 ) هذه الكأس معطاة ٌ لنا من الآب ، الآب الذي يعرف ما بك وما بالكأس . الآب الذي يُحبك ويهتم بك ولا يسمح بشعرة ٍ من رأسك أن تُمس . الآب الذي نقشك على كفه الذي يرى من يمسك يمس حدقة عينيه . هذا الآب اعطاك واعطاني واعطانا جميعا ً هذا الكأس . ألا تشربها ؟ ألا أشربها ؟ ألا نشربها ؟ لو شربت الكأس ، كأس المرارة ، كأس المرض ، كأس الفشل والألم والظلم ، لو شربتها كما يريدك الله فسوف تبلغ المستوى الذي يريدك ان ترتفع اليه . ولو رفضتها وابعدتها وحاولت الالقاء بها بعيدا ً عنك لرفضت الله صاحب الكأس . ورفض الله ليس بالشيء الهين . رفض الله يجر كل المتاعب الزمنية هنا . يجر على نفسك الحرمان من الشركة مع الله ، الحرمان من نعمة الله . في معاناته صرخ بولس الى الله وتضرع ليرفع عنه شوكة ً في الجسد ، فقال له : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كورنثوس 12 : 9 ) الآب يغطي المرارة التي بالكأس بنعمة ٍ متفاضلة . نعمة ٍ اعظم واكبر واحلى من كل مرارة ٍ توجد في الكأس . الكأس التي اعطاك الله الا تشربها ؟ اشربها كما شربها قبلك المسيح .
|
||||
12 - 11 - 2012, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 597 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
592 - بعد ان مات المسيح اخذ يوسف الرامي جسد المسيح وانزله من على الصليب ولف جسده بكتان ٍ نقي ووضعه في قبر ٍ جديد كان قد نحته في الصخر . ودحرج على باب القبر حجرا ً واغلقه . وكانت مريم المجدلية ومريم الاخرى جالستين اتجاه القبر . جلستا تجاه قبر المسيح ، حزن ٌ يعتصر قلبيهما ، دموع ٌ تملأ عيونهما . من خلال الدموع كانتا تبصران القبر يهتز باهتزاز الدموع وهي تسيل . اعمى الحزن بصرهما واغلق الألم عقليهما وملأ اليأس قلبيهما . الحزن لا يرى ، يعمي ، والالم لا يفهم ، يمزق . واليأس لا يرحم ، يقتل . كل ما رأتاه كان القبر ، الموت ، النهاية ، فجلستا اتجاه القبر . المسيح انتهى ، مات ، السهم طاش ، الوعد بالمخلّص لم يتحقق . وتوقف الزمن عند باب القبر ، وانهزم الرجاء امام الحجر الكبير ، لكن الفجر غزا الليل . وفي الصباح الباكر لليوم الثالث قام المسيح ، انسل من الاكفان ، تحرر من قبضة الموت ، خرج من ظلام القبر . وعادت النسوة الى القبر لتجلسن اتجاهه مرة ً أخرى ، ووجدن الحجر مدحرجا ً والقبر فارغا ً وجسد المسيح مختفيا ً . وظهر ملاكان من نور وهن ّ خائفات ، منكسرات وقالا : " لِمَاذَا تَطْلُبْنَ الْحَيَّ بَيْنَ الأَمْوَاتِ؟" ( لوقا 24 : 5 ) الحي لا يوجد بين الاموات ، الحي لا يسكن في قبر ، الحي لا يُلف بالاكفان . المسيح الحياة لا يمسكه موت ، المسيح الخلاص لا يقيده قبر . والمؤمن بالمسيح لا يغلبه الموت ، فكما قام المسيح منتصرا ً يقوم هو . المؤمن بالمسيح لا يستعبده القبر ، فكما تحرر المسيح يحرره هو ايضا ً . هل تؤمن ان المسيح قد قام من الموت ؟ هل تؤمن ان قبر المسيح فارغ ٌ لا جسد به ؟ لا تركع بجوار قبر المسيح تبكي وتحزن وتبتأس . ارفع رأسك نحوه تره ُ قائما ً يمد يديه اليك يناديك أن تقبل خلاص الرب ، تقبل الحياة الأبدية . حسبت المريمات القبر نهاية المسيح ، بينما القبر كان البداية ، بداية طريق المجد . المسيح بعدما أقيم من الأموات لا يموت ايضا ً ، لا يسود عليه الموت بعد . وانت ايضا ً حين تؤمن بالمسيح لا يسود عليك الموت بعد . إن كنت قد مت مع المسيح فستحيا معه ايضا ً هنا والآن ، وهناك الى الأبد .
|
||||
14 - 11 - 2012, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 598 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
593 - «لَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ.» (يعقوب 2:4)
يثير مِثل هذا العدد سؤالاً مهماً. لا نملك لأننّا لا نطلب ، فما هي الأشياء العظيمة التي نفتقدها في الحياة لأننّا لا نطلبها بالصلاة. سؤال شبيه بهذا يُثار في يعقوب 16:5، «طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا.» فإن لم يصلّي هذا البار، فهل نستغرب من قلّة الإنجازات بواسطته؟ المشكلة مع كل منّا هي أننّا لا نصلّي بما فيه الكفاية ، أو عندما نصلّي ، نطلب قليلاً. نحن ما يقول عنّا س. ت. ستاد «نأكل ما يمكننا من الفُتات بدل أن نقبض على المستحيل.» صلواتنا بسيطة ضعيفة الخيال بدل أن تكون جريئة وجسورة. ينبغي أن نكرم الله بالصلاة لأجل أمور عظيمة. وبحسب كلمات جون نيوتن، أنت تقف أمام ملك ، فأحضر التماسات عظيمة ، لأنّ نعمته وقوّته تتّسع لمطالب كثيرة. نكرم الله عندما نعمل هذا، نُغني أنفسنا روحياً. يحب أن يَفتح كنوز السماء ويُغدقها علينا، لكن عدد اليوم يقول لنا أنه يعمل هذا استجابة للصلاة. يبدو لي أن هذا العدد يجيب على سؤال نسمعه دائماً. والسؤال هو: هل فعلاً تحرّك الصلاة الله ليعمل أشياء لا يعملها بطريقة أخرى ، أو هل تضعنا الصلاة بانسجام مع ما يشاء أن يعمل ؟ يبدو أنّ الجواب واضح: يعمل الله أشياء استجابة للصلاة لا يعملها في طريقة أخرى. يهيم خيالنا في اتجاهين حين نتأمّل هذا الموضوع. أولاً، نتذكّر الإنجازات العظيمة التي جاءت نتيجة مباشرة للصلاة. نقتبس كلمات عبرانيين 33:11و34 متذكّرين هؤلاء «الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ.» لكن يمكننا أن نتذكّر ما يمكن أن نكون قد أنجزنا نحن للمسيح لو طلبنا منه. نستطيع أن نتفكّر بالوعود الكتابية العديدة والثمينة التي فشلنا في المطالبة بها. كنّا ضعفاء حين كان من الممكن أن نكون أقوياء. لقد أثّرنا على القليلين لأجل الله ، بينما كان من الممكن أن نؤثّر على الآلاف أو حتّى على الملايين. لقد طلبنا دونمات بينما كان بإمكاننا أن نطلب قارّة بأكملها. كنّا فقراء روحيّاً بينما كان بإمكاننا أن نكون أقوياء أصحاب نفوذ. لا نملك لأننّا لا نطلب. |
||||
15 - 11 - 2012, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 599 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
594 - يعلن لنا الله الحقائق من خلال الطبيعة وربما من خلال العاصفة الشديدة . في يوم ٍ من الايام أظلمت الشمس وهاجت رياح ٌ شديدة ظلت تُطيح بسرعة شديدة بكل ما على الارض امامها وكأنها تعلن الحرب المدمرة لكل من يقف في طريقها . انتهت العاصفة وبدأت الغيوم تتبدد وبدأ نسيم ٌ لطيف ٌ يعلن عن زرقة السماء الصافية من جديد ، ولكن مع عودة الطبيعة الجميلة ظهرت مناظر مؤلمة منها : الاشجار الضخمة العالية هوت على الارض مهزومة امام حرب العاصفة في حين توجد اخرى صغيرة قزمة تحملت وصمدت امام الرياح ، وهنا اعلنت العاصفة انها المحك والوسيلة الحقيقية التي تُعلن عن نوع وقوة الاشجار . هناك اشجار لها منظر القوة والضخامة وهي من الداخل فارغة وبلا جذور . توجد ايضا ً اشجار ٌ لها منظر التواضع ولكنها قوية بماء الحياة الذي يسري فيها ويمدها بالجذور العميقة القوية في تربة ٍ خصبة . وتوقفت ُ هنا لأتسائل : من انا امام الرياح وعواصف الحياة وضغوطها واوجاعها ؟ هل انا تلك الشجرة اللامعة وسط المجتمع الناصحة المرشدة المصلية الواعظة ، ولكني امام الرياح القوية أو التجارب اهوي واسقط ؟ ام انا تلك الشجيرة التي ترتوي بحب يسوع الذي يحييها وحضنه ِ الذي تعرف طريقه عند الشدائد فتزرع رأسها فيه وتأخذ قوتها منه ؟ هل انا نخلة عالية رأسي الى فوق حيث ربي يسوع وجذوري ثابته فيه ؟
|
||||
16 - 11 - 2012, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 600 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
595 - في خوفه ِ من اخيه عيسو وهو عائد ٌ من عند خاله ِ لابان ومعه ثروة ٌ كبيرة ، نام نوما ً قلقا ً وحده وفي الليل " صَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ " . وفي مصارعته ضرب حق فخذه وانخلع حق فخذ يعقوب في الصراع ، وقال له مصارعه : " أَطْلِقْنِي " ، لكن يعقوب تشبث وتعلق به ورمى كل ثقله ِ عليه ، فقال : " لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي " . وباركه قائلا : لقد " جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ . " . واحيانا ً يرى الله ان نتصارع معه ، لا مصارعة ً جسدية كما حدث ليعقوب ، بل مصارعة ً في الصلاة ، الله يستحسن المصارعة في الصلاة . والعجيب ان الله في مصارعتنا له في الصلاة يسمح بأن نقدر ونغلب . نحن لا ننال ما نبتغيه ونطلبه اذا لم نتعلق بالله بقوة ونصارع ونجاهد . نُلقي بانفسنا عليه في الصلاة ، نرمي بثقلنا كله عليه ، نمسك به بقوة . احيانا نتسائل في تعجب : وهل يستطيع الانسان الضعيف ان يتحدى قوة الله ؟ هل نغتصب بركة الله اغتصابا ً بالقوة والمصارعة والعراك والجهاد واللجاجة ؟ في عراكنا وصراعنا وجهادنا ننال ما نريد من بركة اذا سلمنا لارادة الله . لا استسلام بل تسليم ٌ له وتعلق ٌ به ومثابرة ٌ على الايمان والصلاة . تسليم ارادتنا لارادته ومشيئتنا لمشيئته واهدافنا لاهدافه بلجاجة ٍ والحاح ٍ وصراع ٍ في الصلاة نطلب ارادته لا ارادتنا ومشيئته لا مشيئتنا وقصده لنا لا قصدنا لانفسنا وقصده لنا لا قصدنا لأنفسنا . الصراع والجهاد لا يعني المقاومة والتناحر والتقاتل . المصارعة لها وسائل واساليب فنية تصل بالمتصارعين الى النصر. حين تصارع في طلبتك للشفاء من مرض سلم نفسك لله ليحقق قصده فيك . حين تجاهد في صلاتك لطلب بركة خاصة افتح يدك لله لينفذ رغبته لك . والمصارعة والجهاد مع الله له مسحة رائعة ولذة كبيرة . حين تمسك يدك به وتقبض اصابعك عليه وتتلاحم معه تشعر بدفء محبته يملئك وحرارة نعمته ِ تغمرك . تُحس بقوته تحيط بك وقدرته تحرك جسدك . وتسعد بالصراع مع الله ويسعد الله بالصراع معك ، ويحقق مشيئته لك ويباركك ببركاته كثيرا ً ، وتنتفض وتغلب وتفوز في الصراع ويلبسك الله الاكليل ويطوقك بالبركات .
|
||||
|