ثالثاً:- خطة حكيمة
إن عملية تجسيد الله وارتضائه بالصلب أمر لا يمكن للإنسان أن يقبله بسهولة لأنه يفوق إدراك العقول. وما العهد القديم بكل ما فيه سوى تمهيد البشرية لقبول التجسد والفداء، إذ قد أعلن الرب ذلك في وعود صريحة، ورموز واضحة. أقتصر منها على ذكر ما يلي:
1- وعود الفداء:
وتنسق هذه الوعود في نبوات صريحة أشار بها الروح في العهد القديم إلى موت المسيح الكفاري ليخلص البشرية نذكر منها:
( أ ) النبوة لنسل المرأة:
بعد سقوط آدم وحواء بغواية الحية أصدر الرب حكمه قائلا للحية "أضع عداوة بينك وبين نسلك ونسلها، وهو يسحق رأسك وأنت تسحق عقبه"(تك15:3). ففي هذا الحديث نبوة صريحة عن الفداء ففي قوله "هو يسحق رأسك" إشارة واضحة عن هزيمة الشيطان في الصليب إذ يقول الرسول "وقد رفعه من الوسط مسمراً إياه بالصليب. إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه" (كو15:2).
وفي قوله "أنت تسحقين عقبه" إشارة إلى موت المسيح على الصليب. فعندما مد الشيطان رأسه ليسحق عقب المسيح داس المسيح على رأسه وسحقها.
(ب) نبوة اليهو:
وهو أحد أصحاب أيوب الذين جاءوا ليعزوه، فتنبأ عن فداء المسيح للإنسان إذ قال "قد أخطأت وعوجت المستقيم ولم أجاز عليه. فدى نفسي من العبور إلى الحفرة، فترى حياتي النور" (اى27:33،28).
ففي هذا القول نبوة صريحة عن عمل الفداء، فالإنسان الذي أخطأ وعوج المستقيم لم يجاز عليه. أي لم ينفذ فيه حكم الموت الذي هو قصاص الخطية. (رو23:6).