لك المجد
كل طلباتنا هي من أجل مجد اسمك ولسنا نطلب من أجل مجد أنفسنا. لهذا بدأنا كل طلبات هذه الصلاة بعبارة " ليتقدس إسمك " وكل ما سوف تعطينا من طلبات، إنما يؤول إلي مجدك، فإن نجونا من الشرير، وكان لك ملك في قلوبنا، ونفذت مشيئتك علي الأرض كما في السماء، كل هذا يكون سببًا لمجد الآب السماوي وهذا المجد هو لك وحدك. البشر كلهم تراب ورماد، والأرض كلها تفني وتبيد، وأنت وحدك الباقي، في مجدك " هي تبيد، ولكن أنت تبقي، وكلها كثوب يبلي، وكرداء تطويها فتتغير. ولكن أنت أنت، وسنوك لن تفني" (عب 1: 11، 12).
إذن تمجد يا رب في حياتنا، لأن لك المجد إلي الأبد آمين..
لا يكن مجدك فينا إلي لحظات، كما حدث في ظهور موسى وإيليا معك في النور علي جيل التجلي إنما ليكن مجدًا إلي الأبد. علي الأرض وفي السماء. لأن لك المجد، وفي البر الذي تعطيه لنا يكون المجد لك، يا غافر الخطايا، ومانع العطايا، والمنجي من الشرير. ولكن لعل البعض يسأل عن عبارة..
"بالمسيح يسوع ربنا" لماذا أضيفت؟ وهي ليست في أصل الصلاة التي علمنا الرب إياها..
حقًا إنها ليست في الأصل. ولكن السيد المسيح الذي وضع هذه الصلاة، هو نفسه الذي علمنا أن نطلب كل طلبه باسمه، وإننا إن طلبنا باسمه، يستجاب لنا، منه الأب. وبخاصة في الإنجيل ليوحنا البشير، حيث يقول "الحق الحق أقول لكم، أن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم" (يو 16: 23) ويعاتب تلاميذه بعد هذا النص مباشرة بقوله " إلي الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي! اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملًا".
مادام الطلب باسمه، يؤدي إلي استجابة الصلاة، إذن فلتكن كل صلواتنا بالمسيح يسوع ربنا..
ويقول أيضًا في (يو 15: 16). " أنا اخترتكم وأقمتكم، لتذهبوا وتأتوا ويدوم ثمركم، لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي". ويقول أيضًا في (يو 14: 12) " ومهما طلبتم باسمي، فذلك افعله، ليتمجد الآب بالابن". إذن الطلب باسم المسيح يسوع مناسب جدًا وموافق لمشيئة الآب لماذا؟
لكي يتمجد الآب بالابن.
لهذا كله علمتنا الكنيسة أن نقول هذه العبارة في نهاية الصلاة الربانية، ليس كجزء من النص، إنما بناء علي تعاليم السيد المسيح نفسه وتوجيهه لنا في الصلاة، في نصوص كثيرة ذكرنا بعضها.فإضافتها موافقة للتعليم الإنجيلي، وموافقة للتعاليم الإلهي ويجب أن نقولها، ليس في هذه الصلاة فقط، إنما في كل صلاة فنذكر أمام الأب أسم ابنه الوحيد الذي أحبه حتى المنتهي وأطاعه حتى المنتهي، وأضاه كامل الإرضاء، ودفع ثمن العدل الإلهي عن كل الخطاة الذين يؤمنون باسمه، وكان محرقة سرور وذبيحة حب. وهو الشفيع الذي فينا، بدمه الذي قدمه كفارة عنا له المجد والملك إلي الأبد آمين.