07 - 07 - 2012, 09:22 PM | رقم المشاركة : ( 51 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
علي خطوات الموت ... هل يا تري حياة القداسة مطلوب لها التظاهر وحُب الظهُور .؟ لقد عاش بينهم رفيق حياة حتى قارب النهاية نهاية الموت ، وهنا أكثر أخواته الرهبان والمفروض فيهم عدم ظن السُوء ، قالوا في قلوبهم .. كيف يعيش هذا الراهب في وسطنا ، وفي مكان مقدس تملأه أنفاس القديسين بهذا التواني وهذا الكسل ..؟ نحن لا نستطيع أن نحتمله فهو غريب في كل تصرفاته ، آهـ من خجل أي زائر لديرنا هذا ..؟ حقاً أنه بقعة سوداء تلطخ جبيننا ، ومن الغريب أن رئيس الدير ساكتاً عنه ولم يأمر بطرده ، هكذا كانت حياتهم تذمر في تذمر من سلوك زميلهم هذا ، وهكذا ظنوا السُوء به وتمنوا من كل قلوبهم أن يفارقهم لكي تستريح أفكارهم ، هكذا ظنوا ، ولكن حين جاءت الساعة التي يترك فيها زميلهم هذا ، يترك هذا المتواني الدير ، لا بل نقول وكل العالم . فقد مرض مرض الفراق وهو الآن في النزع الأخير ، وهنا كعادة الرهبان أن يجتمعوا حوله عساهم يتعلمون درساً نافعاً لهم ، ربما يكون هذا الدرس قد فات عليهم فيجب أن يتعلموه في دوامة العمل ، وكم كانت دهشة الرهبان فقد حسبوه أنهم سيرونه منزعجاً خائفاً من الموت ، شأن كل خاطئ ، لكنهم رأوا العكس رأوا الفرح وهو يرتسم علي وجهه وكان الهدُوء يشمله وهنا طلبوا منه أن يخبرهم عن سر كل هذا الفرح الغامر الذي يلفه ، ففتح فاه وقال كلماته الأخيرة والتي كانت بمثابة درس روحي نافع لحياتهم . نعم يا آبائي المكرمين لقد أنفقت حياتي كلها في غير الواجب ، وأضعت حياتي في الكسل والتواني ، ولكن حدث الآن وانا أجتاز ساعة الموت ، أن دخل الملاك وبيده كتاب خطاياي وبادرني القول .. أتعرف كتاب من هذا .. " الملطخ بالوحل ..؟ " أجبته . نعم نعم أعلمه تماماً أنا الذي صنعته بنفسي وبإرادتي ولكن في رجاء قلت للملاك وفي توسل . هذا هو فعلاً عملي ولكني منذ صرت راهباً ما دنت أحداً من الناس أو أزدريت بأحد ولا نمت وفي قلبي حقد علي أحد ، وأنا أرجو أن يكمل في الله وعده .. " لا تدينوا لكي لا تدانوا . أتركوا يترك لكم " . أنه حقي انجيل ربنا يسوع المسيح . للحال يا إخوة مزق الملاك كتاب خطاياي ، بسبب حفظي لهذه الوصية .. وبعد أن أفرغ الراهب من الكلام أسلم الروح .. وهنا أنتفع الأخوة وتعلموا درساً هاماً وسبحوا الله .. لأنه حقاً أن المحبة لا تظن السُوء . |
||||
07 - 07 - 2012, 09:22 PM | رقم المشاركة : ( 52 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
المحبة العملية .. وكما ذكرنا بأن محبة هذا الراهب لله كانت محبة عملية ، فالمحبة العملية الحقيقية هي محبة عملية ، وفي ذلك قال القديس يوحنا الرسول ..." لا نحب بالكلام ولا باللسان ، بل بالعمل والحق " (1يو3: 18). ونُعني هنا وننصح لما ينصحنا الكتاب محبة الأسرة لطفلها ، هي محبة عملية ، فيها الأهتمام بغذائه وصحته ونظافته وتعليمه ، وكذلك الأهتمام بروحياته . وتلقينه الدين ، وتدريبه علي الفضيلة ، والمحبة نحو الله تتطلب الإيمان المصحوب بالأعمال ، وهنا مطلوب منا نتحلي بهاتين الصفتين معاً . والمحبة نحو الناس تتطلب المشاعر ، والعمل أيضاً ، هذه هي المحبة العملية ، وماذا تفعل المحبة أيضاً التي لا تظن السُوء .. فهي .. |
||||
07 - 07 - 2012, 09:23 PM | رقم المشاركة : ( 53 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
تبني بيتها ... وتعالوا بنا لنسمع تلك القصة العملية .. قال الكتاب المقدس عن المرأة الحكيمة .. حكمة المرأة تبني بيتها ، والحماقة تهدم بيدها .. وهذا معناه أن الحصول علي المرأة الحكيمة ، كالتحصيل علي كنز كبير وعظيم ، كانت إمرأة قروية ، ما اوتيت من العلم إلا قليلاً ، ولكنها كانت تتحلي بصفات أخري أعظم من العلم ، كانت حكيمة ومملوءة من الحكمة ، وعند معرفتك بها تشدك محبة زوجها لها ، وثقته الشديدة بها وأرتباطه الوثيق فكراً وروحاً بها ، وأحترام لأرائها ووجهات نظرها ، وقوة أرادتها وصلابة شخصيتها ، ولكن حياتها كانت عجيبه ومحبتها كانت محبة عملية . لقد أقترنت بزوجها قرابة نصف قرن من الزمان ، لقد وفدت إلي بيته عروساً لم تكتمل نصف عقدها الثاني ، ومن هذا التاريخ وهما يضربان بقدميهما أرض الحياة معاً . في محبة عملية وثقة وأحترام ذائد ، والسبب في هذا يرجع إلي تلك الحادثة : أغضبته في تصرف معين كان هذا في أوائل رحلة الحياة الزوجية ، ومن هنا طردها من البيت ولم تجد سوي أن تطرق باب بيت أبيها لتلوذ فيه بالراحة وتحتمي تحت سقفه ، وطالت نمينتها وصممت أن تظل في بيت أبيها حتي يجئ هو ويصطحبها إلي بيتها ، ولكنه رفض أن يحضر ومن هنا الحكاية تشعبت وكبرت ، ولكنها ذات يوم سمعت من جارتها بأن زوجها يرقد مريضاًَ ، فللوقت لم تستشر أي أحد وصممت بكل محبة بأن تقودها أقدامها مسرعة إلي بيته وبيتها ، حيث كان يرقد زوجها يعاني من مرض بالكليتين . هنا دفعت الباب فأنفتح لها ودخلت علي زوجها كالمجنونة وظلت تقول له ، ألف ألف سلامة عليك يا حبيبي ، يقطعني ياريت كنت أنا وإنت لأ ، يارب إللي في جسمك يهديهوني ربنا في جسمي وقده عشر مرات ، أنا خايفة يا أخويا لأكون أنا السبب . وهنا وجد الزوج نفسه في امتحان صعب ، ولكنه كعروي جمع كل مشاعره وكبتها وسجنها ، ولم يبادلها بكلمة واحدة من هذا الكلام الحلو ، وحبس أنفاس محبته ، فرددت علي أذنيه هذا الكلام مرة ثانية ، أما هو فأستدار نحوها زاجراً هاجراً يأمرها بالعودة من حيث أتت ، فأبوها أولي بخدمتها منه ، وبيت أبيها أحق ببقاءها فيه من بيته ، ولكن كما قلنا كانت محبتها محبة عملية من نحو زوجها وإعتقدت بأن كلامه لها ليس من القلب ، لأن المحبة بالفعل لا تظن السوء ، بكل أدب ردت عليه وقالت أطردني زي ما أنت عايز ، أنا مش هأرجع تاني بيت أبوي إلا لما تخف وتقف علي رجليك وتبقي سيد الرجاله ، أنا عايشه معاك هنا خدامه ولما ربنا يديك الصحة هارجع بيت أبوي مرة ثانية ، لكن طالما أنت مريض مش هاسيبك ولا لحظة ، لما تشفي يبقي لنا كلام تاني مع بعض . أنت راجلي وحبيبي ، أن كنت أقعد معاك ولا أرجع مطرح ماكنت . وساعتها ربت علي كتفها بمودة ومحبة وأمسك يديها في حياء كامل وهو يقدم أعتذاره عما بدي منه من أسلوب وألفاظ وكلمات جافه ، وزادا أحترامه لها ومحبته فيها إنضمها إلي صدره متأسف ونادماً علي ماجري منه . لذلك يجب أن نعيش بروح المحبة وروح الأحتمال وكما يقولون بأن ( الصبر جميل ) وهذه القصة تبين لنا معدن الزوجة الأصيلة التي لا تستطيع أن تفرط في زوجها مهما جرت من أحداث فهي ستظل لزوجها وزوجها أيضاً سيظل لها ، وهنا يبني البيت السعيد ويكون الرب حاضراً بإستمرار بداخله . |
||||
07 - 07 - 2012, 09:25 PM | رقم المشاركة : ( 54 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
قوة المحبة .. يقول الكتاب ( المحبة قوية كالموت ، مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها ) ( نش8: 6-7 ) وكما يقول قداسة البابا شنودة الثالث .. المحبة قوية من الناحية الإيجابية ، فيما تقدمه من بذل وعطاء ، وتصل إلي بذل الذات من أجل من تحبه ، وهي قويه من الناحية السلبية في احتمالها لأخطاء من تحبه ، مهما فعل . ولذلك قال عنها الرسول .. " المحبة لا تسقط أبداً " ( 1كو3: 8 ) . أما الإنسان الذي يفقد محبته لصديق أو حبيب ، بسبب كلمة قيلت أو تصرف مخطئ ، فقد تكون محبته ضعيفة ، المحبة أستطاعت أن تصعد علي الصليب ، لكي تخلص وتفدي المحبة القوية ، أحتملت أنكار بطرس ، وشك توما ، وهروب التلاميذ وقت القبض علي المعلم الصالح . المحبة القوية يمكن أن تشمل الأعداء والمسيئين ، وتبارك لاعنيها ( مت5 ) . نعم .. الذي يحتمل هو القوي والذي يهين غيره هو الضعيف |
||||
07 - 07 - 2012, 09:26 PM | رقم المشاركة : ( 55 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
الفهرس + مقدمة للقس / أثناسيوس يوسف + مقدمة للمؤلف / أ يوسف حليم + تأملات عن المحبة 1- المحبة تتأنى وترفق 2- المحبة لا تحسد 3- المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ 4- ولا تطلب ما لنفسها 5- ولا تحتد 6- ولا تظن السُوء 7- ولا تفرح بالإثم 8- تحتمل كل شئ 9- تصدق كل شئ 10- ترجوا كل شئ 11- وتصبر علي كل شئ + المحبة وما مقدارها + الطاعة وبائع السمك + تتأنى وترفق + المحبة لا تحسد + لا تتفاخر ولا تقبح + ولا تطلب ما لنفسها + ولا تحتد + ولا تظن السُوء + الفهرس |
||||
12 - 09 - 2012, 10:25 PM | رقم المشاركة : ( 56 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
أتمنى يكون الكتاب سبب بركة فى حياتنا جميعاً |
||||
13 - 09 - 2012, 09:42 AM | رقم المشاركة : ( 57 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب المحبة جوهر المسيحية
شكرا على الكتاب يا رامز
بجد مجهود كبير ربنا يباركك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن المحبة هي جوهر الملكوت |
قيامة المسيح جوهر الديانة المسيحية |
جوهر العقيدة المسيحية |
تابع جوهر الحياة المسيحية |
موضوع متكامل عن جوهر الحياة المسيحية |