|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مقاومة الروح إذا رفض الإنسان عمل الروح، فإنه يقاوم الروح. وهكذا إن اخذ منه موقفًا سلبيًا وحاربه، سواء حارب عمل روح الله فيه، أو في غيره ولهذا فإن القديس اسطفانوس أول الشمامسة وبخ اليهود قائلًا "يا قساة الرقاب... أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس. كما كان آباؤكم، كذلك أنتم. أي الأنبياء لم يضطهده آباوكم؟!" (أع7: 51: 52). لذلك وصف الشيطان بأنه المقاوم، كذلك أعوانه. وهكذا فإن ضد المسيح، إنسان الخطية، الذي يحدث بسببه الارتداد الأخير، قيل عنه إنه " المقاوم والمرتفع على كل مل يدعى إلهًا" (2تس2: 4). وقال موسى النبي في "تمردهم ورقابهم الصلبة: "هوذا قد صرتم تقاومون الرب" (تث31: 27 ). على أن الإنسان قد يقاوم عمل الروح، ولكنه لا يستمر في ذلك. مثلما قال القديس بولس الرسول عن نفسه "أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومفتريًا..." (1تى1: 13) "لأني اضطهدت كنيسة الله" (1كو15: 9). ولكنه لم يستطيع أن يرفس مناخس kick against the goads. وترك المقاومة، وصار رسولًا تعب أكثر من الجميع (1كو15: 1). ولكن إذا استمر الإنسان طول حياته في مقاومة الروح، نخشى أن يصل إلى أخطر مرحلة في الهلاك |
03 - 01 - 2014, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
التجديف على الروح القدس هذه الخطية لا غفران لها (متى12: 31). وليس التجديف على الروح القدس، هو إنكار لاهوت الروح القدس. فإن الذين أنكروا لاهوت الروح أيام هرطقة مقدونيوس في القرن الربع، ثم رجعوا وتابوا، قبلتهم الكنيسة. وليس التجديف على الروح القدس هو إنكار وجوده، أو عدم الإيمان به فإن الذي يعود ويؤمن به يخلص... وليس هو أيضًا مقاومة الروح، فإن التوبة عمومًا تقود إلى الخلاص. إذن ما هو التجديف على الروح؟ ولماذا لا يغفر؟ التجديف على الروح القدس، هو رفض كل عمل للروح القدس، في القلب والعقل والإرادة، رفضًا كاملًا دائمًا مدى الحياة. أو أنه يطرد الروح القدس من قلبه مدي الحياة، ويرفض أن يشترك معه في أي عمل، ولا يصغى لصوت الله في قلبه، ولا لتأنيت على الخطية... مدى الحياة. والذي يفعل هكذا، لا يمكن أن يتوب. لأنه لا يستطيع إنسان أن يتوب، بدون عمل الروح القدس فيه. وإذا لم يتب، لا تكون له مغفرة، حسب قول الرب "عن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك قال أحد الآباء: لا توجد خطية بلا مغفرة، إلا التي بلا توبة. والذي يرفض عمل الروح فيه رفضًا كاملًا دائمًا مدى الحياة، لا تكون له توبة وبالتالي لا تكون له مغفرة. ولعلك تقول: فإن تاب هذا الإنسان قبل موته؟ أقول لك: حينئذ لا تكون خطيئته تجديفًا على الروح القدس. لأن الروح القدس. لأن توبته دليل على أنه قبل أن يعمل فيه روح الله للتوبة. وهكذا لا يكون رفضه للروح رفضًا كاملًا مدى الحياة... وهنا نتذكر صرخة داود النبي في المزمور التوبة، إذ يقول: "لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي" (سفر المزامير 51: 11). هنا الخوف من أن يفارقه روح الله تمامًا، بغير عودة!! كما حدث لشاول الملك الذي قيل عنه "وذهب روح الرب من عند شاول. وبغتة روح رديء من قبل الرب" ( 1صم16: 14). لذلك استولى عليه الشيطان. ولم ناح عليه صموئيل النبي، قال له الرب "حتى متى تنوح على شاول، وأنا قد رفضته" (1صم16: 1). إذن التجديف على الروح القدس، هو رفض من الإنسان لروح الله، رفضًا كاملًا مدى الحياة... يؤدى إلى رفض الله لهذا الإنسان، فيتسلمه الشيطان بالتمام... وقد يحاول الشيطان مرارًا أن يوهم البعض أنهم قد وقعوا في التجديف على الروح القدس، لكيما بهذه الحرب يوقعهم في اليأس، فيستسلمون له، على اعتبار أنه لم يعد لهم خلاص... لكن طالما كان الإنسان حيًا في هذا الجسد، فمازال باب التوبة والخلاص مفتوحًا أمامه، كما كان مفتوحًا أمام اللص على الصليب. |
||||
03 - 01 - 2014, 01:26 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
لا تطفئوا الروح لا تطفئوا الروح [1تس 5: 9] الروح القدس يعمل فينا، ويمنحنا حرارة روحية. ولكنه لا يلغى حريتنا فلنا الحرية أن نحتفظ بهذه الحرارة، أو نطفئها. الروح القدس لا يرغمنا على عمل الخير، إنما يحثنا عليه ويرشدنا إليه. ويعمل معنا إن عملنا الخير. وكلما نشترك مع الروح القدس، وتعمل أرواحنا معه، تزداد حرارته في قلوبنا اشتعالًا، وتدفع الفكر والإرادة، وينمو الإنسان بعد يوم في حياة الروح. وتلتهب فينا محبة الله... ولكننا عمليًا لا نحتفظ بهذه الحرارة الروحية على الدوام. فكثيرًا ما تخف أو تنطفئ غي داخلنا. نقص الحرارة الروحية، يتسبب عنه الفتور الروحي. وضياع هذه الحرارة بالتمام، يسبب البرودة الروحية. وكلاهما خطر على حياة الإنسان وروحياته. وغالبًا ما تكون مقدمة للسقوط في الخطية إذ يقدمان الوسط الذي يمكن أن يعمل فيه الشيطان، بدون مقاومة من إرادة الإنسان... وانطفاء الحرارة الروحية، ينطبق عن معنيين هما: 1 انطفاء الشعلة المقدسة التي في روحك البشرية، التي تميل بطبعها إلى الخير ، إذ قد خلقت على صورة الله. 2 انطفاء عمل الروح القدس في قلبك، نتيجة لرفض إرادتك أن تشترك معه... ولاشك أن لا تطفأ الحرارة الروحية أسبابًا خارجية وأسبابًا داخلية |
||||
03 - 01 - 2014, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
أسباب خارجية لإطفاء الروح ليست كل الأسباب الخارجية يمكنها إطفاء الروح... مهما كانت خطورتها، ومهما كانت ضاغطة... ما لم تضعف أمامها الإرادة وتستلم وتلقى سلاحها... إذن لابد أن الداخل قد ضعف... وضعفه هو الذي أعطى قوة لهذه العوامل الخارجية... ذلك لأن هناك عوامل خارجية تثير في القلب النقي روح المقاومة، فتزداد حرارته رغبة في الانتصار. وهكذا تكون الأسباب الخارجية قد أتت بنتيجة عكسية لما يقصده الشيطان منها. وأيضًا لأنه في وجود هذه الحروب الروحية من الخارج، يزداد عمل النعمة من الداخل، والروح القدس يسند الإنسان وعن هذا الأمر قال الرسول: "حيث كثرت الخطية، ازدادت النعمة جدًا" (رو5: 20). إذن السباب الخارجية، هي مجرد عامل مساعد أما أن تكون البادئة، وتضغط وتلح، حتى تسبب ضعفًا داخليًا يقبل تأثيرها، وأما أن تنتهز فرصة ضعف داخلي موجود عن طريقة أن تأتى بنتيجة... |
||||
03 - 01 - 2014, 02:10 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
البيئة الخاطئة وإطفاء الروح 1 في مقدمة السباب الخارجية: البيئة الخاطئة، والجو غير الروحي... ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك، ما حدث للوط البار في أرض سادوم، إذ قال عنه الكتاب " إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يومًا فيومًا نفسه البارة بالأفعال الأثيمة" (2بط2: 8). بل كان لابد أن يخرج هذا الرجل البار من تلك البيئة. وهكذا قال له الملاك: " اهرب لحياتك... ولا تقف في كل الدائرة" (تك19: 17). لقد فقط لوط حرارته الروحية في أرض سادوم. وكلماته فقدت حرارتها وتأثيرها لذلك قيل عنه حينما دعا أصهاره إلى الخروج من سادوم، إنه " كان كمازح في أعين أصهاره" (تك19: 24). إن البيئة الشريرة قد لا تكتفي بإطفاء الروح، بل قد يزداد تأثيرها وتستطيع أن "تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33). وربما تؤثر على الإيمان ذاته! وعلى كسر النذر! يدخل في البيئة أيضًا وتأثيرها: ما يطفئ الروح من داخل الأسرة، كما قيل "إن أعداء الإنسان أهل بيته" (متى10: 36). وكذلك الصداقات غير البريئة، وبعض الزملاء. وأيضًا تأثير أهل القراءات، وبعض وسائل الإعلام، وكل تأثير يأتي من الخارج ويطفئ الروح... ومن أبرز الأمثلة في ذلك: سليمان الحكيم وشمشون الجبار. · سليمان الذي تراءى له الله مرتين: في جبعون وفي أورشليم (1مل8: 2). وأخذ من روح الله الحكمة. حتى أنه لم يكن مثله قبله، ولا قام بعده نظيره" (1مل3: 12). هذا الحكيم لم يفقد حرارته الروحية، وإنما بالأكثر " أمالت نساؤه قلبه ... وراء آلهة أخرى" (1مل11: 3، 4)...!! · وشمشون الذي كان "روح الرب يحركه" (قض13: 25)... كسر نذره بالبيئة الخاطئة ومعاشرة دليلة. فكسر نذره، وانطفأت حرارته " والرب فارقه". "وفارقته قوته" (قض16: 19، 20). لذلك كله، وبسبب خطورة البيئة الخاطئة على الروح: أمر الله بعدم مخالطة الأمم غير المؤمنة والنساء الغريبات. يدخل في البيئة وتأثيرها: ما يطفئ الروح من داخل الأسرة، كما قيل " إن أعداء الإنسان أهل بيته" (متى10: 36). وكذلك الصداقات غير البريئة، وبعض الزملاء وأيضًا تأثير القراءات، وبعض وسائل الإعلام، وكل تأثير من الخارج يطفئ الروح |
||||
03 - 01 - 2014, 02:28 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
تأثير المشاكل والأحداث في إطفاء الروح كل إنسان في الدنيا، حياته معرضة للمشاكل والأحداث. فهل بالضرورة يتعرض تبعًا لذلك إلى انطفاء حرارته الروحية؟ كلا بلا شك. إذن أين يمكن الخطر الروحي؟ تتسبب المشاكل في إطفاء الحرارة الروحية، إذا ما استقطبت الإنسان، واستولت على فكره ومشاعره. أي أن المشكلة تستحوذ على اهتمامه، بحيث تشغل كل وقته وكل تفكيره وكل إحساساته. وهكذا قد لا يبقى له وقت للصلاة. وإن صلى يسرح فكرة في المشكلة!! وهكذا يطفئ الروح وعمله فيه، لأنه غير متفرغ لأي عمل روحي. وقد استولت المشكلة عليه بالتمام أيضًا إلى القلق والاضطراب والحيرة...! أما الشخص الروحي، فإن المشاكل تعمق صلواته بالأكثر، ولو من أجل حلها. فتزداد حرارته. هو يطرح الأمر أمام الله، ويتركه له ليحله. وبكل إيمان وبكل حب، يثق أن الله سيحل الإشكالات... وهكذا ينتصر على المشكلة بروح الصلاة والإيمان، ولا يسمح لها بأن تنتصر عليه... ويبقى كما هو محتفظًا بحرارته. لا يفكر في المشاكل، لأنه واثق أن تنتصر عليه... ويبقى كما هو، محتفظا بحرارته. لا يفكر في المشاكل، لأنه واثق أن سيعمل عملًا.. إذن ليست الخطورة في المشكلة، وإنما في الأسلوب الذي نتعامل به مع المشكلة. داود النبي كانت تحيط به المشاكل، فيسرع إلى مزماره وإلى عوده، ويسكب نفسه في حرارة أمام الله، حتى في الوقت الذي كثر فيه الذين يحزنونه، وقالوا له: ليس له خلاص بإلهة!! (مز3)... داود لم يفقد حرارته في وقت الشدة، لأنه لم يكن ينحصر فيها، إنما كان يلجأ إلى أحكام الله وشهادته وناموسه، يتأمل فيها. فترتاح نفسه، وتزداد حرارته. هوذا يقول: " ضيق وشدة أدركاني. ووصاياك هي درسي" (مز119). ويقول في نفس هذا المزمور الكبير "كادوا يفنونني على الأرض، أما أنا فلم أترك وصاياك"، "اذكر لعبدك كلامك إلى جعلتني عليه اتكل هذا الذي عزاني في مذلتي" "جلس الرؤساء وتقاولوا على. أما عبدك فكأن يهتم بحقوقك، لأن شهادتك هي درسي" . بقى في تأملاته، ولم يهتم بما يتقاول به الرؤساء عليه... وفي شهادات الرب وفي كلماته يجد العزاء. وتزداد عليه... وفي شهادات الرب وفي كلماته، كان يجد العزاء. وتزداد روحه حرارة وحبًا. ليت كل المشاكل تدفعنا إلى الصلاة بكل حرارتها، ولا تدفعنا إلى التفكير والقلق ... القديسون كانوا محاطين بمشاكل. لكنهم كانوا محاطين بروح الله أيضًا، هو يحلها لهم ويعزيهم، لأنه هو الروح المعزى (يو14: 26). إن الشيطان إذا رأى أن المشاكل تربنكا وتفقدنا حرارتنا الروحية، فلا مانع عنده من أن يقدم لنا كل حين مشكلة جديدة ننشعل بها ونتفرغ لها!! ولكنه لا يفعل ذلك إذا وجد أن المشاكل تقودنا إلى الصلاة... |
||||
03 - 01 - 2014, 02:30 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
كلام الناس قد يُطفئ الروح مما يطفئ الروح أيضًا، كثير من كلام الناس: وبخاصة الأحاديث غير الروحية، والفكاهات العابثة، وكلام اللهو، ومسك سيرة الناس، وما أشبه ذلك... كل هذه الأنواع من الكلام السائب غير المنبط، التي تتيه الإنسان عن أبديته وتشتت فكره وتبرد حرارته وتساعده على الاشتراك في الخطأ، وتقلل حرصه وتدقيقه وكما قال الكتاب: "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم10: 19). ولهذا قال أحد الآباء في بستان الرهبان: إذا أنت مشيت مع إنسان صالح من قلايتك إلى الكنيسة، يقدمك عشر سنوات. وإذا مشيت مع إنسان منحل يؤخرك خمسين سنة! ما أكثر ما يتحدث معك أحدهم، فتتركه وقد فقدت الكثير من روحياتك، وتجد حرارتك قد انطفأت! وقد تخرج من القداس متغربًا، وفي حالة روحية، فيقابلك أحد معارفك، ويفتح معك موضوعات متعددة، بعضها شائك جدًا، فتدخل أفكار ومشاعر إلى قلبك، تطفئ ما نلته في القداس من حرارة وتعزية. ولذلك حسنًا كان القديس مقاريوس الكبير، يقول للإخوة وهم خارجون من الكنيسة: "فروا يا أخوة فروا"... ثم يضع يده على فمه ويقول "من هذا فروا"... حقًا ما أفيد أن يحضر إنسان القداس الإلهي، ثم ينصرف مباشرة مستفيدًا من النعمة التي قد نالها، وهاربًا من اللقاءات التي تتم خارج الكنيسة، في فنائها أو على أبوابها... هاربًا من الأحاديث والأخبار والسير والفكاهات والتعليقات ... التي تبرد حرارته. إن الشيطان قد لا يمنع الناس من الذهاب إلى الكنيسة، بل ينتظرهم خارجها ليبدد ما جمعوه! منعهم من دخول الكنيسة حرب مكشوفه من السهل أن ينتصروا عليها. ولكنه ينتظر خارجًا ويقول هلموا بنا نحكى. وفي حكاياته معهم "يعمل لهم غسيل مخ"، يضيع به كل ما أخذوه من بركة، أو على الأقل يطفئ حرارتهم. وهكذا كثيرون يذهبون إلى الكنائس، ويرجعون إلى بيوتهم بلا فائدة! وما نقوله عن القداسات، نقوله أيضًا عن الاعتراف. تذهب إلى أب اعترافك، وأنت مر النفس بسبب خطاياك، منسحق جدًا، يعصرك الندم على ما فعلته. وتريد أن تأخذ عقوبات كنيسة تسحقك بالأكثر، وتريد أن تمارس تدريبات تقدم حياتك وتنميها. وتخرج من عند أب اعترافك، وأنت في هذه الحرارة الروحية، وفي الطريق يقابلك صديق ليحكى لك آخر الفكاهات التي سمعها... وتفقد حرارتك!! حقًا كما قال الحكيم في سفر الجامعة " للبكاء وقت، وللضحك وقت" ( جا3: 4). واضح أن يوم الاعتراف ليس هو يوم الضحك... |
||||
03 - 01 - 2014, 02:30 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
كلام الناس قد يُطفئ الروح مما يطفئ الروح أيضًا، كثير من كلام الناس: وبخاصة الأحاديث غير الروحية، والفكاهات العابثة، وكلام اللهو، ومسك سيرة الناس، وما أشبه ذلك... كل هذه الأنواع من الكلام السائب غير المنبط، التي تتيه الإنسان عن أبديته وتشتت فكره وتبرد حرارته وتساعده على الاشتراك في الخطأ، وتقلل حرصه وتدقيقه وكما قال الكتاب: "كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم10: 19). ولهذا قال أحد الآباء في بستان الرهبان: إذا أنت مشيت مع إنسان صالح من قلايتك إلى الكنيسة، يقدمك عشر سنوات. وإذا مشيت مع إنسان منحل يؤخرك خمسين سنة! ما أكثر ما يتحدث معك أحدهم، فتتركه وقد فقدت الكثير من روحياتك، وتجد حرارتك قد انطفأت! وقد تخرج من القداس متغربًا، وفي حالة روحية، فيقابلك أحد معارفك، ويفتح معك موضوعات متعددة، بعضها شائك جدًا، فتدخل أفكار ومشاعر إلى قلبك، تطفئ ما نلته في القداس من حرارة وتعزية. ولذلك حسنًا كان القديس مقاريوس الكبير، يقول للإخوة وهم خارجون من الكنيسة: "فروا يا أخوة فروا"... ثم يضع يده على فمه ويقول "من هذا فروا"... حقًا ما أفيد أن يحضر إنسان القداس الإلهي، ثم ينصرف مباشرة مستفيدًا من النعمة التي قد نالها، وهاربًا من اللقاءات التي تتم خارج الكنيسة، في فنائها أو على أبوابها... هاربًا من الأحاديث والأخبار والسير والفكاهات والتعليقات ... التي تبرد حرارته. إن الشيطان قد لا يمنع الناس من الذهاب إلى الكنيسة، بل ينتظرهم خارجها ليبدد ما جمعوه! منعهم من دخول الكنيسة حرب مكشوفه من السهل أن ينتصروا عليها. ولكنه ينتظر خارجًا ويقول هلموا بنا نحكى. وفي حكاياته معهم "يعمل لهم غسيل مخ"، يضيع به كل ما أخذوه من بركة، أو على الأقل يطفئ حرارتهم. وهكذا كثيرون يذهبون إلى الكنائس، ويرجعون إلى بيوتهم بلا فائدة! وما نقوله عن القداسات، نقوله أيضًا عن الاعتراف. تذهب إلى أب اعترافك، وأنت مر النفس بسبب خطاياك، منسحق جدًا، يعصرك الندم على ما فعلته. وتريد أن تأخذ عقوبات كنيسة تسحقك بالأكثر، وتريد أن تمارس تدريبات تقدم حياتك وتنميها. وتخرج من عند أب اعترافك، وأنت في هذه الحرارة الروحية، وفي الطريق يقابلك صديق ليحكى لك آخر الفكاهات التي سمعها... وتفقد حرارتك!! حقًا كما قال الحكيم في سفر الجامعة " للبكاء وقت، وللضحك وقت" ( جا3: 4). واضح أن يوم الاعتراف ليس هو يوم الضحك... |
||||
03 - 01 - 2014, 02:34 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
الحروب الخارجية قد تُطفئ الروح 4 من الأسباب التي تطفئ الروح أحيانًا: شدة الحروب الروحية واستمرارها. هناك حروب روحية تدعو إلى مزيد من الجهاد ومن الصلاة، بحرارة شديدة للتغلب عليها... ولكن هناك حروبًا أخرى ضاغطة ومستمرة، وربما فوق الاحتمال العادي. وهذه إن لم تؤد إلى السقوط في الخطية فعلى الأقل تبرد الحرارة... وبخاصة حروب الفكر الحواس التي تستمر مدة طويلة... ولكن الله من مراحمه لا يدع هذه الحروب تسيطر، ويتدخل لإنقاذ عبيده... تحدثنا عن الأسباب الخارجية لإطفاء الروح، ولاشك أن هناك أسبابًا أخرى عديدة. ثم أن هناك أسبابًا داخلية تطفئ الروح من داخل قلب الإنسان، أو في صميم حياته الخاصة فكره ومشاعره وشخصيته... نود أن نتحدث عنها |
||||
03 - 01 - 2014, 02:35 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
أسباب داخلية لإطفاء الروح يمكن أن يدخل في هذا الموضوع كل الأسباب التي تؤدى إلى الفتور الروحي: ومن ضمن ذلك الكسل والتراخي والتهاون في كل عمل روحي. |
||||
|