06 - 09 - 2014, 01:32 PM | رقم المشاركة : ( 5841 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليس العيد فرصة للانغماس لنُعيِّد أيضاً (ولنفرح) بالروح القدس الذي قد صار الآن أيضاً قريباً منا في يسوع المسيح الذي به ومعه للآب، المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمينفي ملذات الجسد، بل لتجلِّي الفضيلة -5 ونحن كذلك عندما نأتي إلى هذا العيد، لا ينبغي أن نأتي بعد كما إلى الظلال القديمة لأنها قد تمَّت (أُكمِلَت) ولا كما إلى أعياد اعتيادية؛ بل لنُسرع الخُطَى بعَجَلة كما إلى الرب الذي هو نفسه عيد فصحنا (انظر 1كو 5: 7)، غير ناظرين إلى العيد كفرصة للانغماس في ملذات الجسد بل لتجلِّي الفضيلة. لأن أعياد الأُمم (التي لا تعرف الله) مفعمة بالشراهة والتراخي التام، لأنهم يعتبرون الاحتفال بالعيد هو فرصة للبطالة عن العمل النافع، بينما نجدهم في الوقت نفسه يمارسون الأعمال التي تؤدِّي بهم إلى الهلاك (الأبدي) أما أعيادنا (فينبغي) أن تقوم على ممارستنا الفضيلة والتعفُّف كما تشير لنا كلمة النبي في موضع ما قائلةً: «هكذا قال رب الجنود: إن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجاً وفرحاً وأعياداً طيبة» (زك 8: 19)، ولأن هذه المناسبة لممارسة التقوى قد وافتنا، ومثل هذا اليوم قد حضر، والصوت النبوي قد أعلن أنه ينبغي الاحتفال بالعيد؛ إذن، فلنُعطِ كل اهتمامنا ونصغي لهذا الإعلان السار، ومثل مَن يركضون في السباق، هلمُّوا بنا نتبارى في تقديس الصوم (انظر 1كو 9: 24-27)، بالسهر في الصلوات، والتأمُّل في الأسفار المقدسة، وتوزيع الصدقات على المساكين، ولنكن في سلام مع خصومنا، ولنجمع شتات المتفرِّقين خارجاً (عن الكنيسة)، ونطرح عنا الكبرياء ونرجع إلى تواضع القلب، عائشين في سلام مع جميع الناس حاثين الإخوة على المحبة. وهكذا كان المغبوط بولس مُلزِماً نفسه مراراً بأصوام وأسهار. وكان يودُّ أن يكون محكوماً عليه باللعنة (محروماً من المسيح) من أجل إخوته (رو 9: 3). والمغبوط داود أيضاً الذي إذ أخضع نفسه بالصوم تجاسر على القول: «أيها الرب إلهي إن كنتُ فعلتُ هذا، إن وُجِدَ ظلمٌ في يديَّ، إن جازيتُ مَن يُعاملونني بالسوء؛ فليُطارد الأعداء نفسي وليُدركوها فأصير كإنسان لا قيمة له» (مز 7: 3 حسب السبعينية) إذا تمسَّكنا بهذه الأمور، فسنهزم الموت وننال عربون ملكوت السموات (انظر أف 1: 14،13) |
||||
06 - 09 - 2014, 01:58 PM | رقم المشاركة : ( 5842 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عِظَة عن القيامة
للقديس يوحناالذهي الفم |
||||
06 - 09 - 2014, 01:59 PM | رقم المشاركة : ( 5843 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة البابا خلال الاحتفال بالأمسية الفصحية ليل السبت 2010 هناك أسطورة يهودية قديمة من كتاب منحول بعنوان "حياة آدم وحواء"، تروي أنه خلال مرضه الأخير، أرسل آدم ابنه سيث مع حواء الى منطقة الفردوس لطلب زيت الرحمة، ليُمسح به ويتعافى. وانطلق الاثنان للبحث عن شجرة الحياة، وبعد الكثير من الصلاة والنحيب، ظهر لهما رئيس الملائكة ميخائيل، وقال لهما أنهما لن يحصلا على الزيت من شجرة الحياة، وانه لا بد لآدم أن يموت. وفي واقت لاحق، أضاف بعض القراء المسيحيون كلمة تعزية على رسالة رئيس الملائكة، وهو أنه بعد 5500 سنة، سيأتي الملك المحب، المسيح، ابن الله الذي سيمسح جميع المؤمنين به بزيت رحمته. "زيت الرحمة، منذ الأزل والى الأزل، سيعطى لأولئك الذين يولدون من الماء والروح القدس. المسيح ابن الله، الحب الفائض، سينزل الى أعماق الأرض، ويرشد والدك الى الفردوس، الى شجرة الرحمة". في هذه الأسطورة نرى كل معاناة البشرية أمام مصير المرض، الألم والموت الذي فُرض علينا. واضحة مقاومة الإنسان للموت: في مكان ما ? طالما ردد البشر لا بد من وجود عشبة طبية ضد الموت. عاجلاً أم آجلاً لا بد أن يكون من الممكن إيجاد دواء ليس ضد هذا المرض أو ذاك، بل ضد الموت بذاته. دواء عدم الموت. اليوم أيضاً لا يزال البشر يبحثون عن هذه المادة الشافية. العلم الطبي اليوم، يبحث هو أيضاً عن طرق للقضاء على أكبر عدد من مسببات الموت، وعن تأجيله قدر الإمكان، وعن تأمين حياة أفضل وأطول. ولكن فلنفكر قليلاً: كيف سيكون العالم لو استطاع الإنسان أن يؤجل الموت لدرجة انه يمكن للبشر أن يعشيوا مئات السنين؟ هل هذا بالشيء الحسن؟ البشرية ستشيخ بطريقة خارقة العادة، ولن يكون هناك مكان للشباب في العالم. ستنطفىء القدرة على التجديد، والحياة الطويلة الأمد لن تكون فردوساً، بل تصبح محكوماً عليها. لا بد للعشبة الطبية الحقيقية ضد الموت أن تكون إذن مختلفة. لا يجب أن تقتصر بكل بساطة على إطالة مدة الحياة، بل عليها أن تغير الحياة من الداخل. عليها أن تخلق في داخلنا حياة جديدة، قادرة بالفعل على منح الأزلية: عليها أن تغيرنا بطريقة أننا لا ننتهي مع الموت، بل ان نبدأ بالملء إنطلاقاً منها. الجديد والمؤثر في الرسالة المسيحية، في إنجيل يسوع المسيح، هو ما يقال الآن لنا: نعم، لقد تم لإيجاد هذه العشبة الطبية ضد الموت، دواء عدم الموت موجود، ويمكن الحصول عليه. في العماد، نحن نُعطى هذا الدواء. تبدأ في داخلنا حياة جديدة، حياة جديدة تنضج في الإيمان، ولا يمكن محوها بموت الحياة القديمة، بل إنها حينها تنتقل بالملء الى النور. البعض ربما سيجيب على ذلك قائلين: نعم، أسمع الرسالة بالطبع، ولكن ينقصني الإيمان. ومن يريد أن يؤمن سيسأل: هل الأمر بفعل كذلك كيف يمكننا أن نتخيله؟ كيف يتم هذا التحول من الحياة القديمة، حيث تنمو في داخلها الحياة الجديدة التي لا تعرف الموت؟ ومرة أخرى استشهد بمقولة يهودية قديمة تساعدنا على فهم المسيرة السرية التي تبدأ في داخلنا بالعماد. تخبر الرواية كيف اختُطف عانوخ الى عرش الله. غير أنه ارتعب أمام عظمة القوات الملائكية، وفي ضعفه البشري لم يستطع أن يتأمل بوجه الله. "حينئذ قال الله لميخائيل يتابع كتاب عانوخ "خذ عانوخ، وانزع عنه الثياب الأرضية. امسحه بالزيت الحلو وألبسه ثياب المجد!" ونزع عني ميخائيل ثيابي، ومسحني بالزيت الحلو، وكان هذا الزيت أكثر إشعاعاً من النور... كان بهاؤه شبيهاً بأشعة الشمس. وعندما نظرت الى نفسي وجدتني كالكائنات الممجدة" (Ph. Rech, Inbild des Kosmos, II 524). هذا بالتحديد ما يحصل في العماد نلبس حلة الله الجديدة؛ هذا ما يعلمنا إياه الإيمان المسيحي. بالطبع هذا التغيير في اللباس هو مسيرة تدوم كل الحياة. ما يحصل في العماد هو فاتحة مسيرة تطال كل حياتنا تجعلنا مؤهلين للأبدية لنظهر بحلة يسوع المسيح النورانية، بحضرة الله، ونعيش معه الى الأبد. في رتبة العماد هناك عنصران يظهر فيهما هذا الحدث ويصبح ضرورة لحياتنا. هناك قبل كل شيء رتبة التخلي والوعود. في الكنيسة القديمة، كان المعمَّد ينظر الى الغرب، رمز الظلمات، غياب الشمس، الموت، وبالتالي مملكة الخطيئة. كان المعّمد ينظر الى تلك الناحية ويقول ثلاث مرات "لا" للشيطان وجبروته وللخطيئة، وبكلمة جبروت أي أبهة الشيطان، هناك رمز الى عظمة عبادة الآلهة والمسرح القديم، حيث كان البعض يشعرون بلذة رؤية أشخاص أحياء تمزقهم الحيوانات. ما يقوم به المعمد، هو رفض لنوع من الثقافة التي تكبل الإنسان في عبادة السلطة، في عالم الوهم والعنف. ما يقوم به المعمد هو عمل تحرر من نمط حياة، يظهر بحلة اللذة، ولكنه كان يدفع بالإنسان الى تدمير أفضل مزاياه. هذا الرفض، يشكل اليوم أيضاً جزءاً أساسياً في رتبة العماد. فيه ننزع الثياب القديمة التي لا يمكننا المثول بها أمام الله. بكلمات أخرى: هذا التخلي هو وعد فيه نضع يدنا بيد المسيح، ليرشدنا ويلبسنا الحلة الجديدة. أياً كانت الملابس التي نخلعها، وأياً كان الوعد الذي نقوم به، يظهر جلياً في الفصل الخامس من الرسالة الى الغلاطيين، وما يسميه بولس بـ "أعمال الجسد" وهي عبارة تعني بالتحديد الملابس القديمة التي لا بد من نزعها. بولس يصفها هكذا: الزنى والدعارة والفجور وعبادة الأوثان والسحر والعداوات والخصام والحسد والسخط والمنازعات والشقاق والتشيع والحسد والسكر والقصف وما أشبه" (غل 5: 19 وما بعد). هذه هي الملابس التي نخلعها؛ إنها ملابس الموت. ثم يلتفت المعمد الى الشرق رمز النور، وشمس التاريخ الجديدة، الشمس التي تشرق رمز المسيح. المعمد يختار اتجاه حياته الجديد: الإيمان بالإله الثالوث الذي يسلم إليه ذاته. وهكذا يلبسنا الله نفسه حلة النور، حلة الحياة. بولس يسمي هذه الثياب الجديدة "ثمار الروح ويصفها بهذه الكلمات: " المحبة والفرح والسلام والصبر واللطف وكرم الأخلاق والإيمان والوداعة والعفاف" (غل 5: 22). في القديم، كان المعمد يُعرّى بالفعل من ثيابه. كان ينزل في جرن العماد وكان يُغطَّس فيه ثلاث مرات رمزا للموت الذي يعبّر عن راديكالية هذا التعري وهذا التغيير في الملابس. هذا الحياة التي مصيرها الموت، يسلمها المعمد للموت، مع المسيح، ويسمح للمسيح بإرشاده وسحبه نحو الحياة الجديدة التي تغيره للأبد. وبعد خروجهم من الماء، كان المعمدون يرتدون ثياباً بيضاء، ثياب نور الله، ويتسلمون شمعة مضيئة رمزاً للحياة الجديدة في النور الذي أضاءه الله نفسه فيهم. كان يعلمون ذلك: لقد نالو دواء عدم الموت، الذي في وقت المناولة يبلغ ملأه. فيها ننال جسد الرب القائم وهذا الجسد يجذبنا، ليحرسنا ذلك الذي انتصر على الموت ويحملنا عبر الموت. ضعفت هذه الرموز مع مر العصور، غير أن حدث العماد لم يتغير. فالعماد ليس غسلاً بسيطاً بل هو موت وقيامة، ولادة للحياة الجديدة. نعم، العشبة ضد الموت موجودة. المسيح هو شجرة الحياة التي يمكن الوصول إليها. إذا جئنا إليه ننال الحياة. ولذلك سنرنم في ليل القيامة هذا، ومن كل قلبنا، الهللويا، ترنيمة الفرح الذي لا يحتاج الى كلمات للتعبير عنه. ولذيك يقول بولس الى أهل فيليبي: "افرحوا دائماً بالرب، وأقول لكم، افرحوا!" (في 4: 4). الفرح لا يُطلب بل يُمنح. الرب القائم يمنحنا الفرح: الحياة الحقة. يحرسنا الى الأبد حبّ ذلك الذي أعطي كل سلطان في السموات وعلى الأرض (راجع مت 28: 18). وهكذا نصلي ونحن متأكدين من أن الله يصغي الى صلاتنا: إقبل أيها الرب صلوات شعبك وتقادمه، لكيما ما حدث في السر الفصحي يتحول بقوتك دواء للحياة الأبدية. آمين نقله الى العربية طوني عساف - وكالة زينيت العالمية |
||||
06 - 09 - 2014, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 5844 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيامة المسيح والمستحيلات العشر المستحيل الأول: من الممكن أن تكتب نهاية حياتك بيدك، ولكن من المستحيل أن تقدر علي القيامة من الأموات بكلتا يديك أو أن تعرف أيضا متي ستقوم؟! السيد المسيح له كل المجد كان يعرف أنه سيقوم. فقد قال رب المجد لتلاميذه: " كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية. و لكن بعد قيامي أسبقكم الي الجليل". (مت 26: 31، 32) وهذا يؤكد معرفة السيد المسيح بقيامته. المستحيل الثاني: إن غالبية الذين ماتوا أجبروا علي الموت لكن الذين قاموا أجبروا علي القيامة، وجميعهم أقامتهم قوتا دفع push أو جذب pull. ومن المستحيل أن يقوم شخص بإرادته وحده. أما السيد المسيح له كل المجد فلا قوة دفع دفعت به من داخل القبر، ولا قوة جذب جذبته من خارج قبره، لولا إيليا لما قام أبن أرملة صرفة صيدا، ولولا قوة السيد المسيح لما قامت أبنه يايرس. أما قيامة السيد المسيح فتنسب إلى الثالوث الأقدس حيث أن لاهوت المسيح هو الذي حفظ من الفساد ناسوته وهو الذي أقام الناسوت من بعد الموت، وهو الذي لم يفارق ناسوته لا قبل الموت حين كان المسيح جسداً بروح أو بعد الموت حيث أضحي جسداً بغير روح، والابن مات طواعية ولكن بقوته و أرادته قام، والروح القدس " وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكنا فيكم فالذي أقام المسيح من الأموات سيحيي أجسادكم المائتة أيضا بروحه الساكن فيكم " (رو8: 11). المستحيل الثالث: من المستحيل أن تعرف متي ستموت؟ ومن رابع المستحيلات إذن أن يعرف كائن بشري حياً أو غير حي متي سيقوم؟ أما السيد المسيح فكان يعلم جيداً متى سيموت فقد قال: "ولما أكمل هذه الأقوال كلها قال لتلاميذه تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب" (مت 26: 1، 2)، وأيضا كان يعلم أين سيموت حيث نبه السيد أن موته صلباً سيكون في منطقة أورشليم وخارج المحلة حين قال: "وفيما كان يسوع صاعداً إلى أورشليم أخذ الأثني عشرا تلميذا علي إنفراد في الطريق وقال لهم نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت" (مت 20: 17– 19)، وأيضاً كيف سيموت حيث قال له المجد: " ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به و يجلدوه و يصلبوه. وفي اليوم الثالث يقوم" (مت 20: 19)، وكان السيد المسيح له المجد يعرف متي سيقوم حيث المسيح تكلم عن قيامته بصيغتي (ثلاثة والثالث). فذكر أنه يمكث في قبره ثلآثة أيام، وذكر أنه يقوم من قبره في اليوم الثالث "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). المستحيل الرابع: من الممكن أن تخطط لأعمالك وبرامجك حتى قبل آونة موتك، ومن المستحيل أن تضع برنامجاً تبدأه بعد الموت أو تكمله بعد القيامة. أما السيد المسيح له المجد فوضع قبل موته برنامج بعد قيامته. المستحيل الخامس: سهل جداً علي الأحياء والأموات في عالم البشر أن يهبوا الموت لبعض الأحياء و يتسببوا فيه، ولكن من المستحيل أن بشراً حياً أو مائتاً يمنح حياة لماءت، أما السيد المسيح له المجد فلكي يولد قتل الأطفال وبعد أن مات قام الراقدون من التراب!! المستحيل السادس: من الطبيعي والميسور علي الله أن يعطي الحياة للأحياء وللموتى، ومن المستحيل علي الإنسان المعرض للموت أن يقضي علي الله الحي، المسيح قام هذا أمر طبيعي له، وفوق طبيعتنا نحن، المسيح مات هذا أمر فوق طبيعته لا فوق طبيعتنا لأننا نحن والموت صوان لا يفترقان أما الموت و رب المجد لا يتفقان ولا يلتقيان. المستحيل السابع: كل إنسان يخرج من بطن أمه بصورة أجمل وأكمل من تلك التي بها دخل بطن أمه ماخلا المسيح. و كل إنسان يخرج من بطن قبره بصورة أكمل من تلك التي بها دخل ماعدا المسيح، ومن المستحيل أن تتجمع القيامة مع الجروح والثقوب والبثور، وليس من الضروري أن يصير كل كائن شيخاً، ولكن من الضروري أن كلا منا كان طفلاً قبلما يكون رجلاً، وكل منا خرج من ذات المستودع، الذي دخل فيه. ولكن خروج الإنسان من بطن أمه كان بصورة أكثر جمالا من تلك التي دخل إلي بطن أمه، ماعدا المسيح فقد دخل ملك وخرج عبد، ودخل إلها ليخرج منها إنساناً، هكذا القبر فالذي يدخل فيه أعرج يخرج سليم والأعمى يخرج منه مبصر، إلا رب المجد يسوع فقد دخل بجراحاته وخرج بها حتى تظل ختم المحبة. المستحيل الثامن: من السهل جداً التنكر للقيامة، ومن المستحيل قط التنكر للموت، أما ربنا يسوع فقد تعرض لكليهما، فاليهود تنكروا لقيامته، وغير المسيحيين أنكروا موته، ولكن المسيحيون نادوا بالأمرين معاً حين شهدوا: بموتك يا رب نبشر وبقيامتك نعترف... المستحيل التاسع: من المستحيل أن يحيا الجسد بغير الروح، ومن الممكن أن تعيش الروح بدون الجسد، أما السيد المسيح فلم ينفصل قط لاهوته عن جسده ولا من روحه. قبل الموت كان المسيح روحاً متحداً بناسوته، وكان ناسوت المسيح روحاً متحدة بجسد ذي نفس، وأما بعد الموت، فصار لاهوته متحداً بجسده الذي أضحي بلا روح، ومتحداً بروحه التي أصبحت بلا جسد، لذلك حفظ لاهوته جسد ناسوته .. ولم يري هذا الجسد فساداً. المستحيل العاشر: من البديهي أن يموت إنسان دون أن تكتمل رسالته ومن غير أن يكمل دوره. ومن المستحيل أن يكون له دوراً يؤديه لحساب رسالته بعد موته أو قبل قيامته. أما الرب يسوع فدوره بعد موته كان أكبر وأكثر من عمله قبل الموت. فله دور أداه قبل موته و آخر قبل قيامته، وله دور قام بأدائه قبل صعوده، ورابع يؤديه قبل مجيئه الآتي، أما الدور الخامس سوف يقوم به بعد المجئ الثاني والقيامة العامة. |
||||
06 - 09 - 2014, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 5845 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بقلم القس نصرالله زكريا صدق مَن قال أن قيامة المسيح هي حجر الزاوية الذي تقوم عليه الديانة المسيحية، فالمسيحية هي المسيح، تستمد وجودها من ميلاده، وحياتها من حياته، واستمراريتها من قيامته، وقوتها من شفاعته فإن لم يكن المسيح قد قام لما صار للمسيحية وجود أو كيان، وأمسىَ المسيح نفسه غير صادق في نبوته وتعاليمه، وفي رسالته "الخلاص الخطاة الهالكين، الموتى بالذنوب والخطايا"، لأنه كيف لميت أن يقيم ميتاً نظيره وفي دعواه بأنه ابن الله الذي له الحياة في ذاته (يوحنا 5: 26). من أجل هذه الأسباب قامت معاول الكثيرين لتنال من حقيقة قيامة المسيح. فمن قائل أن المسيح لم يقم مطلقاً، إلي مدع بأن قيامة المسيح كانت من إغماء طويل انتابه نتيجة لآلام الصلب الرهيبة ومَن معتقد أن المسيح قام في مبادئه وتعاليمه، إلى مؤمن بأن المسيح قام في عقول وتصورات التلاميذ، الذين آمنوا أن المسيح لابد وأن يقوم فكان إيمانهم هذا وراء قيامة المسيح من الموت. ونحن نشكر الله لأن المسيح أبطل كل الادعاءات "لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ" (متى 28 : 6). قام ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منه (أعمال الرسل 2 : 24). وكيف لقبضة الموت أن تجرؤ على الإمساك برب ورئيس الحياة (أعمال الرسل 3 : 15). قام المسيح ظافراً منتصراً على الموت فأكد بقوة إله أنه ابن الله لأنه »4 وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا« (روميه 1 : 4). وثبّت دعواه بأنه ابن الله الذي له الحياة في ذاته، القادر علي أن يقيم من الموت كل من آمن به، أسمعه يقول: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يوحنا 11 : 25). وهو القادر على أن يخلص من الخطية كل مؤمن به (لوقا 19 : 9). وكل معترف بربوبيته وبقيامته من الموت، يقول رسول المسيحية بولس: "إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ" (روميه 10 : 9). وعندما تساءل حافظ السجن المودع فيه بولس وسيلاً طالباً الخلاص قائلاً ماذا ينبغي أن افعل لكي أخلص؟ كانت الإجابة "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ" (أعمال الرسل 16، 30 - 31). ومازال المسيح إلى يومنا هذا يُخلص ويُقيم من موت الخطية كل مَن يقبله بالإيمان في قلبه، ويعترف به ويصلبه ويموته وبقيامته، لأنه هو وحده "الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا« (كولوسي 1 : 14). |
||||
06 - 09 - 2014, 02:15 PM | رقم المشاركة : ( 5846 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قيامة المسيح وإيمان التلاميذ:
لم تكن قيامة المسيح قيامة مبادئ أو تعاليم، ولم تكن قيامة إيمان عرف طريقه إلى عقول التلاميذ، فأفكار التلاميذ كانت تتجه وتنحصر في الموت فقط، ولم يأت لتفكيرهم مطلقاً أن المسيح سيقوم كما قال لهم، وهذا يفسر لنا كيف أن مريم المجدلية لم تعرف المسيح المقام، وظنته البستاني (يوحنا 20 : 15). وبطرس في فشله وقف وسط التلاميذ قائلاً: "أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّد" فوافقوه ورافقوه (يوحنا 21 : 3) كما أن توما عندما وصلته أنباء عن قيامة المسيح لم يستطع أن يصدق لإيمانه بأن المسيح مات وحسب، فكان شرطه إن لم يرَ أثر المسامير في يدي وقدمي المسيح، وإن لم ير الجنب المطعون فهو لن يصدق (يوحنا 2 : 34 - 35)، وهكذا الحال مع التلميذين اللذين كانا في طريقهما إلي قرية عمواس لم يكونا ليصدقا أن المسيح قام من الأموات (لوقا 34، 13 - 27). كان إيمان التلاميذ يتجه نحو المسيح المصلوب، الذي ُدِفن وقُبر. وأذهانهم تدرك أن الذي علقت عليه آمالهم المسيانية في فداء إسرائيل قد مات، فأصبحت حياتهم يتملكها الخوف من تعقب وبطش اليهود بهم، فسجنوا أنفسهم في علية، وأحكموا غلق الأبواب عليهم (يوحنا 20 : 19) وما كانت لهذه الحياة سوى الموت. لكن يسوع المسيح الذي مات في أذهان التلاميذ، بعد قيامته من الأموات، تقابل هذا المائت وهو في طريقه إلي الحياة، مع التلاميذ -الأحياء- الذين في طريقهم إلى الموت، فأقام فيهم إيمانهم، الذي به وهم في طريقهم إلي الموت سوف يحيون إلى أن ينطلقوا إلى السماء ليتقابلوا مع المسيح الحي المقام، والذي في أذهانهم هو مائت. هذا أيضاً يفسر لنا كيف تحول جبن التلاميذ إلى شجاعة منقطعة النظير حتى وإن قادتهم بشارتهم وكرازتهم بالمسيح المقام للصلب والرجم والموت. |
||||
06 - 09 - 2014, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 5847 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامة ركيزة الإيمان المسيح وقيامته الظافرة، أساس وركيزة المسيحية الحقة، إنه البشري الخالدة التي نادىَ بها التلاميذ، والذي منه جاءت قوة شهادتهم، وفعالية كرازتهم، يقول رسول المسيحية بولس: "وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا، وَبَاطِلٌ أَيْضاً إِيمَانُكُمْ، وَنُوجَدُ نَحْنُ أَيْضاً شُهُودَ زُورٍ لِلَّهِ لأَنَّنَا شَهِدْنَا مِنْ جِهَةِ اللهِ أَنَّهُ أَقَامَ الْمَسِيحَ وَهُوَ لَمْ يُقِمْهُ.. وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! إِذاً الَّذِينَ رَقَدُوا فِي الْمَسِيحِ أَيْضاً هَلَكُوا" (1كورنثوس 15 : 14 - 18). فالمسيح المقام هو قوة كرازتنا بالخلاص الذي في المسيح، لأن قيامة المسيح هي بمثابة البرهان الواضح والدليل الأكيد علي إتمامه عمله الخلاصي، وبقبول الله لذبيحته وكفارته التي قدمها عن الإنسان الخاطئ، وهي في ذات الوقت الانطلاقة الكبرى في حياة وكرازة التلاميذ والرسل، ولئن قام المسيح حقاً من الموت "أَرَاهُمْ أَيْضاً نَفْسَهُ حَيّاً بِبَرَاهِينَ كَثِيرَةٍ بَعْدَ مَا تَأَلَّمَ، وَهُوَ يَظْهَرُ لَهُمْ أَرْبَعِينَ يَوْماً وَيَتَكَلَّمُ عَنِ الأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ" (أعمال 1 : 3). فآمنوا به، وإذ قدم إرساليته العظمي لهم قائلاً: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (متى 28 : 19 - 20) فانطلقوا في أثر ذلك غير مبالين بما يلاقونه من اضطهاد أو استشهاد في سبيل ذلك المقام الذي رأته أم أعينهم. وفي المسيح المقام يتأسس إيماننا وغفران خطايانا، يقول الكتاب المقدس عن المسيح "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا" (روميه 4 : 25). فموت المسيح لم يكن إلا ذبيحة كفارية قدمها بإرادته لله الأب ملتمساً غفران خطايا الإنسان الساقط الهالك، لكن قيامة المسيح هي أساس التبرير، لأنها إعلان الله عن قبوله كفارة وذبيحة المسيح، فلو لم يقم المسيح لما صار لنا الفداء أو التبرير أمام الله، لكن والمسيح قد قام، وضع أساس المصالحة بين الله والناس. ولنا في المسيح المقام الضمان والوعد بعدم هلاك المؤمنين الذين رقدوا في المسيح، لأن المسيح القيامة يعلن: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا. وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ" (يوحنا 11 : 25 - 26). فكل من يؤمن بالمسيح فأنه ينتقل من الموت إلي الحياة ولن يسود عليه الموت الثاني الذي هو الطرح في بحيرة النار! (رؤيا يوحنا 20 : 14). كما أنه في المسيح المقام يكمن لنا رجاء حي، يقول الرسول بطرس: "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ" (1بطرس 1 : 3). فقيامة المسيح تعني ميلاداً جديداً، وحياة جديدة يملؤها الرجاء واليقين في المسيح الحي، المقام من الأموات وفي وعوده بضمان حياة أبدية سعيدة معه في السماويات. |
||||
06 - 09 - 2014, 02:17 PM | رقم المشاركة : ( 5848 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامة ميلاد جديد لقد آمن التلاميذ بالمسيح، معتقدين أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل، وعندما مات المسيح، مات إيمانهم، ودفن رجاءهم، وصارت حياتهم تجسيداً للفشل الكامل، لكن قيامة المسيح كانت ولادة جديدة، وإيماناً جديداً لحياة جديدة، ولرجاء حي لا يموت، لأنه مؤسس على مخلص حي لن يموت. وقيامة المسيح تقدم رجاءً جديدًا للخطاة، لأنها أيضاً تعني ميلادًا جديدًا بالنسبة لهم، يقول الرسول بطرس، "مُبَارَكٌ اللهُ الَّذِي وَلَدَنَا ثَانِيَةً، بِقِيَامَةِ الْمَسِيحِ لأن الله إذ أرسل لنا ابنه قدَّم في هذا الابن حياة جديدة، وكل من يقبل الابن فهو يولد من فوق (يوحنا 3 : 3). ويصير خليقة جديدة (2كورنثوس 5 : 17) وتتم الولادة الجديدة بقبول المسيح وبالإيمان به، هذا ما يخبرنا به البشير يوحنا في إنجيله "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ (المسيح) فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ" (يوحنا 1 : 12) ونلاحظ أن أولاد الله هم المؤمنون باسمه، أي الذين قبلوا المسيح في قلوبهم. عزيزي.. هل نلت الحياة الجديدة؟.. جاء المسيح ليموت عوضاً عن خطاياك.. وقام أيضاً لتبريرك.. منه جاءت الحياة.. بل هو نفسه الحياة.. فهل اختبرته في حياتك؟ وهل عرفت الحياة طريقها إلى حياتك؟ أصلي أن تفتح قلبك له.. ولتؤمن به.. فتنال الحياة الجديدة.. والولادة الجديدة.. فتغدوا متأكداً من قيامتك.. من قبر خطاياك.. متأكداً أن الحياة تسري فيك. |
||||
06 - 09 - 2014, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 5849 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القيامة و الحياة الجديدة المسيح قام! إذاً انحلّت المشكلة! صدِّق! لا تستخفنّ! ما أنت بحاجة إليه، في أعماق ذاتك، قد أُعطي لك بالكامل. بإمكانك أن تتأكّد، من ذلك، وبنفسك. ولكنْ، فقط إذا ما كان لك ذهن منفتح وتفرح بالحقّ يتسنّى لك هذا الأمر. بدل أن يكون موقفك رافضاً، في المبدأ، لما هو مطروح عليك والرفض المبدئي موقف غير علمي بدل أن تتمسّك برأي زُرع فيك عن غير حقّ أنّ القيامة "خبريّة"، ما رأيك أن تتبنّى موقفاً أكثر واقعية وأكثر تجرّداً وتقول، على نحو إيجابي: "أنا لا أعرف ولا أستطيع أن أحكم في الأمر. ولكنْ إذا كان ما يُطرَح بشأن قيامة المسيح صحيحاً، وثبت لي أنّه صحيح، فأنا مستعد أن أقبل به بفرح"؟ إذا ما كانت نيّة قلبك سليمة، إذا ما كنت، في قرارة نفسك، صادقاً ومستعداً لأن تتبنّى الحقيقة المستجدّة عليك في شأن هذه المسألة، فدعني أؤكّد لك أنّه مستحيل ألا تأتي إلى قيامة المسيح وإلى الإيمان بالربّ يسوع المسيح. كيف يمكنني أن أكون قاطعاً إلى هذا الحدّ؟ لأنّي أعرف الذي تكلّم. فقط أعرني انتباهك قليلاً واسمعني بكيانك! ما مشكلتك ومشكلتي؟ ما مشكلة البشريّة جمعاء؟ حياة الإنسان على الأرض، عملياً، كتلة مشكلات، بعضها قابلٌ، بشرياً، للحلّ وبعضها غير قابل للحلّ. لو تسنّى لك أن تنظر في مشكلاتك، في العمق، لاكتشفت أنّ وراءها كلّها مشكلة واحدة أساسية: الخوف من الموت (عب 2: 15). حُلّ هذه المشكلة تجدْ حلاً يقينياً لكل معاناتك. كل البشريّة، إذ ذاك، تُشفَى. الحروب تنتهي. الصراعات تزول. القلق يتبدّد. ويسود سلام عميق وأكيد في العالم يدوم إلى الأبد. ولكنْ لا حلول بشريّة للخوف من الموت. فقط محاولات لا عدّ لها للهرب من الموت فاشلة. وكلّما حاولت أن تهرب أنتجتْ محاولتُك مشكلات أكبر وأعمق. خذ العنف مثلاً. لماذا يقمع الناس بعضهم بعضاً ولماذا يتقاتلون؟ أليس لشعورهم بأنّ الآخرين تهديد لهم؟ إذاً الخوف هو مشكلتهم. أَحِلَّ السلام محلّ الخوف في القلب ينتفي مبرِّر العنف. يسقط العنف من ذاته. خذ الصراع بين الطبقات الإجتماعية. خذ الإدمان، إدمان المخدّرات والمسكرات والمقامرة. خذ الجشع. خذ النهم. خذ الشغف بالألعاب. خذ الإغراق في متع الحياة على أنواعها. خذ ما شئت تجدْ أن تصرّفات الناس محكومة، في العمق، بالخوف من الموت. الإنسان يعاني القلق والسأم والضجر والفراغ. وهذه كلّها مؤشّرات الموت. حتى المعتقدات الدينية يمكن أن تكون، في الممارسة، مساعي للهرب من شبح الموت. الديانات، في أحسن الحالات، خليط من نفسانيات وأخلاقيات وما ورائيات. تسعى إلى تنظيم علاقة الإنسان بنفسه وبالمجتمع وبالغيبيّات. ربما تدعو الناس إلى فضائل إجتماعية كالصدق والاستقامة والأمانة والإحسان والمسامحة وسواها، وربما تساعد الإنسان على اكتشاف قواه الذاتية الكامنة فيه، وتمدّه بما يعينه على الامتداد إلى عالم آخر غير عالمه حلاً لمشكلة الموت لديه. تَعِدُه بالجنّة، أو بما يعادلها، إن هو فعل كذا وكذا. كل هذه، بيسر، يمكن أن تسيطر على وجدان الإنسان وهواجسه وأن يصير لها فيه مفعول الأفيون. تخلق له عالماً غير عالمه وتسكره بوعودها. وكثيراً ما يكون هذا العالم وهمياً، لكنّه يتحكّم بفكر الإنسان وتصرّفاته. يخرجه أحلامياً من الواقع الأليم الذي هو فيه إلى وعد بحياة لا موت فيها بعد الموت. إذ ذاك يرضى الإنسان أن يقيم في الجحيم هنا ليأتي إلى الجنَّة هناك. يتمسّك الناس بمثل هذه المعتقدات لدرجة يكونون معها مستعدّين لأن يعنفوا ولأن يقتلوا، من أجل الدين، مَن يتصدّى لهم أو يرفض أن يذعن لهم أو يقف في وجههم ويهدّدهم في معتقداتهم، وهم يظنّون، عن حسن نيّة، أنّ لهم في ذلك ثواباً عظيماً. هذا، في الواقع، أحد أسباب الصراعات الكبرى بين الشعوب اليوم: العنف باسم الله! والقتل باسم الله! الديانات تتحوّل، بيسر، في وجدان المؤمنين بها، إلى أحزاب وشعارات ذات منحى سياسي بمقادير. الديانات، التي هي على هذه الصورة، إن هي، في العمق، سوى اختراعات بشريّة القصد منها وضع ضوابط لتفلّت الناس وربط هذه الضوابط بقوى خفيّة برباط الثواب والعقاب. المسيحيّة، بهذا المعنى، ليست ديناً، لا بل هي نقضٌ للأديان قاطبة! في وجدان بعض المسيحيّين المسيحيّة دين من الأديان، لذا يتعاطونها كما يتعاطى غير المسيحيّين دياناتهم. الفرق يكون في الشكل لا في المضمون. لكن هؤلاء يخطئون الهدف. المسيحيّة لا تهدف إلى تحسين الأخلاق ولا ترمي إلى اكتشاف الإنسان قواه الذاتية ولا ترسله إلى الآخرة لينعم بالسعادة التي هو محروم منها هنا. المسيحيّة ليست نظرة جديدة مختلفة إلى الحياة الحاضرة المائتة. المسيحيّة حياة جديدة بالكامل منذ الآن. طبعاً ثمّة كلام على ملكوت الله ولكن لا كحقيقة تأتي في المستقبل، بل كحقيقة آنية تمتدّ إلى الأبد. "ها ملكوت الله داخلكم" (لو 17: 21). في كل حال الحياة الأبدية في المسيحيّة ليست حياة إلى الأبد، بالمعنى الزمني للكلمة، بل نوعية حياة. "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنتَ الإله الحقيقي [الآب السماوي] وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو 17: 3). الحياة الأبدية هي الاشتراك في حياة الله الأزلي الأبدي. كذلك نتكلّم على قيامة الربّ يسوع المسيح في الجسد من الموت، لكنَّ ما يعنينا فيها، مباشرة، هو أن قيامة الربّ يسوع تنتقل إلينا بمثابة حياة جديدة "حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جدّة الحياة" (رو 6: 4). قيامة يسوع أتتنا بحياة جديدة، لا بمعنى التمنّي ولا بالمعنى المستقبلي للكلمة، بل بمعنى الحياة الجديدة التي يبثّها فينا يسوع الآن. لهذا أعطانا الروحَ القدس، روحَ الحياة الجديدة. ولهذا اقتبلنا المعمودية باسمه. هذا كلام كبير ليس برسم المحاججة ولا الإقناع ومن حقّ القارئ أن يقف منه موقفاً حيادياً. لكن الكلام يُعرف بمفاعيله كما تُعرف الشمسُ بنورها وحرارتها والحياةُ في الشجرة بأوراقها وثمرها. عمل الروح القدس، أي الحياة الجديدة، يُعرف في القدّيسين. لا أتكلّم على القدّيسين الذين يصنعون العجائب فقط بل، بخاصة، على القدّيسين الذين اقتبلوا الحياة الجديدة وأثمروا. أتكلّم، إذاً، على العجائب الروحيّة التي أبانتها الحياة الجديدة في القدّيسين. الزانية، كمريم المصرية، التي صارت معلِّمة للعفّة، والقاتول، كموسى الأسود، الذي صار معلِّماً للوداعة، والسارق، كإبراهيم اللص، الذي صار مثالاً يُحتذى في الأمانة، والبخيل، كبطرس الرحيم، الذي صار معطاء سخيّاً مبدِّداً على المحتاج. وإن ننسى لا ننسى الكافر، كبولس الرسول، الذي صار معلِّماً للشريعة الجديدة في كل المسكونة. هل تعلم كيف تغيّر هؤلاء؟ تغيّروا لأنّ قوّة حلّت وبدّدت الخوف من الموت فيهم. استقرّ فيهم سلام غير سلام العالم. كان هذا سلام المسيح القائل: "سلامي أُعطيكم لا كما يعطيكم العالم". الحياة الجديدة التي مدّهم بها الروحُ القدس، روحُ الحياة، جعلتهم أقوى من الموت. عبثاً نحاول أن نجد أسباباً بشريّة نعلِّل بها التغيير الهائل الذي حصل لهم. متى كانت العفّة، بشريّاً، تأتي من الزنى؟ ومتى كان العنف يولّد الوداعة؟ متى كانت اللصوصية تنتج أمانة؟ ومتى كان البخل ينشئ سخاء وكرماً؟ متى كان الكافر يتحوّل إلى مُسَار لأقوال الله؟ هذه كلّها صور عن القيامة من الموت. وهذه كلّها تشهد لنعمة الله المجدِّدة في هؤلاء القوم وأمثالهم. وماذا بإمكانك أن تقول عن الشهداء في المسيحيّة؟ لكل ديانةٍ شهداؤها، طبعاً على أساس قِيمها. أما الشهداء في المسيحيّة فمعجزة مدهشة لا مثيل لها. ليس أنّهم يتخطّون حاجز الخوف من الموت وحسب. غيرهم قد يتخطّى حاجز الموت أيضاً إذا ما كان مشحوناً بأفكار سياسية أو بأوهام دينية أو بخيالات حادّة. ولكن مَن يقدر، في آن، أن يكون هادئاً، فرحاً، وديعاً، لا يكنّ لجلاّده أي ضغينة، محبّاً لأعدائه؟ تصوّروا أنّ القدّيس كبريانوس القرطاجي أمر لجلاّده، وهو ذاهب إلى الموت، بعشرين ذهبية، كأجرة له على تعبه. أهذا من صنع البشر؟ الناس الذين كانوا يلاحظون شهداء المسيحيّة كانوا دائماً يتساءلون باستغراب كبير: من أين تأتي المسيحيّين هذه القوّةُ الداخلية التي تجعلهم يُقبلون على الموت كما يُقبل الناس على الحياة؟ الشهيد في المسيحيّة هو الشاهد لقيامة الربّ يسوع المسيح بامتياز. الشهيد ثمرة هذه القيامة. قوّة قيامة يسوع هي الفاعلة فيه. الشهيد هو الإثبات! طبعاً قوّة الله لا تفعل في الإنسان من غير مساهمة الإنسان نفسه. لا نتصوّرن أنّ الخوف من الموت يزول فينا آلياً. لا بد من التعب في حفظ الوصيّة. لا بد من غصب النفس عليها. لا بد من الجهاد الداخلي من أجلها. نساهم في الحياة الجديدة بما أُوتينا. لكنّ هذه المبادرات كلّها لا يأتيها صاحبها إلاّ إذا كان راغباً جدِّياً في الحياة الجديدة، طالباً الحقّ بشغف ولو كلّفه الأمر غالياً. طبعاً مهما فعل الإنسان لا يمكنه أن يبلغ الحياة الجديدة. هذه تُعطى له من فوق لأنّه يريدها ويطلبها. ومهما فعل ليس دليل بشري يمكن أن يقنعه بصدقية الحياة الجديدة. النعمة هي التي تقنعه متى حلّت فيه. بشرياً لا شيء تَقْبَله إلاّ إذا كنتَ مقتنعاً به. إلهياً تبدي استعداداً عميقاً للقبول بما يُعرض عليك، إذا ثبت لديك أنّه حقّ، فيأتيك الإثبات من ذاته من حيث لا تدري. إذ ذاك تصير مؤمناً. الله يعطيك أن تصير مؤمناً. قبل ذلك تنتظر، بصدق، كشفاً. تنتظر ولا تملّ من الانتظار فيأتيك الإيمان وتأتيك النعمة ولا تعرف كيف ولا متى. تصارع نفسك! والله، علاّم القلوب، لا ينساك، لكنّه لا يأتيك إلاّ متى تهيأت. حَسْبُك أن تعرف أنّك إن أحببت الحقّ أحبّك الحقّ، أي يسوع، وكشف لك ذاته حياة جديدة. الباقي تفصيل، وحده العليّ عارف به. هذا ما يجعلك في قلب القيامة. هذا الكلام لي ولك وللجميع. ليس لفئة دون سواها. كلّنا معطى القيامة إذا ما رغب فيها. القيامة لكل الناس إذا ما أرادوا. الحياة الجديدة ممدودة للجميع. لذا قال الذهبي الفم في خطبة الفصح: "المملكة العامة قد ظهرت... لا يخافن أحد من الموت لأنّ موت المخلّص قد حرّرنا. فإنّه أخمده لما ضُبط فيه... قام المسيح واستقرّت الحياة. قام المسيح وليس ميت في القبر لأنّ المسيح بقيامته من الأموات قد صار مقدمة الراقدين. فله المجد والعزّة إلى دهر الداهرين، آمين" *********************************** ** ** ******** ******** ** ** ** ** ** |
||||
06 - 09 - 2014, 02:20 PM | رقم المشاركة : ( 5850 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ"
الطوباويّ غيريك ديغني "هذا هو اليوم الذي صنعَه الربّ! فلنبتهج ونفرح به" (مز118: 24). يا إخوتي، فلننتظر الربّ مبتهجين بفرح عظيم، كي نراه ونستمتع بنوره. لقد تهلّل إبراهيم لمجرّد أنّه فكّر في رؤية يوم الربّ. لذا، استحقّ أن يراه وأن يبتهج به" (يو8: 56). أنت أيضًا، يجب أن تسهر كلّ يوم على أبواب الحكمة، وأن تؤمّن الحراسة مع مريم المجدليّة على قبر المسيح. عندئذٍ، أؤكّد لك أنّك ستشعر معها بمدى صحّة ما ورد في الكتاب: "الحكمة ساطعة لا تذبل، تسهل مشاهدتها على الذين يحبّونها ويهتدي إليها الذين يلتمسونها. تسبق فتعرّف نفسها إلى الذين يرغبون فيها. ومَن بكّر في طلبها لا يتعب لأنّه يجدها جالسةً عند بابه" (حك6: 12-14). لقد وعد هو نفسه بذلك: أنا أُحِبُّ الذينَ يُحِبّوَنني والمُبتَكِرونَ إلَيَّ يَجِدوَنني (مثل8: 17). هكذا وجدت مريم يسوع في الجسد، هي التي جاءت إلى القبر قبل بزوغ الفجر. صحيح أنّه ما عاد يفترض بك أن تعرفه معرفة بشريّة (2قور5: 16)، بل بحسب الروح. لكنّك ستجده روحيًّا إن كنت تبحث عنه بتوق شديد مثل مريم. "نَفْسي في اللَّيلِ اشتاقَتْكَ وروحي في داخِلي تَبتَكِرُ إِلَيكَ" (أش26: 9). أيّها الإخوة، اسهروا إذًا وصلّوا بإيمان! اسهروا لا سيّما أنّه طلع فجر اليوم الذي لا غروب له! أجل، "هذا وإنّكُم لَعالِمونَ بِأَيِّ وَقتٍ نَحنُ: قد حانَت ساعةُ تَنبَهُّكمِ مِنَ النوم، فإنَّ الخَلاصَ أقرَبُ إلَينا الآنَ مِنه يَومَ آمَنّا. قد تَناهى الليلُ واقتَرَبَ اليَوم" (رو13: 11-12). يا إخوتي، اسهروا كي يطلع عليكم نور الصباح، يسوع المسيح، "فطلوعه ثابت كالفجر" (هو6: 3)، لأنّه مستعدّ لتجديد سرّ قيامته الصباحيّة إكرامًا للذين يسهرون من أجله. عندها، يمكنك أن ترتّل بقلب مبتهل: "فالربّ قد أنارنا. هذا هو اليوم الذي صنعَه الربّ، فلنبتهج ونفرح به! |
||||