منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 05 - 2014, 12:51 PM   رقم المشاركة : ( 51 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية





" ما لم تر عين، ولم تسمع أُذن، ولم يخطر
علي بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه"
(1كو 9:2)
مشكلة كثير من الخطاة أنَّهم لا يُفكرون في الحياة الأبدية، وما أعده الله لمُحبّي اسمه القدوس، وفي أورشليم السمائية، كما أنّهم لا يُفكّرون في طبيعة الحياة بعد الموت، إذ لا جوع ولا عطش ولا حر ولا برد ولا بكاء أو تنهد أو وجع أو مرض، ولا شهوات ولا ميول منحرفة، ولا غيرة ولا حسد ولا خصام، ولا ظلام لأنَّ الرب سوف يُنير طرقهم وقلوبهم، ولا جهل بل معرفة..
فإذا فكّر الخطاة في مجد السماء، أعتقد أنّهم لا يعيشون في الخطية لحظة واحدة، لأنَّه ما هي لذة الخطية لو قورنت بسعادة الأبدية؟! وما هي لذة الحياة مع إبليس لو قورنت بجمال الحياة مع الله؟! وما هى قيمة الأشياء المحدودة لو قورنت بالله غير المحدود؟! وهل تترك ما لم تر عين وما لم تسمع به أُذن.. وتبحث عن أشياء فانية لا قيمة لها؟!
كان يوجد ملك يعبد الأوثان له مشير صالح لا يفتر عن عبادة الله، وكان يترقّب فرصة ليجتذب الملك إلي الإيمان.. فاتفق أن قال له الملك في يوم: هلم نتمشي في المدينة لعلنا نعثر على شيء نافع، وبينما هما يمشيان، أبصرا بصيصاً من نور ينبعث من ثقب ما، فأمعنا النظر فيه، فاهتديا إلي شبه مغارة في الأرض، كان يعيش بها رجل عيشة الفقراء، وعليه ثياب بالية، وأمامه امرأته تنظر إليه في بهجة وسرور، وتُحدّثه في هيبة ووقار..
أطال الملك ومن معه النظر في ذلك ساعة من الزمن، وتعجَّبوا من أنَّ الرجل وزوجته رغم فقرهما الشديد إلاَّ أنَّهما يتمتعان بهذا الفرح!! وبعد صمت طويل قال الملك لوزيره: من العجب أننا لم نذق لذة عيش مثل هذه مع أننا نتقلّب في رياض العز والنعماء.. فانتهز الوزير الفرصة وقال: ينبغي أن تعلم أيها الملك أنَّ عيشنا وإن كان يُظن عند الناظرين إنه محفوف بالنعيم والهناء.. إلاَّ أنَّ المساكن المموهة بالذهب والملابس الحسنة والنعيم العالميّ.. ليست بشيء لو قورنت بما أعده الله لنا في السماء، من المساكن التي ليست مصنوعة بالأيدي، والتيجان التي أعدها لمحبيه مما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر علي قلب بشر.. والذين سيتنعمون بهذه النعم ينظرون إلينا بعيون ملؤها الحزن والأسف..
فلمَّا سمع الملك هذا الكلام ذُهل وقال: ومن هم الذين يتمتعون بكل هذا؟ فقال الوزير: هم الذين فضلوا الأشياء الدائمة علي الفانية، فأراد الملك أن يعرف ماهية الأشياء الدائمة؟ فأجابه الوزير: هي مملكة لا تنقرض وحياة لا يعتريها فناء، وغني لا يُخشي معه فقر، وفرح لا يُمازجه كدر..
فقال الملك: وما هو الطريق الذي يؤدي إلي هذه الحياة؟ فقال الوزير: هو الإيمان بالإله الحق خالق السماء والأرض.. وبابنه يسوع المسيح الذي أحبنا وفدانا بأن مات على الصليب، وبالروح القدس الذي يرشدنا ويعزينا ويملأ قلوبنا بالمحبّة والفرح والسلام.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 05 - 2014, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 52 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية





" بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً "
( يو 5:15)
لقد خلق الله الإنسان وكوّنه، بحيث أنَّه لا يستطيع أن يعيش بدونه، ولا يمكن أن تكفيه الممتلكات المادية وحدها، فلابد أن يكون له علاقة روحية مع الله.
فالسباحة في الفضاء، والهبوط على سطح القمر، والغوص في أعماق المحيطات.. هى وسائل ترفيهية مهما كان فيه من نشوة وإثارة، إلاَّ أنَّها لا يمكن أن تُشبع جوع الإنسان الداخليّ.. والحصول علي مركز مرموق، والسكن في فيلا فاخرة، ومشاهدة البرامج المسلية علي شاشات التلفزيون.. كل هذه ليست الحل لمشاكلنا، فلابد للإنسان من الله.
قال بوذا في نهاية حياته: " لا أزال أبحث عن الحقيقة "، ويمكن أن يُردد هذه العبارة عينها آلاف البشر، من الفلاسفة والعلماء والأغنياء، ولا يستطيع أحد أن يُجيب مثل السيد المسيح الذي قال: " أَنَا هُوَ َالْحَقُّ " ( يو6:14).
وقال هندوسي عريق في بلاد الهند، وهو يضع يده علي قلبه: إنّي أحتاج إلي شيء، نعم أحتاج إلي شيء هنا "، وهذه صيحة جميع الناس في كل الأوقات، أمَّا هذا الشيء فهو الله، فالحياة بدون الله تعيسة وفارغة ولا معني لها، بدون الله لا حياة ولا أمل في حياة، ولا نمو أو إخضرار.. إنَّما يعُم القحط قلوبنا.
عندما إنتشر الفساد في الغرب، وسادت الخطية، وسيطرت اللذة, وتملّكت الرفاهية.. وسيطرت علي الكثيرين، قال بعض المستهترين الملحدين: " لقد مات الله في القرن التاسع عشر "!! ولكن بعد أن اكتشفوا حقيقة الخطية المرَّة، وما يجنيه الإنسان منها عادوا فقالوا: " والإنسان قد مات في القرن العشرين "، فأعلنوا بذلك أنَّه لا حياة للإنسان بدون الله.
أمَّا الله فهو أب حنون " يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ " (1تي4:2)، وهو لا يسر بموت الشرير بل برجوعه عن طرقه فيحيا ( حز23:18)، والسبب في هذا: إننا جبلة يديه التي علي صورته ومثاله قد خلقها.
فالمرأة الخاطئة، والسامرية، ومتي الرسول، وزكا العشار، وموسي الأسود، وأغسطينوس، وبيلاجية.. وغيرهم كثيرين وكثيرات، قد جاءوا إليه خطاة، ملوثين بالإثم.. لكنهم في الحالقد نالوا منه نعمة الغفران، ومنحهم السلام..
إنَّ الله قادر أن يُخلّصك من سلطان الخطية، ويُحررك من عبوديتها، لأنَّه قادر وسبق أن خلّص كثيرين، ممن كانوا يعيشون في ظلام الشر والفساد.. وهو لا يزال إلي اليوم يحطم قيود الكثيرين، ممن تألموا تحت نير عبودية الخطية القاسية، بشرط أن تلتجيء إليه، ويكون لديك دافع أن تتخلّص من خطاياك.
يقول القديس أغسطينوس
" إنِّ الله الذي خلقك بدونك، لا يخلصك بدونك ".
أيّ أنّ الله علي الرغم من أنه قد خلقك بغير إرادتك.. إلاَّ أنَّ خلاصك لابد أن يكون بكامل إرادتك وبملء حريتك.
والله يستطيع أن يُخلّص في الحال لأنَّ قدرته فائقة!! فهو يستطيع بمجرد لمسة، أو كلمة.. فيده ممتدة في كل حين، لتلمس كل قلب يعيش في الدنس، لتطهره وتُعطيه خلاصاً فينال الحرية ويعيش في سلام..
كل هذا يحتاج إلي شيء واحد: " َادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي " ( مز15:50).. " ِاسْأَلُوا تُعْطَوْا، اطْلُبُوا تَجِدُوا، اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ " (مت7:7).
فكل خطية يمكن طرحها بسهولة، للذين عرفوا الرب يسوع.. وأيقنوا أنه ليس بأحد غيره الخلاص ( أع 12:4)، وأسلموا قلوبهم لعمل النعمة الإلهية..
فزكا العشار كان قبل أن يعرف الرب، رجلاً قاسياً وظالماً، ومحبّاً للمال.. ولكن بعد أن رآه وتلامس معه، رأي الخطية في صورتها القذرة وكم هي خاطئة جداً؟! ولأنّه كان صادقاً في إيمانه، استطاع بسهولة أن يطرح من قلبه صنمه الذهبيّ، وخطيته المحبوبة.. ولذلك قال: " هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ " ( لو 8:19).
أما أنت فإذا تركت الخطية فلا تتأسف عليها، ولا تحاول أن تعود إليها مرّة تانية، لئلا تكون أواخرك أشر من أوائلك..
وتذكّر امرأة لوط كيف أنَّها عندما خرجت من المدينة، ونظرت وراءها – إلى شهوات المدينة - صارت عمود ملح.
وفرعون لمَّا ندم علي إطلاقه بني إسرائيل، وذهب وراءهم لكي يرجعهم إلى العبودية، غرق هو وجيشه في البحر الأحمر، فمات ودُفنت معه قسوته.
ولهذا أوصي السيد المسيح المُخلع بعد أنَّ شفاه قائلاً: " هَا أَنْتَ قَدْ بَرِئْتَ فلاَ تُخْطِئْ أَيْضاً لِئلا يَكُونَ لَكَ أَشَرُّ " (يو14:5).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 05 - 2014, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 53 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية




" تركوني أنا ينبوع المياه الحية ، لينـقروا
لأنفسهم آباراً، آباراً مشققة لا تضبط ماء"
( إر 13:2)
إنَّ العالم قد اخترع لنفسه ينابيع كثيرة للهو والمسرات، ولكنها كلها ينابيع جافة، كاذبة ومضلة، وهي أشبه بالسراب الذي يراه السائر في الصحراء ماء، وبعد أن يركض نحوه يتحقق أن ما رآه، إنَّما هو وهم وخيال.
فالعالم منذ أن وضع في الشرير، مملوء من السراب الخادع، والوهم الكاذب، وكم من نفوس سارت وراء خداعه، ولم تستيقظ إلاَّ بعد أن تألمت وأدركت حقيقة ضلالتها، فسارت في طريق الحياة الحقيقي، الخالي من الغش، فنجت ووصلت إلي بر النجاة، وكم من نفوس سارت وراء خداعه ولم تستيقظ، فختمت حياتها باليأس والهلاك.
من أمثلة الينابيع الجافة:
++ شهوات الجسد
كان سليمان الحكيم ملكاً غنياً ومقتدراً.. وقد ساعدته ظروفه علي التمتع بكل ما في الحياة، فيقول: " جَمَعْتُ لِنَفْسِي أَيْضاًفِضَّةً وَذَهَباً وَخُصُوصِيَّاتِ الْمُلُوكِ وَالْبُلْدَانِ، اتَّخَذْتُ لِنَفْسِي مُغَنِّينَ وَمُغَنِّيَاتٍ وَتَنَعُّمَاتِ بَنِي الْبَشَرِ سَيِّدَةًوَسَيِّدَاتٍ.. وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ "، لكنه عاد وقال: " ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ! " ( جا 2: 8-11).
وعلي نهج سليمان لازال الكثيرون يركضون اليوم وراء شهوات الجسد، لكنهم للأسف يرجعون فارغين، لأنَّ من يركض وراء أيّ شهوة جسدية، لا يجني سوي مرارة النفس وأمراض الجسد وضياع المال.. هذا بالإضافة إلي ما يجنيه البنون من فقر وأمراض وسمعة رديئة..
فلا سعادة تجنيها من شهوات الجسد، سواء كانت تلك الشهوة نجاسة يرتمي الجسد في أقذارها.. أو استباحة يقود إليها ميل الجسد الفانيّ.. وهذا هو اختبار الخطاة عقب كل مرّة ينساقون فيها وراء أحلام الشهوة، فجميعهم يعترفون بأنّهم كانوا يركضون وراء سراب كاذب، عادوا منه وهم يحملون في نفوسهم مرارة الاختبار القائل: باطل الأباطيل الكل باطل.
++ الغني
ينبوع ثانٍ من الينابيع الجافة، يخدع الناس ببريقه!! وهذا أيضاً اختبره سليمان فيقول: " جَمَعْتُ لِنَفْسِي أَيْضاً فِضَّةً وَذَهَباً وَخُصُوصِيَّاتِ الْمُلُوكِ وَالْبُلْدَانِ " ( جا2: 8،7)، ولكن النهاية: باطل الأباطيل الكل باطل!!
ومع أنّ ينبوع الغني جاف وليس فيه ما يروي، إلاَّ أنَّ صنم التمثال الذهبيّ، صار معبود الكثيرين اليوم، وأصبحت الثروة هي نقطة إرتكاز آمالهم، ولأجل المال أهمل الكثيرون واجبات العبادة، وبسبب حب المال صار الإخوة أعداء!!
والحق إنَّ من يبحثون عن سعادتهم في المال متوهمون!! فها هو سليمان يعلن للجميع أنَّه سراب كاذب وينبوع جاف! فيقول: " مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْلٍ، هَذَا أَيْضاً بَاطِلٌ ( جا 10:5).
فالمال وإن كانت تراه العين وتلمسه اليد، إلاَّ أنَّه عاجز عن أن يلمس القلب من الداخل، حيث مركز السلام الحقيقي والسعادة الحقيقية، كما أنَّ المال تذكرة سفر تستطيع أن تسافر بها إلي أيّ بلد في العالم إلا السماء، بالتوبة أولاً ثم أعمال المحبة... تستطيع أن تدخل هذا البلد العظيم.
++ التسالي
ينبوع ثالث من الينابيع الكاذبة الجافة، إلتجأ إليه سليمان عندما حاول إدخال السرور إلي قلبه، والوصول إلي السعادة، فيقول: " بَنَيْتُ لِنَفْسِي بُيُوتاًغَرَسْتُ لِنَفْسِي كُرُوماً، عَمِلْتُ لِنَفْسِي جَنَّاتٍ وَفَرَادِيسَ وَغَرَسْتُ فِيهَا أَشْجَاراًمِنْ كُلِّ نَوْعِ ثَمَرٍ، عَمِلْتُ لِنَفْسِي بِرَكَ مِيَاهٍ لِتُسْقَى بِهَا الْمَغَارِسُ الْمُنْبِتَةُ الشَّجَرَ.. ثُمَّ الْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي الَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ وَإِلَى التَّعَبِ الَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ! " ( جا 2: 4-11).
إن أفضل ما قيل عن ينابيع العالم، أو الشهوات المادية، أو ملذات العالم الفانية.. إنها لا تشبع ولا تُشبع، آلاماً تسبقها وآلاماً تلحقها، فكل شهوة يطيعها الإنسان، تلهب فيه شعوراً بالتعطش، إذ يطلب المزيد كالماء المالح الذي لا يروي، وفي نفس الوقت يُضاعف الشعور بالعطش.. وفي ذلك يقول السيد المسيح:
" كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً "
( يو13:4).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 05 - 2014, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 54 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية




" سيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام "
( يو 35:12)
يُخبرنا الوحي الإلهيّ بأنَّ الأرض في بداية خلقتها كانت خربة وخالية ومغمورة في ظلمة حالكة (تك1: 2)، لكنَّ الله استطاع أن يُحوّل هذه الظلمة إلى نور عظيم (تك1: 3،4)، إلاَّ أنَّ البشر أحبوا ظلام الخطية أكثر من نور التوبة! لكنَّ الله لم يُسرْ بهذه الظلمة أيضاً، فدبَّر أن يُشرق بنوره الإلهيّ لكي يبددها، فأرسل ابنه الحبيب نوراً للعالم وقد تم المكتوب: " اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً، الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورًٌ " (إش9: 2).
لقد وُلِد المسيح نوراً للعالم واستطاع بأشعته السماوية البرّاقة، أن يجعل سُحب الظلام تتوارى وتهرب! فالظلام ضعيف ولا يستطيع أن يصمد أمام لهب صغير، ولكنَّه يُقاوم ولا يستسلم، آملاً أن يسدل ستاره الكثيف على الوجود، وإن كان يعلم أنَّه لن يقدر، إلاَّ أنَّه يشنّها حرباً على ذاك الذي يكرهه، أعنى النور، لأنَّه يكشف قُبحه ويبدده ويُعلن ضعفه! والسؤال الحائر هنا: إن كان الظلام ضعيفاً ومملاً ومخيفاً وضاراً.. فلماذا يعشقه الكثيرون ويفضّلّونه على النور؟! هل لأنَّ النور يفضح أعمالهم الشريرة بينما يخفيها الظلام؟!
قبل مجيء السيد المسيح كانت هناك أنوار كثيرة يتبعها الناس، بعضها أشعة من نور الحق، وبعضها شعلات كاذبة تتأجج ثمَّ تنطفيء تاركة الإنسان في ليل أشد سواداً، وإلى الآن لازالت هناك أنوار جزئية لا تُعلن كل الحق، وأنوار كاذبة تُضلّل البشر، والناس بالرغم من هذا يتبعونها! ويعتقدون أنَّها تكفي لإرشادهم في طريق الحياة! وهم بهذا لم يدركوا أنَّ يسوع وحده هو النور الحقيقيّ، الذي يُنير قلب الإنسان والذي يُضيء الطريق أمامه.
قديماً كان الله يحيا بالنسبة للأُمَميّ، إمَّا في عالم يسوده الظلام فلا يستطيع أحد أن يصل إليه، أو في نور لا يقدر أحد أن يدنو منه! ولكن عندما جاء المسيح وعم بنوره المسكونة كلها، استطاع الناس أن يروا فيه صورة الله.
لقد ذهبت الأشباح المخيفة وتوارى الظلام، فالنور قد جاء ليُضيء للجالسين في الظلمة وظلال الموت، وأيضاً لكي يتلاشى ظلام الموت، ذلك العدو اللدود للبشر الذي كان الناس يخشونه، وفى خوفهم قد أصبحوا طيلة حياتهم عبيداً له، فأشجع القلوب وأقواها كان يذوب عند ذِكر هذا العدو، ولكن بمجيء المسيح وانتصاره على الموت، أظهر لنا أنَّ الموت ليس هو نهاية الحياة الحقيقية بل بدايتها، فهل لنا أن نقول: إن متنا فذاك الموت يُحيينا؟!
إن قلنا إنَّ الله نور فالخطية ظلام، والنور والظلام لا يجتمعان معاً، شأنهما شأن الصباح والليل، فالصباح لا يلتقي بالليل إلاَّ لكي يبدده! ولهذا منذ بداية الخليقة " َفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ، وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً " (تك9:1).
والعجيب في قصة الخلق أنَّ الله لم يمحُ الظلمة، فلم يقل: لا تكن ظلمة، إنَّما قال: " لِيَكُنْ نُورٌ " (تك3:1)، فكان نور وبقيت الظلمة ولا تزال باقية كما هي، وقد علّمنا بهذا أنَّ أفضل وسيلة لمواجهة الظلام هي زيادة الأنوار، والحق إنَّ شمعة واحدة مُضيئة تكفي لأن تُضيء مساحة كبيرة من الظلام، فإلى هذه الدرجة الظلام ضعيف!!
لعل أهم بركات النور أنََّه يكشف لنا مدى قُبح الخطية، فإذا أتينا بثوب ملطخ ووضعناه في مكان مظلم، فإننا لا نرى ما فيه من أقذار، أمَّا إذا أُضيء المكان ففي الحال سنرى ما ستره الظلام..
وكم من نفوس عاشت وهى لا تشعر بعيب فيها! لأنَّ الظلام كان قد أعمى عينيها، ولكن ما أن واجهها نور المسيح فسرعان ما استيقظت وشعرت بخطيتها وثقل ذنوبها.. ألم يضطهد شاول الطرسوسيّ كنيسة الله ظاناً أنّه بهذا يُقدّم خدمة مرضية لله؟! ولكنَّه ما أن نظر نور المسيح حتى خر كالميت وشعر بأقذاره، فصرخ بصوت الطفل الرضيع، والتائب النادم وقال: " يَا رَبُّ مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟ " (أع9: 6).
والنور لا يكشف لنا قُبحْ الخطية فقط، بل ويُهدينا إلى طريق الله أيضاً، فالذي يمشي في الظلمة لا يعلم إلى أين هو يمضى، أمَّا الذي يمشي في النور فلا يتعثر، والعالم بلا يسوع لا يعرف إلى أين يذهب، أمَّا من يسير في نوره فيصل إلى الميناء بسلام.
بدون الله لا حياة ولا أمل في حياة، وبدون نور المسيح حتماً سنشكو من الظلام، ألم يقل إشعياء النبيّ: " ابْتَعَدَ الْحَقُّ عَنَّا وَلَمْ يُدْرِكْنَا الْعَدْلُ، نَنْتَظِرُ نُوراً فَإِذَا ظَلاَمٌ، ضِيَاءً فَنَسِيرُ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ نَتَلَمَّسُ الْحَائِطَ كَعُمْيٍ وَكَالَّذِي بِلاَ أَعْيُنٍ نَتَجَسَّسُ، قَدْ عَثَرْنَا فِي الظُّهْرِ كَمَا فِي الْعَتَمَةِ فِي الضَّبَابِ كَمَوْتَى " (إش59: 9،10).
حقاً إنَّ بعض الملحدين قد أنكروا وجود الله، وجعلوا من الدين عرضاً من أعراض طفولة الشعوب أو قصور العقل البشريّ! ولكنَّ الإنسان مهما حاول أن يطرد فكرة الله من عقله، فإنَّ هذه الفكرة لابد من أن تعود إليه بصورة أُخرى، مادام العالم الذي نعيش فيه ناقصاً لا يستطيع أن يكتفي بنفسه! وهل نُنكر أنَّ كثيرين حاولوا أن يلغوا فكرة الله وبالتالي العبادة الدينية من حياتهم، لكنَّهم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الاستعاضة عن الديانات القائمة بديانات أُخرى جديدة من صنع البشر! ألا يدل هذا على أنَّ الإنسان مخلوق غير كامل، وهو في حاجة إلى قوة أُخرى يسد بها ما في عالمه من نقص؟!
هل تُسمّى الحياة حياة إذا عاش الإنسان لشهواته ؟! إنَّها حياة عقيمة! تصير الحياة ذات معنى إذا عاش الإنسان من أجل هدف سامٍ، واعتقد أنَّ أسمى هدف هو الله! أمَّا إذا عاش الإنسان لشهواته فسوف يُشبه الحيوان، لأنَّ الحياة الشهوانية تُحطّم قيمة الإنسان، وأعتقد أنَّ الله في اليوم الأخير سيسأل كل من عاش لشهواته قائلاً: لقد خلقتك إنساناً فلماذا لم تُصبح إنساناً؟!
إنَّ من يزرع بذور الشهوة، ثمَّ يطمع أن يأكل ثمار المحبة الإلهية هو إنسان جاهل، لأنَّ بذور الشهوة لا تُثمر سوى الحقد والكراهية والخوف... وكيف يطلب إنسان شهوانيّ، أن يأكل ثمار الحُب الإلهيّ وهو لا يعي وجود الله؟! والعجيب أننا نُسمّيه إنساناً حيـاً! فإن كان مثل هذا حياً فمن يا تُرى ذلك الإنسان الذي يحق أن ندعوه ميتاً؟!
إنَّ شهوة الجسد تتيقظ فينا عندما تبطل شهوة الروح، لأنَّ هاتين الشهوتين لا يمكن أن تتحركا فينا معاً‍! فما دامت شهوة الروح مشتعلة فى الأفكار لا تستطيع شهوة الجسد أن تشتعل فى الأعضاء! والحكيم هو من يجعل له رصيداً فى بنك الروح، حتى إذا ما أفلس الجسد يجد من يُقرضه ويقف بجانبه! وما هو إفلاس الجسد إلاَّ فتوره وتكاسله عن أداء واجباته فى العبادة، بسبب سعيه اللاهث لتسلق جبل المتع واللذات!
عندما تكون حرارة الروح مشتعلة، فإنَّها تملأ الجسد دفئاً روحياً، وتُعيد إليه نشاطه من جديد! ولهذا أوصى الآباء بأن نجتهد ونُشعل حرارة الروح فينا، مادام في جسدنا قوة وشهوة الطبيعة تعمل فينا، لكي نستبدل شهوة بشهوة، وتأخذ شهوة الروح الغَلَبة، وتنتصر على شهوة الجسد! فإذا اشتعلت شهوة الروح خمدت شهوة الجسد..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 05 - 2014, 12:52 PM   رقم المشاركة : ( 55 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية





" المحبـة لا تسـقط أبداً "
(1كو8:13)
إن أحببت الله من كل قلبك، تستطيع بسهولة أن تطرد محبة الخطية من قلبك، لأنَّ من يُحب الله لا يجد في الخطية لذة علي الإطلاق، بل ينفر منها، لأنَّها خاطئة ولا توافق طبعه..
ويجب أن تعلم أن الله خلق الإنسان وهو يحمل في داخله غريزة الحب، فإن لم يُحِب الله سيحب الشيطان، وإن لم يُحِب القداسة سيحب حياة النجاسة.. فإن كنت تريد أن تتخلص من شهوة خطية تملكت عليك فلابد أن تستبدلها بشهوة أُخري أقوي وأفضل منها، ولا أظن أنَّ هناك أحلي من شهوة الحُب الإلهي.. ولهذا يقول ابن العبريّ: " من أحب أمر أبغض ما هو ضده، ولا يرغب التفكير في هذا المضاد ".
أمَّا مار إسحق السريانيّ فيقول: " الشهوة إذا تسلّطت علي النفس واستعبدتها، تُخرجها من حريتها وتجذبها لتكميل ما تأمرها به، ولا تنقلع من النفس إلاَّ بمحبة شهوة أُخري تُضادها، لأنَّ الشهوة بشهوة تبطل أيضاً، ومحبة بمحبة، وعادة بعادة تتغير.. "
ولا توهم نفسك بأنك تستطيع أن تجمع بين هاتين الشهوتين في وقت واحد، لأنَّ محبة الله لا تتفق مع محبة الشيطان " لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَ الإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاقٍ لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ " (2كو6: 14-16).
وإذا سألت كيف أُحِب الله؟ لقلت لك: إنَّ التفكير الكثير في الله، يلد محبته في قلبك، كما أنَّ محبته إذا تولدت في قلبك، تجعلك تفكر فيه بالأكثر، وكل من الأمرين يوصل إلي الآخر ويقويه.
ولو أكثرت التفكير في صفات الله أو أعماله أو معاملاته للناس، أو من جهة وصاياه وكلامه.. ستنشغل بالله كثيراً، ومشغوليتك به ستجعلك تفكر فيه بالأكثر، وتفكيرك فيه سيزيد محبتك وهكذا تدور الدائرة.
كما أنَّ تفكيرك في الله سيقدس فكرك، ويلد في قلبك مشاعر روحانية سامية، وفي ذلك تستحي أن تفكر في أيّ شيء خاطيء أو شرير، ويكون صعب عليك أن تخلط أفكارك المقدسة بأيّ فكر نجس أو حتي عالمي.
ويوصلك التفكير في الله إلي نقاوة القلب، فتتعود الصلاة الدائمة، وتشعر بأنك في حضرة الله باستمرار، وفي هذا الحضور الإلهيّ لا يجرؤ الشيطان أن يقترب إليك.. وبالتالي من الصعب عليه أن يُسقطك في الخطية..
يقول القديس يوحنا الحبيب: " هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً " (1يو 3:5)، وبهذا أعلمنا أن حفظ الوصايا الإلهية يُوّلّد في القلب محبة الله.
فالذي يحفظ وصايا الرب يقترب منه، ومن يقترب من الله يقترب من أخيه، ومن يقترب من أخيه من الصعب أن يُخطيء إليه.. وإليك هذا التشبيه:
تصور دائرة تخرج من مركزها خطوط، فبقدر ما تبتعد الخطوط عن المركز بقدر ما تفترق عن بعضها البعض، وبالعكس كلّما اقتربت من المركز تقاربت نحو بعضها البعض.. افترض أنَّ هذه الدائرة هي العالم، ومركزها الله، والخطوط هي حياة البشر، فإذا اقترب الناس من المركز عن طريق حفظ الوصايا، اقتربوا نحو بعضهم، وإذا ابتعدوا عن المركز (الله) متجهين نحو الأمور الخارجية، ابتعدوا عن بعض، وهذا يجعلهم يرتكبون الشر بعضهم نحو بعض.
فإذا أحببت الله وأشرق عليك الحبيب بشعاع من حُبّه، فكما يقول الشيخ الروحانيّ: لن تحتمل السكني بين الناس، بل ستلقِ عنك كل حُب جسداني، وتتغرّب عن كل شيء في طلب المحبوب، ستنفض كل لذة جسمية وتنبذ كل تمتّع بشريّ ستترك الأب والأم والأخ والصديق.. وتسعي وراء الغنيّ بحُبّه لأنّك ستدرك أن في قلبه حب كثير لك.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 05 - 2014, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 56 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية

قصص لقديسين
فضلوا الموت عن أن يتدنسوا بالخطية
يحكي لنا تاريخ الكنيسة عن أمثلة رائعة، لأبطال قديسين فضلوا الموت وتقطيع الأعضاء، عن أن يُدنسوا أجسادهم بالخطية. حتي إن الحكام الوثنيين الذين ملكت عليهم الشهوة الدنسة، كانوا يندهشون لطهارة المسيحيين والمسيحيات.
يقول القديس القيصري
" لم يكن النساء أقل من الرجال بسالة، في الدفاع عن تعاليم الكلمة الإلهية، إذ اشتركن في النضال مع الرجال ونلن معهن نصيباً متساوياً من الأكاليل من أجل الفضيلة، وعندما كانوا يُجرّوهن لأغراض دنسة، كن يفضلن تسليم حياتهن للموت عن تسليم أجسادهن".
ومن بين هؤلاء الألوف الأطهار نذكر الآتي:
++ شاب عفيف
في الاضطهاد الذي أثاره الإمبراطور ديسيوس، إذ فشل أحد الولاة الوثنيين في أن يثني شاباً قبطياً عن إيمانه، سلّمه إلي إحدي الشريرات لتُسقطه في الخطية، أمّا هي فطلبت أن يُرسل الشاب إلي بستان، وينصب له سريراً مفروشاً بالحرير بين الورود والرياحين وتحيط به جداول المياة، ثم أمرت أن يُربط يدي الشاب ورجليه ووسطه بمنديل من حرير، واندفعت إليه بغير حياء لتُسقطه في الخطية، فكان يُظهر لها بكل جفاء، ولكنها استمرت في محاولتها بقوة، فلمّا ضاقت به المسالك، و لم يجد وسيلة للهرب من هذا الشر، وخاف علي طهارته، ضغط علي لسانه بأسنانه وبصقه في وجه تلك المرأة الشريرة بدماء كثيرة، وإذ تملكها الرعب هربت، وهكذا حفظ طهارته، مفضلاً أن يهلك عضواً واحداً من جسده ولايترك جسمه ونفسه للهلاك الأبديّ.
++ فيرونيا
في أثناء الاضطرابات التي عمَّت مصر سنة ( 749 م)، دخل جنود مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، دير للعذارى نواحي أخميم، وبعد أن نهبوه أرادوا اغتصاب راهبة صغيرة تُدعي فيرونيا، فتنوا بجمالها! أمّا هي فاستمهلتهم قليلاً ودخلت قلايتها، وألقت بذاتها بين يدي الله باكية، طالبة الخلاص من الدنس.. وسرعان ما خرجت إليهم بحيلة ألا وهي:
أن يتركوها لعبادتها مقابل جميلاً تُعطيه إليهم تعلّمته من أسلافها، وكان هذا الجميل زيتاً تقتنيه إذا دُهن به أيّ جزء من الجسم لا تعمل فيه السيوف، ولكي تُبرهن لهم صدق كلامها دهنت عنقها بالزيت، وطلبت أن يضرب أحدهم بسيفه علي عنقها، وما أن فعل ذلك، حتي انفصلت رأس العذراء العفيفة عن جسدها، فلمّا رأي القائد والجنود هذا المنظر المرعب اعتراهم خوف شديد، وندموا علي ما فعلوا، وأسرعوا بمغادرة الدير، بعد أن تركوا ما كانوا قد نهبوه!
++ ثيئودوره
وُلِدت هذه القديسة بالإسكندرية، وعندما بلغت سن السابعة عشر من عمرها، صدرت أوامر دقلديانوس باضطهاد المسيحيين، فشكاها البعض أمام والي الإسكندرية بأنَّها مسيحية، فأحضرها الوالي وأمرها أن تبخر للأوثان وإلا فإن عقوبتها ستكون إيداعها في أحد بيوت الدعارة، لكنها رفضت كلامه وقالت له: إنّها واثقة أنَّ الرب يسوع سيخلصها، وهذا هو ما حدث بالفعل، فقد أتاها الخلاص علي يد شاب مسيحي يدعي ديديموس، لمَّا عرف بقصتها أراد إنقاذها.. فتنكّر في زي جندي، وذهب إلي ذلك المنزل الذي أودعت فيه وطلب الدخول إلي غرفة ثيئودورة، فسمحت له صاحبة البيت بالدخول، فلما شاهدته ثيئودورة ارتاعت وأخذت تبكي خوفاً من تدنيس عفتها، أمَّا هو فهدأ من روعها، وناداها وهو يبكي قائلاً: لا تخافي يا أختي المباركة، يا عروس المسيح، لقد أرسلني خطيبك لنجاتك، ثم نزع عنه الذي العسكريّ، وقال لها: خذي هذا الثوب وارتديه وأعطني ثوبك لألبسه، وأخرجي أنت وأنا أظل مكانك، ففرحت لأنّ الرب استجاب لصلواتها، وخرجت متخفية في زي الجندية وبقي ديديموس في الحجرة حتي انكشف أمره، فسيق إلي الوالي وحُكم عليه بالموت..
فلمّا عرفت ثيئودورة ذهبت إلي مكان الإعدام وأمسكت به، وقالت: إنني وافقت أن تحفظ عفتي فقط، ولكني لم أقبل أن تأخذ إكليلي ومكاني في الشهادة، فأجابها ديديموس: يا أختي لا تقابلي إحساني بالإساءة، لقد حافظت علي عفتك، دعيني الآن أنال عوض ذلك إكليل الشهادة، فنال كلاهما إكليل الشهادة بقطع رأسيهما معاً!!
++ أربسيما
اشتهي دقلديانوس الملك أن يتزوج بفتاة حسناء، فأمر أن ينطلق المصورون في البلاد، لاختيار أجمل فتاة، فلما ذهبوا كأمره وجدوا راهبة في أحد أديرة العذاري بروما اسمها أربسيما، وكانت أروع من قابلوا في جمالها، ففرح الملك جداً لمّا رأي صورتها، فلما علمت بقية العذاري اللاتي كن معها في الدير بهذه التجربة القاسية، اتفقن جميعاً علي الهروب من الدير إلي بلاد أرمينيا.
أما الملك فلمّا أرسل في طلب أربسيما ولم يجدها تضايق جداً وأرسل يبحث عنها، حتي علم مكانها فأحضروها إليه، ففرح بها جداً وأراد أن يتزوجها، لكنها رفضت بإصرار، فأحضر أمها أغاثي لتثنيها عن عزمها، ولكن أمها المسيحية التقية شجعتها علي حفظ بتوليتها، وأعطي الرب قوة للقديسة أربسيما، فطرحت الوالي علي الأرض رغم قوته فاغتاظ جداً، وأمر بقطع لسانها وقلع عينيها ثم رأسها.. وأخيراً قتل الأم أغاثي وبقية العذاري أيضاً.
++ إجنس
ولدت هذه القديسة في أواخر ( ق3) في روما من أبويين تقيين، وإذ كانت جميلة جداً أراد ابن حاكم المدينة أن يتزوجها أما هي فرفضت، فمرض الشاب فدعا أبوه إجنس وخيّرها بين أمرين إمّا أن تعبد الآلهة الوثنية وتتزوج ابنه، وإمّا أن تموت! أمّا هي فأصرّت علي إيمانها فعذّبها الوالي، ولمّا لم يفلح في إرهابها، أرسلها إلي بيت فساد، فشرع الجند يجردونها من ثيابها.
ولكن فجأة غطي شعرها كل جسدها حتي تعجب الجميع.. كما أن البيت أضاءه نور من السماء، حتي إنَّ بعض الأشرار ممن أتوا لفعل الشر مع هذه العذراء، لما رأوا المنزل مُضيئاً لم يجسروا أن يلمسوها، غير أنّ ابن الحاكم الذي كان يرغب أن يتزوجها، عندما دخل البيت ليفسدها سقط ميتاً.
فلما تذلل أبوه إليها صلت القديسة فقام ابنه الميت، فانتشر خبر المعجزة!! فادّعي كهنة الأوثان أنّ إجنس ساحرة!! وطلبوا قتلها، أما الوالي أمام صخب الناس ترك الأمر لوكيله، الذي استحضر إجنس وعذبها، وأخيراً أمر بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة، من أجل حفظ طهارتها وعفتها.
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 05 - 2014, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 57 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 50
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,613

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية

رثاء
للقديس مار أفرآم السريانيّ
من أقوال متفرقة للحث علي ترك الخطية
أطلب إليك ألاَّ تفسد هيكل الله، ولا تحزن روح الله الساكن فيك، ولا تغم الملائكة المأمورين أن يحفظوك ليلاً ونهاراً.. فإن كانت الحيطان تكتنفنا والسقف يُغطينا والباب مُغلق علينا والظلمة مشتملة، لكن الفاصل النور من الظلمة لا يكتم عنه شيء من أمورنا..
قل لذاتك: لك زمان تصنع شهوات الجسد وأمياله، فماذا ربحت؟ هل زدت علي قامتك ذراعاً واحداً؟ أصرت سميناً؟ فما خزّنت لذاتك سوي طعام الدود، ها إخوتك الذين اتّقوا الله، تزينوا بالفضائل الحقيقية، وأنا أذهب إلي الظلمة، وهب الرب لي حياة وأنا أسخط بها عمداً..
أيها الشيطان الخبيث قد جعلتني عاراً للملائكة والناس، لأني صرت مطيعاً لمشورتك النفاقية، لأنك خطرت لي قائلاً: أعمل شهوتك مرّة واحدة ولا تصنعها أيضاً، وها هو الصغير صار لي هوة، الماء وجد ثقباً صغيراً فصنع هوة عظيمة واضحة للكل، لأنَّ عادة الخطية تقود إلي أشر حال..
فاكرهي يا نفسي الخبيث، والتصقي بالإله المتعطف علي البشر.. استحي يا نفسي من الآن وأسرعي في طريق الخلاص.. انهضي وتشجعي، لا تلبثي في الهوة لكيلا تُدفَعي كالجثة طعاماً لطيور السماء والوحوش، اركعي لملك المجد معترفة له بخطاياك، فإنَّ له رأفات كثيرة..
إلي متي تحتمل العدو النجس مكملاً بلا خجل مشيئته، فهو يتمني أن يزج بك في النار، هذا هو حرصه وهذه هي مشيئته، فهو يُحارب دائماً بالشهوات الرديئة.. فاهرب منه وأمقت مشوراته.. أبغض الخبيث وفر من الغاش، فإنّه قتال للناس مذ الابتداء وإلي الانتهاء.. فاهرب منه أيها الإنسان لئلا يقتلك..
تأمل يا أخي واختر الأفضل: أتبكي هنا علي خطاياك وتتضرع لتخلص بالتوبة؟ أم تبكي هناك في النار ولا ينفعك شيء؟ لأنّك إذا بكيت هنا تنال رحمة مع تعزية.. فعد إلي ذاتك.. واعرف أنَّه من أجلك نزل الإله علي الأرض ليرفعك من الأرض إلي السماء..
أيها المُحبّون انهضوا فقد جاء الملك السماويّ، ليعطيكم نياحاً وسروراً في الحياة الخالدة عوض تعب نسككم.. قوموا فشاهدوا مملكته التي أعدها لكم.. قوموا وانظروا المن الذي لا يشبع منه أحد..
تقدم إلي أب الرأفات معترفاً بخطاياك قائلاً: أيها الرب إلهيّ، الممسك الكل، قد أخطأت في السموات وقدامك ولست مستحقاً أن أُدعي لك ابناً.. ولا أن أُبصر علو السماء من كثرة آثامي، ولا أن أذكر اسمك العظيم بشفتي الخاطئتين، لأني جعلت ذاتي غير مستحق للسماء ولا للأرض..
أسألك يارب وأتضرع إليك ألا تطرحني من قدام وجهك، ولا تبعد عني لئلا أهلك، لأنَّ لولا يدك سترتني لكنت هلكت وصرت كغبار قدام الريح..
أسكب علي رأفتك كما سكبتها علي الابن الشاطر، ارحمني وسامحنى علي سيرتي الطالحة، كما سامحت الزانية والعشار.. ترأف علي كاللص.. إقبل توبتي أنا العبد البطّال فإني يائس من الكل، لأنّك ما جئت لتدعو صديقين بل خطاة إلي التوبة..
صل أيها الحبيب...
واعترف...
لتقدم صلاتك كالبخور قدام الله..
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 05 - 2014, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 58 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,213

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب شوكة الخطية

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حمل في جسده دينونة الخطية، أبطل شوكة الموت
لأن شوكة الموت هي الخطية
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي
شوكة الخطية
كتاب شوكة الخطية للراهب كاراس المحرقي


الساعة الآن 01:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024