24 - 07 - 2014, 03:45 PM | رقم المشاركة : ( 51 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
احذر أن تفقد الأبدية لعل كلمات بولس الرسول "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للأخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضا" (1كو 27:9) تعني هذا المعنى. أن كثيرين قد بدأوا بالروحيات ولكنهم خسروا أبديتهم في النهاية وأول شخصية بدأت بالخدمة مع السيد المسيح، وأنتهت القصة بفقدانها الأبدية هي شخصية يهوذا الأسخريوطي. ذلك التلميذ الذي أعطاه الرب أن يعمل المعجزات، وأنتهت حياته بإرتكاب جريمة الخيانة والغدر مع سيده، وبعد ذلك قضى عليه شيطان اليأس فخنق نفسه، وذهب إلى هوة الجحيم. إن بولس الرسول يتحدث عن ديماس الذي كان يعمل معه في الخدمة، ولكن تركه حيث أحب العالم الحاضر "ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر" (2تي10:4). أيضًا يوضح لنا التاريخ أن بعض القادة الخدام في الكنيسة خسروا أبديتهم حيث قد انحرفوا إلى هرطقات وبدع عقيدية خطيرة مثل أريوس، ونسطور، وأوطاخي وغيرهم... |
||||
24 - 07 - 2014, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 52 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
الفتور والجفاف الروحي في الخدمة لذلك يا عزيزي الخادم كن في يقظة مستمرة من أجل خدمة خلاص نفسك، وأحذر أن تفقد أبديتك، وليعطنا الرب نعمة لكي نتفهم أهم الأسباب التي يحاربنا بها عدو الخير في الخدمة، وغرضه من هذه الحرب هو أن يفقدنا أبديتنا، وأيضًا لكي نكون مثلا يقتدي به الكثيرون عندما يمتنعوا عن الدخول في هذا العمل المبارك لئلا تكون نهايتهم نفس النهاية، وبذلك يكون قد أستطاع أن يعطل هؤلاء أيضًا عن نوال بركات الخدمة في حياتهم مما يجعلهم يجفون في روحانيتهم، ويصابون بالفتور، أما عن هذه الأسباب فهي تتلخص فيما يلي: أ- تسلط فكر البر الذاتي ب- الانشغال بخدمة الغير عن خدمة النفس * نصائح للخادم الذي تشغله الخدمة عن حياته الروحية 1- حياة الخلوة |
||||
24 - 07 - 2014, 03:47 PM | رقم المشاركة : ( 53 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
تسلط فكر البر الذاتي سبق أن أشرنا إلى هذا الموضوع عند الحديث عن عبادة الذات كإحدى العبادات الموجودة في الخدمة. ألا أننا في هذه الفقرة نريد بإرشاد الروح القدس أن نوضح بتفصيل أكثر مفهوم البر الذاتي كضربة من الضربات اليمينية التي يشاء عدو الخير أن يوجهها ليحارب بها الخادم لعله يفسد خدمته ومن ثم يفقد أبديته. يتسلط هذا الفكر على الخادم عندما يشعر أنه قد وصل إلى درجة من النمو الروحي والمعرفة الكنسية مما يجعله يعتقد أنه أفضل من غيره... وأن لديه الكثير من المعلومات التي يستطيع بها أن يرشد أي مخدوم في أي موضوع من الموضوعات، وفي أي مشكلة من المشكلات. وفي موقع الفريسي الذي دخل أمام باب الهيكل مع العشار، وأندفع في الحديث مع الله يشكره لأنه ليس مثل باقي الناس، ولا مثل العشار الخاطئ المنحرف. (لو10:18) يوجد من الخدام الذين بدأوا في حرارة في خدمتهم، وكانوا يعملون في صمت، واستطاعوا أن يصلوا في خدماتهم إلى الثمار ممتازة ونافعة وإذا بهم يسقطون صرعى فكر الكبرياء والبر الذاتي الذي تسلط عليهم وهم حاليًا أبعد ما يكون عن عمل الله...، وكان خير لهم لو لم يدخلوا في هذا الباب من أنهم قد دخلوه وأصيبوا بنكسة جعلتهم معرضين بالحق إلى فقدان أبديتهم إذا هم لم يستيقظوا لأنفسهم ويقوموا لكي ما يجددوا عهدًا مع الله. والملاحظ على بعض من هؤلاء أنهم بالرغم من تركهم الخدمة لكنهم لا يزالون اسرى لخطية الدينونة، فهم لا يعجبهم عمل أي مسئول في الكنيسة، وباستمرار يشوهون وينقدون كل مشروع وكل عمل نقدًا هدامًا. عزيزي الخادم لعلك تتأمل معي شخصية يوحنا المعمدان النبي العظيم الذي أتى بروح إيليا وقوته كيف أن هذه الشخصية الخادمة الفذة قد صارت لنا مثلا حيا للتواضع والوداعة، فبالرغم من عظمته وقوته الخارقة التي جعلته يقف أمام هيرودس الملك، ويجاهر امامه بشأن هيروديا فكان يقول ليهرودس لا يحل لك أن تكون لك أمرأة أخيك (مر18:6)، إلا أنه كان بسيطًا زاهدًا يعيش في الجبال ويلبس وبر الأبل ومنطقة من جلد على حقويه، ويأكل جرادًا وعسلًا بريًا (مر6:1)، وقد تتوج زهده هذا بذلك التواضع العجيب حيث قد أعلن أمام الجماهير التي أتت لتعتمد منه وقال لهم "يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلًا أن أنحني وأحل سيور حذائه، أنا عمدتكم بالماء أما هو فسيعمدكم بالروح القدس" (مر7:1، 8). ونجده يعلن أيضًا لتلاميذه عندما أتوا إليه يعرفونه أن المسيح الذي سبق وشهد له يعمد والجميع يأتون إليه إذ قال لهم "لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئًا أن لم يكن قد أعطي من السماء، أنتم أنفسكم تشهدون لي أني قلت لست أنا المسيح بل أني مرسل أمامه. من له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس، إذا فرحي هذا قد كمل. ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص" (يو27:3- 30). كان يمكن لهذا الخادم العظيم أن يدهمه سهم الكبرياء ويقنع الناس الذين أتوا إليه بأنه هو المسيا المنتظر الذي سيخلصهم من خطاياهم، لكن هكذا قد أعطانا يوحنا المعمدان مثلا في الأمانة في الخدمة وهو يعلمنا أن يكون شعارنا الدائم في عمل الله أنه ينبغي أن اسم الله يزيد ويتمجد ونحن ننقص ونختفي فإذا أنت نسيت هذه الحقيقة يا عزيزي الخادم واستطاع شيطان البر الذاتي أن يهاجمك ويتغلب عليك، فأرجوك أن تستيقظ سريعًا من غفلتك وأحذر أن تفقد أبديتك بسبب الخدمة وأذهب على الفور إلى أب أعترافك وأعرض عليه حالتك وانتظر منه صوت الروح القدس القادر أن يرشدك إلى الطريق السليم في الخدمة... |
||||
24 - 07 - 2014, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 54 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
الانشغال بخدمة الغير عن خدمة النفس
يحدث أن ينجرف الخادم في دوامه العمل بالخدمة، ويجد نفسه وكأنه ترس في ماكينة عليه أن يعمل اليوم كله بدون توقف، وهذا العمل غالبًا ما تطغى عليه الصفة الإدارية، الأمر الذي يشغل الخادم عن الاهتمام بحياته. فهو كإنسان محتاج لكي تكون له علاقة شخصية بالله تجعله يجلس تحت قدمي الرب ويستمع منه كما جلست مريم أخت مرثا. (لو43:10) إن مثل هذا الخادم ربما يكون غيورًا على الخدمة، ويعمل بإخلاص وتفان، وكل أهتماماته بنفوس الآخرين متغاضيًا عن الاهتمام بحياته الروحية والشخصية. وقد سبق أن أوضحنا أن عمل الخدمة الأول يلاحظ الخادم نفسه والتعليم، كما جاء حديث بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس (1تي: 16) هذا بالإضافة إلى أن خدمته ستصبح خدمة جوفاء، ولا تعدو أن تكون مجموعة من الإجراءات والتحركات لأجل القيام بأعمال لها طابع اجتماعي أو إداري. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:50 PM | رقم المشاركة : ( 55 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
نصائح للخادم الذي تشغله الخدمة عن حياته الروحية
وعليه أن يعلم أن الخدمة هي ملك للرب، فلابد أن يجلس مع الله ويطلب معونته في العمل، ويطلب أيضًا من أجل خلاص نفسه حتى يكون أهلا للعمل من أجل خلاص الآخرين، ولذلك كان على الخادم الذي بدأت الخدمة تشغله عن حياته مع الله أن يهتم بالآتي: 1- حياة الخلوة 2- مداومة الإرشاد الروحي من أب الاعتراف |
||||
24 - 07 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 56 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
حياة الخلوة 1. حياة الخلوة: يجب على الخادم الذي يسعى إلى حياة الامتلاء أن يهتم بحياة الخلوة بأن تتوفر له الفترات لكي يذهب بعيدًا إلى مكان هادئ حتى يقضي فترة مع الله يأخذ منه ويتعلم، فمثل هذه الفترات تعطيه باستمرار زادا جديدًا في مادة خدمته وتجدد فيه معنويات الخدمة الروحية، وهناك أمام عرض النعمة وفي حضرة أديرة القديسين، وأماكن الخلوة الهادئة يستطيع أن يزيح عنه كل ما يكون قد علق به من صدأ بسبب متاعب الأشواك التي يضعها عدو الخير في طريق الخدمة. فهناك يجدد عهدًا مع الله. يذهب ليأخذ من الله كل تعليم جديد يريد أن يستخدمه لخلاص النفوس، وهناك أيضًا ستنكشف أمامه في حاجة ماسه لكي يكون مخدومًا لا خادمًا. الأمر الذي يلبسه ثوبًا من التواضع وانكار الذات، أنه سوف يطرح كل مشاكل الخدمة أمام الله ويطلب بدموع من أجل نفسه ومن أجل كل نفس بعيدة عن الله لكي ما يعطي الرب الجميع توبة حقيقية. إن حياة الخلوة هي بمثابة الدينامو الذي يعود ويشحن بطارية العربة فتبدأ هذه البطارية في العمل من جديد بأكثر قوة وطاقة. أنها تساعد في أن تعطي الخادم الكثير فيستطيع أن يفيض على الآخرين. ويمكننا القول أنه على المسئولين والقادة في الخدمة أن يعطوا الفرصة الكاملة للخدام للخلوة ويرتبوا لهم الأوقات التي يذهبون فيها إلى الأماكن الروحية الهادئة لكي يمتلئوا من الله. وعلى المسئول أن يعلم يقينا أن فترات الخلوة للخادم ليست مضيعة للوقت، بل على العكس هي جوهر العمل كله، لأن الخادم حينذاك سوف يأخد من الله مباشرة لكي يعطي المخدومين، كما كان موسى النبي يذهب إلى الجيل المقدس لكي يأخذ من الله ما سوف يخبر به شعب إسرائيل... |
||||
24 - 07 - 2014, 03:51 PM | رقم المشاركة : ( 57 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
مداومة الإرشاد الروحي من أب الاعتراف أن الخادم الناجح هو الذي يداوم الجلسات مع أب أعترافه فمن المعلوم أن أب الاعتراف قاصر على الخدام الصغار أو المبتدئين، بل أن الرؤساء الروحيين والكهنة أنفسهم لهم آباء أعتراف يأخذون منهم المشورة فيما يخص أنفسهم وأنفس الذي يرعونهم. إن الخادم الذي يشعر انه غير محتاج للإرشاد الروحي أو تشغله أمور الخدمة عن الجلسات الهادئة والعميقة من أبيه الروحي الذي يعطيه قلبًا مفتوحًا، وصدرًا حنونًا يجعلاه يفصح عن كل ما يكمن في داخله من قلق ومخاوف سواء بالنسبة لحياته الشخصية ونموه الروحي بالنسبة للخدمة نفسها بما فيها من متاعب وعقبات في الطريق. فيخرج الخادم من حضن أب الأعتراف هادئًا مستريحا يعلم كيف يستأنف جهاده. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:52 PM | رقم المشاركة : ( 58 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
الخدمة وتمجيد اسم الله لعل نهاية المطاف في الخدمة هي ان يتمجد أسم الله، لأن العمل لا يكون مثمرًا ألا إذا كان من أجل تحقيق هذا الهدف. وفي حديث السيد المسيح مع بطرس بعد القيامة المجيدة لكي يرعى غنمه أنما أراد أن يشعره بأن الخدمة ليست هي خدمة الذات، أو خدمة الناس، أو خدمة الحرف، أو خدمة المادة، ولكنها عن لسان السيد هي خدمتي أنا..... في عبارات أتحبني ......... أرعى غنمي. (يو15:21) إن تمجيد أسم الله في الخدمة هو غاية كل عمل في هذا الحقل المقدس، ومن أجل ذلك كان هذا المفهوم هو موضوع الفصل الثالث والأخير من هذا الكتيب لكي ما نستطيع في النهاية أن نصل إلى تلك الحقيقة التي يهمس الرب من أجلها في قلوبنا في تساؤل خطير.. هل تخدمني أنا..؟؟ أننا نطلب بإرشاد الروح القدس أن نفهم الحقائق الآتية في هذا الفصل. أولًا: الخدمة هي كَرْم الرب |
||||
24 - 07 - 2014, 03:53 PM | رقم المشاركة : ( 59 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
الخدمة هي كَرْم الرب أولًا: الخدمة هي كرم الرب: من المعلوم أن العامل الذي يعمل في أرض ملك الغير يشعر دائمًا أنه مجرد عامل على أرض الغير نظير أجر يتقاضاه في نهاية اليوم أو نهاية الشهر، وأنه معرض في أي يوم من الأيام أن يترك هذه الأرض، ويأتي بعده عامل آخر يعمل على نفس الأرض لحساب صحابها، وهكذا. فالأرض التي هي ملك الغير ستظل ثابتة في ملكيتها لأصحابها، وسوف يتبادل فيها العمل من جيل إلى جيل. هكذا يا عزيزي الخادم هو مفهوم خدمتنا في كرم الرب، فما نحن إلا فعله في هذا الكرم والأكثر من ذلك فإن الفرق بيننا وبين ما جاء في مثل الأرض السابق هو أننا كما سبق أن علمنا لا يجب ان نكون أجراء لأن الدافع الأساسي للخدمة هو الحب لصاحب الكرم وليس الأجرة. من أجل تلك الحقيقة لا يدعى أي إنسان إنه يملك خدمة معينة، وأنه ليس من حق الغير أن يشترك معه في هذه الخدمة، أو أن هذه الخدمة قد أخذها عن أبيه وعن جده، ولا يمكن لشخص غريب أن يشارك فيها. إن خدمة العهد الجديد التي أسسها رب المجد يسوع في كمالها هي خدمة معروضة على الجميع، إذ قال المسيح له المجد "الحصاد كثير لكن الفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعله لحصاده" (مت27:9)، ولكي يؤيد الرب يسوع هذا المفهوم الجديد للخدمة نجده قد عين سبعين آخرين غير الأثنى عشر (لو1:10)، وأرسلهم إلى حقل الخدمة في الإرسالية الثانية، لكي يعرفنا أن الخدمة ليست قاصرة على مجموعة الأثنى عشر فقط، ولكن من الممكن لأي أشخاص أخرين يدعوهم الرب للخدمة أن يعملوا في هذا الحقل المتسع كل حسب وزناته التي أعطاها الرب له لكي يتاجر ويربح بها. وهذا يوضح لنا من جديد ان الخدمة هي كرم الرب، وليست حكرًا لأحد، وأن الرب قادر في لحظات أن يلغي من يشاء من الخدام، ويقيم من الحجارة أولادًا لإبراهيم (مت9:3). فيما من تخدم وتشعر أنك كبير القوم ومقدمهم، وأن الخدمة ما هي إلا غربة قد أمتلكتها لنفسك، وكل شئ لا ينفذ إلا برأيك مهما كان هذا الرأي مناسبًا أو غير مناسب، صالحًا أو غير صالح عليك أن تستمع إلى صوت السيد المسيح له المجد الذي يقول لك إن الكرم هو كرمي (مت28:21)، وأنا الذي غرسته، فمن أين لك فكر الملكية والسيطرة؟ فما أنت إلا مجرد أحد الفعلة في هذا الكرم، والهدف هو تمجيد أسم الله، وليس تمجيد إسمك. |
||||
24 - 07 - 2014, 03:54 PM | رقم المشاركة : ( 60 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر
حياة الاختفاء وإنكار الذات في الخدمة
ثانيًا: حياة الاختفاء وأنكار الذات في الخدمة: قال أحد الآباء القديسين في عبارات بسيطة هي "داري على شمعتك تنور". ولقد كان السيد المسيح له المجد في خدمته لا يصيح ولا أحد يسمع في الشوارع صوته. (مت19:12) أنها يا عزيزي الخادم مبادئ هامة في الخدمة يجب ان تضعها في الاعتبار، لأننا نخشى أن كثرة الإعلانات في عمل الرب قد تتيح الفرصة لشيطان البر الذاتي أن يعمل وتكون النتيجة أن العمل لا ينسب إلى الله بقدر ما ينسب إلى البشر. إن الحياة الخفاء نافعة لنجاح الخدمة لاسيما لو ارتكزت على صلاة المخدع حيث تعرض مشاكل الخدمة ومشروعاتها وأفكارها الجديدة أمام عرش النعمة، لأن أي خدمة لا تسبقها صلاة يشك في ثمارها ونجاحها، لأن الخادم يطلب فيها من الله أن يتدخل في العمل لكي يعطيه نجاحًا، وفي هذا يقول بولس الرسول "ولكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدى الله، ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئًا كأنه من أنفسنا، بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد.(2كو4:3- 6). أننا رأينا خداما مباركين وناجحين في عملهم لأنهم يعيشون خدمة الخفاء، ويهربون من المجد الباطل ويوم أن يعرفوا أن الناس قد علمت بخدمتهم يعيشون مرارة الألم من أجل هذا الأمر. إن شعارهم هو لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك (مت3:6)، وحياتهم هي بالحق حياة الخفاء، وأبوهم الذي في الخفاء سوف يجازيهم علانية (مت18:6). أنه بقدر اختفائك يا أخي الخادم، وانكار ذاتك بقدر نجاح خدمتك، ولتجعل كلمات الرب يسوع دائمًا شعارك في الخدمة "مجدًا من الناس لست أطلب" (يو41:5). ويقول الرب يسوع أيضًا "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض (يو44:5). فإذا كان هذا لمن يؤمن فكم بالحري لمن يخدم!!! لقد رأينا خداما يختارون دائمًا الخدمات المختفية التي لا يعلم الناس شيئًا عنها، لكي ينالوا أجرتهم من الله. إن الذين يسعون إلى كسب مديح الآخرين، وتعلو أصواتهم في الخدمة لكي تصل إلى كل شخص في محيط الخدمة قد أستوفوا أجرهم من الأرض وخسروا أجرة السماء التي هي أهم من كل شئ، فالسيد المسيح يعلمنا قائلا "... أنتم أيضًا متى فعلتهم كل ما أمرتم به فقولوا أننا عبيد بطالون لأننا عملنا ما كان يجب علينا" (لو10:17). ففي أنكار ذواتنا الذي يشعر بأنه قد عمل شيئًا له قيمته وضخامته سوف تهبط همته ويقف عند الحد الذي وصل إليه أما من يشعر بأستمرار أن عمله قليل ويوجد الكثير الذي يجب أن يعمله فسوف يعمل أكثر وأكثر، وفي كل مرة يعمل فيها عملًا جديدًا يشعر أنه لم يعمل شيئًا، ودائمًا يطلب من الله أن يرحمه ويغفر له تقصيره، ومحصلة كل هذا في النهاية هي إيجابية العمل وتفرعه وتنوعه ليتمجد أسم الله بهذا العمل، وترتبط ثمار الخدمة باسم المسيح وليس باسم إنسان. |
||||
|