![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 59111 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غِرت من المتكبرين ![]() غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 ) ليست المشكلة أن آساف قال: «غِرت»، فأحيانًا تكون الغيرة مطلوبة «حسنة هي الغيرة في الحُسنَى كل حين» ( غل 4: 18 )، لكن المأساة حقًا هي أنه غار من الأشرار ( مز 37: 1 ). يا له من أمر مُحزن، أن أحد المدعوين لمجد الله، يغار من الذين يقاومهم الله! وأن أحد الأنبياء الحكماء، يحسد الحمقى والأغبياء! في سفر ملاخي، آخر أسفار العهد القديم، لدينا صورة مُحزنة لحالة الشعب، قد تساعدنا في فهم ما حدث مع آساف. يقول الرب لشعبه: «أقوالكم اشتدت عليَّ، قال الرب. وقلتم: ماذا قلنا عليك؟ قلتُم: عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود؟» ( ملا 3: 13 ، 14). لقد غابت التقوى الحقيقية من هؤلاء القوم الراجعين من السبي، وحلَّت محلها مجرد صور التقوى المتنوعة. ولأن قلبهم كان ذاهبًا وراء كسبهم، فإنهم لم يجدوا أية منفعة مادية من عبادة الرب. لقد كانوا يحبون الرب، لا لذاته، بل لعطاياه. تمامًا كما قال الأشرار قبلهم للرب: «أبعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَر. مَن هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» ( أي 21: 14 ، 15). هذا أمر مُحزن عندما يصدر من الأمم الناسين الله، وأشد مرارة عندما يصدر من جماعة الراجعين من السبي، ولكن يا لفظاعة الأمر عندما يفكر آساف النبي والمرنم بهذا المنطق عينه! ونحن نفهم من سفر أيوب، أن هذا المنطق شيطاني، حيث قال الشيطان لله: «هل مجانًا يتقي أيوب الله؟ أَ ليس أنك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له .. ولكن ابسط يدك الآن ومُس كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك» ( أي 1: 9 - 11). وهذا المنطق الشيطاني الذي تكلم به الشيطان أمام الحضرة الإلهية، هو الذي يهمس به في أذن وعقل التقي المتألم: ما فائدة تقواك واتكالك على الله؟ ويبدو أن همسات الشيطان أصابت آساف في الصميم. هذا هو قلب المشكلة مع آساف، بل قُل إنها مشكلة القلب. فلقد قال الحكيم: «لا يحسدن قلبك الخاطئين، بل كُن في مخافة الرب اليوم كله» ( أم 23: 17 )، لكن قلب آساف هنا حسدهم، وكادت تقع المصيبة الكبرى. وهذا كله يجعلنا نعطي اهتمامًا أحرى لقول الوحي المقدس: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59112 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غِرت من المتكبرين ![]() غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 ) ليست المشكلة أن آساف قال: «غِرت»، فأحيانًا تكون الغيرة مطلوبة «حسنة هي الغيرة في الحُسنَى كل حين» ( غل 4: 18 )، لكن المأساة حقًا هي أنه غار من الأشرار ( مز 37: 1 ). يا له من أمر مُحزن، أن أحد المدعوين لمجد الله، يغار من الذين يقاومهم الله! وأن أحد الأنبياء الحكماء، يحسد الحمقى والأغبياء! في سفر ملاخي، آخر أسفار العهد القديم، لدينا صورة مُحزنة لحالة الشعب، قد تساعدنا في فهم ما حدث مع آساف. يقول الرب لشعبه: «أقوالكم اشتدت عليَّ، قال الرب. وقلتم: ماذا قلنا عليك؟ قلتُم: عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود؟» ( ملا 3: 13 ، 14). لقد غابت التقوى الحقيقية من هؤلاء القوم الراجعين من السبي، وحلَّت محلها مجرد صور التقوى المتنوعة. ولأن قلبهم كان ذاهبًا وراء كسبهم، فإنهم لم يجدوا أية منفعة مادية من عبادة الرب. لقد كانوا يحبون الرب، لا لذاته، بل لعطاياه. تمامًا كما قال الأشرار قبلهم للرب: «أبعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَر. مَن هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» ( أي 21: 14 ، 15). هذا أمر مُحزن عندما يصدر من الأمم الناسين الله، وأشد مرارة عندما يصدر من جماعة الراجعين من السبي، ولكن يا لفظاعة الأمر عندما يفكر آساف النبي والمرنم بهذا المنطق عينه! ونحن نفهم من سفر أيوب، أن هذا المنطق شيطاني، حيث قال الشيطان لله: «هل مجانًا يتقي أيوب الله؟ أَ ليس أنك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له .. ولكن ابسط يدك الآن ومُس كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك» ( أي 1: 9 - 11). وهذا المنطق الشيطاني الذي تكلم به الشيطان أمام الحضرة الإلهية، هو الذي يهمس به في أذن وعقل التقي المتألم: ما فائدة تقواك واتكالك على الله؟ ويبدو أن همسات الشيطان أصابت آساف في الصميم. هذا هو قلب المشكلة مع آساف، بل قُل إنها مشكلة القلب. فلقد قال الحكيم: «لا يحسدن قلبك الخاطئين، بل كُن في مخافة الرب اليوم كله» ( أم 23: 17 )، لكن قلب آساف هنا حسدهم، وكادت تقع المصيبة الكبرى. وهذا كله يجعلنا نعطي اهتمامًا أحرى لقول الوحي المقدس: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59113 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غِرت من المتكبرين ![]() غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 ) في سفر ملاخي، آخر أسفار العهد القديم، لدينا صورة مُحزنة لحالة الشعب، قد تساعدنا في فهم ما حدث مع آساف. يقول الرب لشعبه: «أقوالكم اشتدت عليَّ، قال الرب. وقلتم: ماذا قلنا عليك؟ قلتُم: عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائره، وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود؟» ( ملا 3: 13 ، 14). لقد غابت التقوى الحقيقية من هؤلاء القوم الراجعين من السبي، وحلَّت محلها مجرد صور التقوى المتنوعة. ولأن قلبهم كان ذاهبًا وراء كسبهم، فإنهم لم يجدوا أية منفعة مادية من عبادة الرب. لقد كانوا يحبون الرب، لا لذاته، بل لعطاياه. تمامًا كما قال الأشرار قبلهم للرب: «أبعُد عنا، وبمعرفة طُرقك لا نُسَر. مَن هو القدير حتى نعبده؟ وماذا ننتفع إن التمسناه؟» ( أي 21: 14 ، 15). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59114 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 ) هذا أمر مُحزن عندما يصدر من الأمم الناسين الله، وأشد مرارة عندما يصدر من جماعة الراجعين من السبي، ولكن يا لفظاعة الأمر عندما يفكر آساف النبي والمرنم بهذا المنطق عينه! ونحن نفهم من سفر أيوب، أن هذا المنطق شيطاني، حيث قال الشيطان لله: «هل مجانًا يتقي أيوب الله؟ أَ ليس أنك سيَّجت حوله وحول بيته وحول كل ما له .. ولكن ابسط يدك الآن ومُس كل ما له فإنه في وجهك يجدف عليك» ( أي 1: 9 - 11). وهذا المنطق الشيطاني الذي تكلم به الشيطان أمام الحضرة الإلهية، هو الذي يهمس به في أذن وعقل التقي المتألم: ما فائدة تقواك واتكالك على الله؟ ويبدو أن همسات الشيطان أصابت آساف في الصميم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59115 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() غِرت من المتكبرين، إذ رأيتُ سلامة الأشرار ( مز 73: 3 ) هذا هو قلب المشكلة مع آساف، بل قُل إنها مشكلة القلب. فلقد قال الحكيم: «لا يحسدن قلبك الخاطئين، بل كُن في مخافة الرب اليوم كله» ( أم 23: 17 )، لكن قلب آساف هنا حسدهم، وكادت تقع المصيبة الكبرى. وهذا كله يجعلنا نعطي اهتمامًا أحرى لقول الوحي المقدس: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59116 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإنتصار يبدأ من القلب ![]() أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ ( دا 1: 8 ) كان دانيال والفتية الثلاثة من السُلالة الملَكية في يهوذا. كانوا «فتيانًا لا عَيبَ فيهم، حِسان المنظر، حاذقين في كل حكمة، وعارفين معرفة، وذوي فهم بالعلم» ( دا 1: 3 ، 4). كان لهم مستقبل مُشرق في يهوذا، ولكنهم الآن أكثر إشراقًا وازدهارًا في الإمبراطورية البابلية، ولقد اندمجوا تمامًا في هذه الثقافة الجديدة، وحتى أسماؤهم تغيَّرت ( دا 1: 7 ). أما الذي حفظ هؤلاء الشباب الصغار من ضياع هويتهم كشعب الله هو أنهم قبل أن يصلوا إلى بابل وضعوا في قلوبهم أن لا يتنجسوا بالأطعمة ولا بالخمر الملكي ( دا 1: 8 ). ويظن البعض من المسيحيين أنهم يسقطون في الخطية فجأة، ولكن معظم الخطايا تبدأ بالفكر، مثل حواء في الجنة، وعاخان في الخيمة ( تك 3: 6 رو 12: 2 -21). نحن ننظر، ثم نشتهي، ثم نعمل. كذلك فإن الأشياء الصالحة تبدأ في الذهن؛ نحن نتأمل الحق، ثم نقبله، ثم نتصرف بموجبه. قد نجد شخصًا في عَوَز، فنتفكر في الأمر، ونشعر به، ثم نتصرف. فإن كان علينا أن نتكلَّم ونعمل بطريقة صحيحة، فيجب أن نفكر بشكل صحيح. ويجب أن يكون قلبنا في الاتجاه الصحيح. وهذا ما جعل الرسول بولس يلّح على المؤمنين: «ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيَّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم» (رو12: 2). فالحياة تتشكل بمجموعة اختبارات صغيرة تُبنى على إيمان ومبادئ راسخة. هذه المبادئ يلزم أن نَعيها جيدًا في حضرة الله، وبدونها نفقد هويتنا كشعب الله. إن اتخاذ قرارات صارمة بمثابة توجيه لحياتنا، ولا تخص فقط الشباب الصغير. وكلما تقدَّمنا في العمر، كلما ازدادت الضغوط الدينية والدنيوية المحيطة بنا لكي نتشكَّل بها. ونحن قد نُجرَّب بالتفكير أننا نعرف كل هذه الأمور من قبل ويمكننا أن نتصرف فيها بشكل صحيح، ولكن كل موقف جديد يمدّنا بفرصة أن نطلب الرب بكل تواضع، ونظل نتعلَّم. لقد جاء الملاك لدانيال في سنواته الأخيرة وقال له: «لا تَخف يا دانيال، لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك، سُمع كلامك، وأنا أتيت لأجل كلامك» ( دا 10: 12 ). فلقد اتخذ دانِيال مركز المتذلل جاعلاً قلبه للفهم. عزيزي: هل أنت أمام الرب في الوضع الصحيح؟ إن المعارك نكسبها ونخسرها في أذهاننا وقلوبنا «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59117 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ ( دا 1: 8 ) كان دانيال والفتية الثلاثة من السُلالة الملَكية في يهوذا. كانوا «فتيانًا لا عَيبَ فيهم، حِسان المنظر، حاذقين في كل حكمة، وعارفين معرفة، وذوي فهم بالعلم» ( دا 1: 3 ، 4). كان لهم مستقبل مُشرق في يهوذا، ولكنهم الآن أكثر إشراقًا وازدهارًا في الإمبراطورية البابلية، ولقد اندمجوا تمامًا في هذه الثقافة الجديدة، وحتى أسماؤهم تغيَّرت ( دا 1: 7 ). أما الذي حفظ هؤلاء الشباب الصغار من ضياع هويتهم كشعب الله هو أنهم قبل أن يصلوا إلى بابل وضعوا في قلوبهم أن لا يتنجسوا بالأطعمة ولا بالخمر الملكي ( دا 1: 8 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59118 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ ( دا 1: 8 ) ويظن البعض من المسيحيين أنهم يسقطون في الخطية فجأة، ولكن معظم الخطايا تبدأ بالفكر، مثل حواء في الجنة، وعاخان في الخيمة ( تك 3: 6 رو 12: 2 -21). نحن ننظر، ثم نشتهي، ثم نعمل. كذلك فإن الأشياء الصالحة تبدأ في الذهن؛ نحن نتأمل الحق، ثم نقبله، ثم نتصرف بموجبه. قد نجد شخصًا في عَوَز، فنتفكر في الأمر، ونشعر به، ثم نتصرف. فإن كان علينا أن نتكلَّم ونعمل بطريقة صحيحة، فيجب أن نفكر بشكل صحيح. ويجب أن يكون قلبنا في الاتجاه الصحيح. وهذا ما جعل الرسول بولس يلّح على المؤمنين: «ولا تشاكلوا هذا الدهر، بل تغيَّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم» (رو12: 2). فالحياة تتشكل بمجموعة اختبارات صغيرة تُبنى على إيمان ومبادئ راسخة. هذه المبادئ يلزم أن نَعيها جيدًا في حضرة الله، وبدونها نفقد هويتنا كشعب الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59119 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ ( دا 1: 8 ) إن اتخاذ قرارات صارمة بمثابة توجيه لحياتنا، ولا تخص فقط الشباب الصغير. وكلما تقدَّمنا في العمر، كلما ازدادت الضغوط الدينية والدنيوية المحيطة بنا لكي نتشكَّل بها. ونحن قد نُجرَّب بالتفكير أننا نعرف كل هذه الأمور من قبل ويمكننا أن نتصرف فيها بشكل صحيح، ولكن كل موقف جديد يمدّنا بفرصة أن نطلب الرب بكل تواضع، ونظل نتعلَّم. لقد جاء الملاك لدانيال في سنواته الأخيرة وقال له: «لا تَخف يا دانيال، لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك، سُمع كلامك، وأنا أتيت لأجل كلامك» ( دا 10: 12 ). فلقد اتخذ دانِيال مركز المتذلل جاعلاً قلبه للفهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 59120 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عيناه كالحمام ![]() عيناه كالحمام ... جالستان في وقبيهما ( نش 5: 12 ) وصفت العروس عيني الحبيب بأنهما «جالستان في وقبيهما» (أي مستقرتان في مكانهما»، وتعني أن نظرته لخاصته ثابتة وليس فيها تغيير، فخاصته هم عطية الآب له، ولا يمكن أن يتغير قلبه من نحوهم أو تتحول نظرات محبته عنهم. إنهم في يده، ولا يستطيع أحد أن يخطفهم منه، وأخيرًا سيكونون معه في المجد حيث هو. وإذا تأملنا مليًا في علاقة الرب بخاصته كما هي مُبيَّنة في إنجيل يوحنا13 إلى 17 نفهم جيدًا مغزى قول العروس عن عيني حبيبها إنهما «جالستان في وقبيهما». ولقد كانت عينا الإنسان الكامل الرب يسوع المسيح، طوال أيام حياته على الأرض، جالستين ومستقرتين في وقبيهما، فلم تؤثر عليهما مباهج هذا العالم ومغرياته، كما لم تزعجها الآلام التي كانت أمامه. فقد أخذه إبليس فوق جبلٍ عالٍ جدًا وآراه جميع ممالك العالم ومجدها، وقال له: أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي، فانتهره الرب، وقال له: «اذهب يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد». حقًا ما أبعد الفرق بين الرب يسوع الإنسان الثاني وبين الإنسان الأول! فإن حواء إذ رأت (بعينيها) أن الشجرة جيدةٌ للأكل، وأنها بهجةٌ للعيون، وأن الشجرة شهيةٌ للنظر، أخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل. كما أن سليمان، أحكم إنسان في يومه، لم تكن له العينان المستقرتان، فقد قال بحق عن نفسه: «مهما اشتهته عيناي لم أُمسِكهُ عنهما» ( جا 2: 10 ). وكما أن الرب ـ له المجد ـ لم تبهر عينيه مباهج وأمجاد هذا العالم، فإن أحزان جثسيماني وآلام الجلجثة لم تجعله يرتد إلى الوراء «السيد الرب فتح لي أُذنًا وأنا لم أُعاند. إلى الوراء لم أرتد. بذلت ظهري للضاربين، وخدَّيَّ للناتفين. وجهي لم أستُر عن العار والبصق ... لذلك جعلت وجهي كالصوَّان وعرفت أني لا أَخزى» ( إش 50: 5 - 7). فقد كانت عيناه جالستين ومستقرتين في وقبيهما فلم ترهبه الآلام التي كانت أمامه «وحين تمت الأيام لارتفاعه (فوق الصليب) ثبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم» ( لو 9: 51 ). ما أعظمه مثالاً لنا نحن الذين قبلناه مخلصًا وربًا ومثالاً كاملاً لنا «لتنظر عيناك إلى قدامك، وأجفانك إلى أمامك مستقيمًا» ( أم 4: 25 )، وليحفظنا الرب من «شهوة العيون». . |
||||