وكل مخطوطة لا تتبع فيها هذه التعليمات تُدفن في الأرض أو تُحرق أو تُرسل للمدارس لتُقرأ فيها ككتب مطالعة، ولا تُستعمل في المجامع ككتب مقدسة.
من هذا نرى سبب قلَّة عدد مخطوطات العهد القديم الموجودة عندنا اليوم، وهو برهان على الصحة للدقة المتناهية التي كان يراعيها النساخ، فإنهم لـم يكونوا يقبلون أية مخطوطة إلا إذا كانت مطابقة تماماً للمخطوطة الأصلية (2).
ويقول فردريك كنيون إن المخطوطة الجديدة التي روعي في نسخها كل هذه الدقة تُعتبر مساوية تماماً للمخطوطة القديمة، دون التفات لقدمها. بالعكس كانت المخطوطة تُعتبر أفضل، لأن المخطوطة القديمة كانت تتآكَل وتتمزق، فتصبح غير صالحة للاستعمال.
وكان اليهود يحفظون بعض المخطوطات القديمة المتآكلة أو الممزقة في خزانة بالمجمع ولا يستعملونها، وقد اكتُشفت بعض هذه المخطوطات اليوم. وهكذا كانوا يعتبرون المخطوطة الجديدة أفضل لخلوها من أي تلف. وعندما كانت الخزانة تمتلئ بالمخطوطات القديمة، كانوا يحرقونها ويدفنونها في الأرض وهذا هو سبب قلة عدد المخطوطات العبرية القديمة اليوم (13)، بالإضافة إلى الاضطهادات التي تعرّضوا لها هم وأسفارهم وممتلكاتهم.
ولـم يكن اهتمام اليهود بالمخطوطات المقدسة أمراً حديثاً بعد سقوط أورشليم لكنه كان منذ القديم، فيُقرأ أن عزرا كان كاتباً ماهراً (عزرا 6:7و10) أي أنه كان كاتبا محترفاً ماهراً في الأسفار المقدسة.