06 - 09 - 2014, 02:21 PM | رقم المشاركة : ( 5851 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد القيامة المجيد من كتابات الآباء الأولين أغلق القديس مرقس الستار عن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وهما تنظران من بعيد أين وُضع جسد الرب، وانفتح ستار القيامة لنراهما مع سالومي يحملن حنوطًا منطلقات نحو القبر ليدهن جسده، فإن من يلتقي مع الرب في صلبه ويرافقه طريق الألم حتى الدفن يحق له التمتع ببهجة قيامته. "وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسلومه حنوطًا ليأتين ويدهنه. وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكن يقلن فيما بينهن: من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟ فتطلعن ورأين أن الحجر قد دُحرج، لأنه كان عظيمًا جدًا" [1-4]. يرى القديس أمبروسيوس أن السيد المسيح قام بعد انتهاء يوم السبت مع نسمات بداية الأحد. كأن النسوة وقد حملن الطيب وانطلقن نحو القبر يمثلن كنيسة العهد الجديد التي انطلقت من ظلمة حرف السبت إلى نور حرية الأحد، تتمتع بعريسها شمس البرّ مشرقًا على النفوس المؤمنة، محطمًا الظلمة. يقول القديس جيروم: [بعد عبور حزن السبت أشرق الآن يوم السعادة الذي صارت له الأولوية على كل الأيام، عليه أشرق النور الأول، وقام الرب غالبًا الموت.] إن كان "السبت" يشير إلى الراحة تحت ظل الناموس، يقدم رمزًا للراحة الحقيقية في المسيح يسوع القائم من الأموات، فقد انتظر الرب نهاية السبت ليقوم في بداية اليوم الجديد، معلنًا نهاية الرمز وانطلاق المرموز إليه. لذلك كتب القديس البابا أثناسيوس الرسولي عن عيد الفصح: [عيد الفصح هو عيدنا... ولم يعد بعد لليهود، لأنه قد انتهى بالنسبة لهم، والأمور العتيقة تلاشت. والآن جاء شهر الأمور الجديدة الذي فيه يلزم كل إنسان أن يحفظ العيد مطيعًا ذاك الذي قال: "احفظ شهر أبيب (الأمور الجديدة) واعمل فصحًا للرب إلهك" (تث 16: 1) انطلقت النسوة نحو القبر ولم يكن يفكرن في الجند الحراس للقبر ولا في الختم، لأنهن تركن القبر قبل أن يذهب اليهود إلى بيلاطس يطلبون حراسة القبر وختمه، إنما كن يفكرن في الحجر: "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟" لقد نسى الكل أمام أحداث الصليب المرعبة أمر قيامته، لذلك كانت النسوة يفكرن في الحجر الذي يغلق باب القبر، ولم يفكرن في ذلك القادر أن يقوم والباب مغلق! يعلق الأب سفريانوسأسقف جبالة والمعاصر للقديس يوحنا الذهبي الفم، على هذا الحجر فيقول: [ما هو هذا الحجر إلا حرفية الناموس الذي كُتب على حجارة، هذه الحرفية يجب دحرجتها بنعمة الله عن القلب حتى نستطيع أن ننظر الأسرار الإلهية، ونتقبل روح الإنجيل المحيي؟ ق لبك مختوم وعيناك مغلقتان، لهذا لا ترى أمامك بهاء القبر المفتوح والمتسع!] يقول الأنبا بولس البوشي: [قام الرب والحجر مختوم على باب القبر، وكما وُلد من البتول وهي عذراء كنبوة حزقيال (حز 44: 1-3). وأما دحرجة الملاك للحجر عن باب القبر، فلكي تعلن القيامة جيدًا، لئلا إذا بقي الحجر مختومًا، يُظن أن جسده في القبر.] "ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين، لابسًا حلة بيضاء فاندهشن. فقال لهن: لا تندهشن، أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب، قد قام. ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم" [5-7]. قدم لنا الإنجيليون أكثر من زيارة للنسوة إلى القبر، وصوّر لنا كل منهم أكثر من منظر حتى يُكَمل بعضهم البعض أحداث القيامة. هنا يحدثنا الإنجيلي مرقس عن دخول النسوة إلى القبر ليشاهدن ملاكًا على شكل شابٍ يجلس عن اليمين يلبس حلة بيضاء. هذا الدخول كما يقول القديس أغسطينوس لا يعني دخولهم الفعلي داخل القبر، وإنما اقترابهن منه جدًا حتى صرن كمن في داخل القبر ينظرن كل ما فيه. وقد رأين ملاكًا في الداخل، مع أنهن رأيناه في وقت آخر خارجه، وكما يقول القديس أغسطينوس أيضًا أن الملائكة كن في داخل القبر وخارجه أيضًا. لقد تحول القبر كما إلى سماء تشتهي الملائكة أن تقطن فيه بعد أن كانت القبور في نظر الناموس تمثل نجاسة، لا يسكنها سوى الموتى والمصابون بالبرص أو بهم الأرواح شريرة. ومن يلمس قبرًا يصير دنسًا، ويحتاج إلى تطهير. وكأن دخول السيد المسيح إلى القبر نزع عنه دنسه وحوّله إلى موضع بركة، يشتهي المؤمنون في العالم كله أن يلتقوا فيه، ويتمتعوا ببركة الحيّ الذي قام فيه. ظهر الملاك على شكل شاب، وليس على شكل طفل أو شيخ، فإنه إذ يكرز بالقيامة يقدم لنا في شخصه سمة الحياة المُقامة في الرب، الحياة التي لا تعرف عدم نضوج الطفولة ولا عجز الشيخوخة. إنما هي دائمة القوة، لا تضعف ولا تشيخ. أ ما جلوسه عن اليمين يرتدي حلة بيضاء، فيشير إلى حياتنا المقامة في الرب التي ترفعنا لتوجد عن يمين الله، ونلبس حلة الطهارة والفرح. يقول البابا غريغوريوس (الكبير): [ظهر لابسًا ثيابًا بيضاء ليعلن أفراح عيدنا.] كما يقول القديس جيروم: [الآن صار العدو هاربًا وأُعيد الملكوت. الثوب الأبيض المشرق خاص بالفرح الحقيقي حيث كان ملك السلام يُطلب فيوجد ولا يُنزع عنا. هذا الشاب إذن أعلن طبيعة القيامة لمن يخافون الموت.] أما رسالة هذا الملاك الكرازية فقد حوت الآتي: أولاً: أعلن رسالة القيامة لطالبات المصلوب: "أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب"، وكأنه لا يستطيع أحد أن يتقبل رسالة القيامة في حياته الداخلية أو يلتقي بالسيد المسيح القائم من الأموات ما لم يطلبه في أعماقه الداخلية. ثانيًا: مع أن السيد المسيح كان قد قام لكن الملاك يلقبه : "الناصري المصلوب"، فكلمة "الناصري" تشير إلى تجسده حيث نشأ في الناصرة، وصار ناصريًا، وكأن قيامته أكدت تجسده، وحققت الرسالة التي لأجلها جاء. أما دعوته "المصلوب"، فإن القيامة لم تنزع عن السيد المسيح سمته كمصلوب، إنما أعلنت قبول ذبيحة الصليب. في القديم أرسل الله نارًا يلتهم الذبيحة التي قدمها إيليا مؤكدًا قبوله إياها، أما في العهد الجديد فجاءت القيامة تعلن مجد ذبيحة الصليب، لا بالتهام الذبيحة بل بإعلان قوة الحياة التي فيها، إذ هي ذبيحة المسيح الحيّ القادر أن يقيم من الأموات. القيامة جعلت ذبيحة الصليب حاضرة على الدوام تهب قوة قيامة لمن ينعم بالشركة فيها. ثالثًا: إذ التقين بالقبر حيث المسيح القائم من الأموات تمتعن بقوة الشهادة للسيد المسيح أمام الآخرين: "اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم". لقد جاءت النسوة يملأ الحزن قلبهن، لكن قيامة السيد حولته إلى فرح، وأعطتهن إمكانية الكرازة بالقيامة لينطلق الكل نحو الجليل يلتقي بالقائم من الأموات حسب وعوده. رابعًا: جاءت الدعوة أن يلتقي الكل به في "الجليل"، التي تعني "العبور". فإن كان السيد قام من بين الأموات إنما ليعبر بنا من الموت إلى الحياة، ومن الألم إلى مجد القيامة، ومن إنساننا القديم إلى الحياة الجديدة التي صارت لنا فيه. ويرىالقديس أغسطينوس أن الجليل وهي تعني "العبور"، تعني عبور التلاميذ إلى الأمم للكرازة بينهم بعد أن فتح لهم الطريق، بقوله : "ها أنا أسبقكم إلى الجليل". *********************************** ** ** ******** ******** ** ** ** ** |
||||
06 - 09 - 2014, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 5852 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القبر الفارغ للأب متى المسكين إن كان الصليب هو علامة الغلبة التي غلب بها الرب الخطية والجسد والعالم، فأصبح رمز النصرة في الجهاد ضد هذه الأعداء الثلاثة؛ فالقبر الفارغ الذي تركه لنا الرب مفتوحاً هو علامة الغلبة على الموت، وشهادة ما بعدها شهادة للقيامة من بين الأموات العتيدة أن تكون! وإن كان يوجد في العالم الآن صلبان كثيرة، اصطبغ عليها شهداء كثيرون بذات صبغة الرب! إلا أنه ليس في الأرض كلها إلى الآن إلا قبر واحد فارغ! يحجُّ إليه المؤمنون الذين برَّحت بهم مشاعر الحب والأمانة والوفاء، بشبه مريم المجدلية، ومعهم هدايا وعطور ومشاعر هي أثمن من الذهب الفاني، يسكبونها هناك على جدرانه، وفي انحناء وخشوع وورع، يُقبِّلون الأرض والصخور، يذرفون دموع الرجاء، رجاء اللُّقيا، بشبه الخاطئة. أي تغيير أصاب الإنسان بقيامة الرب! أي تجديد أصاب الطبيعة طُرّاً! أي انقلاب أصاب المعاني والمفهومات والاصطلاحات! - هوذا الإنسان يولد من جديد، فالقيامة وهبت الإنسان حياة من بعد موت! - والقبر مستودع الظلام والموت، صار مصدر النور والحياة. - والذهاب إلى القبور للنحيب والبكاء، انقلب وأصبح حِجّاً وعزاءً وتقديساً! وذهبي الفم في عظته عن الفصح يتأمَّل في القبر الفارغ فيراه حقيقة تنطق بالغفران! [وقد أشرق من القبر حقيقة الغفران]. وهذا حق، لأنه إن كان بالصليب قد تمَّ الغفران؛ فبالقبر الفارغ استُعلن وصار برهاناً. إن حقيقة الصليب تظل مخفية عن الأفهام، كما سبق وقلنا، إلى أن يُشرق على القلب نور القيامة؛ وخطايا الإنسان تظل ثقلاً ضاغطاً على الضمير، إلى أن يُرفَع الحجر عن الذهن فتتبدَّد الآثام والذنوب والمعاصي؛ حينما تواجه الأكفان موضوعة، والرب قائم كاسراً شوكة الموت المسمومة، وشوكة الموت هي الخطية بأصولها وفروعها. + + + مَنْ ذا يستطيع أن يغلب في معركة الدنيا ويواجه صليب حنَّان أو صليب هامان، إن لم تكن حقيقة القيامة قد اتحدت بفكره وضميره، بل انفعلت في نفسه وجسده، وأعدَّته لمواجهة الموت لحساب الخلود؟ وإن كان يتحتَّم على مَنْ يريد أن يقوم مع الرب أن يموت معه، فلن يستطيع أحد أن يموت معه إن لم يكن سر القيامة قد سَرَى في كيانه كما يسري النور في الظلمة. الموت رعبٌ هو، وكل الطرق المؤدية إليه مخيفة، إلى أن تُشرق القيامة، فتُبدِّد سلطانه وتُخضعه للإنسان حتى يطأه بأقدام الإيمان كما وطئت أقدام الشعب قديماً نهر الأردن وهو في عزِّ كبريائه! فإن كان هذا الجيل فيه لمسة الجُبن والرعدة، فلأنه لم ينعجن بعد بعجين الفصح فلم تَسْرِ فيه روح القيامة! انظر إلى الرسل كيف تقبَّلوا أولاً أخبار الصليب والموت، بدون قيامة. فملأت الرعدة أوصالهم، وانتابهم جزع وخوف أليم، فكادوا يندمون، أو هم ندموا، على زمن تقضَّى مع هذا المصلوب المائت، إذ شعروا أنه سيورِّثهم الخزي والعار والمهزأة أمام سلطات الدين والدنيا بل وبين الأهل والعشيرة! حتى كادوا يتبدَّدون! ثم انظر ما حدث لما انطلقت بشارة القيامة، كيف تجمَّعوا بل كيف تغيَّروا وتجدَّدوا، بل كيف كرزوا وبشَّروا؟! فصار لهم العار والمهزأة فخراً، وصار العذاب والألم فرحاً، والصليب والموت إكليلاً!! لقد تيقنوا أنه حتى ولو أُحكِمَ على الجسد في القبور بالأحجار والأختام، فسوف تنفتح من تلقاء ذاتها يوماً، فتقوم هذه الأجساد عينها بشبه الرب. + + + فالقيامة، يا إخوة، هي قوَّة الشهادة، هي رؤيا الخلود! هي حالة تجلٍّ، نرى فيها الألم عَذْباً، والصليب حبّاً، والقبر فارغاً! هي إحساس سرِّي إن بلغناه بلغنا الذروة، فهو نهاية الإيمان لأنه هو الاتحاد بالله. + + + صلاة يا كاسر شوكة الموت، يا غالب الجحيم، بقيامتك: نقضتَ أوجاع الجسد، وألغيتَ سطوة الألم؛ أقمتَ الاتضاع، أحييتَ المحبة، مجَّدتَ الصليب؛ أدخلتَ الحياة الجديدة إلى عالمنا الميت؛ بدَّدتَ يأس الإنسان؛ وعِوَض العجز والذلَّة، نفختَ فيه صورة سلطانك؛ كشفتَ سرَّ الإنجيل، وأضأتَ الطريق، وفتحتَ ذهننا لإدراك سرِّ الخلود؛ أسَّستَ رجاءنا بغير المنظور، وبكل وعد الله، وبكل ما هو آتٍ؛ قوَّيتَ إيماننا بنصرة الروح على الجسد، وغلبة الحق على الباطل، وحقيقة الدهر الآتي. رفعتَ المحبة، لنتخطَّى الألم، ونتجاوز الموت، ونتشجَّع في بذلها إلى أقصى حد. أدخلتَ في قلبنا سرَّ الفرح الحقيقي الذي لا يمكن لأحد أن ينـزعه منا. - أنا اليوم أتنسَّم من قبرك رائحة حياتي. - وآخذ من حنوطك مسحة لقيامة الجسد. - الآن تحوَّلت حقيقة القبر عندي من مقرٍّ إلى عبور. - وعِوَض قسمات الحزن ولطخات الدم، ينطبع بهاء نور وجهك في قلبي. - الآن جروح يديك ورجليك، تجعلني أسمو بجروحي. - وجنبك المفتوح، شهادة حياة، تُبدِّد عني كل أهوال الموت. - قيامتك، يا سيدي، أكَّدت لي وعد مجيئك، فلا تُبطئ، وتعالَ سريعاً. |
||||
06 - 09 - 2014, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 5853 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القبر الفارغ للأب متى المسكين إن كان الصليب هو علامة الغلبة التي غلب بها الرب الخطية والجسد والعالم، فأصبح رمز النصرة في الجهاد ضد هذه الأعداء الثلاثة؛ فالقبر الفارغ الذي تركه لنا الرب مفتوحاً هو علامة الغلبة على الموت، وشهادة ما بعدها شهادة للقيامة من بين الأموات العتيدة أن تكون! وإن كان يوجد في العالم الآن صلبان كثيرة، اصطبغ عليها شهداء كثيرون بذات صبغة الرب! إلا أنه ليس في الأرض كلها إلى الآن إلا قبر واحد فارغ! يحجُّ إليه المؤمنون الذين برَّحت بهم مشاعر الحب والأمانة والوفاء، بشبه مريم المجدلية، ومعهم هدايا وعطور ومشاعر هي أثمن من الذهب الفاني، يسكبونها هناك على جدرانه، وفي انحناء وخشوع وورع، يُقبِّلون الأرض والصخور، يذرفون دموع الرجاء، رجاء اللُّقيا، بشبه الخاطئة. أي تغيير أصاب الإنسان بقيامة الرب! أي تجديد أصاب الطبيعة طُرّاً! أي انقلاب أصاب المعاني والمفهومات والاصطلاحات! - هوذا الإنسان يولد من جديد، فالقيامة وهبت الإنسان حياة من بعد موت! - والقبر مستودع الظلام والموت، صار مصدر النور والحياة. - والذهاب إلى القبور للنحيب والبكاء، انقلب وأصبح حِجّاً وعزاءً وتقديساً! وذهبي الفم في عظته عن الفصح يتأمَّل في القبر الفارغ فيراه حقيقة تنطق بالغفران! [وقد أشرق من القبر حقيقة الغفران]. وهذا حق، لأنه إن كان بالصليب قد تمَّ الغفران؛ فبالقبر الفارغ استُعلن وصار برهاناً. إن حقيقة الصليب تظل مخفية عن الأفهام، كما سبق وقلنا، إلى أن يُشرق على القلب نور القيامة؛ وخطايا الإنسان تظل ثقلاً ضاغطاً على الضمير، إلى أن يُرفَع الحجر عن الذهن فتتبدَّد الآثام والذنوب والمعاصي؛ حينما تواجه الأكفان موضوعة، والرب قائم كاسراً شوكة الموت المسمومة، وشوكة الموت هي الخطية بأصولها وفروعها. + + + مَنْ ذا يستطيع أن يغلب في معركة الدنيا ويواجه صليب حنَّان أو صليب هامان، إن لم تكن حقيقة القيامة قد اتحدت بفكره وضميره، بل انفعلت في نفسه وجسده، وأعدَّته لمواجهة الموت لحساب الخلود؟ وإن كان يتحتَّم على مَنْ يريد أن يقوم مع الرب أن يموت معه، فلن يستطيع أحد أن يموت معه إن لم يكن سر القيامة قد سَرَى في كيانه كما يسري النور في الظلمة. الموت رعبٌ هو، وكل الطرق المؤدية إليه مخيفة، إلى أن تُشرق القيامة، فتُبدِّد سلطانه وتُخضعه للإنسان حتى يطأه بأقدام الإيمان كما وطئت أقدام الشعب قديماً نهر الأردن وهو في عزِّ كبريائه! فإن كان هذا الجيل فيه لمسة الجُبن والرعدة، فلأنه لم ينعجن بعد بعجين الفصح فلم تَسْرِ فيه روح القيامة! انظر إلى الرسل كيف تقبَّلوا أولاً أخبار الصليب والموت، بدون قيامة. فملأت الرعدة أوصالهم، وانتابهم جزع وخوف أليم، فكادوا يندمون، أو هم ندموا، على زمن تقضَّى مع هذا المصلوب المائت، إذ شعروا أنه سيورِّثهم الخزي والعار والمهزأة أمام سلطات الدين والدنيا بل وبين الأهل والعشيرة! حتى كادوا يتبدَّدون! ثم انظر ما حدث لما انطلقت بشارة القيامة، كيف تجمَّعوا بل كيف تغيَّروا وتجدَّدوا، بل كيف كرزوا وبشَّروا؟! فصار لهم العار والمهزأة فخراً، وصار العذاب والألم فرحاً، والصليب والموت إكليلاً!! لقد تيقنوا أنه حتى ولو أُحكِمَ على الجسد في القبور بالأحجار والأختام، فسوف تنفتح من تلقاء ذاتها يوماً، فتقوم هذه الأجساد عينها بشبه الرب. + + + فالقيامة، يا إخوة، هي قوَّة الشهادة، هي رؤيا الخلود! هي حالة تجلٍّ، نرى فيها الألم عَذْباً، والصليب حبّاً، والقبر فارغاً! هي إحساس سرِّي إن بلغناه بلغنا الذروة، فهو نهاية الإيمان لأنه هو الاتحاد بالله. + + + صلاة يا كاسر شوكة الموت، يا غالب الجحيم، بقيامتك: نقضتَ أوجاع الجسد، وألغيتَ سطوة الألم؛ أقمتَ الاتضاع، أحييتَ المحبة، مجَّدتَ الصليب؛ أدخلتَ الحياة الجديدة إلى عالمنا الميت؛ بدَّدتَ يأس الإنسان؛ وعِوَض العجز والذلَّة، نفختَ فيه صورة سلطانك؛ كشفتَ سرَّ الإنجيل، وأضأتَ الطريق، وفتحتَ ذهننا لإدراك سرِّ الخلود؛ أسَّستَ رجاءنا بغير المنظور، وبكل وعد الله، وبكل ما هو آتٍ؛ قوَّيتَ إيماننا بنصرة الروح على الجسد، وغلبة الحق على الباطل، وحقيقة الدهر الآتي. رفعتَ المحبة، لنتخطَّى الألم، ونتجاوز الموت، ونتشجَّع في بذلها إلى أقصى حد. أدخلتَ في قلبنا سرَّ الفرح الحقيقي الذي لا يمكن لأحد أن ينـزعه منا. - أنا اليوم أتنسَّم من قبرك رائحة حياتي. - وآخذ من حنوطك مسحة لقيامة الجسد. - الآن تحوَّلت حقيقة القبر عندي من مقرٍّ إلى عبور. - وعِوَض قسمات الحزن ولطخات الدم، ينطبع بهاء نور وجهك في قلبي. - الآن جروح يديك ورجليك، تجعلني أسمو بجروحي. - وجنبك المفتوح، شهادة حياة، تُبدِّد عني كل أهوال الموت. - قيامتك، يا سيدي، أكَّدت لي وعد مجيئك، فلا تُبطئ، وتعالَ سريعاً. |
||||
06 - 09 - 2014, 02:32 PM | رقم المشاركة : ( 5854 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد القيامة المجيد للأب متى المسكينالقيــامـــــة هذا هو هتاف الكنيسة الأولى الذي ألهب الروح فيها، مُنبئاً بافتتاح عصر الملكوت. في يوم الجمعة العظيمة استودعنا آدم في المسيح بلحن ?غولغوثا?، ميِّتاً على الصليب. وفي السبت الكبير دفنَّاه بأطياب وحنوط للجسد، وبموته انتهى عصر البشرية العتيقة. واليوم ينبثق نور الحياة الجديدة من ظلمة قبر الإنسان الأول، ويقوم المسيح، الإنسان الثاني، مِن بين الأموات باكورة الخليقة الجديدة ورأسها، مُعلِناً بداية عصر الدهر الآتي وظهور ملكوت الله داخل القلوب. يوم الجمعة العظيمة كان أعظم أحداث الخليقة قاطبة. كان يوم تصفية ليس لكل خطاياها وأوجاعها التي حملها المسيح في جسده على الصليب فحسب، بل كان تصفية جذرية ونهائية لعنصر الظلمة ورئيسها وجوهر الخطيئة ذاتها وينبوعها. لقد دان الله الخطيئة والعالم في الجسد، فمات المسيح على الصليب حاملاً في جسده لعنة آدم وكل بنيه، وشوكة الموت مغروسة في جبينه. وبموت البار من أجل كل الأَثـَمَة بل من أجل البشرية الأثيمة كلها، تمَّ حُكْم الناموس في كل ذي جسد!! فإن القيامة التي أكملها الرب في اليوم الثالث وفي الجسد الميت ذاته، بذات جروحه المميتة العميقة الغائرة وجنبه المفتوح، هي بالنسبة للمسيح قيامة من بين الأموات أما بالنسبة لجسد آدميتنا الذي مات به فهي خليقة جديدة: عندما انتهى العالم إلى قرار صلب المسيح، قال الرب لصالبيه: فإن كانت القيامة بالنسبة للمسيح هي أولاً وبالضرورة قيامة: إن القيامة التي قامها المسيح بكل مجدها وهباتها لم تأتِ من فراغ بل بدأت من قبر ومن ظلمة، من موت حقيقي، من تسليم كلِّي للذات في يدي الآب، من طاعة شُجاعة مُذعنة مُريدة سارت بأقدام الحب حتى الموت، موت الصليب!! يستحيل أن نذوق القيامة ونحن لم نُكمِل واجبات الموت وطقوس الدفن الإرادي، لأن الذي يريد أن يقوم مع المسيح يتحتَّم عليه أن يعتمد لموته ويُدفن معه بإرادته حيًّا. يستحيل أن ينقلنا الآب إلى نور ملكوت ابن محبته، ونحن فينا شيء من الظلمة. لا يمكن، بل ويستحيل أن تعْبُر فالإنسان الجسدي والإنسان الروحاني كلاهما يعيش في هذا العالم، وكلاهما يفرح ويحزن ويطمئن ويندم ويجوع ويعطش وينام ويؤدِّي كل مهام هذه الدنيا. ولكن الأول يعيش ويعمل كل شيء للجسد ومن أجل الجسد وخوفاً على الجسد وحباً للجسد، ويموت مع الدنيا؛ والثاني يعيش ويعمل بالروح لمجد الله فقط. لذلك فهو يعيش فوق الدنيا ولا يذوق الموت أبداً. لا يمكن بل ويستحيل أن يَعْبُر الإنسان إلى دائرة القيامة والحياة الأبدية وهو بعد يعيش بالجسد أو من أجل الجسد أو خوفاً على الجسد أو حباً في الجسد. هوذا الله قد خلق، بقيامة المسيح من بين الأموات، كل شيء جديداً، لأن الأمور العتيقة مضت كلها، لقد تصفَّت نهائياً على الصليب، مع كل ما لا ينسجم مع ملكوت الله. لقد جمع الله في ابنه كل معاثر بني آدم مع تفاهات البشر وكل ما كان يعوِّقهم عن الله وما كان يعوِّق الله عنهم، وصلبها في جسده؛ حيث ماتت الآدمية عن كل ماضيها في الخطيئة والتعدِّي، ثم أكملت كل مستلزمات موتها في القبر والهاوية. ثم أقامها المسيح معه في اليوم الثالث خليقة أخرى جديدة فيه ومنه، ليس فيها ما يعوِّقها عن المسير في جدَّة الحياة وبمقتضى ناموس الروح في ملكوت الله. وكأنما قوة الصليب بمفهومه كموت حقيقي قد صارت لنا باب الخلاص من كل ما يعوِّق الخلاص، حيث بقوة موت المسيح يموت الجسد وتموت فيه كل الأهواء مع الشهوات، ويموت العالم من داخل النفس ويخلص الإنسان من طوفان هلاك محيط. بالصليب انتهى دهر الصليب صار كسيفِ لهيب النار المتقلِّب لحراسة الطريق المؤدِّي إلى ملكوت الله حتى لا يدخله أحد ولا شيء ما من الخليقة العتيقة!! والقيامة هي الباب الجديد الذي افتتح به الرب أزمنة الخلاص وبهجة الملكوت وأنار طريق الخلود. أما أزمنة الخلاص وبهجة الملكوت والحياة مع المسيح، فلا تبتدئ من القيامة بل من خلف آلام الصليب حيث في سرِّ الألم والموت يعتمد الإنسان للمسيح لميلاد حياة جديدة وقيامة ليس فيها للألم أو الموت سلطان بعد على حياة الإنسان، إلاَّ ما هو لتعميق الخلاص وكشف الرؤيا وتسهيل العبور. أما الصليب بالنسبة للسائرين في بداية الطريق نحو الملكوت السعيد فيبدو ثقلاً لابد منه، يسألون بلهفة وحزن النفس لو أمكن أن يَعْبُر أو يعبروا من دونه وكأنهم يريدون أن يلبسوا مسكنهم السمائي على العتيق المُرقـَّع. أما بالنسبة للذين استحثوا المسير وقاربوا النور، فيبدو الصليب أمامهم ضرورة حتمية، من أجلها بدأوا وعلى أساسها ساروا. أما بالنسبة للذين هلَّت عليهم نسمات القيامة من بعيد، واستمعوا لنشيد الخلاص الصادق من وراء أسوار الجسد، واستيقظت أرواحهم واستعدَّت للحدث العظيم الآتي؛ فيبدو الصليب أمامهم وكأنه هبة الله العظمى ورحمة السلام الحقيقي وباب الخلاص، الذي جعل العبور من الموت إلى الحياة ومن الظلمة إلى النور ومن سلطان الشيطان إلى ملكوت الله ومن وُثـُق الجسد العتيق إلى حرية أولاد الله في المجد؛ جعله أمراً ممكناً ومضمونـاً بعد أن كان شيئاً مستحيلاً! وهكذا: ويلاحظ هنا في هذه الآية أن الأول في الموت جاء بفعل ماضٍ: ، أما فيجيء كفعل المستقبل الدائم: وهذا معناه أن اتحادنا مع المسيح في موته أمر، واتحادنا معه في قيامته أمر آخر، لأنه في موته كنا حقًّا فيه، أي في جسم بشريته. فبشريته هي نحن، لأنه بتجسُّده أَخَذَ الذي لنا ومات بما لنا. أما في قيامته فلا يتأتَّى أن نتحد به تلقائياً، إذ يتحتَّم أن المسيح القائم من بين الأموات يدخل إلينا: لما مات، ولكن لكي نقوم معه ينبغي أن إلينا ويصنع منزلاً وإقامة!! ولكن لا يستطيع المسيح أن يعطي قيامته كفعل حياة جديدة إلاَّ في إنسان أكمل موته تماماً عن حياته العتيقة. هذا ما كان قد سبق وعلَّم به كثيراً |
||||
06 - 09 - 2014, 02:35 PM | رقم المشاركة : ( 5855 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ابتسم من فضلك فالهك حي
وقف فتى صغير أمام واجهة مكتبة مسيحية تعرض لوحات فنية، وأخذ ينظر بشغف وتأمل إلى صورة زيتية للرب يسوع المسيح على الصليب· وإذا بِرجُل يقترب منه، ويقف بجانبه، وينظر متفكرًا إلى ذات الصورة، ثم بعد فترة وجيزة يلتفت إلى الفتى ويسأله: "هل تعلم مّن هذا"· أجاب الفتى: "نعم يا سيدي، إنه الرب يسوع المسيح، فاديَّ الذي أحبني ومات على الصليب لكي يُخلصني·وهؤلاء الناس حوله هم الجنود الرومان الذين قتلوه· وتلك المرأة التي تبكي هي أمّهُ؛ العذراء المطوبة القديسة مريم"· رَبَت الرجل على كتف الولد ومضى مبتسمًا· ولم يكن قد ابتعد كثيرًا حتى شعر بأحدهم يجري وراءه، ويشده من كُمّ قميصه· كان ذلك الفتى الذي تكلّم معه قبل لحظات، وقد استوقفه، وقال له: "عفوًا يا سيدي، لقد نسيت أن أخبرك شيئًا آخر مهمًا جدًا؛ إن الرب يسوع المسيح لم يَعُد بَعدُ مُعلَّقًا على الصليب، وليس هو في القبر، بل إنه حيٌّ لأنه قام من الأموات، وهو الآن في السماء"· كان ذلك الفتى قد عرف المخلِّص الحي الذي مات وقام، وهو حيٌّ الآن· لقد عرف حقَّ الإنجيل الكامل، وأراد أن يعرِّف الرَّجُل الذي سأله أن بشارة الإنجيل لا تقتصر على أن الرب يسوع عاش ومات ودُفن، بل تشتمل أيضًا على أنه قد قام من بين الأموات، وأنه حيٌّ الآن في السماء «وأُعرِّفكُم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه، وبه أيضًا تخلصون··· أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب، وأنه دُفن، وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» (1كورنثوس15: 1-4)· أيها الأحباء: إن قيامة المسيح من بين الأموات حقيقية جوهرية في المسيحية· فالإيمان المسيحي يُخبرني عن شخص مبارك ومجيد، غالب ومنتصر، هو الآن مُخلِّصًا، يُعطي التوبة وغفران الخطايا لكل من يأتي إليه ويؤمن باسمه· والإيمان المسيحي يقود النفس ليس إلى أسفل صليب فارغٍ خالٍ، وليس إلى قبر، حتى ولو كان هذا القبر أيضًا فارغٍ خالٍ· ولكنه يقودني إلى قدمي المُخلِّص المُقام والمرتفع· إن «ربي والهي» ليس على الصليب الآن، وليس هو في القبر· أين هو إنه مُقام وممجَّد في السماء· هو مخلِّصي المُقَام و المنتصر على الموت والقبر· لقد تجسد ربنا (يوحنا1: 14)، وكالقدوس لم يكن للموت سلطان عليه لأنه لم تكن فيه خطية، ولكنه وضع حياته باختياره (يوحنا10: 1· وصُلب رب المجد، وذاق بنعمة الله الموت، ثم قام، وبذلك كسر شوكة الموت· وبموته وضع الأساس لإبادة ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس (عبرانيين2: 14)· وقيامة المسيح هي البرهان أن الله قَبِلَ عمله في الموت، وأن الجميع مطاليب الله العادل قد وفيَّت في الصليب تمامًا· ونستطيع نحن أن نفتخر بهذه الحقيقة: أن ذاك الذي حمل في جسمه خطايانا على الخشبة، قد أُقيم «بمجد الآب» (رومية6: 4)؛ وفي هذا الضمان الأكيد الراسخ بأن خطايانا قد ذهبت عنا إلي الأبد· نعم، لقد مات وقام، وتبرهن أنه ابن الله (رومية1: 4)، وتبررنا نحن بقيامته (رومية4: 25)· وصار لنا رجاء حيّ (1بطرس1: 3 ،21)· ولأنه حيّ سنحيا نحن أيضًا (يوحنا14: 19)· وهو الذي طمأن قلب يوحنا، تلميذه الساقط الضعيف، قائلاً له: «لا تخف» - ويا لها من كلمة تُبدِّد الخوف وتأتي بالطمأنينة والسلام «أنا هو الأول والآخر، والحي وكُنت ميتًا، وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين!··· ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤيا1: 17 ،1·) وإننا لا نستغرب ما أحدثه الشيطان من ضجة في سفر الأعمال، عندما بَشَّر الرسُلُ وعلَّموا الناس الحق، لأنهم بماذا بشَّروا «في يسوع بالقيامة من الأموات»، «وبقوةٍ عظيمةٍ كان الرسُلُ يؤدّون الشهادة بقيامة الرب يسوع» (أعمال4: 2 ،33)، فلو كانوا قد بشَّروا بيسوع المسيح كمَن عاش على الأرض فقط، لما اهتم الشيطان بالأمر لأنه مات، وشخص ميت لا يُخلِّص ولا يمكن أن يهب حياة للموتى بالذنوب والخطايا· ولكن الرُسُل نادوا بأن الله قد أقامه من الأموات بالبر عن يمين الله، وهو الحياة والبر والقداسة والفداء لكل نفس تؤمن به (1كورنثوس1: 30)· ولذلك لا عجب أن الشيطان حاول! ذلك اليوم أن يضع الرُسُل في السجن، لأن القيامة التي كانوا ينادون بها هي البرهان القاطع على أن المسيح قد هزمه وألغى قوة الموت· وإذ أزيل الموت، الذي هو أجرة لخطية الإنسان، برهنت قيامة المسيح على أن الخطية قد أُزيلت· ونحن نذكر أنه في صباح القيامة نزل ملاك ودحرج الحجر عن قبر المسيح· ولماذا؟ ليس لكي يُسهّل للمسيح الخروج من القبر، حاشا! فالمسيح كان قد قام فعلاً من قبل وغادر القبر والحجر عليه؛ إذ أن له سلطان أن يضع نفسه وله سلطان أن يأخذها· بل وأكثر من ذلك قام «بمجد الآب» تعبيرًا عن السرور والرضا الذي وجده الله في عمل المسيح الكامل (رومية6: 4)··· إذًا لماذا دحرج الملاك الحجر؟! لكي يُمكنني أنا أن أنظر داخل القبر وأراه فارغًا، فأهتف قائلاً: هللويا! إن مُخلَّصي الذي اجتاز الموت لأجل خطاياي قد خرج منه· وهكذا يُمكنني أن أتحوَّل عن القبر الفارغ لكي أتطلع، كمؤمن، إلى ! مجدالله، وهناك عاليًا، أعلى من أولئك الملائكة الذين لم يُخطئوا قط، أرى هناك «إنسان» لأجلي، إنسانًا «فيه يحلّ كل ملء اللاهوت جسديًا» (كولوسي1: 19؛ 2: 9)· هو مُخلِّصي الذي ذهب إلى الموت لأجل خطاياي، ومات موتي، وهو الآن مُقَام من الأموات، وأنا مُقَام معه ومقبول فيه، لذلك يُمكنني الآن أن أرنم بنغمة عالية: قام حقا مَن قضى إذ به الآبُ ارتضى ليمينه ارتقى فوق كلِّ اسمٍ سَما عزيزي المؤمن·· لا تخف·· ارفع رأسك وابتسم مطمئنًّا·· فالرب يسوع المسيح حيّ، وسوف يظل إلى الأبد «الله الحيّ»· |
||||
06 - 09 - 2014, 02:36 PM | رقم المشاركة : ( 5856 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
همسات روحية
لنيافة الأنبا رافائيل قام في اليوم الثالث حسب الكتب (الجزء الثاني) 3- القيامة في الأنبياء لقد قمنا مع المسيح وفيه، وفي ذلك يتنبأ هوشه النبي قائلاً: "يحيينا بعد يومين وفي اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه" (هو6: 2)، "هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" (لو24: 46). .ليس هو فقط الذي يقوم، ولكننا نقوم معه وفيه "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله" (كو3: 1) V كيف نقوم معه؟ يشرح ذلك معلمنا بولس "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كو2: 12)، لذلك يتنبأ حزقيال النبي عن قيامتنا قائلاً: "هأنذا افتح قبوركم وأصعدكم من قبوركم يا شعبي، وآتي بكم إلى أرض إسرائيل" (حز37: 12) ويعقب على ذلك هوشع النبي بقوله: "من يد الهاوية أفديهم، ومن الموت أخلصهم" (هو13: 14) والمسيح داس الموت بموته، فصار الموت بالنسبة لنا بلا قوة، وانتهى مهابته وسطوته إلى الأبد..وفي ذلك يتنبأ إشعياء النبي قائلاً: "يبتلع الموت إلى الأبد، ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه، وينزع عار شعبه عن كل الأرض، لأن الرب قد تكلم" (إش25: 8)، "أين أوباؤك يا موت؟ أين شوكتك يا هاوية؟" (هو13: 14) وهذه هي التسبحة التي أنشدها معلمنا بولس الرسول معلناً فرحته بقوة القيامة ومفعولها: "ابتلع الموت إلي غلبة، أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟" (1كو15: 55،54) 4- قيامة الأموات في العهد القديم لقد أقام إيليا ابن أرملة صرفة صيدا (1مل17: 22) وأقام أليشع ابن الشونمية (2مل4: 35).. لقد كانت قيامة هؤلاء عربوناً لقيامة المسيح، ونبوة تسبق وتعلن إمكانية القيامة من الأموات..وأيضاً كانت قصة يونان النبي ودفنه في بطن الحوت ثلاثة أيام، كانت رمزاً لدفن المسيح وقيامته "لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون إبن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال" (مت12: 40) لقد أراد الله بطول العهد القديم أن يهيئ أذهان شعبه، لقبول قيامة السيد المسيح من الأموات..عربوناً لقيامتنا نحن..الآن بالمعمودية وفي الأبدية بالحقيقة |
||||
06 - 09 - 2014, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 5857 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخلاصُ والإيمانُ تبدو العلاقة بين الخلاص والإيمان غير مفهومة فهمها اللاهوتي الصحيح عند الكثيرين ,إذ لأول وهلة يفهمُ الإنسان أنّ عليهِ أن يؤمن بالمسيح حيث الإيمان يشمل أن المسيحَ ماتَ من أجل خطايانا وأقيمَ لأجلِ تبريرنا (رو25:4),كما تقول الآية , وبهذا الإيمانِ نخلُص :"إن اعترفتَ بفمِكَ بالرّبِ يسوعِ ,وآمنتَ بقلبك أنّ اللهَ أقامهُ من الأمواتِ خلُصت"(رو 9:10). والخلاص هو بغفرانِ الخطايا والإنعتاقِ من عقوبة الموت الأبدي كون المسيح ماتَ على الصّليب من أجلِ خطايانا ,كما أن الخلاص يشمل قبول الحياةِ الأبدية كونِ المسيح داسَ الموتَ وقامَ من الأمواتِ و أقامنا معهُ في جدّة الحياةِ. هُنا يقوم الفهم من جهةِ الخلاص أنهُ يتمُ بالإيمانِ .أيّ أنّ الأيمانَ هو واسطة الخلاص أو هوَ الذي يهبُنا الخلاص , ولكن هذه المعلومة اللاهوتيّة معكوسة. والصحيح هو أن الخلاص أكملُه المسيح للإنسان وقدّمهُ هبة مجانيّة للخطاة .فالذي يؤمن أي يصدق ,يحسب الله إيمانُه له خلاصاً .إذاً ,فالإيمان هنا ليس هو ثمن الخلاص ,لأنّ الخلاصَ تمّ مجاناً ووُهبَ مجاناً وبلا ثمن من أيّ نوعٍ ,وتصويرِ الأمرِ عملياً هو هكذا: المسيحُ أكملَ الخلاص وحملهُ على يديهِ وقدّمهُ للخاطئ ,فالذي يمدُ يده ويأخذهُ يكون قد خَلُص .فالإيمانُ ليسَ ثمناً ولا واسطة للخلاص ,بل هو تصديقٌ واخذٌ معاً.هذا لأن الله في المسيحِ يريدنا أن نخْلُص بدافع الحُب والرّحمة للخاطئ ("لا يموتُ الخاطئ بل يحيا"),فلا يتطلب من الإنسان الخاطئ إلا أن يُصدّق حُبّ الآب :"نحن قد عرفنا وصدّقنا المحبة التي لله فينا "(1يو 16:4) , ويتقبل منهُ هديّة الخلاص الذي اقتطعهُ لنا من لحم ابنهِ ودمهِ. بهذا لا يُشكّل الإيمان أيّ جُهدٍ فكريّ أو نفسي أو جسدي عند الإنسانِ الخاطئ لكي يخلص ,بل كُلّ ما يطلبه الله منهُ أن يقبل ويرضى بالخلاص الذي أُكمل , هو معروض عليه ليأخذُه لنفسه كحقٍ لهُ ليعيشَ به فوراً حسبَ مشيئة الله والمسيح :"الذي يريد أنّ جميعَ النّاسِ يخلصونَ وإلى معرفةِ الحقّ يقبلون "(1تي 2:4). [1] صحيح أنّ الخلاصَ ليسَ منكم وليسَ من أعمالٍ , ولكنّ الخلاصَ هو لَكُم ولهُ أعمالٌ صالحةٌ يتحتم أنْ نسلكَ فيها!! ولكن فرق كبير بينَ أن يكونَ لنا عملٌ صالح خاص نقومُ بهِ, وبينَ أن يكونَ الله قد أعدّ لنا أعمالاً صالحة لنسلك فيها. هذا يعني أن الخلاص يشمل عطيةَ البر . وقد رتب الله في صميم طبيعة الخلاص أن يحيا الإنسان في قداسة ,لأن طبيعة الخلاص نفسها قائمة على القداسة ,ولابُدّ للقداسة أن تُعلنَ ذاتها بالأعمال. هُنا الأعمال هي أعمالُ الله بالأساسِ ,وقد زرعها في صميمِ الخلاص والبر اللذين منحهما للإنسان, فأصبحَ الأنسانُ مُطالباً بأن يأتي هذه الأعمال ويُتقنها لأنها جزء لا يتجزأ من خلاصهِ وبرّ الله فيه. + "إن كانَ أحدٌ في المسيح(في الخلاص ) فهو خليقة جديدة ." (2كو 17:5) + "وتلبسوا الإنسانَ الجديد المخلوقِ بحسب ِ الله في البرّ وقداسة الحق."(أف24:4) واضحٌ أنّ الخليقة الجديدة في المسيح لها أعمالٌ صالحة في البرّ وقداسة الحق. وهُنا يستحيلُ أن يوجد خلاصٌ إلا وله أعمال ,أو يوجد إنسان جديد ولا يعملُ أعمالاً صالحة ,لأنها في صميمِ طبيعة الإنسانِ الجديد الذي خلقهُ الله على صورتهِ ليشهدَ لله ويعمل أعمالَ الله !! وهذا ما حدده ق.بولس من قوله:"كما اختارنا فيهِ قبلَ تأسيسِ العالمِ لنكونَ قديسينَ بلا لومٍ قدامه في المحبة "(أف4:1),كما يُعبر عن هذا أيضاً في موضعٍ آخر :"الذي بذلَ نفسهُ لأجلنا (فداء وخلاص) لكي يفدينا من كُلِّ إثمٍ ويطهّرُ لنفسهِ شعباً خاصاً غيوراً في أعمالٍ حسنة ."(تي 14:2) وهل العنبُ في الكرمةِ يخرجُ عنباً كما يشاءُ أبيضَ أو أحمرَ له بذرة أو بدون ؟ أم أن على الغصن أولاً أن يثمر (عمل) والإّ يُقطع ويُطرح في النّارِ . ثم عليه أن يَطرح (عملاً) عنباً كما تُمليهِ عليهِ الكرمةُ ,سبق وأن اختزنتهُ في طبيعتها بحسب صورتها؟ وما الأعمالُ الصّالحة التي سبقَ الله فأعدّها لنا,إلاّ كما قالَ المسيحُ :"أنا هو الطريقُ والحقُّ والحياةُ"(يو 6:14), "من يتبعني فلا يمشي في الظلمة "(يو 12:8),"فسيروا ما دامَ لكم النّورُ لئلا يُدرككم الظلامُ "(يو 35:12).فالمسيحُ نفسه هو الطريقُ وهو النّور وهو مجالُ الأعمالِ . + " إن سلكنا في النّورِ كما هو في النورِ فلنا شركة (كنيسة) بعضنا مع بعض ..."(1يو 7:1) + "ما هو حق فيه وفيكم أنّ الظلمة قد مضت والنورُ الحقيقيّ الآنَ يُضيء ."(1يو8:2) أيء أنّ المسيحَ أوجدَ لنا المجالَ المنير الذي نعملُ فيه الأعمالَ ,وذلكَ بوجودهِ وعملهِ فينا . + "الله هو العاملُ فيكم أن تريدوا وأن تعملوا..." (في 13:2) +"بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً."(يو 5:15) وهكذا تصبح الأعمالُ الصّالحةُ "بالله معمولة "(يو21:3), ومع المسيحِ مرسومة , وبالرّوحِ معلومةٌ. وبذلكَ تصيرُ الأعمالُ الصالحة جزءاً لا يتجزأ من "مدحِ مجدِ نعمتهِ التي أنعمَ بها علينا في المحبوب ","لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكُم الذي في السّمواتِ ."(متى 16:5) أمّا الأمثلةُ الصّالحة فذكرها المسيح :مثلاً في تصويرِ نفسه بالضُعفاءِ والغرباء والمساكينَ والمسجونينَ والجياعِ والعطاشِ والعرايا .فكلّ عملٍ موجه لهؤلاء مجّه للمسيح رأساً .فهذا نموذج جيّد للعمل الصّالح وعلى أضعف مستوى أمّ أعظمُ الأعمالِ وأفخرهُا فهي: الشّهادةُ للمسيح , وخدمة كلمة الإنجيلِ ,وإنارةُ الآخرين في معرفةِ ابن الله وردّ الكثيرينَ إلى البر!! محبة الجميعِ بشهادةِ محبة الأعداء !! البذل, "هذه أعطت كلّ ما عندها " فلسي أرملة!!(لو1:21-4) دعْ الموتى يدفنون موتاهُم أمّا أنت فاذهب ونادِ بملكوتِ الله !!(لو60:9) يعوزك شيءٌ واحدٌ اذهب بِعْ كُلّ ما لك...وتعالَ اتبعني!!(مر21:10) ومن ترك يأخذُ مائة ضعف هنا والحياة الأبدية !!(متى 29:19) أنتم الذينَ تعبتم معي وتعبتموني في التجديد ...(متى28:19) [2] _____________ |
||||
08 - 09 - 2014, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 5858 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ظهور السيد المسيح بعد القيامة ظهور السيد المسيح بعد القيامة: لشهود كثيرين في أماكن عديدة متفرقة يبعد أحدها عن الآخر مسافات شاسعة، وقد ظهر أيضاً في ظروف ومناسبات متعددة ومتباينة: 1. فقد ظهر لمريم المجدلية (مر 16: 9). 2. ولبعض النساء التلميذات (مت 28: 9). 3. ولبطرس (1 كو 15: 5). 4. وللتلميذين الذين كانا ذاهبين إلى عمواس (لو 24: 15-31). 5. وللرسل العشرة وفي هذه المرة لمسوا يسوع وجسوه، واكل أمامهم فأثبت لهم أنهم لا يرون رؤيا بل يرون حقاً المسيح المقام (لو 24: 36-43). 6. وظهر للإحدى عشر رسولاً وتوما معهم ولم يكن توما موجوداً في المرة السابقة التي ظهر فيها المسيح للرسل ولذلك شك ولم يؤمن إلا لما ظهر لهم يسوع وتوما معهم (يو 20: 21-28). 7. ظهر لسبعة من التلاميذ الذين كانوا يصطادون في بحر الجليل (يو 21: 1-24). 8. وظهر للأحد عشر رسولاً في الجليل (مت 28: 16 و 17). 9. وظهر لخمس مئة من المؤمنين (1 كو 15: 6). وربما تم هذا الظهور في نفس الوقت الذي ظهر فيه للأحد عشر رسولاً في الجليل. 10. ثم ظهر ليعقوب (1 كو 15: 7). 11. وظهر للأحد عشر رسولاً فوق جبل الزيتون عند الصعود (اع 1: 2-9). 12. ثم ظهر لشاول الطرسوسي وقت أن كان عدواً للمسيحيين وكان ذاهباً إلى دمشق ليضطهدهم (اع 9: 1-5). وهذه السحابة من الشهود الكثيري العدد تؤيد من غير شك، حقيقة قيامة يسوع المسيح من بين الأموات كحقيقة تاريخية ثابتة. |
||||
08 - 09 - 2014, 02:25 PM | رقم المشاركة : ( 5859 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أهداف ظهورات السيد المسيح كان السيد المسيح يظهر للتلاميذ عبر 40 يوما بعد القيامة بدءا من أحد القيامة وحتى خميس الصعود وكانت أهداف الظهورات كما يلى :- 1 - تأكيد حقيقة القيامة :- لقد كان الرب يظهر للتلاميذ فى أماكن كثيرة وبأعداد كبيرة وفى أوقات متعددة على مدى 40 يوما وكان يظهر لهم بجسد القيامة النورانى ويدخل الى العلية والابواب مغلقة تماما كما يدخل النور من الزجاج دون أن يكسره بالطبع كان من المتوقع ان يشكوا أن جسد القيامة هذا مجرد خيال او رؤيا أو أضواء لذلك كان الرب يسوع يعود مؤقتا الى صورة الجسد الاول الحسى الذى يمكن أن ُيرى وُيلمس ويمكن أيضا أن يأكل و يشرب وذلك لكى يؤكد لهم أن جسد القيامة هو بعينه الجسد الاصلى بعد أن مات وقام وتغير الى هذا الشكل المجيد النورانى والروحانى. ولا غرابة فى ذلك ولا صعوبة فنحن رأينا الله فى العهد القديم وهو الروح غير المحدود وقد ظهر فى شكل انسان يأكل ويشرب كما حدث مع 1 - ادم : فى جنة عدن حين كان يتمشى الرب فى الجنة ويتخاطب مع ادم وحواء. 2 -ابراهيم : حين ظهر له فى شكل انسان وأكل معه وشرب وتحدث معه عن خراب سدوم و عمورة وكان مع الرب ملاكان ذهبا فأهلكا المكان بعد أن ظهرا مع الرب فى شكل رجلين وبعد اتمام المهمة عاد الرب الى الوضع الاول : روح غير مرئى و لا محسوس وعاد الملاكان الى شكلهما الاول فى السماء روحين لا يأكلان ولا يشربان . 3 - جدعون : حين ظهر الرب له فى شكل انسان. 4 - منوح : أبو شمشون وامأته. 5 - يعقوب : حين ظهر له فى شكل انسان صارعه حتى طلوع الفجر وباركه. 6 - دانيال : حين ظهر له فى شكل انسان أيضا . وهكذا استطاع الرب أن يؤكد لتلاميذه أنه هو هو المسيح الذى مات وهو الذى قام بجسد نورانى واستطاعوا أن يلمسوا جراحاته ويأكلوا ويشربوا معه وبعدها انطلق التلاميذ يبشرون بالفادى وفى أعماقهم ويقينهم أحداث الصلب وحقيقة القيامة 2 - اعلان طبيعة جسد القيامة لقد قام الرب من بين الاموات بجسد يتسم بالصفات التالية 1 - نورانى : أى مصنوع من النور . 2 -روحانى : أى فيه مسحة روحانية . 3 - سمائى : أى قادر أن يخترق السموات الثلاثة سماء الطيور والجلد وسماء الافلاك والنجوم وسماء الفردوس مكان انتظار الارواح البارة .. ثم يصعد هذا الجسد فوق السموات الثلاثة ليستقر فى سماء السموات حيث عرش الله ليحيا مع الله الى الابد فى ملكوته فى أورشليم السمائية. 4 - ممجد : حيت يتمجد هذا الجسد النورانى بأكاليل كثيرة منها : اكليل القداسة : لأن جسد القيامة لا يخطىء واكليل الفرح : فلا حزن هناك. واكليل الخلود حيث لا موت الى الابد. وهذا كله سيحدث فى اليوم الاخير فى المجىء الثانى للسيد المسيح حين يظهر على السحاب مع ملائكته القديسين والراقدون بيسوع يقومون بأجساد نورانية ويصعدون الى السماء للقاء الرب أما الاحياء بالجسد فى ذلك اليوم فيتغيرون ( بعد موت سريع جون دون فى القبر ) ويلبسون أجساد نورانية ويصعدون هم أيضا الى السحاب بقوة المسيح ليلتقوا بالرب وملائكته واذ يجتمع الكل حول الرب يسوع فى السحاب يصعد بهم الى أورشليم السمائية لنكون كل حين مع الرب والى الابد. 3- مكأفأة وطمأنة المحبين :- فبعد الدفن وكان السبت يلوح استراحت المريمات بحسب الوصية وفى الفجر باكرا جدا والظلام باقى ( كما يحدثنا انجيل معلمنا متى ) تحركت المريمات بحب شديد الى القبر ومعهن الحنوط حيث لم يتمكن من تحنيط الجسد بصورة كاملة بسبب دخول السبت ( غروب يوم جمعه الصلبوت ) لم يأخذن معهن تلاميذ رجال وكن يسألن أنفسهن : من يدحرج لنا الحجر ؟ حيث كان الحجر ثقيلا يغلق باب القبر . وبعد أن سرن فى الطريق الطويل دون اجابة لهذا السؤال وصلن الى القبر ( مع مطلع الشمس كما يقول معلمنا مرقس ) واذ بالحجر مدحرج والمسيح قد قام ورأين منظر ملائكة بشروهن بالقيامة المجيدة وطلبن منهن التبشير بالقيامة. وخارج القبر ظهر الرب يسوع للمريمتين فسجدتا له وأمسكتا بقدميه وتأكدتا من قيامته المجيدة ورجعتا الى البيت وتحدثتا مع الرسل . ثم جاءت مريم المجدلية مرة أخرى مع بطرس ويوحنا وكان يوحنا شابا فوصل الى القبر مبكرا ورأى أن السيد المسيح لم يكن فى القبر ثم جاء بطرس بعده ووجد الاكفان مرتبة فى القبر ويسوع قد قام. أما المجدلية فجلست تبكى الى أن ظهر لها الرب يسوع فظنت أنه البستانى الى أن ناداها باسمها : " يا مريم " فصاحت فى فرح : " ربونى " أى يا معلم وتأكدت مرة أخرى من قيامته المقدسة وانصرفت بفرح تكرز بهذه الحقيقة المجيدة . ونفس الامر حدث مع التلاميذ فى العلية اذ دخل اليهم والابواب مغلقة ثم أكل معهم وأشاع السلام فى قلوبهم وأرسلهم للخدمة والكرازة وقد تكرر هذا الظهور للتلاميذ كثيرا فتيقنوا من قيامته وفى احدى الظهورات ظهر الرب مرة أخرى لأكثر من 500 شخص عاشوا أكثر من 25 سنة بعد القيامة يكرزون بالمسيح الحى الى أن ظهر لهم - المرة الاخيرة _ على جبل الزيتون وصعد أمامهم الى السموات جسديا . 4- قبول توبة بطرس :- كان بطرس الرسول في ضعف ما قبل حلول الروح القدس قد أنكر 3 مرات أنه يعرف المسيح وكان ذلك أثناء أحداث المحاكمة والصلب حيث كان الجو متوترا والهجوم على السيد المسيح شديدا تمهيدا لصلبه المحي . وبعد أن نظر الرب إلى بطرس وهو ما زال تحت المحاكمة على يد بيلاطس وهيرودس وقيافا ? ندم بطرس الرسول على إنكاره للسيد المسيح وتذكر تحذير الرب له حينما صاح الديك وتاب معلمنا بطرس " و بكى بكاء مرا " ( مت 26: 75) وإذا أراد الرب أن يؤكد له قبوله لهذه التوبة الجميلة : 1- ظهر له وحده بعد القيامة " ظهر لصفا " 2- قال الملاك لمريم المجدلية ومن معها : اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس : انه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه ( مر 16 : 7) ومعروف أن بطرس واحد من التلاميذ لكن الرب خشى أن لا يعتبر بطرس نفسه أنه ما زال من التلاميذ لذلك ذكر اسمه هو بالذات تأكيدا لقبول التوبة. 3- ظهر له مع 6 تلاميذ آخرين على بحر طبرية واختصه بحديث مستفيض وحوار خاص أعلن فيه معلمنا بطرس محبته للسيد المسيح فأعاده الرب إلى رتبته الرسولية قائلا : " ارع خرافي ... ارع غنمى ( يو 21 : 17،16،15) وهكذا أكد الرب له 3 مرات أنه أعاده إلى رتبته الرسولية بعد أن كان قد أنكر 3 مرات أنه يعرف يسوع. ثم أنبأ الرب معلمنا بطرس بموته ( مصلوبا منكس الرأس ) حينما قال له : " اتبعنى ..... مشيرا إلى أي أية ميتة كان مزمعا أن يمجد الله بها " ( يو 21 : 19 ) وهكذا أثبت الرب لنا محبته للخطاة التائبين وغفرانه الأكيد وإعادتهم إلى الخدمة والشهادة . 5- علاج شك توما الرسول :- فحين ظهر الرب في العلية بأورشليم يوم أحد القيامة لم يكن معلمنا توما معهم ولما قال له الرسول : " إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أؤمن " ( يو 20 : 25 ) وإشفاقا على معلمنا توما ومزيدا من تأكيد القيامة ظهر الرب في العلية في الأحد التالي للقيامة " اليوم الثامن " ( ورقم 8 هو رمز للأبدية بعد رقم 7 ... أيام الخليقة ) وأعطى الرب فرصة لمعلمنا توما الرسول أن يلمس أثر المسامير في يديه ويضع يده في جنبه المطعون قائلا له : "هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا " فصاح معلمنا توما الرسول قائلا : " ربى والهى " ولئلا يصير هذا منهجا يتبعه الناس في الإيمان بالمسيح فيطلبون البرهان الحسي بدلا من يقين الإيمان قال الرب لتوما في عتاب رقيق : " لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ( يو 20 : 26-29 ) وهكذا تأكدنا من حقيقة القيامة وضرورة الإيمان ورفض منهج الشك وطلب البراهين الحسية مكتفين بيقين الإيمان الذي شرحه لنا معلمنا بولس قائلا : " أما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والايمان بأمور لا تُرى " ( عب 11 : 1 ) فنحن مهما حاولنا بالعقل البشرى أو بالعين المجردة أن نتعرف على حقيقة وجود الله لن نتمكن من ذلك دون إيمان يقيني بأن عين الروح ترى ما لا تراه عين الجسد. 6- أحاديث أمور الملكوت :- قضى الرب يسوع الأربعين يوما ? من أحد القيامة وحتى خميس الصعود ? يشرح ويفسر لتلاميذه " الأمور المختصة بملكوت الله " ( أع 1 : 3 ) وهذه الأحاديث الهامة كلها تسلمها الآباء الرسل شفويا وسلموها لنا من خلال تعاليمهم ومبادئهم و قوانينهم و ترتيباتهم في الصلوات والأسرار المقدسة .. وهى أمور في غاية الأهمية لم ترد مكتوبة بالحرف في أسفار الإنجيل ولكنها وردت في تسليم الآباء الرسل لتلاميذهم فيما بعد كالقديس بوليكاربوس أسقف أزمير والقديس أغناطيوس " حامل الإله " وغيرهما .... وهذه حقيقة بل عقيدة هامة وهى أننا نستلم تعاليمنا المسيحية من مصدرين هما : 1- الكتاب المقدس كما سلمته لنا الكنيسة في العصور الأولى. 2- التقليد الكنسي الرسولى كما استلمه آبائنا الرسل من السيد المسيح وكما سلموه للأجيال التالية. وها نحن نقرأ أن السيد المسيح عمل معجزات كثيرة لم تدون في أسفار الإنجيل كما نرى معلمنا يوحنا الرسول مشتاقا أن يتكلم مع تلاميذه فما لفم وليس " بحبر وقلم " ( 3 يو 13 ) كما أن الرسول بولس أوصى تلاميذه في تسالونيكى قائلا : " اثبتوا إذا أيها الإخوة وتمسكوا بالتقليدات التي تعلمتموها سواء كان بالكلام أم برسالتنا " ( 2 تس 2 : 15 ) " نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي أخذه منا " ( 2 تس 3 : 6 ) إن الأربعين المقدسة التي سلم فيها الرب تلاميذه أسرار ملكوت الله هي أقوى دليل على أهمية " التقليد الرسولى الكنسي " بجوار أسفار الكتاب المقدس فهو بمثابة المذكرة التفسيرية التفصيلية للكتاب المقدس التي تشرح لنا عمليا ممارسات الكنيسة في الأسرار والقداسات والطقوس و الرسامات .... الخ. 7 - أرسال التلاميذ للكرازة : - أرسل الرب من خلال هذه الظهوارات ? تلاميذه القديسين للخدمة والبشارة قائلا لهم : " سلام لكم كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا " ( يو 20 : 21 ) قال لهم هذا يوم أحد القيامة فى العلية و " نفخ وقال لهم : اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت " ( يو 30 : 22 ، 23 ) وهكذا أعطى الرب تلاميذه سر الكهنوت المقدس وسلطان الحل و الربط الذى سبق أن أنبأهم به قائلا : " كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا فى السماء وكل ما تحلونه على الارض يكون محلولا فى السماء " ( مت 18 : 18 ) وهو نفس ما قاله سابقا لمعلمنا بطرس حينما أعلن إيمانه بالرب فى نواحى قيصرية إجابة على سؤاله للتلاميذ : " من تقولون إنى أنا ؟ فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحى فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحما ودما لم يعلن لك يا سمعان لكن أبى الذى فى السموات وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس ( = صخرة ) وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفلتيح ملكوت السموات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا فى السموات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا فى السموات " _ مت 16 : 15 -19 ) وهكذا من خلال الأربعين المقدسة حصلنا على البركات الكثيرة التالية : 1- تأكيد حقيقة القيامة 2- إعلان جسد القيامة 3- مكافأة المحبين وطمأنتهم 4- قبول توبة التائبين 5 - علاج شك الشكاكين 6- إعلان أسرار ملكوت الله 7 - إرسال التلاميذ للكرازة بالانجيل |
||||
08 - 09 - 2014, 02:29 PM | رقم المشاركة : ( 5860 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأحد الثالث من زمن القيامة
هو اليوم الأوّل، يوم الأحد، يوم قيامة السيّد من بين الأموت. هو يوم الظهور لمريم المجدلّية وللنساء عند القبر. هو يوم الأنوار في أورشليم، الأنوار المشعّة من خارج القبر. ولكنّه يوم الخوف والشّك، يوم اليآس والألم لتلميذين يغادران أورشليم بينما "النور يخفت والليل قد إشرف على الحلول". أنوار قيامة السيّد في إورشليم لم تبلغ القلوب الخائفة. يسيران، يتحادثان في كلّ ما حصل، علّ أحدهم يستطيع الأجابة: أين ذهبت وعوده كلّها؟ أين هي معجزاته التي كان يصنعها؟ ما الّذي حصل؟ ماذا نفعل نحن الآن، وقد تركنا كلّ شيء وتبعناه؟ هو ليل الإيمان يهبط على القلوب الجريحة، يملأها الخوف والضياع. لا أمل، لا رجاء، أحلامهم كلّها تبخّرت، فمعلّمهم موضوع في القبر، والكون بأسره ضدّهم. ماذا يفعلان؟ آيهربان، إم يعودا أدراجهما الى مدينة شهدت على تبدّد رجاء التلاميذ؟ الرجاء اضمحلّ، والوعود تبخّرت، لقد أخطأوا منذ البداية، وثقوا به، فخذلهم، تركهم وحدهم في عالم يريد الآن هلاكهم؟ "لقد انتهى كلّ شيء، لم تمّ كلّ شيء! ألم يقل هو على الصليب إن كلّ شيء قد تمّ؟ لم يعد لحياتنا هدف بعد الآن، لقد وضعنا به ثقتنا، فتركنا وحدنا! أين هو الآن؟ ألم يقل أنّ سوف يكون معنا؟ ألم يقل أنّه والآب واحد؟ ألم يقل أنّ الله قد آعطاه الرسل هو لم يفقد منهم أحد؟ كيف لا وقد تركنا تحت رحمة رؤساء المجمع يفتّشون عنّا ليهلكونا! كيف أمكن أن نكون بسطاء، كيف سمحنا لذاتنا أن نؤمن أن ابن الناصرة سوف يعطينا الخلاص!". يتكلّمان يتحادثان ويهربان، يريدان الإبتعاد عن مدينة احتضنت كلّ آمالهم، يريدان أن ينسيا كلّ شيء، يريدان أن يععودا الى حياة انتزعهما منها يسوع الناصريّ، ليعدهما بنصيب إفضل. يريدان العودة الى صيد السمك بعد أن حصلا على الوعد بآن يصبحا صيّادي بشر، يعملان على خلاص العالم من خلال المسيح المخلّص. فماذا علّهما يفعلان الآن، والمخلّص ليس معهما؟ إنجيل تلميذي عمّاوس هو إنجيل كلّ تلميذ خائف، هو قصّة كلّ قلب جريح، هو صورة سقوط التلميذ في الشّك، واليأس وفقدان الأمل. هي قصّتنا نحن أيضاً، نهرب خارج أورشليم، نخاف الألم، نخاف الخطر، نظنّ أن وعود الرّب لن تتحقّق وأن كلّ ما قاله لنا كان وهماً. هي قصّتنا نحن اليوم حين نظنّ أن شرّ العالم هو أقوى من حضور المسيح. هذا الإنجيل هو مختصر سيرة حياتنا: نعجز عن رؤية أنوار القيامة، نهرب لأنّ ليل اليأس والشّك أقبل، نظنّ أن المسيح قد تركنا، لا نلتفت اليه يسير الى جنبنا، يريدنا أن نطرح عنّا الشّك ونعود اليه، فهو حاضر، وهو يعطينا الخلاص. لقد سمعا "بعض النسوة تخبرن أنّه قد قام وظهر لهنّ"، رغم ذلك هربا، فكيف يمكن أن يقوم ذاك الّذي رأوه معذّباً، مهاناً، مسمّراً على الصليب بين لصوص، مطعونا بالحربة؟ كيف يقوم من وضع في قبر ليس له، وأقفلوا قبره بصخرة ثقيلة ثقل يأسهم وخوفهم؟ كيف يمكننا أن نؤمن نحن اليوم بالقيامة وكلّ ما هو حولنا يبشّرنا بالموت والعنف والدمار؟ كيف اؤمن بالقيامة حين أرى صديقاً يموت، وقريباً يعاني مرض لا علاج منه؟ كيف اؤمن بالقيامة أنا، وفي عالمي آلاف الأطفال مشرّدين، جائعين، مستغلين؟ كيف اؤمن بالقيامة والحروب تملأ الكون، والخصام يعمّ كلّ العالم، وحولي عنف ودمار وإرهاب وطنين السلاح يفتك بالأبرياء. نعم، خوفنا من القيامة هو أكبر من خوفنا من موت يسوع، فيسوع الميت يسهل دفنه، نضعه في زاوية ما من زوايا قلوبنا، ندفنه هناك، نخفيه في قعر نفوسنا، ونحيا حياتنا. ولكن منطق قبول المسيح القائم من بين الأموات هو صعب، لأنّه يتطلّب التزاماً، وإيماناً وتضحية، صلاة وسهر وعطاء. قبول المسيح القائم يعني أن أقبل في حياتي منطق القيامة: أرفض العنف وحضارة الموت، وأعلن منطقاً لا يتلائم ومنطق ما يحيط بي. منطق القيامة يجعلني أبدو مجنوناً أمام الآخرين، مجنون لأنّي آحيا المصالحة مع الذات ومع الآخرين، مجنون لأنّي أقبل المغفرة وأغفر لمن أساء لي، مجنون لأنّي أقف الى جانب المحتاج والمريض والمتألّم، وأقول لمن يجد نفسه وحيداً: لا تخف، فأنا بقربك، أحمل اليك يسوع القائم. مجنون لأنّي اؤمن أن الخير لا بدّ أن ينتصر، وأن الموت ما هو الاّ انتقال تليه القيامة. نعم، قبول منطق القيامة صعب عليّ، ومن الأسهل لي أن أترك يسوع مدفوناً في أعماق نفسي. ولكنّه حاضر، هو بقربي، يسير معي، يسألني، ويشرح لي. يفسّر لي الكتب ويكسر الخبز أمامي، يقول لي: أما كان عليّ إن أتألم حبّاً بك؟ الا ترى كم أحببتك؟ الم تسمع الأنبياء يخبرونك أن سوف يأتي من يحمل خطيئتك، يرفعها عنك ويموت من أجلك؟ هو حاضر معي كما كان حاضراً مع تلميذي عمّاوس ذاك المساء، يقول لي: لا تخف الموت، لا تخف الشرّ الّذي يحيط بك، لا تخف المرض فأنا قبلك حملت أوجاعك لأشفيك. لا تخف القبر فما هو إلاّ انتقال، لا تدع الظلم يفقدك الرجاء، فأنا احتملت الظلم، حكموا عليّ كمجرم، أسلمت الرّوح بين لصيّن، وعلمت أن لا بدّ للآب من أن يحوّل الظلم الى أمل، واليأس الى رجاء، والموت الى قيامة. لا تخف الإلتزام بمنطق القيامة، فمنطق القيامة وحده يشفي العالم، ويعطي السلام. كن رسول منطق القيامة، كن الشمعة المنيرة ظلام العنف وقلّة العدالة. لا تقل، ماذا يمكن لشمعتي الصغيرة أن تغيّر، فالنور الّذي تحمله أنت هو نور القيامة الّذي دحرج الحجر الثقيل عن قبري وأنار العالم. لا تخف، فأنا معك. أما قرأت الكتب؟ لقد انفتحت إعينهم ذاك المساء عند كسر الخبز، عرفوا المسيح القائم الّذي كسر جسده من أجلهم. من يمكنه، سوى المسيح، أن يعطي حياته في سبيل من أعطوه الألم والموت؟ في كسر الخبز ذاك الأحد، أدرك التلاميذ ما لم يدركون طوال الطريق: الجواب لم يكن جواب العقل والمنطق، بل جواب الحبّ الأسمى. الجواب كان المسيح ذاته يقول لهم: "كسرت الخبز من أجلكم، كسرت ذاتي حبّاً بكم، وهبتكم الدّم يغسلكم عند الجلجلة، وهبتكم الدّم يغفر خطيئتكم على المذبح، أنا أنا، في عليّة الأسرار، على صليب الجلجلة، في القبر الفارغ، في الكتب المقدّسة وفي الإفخارستيّا. أنا المسيح معكم، فما بالكم تقسّون قلوبكم ترفضون الإصغاء، لا تخافوا، دعوا رجاء القيامة ينتصر فيكم". |
||||