منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 11 - 2021, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 59841 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الشهيد أبيفان



يروي لنا المؤرخ يوسابيوس قصة استشهاد القديس أبيفان أو أبيبان أو أبفانيوس، كتبها وهو متأثر جدًا، ربما بسبب صغر سنه أو لأنه قد تعرف عليه شخصيًا، إذ يبدأ حديثه هكذا: "أي كلمات تكفي لوصف المحبة الإلهية والجرأة اللتين أظهرهما "في الاعتراف بالله" الحمل الوديع الهادىء، أعني الشهيد أبيفان، الذي أظهر أمام أعين الجميع في أبواب قيصرية مثالًا عجيبًا لتقوى الله".
نشأته:


نشأ في باجي، وكما يقول يوسابيوس القيصري أنها مدينة هامة في ليسيا Lycia، وسط عائلة شريفة وغنية جدًا، أرسلته إلى بريتوس Berytius (بيروت) للتزود من العلوم اليونانية العالمية. هناك قبل الإيمان المسيحي، وعاش بروح التقوى يمارس حياة العفة والفضيلة مقتديا بمعلمين ورعين.
عاد أبيفان إلى بلده، وبالرغم مما كان لأبيه من مركز اجتماعي هام لم يستطع هذا الشاب أن يعيش مع عائلته وسط لهو هذا العالم وفساده... لهذا سرعان ما ترك المدينة وانطلق سرًا إلى قيصرية حيث كان الله قد أعدّ له إكليل الشهادة من أجل تقواه.
استشهاده:


يقول يوسابيوس أسقف قيصرية، الذي تعرف عليه ودخل معه في صداقة إلى حين حول الإنجيل: "وإذ لبث معنا هناك، متناقشًا معنا في الأسفار الإلهية بكل اجتهاد فترة قصيرة، ومدربًا نفسه بكل غيرة، ختم حياته خاتمة تدهش كل من يراها لو أنها رؤيت مرة أخرى . ومن ذا الذي إذ سمع عنها لا يعجب بحق شجاعته، وجرأته، وثباته، بل بالعمل الجريء نفسه الذي برهن على غيرة متأججة نحو المسيحية وروح تفوق الطبيعة البشرية. لأنه في الهجوم الثاني ضدنا في عهد مكسيمانوس، في السنة الثالثة من الاضطهاد صدرت أوامر الطاغية للمرة الأولى، تأمر حكام المدن ببذل كل مجهود بأسرع ما يمكن ليدفعوا جميع الشعب على الذبح للأوثان. وفي كل أرجاء مدينة قيصرية كان السعاة يستدعون الرجال والنساء والأطفال، بأمر الوالي إلى هياكل الأوثان. وعلاوة على هذا فقد كان رؤساء الألوف ينادون كل واحد باسمه من قوائم بأيديهم، كان عدد وافر جدًا من الأشرار يندفعون معًا من كل الأحياء. عندئذ تقدم هذا الشاب بلا خوف، ودون أن يعلم أحد بنواياه، وغافلنا نحن الذين نعيش معه في البيت، كما غافل كل جماعة الجنود الذين كانوا يحيطون بالوالي، واندفع إلى أوربانيوس وهو يقدم السكائب، وأمسكه بيمينه دون أقل خوف، ومنعه في الحال من تقديم ذبيحته، وبمهارة وقوة إقناع وإرشاد إلهي قدم إليه النصح للعدول عن ضلالته، لأنه ليس من اللائق أن يُهجر الإله الوحيد ويُذبح للأوثان وللشياطين. والمرجح أن الشاب فعل هذا بقوة إلهية دفعته إلى الأمام، وجعلت الجميع يصيحون عقب عمله، بأن المسيحيين الذين كهذا الشاب لن يتركوا عبادة إله الكون التي سبق أن اختاروها لأنفسهم، وأنهم ليسوا أرفع من التهديدات وما يتبعها من أهوال فحسب، بل هم فوق ذلك في غاية الجرأة يتكلمون بلسان لا يتلعثم، بل إن أمكن ليدعوا حتى مضطهديهم ليتحولوا عن جهالتهم ويعترفوا بالإله الواحد الحقيقي" (شهداء فلسطين، ف 4).هكذا يرى يوسابيوس أن ما فعله هذا الشاب، لم يكن انفعالًا عاطفيًا ولا جرأة بشرية، لكن قوة إلهية دعته أن ينطلق إلى الوالي بقوة ليمسكه بيمينه ويسأله ألا يقدم بيده ذبائح شيطانية... وقد كان لذلك فعله الكرازي في قلوب ناظريه... إنه عمل إلهي فائق!
إذ رأى الوالي أثر هذا الشاب الذي كان قد بلغ حوالي العشرين من عمره على الجماهير، اغتاظ وصار كوحش، أمر بتمزيق جسده، حتى ظهرت عظامه... وكان القديس يتقبل الآلام بصبر وفرح، فألقاه الوالي في السجن حيث قُيدت قدماه هناك واحتمل آلامًا كثيرة. أُستدعى مرة أخرى لتمزيق جسده... وكان المعذبون يضربونه على وجهه حتى انتفخ جدًا وتغيرت ملامحه.
غطى المعذِبون قدميه بأقمشة كتانية مبللة بالزيت، وأوقدوا فيها نارًا أحرقتهما حتى ظهرت عظامه... وفي هذا كله كان مملوءًا قوة.
طُرح في السجن ثم اُستدعى للمرة الثالثة، وإذ لوحظ أنه على وشك الانتقال ألقوه في البحر بعد أن ربطوا قدميه بحجارة ثقيلة.
يروي يوسابيوس أسقف المدينة المعاصرة أن البحر لم يستطع أن يحتمل ذلك فثار وهاج، وأُلقي بالجسد أمام أحد أبواب المدينة، كما حدث زلزال شعر به كل من في المدينة، وكان حوالي 306 م.
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 59842 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهيد أبيفان



يروي لنا المؤرخ يوسابيوس قصة استشهاد القديس أبيفان أو أبيبان أو أبفانيوس، كتبها وهو متأثر جدًا، ربما بسبب صغر سنه أو لأنه قد تعرف عليه شخصيًا، إذ يبدأ حديثه هكذا: "أي كلمات تكفي لوصف المحبة الإلهية والجرأة اللتين أظهرهما "في الاعتراف بالله" الحمل الوديع الهادىء، أعني الشهيد أبيفان، الذي أظهر أمام أعين الجميع في أبواب قيصرية مثالًا عجيبًا لتقوى الله".
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:23 PM   رقم المشاركة : ( 59843 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهيد أبيفان



نشأته:


نشأ في باجي، وكما يقول يوسابيوس القيصري أنها مدينة هامة في ليسيا Lycia، وسط عائلة شريفة وغنية جدًا، أرسلته إلى بريتوس Berytius (بيروت) للتزود من العلوم اليونانية العالمية. هناك قبل الإيمان المسيحي، وعاش بروح التقوى يمارس حياة العفة والفضيلة مقتديا بمعلمين ورعين.
عاد أبيفان إلى بلده، وبالرغم مما كان لأبيه من مركز اجتماعي هام لم يستطع هذا الشاب أن يعيش مع عائلته وسط لهو هذا العالم وفساده... لهذا سرعان ما ترك المدينة وانطلق سرًا إلى قيصرية حيث كان الله قد أعدّ له إكليل الشهادة من أجل تقواه.
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 59844 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشهيد أبيفان


استشهاده:


يقول يوسابيوس أسقف قيصرية، الذي تعرف عليه ودخل معه في صداقة إلى حين حول الإنجيل: "وإذ لبث معنا هناك، متناقشًا معنا في الأسفار الإلهية بكل اجتهاد فترة قصيرة، ومدربًا نفسه بكل غيرة، ختم حياته خاتمة تدهش كل من يراها لو أنها رؤيت مرة أخرى . ومن ذا الذي إذ سمع عنها لا يعجب بحق شجاعته، وجرأته، وثباته، بل بالعمل الجريء نفسه الذي برهن على غيرة متأججة نحو المسيحية وروح تفوق الطبيعة البشرية. لأنه في الهجوم الثاني ضدنا في عهد مكسيمانوس، في السنة الثالثة من الاضطهاد صدرت أوامر الطاغية للمرة الأولى، تأمر حكام المدن ببذل كل مجهود بأسرع ما يمكن ليدفعوا جميع الشعب على الذبح للأوثان. وفي كل أرجاء مدينة قيصرية كان السعاة يستدعون الرجال والنساء والأطفال، بأمر الوالي إلى هياكل الأوثان. وعلاوة على هذا فقد كان رؤساء الألوف ينادون كل واحد باسمه من قوائم بأيديهم، كان عدد وافر جدًا من الأشرار يندفعون معًا من كل الأحياء. عندئذ تقدم هذا الشاب بلا خوف، ودون أن يعلم أحد بنواياه، وغافلنا نحن الذين نعيش معه في البيت، كما غافل كل جماعة الجنود الذين كانوا يحيطون بالوالي، واندفع إلى أوربانيوس وهو يقدم السكائب، وأمسكه بيمينه دون أقل خوف، ومنعه في الحال من تقديم ذبيحته، وبمهارة وقوة إقناع وإرشاد إلهي قدم إليه النصح للعدول عن ضلالته، لأنه ليس من اللائق أن يُهجر الإله الوحيد ويُذبح للأوثان وللشياطين. والمرجح أن الشاب فعل هذا بقوة إلهية دفعته إلى الأمام، وجعلت الجميع يصيحون عقب عمله، بأن المسيحيين الذين كهذا الشاب لن يتركوا عبادة إله الكون التي سبق أن اختاروها لأنفسهم، وأنهم ليسوا أرفع من التهديدات وما يتبعها من أهوال فحسب، بل هم فوق ذلك في غاية الجرأة يتكلمون بلسان لا يتلعثم، بل إن أمكن ليدعوا حتى مضطهديهم ليتحولوا عن جهالتهم ويعترفوا بالإله الواحد الحقيقي" (شهداء فلسطين، ف 4).هكذا يرى يوسابيوس أن ما فعله هذا الشاب، لم يكن انفعالًا عاطفيًا ولا جرأة بشرية، لكن قوة إلهية دعته أن ينطلق إلى الوالي بقوة ليمسكه بيمينه ويسأله ألا يقدم بيده ذبائح شيطانية... وقد كان لذلك فعله الكرازي في قلوب ناظريه... إنه عمل إلهي فائق!
إذ رأى الوالي أثر هذا الشاب الذي كان قد بلغ حوالي العشرين من عمره على الجماهير، اغتاظ وصار كوحش، أمر بتمزيق جسده، حتى ظهرت عظامه... وكان القديس يتقبل الآلام بصبر وفرح، فألقاه الوالي في السجن حيث قُيدت قدماه هناك واحتمل آلامًا كثيرة. أُستدعى مرة أخرى لتمزيق جسده... وكان المعذبون يضربونه على وجهه حتى انتفخ جدًا وتغيرت ملامحه.
غطى المعذِبون قدميه بأقمشة كتانية مبللة بالزيت، وأوقدوا فيها نارًا أحرقتهما حتى ظهرت عظامه... وفي هذا كله كان مملوءًا قوة.
طُرح في السجن ثم اُستدعى للمرة الثالثة، وإذ لوحظ أنه على وشك الانتقال ألقوه في البحر بعد أن ربطوا قدميه بحجارة ثقيلة.
يروي يوسابيوس أسقف المدينة المعاصرة أن البحر لم يستطع أن يحتمل ذلك فثار وهاج، وأُلقي بالجسد أمام أحد أبواب المدينة، كما حدث زلزال شعر به كل من في المدينة، وكان حوالي 306 م.
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:29 PM   رقم المشاركة : ( 59845 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس


نشأته:


Epiphanius of Salamis - ولد حوالي عام 315 م بقرية Besanduk بجوار مدينة اليوتروبوليس Eleutheropolis بفلسطين من والدين يهوديين.
توفي والده وترك معه أخت فقامت بتربيته في حياة تقوية.
حدث وهو سائر في الطريق أنه أبصر فقيرًا يطلب صدقة من أحد الرهبان، وإذ لم يكن مع هذا الراهب مالًا خلع ثوبه وقدمه للفقير. رأى أبيفانيوس كأن حلة بيضاء نزلت من السماء على ذلك الراهب عوض الثوب، فتعجب من ذلك، وانطلق إلى الراهب يسأله عن إيمانه وحياته. التقى به أكثر من مرة وقبل الإيمان المسيحي واعتمد، كما اشتاق إلى الحياة الرهبانية.
أرسله الأسقف إلى دير القديس لوقيانوس وتتلمذ على يدي القديس إيلاريون (هيلاريون)، وقد تنبأ عنه معلمه أنه سيكون أسقفًا.
حياته الديرية في مصر:


لكي يتهيأ لدراسة الكتاب المقدس تعلم العبرية والقبطية والسريانية واليونانية واللاتينية، لذا دعاه القديس جيروم: "صاحب الخمسة ألسنة". وإذ كان محبًا لحياة النسك والتأمل ترك فلسطين إلى مصر حوالي عام 335 م، ليلتقي بمجموعة من النُساك والرهبان قبل اعتزاله في دير بالإسكندرية.
إذ شعر بعض الغنوسيين بقدراته ومواهبه واشتياقاته أرادوا كسبه فأرسلوا إليه بعض النساء الزانيات ينصبن له فخاخًا، لكنه بنعمة الله لم يسقط فيها، من هنا ندرك السبب الذي لأجله كرّس طاقاته للرد على الهراطقة، أيا كانوا ومقاومتهم أينما وجدوا .
سيامته كاهنًا:

التقى بالقديس أنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه فترة من الوقت، ليعود من مصر إلى فلسطين وينشئ ديرًا في اليوتروبوليس تحت إرشاده لمدة حوالي 30 عامًا، وكان حازمًا جدًا مع نفسه، حتى إذ سأله أحد تلاميذه كيف يحتمل هذا النسك الذي يفوق قوته، أجابه: "الله لا يهب ملكوت السموات ما لم نجاهد، وكل ما نحتمله لا يتناسب مع الإكليل الذي نجاهد من أجله".
بجانب نسكياته الشديدة القاسية وعبادته التي لا تنقطع كرس وقتًا لدراسة كتب العلامة أوريجينوس، وإذ لاحظ أخطاءه انقلب ضده بعنف شديد حتى حسبه رأس كل بدعة في الكنيسة، وصار له دوره الفعّال في إثارة الكثيرين ضد أوريجينوس، بل استطاع فيما بعد أن يغير اتجاه القديس جيروم من عاشق لأوريجينوس بكونه عطية الله للكنيسة إلى مقاوم عنيف له بكونه شيطانًا ضد الحق.
إذ شعر أسقف المدينة بدور القديس أبيفانيوس لا بين الرهبان فحسب وإنما وسط الشعب الذي التفّ حوله يطلب إرشاداته وبركته، سامه كاهنًا لكي تزداد المنفعة به على مستوى كل الكنيسة في المدينة.
التقى أيضًا بالقديس إيلاريون (هيلاريون) الذي تنسك في مايوما بفلسطين، وتكونت صداقة عظيمة حتى ترك إيلاريون المنطقة بسبب تجمهر الناس حوله.
سيامته أسقفًا:


يبدو أن القديس هيلاريون الناسك عندما هرب إلى قبرص من جمهرة الناس حوله، جاء إليه الأساقفة والكهنة مع الشعب بقبرص يطلبون بركته فتحدث معهم عن القديس أبيفانيوس وحياته النسكية وفضائله مع عمله وغيرته على الإيمان المستقيم . وإذ تنيح أسقف سلاميس بجزيرة قبرص، أكبر كرسي في الجزيرة في ذلك الحين، اُنتخب أبيفانيوس أسقفًا وسيم بغير إرادته عام 367 م، وقد بقى أمينًا في خدمته لمدينته الأولى يفتقدها من وقت إلى آخر.
حبه الشديد للفقراء:


اتسم القديس أبيفانيوس بغيرته الشديدة وحزمه بخصوص الإيمان المستقيم مع حب شديد فائق للفقراء، حتى لم يكن يترك في الأسقفية أحيانًا شيئا قط... ومع ذلك فقد كان الله يرسل له الكثير جدًا ليوزعه. منحته الأرملة القديسة أولمبياس أراضٍ ومالًا لهذا الغرض... ولعل محبته للفقراء قد نبعت عن أنها هي علة قبوله الإيمان المسيحي كما رأينا.
قيل أن تلميذه طلب منه مرة أن يضع حدًا لهذا العطاء، إذ لم يعد معهما شيء، وإذ انتهى التلميذ من حديثه تقدم إنسان غريب وقدم كيسًا به ذهب سلمه للأسقف واختفى في الحال.
جاء في سيرته أن أحد المخادعين جاء يسأله صدقة لتكفين صديقه الذي مات، فأعطاه المال، وهو يقول له: "اعتن به يا ابني بدفن هذا المسكين ولا تضيع الوقت في البكاء عليه، فإن رفيقك لا يقيمه بكاؤك، وليس له دواء إلا الصبر
أخذ الطمّاع المال وذهب لصديقه ليقيمه فوجده قد مات حقا!!
تحركاته الكثيرة:


كان كثير الحركة، يحمل روح التقوى والنسك والغيرة على الإيمان أينما وُجد.
قام برحله عام 376 م إلى إنطاكية ليسعى لتوبة الأسقف فيتاليس الذي تبع أبوليناريوس، وبعد 6 أعوام اصطحب القديس بولينوس أسقف إنطاكية إلى روما ليحضرا مجمعًا عقده الأسقف داماسيوس. لقد أقاما في بيت الأرملة باولا صديقة القديس جيروم والتى استضافها القديس أبيفانيوس بعد ثلاثة أعوام وهي في الطريق إلى فلسطين لتلحق بأبيها الروحي القديس جيروم.
في عام 392 م نزل أيضًا ضيفًا على القديس يوحنا أسقف أورشليم، وفيما هو في استضافته إذ وقف يتكلم في الكنيسة التي للقبر المقدس، هاجم مستضيفه لأنه متعاطف مع أتباع أوريجينوس. انضم إليه جيروم في بيت لحم الذي رده عن حبه لأوريجينوس إلى مضاداته، وصارا يهاجمان الأسقف يوحنا بعنف... غير أنه يبدو أنه قد تصالح أخيرًا مع القديس يوحنا.
دخل أيضًا في صراع شديد مع القديس يوحنا الذهبي الفم بالقسطنطينية لأنه قبل الإخوة الطوال الذين جاءوا من مصر وهم أتباع أوريجينوس، الهاربين من اضطهاد البابا ثاوفيلس الإسكندري بسبب تعلقهم بأوريجينوس.
تنيح القديس أبيفانيوس في طريق عودته من القسطنطينية إلى قبرص حوالي عام 403 م. صارت له شهرته بسبب كتاباته.
تذكره الكنيسة في يوم نياحته 17 بشنس، وفي نقل جسده 28 بشنس.
كتاباته وأفكاره:


كان القديس أبيفانيوس مقاومًا للتفسير الرمزي للكتاب المقدس، حاسبًا أن المبالغة في الرمزية هي أساس كل هرطقة، وقد قاوم الرمزية بكل طاقاته في شخص العلامة أوريجينوس، كان أيضًا من مقاومي الأيقونات، وقد كتب ثلاثة مقالات ضد الأيقونات. أما أهم كتاباته فهي:
1. Ancoratus (الإنسان ذو المرساة الثابتة) يحوي تعليم الكنيسة عن الثالوث القدوس مقاومًا الأريوسيين، وعن حقيقة التجسد مقاومًا أبوليناريوس الذي أنكر وجود نفس بشرية للسيد المسيح، وعن قيامة الجسد، وعن إله العهد القديم مقاومًا أتباع ماني ومرقيون رافضي العهد القديم، كما حث على بذل كل الطاقة ليقبل الوثنيون الإيمان خلال عمل الله معهم.
2. أهم كتاب له هو "ضد الهرطقات Panarion (Adv. Hear.)" فإذ قرأ الأرشمندريتان أكاكيوس وبولس كتابه الأول طلبا منه تحليلًا مفصلًا عن الهرطقات الثمانين والرد عليها. ضم بين الهرطقات 20 هرطقة قبل المسيحية مثل المدارس الفلسفية الهيلينية.
3. كتب "الأوزان والمقاييس" لكاهن فارسي، هو أشبه بقاموس بدائي للكتاب المقدس، فيه يعالج قانون العهد القديم وترجماته، وأوزان الكتاب ومكاييله، وجغرافية فلسطين.
4. "الاثنا عشر حجرًا كريمًا" التي على صدرية رئيس الكهنة في العهد القديم. كتبه عام 394 م كطلب ديؤور الطرسوسي. يقدم فيه تفسيرًا رمزيًا للحجارة الكريمة، ويصف عملها الطبي. ويعنى بها الاثنى عشر سبطًا لإسرائيل.
5. رسائله، من بينهما رسالة للقديس يوحنا أسقف أورشليم، وأخرى للقديس جيروم، كلاهما ضد الأوريجانية.
من كلماته:

روى لنا الأسقف القديس أبيفانيوس أن بعض الغربان كانت تطير حول معبد سيرابيس في حضرة الطوباوي أثناسيوس، وكانت تنعق بلا انقطاع (كراك، كراك Cow). وإذ كان بعض الوثنيين واقفين أمام الطوباوي أثناسيوس، قالوا له: "أيها الشيخ الشرير أخبرنا بماذا تنعق هذه الغربان؟". أجابهم "إنها تقول كراك Cow التي تعني باللاتينية غدًا" ثم أضاف: "غدًا ترون مجد الله" وفي اليوم التالي وصل نبأ موت الإمبراطور يوليان...
الكنعانية تصرخ فيُسمع لها (مت 15)، ونازفة الدم تصمت فتُطوب (لو 8)، بينما الفريسي يتكلم فيُدان (مت 9)، والعشار لا يفتح فاه فيُسمع له (لو 18).
قراءة الكتاب المقدس أمان عظيم ضد الخطية.
الجهل بالكتب المقدسة هاوية عميقة وهوة عظيمة.
الله يبيع البر بثمن بخس للغاية للذين يريدون أن يشتروه: بقطعة خبز صغيرة، بثوب وضيع، بكأس ماء بارد، بفلس واحد!
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 59846 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس


نشأته:


Epiphanius of Salamis - ولد حوالي عام 315 م بقرية Besanduk بجوار مدينة اليوتروبوليس Eleutheropolis بفلسطين من والدين يهوديين.
توفي والده وترك معه أخت فقامت بتربيته في حياة تقوية.
حدث وهو سائر في الطريق أنه أبصر فقيرًا يطلب صدقة من أحد الرهبان، وإذ لم يكن مع هذا الراهب مالًا خلع ثوبه وقدمه للفقير. رأى أبيفانيوس كأن حلة بيضاء نزلت من السماء على ذلك الراهب عوض الثوب، فتعجب من ذلك، وانطلق إلى الراهب يسأله عن إيمانه وحياته. التقى به أكثر من مرة وقبل الإيمان المسيحي واعتمد، كما اشتاق إلى الحياة الرهبانية.
أرسله الأسقف إلى دير القديس لوقيانوس وتتلمذ على يدي القديس إيلاريون (هيلاريون)، وقد تنبأ عنه معلمه أنه سيكون أسقفًا.
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:42 PM   رقم المشاركة : ( 59847 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس


حياته الديرية في مصر:


لكي يتهيأ لدراسة الكتاب المقدس تعلم العبرية والقبطية والسريانية واليونانية واللاتينية، لذا دعاه القديس جيروم: "صاحب الخمسة ألسنة". وإذ كان محبًا لحياة النسك والتأمل ترك فلسطين إلى مصر حوالي عام 335 م، ليلتقي بمجموعة من النُساك والرهبان قبل اعتزاله في دير بالإسكندرية.
إذ شعر بعض الغنوسيين بقدراته ومواهبه واشتياقاته أرادوا كسبه فأرسلوا إليه بعض النساء الزانيات ينصبن له فخاخًا، لكنه بنعمة الله لم يسقط فيها، من هنا ندرك السبب الذي لأجله كرّس طاقاته للرد على الهراطقة، أيا كانوا ومقاومتهم أينما وجدوا .
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 59848 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس


سيامته كاهنًا:

التقى بالقديس أنبا أنطونيوس وتتلمذ على يديه فترة من الوقت، ليعود من مصر إلى فلسطين وينشئ ديرًا في اليوتروبوليس تحت إرشاده لمدة حوالي 30 عامًا، وكان حازمًا جدًا مع نفسه، حتى إذ سأله أحد تلاميذه كيف يحتمل هذا النسك الذي يفوق قوته، أجابه: "الله لا يهب ملكوت السموات ما لم نجاهد، وكل ما نحتمله لا يتناسب مع الإكليل الذي نجاهد من أجله".
بجانب نسكياته الشديدة القاسية وعبادته التي لا تنقطع كرس وقتًا لدراسة كتب العلامة أوريجينوس، وإذ لاحظ أخطاءه انقلب ضده بعنف شديد حتى حسبه رأس كل بدعة في الكنيسة، وصار له دوره الفعّال في إثارة الكثيرين ضد أوريجينوس، بل استطاع فيما بعد أن يغير اتجاه القديس جيروم من عاشق لأوريجينوس بكونه عطية الله للكنيسة إلى مقاوم عنيف له بكونه شيطانًا ضد الحق.
إذ شعر أسقف المدينة بدور القديس أبيفانيوس لا بين الرهبان فحسب وإنما وسط الشعب الذي التفّ حوله يطلب إرشاداته وبركته، سامه كاهنًا لكي تزداد المنفعة به على مستوى كل الكنيسة في المدينة.
التقى أيضًا بالقديس إيلاريون (هيلاريون) الذي تنسك في مايوما بفلسطين، وتكونت صداقة عظيمة حتى ترك إيلاريون المنطقة بسبب تجمهر الناس حوله.
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:43 PM   رقم المشاركة : ( 59849 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس


سيامته أسقفًا:


يبدو أن القديس هيلاريون الناسك عندما هرب إلى قبرص من جمهرة الناس حوله، جاء إليه الأساقفة والكهنة مع الشعب بقبرص يطلبون بركته فتحدث معهم عن القديس أبيفانيوس وحياته النسكية وفضائله مع عمله وغيرته على الإيمان المستقيم . وإذ تنيح أسقف سلاميس بجزيرة قبرص، أكبر كرسي في الجزيرة في ذلك الحين، اُنتخب أبيفانيوس أسقفًا وسيم بغير إرادته عام 367 م، وقد بقى أمينًا في خدمته لمدينته الأولى يفتقدها من وقت إلى آخر.
 
قديم 30 - 11 - 2021, 04:44 PM   رقم المشاركة : ( 59850 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,301,194

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس


حبه الشديد للفقراء:


اتسم القديس أبيفانيوس بغيرته الشديدة وحزمه بخصوص الإيمان المستقيم مع حب شديد فائق للفقراء، حتى لم يكن يترك في الأسقفية أحيانًا شيئا قط... ومع ذلك فقد كان الله يرسل له الكثير جدًا ليوزعه. منحته الأرملة القديسة أولمبياس أراضٍ ومالًا لهذا الغرض... ولعل محبته للفقراء قد نبعت عن أنها هي علة قبوله الإيمان المسيحي كما رأينا.
قيل أن تلميذه طلب منه مرة أن يضع حدًا لهذا العطاء، إذ لم يعد معهما شيء، وإذ انتهى التلميذ من حديثه تقدم إنسان غريب وقدم كيسًا به ذهب سلمه للأسقف واختفى في الحال.
جاء في سيرته أن أحد المخادعين جاء يسأله صدقة لتكفين صديقه الذي مات، فأعطاه المال، وهو يقول له: "اعتن به يا ابني بدفن هذا المسكين ولا تضيع الوقت في البكاء عليه، فإن رفيقك لا يقيمه بكاؤك، وليس له دواء إلا الصبر
أخذ الطمّاع المال وذهب لصديقه ليقيمه فوجده قد مات حقا!!
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025