منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09 - 09 - 2014, 04:17 PM   رقم المشاركة : ( 5961 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله يحبك!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله محب البشر، لا يحبهم في مقاييس قليلة. لهذا لا تقل إنني ارتكبت الزنا والدعارة وفعلت خطايا فظيعة، ليس مرة بل مرات، فهل يغفر لي؟ هل يهبني عفوًا؟! اسمع ما يقوله المرتل: “ما أعظم جودك الذي ذخرته لخائفيك” (مز 31: 19)، فإن معاصيك المتراكمة لن تعلو مراحم الله الكثيرة. جراحاتك لن تغلب مهارة الطبيب الفائقة. سلِّم نفسك له بإيمان. أخبر الطبيب عن مرضك المزمن. قل أيضًا مثل داود: “قلت أعترف للرب بذنبي”، فيحدث معك ما قد حدث معه، فتقول للتو “أنت رفعت آثام خطيتي” (مز 32: 5).
أمثلة عن محبة الله لأناس ساقطين

يا من أتيت لسماع التعاليم متأخرًا، أتريد أن ترى محبة الله المترفقة؟ أتريد أن تنظر حنو الله وغنى طول أناته؟! اسمع ما حدث مع آدم.

آدم – أول خليقة الله البشرية – عصى الله، أما كان يمكن أن يُفرض عليه الموت فورًا؟! لكن أنظر ماذا فعل الله بالإنسان في محبته العظيمة؟ لقد طرده من الفردوس، إذ صار بالخطيئة غير مستحقٍ للعيش هناك، “وأقامه ليسكن مقابل الفردوس حتى متى تطلع إلى حيث سقط وتأمل ما كان عليه وما بلغ إليه، يخلص بالتوبة.

قايين أول مواليد البشر صار قاتلاً لأخيه، مخترعًا كل الشرور، وأول الحاسدين والقتلة. ومع هذا بماذا حكم الله عليه بعد أن أزال أخيه من الوجود؟ “تكون متنهدًا ومرتعبًا على الأرض” (راجع تك 4: 12). يا لبشاعة الإثم، ويا لخفة الحكم!
 
قديم 09 - 09 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 5962 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وفي الطوفان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هذه الأمور تكشف عن محبة الله المترفقة الحقيقية، لكنها قليلة إن قورنت بما يلي ذلك: تأمل ما حدث في أيام نوح فإن الجبابرة أخطأوا، وانتشر على الأرض شر عظيم بسببه حدث الطوفان. بقى الله يهدد خمسمائه عامًا، وفي المئة السادسة جاء بالطوفان على الأرض.

تأمل مدى اتساع محبة الله المترفقة على مدى هذه المئات من السنوات! أما كان يمكنه أن ينفذ في الحال ما قد صنعه بعد انتظار مئات السنين! لكنه أمد في الزمن لكي يهبهم مهلة للتوبة فلو أنهم تابوا لما أخفقوا في التمتع بمحبة الله المترفقة.

 
قديم 09 - 09 - 2014, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 5963 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ترفق يسوع المسيح بالخطاه
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
براحاب الزانية الوثنية

تعال معي الآن إلى فئة أخرى خلصت بالتوبة.

قد تقول امرأة ما: لقد ارتكبت الزنا والدعارة ودنست جسدي بكل أنواع الترف والإفراط فهل لي خلاص؟ حولي عينيك إلى راحاب، وتطلعي أيضًا إلى الخلاص. إن كانت زانية عامة تزني علنًا خلصت بالتوبة، أفما تخلص بالتوبة والصوم من سقطت في الزنا قبل قبولها النعمة؟!

اسألي كيف خلصت؟ إنها فقط قالت: “الرب إلهكم هو الله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت” (يش 2: 1). إنها تقول: “إلهكم” دون أن تجسر لتنسبه لنفسها بسبب حياتها المملوءة ضلالاً. وإن أردتم التأكد من خلاصها بشهادة من الكتاب المقدس فإنك تجد في سفر المزامير: “أذكر راحاب وبابل بين الذين يعرفونني (مز 87: 4).

يا لعظمة حنو الله المترفق، فإن الكتاب المقدس يشير حتى إلى الزانيات. إنه لا يقول: “اذكر راحاب وبابل” فقط بل يكمل “بين الذين يعرفونني”، فالخلاص نبلغه بالتوبة سواء كنا رجالاً أو نساء على قدم المساواة.

أمثلة أخرى

لا، بل وإن أخطأ الشعب كله. فهذا ليس بكثير على حنو الله المترفق فقد صنع الشعب (القديم) عجلاً، ومع ذلك لم يكف عن محبته. هم أنكروا الله، أما هو فلم ينكر نفسه…

ليس فقط الشعب، بل حتى هارون رئيس الكهنة أخطاء، إذ يقول موسى “وعلى هارون غضب الرب جدًا ليبيده فصليت أيضًا من أجل هارون في ذلك الوقت (فسامحه)”. ماذا إذن؟ يصلى موسى من أجل رئيس كهنة مخطئ فيغلب الله (بالمحبة) بينما لا تقبل شفاعة يسوع ابنه الوحيد عند الآب؟! إن كان هرون لم يُمنع من الكهنوت السامي بسبب عصيانه، فهل تمنع من الدخول إلى الخلاص يا من أتيت من بين الأمم؟! فقط تب يا إنسان هكذا، فلا ترفضك النعمة!

عُد بلا خجل إلى طريقك الذي للحياة، فإن الله بحق محب للبشر، ولا تقدر كل الأزمنة أن تخبر عن محبته المترفقة، بل وكل الألسنة إن اجتمعت معًا لا تستطيع أن تخبر بما يليق بها. وإنما نحن نخبركم قليلاً مما ورد بشأن محبته للبشر المتحننة…

ترفقه بداود الساقط

…تعال إلى داود الطوباوي واقبله مثالاً للتوبة. فبقدر ما كان عظيمًا سقط. إذ قام من نومه وأخذ يتمشى على السطح في المساء، تاركًا لنفسه أن ينظر بغير حرصٍ، فشعر بشهوة بشرية. لقد أكمل خطيته لكنه لم يمت بسببها، وذلك بسبب صراحته في الاعتراف بها، عندما جاءه ناثان النبي كمتهم مفاجئ له ليشفي جرحه. إنه يقول له بأن الرب غاضب وأنت تخطيء.

لقد عُرض الأمر على الملك الحاكم، فلم يتهاون داود الملك، إذ لم يهتم بمن يكلمه بل بالله الذي أرسله. إنه لم يتعجرف بحشود الجند المحيطين به، لأنه تطلع إلى جنود الرب الملائكية. لقد ارتعب إذ رأى من لا يُرى (عب 11: 7). لهذا قال للرسول بل بالأحري أجاب الرب مرسله قائلاً: “أخطأت إلى الرب” (1 صم 12: 13).

أنظر إلى تواضع الملك! تأمل اعترافه… لقد حدث كل شيء على وجه السرعة، فما أن ظهر النبي كمتهم حتى أعترف الخاطئ بخطيئته، وإذ أسرع بالاعتراف نال الشفاء بأقصى سرعة! فناثان الذي هدد هو بنفسه نطق للحال: “الرب أيضًا قد نقل عنك خطيتك”. يا لعظمة رقة مراحم الله!…

12. هكذا إذن أراحه النبي، لكن الطوباوي داود إذ سمعه يقول: “الرب قد نقل عنك خطيتك”، لم يكف عن التوبة. ومع أنه كان ملكًا، لبس المسموح عوض الأرجوان، وجلس في الرماد عوض التاج الملكي… لا بل جعل الرماد طعامه، قائلاً: “إني قد أكلت الرماد مثل الخبز” (مز 102: 10). لقد غسل عينيه الشهوانيتين بالدموع قائلاً: “أعوِّم كل ليلة سريري، وبدموعي أبل فراشي” (مز 102: 7).

وعندما سأله موظفوه أن يأكل خبزًا لم يسمع لهم، بل بقي صائمًا سبعة أيام كاملة.

إن كان الملك قد اعترف هكذا، أفما يليق بك أيها الشخص العادي أن تعترف؟

أيضًا عند عصيان أبشالوم عليه كان أمامه طرق كثيرة للهروب، أما هو فاختار الهروب خلال جبل الزيتون (2 صم 15: 23)، وكأنه يناشد المخلص إذ من هناك صعد الرب إلى السماوات.

وعندما لعنه شخص بمرارة قال “دعوه” (2 صم 16: 10)، عالما أن من يغفر يُغفر له!

رحمته مع سليمان وآخاب ملك السامرة

لقد رأيت نفع الاعتراف. لقد أدركت كيف يوجد خلاص للتائبين.

سليمان أيضًا سقط، لكنه قال: “إني تُبت .

أيضًا أخآب ملك السامرة، صار أشر عبدة الأوثان. صار إنسانًا وحشيًا قاتلاً للأنبياء، غريبًا عن الصلاح، مغتصبًا حقوق الآخرين وكرومهم (1 مل 21: 19). لكنه عندما قتل نابال مخدوعًا من إيزابيل وجاءه إيليا النبي يهدده خلع ثيابه ولبس المسوح، فماذا قال الله الرحوم لإيليا؟ “هل رأيت كيف أتَّضَع (نُخس في قلبه) أخآب أمامي”؟ (1 مل 21: 29) وكان الله يريد أن يهدئ غيرة إيليا المتقدة من جهة التائب ويلطفها، إذ قال له: “لا أجلب الشر في أيامه”.

ومع تأكده أنه لا يترك شره سامحه، ليس جهلاً بما سيكون عليه في المستقبل، بل كواهبٍ للغفران حسب التوبة المقدمة في ذلك الوقت. فإن عدل الله يقتضيه أن يحكم في كل قضية حسبما هي عليه في حينها.

ومع بربعام

وأيضًا يربعام كان قائمًا عند المذبح يقدم ضحايا للأوثان، يده ملطخة بالدماء، هذا عندما قبض علي النبي الذي وبخه، بخبرته أدرك قوة الواقف أمامه، فقال له: “تضرع إلى وجه الرب إلهك” (1 مل 13: 6) وبسبب هذا القول رجعت يده مرة أخرى كما كانت.

إن كان النبي شفي يربعام، أفما يستطيع المسيح أن يشفيك وينقذك من خطاياك؟!

ومع منسى

وأيضًا منسى كان شريرًا إلى أبعد حد. لقد نشر إشعياء ومزقه، وتدنس بكل العبادات الوثنية، ولطخ أورشليم بدم الأبرياء، لكنه عندما أُسر استخدم خبرته في محنته مستعينًا بالتوبة كعلاج، إذ يقول الكتاب عنه أنه “تواضع جدًا أمام الرب، وصلى إليه، فاستجاب له، ورده إلي مملكته” (إش 38: 1). فإن كانت التوبة قد أنقذت من نشر النبي ومزقه، أفما تخلصك أنت يا من لم ترتكب مثل هذا الشر العظيم؟!

ومع حزقيا

أتريد أن تعرف ما هي قوة التوبة؟

أتريد أن تعلم سلاح الخلاص القوي وتدرك قوة الاعتراف؟

حزقيا بالاعتراف ضرب خمسة وثمانين ألفًا ومائة من أعدائه. يا له من أمر عظيم، لكنه يحسب قليلاً بالنسبة لما أذكره لك. إذ بالتوبة استطاع الملك أن يحصل على تغيير في القول الإلهي الذي نطق به فعلاً. إذ لما مرض قال له إشعياء: “أوصِ بيتك، لأنك تموت ولا تعيش”. هل يمكن أن يقوم استثناء بعد، أو يوجد رجاء شفاء بعدما قال له النبي: “لأنك تموت”؟!

لكن حزقيا لم يكف عن التوبة. وبتذكره ما هو مكتوب: “متي رجعت وبكيت تخلص” (راجع إش 30: 15)، اتجه بوجهه إلى الحائط وهو على سريره، رافعًا ذهنه إلى السماء (حيث لا تعوق الحائط بلوغ الصلوات بورعٍ إلى السماء) وقال: “أذكرني يا رب. يكفي أن تذكرني فأشفي!” (راجع إشعياء 38)

إنك لا تخضع للزمان، بل أنت خالق القانون. أنت واهب قانون الحياة وتدبيرها حسب إرادتك، إذ لا تعتمد حياتنا على يوم ميلادنا، ولا على اقتران النجوم معًا في برجٍ واحد كما يظن البعض في غباوة.

ذاك الذي كان يمكنه إلاّ يرجو الحياة بسبب العبارة النبوية، صار له خمسة عشر عامًا مضافة إلى حياته، وكانت العلامة أن الشمس رجعت إلى خلف عشر درجات.

حسنًا! من أجل حزقيا رجعت، وأمّا من أجل المسيح انكسفت. لم ترجع درجات بل انكسفت معلنة بذلك الفارق بين حزقيا ويسوع!

الأول أبطل قرار الله (بالتوبة)، أفما يقدر يسوع على غفران الخطايا؟!

أرجعوا ونوحوا على أنفسكم! أغلقوا أبوابكم وصلوا لكي يغفر لكم!

صلوا لكي ينزع عنكم النار المحرقة، لأن له السلطان أن يطفئ حتى النار، وله قوة أن يبكم حتى الأسود!

مع حنانيا وصاحبيه

لكنك إن كنت لا تؤمن بهذا، فتأمل ما حدث مع حنانيا وصاحبيه، أي عواصف اطفأوها؟! كم من مياه كانت تحتاج إليها النار لإطفاء لهيبها الذي ارتفع تسعة وأربعين ذراعًا إلى فوق؟! فإذا ارتفع اللهب قليلاً إلى العُلى، تدفق عليها الإيمان، إذ تكلموا ضد كل الشرورإذن توبتهم أطفأت اللهب

إن كنت لا تؤمن بقدرة التوبة على إطفاء نار جهنم فلتتعلم هذا من حنانيا.

لكن قد يقول أحد السامعين الحاذقين: هؤلاء الفتية خلصهم الله بعدل، إذ هم رفضوا الاشتراك في عبادة الأصنام فوهبهم الله هذا السلطان.

إذ يثور هذا الفكر فإنني أقدم مثلاً آخر بخصوص التوبة[16]

ماذا تظن في نبوخذ نصر؟

ألم تسمع عنه في الكتاب المقدس كيف كان متعطشًا لسفك الدماء، وحشًا كالأسد؟! ألم تسمع عنه أنه أخرج إلى النور عظام الملوك من قبورهم (إر 8: 1، با 2: 25). ألم تسمع أنه حمل الشعب إلى السبي؟ ألم تسمع أنه خلع عيني الملك بعدما أراه أولاده يذبحون؟! (2 مل 25: 7)

ألم تسمع أنه كسر الشاروبيم إلى أجزاء؟! لست اقصد الشاروبيم غير المنظورين – هذا ما لا يخطر على الفكر قط يا إنسان- بل الصورتين المنحوتتين على غطاء التابوت الذي في وسطه يتكلم الله بصوته، كما داس تحت قدميه حجاب القدس، وأخذ مذبح البخور وحمله إلى مذبح الأوثان؟! (2 أي 26: 7) أخذ كل التقدمات، والهيكل حرقه من أساساته
أية عقوبة شديدة يستحقها هذا من أجل ذبحه الملوك وحرقه القدس وسبيه الناس وحمله الأواني المقدسة إلى بيت الأوثان؟! أما يستحق الموت عشرات الألوف؟!

لقد رأيت تفاقم شروره! تعال لترى محبة الله الحانية! لقد تحول إلى وحش بري، وتأدب بالسكنى في البرية لكي يخلص. لقد صارت له مخالب كالأسد، إذ كان زائرًا علي القدس. أكل العشب كالثور، إذ كان بهيمي لا يعرف من الذي أعطاه المملكة. تبلل جسده بالندي، لأنه رأى النار تنطفئ بالندي ولم يؤمن[26].

وماذا حدث؟ يقول “بعد هذا أنا نبوخذنصر رفعت عيني إلى السماء… وباركت العلي، وسبحت وحمدت الحي إلى الأبد” (دا 4: 34).

إذ عرف العلي نطق بالحمد لله، وتاب عن فعله. لقد عرف ضعفه فأعاده الله إلى كرامة ملكه.

20. ماذا إذن؟ هل عندما اعترف نبوخذنصر الذي فعل كل هذه الأعمال ردّه إلى الملك وغفر له، وأنت عندما تتوب إلاّ يهبك مغفرة الخطايا وملكوت السماوات متي عشت في حياة بلا لوم؟!

الرب محب للبشر، مسرع إلى المغفرة، لكنه يظهر العقوبة (التأديب)! إذن ليته لا ييأس أحد من خلاصه.

فبطرس الرسول أنكر الرب ثلاث مرات، لكنه تاب وبكي بمرارة. بالبكاء تطهر قلبه، فلم ينل فقط المغفرة عن إنكاره، بل وعاد إلى كرامة الرسولية كما كان.

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:01 PM   رقم المشاركة : ( 5964 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا لا يجب الإعتراف على الله مباشرة؟

وماذا أفعل إذا كانت هناك خطية معينة لا أستطيع الإعتراف بها إلى أبي الكاهن؟



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





الإجابة:



أولاً.. نحن لا نعترف للكاهن، إنما نعترف لله في وجود الكاهن، ومن فم الكاهن نسمع صوت الله لنا "والآن نحن جميعاً حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله" (أع33:10).





ولو كان الاعتراف على الله فقط، ما قال معلمنا بولس الرسول: "إعترفوا بعضكم على بعض (بشر لبشر) بالزلات" (يع16:5).



ثم لماذا نقول هذا في الأعتراف فقط أن أعترف على الله مباشرة؟ هل الله يناولك أو الله يقرن زواجك؟!

أم أن كل هذه الأمور تتم في وجود الأب الكاهن الذي يتمم أوامر سيده، والذي من فمه تُطلَب الشريعة، هكذا قال رب الجنود: "إسأل الكهنة عن الشريعة" (حج11:2).



فالكاهن معلم يعلم الشريعة، وهو أيضاً أب نكشف له أسرار النفس ليداويها.. والإعتراف على الكاهن واجب لأنه هو المؤتمَن من قِبَل الله "كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله" (1كو9:4).

وإن الكاهن يأخذ نعم الله ويقدمها للناس "لأن كل رئيس كهنة مأخوذ من الناس يُقام لأجل الناس في ما لله (أي فيما يتعلق بنِعَم الله وتعاليم الله)" (عب9:5).



ثم أن الإعتراف في وجود الأب الكاهن لا ينفي الاعتراف أولاً لله، ثم بدون الآعتراف على الكاهن، كيف تسمع صوت الحل عن خطاياك؟



ولا تقل إن الكاهن إنسان خاطئ مثلي فلماذا أعترف عليه؟

نعم، هو إنسان خاطىء ولكن عمل الروح القدس في الكاهن لا يتوقف على قداسته الشخصية، بل على إستحقاقات المسيح رأساً، وإن كان ينبغي في سر الإعتراف بالذات أن تحتار مَنْ تستريح له وتثِق فيه.







إن داود الذي قال: "لك وحد أخطأت والشر قدامك صنعت" (مز50)، قال أيضا "اعترف بخطيئتي ولا أكتم إثمي. قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيئتي" (مز32).



ولكن يتعذَّر علينا التحدث مع الله مباشرة؛ إذ لما كلَّم الله شعبه قديماً من على جبل حوريبب إرتعبوا وقالوا لموسى: "كلِّمنا أنت فنسمع ولا يكلمنا الله لئلا نموت" (خر19:20).



والأعتراف على الكاهن ضروري حتى يعين الإنسان على توضيح الخطأ من الصواب، لأنه كثيراً ما توجد بعض الأمور غير الواضحة وأحياناً يكون سبب عدم وضوح الخطأ هو الضمير الواسع الذي يستبيح كل شيء أو يستهين بالخطيئة وأحياناً يكون الضمير مرسوماً يرى الخطيئة في كل شيء. وكما يقول الكتاب: "ويل لِمَنْ هو وحده إن وقع؛ إذ ليس ثانٍ ليُقيمه" (جا10:4).



والإعتراف على الأب الكاهن يريح النفس ولا سيّما عندما نسمع صوت التحليل الممنوح له من الله. وبدون الإعتراف على الكاهن كيف تسمع هذا الصوت للحل عن خطايانا؟ كما سمع داود بعد إعترافه بخطيئته لناثان النبي صوت الحِل منه قائلاً: "الرب أيضاً قد نقل عندك خطيئتك؛ لا تموت" (2صم12).



وفي سفر التثنية (4:26) "وتأتي إلى الكاهن الذي يكون في تلك الأيام وتقول له: أعترف اليوم للرب الملك" (وهذا يُظهِر أن الاعتراف للكاهن هو اعتراف لله).







ولا تقل أنني أخجل من الإعتراف على الكاهن، فأيهما أهوَن أن تتحمل مرارة الخجل فيُردِعك الخجل عن تكرار الخطيئة وصنعها مرة أخرى فتتخلص نفسك بإعترافك، أم أن تهرب من مرارة الخجل وتهلك بخطاياك في يوم الدين.. يوم أن تظهر خطاياك مكشوفة ليس للكاهن فقط بل لله والملائكة ولجميع البشر؟!

ولكن لو كانت هناك خطيئة تؤرق مضجعك كثيراً ولا تقدر أن تعترف بها لأبيك، تستطيع الذهاب لأب آخر لا يعرفك وتعترف عنده بهذه الخطيئة، وتعرف علاجها وتأخذ إرشاداً.. ولكن لا يكون هذا الأمر عادة، حيث أنه إذا كنت واثقاً من أنك تعترف على الله، فإنك لن تخجل من أب إعترافك.. ولكن الإعتراف هو -عفواً- كالقيء! فإنك يجب أن تلفظ كل ما في داخلك من أخطاء لتتنقى منها..



ولقد قال الحكيم يشوع بن سيراخ في سفر حكمته (31،24:4) لا تستح (أي لا تخجل) من امر نفسك، فإن من الحياء ما يجلب الخطيئة ومنه ما هو مجد ونعمة. ولا تستحِ أن تعترف بخطاياك ولا تُغالِب مجرى النهر (أي الشعور الجارف بالإعتراف)".

وقال سيلمان الملك: "مَنْ يكتم خطاياه لا ينجح، ومَنْ يقرّ بها ويترُكها يُرحَم" (أم13:28).


+ + +
 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:09 PM   رقم المشاركة : ( 5965 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التوبة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كي ننال الحياة الأبدية لابد لنا من التوبة لخلاص نفوسنا، لنملأ أعيننا دموعاً فتنفتح حدقتا ذهننا فنصير كلنا وارثي الملكوت. لنهتف مع العميان

"ارحمنا يا ابن داوود"(متى 30:20)

ولنتقدم إلى المسيح وندنو منه وليكن لنا شوق إلى الفردوس ولنترك الموتى يدفنون موتاهم ونجِّد لئلا يغلق باب الملكوت قبل وصولنا فقد أتى نصف الليل وقد قرب مجيء العريس(صلاة الختن) لتتجهزي يا نفس ولتستعدي لئلا يأتي ويراك غارقة في أوحال الشطارة (الابن الشاطر).

يا أيها الخطاة الذين أنا متقدمهم لماذا نيأس ونستسلم؟!

طالما يقام عرسٌ في السماء إذا تُبنا فممن نخاف؟

الثالوث الأقدس الطاهر يدعونا فلا تتنهدن ولا نرهب ولا نتوانى.

لنبك ههنا قليلاً لئلا نبكي هنالك كثيراً فالسيد له المجد آتي كالبرق ولن نلحظه إلا وقد صار أمامنا ماسكاً بيد الخراف المختارة ورامياً بيده الأخرى الجداء المرذولة.

فالإنسان إذاك يحصد ما زرع فنحن البشر الخاطئين لن نجد سوى الخوف لأن مداينتك لمرهوبة يارب. لماذا لا نهتم ولماذا لا نكترث بالكتب المقدسة وبكلمات المسيح وتعاليم رسله وأنبيائه وقديسيه، ولا بتذكرات الأخوة.

فليكن بمعلومنا أن هذه الأقوال هي التي ستديننا في الدينونة الرهيبة! لأن الرب قال لرسله:

"من يسمع منكم فقد سمع مني ومن احتقركم فقد احتقرني ومن احتقرني فقد احتقر الذي أرسلني" (لوقا 6:10)،

"من رذلني ولم يقبل أقوالي فله من يدينه

الكلمة التي نطقت بها هي تدينه في اليوم الأخير" (يوحنا 48:12).

لنجتهد سائرين قبل مجيء ذلك اليوم الرهيب لنلقي أنفسنا في لجة رأفات الله فهو القائل:

"تعالو إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم "(متى 28:11)

فهو "يريد للجميع أن يخلصوا" (1تيمو 4:2)

إنه يدعو الجميع للمجيء إليه، ولكن من يأتي إليه؟

من عنده وصاياه ويحفظها ويستمع إلى أقواله ويؤمن به وبالذي أرسله.

لنتوب نحن الخطاة وننظر تعطف المسيح القائل:

"إني لم آت لأدعو صدِّيقين بل خطاة إلى التوبة" (لو 32:5)

لنتوب كي لا نخجل أمام المحفل الرهيب عندما يميز الراعي الجداء عن الخراف فتفتح الكنوز فطوباهم الذين جاعوا وعطشوا إلى البر لأنهم سيشبعون وويل للمشبعين لأنهم سيجوعون.

طوبى للنائحين لأنهم سيضحكون وويلٌ للضاحكين الآن لأنهم سينوحون. وطوبى للراحمين لأنهم سيرحمون وويلٌ لمن ليس لديه رحمة.

لنتوب غير ناظرين إلى المتوانين والمتنعمين فهؤلاء يجفون كالحشيش ولا نحب هذا الدهر لأنه يطرب الإنسان ساعة واحدة ويرسله إلى العذاب عارياً. فالرب يقول:

"ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" (متى 26:16).

وبما أن لنا وقتاً بعد لنبدد خطايانا فها الرب واقفٌ على الباب يقرع، لنبددها بالدموع والحاجة إلى الدموع لنغسل إرادتنا ولنهتف مع داوود:

"تغسلني فأبيَّض أكثر من الثلج" (مز 9:50)

ولنسمع قول الرب:

"طوبى لكم أيها الباكون الآن فإنكم ستضحكون" (لوقا 21:6).

ولنبغض الشباب المتنعم والزينات والوشاء ولنمقت التلوينات بالصباغ والتصفيق والتزيين والتبختر والأغاني الشيطانية المعارف والصفارات وتحلية الأيدي والأصوات الوحشية لأنها كلها بذار الشيطان.

ولنذكر أننا في المعمودية بصقنا على الشيطان وتبعنا المسيح وملائكة السماء سجلت اعترافنا وحفظتها ليوم الدينونة.

مجيء الرب الإله يقترب وهو آتٍ بالفرح لجميع الذين يحبونه، وبالعزاء للنائحين لا على الأموات بل على الخطايا التي حرمتهم الملكوت السماوي.

لنتوب قبل انقضاء الوقت، ما دام لنا وقت لنتوب، لأنه متى انقضى لنا الوقت سنأتي ونقرع باب المسيح الذي لن يعرفنا وسيقول لنا

"ابعدوا عني يا فاعلي الإثم" (لوقا 27:13)

لأنك لم تَرحَم فلن تُرحَم ولم تسمع تضرعات الفقراء فلن أسمع تضرعاتك، سمعت آياتي فضحكت، حللت أوامري وأوامر رسلي وأنبيائي وعملت مشيئات الشيطان واعتديت على الناس وعرَّيتهم وسلبتهم أموالهم.

كيف سأدخلك مكاناً لم ترسل إليه شيئاً، لا دموعاً ولا صوماً ولا سهراً ولا تسبيحاً، لا بتولية، ولا صدقة ولا صبراً. ولكن ذاك مسكن المتمسكنين من أجلي. فالرسول بولس يخبرنا:

"ما لم تره عين ومالم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر

ما أعده الله للذين يحبونه" (1كو9:2).

ويروى أن أخاً سأل الأب بيمين قائلاً: وما هي التوبة؟

أرجوك اشرحها لي. فأجابه الأب: التوبة هي أن لا تقع في الخطيئة مرة ثانية.

ولكن كيف لا نقع في الخطيئة؟ يجيبنا القديس أفرام السرياني بأن ذكر اسم الله يطرد الشياطين فلنتجنب الخطايا بذكر اسم الله ولنذكر الموت ولنشغل أنفسنا بكيفية كون الظلمة البرانية والنار التي لا تطفأ والدود الذي لا يموت وصريف الأسنان؟ (متى 12:8) فمن يذكر الموت دائماً لا يخطئ كثيراً.

لنرم عنَّا ثقل الخطايا والرب يرتضي أن يداوي الإنسان ذاته بدموعه وبتنهداته، فينفتح باب التوبة لنسرع قبل إغلاقه فالرب لا يحب المتوانين ولا المتكاسلين فنحن لا نعلم الساعة التي يغلق بها الطبيب عيادته.

لنا حرية الاختيار فإما نبكي قليلاً ونتوب إلى الرب وإما أن نبكي وسط النار دون فائدة. لنا الفرصة لننال التعزية بينما هناك نذهب للهلاك الأبدي والنار التي لا تطفأ.

لنسدد اليسير اليسير من ديوننا ولنتوب إلى الرب بصدقٍ ولنطلب منه التواضع ولنقرن توبتنا بذكر الله وذكر دائم لخطايانا وتجديفنا ولننسى ما فعلناه من الصالحات القليل ولنصرخ مع بولس الرسول القائل:

"أنسى ما خلفي وأمتد إلى ما هو أمامي" (فيليبي 13:3)


 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:10 PM   رقم المشاركة : ( 5966 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاعتراف
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



رأينا ماهية التوبة وحتى لا تكون توبتنا ناقصة رتبت لنا الكنيسة سرَّاً لغفران الخطايا حسب السلطان الممنوح من المسيح إلى الكنيسة وهذا ما نسميه بسر التوبة والاعتراف.

الخطوة الأولى والأصعب هي أن يقرَّ الإنسان داخلياً بأنه أخطأ فيقول القديس اسحق السرياني:

"الإنسان الذي يُقرُّ بخطيئته هو أهم ممن يقيم الموتى".

العناصر المساعدة على الاعتراف الداخلي:

1. الصلاة (الوقفة أمام الله)

2. سماع كلمة الله الإنجيل والوعظ

3. الإرشاد الروحي

4. الإحسان وعمل الفضائل، وأكثر ما يعبر عنها صلاة القديس أفرام السرياني.

والخطوة الثانية هي المثول أمام أب الاعتراف، ففي الماضي كان الاعتراف جماعياً أما اليوم فهو اعتراف فردي. فالكاهن هو الذي يقبل الاعتراف ففي التوبة والاعتراف تجديد واستمرار للمعمودية ويخبرنا القديس يوحنا السلمي أن طرق التوبة خمس:

1. معرفة الخطايا

2. ترك خطايا القريب

3. الصلاة

4. الرحمة

5. التواضع

ويقول القديس سلوان الآثوسي:

"ما هو الدليل على أن الله غفر لك خطاياك؟ إذا كنت تكره الخطيئة فهذا يعني أن الله غفر لك، وإذا كنت تتحنن وتشفق على الذي تراه يخطئ وتفرح مع الذي يعود عن خطيئته وإذا كنت تسامح الذين أخطأوا إليك فهذا يعني أن الله قد غفر لك

إذا كنت أحببت هذا يعني أن محبة الرب فيك، التائب هو الذي يتألم مع كل الناس خاصةً مع أولئك الذين لا يعرفون الله".

ورُبَّ سائل لماذا نعترف؟

ألا تكفي التوبة والندامة والاعتراف أمام الله؟! فنقول له: الإنسان يعترف أمام الله والإخوة والتوبة تحدث مصلحة بينهم. والكاهن ممثل الجماعة فهو مرشد وخادم السر حسب السلطان المعطى له من الله:

"من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 23:20)

فهذه موهبة روحية أعطيت للتلاميذ، لإرشاد النفوس إلى التوبة، فالكاهن ليس صاحب الغفران بل هو خادم السر، فالله هو الذي يغفر الخطايا. فالكاهن يطلب باسم يسوع المسيح غفران الخطايا:

"يا ولدي الروحي إني أنا الحقير لا أقدر أن أغفر الخطايا لكن الله هو الذي يغفر الخطايا.........."


 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:11 PM   رقم المشاركة : ( 5967 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأبوة الروحية والاعتراف
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



من يلد أولاداً يدعى أباً وكذلك من يلد أبناءً بالروح يدعى أباً روحياً، وهو إنسان مصَلٍ يطلب معونة الله ويستلهم مشيئته، فله خبرته في الحياة مع الله وهو طبيب يعالج أمراض النفس بصبر ومحبة كثيرين

ويرشدها إلى خلاصها. لذلك لا يسمح للكهنة فور رسامتهم بقبول الاعتراف بل يبقون فترة يكتسبون خلالها الخبرة المطلوبة ثمَّ يرفعُّون إلى رتبة أب روحي.

وبولس الرسول يحدثنا بمفهوم واضح عن الأبوة الروحية في رسالته الأولى إلى أهل كورنثس:

"لا أكتب هذا لأجعلكم تخجلون بل لأنصحكم نصيحتي لأبناء أحباء

فلو كان لكم في المسيح عشرة آلاف مرشد فما لكم آباء كثيرون لأني

أنا الذي ولدتكم في المسيح يسوع بالبشارة التي حملتها إليكم فأناشدكم أن تقتدوا بي" (1كو 14:4-16)

فالرسول المصطفى يدعو أهل كورنثس أولاده الأحباء فيوصيهم ويقسو عليهم بمحبته فهو ولدهم بالروح القدس وغذّاهم بالكلمة الإلهية

هنا يظهر الفرق بين المرشد والأب الروحي فالمرشد يعلم في المسيح ولكن لمرة ويغيب أما الأب فيرشد ويتابع فهو يلد الابن بالمسيح ويتابع مسيرة حياته فيحضنه بمحبته وبطول أناته.

المرشد هو المعلم أما الأب هو المحب سابقاً وحالاً ولاحقاً.

ونجد نموذجاً ثانياً للأبوة الروحية في موقف الأب الرحيم في مثل الابن الشاطر الذي نتلوه في الأحد الثاني من التهيئة للصوم الكبير (لو 11:15-32) ولكن توبة الابن واعترافه بخطأه فكانت الفرصة لظهور الرحمة الأبوية.

فرجع الابن الضال إلى نفسه وأحس بخطيئته وصمم على الاعتراف بها أمام الله والذين أساء إليهم علناً ويحدر نفسه إلى مرتبة العبيد

فعاد إلى جماله الأول بفضل محبة أبيه الكبيرة التي برزت إثر توبة الابن.

كل انسان يخطئ أمام أحد أخوته يخطئ أمام الكنيسة كلها لأن أذية عضو تنعكس على الجسم كله وكذلك الخطيئة هي خطيئة أمام المسيح الذي بذل دمه من أجل هذا الأخ كما من أجلي أنا أيضاً.

هذه العملية هي من عمل الروح القدس وهذا ما متفق عليه بين الآباء كلهم وعلى أساسه يمكن أن نفهم حسن العلاقات بين الأب الروحي والمتقدم إليه وكذلك وظيفة الأب الروحي ودور الابن المتقدم إليه.

ويقول القديس سلوان الآثوسي:

"مشاكلنا تأتي لأننا لا نسأل مشورة الشيوخ الذين أعطوا موهبة كبيرة ليرشدونا وتأتي أيضاً لأن الرعاة لا يطلبون إلى الله دائماً أن يعلمهم كيف يجب أن يتصرفوا"

ونجد في قول قديسنا أنه يجب على الآباء أن يصلوا ويطلبوا الروح القدس الذي يعلمنا ويعلمهم كيف يتصرفون.

هناك نقاط ينبغي على الأب الروحي أن يتنبه لها وإلا فالعلاقة ستنهار:

·لا بد أن يكون للأب الروحي ضعفات بشرية ولكن عليه ألاَّ يتقبل الأفكار الشريرة وأن لا يكون مضلاً وخاضعاً لتقليد الكنيسة الحي.

·الأب الروحي هو شبيه المسيح وأيقونته فيجب عليه يتقيد به.

·الأب الروحي يتمم خدمته في الروح القدس لذلك يستوجب الاحترام وصلاته تقدر كثيراً فالله يحفظنا بصلوات أبينا الروحي.

وللابن الروحي كذلك عدة نقاط هي:



·ينبغي أن يقول كل شيء للأب المعرف وإذا أخفى بعض الأمور أو ابتدأ يشك بقدرة الأب الروحي وينتقده ويناقشه فيفسد الاعتراف ويعرقل عمل الروح القدس وقد يوقفه.



·لكن عندما يكون الأب الروحي في صلاة لمعالجة الموقف والبن الروحي في حالة تواضع وثقة فهذا يسهل عمل الروح القدس.

ولكن الناس الذين لم يعترفوا بعد قد يسألون لماذا نلتجئ إلى أب روحي؟ وكيف نعرف مشيئة الله؟!

ونجيبهم بأن الإنسان يبغي في كل وقت أن يعرف مشيئة الله ويعرفها عن طريق كلمة الله في قراءة الإنجيل وحفظ الوصايا وعن طريق الصلاة فهي تساعد الإنسان على سماع هذا الصوت ولكن أغلب الناس لا يسمعون هذا الصوت

ولا يفهمونه بل يتبعون صوت الأهواء التي يخفي ضجيجها صوت الله. ولذلك نلتجئ إلى أب روحي لأنه يتمتع بخبرة روحية أكبر

ويستطيع أن يميز الخير عن الشر لا كما نميزه نحن ولأننا عن طريق التواضع والطاعة والتوبة نجد الطريق الأضمن إلى معرفة مشيئة الله.

يقول القديس سلوان الآثوسي:

"كيف يستطيع الإنسان أن يعرف مشيئة الله؟ عليه أن يتقبل أولاً كلمة من أبيه الروحي كتعبير عن مشيئته الله.

لكن إذا اعترض المعترف أو قاوم ولو داخلياً، لا يعود كلامه مفيداً لأن الروح القدس لا يحتمل النقاش أو العنف".

ويسأل البعض هل يمكن أن لا يكون الأب الروحي كاهناً؟ نعم، الإرشاد الروحي لا يقتصر على الكهنة. كل عضو في الكنيسة يمكن أن يساهم في نمو إخوته روحياً، خاصةً إذا كان بخبرة روحية وبموهبة إلهية لإرشاد النفوس إلى الخلاص، وباهتمام متواصل في جو من الصلاة والمحبة. ولكن الكاهن هو الشخص الأنسب لإتمام سر التوبة من إرشاد وتعليم وأبوة روحية.



 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:14 PM   رقم المشاركة : ( 5968 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التوبة شرط للدخول في ملكوت الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" جاء يسوع إلى الجليل يعلن بشارة ملكوت الله فيقول : تمّ الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالبشارة " ( مر 1/ 14 – 15 ) . التوبة تلك التي دعا إليها يسوع في الإنجيل ، مفتتحاً تبشيره العلني للناس ، لها أبعاد سامية أكثر شمولاً وعمقاً مصدرها من منطلق تأنس الكلمة ابن الله . فالمسيح هو الخاطئ الأكبر ، بوصفه ممثلاً البشرية جمعاء ، آدم أول البشر ، الواقع تحت اللعنة والمطرود من الفردوس ، وصرح بولس بأبلغ عبارة إذ قال : إن الذي لم يعرف خطيئة جعله خطيئة من أجلنا ( 2 كور 5/21 ) . ولقد تحمل بجسده ونفسه كل نتائج الخطيئة حتى الموت . وبالتالي ، المسيح هو التائب الحقيقي عن آدم وذريته ، هو آدم الجديد ، فإنه بطاعته الكاملة لأبيه السماوي أعاد ، في شخصه ، الإنسانية إلى الله ، صالح الإنسان بنفسه مع أبيه ، بل وحده به ، " الكل من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح " ( 2 كور 5/18 ). إن انتصار يسوع على الخطيئة والشر وبسطه لسيادة الله على البشر والكون ، يعطي الإنسان الإمكانية ليتجاوب مع الدعوة إلى الدخول في الملكوت بالانتصار معه على الخطيئة والشر .

 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 5969 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الخطيئة خروج عن محبة الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ننطلق من الأساس : الله محبة ، إذاً خلق الله عن محبة ، ولقد خلق الإنسان سيداً على الكون على صورته ومثاله عاقلاً وحراً مثله ليقدر على التجاوب مع حبه ، ولكي يعقد معه علاقة اتحاد ، عهداً ، بكلمة . ولكي يحول الكون ملكاً لهذا الحب ، وهذا ما يدعوه الكتاب المقدس : حب الله . ولكن الإنسان لم يستطيع أن يبقى أميناً لهذا الحب ، فبدلاً من ذلك تحول إلى الكون وإنشغف به ، مبتعداً معه الكون كله . لذا خرج الإنسان من إطار حب الله له ووقع في عبودية الخطيئة . الخطيئة هي إذاً رفض الحب العجيب الذي يكنه لنا الله في الوحي ، الرفض أو على الأقل الفشل الجزئي والمؤقت لدعوتنا الإلهية . الخطيئة هي ألا تكون قلوبنا وسيرتنا على مستوى مصيرنا . هي ألاّ يكون لنا قلب ابن ، قلب إله . من هنا كل مسيحي خاطئ ، لأنه ، مهما بلغ من القداسة يبقى بعيداً عن هذا الحب الإلهي الذي أحبنا به وظهر لنا في يسوع المسيح . فكل معمّد تقي ، يحثه إيمانه إلى مسيرة ارتداد لا تنتهي أبداً في هذه الحياة : " حب المسيح يحرقنا " ( 2 كور 5/14 ) . ونقيض هذا الضمير الحساس : انفصال الإنسان عن الله . انفصال الزوج الزاني والابن الضال الذي يصفق الباب ويمضي . الخاطئ ، في عمق كيانه ، لم يعد " شريكاً في الحياة الإلهية ، لأنه اختار أن يقطع علاقة العهد مع الله . مأساة العلاقة ، تحط الخطيئة الإنسان عن كرامته ، تنزع منه حياة الله ، ابن النور انحط فصار ابن الظلام .
 
قديم 10 - 09 - 2014, 02:16 PM   رقم المشاركة : ( 5970 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,034

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله حنان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هذه العلاقة الحياتية بالله لا يقدر الخاطئ أن يسترجعها ، تماماً كما لا يقدر الغصن المقطوع أن يعود من ذاته إلى الشجرة فأصبح في حالة من الشفاء لا تشفى … لكن الله حنان ، يحب الخطأة ، يحب أعداءه ، يغفر سبعين مرة سبع مرات … قبل أن يرجع الابن الضال ، كان أبوه قد غفر له ، ذلك أنه كان دائماً محبوباً . الخروف الضال محبوب ، حتى وقت ضياعه وبسبب ضياعه . الله هو الحب غير المشروط ، إنه يحب وإن لم نحبه ، هذه هي المجانية " النعمة " ، أكثر من ذلك ، انه يحب لأنه ليس محبوباً ، هذه هي الرأفة ، إذ لا شقاء أكبر من الامتناع عن حب الله . هو لا يتغير في حبه أبداً ، هو دائماً كلي الحب ، دائماً كلي الغفران ، حتى نحو الخاطئ العنيد . الإنسان هو الذي يتغير في حريته المتقلبة ، فيتم الانفصال ، بينما الله لا يقطع حبه أبداً ، هو مستعد أبداً للغفران وللتفهم وللاستقبال ، بمقدور الخاطئ أن يستفيد كل وقت من حب الله غير المشروط . للمغفرة يكفي وجود شخص واحد ، أما المصالحة ، فيجب أن يكون هناك شخصان . حرية الخاطئ الضعيفة في الحب تحولت إلى رفض مميت ومتعمد لحب الله . فإن قبل أن يفتحها لقبول الغفران ، جاءت المصالحة مباشرة " بينما كان الابن الضال بعيداً ، رآه أبوه فتحنن عليه وتقدم منه وألقى بيديه على عنقه وقبّله " ( لو 15/20 ) .
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024