منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 01 - 2014, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 51 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

في الطموح والرفعة

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
الإنسان الروحي يضبط نفسه من جهة الطموح وحب العظمة والارتفاع.
كلما يجد ذاته حكيمًا في عينى نفسه، أو بارًا في عينى نفسه، يحاول أن يضبط نفسه حتى لا يرتئى فوق ما ينبغى (رو 12: 3). ولا يرتفع نفسه فوق ما قسم له الله (رو 12: 3).
إن الشيطان لم يستطع أن يضبط نفسه من جهة محبة الارتفاع، ففيما اراد أن يرتفع فوق كواكب الله (أش 14: 14) سقط وكان سقوطه عظيمًا..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
الإنسان الروحي يضبط نفسه ليس فقط من جهة محبة الارتفاع، إنما حتى من جهة المواهب.
أو أن الله نفسه يقيم له ضابطًا حتى لا يرتفع. انظر إلى بولس الرسول وهو يقول "ولئلا ارتفع من فرط الإعلانات، أعطيت شوكة في الجسد. ملاك الشيطان ليلطمني لكيلا ارتفع" (2كو 12: 7)
كلما يرتفع فكرك يا أخى، اضبطه،ولا تظن في نفسك أكثر من حقيقتك. وضع حدودًا لطموحاته التي قد تدفعك إلى مقارنة نفسك بغيرك. فتجد أنك أعلى وأكبر، فتفقد الطاعة، وتفقد الاتضاع، وتفقد الالتزام، وتفقد احترامك لغيرك.. بل ضع أمامك باستمرار قول الكتاب "وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18).
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 52 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

في الحياة كلها

إن ضبط النفس يشمل الحياة كلها..

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
فالإنسان الروحي يضبط نفسه من جهة محبة الراحة أو المتعة. يضبط نفسه من جهة الوقت وحسن توزيعه على المسئوليات، واحترام المواعيد.. يضبط نفسه من جهة الانتقام لنفسه إذا لحقته إهانة أو إساءة. يضبط نفسه من النواحي المالية، ومن جهة أخذه وعطائه. يضبط نفسه في علاقاته مع الآخرين، وإلى أي حد تكون.. يضبط مشاعر قلبه وأحاسيسه، فلا تنحرف يمنه ولا يسره.. وحتى من جهة العبادة، ومن جهة الخدمة، وفي إشرافه على الغير، وفى جميع مسئولياته، يضع لنفسه ضوابط.
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
وأخيرًا أن أقول ملاحظة هامة وهى:
الذى لا يضبط نفسه، قد يأتيه الضبط اللازم من الخارج:
إن لم ينضبط داخليًا، يأتيه الانضباط على الرغم من إرادته: من المجتمع الذي يرقب تصرفاته ويحاسبه، من عيون الناس التي ترى، وآذانهم التي تسمع.. يضبطه الخوف أو الخجل، أو تضبطه القوانين والعقوبات، أو يضبطه القوانين والعقوبات، أو يضبطه التأديب من سلطة أعلى.
أو يضبطه المرشدون الروحيون. أو تضبطه مقاومة خارجية توقفه عند حده، وتمنعه من أي تصرف خاطئ.،عجيب أن داود النبي، لما لم يستطع أن يضبط نفسه ويمنع نفسه من الانتقام لذاته، اتاه الانضباط من الخارج، من توبيخ أبيجايل له، في حكمة وأدب (1صم 25).
خير للإنسان أن يضبط نفسه روحيًا، وينال أجرًا إلهيًا على ذلك، من أن يضطر إلى الانضباط بقوة خارجية، أو أن ينضبط بغير إرادته..
أما الإنسان الروحي، فإنه يضبط نفسه من الداخل. وإن وجد مقاومة، يلجأ إلى التغصب وإلى التداريب الروحية، ساعيًا باستمرار إلى نقاوة القلب، وإلى قداسة التصرف..
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 53 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الأشياء التي ترى

المادة من الأشياء التي ترى، لذلك فهى وقتية، لا تدوم إلى الأبد. وإن لم نفارقها نحن، فلابد أنها هي ستفارقنا. لذلك قال الله للغنى الغبى من جهة كل أمواله، ومخازنه "هذا الذي أعددته، لمن يكون؟!".
لذلك سعيد من يكنز له كنوزًا من السماء، في نطاق ما لا يرى.. فتتحول كنوزه من أشياء مرئية، إلى أشياء غير مرئية.. تتحول إلى روحيات..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
العالم أيضًا من الأشياء التي لا ترى، من الأشياء الوقتية.
لذلك قال الرب إن السماء والأرض تزولان. وقال يوحنا الرائى "أبصرت سماءًا جديدة، وأرضًا جديدة. لأن جديدة. لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد" (رؤ 21: 1).
كلها أمور زائلة، لأنها من المرئيات لهذا فإن الكنيسة تردد على آذاننا في كل قداس قول الرسول:
"لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. لأن العالم يبيد، وشهواته معه" (1يو 2: 15، 17)
من هنا وجدنا أن آباءنا القديسين قد بدأوا حياتهم الروحية بالموت عن العالم. وفترة حياتهم في العالم، قضوها فيه كغرباء وليست لهم هنا مدينة باقية، بل يبتغون وطنًا أفضل سماويًا" (عب 11: 13، 16). غير ناظرين المرئيات.
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
ولعل البعض يسأل: ماذا أفعل عمليًا؟ كيف أترك العالم والمادة، وأنا أحيا فيهما؟ إن الرسول يجيب على هذا بقوله "يكون الذين يستعملون العالم كأنهم لا يستعملونه، لأن هيئة هذا العالم تزول" (1كو 7: 31).
إذن عش في العالم، لكن لا تجعل العالم يعيش فيك. يمكنك أن تملك المادة ولكن لا تجعل المادة تملكت.
العالم مكانه في الخارج ولا يدخل إلى داخل قلبك أو فكرك أو مشاعرك تستعمل ما فيه من مادة، وأنت متحرر في الداخل من سيطرتها ومن محبتها.
وكل ما تفقده من أمور العالم، لا تحزن عليه، لأنه لا يصحبك في اليوم الأخير وبالتالى لا تشتهى أن تقتنى من العالم شيئًا، فقد قال الرب:
"ماذا ينتفع الإنسان، لو ربح العالم كله، وخسر نفسه" (مت 16: 26).
وعبارة "غير ناظرين "تعنى عدم الاهتمام، وعدم الانشغال، بشئ من أمور المادة والعالم، لأن الفكر منشغل بشئ آخر روحى من الأمور التي لا ترى. وكما قال الرسول "أريد أن تكونوا بلا هم" (1كو 7: 32).
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
والإنسان الذي لا يهتم بشئ من المرئيات، يعيش بلا شك سعيدًا، ويتحرر من الشهوة ومن الخوف..
وفى ذلك قال القديس أوغسطينوس جلست على قمة العالم حينما أحسست في نفسى أنى لا أشتهى شيئًا ولا أخاف شيئًا.
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
إن الإنسان الذي ارتفع فوق مستوى الماديات، هو حصن منيع لا ينهدم، هو فوق العالم، وهو فوق الجسد أيضًا.
فهذا الجسد المادى هو أيضًا من الأمور الوقتية الزائلة، لأنه خاضع للحواس. وسيأتى وقت ننطلق فيه منه، حينما نخلعه، ونلبس جسدًا آخر روحانيًا نورانيًا غير قابل للفساد هو جسد القيامة الممجد
أما هذا الجسد فسيأكله الدود، ويتحول إلى تراب، وحينما يقوم سوف يقام جسدًا روحانيًا قد تخلص من سيطرة المادة ومتطلباتها وضعفاتها.
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
أنت على صورة الله ومثاله والله روح. عش إذن في الروح.
والروح من الأشياء التي لا ترى. وفي حياة الروح، تخلص من شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة وتمسك بالأشياء التي تبقى معك في الأبدية. أما الأمور المرئية فلا تهتم بها، ولا تجعلها تسبب لك همًا..
كان السيد المسيح على الجبل، مع الاب، منشغلًا بالأمور التي ترى فماذا كانت تجربة الشيطان له، في صورها الثلاثة المتحدة في الهدف؟
كانت التجربة هي محاولة جذبه مما لا يرى، إلى عالم المرئيات..
جذبه إلى الحجارة التي يصيرها خبزًا لطعام الجسد.. إلى المناظر التي تستهوى الحواس، إلى ممالك الأرض ومجدها.
أما السيد المسيح، فتمسك بالأشياء التي لا ترى.. بالروح التي تتغذى بكل كلمة تخرج من فم الله لذلك رفض كل تلك الماديات، ولم تترك في نفسه أثرًا.
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
إن الإغراء الذي تعرض له أبوانا الأولان كان هو المرئيات..
إنه الشجرة، والثمرة، التي كانت أمامهما "شهية للنظر وبهجة للعيون" (تك 3: 6)،وبنفس الوضع كانت سادوم بالنسبة إلى لوط، أرضًا معشبة، صالحة للمرعى "كجنة الله، كأرض مصر" (13: 10).
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
أنظروا إلى قصة يوسف وإمرأة فوطيفار، كانت هي ناظرة إلى الأمور التي ترى، إلى جمال الجسد وشهوته. أما يوسف فكان ناظرًا إلى الرب "كيف أخطئ إلى الله؟!" (تك 39: 9). ولم ينظر مطلقًا إلى الأشياء التي ترى، الوقتية.. لذلك خلص يوسف، وسقطت المرأة..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
وبنفس الوضع سقط سليمان:
إن مأساه سقوطه كان سببها قوله "مهما أشتهته عيناى، لم أمنعه عنهما" (جا 2: 10).
لذلك قال "بنيت لنفسى بيوتًا. غرست لنفسى كرومًا. عملت النفسى جنات وفراديس.. جمعت لنفسى أيضًا فضة وذهبًا.. أتخذت مغنين ومغنيات، وتنعمات بنى البشر سيدة وسيدات.." (جا 2: 4 – 10). وماذا كانت النتيجة؟ قادته كلها إلى البعد عن الله (1مل 11).
واكتشف أخيرًا أن كل هذه المرئيات هي "باطل الأباطيل. الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس". (جا 2: 11).
ولكنه أكشف هذه الحقيقة متأخرًا بعد أن أثرت على روحه، وبردت نفسه وأسقطته فيما لا يسقط فيه الحكماء!
إن الغنى قد أتلف سليمان، وأوقعه في شهوات متعددة، وأمال قلبه إلى النساء. والغنى أيضًا أبعد الشاب الغنى عن المسيح، فمضى حزينًا..
كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
ولكن بعض الأغنياء احتفوا بمحبتهم لله، لأنهم لم يحبوا المال، ولم ينشغلوا بجمعه وتكويمه وخزنه، وإنما باعوا كل أموالهم أعطوها للفقراء، كما فعل القديس أنطونيوس الكبير والقديسة ميلانيا، وكما كان يفعل أيضًا أيوب الصديق.
العيب إذن ليس في المال ذاته، إنما في النظر إليه، في محبته، وفي الاتكال عليه، وفي الكبرياء بسببه. كل هذا عن الأشياء إلى ترى.
بالنظر إلى ما لايرى عاش الرهبان والنساك والسواح.
نظروا إلى كل ما يرى، فإذا هو زائل وفان، لا يستحق اهتمامهم. فارتفعوا فوق مستواه وفوق كل رغبة فيه. وماتوا عن العالم، عن المرئيات، ناظرين إلى ما لا يرى، من فرط محبتهم للملك المسيح.
وبالمثل عاش آباؤنا، الذين حسبوا أنفسهم غرباء على الأرض.
ناظرين إلى المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله (عب 11: 13، 10). كانت نظرتهم مركزة في الأبدية التي وعدهم الرب بها. لم يروها بالعين، ولم ينالوا المواعيد، لكنهم نظروها من بعيد وصدقوها. وهكذا كان داود النبي يقول "غريب أنا على الأرض"، "ونزيل مثل جميع آبائى" (مز 39: 12) (مز 119)..
كذلك موسى النبي، الذي كان أميرًا في القصر الملكى. ولكنه لما كبر لم ينظر إلى هذه العظمة المرئية، حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر.. (عب 11: 26).
نفس الوضع بالنسبة إلى الشهداء والمعترفين.
تقدموا إلى الموت، غير ناظرين إلى العالم وكل ما فيه. ورافضين الاغراءات التي عرضت عليهم، لأنهم كانوا مركزين نظرهم في ما لا يرى، في الحياة الأبدية التي لا ترى، في ما لم تره عين.. (1كو2: 9).. ماذا نقول إذن عن الذين لا يدفعون العشور، لأنهم ينظرون إلى ما يرى. ولا يلتفتون التي لا ترى.
السيد المسيح كان مثالًا في النظر إلى ما لا يرى.
في معجزة الخمس خبزات والسمكتين، لم ينظر المسيح إلى الخبز الذي يرى، إنما رفع نظره إلى فوق، وبارك. وفى حديثه مع السامرية، لم يهتم بهذا الماء الذي يرى، إنما إلى الماء الحى الذي لا يرى.. وهكذا في السجود، لا أورشليم التي ترى، أو ذلك الجبل، إنما الروح والحق وهما أمور لا ترى.. وفي الملكوت لم يهتم بالملكوت الأرضى الذي لا يرى، بل بالملكوت الروحي.
إن النظر إلى ما لا يرى، ينجى العالم من المذاهب المادية، ومن الإباحية واللاأخلاقية، ومن ومن الوجودية التي تهتم فقط فقط بالوجود في هذا العالم الأرضى.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 54 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

أهمية التكامل

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
الإنسان الروحي إنسان يجمع بين الفضائل حتى التي تبدو متضادة.
الفضائل عنده لا تناقض فيها ولا تناقص، بل تكامل.
لا يقتصر على فضيلة واحدة، بل يجاهد لأجل اكتساب الكل، حسب قول الرب "كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" (مت 5: 48).
والإنسان الروحي لا يكتسب فضيلة على حساب ضياع فضيلة أخرى.
فضائله لا يهدم بعضها بعضًا، بل يتمشى الكل معًا.
الله تبارك اسمه، فيه كل الفضائل، تتمشى معًا،وقد اظهر لنا ربنا يسوع المسيح هذا المثال الكامل. ففي شخصيته نرى الحب والحزم، الرحمة والعدل، الوداعة والشجاعة، البساطة والحكمة، الطيبة والقوة، الخدمة والتأمل.. إلخ. وسنبدأ الحديث الآن عن التكامل بين الفضائل.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 55 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

البساطة والحكمة

من الأخطاء الواضحة أن إنسان قد يوصف بالبساطة، ولا تكون له حكمة، بل تكون بساطته لونًا من السذاجة.. وتؤخذ عليه بعض التصرفات. ويحاول الناس أن يعذروه. قائلين أنه بسيط..
ليست هذه البساطة الحقيقية، فالإنسان الروحي يكون بسيطًا وحكيمًا، كما دعانا الرب قائلا كونوا بسطاء وحكماء" (مت 10: 16) ولا تناقض.

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
فالبساطة هي عدم التعقيد، وليست عدم الحكمة.
البساطة المسيحية بساطة حكيمة. والحكمة المسيحية حكمة بسيطة. ومن الجائز أن يقول إنسان كلامًا حكيمًا جدًا، وبأسلوب بسيط.
تكون له حكمة في عقله، وبساطة في قلبه..
يتصرف في عمق الحكمة، وبكل بساطة، حكمة ليس فيها تعقيد الفلاسفة وإنما في بساطة يمكن أن يفهمها الكل.
كذلك ليست البساطة أن تصدق كل شيء بلا تفكير، أو تعطى مجالًا للبعض أن يخدعك أو يلهو بك. إنما مع بساطتك مع الناس تكون مفتوح العينين حاضر الذهن. تستطيع أن تميز الذئاب التي تلبس ثياب الحملان..
وفى حكمته لا يعيش في جو من الشك والحذر والظنون.
إنه لا يخلط الأوراق، ولكن يرتبها..
عبارة "المحبة تصدق كل شئ" (1كو 13: 7) يفهمها من جهة الله، ففى محبته لله،يصدق كل وعوده وكل معجزاته. ويصدق أن التجارب التي يسمح بها للخير. أما من جهة الناس، فإلى جوار "المحبة تصدق كل شيء "يضع قول الرسول "لا تصدقوا كل روح، بل ميزوا الأرواح هل هي من الله.." (1يو4: 1) وأيضًا "امتحنوا كل شيء، وتمسكوا بالحسن" (اتس 5: 21).
ببساطة يطيع. ولكن أيضًا يخلط الطاعة بالحكمة.
كما قال الرسول "اطيعوا والديكم في الرب" (أف 6: 1). وأيضًا "ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29).
الشخصية المتكاملة لا تقاد بفضيلة واحدة.
بل كل فضيلة يمزجها بالحكمة والمحبة والاتضاع.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 56 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الطيبة والقوة

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
كان السيد المسيح طيب القلب جدًا. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 12: 19، 20). وفي نفس الوقت كان في منتهى القوة. شخصيته قوية. كان قويًا في كلامه، إقناعه، في محبته، في تأثيره على الآخرين..
كان طيب القلب، يحب الأطفال ويحتضنهم ويحنو عليهم، ويتكئ تلميذه يوحنا في صدره، ويدافع عن المرأة الخاطئة. وفى نفس الوقت لم تفارقه هيبته.
سمح للشيطان أن يجربه. ولما زاد عن حده، انتهره فمضى (مت 4).
سمح للجند أن يقبضوا عليه. وفى نفس الوقت لما قال لهم "أنا هو" سقطوا على الأرض من هيبته (يو 18: 6)،المفروض في الآباء والمدرسين أن يكون في طبعهم الحنو، وتكون لهم أيضًا الهيبة.
وليس من الصالح أن حنوهم يفقدهم هيبتهم.
الهيبة لازمة لحفظ النظام وحفظ القيم. والحنو لازم حتى يطيع الناس بدافع من الحب، وليس بدافع من الرعب.
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:28 PM   رقم المشاركة : ( 57 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الحب والحزم

قد يقال عن راهب أنه إنسان طيب، يصلح أن يكون أسقفًا، لأنه تنقصه الإدارة، وضميره يتعبه إن أخذ موقفًا حازمًا!!
كأنما الإدارة ضد الروحيات.
الإنسان الروحي يمكن أن يجمع الأمرين معًا: الحنو والحزم، والطيبة والإدارة، والأبوة والرئاسة..

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
يوسف الصديق كان حازمًا جدًا، حتى أن أخوته خافوه وارتعبوا منه، لما قال لهم "أنا يوسف. أحى أبى بعد؟" (تك 45: 3). ومع ذلك لم يستطع أن يضبط نفسه لما عرف أخوته بنفسه، وأطلق صوته للبكاء (تك 45: 1، 2).
وصفة الطيبة مع القوة، والحب مع الحزم، تظهر في السيد المسيح. وقيل عنه في تطهيره للهيكل:
يا قويا ممسكًا بالسوط فيكفه والحب يدمى مدمعك
هذا هو التكامل في الشخصية الذي يلزم للسير في الفضائل.
السيد المسيح كان يحب تلاميذه، وكان ينتهرهم أحيانًا.
قيل إنه "أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى" (يو 13: 1)،ومع ذلك لما أراد بطرس أن يمنعه عن الصلب، قال له "أذهب عن يا شيطان. أنت معثرة لى" (مت 16: 23). هنا نجد الحزم واضحًا. وبنفس الحزم وبخ الرب تلميذيه لما قالا له "أتشاء أن تنزل نار من السماء وتحرق هذه المدينة" (لو 9: 55).
من الأشياء الغريبة في محيط الأسرة أن الوالدين يوزعان أحيانًا الحب والحزم فيما بينهما، فيكون للأم الحب وللأب الحزم!! بينما الحب والحزم ينبغى أن تكونًا لكل منهما..
فإذا أخطأ الابن، أو حاول أن يخطئ تقول له الأم".. لئلا يغضب أبوك ويعاقبك" (دون أن تقول له إنها هي أيضًا لا ترضى عن هذا الأمر!! ويختلط الأمر على الابن، ولا يعرف أين الحق. كل ما في الأمر أنه يتقى غضب الأب
يحدث أحيانا أن كاهنًا يريد أن يكسب محبة شعبه، أو رئيس يحب أن يكسب محبة مرؤوسيه.. من أجل هذا الحب يتهاون في حقوق العمل وفي وصية الله، وويفقد الحزم. وربما تكون لذلك نتائج سيئة جدًا..
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 58 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الوداعة والشجاعة

كان السيد المسيح وديعًا جدًا، حتى قال "تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب" (مت 11: 29). ومع ذلك كان في منتهى القوة والشجاعة. وقد وقف ضد الكتبة والفريسيين وأظهر رياءهم ووقف ضد الصدوقيين وأخجلهم وضد الشيوخ ووبخهم.
داود النبي كان وديعًا، وكان شجاعًا.
كان شجاعًا إذ وقف ضد جليات الجبار وهزمه، في وقت كان فيه فيه كل الجيش خائفًا" (1صم 17). وكان وديعًا إذ يقال عنه في المزمور "اذكر يا رب داود وكل دعته" (مز 131: 1).

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
وموسى النبي كان وديعًا وشجاعًا وقويًا.
وديعًا إذ قيل عنه "وكان الرجل موسى حليمًا جدًا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عد 12: 3). وكان شجاعًا وقويًا إذ وقف ضد الشعب كله لما عبد العجل الذهبى، الذي صنعوه، وأحرقه النار، وطحنه حتى صار ناعما، وذراه على وجه الماء" (خر 32: 20).
وابراهيم أبو الآباء كان وديعًا وشجاعًا.
وديعًا إذ سجد أمام بنى حث لما أشترى منهم مغارة المكفيلة لتكون قبرًا لسارة (تك 23: 12). ومع ذلك تظهر شجاعته، إذ أنه "لما سمع أن أخاه لوط قد سبى، جمع رجاله المدربين" (تك 14: 14). وقام ضد أربعة ملوك وهزمهم ورد سبى لوط وسادوم، ولما أراد ملك سادوم أن يعطيه من الغنائم، قال له في عزة نفس "لا آخذن خيطًا ولا شراك نعل.. فلا تقول أنا أغنيت أبرآم" (تك 14: 23).
كان الرهبان ودعاء، وكانوا شجعانًا في الدفاع عن الإيمان.
من الخطأ أن تظن أن صفة الوداعة تمنعك من الشجاعة، وتحولك إلى جثة هامدة لا نخوة فيها ولا شهامة ولا حياة..! إنما اكتسب الفضائل،وضع أمامك قول الكتاب:
"الكل شيء زمان. ولكل أمر تحت السماوات وقت" (جا 3: 1).
تستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة. وتستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة كلاهما فيك. ويظهر كل منهما في الحين الحسن المناسب لها..
الوداعة ليس معناها الضعف. والقوة ليس معناها العنف.
والوداعة والقوة تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم. الإنسان الضعيف لا يمكن أن يكون صورة الله مثاله. ولكن لكي قويًا لا ينحرف إلى التهور، ولا يفقد وداعته وأدبه.
والوداعة لا تدفع إلى الخمول والطيبة لا تدفع غيرك إلى اللعب بك.
فإن كان إنسان طيبًا، ليس معنى هذا أن يلعب به الناس، ويفقد كرامته وحقوقه وهيبته.
وإلا فإن البعض سيكرهون الطيبة، ويرون أن الناس سيستغلونها ضدهم. المشكلة ليست في الطيبة، إنما في إساءة فهمها، وفي عدم مزجها بالحكمة وقوة الشخصية..
كل فضيلة تزنها بميزان دقيق. ولا تمارسها منفردة عن باقي الفضائل. وإن رأيت من نتائجها سلبيات..
اعرف أن السلبيات ليست نتيجة للفضيلة، إنما لسوء فهمها، أو لسوء استخدامها، أو لنقص الحكمة فيها.
يمكن أن تكون طيب القلب ولكن ليس معنى الطيبة أن تسلم قيادتك لغيرك. أو أن تشرك يضعف شخصية في أخطاء الآخرين. أو أنك خوفًا من أن تغضب غيرك، تشترك معه في خطأ، أو تجامله في ذنب واضح..
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:30 PM   رقم المشاركة : ( 59 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

المحبة والمخافة

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
نحن نحب الله. ولكن محبتنا له لا تمنع فضيلة المخافة، ومعاملتنا لجلاله الأقدس بكل ما يستحق من مهابة وتوقير.
نحبه ونسجد له. ندخل إلى الكنيسة بحب وفرح. وفي نفس الوقت للرب "أما أنا فبكثرة رحمتك، أدخل إلى بيتك، وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتك".
نحب كتابه المقدس ووصاياه ونقول له فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة (مز 119). ومع ذلك يصيح الشماس قبل قراءة الإنجيل "قفوا بخوف من الله، وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس".
نعامل الله كأب، ولكن في السموات.
تمتزج المحبة والمخافة.. وتتحول إلى حب بمهابة.
لأن هناك كثيرين في إيمانهم بمحبة الله، يفقدون مخافتهم له، وبالتدريج يتحولون إلى الاستهتار والاستهانة، حتى ألأنهم يتحدثون مع الآباء بغير توقير..
ما أكثر الآيات عن مخافة الله. إن نسيناها يقول لنا الرب: "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29).
أما عبارة "المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج" (1يو 4: 18)،الخوف هنا أي الرعب. ولكنه ليس الخوف بمعنى المهابة. فنحن في صلاة الشكر في كل يوم نقول "أمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام مع مخافتك"..
  رد مع اقتباس
قديم 18 - 01 - 2014, 04:31 PM   رقم المشاركة : ( 60 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,195

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث

الخدمة والتأمل

كتاب الإنسان الروحي - البابا شنوده الثالث
هناك أشخاص من اهتمامهم بالخدمة وانشغالهم الكثير بها، يفقدون أهمية الصلاة والتأمل في حياتهم، ويهملون هذه الروحيات. ولاشك أن هذا ضد التكامل في حياة الروح.
إن السيد المسيح كان يطوف المدن والقرى يكرز ببشارة الملكوت، ومع ذلك كان بقضى الليل كله في الصلاة، وكانت له خلواته في جبل الزيتون (يو 8: 1). وفي بستان جثسيمانى.
ويوحنا المعمدان كانت له خدمته الناجحة جدًا التي بها أعد الطريق أمام الرب، ومع ذلك قضى 30 سنة من حياته في البرية حتى ظهر لإسرائيل.
وإيليا النبى كانت له خدمته التي قضى بها على أنبياء البعل والسوارى، ووبخ فيها آخاب الملك. وكانت له في نفس الوقت خلواته على جبل الكرمل.
بولس الرسول كانت له حياة التأمل التي صعد بها إلى السماء الثالثة (2كو 12: 2)،ومع ذلك كانت له خدمته القوية التي بشر بها فس آسيا وأوروبا، وكتب 14 رسالة، بل كتب رسائل حتى وهو في السجن.
الإنسان المتكامل يجمع بين الحياتين. لا تكون الخدمة على حساب التأمل. ولا يكون التأمل على حساب الخدمة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب معالم الطريق الروحى لقداسه البابا شنوده الثالث مسموع
من كتاب من هو الإنسان؟ البابا شنوده الثالث القلب
كتاب السهر الروحي - البابا شنوده الثالث
كتاب التلمذة - البابا شنوده الثالث
كتاب من هو الإنسان؟ - البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 03:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025