منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 09 - 2014, 02:17 PM   رقم المشاركة : ( 5971 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مصالحة مع الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من قبل الله ، بما أن الغفران دائم ، فالمصالحة جاهزة أبداً للإنسان ، يقدمها لنا الله في المسيح يسوع ، ربنا : " كل شيء يأتي من الله الذي صالحنا معه المسيح واسند إلينا – نحن الرسل – خدمة المصالحة . فنحن سفراء المسيح وكأن الله يعظ بألسنتنا . فنسألكم باسم المسيح أن تصالحوا الله . ذلك الذي لم يعرف الخطيئة جعله الله خطيئة من أجلنا كيما نصير له براً لله " ( كول 5/14 – 21 ) .أي أن نشترك بقداسة الله . هذا الاشتراك يفرض على الإنسان تغييراً كاملاً يشمل جميع نواحي حياته . هذا التغيير هو حتمي يفرضه القرار الذي يتخذه الإنسان تجاه عمل المسيح الخلاصي . يتغير من إنسان ساقط ، بعيد عن الله إلى إنسان متجرد متحد به . هذا التغيير يتم بالسعي للسمو إلى " ملء قامة المسيح " . هذا هو عمل التوبة الناتج عن المصالحة مع الله التي أتمها المسيح ابن الله المتجسد .

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:18 PM   رقم المشاركة : ( 5972 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مصالحة مع اخوتنا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لكن كيف نتصالح مع الله إن لم نتصالح مع سائر بنيه ؟ كيف نعود إلى البيت دون أن نقبّل سائر اخوتنا وأخواتنا؟ " اطلعنا الله على سر مشيئته ، أي ذلك التدبير الذي ارتضى قضاءه في المسيح ، ليحققه عندما تتم الأزمنة فيجمع في المسيح كل شيء … فهو سلامنا وقد جعل من الجماعتين جماعة واحدة وهدم بجسده الحاجز الذي يفصل بينهما أي العداوة … إرادة الله أن يخلق من شخصه إنساناً جديداً ويصلح بينهما وبين الله . وقد قضى على العداوة بصليبه ، وجاء يبشركم بالسلام … لأن لنا به سبيلاً إلى الله في روح واحد " ( أفسس 1/9 – 10 ، 2/14 – 18 ) . ففي الوقت عينه ، التوبة سر الإنسانية المتصالحة . ليس فقط " تسوّت " بل " تصالحت " . ليس تصميم الله الأزلي فقط وحدة البشر في الأخوّة وتجمّع الاخوة في المحبة ، بل هدم الحواجز واتحاد الأعداء والاتفاق الأخوي بين أناس فرّقت بينهم شريعة الغريزة ، فجعلتهم يقاومون الله ، ويترصد بعضهم بعضاً ومزّقتهم في الأعماق . تصميم الله هو " السلام " ، هذه الأعجوبة التي تضع حداً لحالة الحرب . " سلام المسيح " يضع حداً للانفصال المثلث – مع الله والقريب والذات – الذي هو الخطيئة . فالمسيح ليس فقط " ضحية تكفير عن خطايانا " ( 1 يو 2/2 ، 4/10 ) ، بل هو يعيد خلقنا من نسيج حب وغفران : " إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة . لقد زال كل قديم ، وها كل شيء جديد " ( 2 كور 5/17 ) . وبالتالي فمحبتنا لأخينا الإنسان هي من محبتنا لله ، وبغضنا للإنسان هو بغض لله المتأنس في ذلك الإنسان . وكل لقاء مع القريب هو لقاء مع الله ، وما يعمل للقريب يعود لله مباشرة " كل ما فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء فبي فعلتموه " ( متى 25/40 ) .



فلا مصالحة مع الله قبل أن يسبقها مصالحة مع القريب ، ولا محبة فينا لله إذا ملأ الحقد قلبنا ، ولا قربى إلى الله أبينا السماوي ، إذا أبعدنا القريب من حياتنا ومعاملتنا ، وقاطعناه . " إن لم تغفروا للناس زلاتهم فأبوكم أيضاً لا يغفر لكم " ( متى 6/15 ) ، وقد جعلها السيد المسيح في صُلب الصلاة الربية " أغفر لنا خطايانا ، كما نغفر لمن أساء إلينا " ( متى 15/12 ) .



في سر التوبة ، سر المصالحة : يستقبل الله الآب ولده التائب العائد إليه ، يحمل المسيح الخروف الضال على كتفيه ويعود به إلى الحظيرة . والروح القدس يعيد تقديس هيكل الله ويسكن فيه بغناه . هذه العودة إلى الله تظهر أخيراً في مشاركة مجددة وتقوية في مائدة الرب ، وهذا فرح عظيم في وليمة الكنيسة أن يعود الابن من بعيد . " الابن العائد من بعيد " ، " الخروف الضال " ، الهيكل المقدس من جديد " ، هذه العبارات لا ذكر فيها للروتين الممل ، لا يمكن أن تكون " المصالحة " أمراً عادياً صغيراً ، إنها " حدث " .

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:20 PM   رقم المشاركة : ( 5973 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عطية يسوع الفصحية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لقد أعطى يسوع دمه " دم المصالحة المهراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا " ( متى 26/28 ) ‎، وبعد القيامة كانت الرسالة " السلام لكم ، كما أرسلني أبي ، كذلك أنا أرسلكم ، خذوا الروح القدس . من غفرتم خطاياه غفرت له ، من ربطتموه عليه ، ربطت عليه " ( يو 20/ 19 – 23 ) . ها هو المسيح في ذروة رسالته وقد " ثبت أنه ابن الله في القدرة ، بقيامته " ( روم 1/4 ) ، إنه يجمع ، كما في يديه ، أهم ما في هذه الرسالة التي أخذها من الآب لينقلها إلى الرسل ، إلى الكهنة . ما هي هذه الرسالة ؟ مغفرة الخطايا . فعطية المسيح الفصحية للكنيسة وللعالم هي مغفرة الخطايا . نرى هنا المخلص يؤسس سر التوبة وسلطان الحل الإلهي . بالإضافة إلى ذلك ، يؤسس الكنيسة كمكان وسلطة ووسيلة لمغفرة الخطايا .

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:21 PM   رقم المشاركة : ( 5974 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المصالحة حدث
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من المؤسف أن نكون ، مهما كانت أساسية الحلة السرية ، قد قصرنا تدريجياً " مغفرة الخطايا " على سر التوبة ، وسر التوبة على الاعتراف أي الإقرار ، كما قصرنا الجماعة على الكاهن . يجب أن يكون السر حدثاً بالنسبة إلى الكاهن والتائب ، كما هي الحال في الإنجيل . المصالحة حدث . فالمسيح صالح لاوي العشار وزكا كبير العشارين والخاطئة المشهورة ، يقول المجمع الفاتيكاني الثاني : " احتفال مشترك ومشاركة فعّالة من قبل المؤمنين يجب أن يحلا ، كلما أمكن محل الحفلة الفردية والشبه شخصية . هذا ينطبق بنوع خاص … على توزيع الأسرار " نجد هنا المصالحة ، الحدث الجماعي الذي يعرضه علينا الإنجيل دائماً :



قصة مخلّع كفرناحوم :" مغفورة لك خطاياك " ( لو5/17 ، مر2 ، متى 9 ) . لا أثر لأي حوار حميم : وكان الجمهور غفيراً بحيث لم يكن هناك محل أمام الباب " ( مر2/2 ) . هذا الرجل تحمله جماعة . إيمان هذه الجماعة ، حمل يسوع على إعلان المغفرة : الإنجيليون الثلاثة يذكرون الحدث باتفاق وهم يعنون ما يقولون : فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمخلّع : " مغفورة لك خطاياك " ، هنا يعلن يسوع سلطانه السامي . لولا الجماعة ، لما حدث شيء .



المرأة الزانية : " اذهبي ولا تعودي تخطئين " ( يو 8/1 – 11 ) . هذا أفضل نص للتوبة الجماعية ، إذ يشرك الجماعة . في هذا الحشد ، الجميع خطأة ما عدا يسوع . امرأة واحدة تعي خطيئتها ، هي الزانية . كلمة يسوع العلنية ستغيّر كل القلوب وتحمل علنا على اعتراف ومغفرة للجميع .



الخاطئة في بيت سمعان ( لو 7/36 ) وقارورة الطيب : إنه احتفال علني بمصالحتها مع يسوع ومع سمعان ومع الحضور . وتفجر غفران الرب علناً أيضاً . كما في حالة المرأة الزانية ، كل الأفكار ، وكل أفكار الحضور ارتدت، أعاد الرب الاعتبار إلى هذه المرأة أمام الجميع بينما الفريسي وجميع من معه لم يسمع كلامه . ارتدت الأفكار لأن الجمهور محتشد ويسوع في وسطهم يلفظ كلمته .


 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:22 PM   رقم المشاركة : ( 5975 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاعتراف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولكن ما يحل بالاعتراف والكتمان الذي يرافقه حتى في أوقات التوبة العلنية ؟ كثيرون من المسيحيين يقولون : المهم في السر هو الإقرار . إذ يجب أن يتألم الخاطئ لذكر خطاياه . كلا . أن هذا إلا من قبيل المازوشية . فالغفران هو غير هذا . الغفران نشعر به أمام شخص نحبه والمحب لا يطرح عليك أسئلة ، حبه يحمله على البوح . هناك لطف غريب وكتمان غريب في موقف المسيح حيال الخاطئ . فإن كان زكا رغب في تغيير حياته ، فلأن المسيح جاء إليه من دون أن نسأله شيئاً . المجدلية ارتمت على قدمي يسوع الذي لم يطلب منها أكثر من ذلك . فهو يعرف معنى هذا العمل . السامرية تكلمت على حياتها بكل حرية من دون أن تحملها على ذلك أسئلة دقيقة . لم يكن المسيح يعرّف أحداً : الزانية والخاطئة والسامرية والمجدلية واللص وبطرس … لم يعترفوا بشيء وقد غفر لهم . لو كان يسوع في كرسي الاعتراف لما طرح أسئلة ولكان يكفيه أن نبين له معاناتنا ليغفر لنا قبل أن نفوه بكلمة . أجل . لو كان يسوع في كرسي الاعتراف ، لما طرح أسئلة . إلا إذا أجاب إلى طلب أو إذا لزم مساعدة شخص يفتش عن الكلام . أجل " فالشخص الذي يحبك لا يطرح أسئلة " كذلك المسيح في الإنجيل لا يطرح أسئلة ، لا يجبر أحداً على ذكر خطاياه ، لا له ولا لرسله ولا لخلفائهم . عندما يحثهم القديس يعقوب ( 5/16 ) " اعترفوا بخطاياكم بعضكم لبعض " فهو يتحدث عن تواضع جماعي . وعندما يقول القديس يوحنا ( 1 يو 1/9 ) : " إذا اعترفنا بخطايانا " فهو يعني : إذا أقررنا أننا خطأة أمام الله " محبة المسيح هي التي تحملنا على بوح " حر . لكننا نرى أن جميع الذين تحملهم محبة المسيح على معرفة ذواتهم خطأة وعلى التوبة ، جميع هؤلاء يقرّون بخطاياهم عفوياً . هذا الإقرار عبّر عنه زكا بالكلام ( لو 19/8 ) وكذلك اللص ( 23/41 ) ، عبّرت عنه المجدلية بالحركات ( 7/36 ) ، والزانية بالقبول والصمت ( يو 8/ 9 – 11 ) وكذلك السامرية وبطرس بصمته المتألم ( 21/17 ) . من هنا ينطلق الاعتراف السري : اعتراف شخصي لا يمارسه زكا على طريقة الزانية أو اللص ، لكنه اعتراف حر . هو حاجة حررها الحب : إذ الغفران يسبق دائماً الاعتراف . في كل مناسبة ، يبين المسيح انه " لم يأت ليدين العالم بل ليخلص العالم " ( يو 3/17 ، 12/47) فهو ليس قاضي تحقيق .



" الاعتراف " يعني أن الخاطئ يقر بمسؤوليته أمام الله (1يو 1/ 8 – 10 ) وأمام أخوته (يعقوب 5/16) ويأخذ الاحتياطات الضرورية للارتداد . في الاعتراف يعيش الخاطئ مصالحة كنسية ، عربون وعلامة المغفرة الإلهية . هذا ما سموه " سر التوبة " أو " سر المصالحة " . مصالحة مع الجماعة التي هي رمز وعربون للمصالحة مع الله . وما بقي ثابتاً في سر التوبة وسط كل التحولات التي مرت عليه في الزمن ، هو التأكيد على غفران الله ، وإن الله غفر مسبقاً وإنه لم يبق على التائب إلا أن يقبل هذا الغفران إذ يعود إلى الله بانسحاق قلب . عندئذٍ تكون المصالحة . وتأتي الحلة إعلان غفران الله . الله الذي يعرض علينا غفرانه دائماً . والعلامة أن القلب ارتد لقبول هذا الغفران هي في الموت عينه انفتاح القلب للاخوة في الكنيسة " من أحب الله أحب أخاه أيضاً " ( 1 يو 4/21 ) ، أغفر لنا كما نحن نغفر .



هل نستنتج من هذا كله وجوب إلغاء الاعتراف الفردي ؟ حاشا . إذ نكون قد محونا كنزاً عظيماً ومتيناً يتناقض مع نية الكنيسة الصريحة . فهي تقترح ممارسة الحلة الفردية والمصالحة الجماعية على التوالي . إذ يجب أن نجد : الجماعة . فالاحتفال الجماعي يشدد على أن غفران خطايانا يتضمن المصالحة مع الكنيسة بكاملها ، وعلى أن الكنيسة كلها تمنح الغفران للتائبين بواسطة خدمة الكهنة . قال المسيح لسمعان بن يونا واعداً : : سأعطيك مفاتيح السماوات . فكل ما تربطه يكون مربوطاً … " ( متى 16/19 ) ، ثم جدد هذا الوعد لجميع الرسل في مساء أحد القيامة : " خذوا الروح القدس ، فمن غفرتم خطاياهم غفرت لهم ، ومن أمسكتم خطاياهم أمسكت " ( يو 20/ 22 – 23 )



 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 5976 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أفكار خاطئة عن الندامة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



إنَّ نعمة الله تُقاس بمقدار الهوَّة التي يحفرها فينا الندم. وما ينقصنا هو الإحساس بذنبنا وبخطيئتنا. لا لإحساس يقود إلى اليأس ووخز الضمير، بل إحساس بندامة حقيقيَّة.

وللوصول إلى النبع، يجب النزول إلى القعر، إلى جذور الكيان. ففي الندم سرُّ شباب، وسرُّ حياة، وسرُّ طفولة رائعة. فنحن نعيش عادة في المناطق الوسطى من كياننا، ونخطئ نصف الخطأ، ونعود إلى الله نصف عودة. كل ما فينا هو في الوسط، ويجري في مناطق وسيطة بطريقة فاسدة للغاية. فلسنا أمواتاً ولا أحياء. ولسنا حارين ولا باردين، بل فاترين?



ولذلك فإنَّ ندامتنا ليست ندامة حقيقيَّة، بل مجرَّد شكليَّات، أو، وهو أسوأ ما في الأمر، تبرير للذات. ونقول في أنفسنا: «في الواقع، ليس هذا أمراً شنيعاً جداً، فالجميع يفعلون ذلك». ونستند إلى كلِّ أنواع الظروف التي تخفِّف ثقل الذنب، ونُلبس خطايانا أجمل الثياب، ونُزيِّنها، ونخفي شكلها الحقيقي، وناتي بها أمام الرب وهي في هيئة هفوة صغيرة لطيفة وخفيفة الظل، تدعو إلى الشفقة.

وفي الواقع، فإنَّنا نُعطي أنفسنا، بهذا التصرُّف، "الحلَّ" من الخطايا مُقدَّماً، ونشعر بأننا قد تبرَّرنا. وإنَّ رفضنا لتحمُّل مسؤوليَّة أخطائنا سببه أنَّنا لا نملك شيئاً بديلاً لوخز الضمير واليأس.



الندامة لا تخشى النزول حتَّى عمق الخطيئة، حتَّى عمق الكيان. ففي الشعور الصادق بالذنب، أمسك خطيئتي بيدي وأنظر إليها وجهاً لوجه، وأعترف بها، وأقبلها، وأتحمَّل نتائجها، وفي الوقت نفسه أنكرها. فكرامة الإنسان الكبرى وعظمته تقومان على تحمُّله مسؤوليَّة عمله.



منذ أيام، قال لي شخص في الاعتراف: «يا أبانا، ارتكبتُ هذه الخطيئة الشنيعة وفعلتها بملء إرادتي وحريَّتي وبانتباه تام، لا سهواً. وأنا أدين نفسي، وأندم عليها من كلِّ قلبي». وعند سماعي هذا الاعتراف، طأطأتُ رأسي، وقلتُ في نفسي: «هذا أمرٌ رائع?!» فالإدراك الكامل للخطأ، والندامة الصادقة عليه يجعلانكم تدخلون إلى أعماقكم وتصلون إلى النبع وتتجدَّدون.



رفض الاعتراف بالذنب هو رفض السموِّ والنمو. فحين يصل الاعتراف بالذنب إلى عمق الذات، فإنَّه يسبِّب قفزة وارتفاعاً، كالكرة التي تسقط على الأرض، فهي حين تصل إلى الأرض وتصطدم بها تقفز إلى الأعلى. وكثيراً ما يعجز الإنسان عن القفز لأنه لا يريد أن يلمس أرضيَّة كيانه، ولأنَّه يرفض أن يسقط إلى عمق ذاته. ففي هذه الحالة، ليس هناك إعادة نظر ولا تجدُّد ولا سمو.



اسمعوا ما يقوله لاكروا في هذا الصدد: «إنَّ رفض الاعتراف بالذنب هو رفض للذات. والشعور الصادق بالذنب هو ثمرة للنقد الذاتي، أي الاعتراف بوجود نقص وعدم اكتمال وإدراك للمجهود الذي به يمكننا متابعة اكتمالنا وتحقيقه».

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 5977 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا أكثر قيمة من حياتي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قال شاب حُكم عليه بالإعدام عند موته: «أنا أكثر قيمة من حياتي». وتعني هذه العبارة المذهلة أنَّ هذا الشاب، الذي ارتكب جميع أنواع الجرائم والآثام، لاحظ ساعة موته أنَّ هذا كلَّه لا يعبِّر عن حياته الحقيقيَّة، وعن "أناه" الحقيقي. فبالنسبة إلى العدالة الصرفة، هو مذنب. ولكنَّه في عمق كيانه كان يقول: «كلُّ هذا ليس أنا».

مَن منَّا لم يشعر بعد ارتكابه خطيئة أنَّ ما فعله ليس جوهر ذاته؟ فالندم الحقيقي ليس في أن ننكر الشرَّ الذي اقترفناه، بل في أن نضع أنفسنا أعلى من الشر. وان نقول: «نعم، هذا صحيح، لقد خطئت، ولكنَّ هذه الخطيئة لا تعبِّر عن عمق حياتي، وانا أرفض أن أنسب ذاتي إليها، فأنا أكثر قيمة من خطيئتي. لقد أردتها وفي الوقت نفسه لم أردها».



كيف أمكن للصِّ اليمين أن يمحو آثام حياة بكاملها بفعل واحد؟? لقد تمكَّن من هذا لأنَّه دخل عميقاً في ذاته بفعل الندامة الوحيد، واستطاع أن يجدِّد كلَّ حياته وأن يفتدي ماضيه. وأمام هذا الصفح الذي منحه المسيح مجَّاناً وفجأةً، قد نصرخ ونقول معارضين: «هذا ظلم»، فيجيب المسيح: «كلا، هذا عدل». لأنَّه وإن عجز الإنسان عن محو جميع أفعاله وجرائمه، فهو قادر على مستوى نيَّته العميقة وكيانه الجوهري أن يريد شيئاً آخر، وأن يختار مرَّة أخرى، وأن يُضفي على حياته بُعداً جديداً.



هذه هي التوبة: أن يختار الإنسان مرَّة أخرى، ويريد لنفسه صورة جديدة. وهذا هو الرجاء. وبتعبير آخر، لا أنكر ماضيَّ حين أرفض تحمُّل تبعته، بل حين أقول: «أنا أكثر قيمة من حياتي، ولا أريد نفسي كما كنت عليها. لا أريد أن أكون كما كنت عليه». فالتوبة هي العودة إلى الـ"أنا" الأصليَّة، إلى شخصي في جذوره، والتوبة هي تجاوز الشريعة.

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 5978 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصفح المسيحي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنَّ صفح المسيح هو بالتحديد ذلك الفعل الذي يعيد صياغة الإنسان ويجدده في مركزه، وصفحنا هو أيضاً فعل يمكنه أن يخلق الآخر مرَّة أخرى، ويجدده في مركزه.

إنَّه يقوم على أن نقول للآخر: «إنَّ ماضيك قد نُسي ومُسِح، وإنَّني أعطيك فرصة، وإنَّك تستطيع أن تبدأ حياتك مرَّة أخرى». فأعطي إمكانيَّة الفداء لهذا الشخص اليائس المذلول المحطَّم.



وبين الزوجين أو بين الأصدقاء، يمكننا دائماً إحصاء أخطاء الماضي: «تذكَّر أنَّك فعلت كذا، وقلت كذا، وفي العام الماضي فعلت كذا، وفي الشهر الماضي حدث منك كذا?». «نعم، أذكر هذا وأقرُّ به، وأنت على حقٍّ، لقد فعلتُ ذلك». وتحني رأسك، في حين يسحقك الآخر ويدوسك ويوبخك ويتلذَّذ بانتقامه. حينئذ تدافع عن نفسك: «نعم، لقد فعلتُ ذلك الشيء. ولكنَّك أنت ايضاً فعلتَ كذا وقلتَ لي كذا?»، وحينئذ يبدأ الشجار والعراك. ويتوه كلٌّ منهما في دائرة جهنميَّة من الاتهامات القاسية.



يقول لنا الإنجيل: «لا تدينوا لئلا تُدانوا» (متَّى 7/1). نعم لا تدينوا ولا تحكموا على أحد، لأنَّكم لا تعلمون ما يختفي في داخل الإنسان. فما تعرفونه وتحكمون عليه هو الماضي. أمَّا المستقبل فلا تعرفونه، وهو مملوء بالوعود? وللوصول حقاً إلى هذا المستوى من الغفران، علينا أن نبدأ من أنفسنا، ونعترف بأنَّنا خطأة، وأن نقبل لأنفسنا أن يُصفَح عنَّا. في غالب الأحيان، لأنَّنا نرفض الإقرار بذنوبنا، نرفض أن نسامح الآخرين.

فنحن نقول في الصلاة الربيَّة: «واغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر للمذنبين إلينا» فبالإقرار بخطيئتنا نصبح قادرين على غفران خطايا الآخرين وعقد المصالحة



+ + +

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:29 PM   رقم المشاركة : ( 5979 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ستعود بقوة أعظم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الذين أظهروا عنفًا زائدًا في شرورهم، يظهرون نفس الغيرة عند عودتهم إلى الحياة الصالحة، وذلك لشعورهم بثقل الدين العظيم المدينون به. هذا ما أعلنه السيد المسيح عندما حدَّث سمعان عن المرأة الخاطئة:


?أنظر هذه المرأة. إني دخلت بيتك وماء لأجل رجليْ لم تعط.وأما هي فقد غسلت رجليًّ بالدموع ومسحتهما بشعر رأسها. قبلة لم تقبلني. وأما هي فمنذ دَخلتْ لم تكف عن تقبيل رجليْ . بزيت لم تدهن رأسي. وأما هي فقد دهنت بالطيب رجليْ. من أجل ذلك أقول لك قد غفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيرًا. والذي يغفر له قليل يحب قليلاً ? (لو 7: 44-47).

لهذا السبب أيضًا، إذ يعرف الشيطان أن الذين ارتكبوا شرورًا كثيرة، عندما يبدأون في التوبة يسلكون فيها بغيرة أعظم، بقدر شعورهم بثقل خطاياهم، لهذا ُيخيفهم ويرعبهم لئلا يبدأوا في العمل.

فإن ابتدأوا لا يمكن صدهم بل يلتهبون كالنار تحت فاعلية التوبة. فتصير نفوسهم أنقى من الذهب النقي، مدفوعين بضميرهم وتذكرهم لخطاياهم السابقة، كما لو كانوا مدفوعين بعاصفة قوية نحو سماء الفضيلة.

هذه هي النقطة التي يستفيد منها الذين سقطوا عمن لم يسقطوا، إذ يعملون بنشاط أوفر لكن كما قلت، إن أمكنهم أن يبدأوا، فصعوبة العمل وقسوته هي في وضع القدم على البداية، والوصول إلى مدخل التوبة، ودفع العدو وطرحه، ذاك الذي يحنق علينا ويحاربنا.

أما بعد الدخول فلا يعرض الشيطان حنقه الزائد بعدما فشل، وسقط حيث كان قويًا. فننال نشاطًا أوفر، ونجرى بسهولة في هذا السباق الحسن.

ليتنا نضع أمامنا عودتنا. ليتنا نسرع إلى المدينة التي في السماء، التي فيها سُجلت أسماؤنا، واخترنا لكي نجد فيها مكانًا كمواطنين.

أما يأسنا من نفوسنا فلا يقف عند هذا الشر، وهو أن يُغلق أبواب هذه المدينة في وجوهنا، ويجرنا نحو البلادة والاستهتار بل يُسقطنا في الطيش الشيطاني أيضًا.

فالسبب الذي لأجله صار الشيطان كما هو عليه، أنه سقط أولاً في اليأس التام، ومن اليأس سقط في الطيش.

فعندما تُحرم النفس من خلاصها، تبدأ تغرق إلى أسفل. مختارة لنفسها أن تفعل وتقول كل ما يضاد خلاصها.

فكما أن المجانين عندما يفقدون سلامة عقلهم، لا يعودون يخافون ولا يخجلون من شيء، بل بدون خوف يتجاسرون على صنع كل شيء، ولو أدى إلى سقوطهم في النار أو ماء عميق أو هوة. فالذين أمسكوا بجنون اليأس من الآن فصاعدًا لا يمكن ضبطهم


بل يسيرون مندفعين نحو الرذيلة من كل جانب. وإن لم يأتيهم الموت كحٍد فاصٍل لجنونهم وعنفهم، يصنعون لأنفسهم أضرارًا لا حد لها.









لذلك أتوسل إليك قبل أن تنحدر بعمق في هذا السكر، أن تسترد حواسك، وترتفع بنفسك، وتنزع عنك تلك النوبة الشيطانية، منفذًا ـ بهدوء وبالتدريج ما لم تستطع أن تنفذه دفعة واحدة
 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 5980 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ستنال مكافأة مضاعفة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إنني أتوسل إليك وأطلب منك أن تذكر سمعتك الأولى، وذلك الإيمان الذي كان لك. فإننا نريد أن نراك مرة أخرى على برج الفضيلة، وفي مثابرتك الأولى.


أذكر أولئك الذين يتعثرون بسببك، هؤلاء الذين يسقطون ويزداد توانيهم وييأسون من طريق الفضيلة.

لقد خيّم الحزن على رابطة أصدقائك ذو السيرة الحسنة، بينما حلّ الفرح والسرور بين جماعات غير المؤمنين وأولئك الأحداث المتوانين. لكن إن رجعت مرة أخرى إلى استقامتك السابقة، فستنعكس النتيجة.

فينتقل عارنا إليهم، بينما نفرح نحن بإيمانك العظيم ناظرينك متوجًا وحائزًا على النصرة في صورة أبهى مما كنت عليه. فإن مثل هذه النصرة تجلب شهرة أعظم وسعادة أوفر.

إنك لن تنال المكافأة عن إصلاحك فحسب، بل بما ستقدمه من نصائح وتعزيات للآخرين أيضًا، بكونك تصير مضرب المثل لمن يسقط مثلك، فيتشجع ويقوم وتُشفي نفسه.

إذن لا تهمل هذه الفرصة المربحة، ولا تسحب أنفسنا إلى الهاوية التي كنا فيها، إننا في حزن، بل دعنا نتنسم الحرية مرة أخرى، وتزول عنا سحابة القنوط التي تساورنا من جهتك.

والآن لنَدَعْ جانبًا موضوع متاعبنا، فإننا نحزن على ما يحلّ بك من المصائب ولكن إن أردت أن تعود إلى رشدك، وتنظر بوضوح وتسير في الجمهور الملائكي، فإنك ستعتقنا من الحزن وُتزيل عنا النصيب الأوفر من الخطية.

شهادة الكتاب المقدس

أما عن كون أولئك الذين يرجعون بعد التوبة يضيئون بلمعان مضاعف أكثر من أولئك الذين لم يسقطوا، فهذا أتيت به من الكتب المقدسة، فعلى الأقل أولئك العشارين والزواني ورثوا الملكوت قبل كثير من الباقين









 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024