04 - 09 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 5801 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الميلاد والآلام الخشبة أعنى بها الصليب. ثمر هذه الخشبة، لم يغب مطلقًا، وصار لأولئك الذين تذوقوه حياة لا تذبل. ولا ينبغى لأحد أن يعتقد أن سر البصخة (أى العبور من الموت للحياة)، هو فقط الذي يليق به الشكر. ولنعلم أن سر البصخة يأتى في نهاية التدبير الإلهى. وكيف تأتى النهاية إن لم تسبقها البداية؟ أيهما أسبق من الآخر؟ بالطبع الميلاد هو أسبق من تدبير الآلام. |
||||
04 - 09 - 2014, 03:06 PM | رقم المشاركة : ( 5802 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاد المسيح هو بداية كل الخيرات التى تتبعه والذين يمتدحون البصخة هم جزء من أولئك الذي يمتدحون الميلاد. ولو عدّد المرء الإحسانات التي أشارت إليها الأناجيل، وإذا رُويت معجزات الشفاء، ومعجزة إشباع الجموع بقليل من الطعام، وقيامة الأموات من القبور، وتحويل الماء إلى خمر، وطرد الشياطين، وشفاء الأمراض الجسدية المستعصية، مثل شفاء العرج، وتفتيح عيون العمى، أيضًا التعاليم الإلهية، ومعرفة الأسرار الفائقة بواسطة الأمثال، سيجد أن كل هذه الأمور هى عطية هذا اليوم (ميلاد المسيح). لأنه منذ هذا اليوم صارت البداية لكل الخيرات التي لحقته أو تبعته. "لنفرح" إذًا "ولنبتهج"[39]. وعلينا ألا نخشى اتهامات البشر، وألا نُهزم من محاولاتهم لإهابتنا، كما يحثنا النبى على ذلك. هؤلاء يسخرون أو يتهكمون على الكلام عن التدبير، ويقولون إنه من غير اللائق أن يأخذ الرب جسدًا إنسانيًا (كما يدّعون)، ويدخل الحياة الإنسانية بواسطة الميلاد، متجاهلين كما هو واضح، سر الأمور غير المعلنة كما دبرتها الحكمة الإلهية من أجل خلاصنا. لقد بعنا أنفسنا اختيارًا بواسطة خطايانا، واستعبدنا أنفسنا لعدونا مثل عبيد تم بيعهم. ماذا تريد أن يقدم لك إلهنا أكثر من هذا؟ ألا يكفي أن تُعفى من النكبة؟ ولما التدقيق في الطريقة؟ لماذا تشرّع قوانين للمشرّع، دون أن تفهم إحساناته؟ مثلما يرفض أو يصد أحد الطبيب، ويوبخ تدخله النافع، لأنه تمم الشفاء بهذه الطريقة، وليس بطريقة أخرى. |
||||
04 - 09 - 2014, 03:07 PM | رقم المشاركة : ( 5803 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عظمة التدبير الإلهى لو أن فضولك يدفعك للبحث عن معرفة مقدار عظمة التدبير الإلهى، يكفيك فقط أن تعرف أن الأمر الإلهى ليس محصورًا فقط في بعض الخيرات أو أنه صلاح محدود، بل كل ما هو ممكن أن تصل إليه، من قدرة، وبر، وصلاح، وحكمة، وكل الألقاب والقيم التي تحمل معنى لائقًا ومناسبًا لهذا الأمر الإلهى، فذاك هو (هذا الصلاح). إذًا فلنتنبه ربما أن كل ما قلناه لم يصل إلى مستوى الإحسان الذي صار لنا، متمثلاً في الصلاح والحكمة، والقدرة، والبر. فهو كصالح أحب العاصى، وكحكيم وجد طريقة لعودة المستعبدين، وكبار لا يقمع ذاك الذي استعبد الآخر وامتلكه وفقًا لقانون السوق، لكنه قدم ذاته عوضًا عن المستعبدين، حتى أنه يتعهد المدين كضامن له، ويحرر السجين. وكقادر لم يُمسك من الجحيم، وجسده لم يرى فسادًا. وأيضًا لم يكن ممكنًا أن يهزم رئيس الحياة من الفساد أو الفناء. ولكن هل قبوله الميلاد بحسب الجسد، وخبرة الآلام الجسدية، يعد أمرًا يدعو للخجل؟ إن قبوله كل هذا هو إفراط في الإحسان. حقًا لأنه إذ لم يكن ممكنًا أن يتخلص الجنس البشرى من هذا القدر الكبير من المآسى والشدائد، فقد قبل الملك طبيعتنا الإنسانية المائتة، وأن يُبدل مجده الذاتى بحياتنا. هكذا اخترق النقاء حياتنا الملوثة، بينما لم يستطع التلوث أن يمس هذا النقاء، كما يقول الإنجيل "والنور يضىء في الظلمة والظلمة لم تدركه"[40]. الظلام تلاشى بظهور النور، والشمس لا يسود عليها الظلام، والمائت أُبتلع من الحياة[41] كما يقول الرسول بولس، وانهزم الموت أمام الحياة. وكل ما فسد خلُص في ذاك الذي لا يفنى. والفساد لا يستطيع أن يؤثر في الخلود، ولهذا صار تسبيح الكون كله، تسبيحًا مشتركًا، حيث الجميع يرفعون معًا تمجيدًا لخالق الكون. إن كل فم سمائى، وأرضى، وأسفل الأرض، يصرخ أن يسوع المسيح مخلّصنا هو رب لمجد الله الآب، وينبغى أن يُبارك إلى أبد الآبدين آمين. |
||||
04 - 09 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 5804 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس ايرونيموس (جيروم) ولد ايرونيموس من أبوين مسيحيين ببلدة ستريدون قرب أكويلا بإيطاليا حوالى سنة 345م. وفى حداثته ذهب إلى روما حيث درس الخطابة واشتغل فترة بالمحاماة. ويقول عن نفسه إنه سقط فى الخطية ولكنه انجذب بعدها إلى صداقة مجموعة من الشبان المسيحيين الذين أثروا فى حياته وكان يزور معهم قبور الشهداء فى سراديب روما. وفى سنة 366 اعتمد بيد البابا ليباريوس. كان جيروم منذ شبابه مغرمًا بالدراسة وبدأ يكوّن لنفسه مكتبة خاصة منذ شبابه المبكر. وقال بجولة فى بلاد الغال (فرنسا) عن طريق شمال إيطاليا، وفى أثنائها تعرّف بروفينوس، وقضى فترة فى تريف، وكان يقوم بنسخ المخطوطات، وكتب تفسيرًا رمزيًا لسفر عوبديا. ثم رجع إلى إيطاليا، وقضى هناك ثلاثة سنوات فى أكويلا حيث بدأ فى السير نحو هدفى حياته وهما. دراسة الكتاب المقدس، وممارسة الجهاد النسكى. فى 373 سافر ايرونيموس إلى الشرق مع بعض أصدقائه من النساك عن طريق شمال اليونان ..... وغلاطية وكبادوكية وكيليكيا إلى أن وصل إلى أنطاكية حيث استراحوا لبعض الوقت، وهناك أصيب ايرونيموس بحمى شديدة قارب الموت بسببها، وأثناء هذه الأزمة قرر ترك كل الاهتمامات والقراءات الرومانية وتكريس نفسه للدراسات المسيحية وخاصة الكتاب المقدس. تعلم ايرونيموس اللغتين اليونانية والعبرية. وقام بترجمة العهد القديم من العبرية إلى اللاتينية لغته الأم، وهذه أول مرة تترجم فيها التوراة من العبرية إلى اللاتينية مباشرة بعد أن كانت الكنيسة اللاتينية تستخدم النسخة السبعينية اليونانية. وهذه الترجمة هى المعروفة باسم الفولجاتا Volgate. ومن أشهر كتب القديس ايرونيموس كتاب "مشاهير الرجال" (Viris Illustratus) الذى أشرنا إليه فى كتاب "مدخل إلى علم الآباء" كأحد المراجع عن عدد كبير من الآباء بعد كتاب "تاريخ الكنيسة " لأوسابيوس. وقضى ايرونيموس 40 سنة فى بيت لحم يعيش الحياة النسكية مع عدد من الأصدقاء والتلاميذ والتلميذات. وترجم نصوصًا كثيرة لبعض المعلمين السابقين من بينهم أوريجينوس إلى اللاتينية، وكتب تفسيرات لعدد كبير من أسفار الكتاب المقدس خاصة العهد القديم. وتنيح ايرونيموس سنة420 م ودُفن فى بيت لحم. |
||||
04 - 09 - 2014, 03:09 PM | رقم المشاركة : ( 5805 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ميلاد الرب للقديس ايرونيموس (جيروم) " اضجعته فى المذود، إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل" (لو7:2) " اضجعته أمه فى المزود". لم يجرؤ يوسف على أن يلمسه، لأنه كان على يقين تام، أن الطفل لم يكن ابنه بالجسد. ابتهج يوسف بالطفل وهو مندهش، بيد أنه لم يجرؤ على أن يلمسه. اضجعته أمه فى المذود. فلماذا فى مذود؟ لكى تتم النبؤة التى قيلت على لسان إشعياء النبى " الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه" (إش3:1) وقيل أيضًا فى موضع آخر " الناس والبهائم تخلّص يارب" (مز6:36). فإذا كنت إنسانًا تناول الخبز؛ وإذا كنت حيوانًا فتعال إلى المذود. وبسبب أنه لم يكن لهم موضع هناك، لذلك قال لوقا الإنجيلى بصواب: " إذ لم يكن لهما موضع فى المنزل" وذلك لأن عدم إيمان اليهود قد امتد إلى كل شئ. لم يجد موضعًا فى قدس الأقداس الذى يتألق بالذهب، والأحجار الثمينة، والحرير الطبيعى والفضة. لم يولد المسيح وسط الذهب والثروة، بل وُلد وسط روث الحيوانات فى حظيرة للبهائم، "وحيث توجد الحظيرة، يوجد الروث، بينما خطايانا هى أقذر بكثير من ذلك الروث. وُلد الرب فى مزبلة، كى يرفع أولئك الذى أتوا منها، كما يقول المرتل: " الرافع البائس من المزبلة" (مز7:113) وُلد الرب فى المزبلة، حيث جلس أيوب الصديق أيضًا، وتُوّج بعد ذلك. " لم يكن لهم موضع فى المنزل" هنا تعزية عظيمة للفقراء فيوسف ومريم، أم الرب، لم يكن لهما خادم أو خادمة. أتوا بمفردهم من الناصرة التى فى الجليل، ولم يكن لهما دابة تحملهما. فلقد كانا لنفسيهما سادة وعبيدًا. توجد هنا ملاحظة أخرى وهى أنهما قد ذهبا إلى الفندق الذى بجانب الطريق، وليس إلى داخل المدينة، فحيث كان الفقر كان يجعل الإنسان أجبن من أن يتجرأ للدخول وسط الأغنياء. أتلاحظون مدى شدة عوزهما. فقد ذهبا إلى الفندق الذى على الطريق. لم يقل الكتاب المقدس إن الفندق كان على الطريق، بل كان جانبًا خارج الطريق؛ ليس على طريق الناموس، بل على طريق الإنجيل. لم يكن هناك فى ذلك الوقت مكان آخر خاليًا لكى يولد فيه المخلص سوى مذود، مذود للماشية والحمير. فإنى أتمنى لو كان يُتاح لى أن ألقى بنظرة إلى ذلك المذود الذى وُلد فيه المسيح. ولكى نكرِّم المسيح الآن، نأخذ مذود الطين ونستبدله بسلة فضية، ولكن ذاك الذى وُلد فيه المسيح نفيس جدًا بالنسبة لى. الفضة والذهب يتناسبان مع عبادة الأوثان، أما الإيمان بالمسيح فإنه يستحق ذلك المذود المصنوع من الطين. وُلد المسيح فى ذلك المذود فهو لا يبالى بالذهب أو الفضة. لذلك فإنى لا ألوم أولئك الذين باعوا ممتلكاتهم فى سبيل إكرام الآلهة، ولا أنظر بازدراء إلى أولئك الذين صنعوا أوعية من الذهب فى الهيكل، ولكنى أتعجب من الرب خالق الكون. الذى وُلد وهو غير مُحاط بالذهب والفضة، بل مُحاط بالطين والروث. " وكان فى تلك الكورة رعاة متبدّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم" (لو8:2). إنهم لن يجدوا المسيح إن لم يسهروا، إذ أن هذا هو واجب الرعاة. فلن يجد المسيح إلا الإنسان اليقظ الساهر. فلهذا تقول عروس النشيد: " إنى نائمة ولكن قلبى يقظ" (نش2:5) حقًا " لا ينعس ولا ينام حارس إسرائيل" (مز4:120). كان هناك فى نفس الكورة رعاة، وكان هيرودس ورؤساء الكهنة والفريسيون هناك أيضًا فى نفس الكورة، وبينما هم نيام، وجد الرعاة المسيح مضجعًا فى مغارة منعزلة. " كان الرعاة يحرسون حراسات الليل على رعيتهم". لقد كان الرعاة يحرسون قطيعهم، لئلا تفترسه الذئاب أثناء نومهم. كانوا يحرسون القطيع بحرص وعناية؛ ولقد كان الخطر بالنسبة للقطيع من غدر الوحوش سببًا كافيًا لكى يسهروا لحراسة قطيعهم. كانوا يحرسونه، كما لو كان قطيع الرب، ولكنهم لم يستطيعوا حفظه؛ ولهذا طلبوا من الرب أن ينقذ القطيع. " وإذا ملاك الرب وقف بهم" (لو9:2). والذين كانوا يقظين هكذا استحقوا أن يأتى إليهم ملاك الرب: " ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا" (لو9:2). إن خوف الإنسان سببه هو عدم قدرته أن يتفرس فى منظر مهيب وسامٍ جدًا. وبسبب خوفهم خوفًا عظيمًا، قال لهم الملاك " لا تخافوا" (لو10:2)، فكان كلامه كالمرهم الذى يداوى الجروح لكى يطمئنوا. فشدة الخوف تجعلك عاجزًا عن فهم ما أقوله. " إنه وُلد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو11:2) يا لها من كلمات عظيمة جدًا وبينما هم فى حالة دهشة عظيمة " ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين" (لو13:2). ملاك واحد أعلن ميلاد الرب، ولكى لا يبدو أنه هو الوحيد الشاهد لهذه الحادثة، ردد كل جمهور الملائكة تسبحة تمجيد واحدة: " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبين أناس المسرة" (لو14:2). إذا كانت الخطايا بحسب ما يقوله الهراطقة، تحدث يوميًا فى السماء، فكيف يكون هناك إذًا مجد فى السماء، ولماذا نصلى من أجل السلام على الأرض؟ لاحظوا ما يقوله الإنجيل فى السماء حيث لا يوجد خصام، يسود المجد، وعلى الأرض، حيث كل يوم هو يوم حرب يملك السلام. " على الأرض السلام" يحل السلام على مَنْ؟ يحل السلام بين الناس. فلماذا كانت الأمم الوثنية تحيا بدون السلام؟ ولماذا كان اليهود أيضًا ليس عندهم سلام؟ هذا هو بالضبط الذى يجعل السلام يحل بين أناس محددين: والسلام يحل بين الناس ذوى الإرادة الصالحة، بين هؤلاء الذين رحبوا بميلاد المسيح. قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض: " لنذهب الآن إلى بيت لحم" (لو15:2) فلنترك الهيكل المهجور ولنذهب إلى بيت لحم. " وننظر هذا الأمر الواقع الذى أعلمنا به الرب" (لو15:2). وإذ كانوا منتبهين فهم لم يقولوا، لنذهب ونرى الطفل، أو لنذهب لنكتشف ما قد أعلنه الملاك لنا، بل قالوا لنذهب " وننظر الأمر الواقع" (الكلمة). " فى البدء كان الكلمة" (يو1:1) " والكلمة صار جسدًا" (يو14:1) الكلمة كائن دائمًا منذ البدء، فلننظر إذًا كيف صار من أجلنا. " وننظر هذا الكلمة الذى صار، الذى صنعه الرب والذى أعلمنا به الرب" (لو15:2). بقدر هذا نفسه صار، إذ أن هذا الكلمة نفسه هو الرب، فلننظر إذًا كيف أن هذا الكلمة نفسه، الرب ذاته، جعل نفسه يظهر، وجعل جسده معروفًا لنا. ولأننا لا نقدر أن نراه، مادام هو الله الكلمة الذى لا يُرى، دعنا نرى جسده، لأنه جسد (يُرى)؛ دعنا نرى كيف أن الكلمة صار جسدًا. " لذا فقد جاءوا مسرعين" (لو16:2). إن غيرة أرواحهم المتلهفة صارت أجنحة لأرجلهم؛ فلم يستطيعوا أن يمسكوا سرعتهم بسبب لهفتهم على رؤية الطفل، لذلك قال الإنجيلى: " جاءوا مسرعين" (لو16:2) ووجدوا من يبحثون عنه، لأنهم ركضوا بحماس شديد. دعنا نرى ماذا وجدوا " وجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعًا فى المذود" (لو16:2). إذا كانت مريم زوجة يوسف حقًا، لكان من الخطأ القول " وجدوا الزوجة والزوج"، ولكن ذكر لنا الإنجيل المرأة أولاً ثم الرجل. فماذا قال الكتاب " وجدوا مريم ويوسف" وجدوا مريم الأم ويوسف الحارس " والطفل مضجعًا فى المذود". ولما أبصروا فهموا ما قاله الملاك لهم عن الصبى. " وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها" (لو19:2) ماذا تعنى كلمة "متفكرة" إنها تعنى بالتأكيد أن العذراء كانت تتأمل مليًا فى قلبها وفى أعماق نفسها وتفكر داخلها، فيما قد صنعه الرب. " متفكرة به فى قلبها" لأنها كانت امرأة قديسة، وقرأت الكتب المقدسة وتعرف الأنبياء وتتذكر أن ما قاله الملاك جبرائيل لها هو نفس الأمور التى سبق وتنبأ بها الأنبياء. كانت تتأمل فى قلبها ما إذا كان الأنبياء قد سبق وأشاروا للكلمات: " الروح القدس يحل عليك، وقوة العلى تظللك، لذلك أيضًا القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله" (لو35:1). لقد قال الملاك جبرائيل للعذراء نبؤة إشعياء فى بشارته لها " ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعوا اسمه عمانوئيل" (إش14:7). لقد قرأت العذراء نبؤة إشعياء وسمعت بشارة الملاك لها. تطلعت العذراء إلى الطفل وهو مضجع أمامها؛ ونظرت الطفل وهو يبكى فى المذود، رأت العذراء هناك ابن الله، ابنها، ابنها الواحد والوحيد؛ وتطلعت إليه، وفى تأملها، كانت تقارن ما سمعته بما قرأت وبما أدركته هى نفسها. وحيث إن العذراء كانت تتأمل فى قلبها، فلنتأمل بالمثل، نحن فى قلوبنا إنه فى هذا اليوم وُلد المسيح. ولكن هناك البعض يعتقدون أن المسيح وُلد فى يوم "الابيفانيا"، بيد أننا لا ننتقد رأى الآخرين، ولكننا نتبع مسار نتائج دراستنا الخاصة. " فليفتكر هذا جميع الكاملين منا، وإن افتكرتم شيئًا بخلافه، فالله سيعلن لكم هذا أيضًا" (فى15:3) فمن يقول إن الله قد سبق ووُلِدَ فعلاً، ونحن نقول إن الله وُلد اليوم، فكلانا على حدٍ سواء نعبد ربًا واحدًا، ونعترف بطفل واحد. دعونا نستعرض بعض الحقائق القليلة، وذلك ليس لتوبيخ الآخرين ببراهيننا الخاصة، إنما لكى ندعم ونعزز موقفنا. نحن لا ننشر آراءنا الخاصة ولكننا نؤيد التقليد. فالرأى الشائع فى العالم يتعارض مع تفكير هذه المنطقة. قد يعترض أحد ويقول: "إن المسيح وُلد هنا، فهل أولئك الذين يعيشون بعيدًا عن هذا المكان لهم دراية أكبر من أولئك الذين يعيشون فى بلد ميلاده؟ من أخبرك بهذا؟ إن أولئك الذين كانوا من تلك المقاطعة، هم بالطبع الرسولان بطرس وبولس وبقية التلاميذ. بذلك أنت قد رفضت التقليد؛ وأما نحن فقبلناه. فبطرس الذى كان هنا مع يوحنا، الذى عاش أيضًا هنا مع يعقوب، علّمنا أيضًا نحن الذين فى الغرب. فالرسل هم معلموك ومعلمونا. توجد هنا حقيقة أخرى، وهى أن اليهود كانوا يحكمون اليهودية فى ذلك الوقت، وعلاوة على ذلك يقص لنا أعمال الرسل هذه الحادثة " وحدث فى ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التى فى أورشليم فتشتت الجميع فى كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل" (أع1:8). ذهبوا إلى قبرص وأنطاكيا، وانتشر اليهود الذين تشتتوا فى العالم كله. لقد كان اليهود يحكمون لمدة 42 سنة بعد صعود الرب، وكان هناك سلام فى كل مكان، ولكن هنا فقط توجد حرب. ولذا لقد كان من الممكن أن يُحفظ التقليد بسهولة فى الغرب أكثر من اليهودية حيث يوجد نزاع. وبعد 42 سنة، وصلت جيوش فيسبيان وتيطس، ودمروا أورشليم وخربوها (70 م)؛ وطردوا منها كل اليهود والمسيحيين. وحتى عصر هادريان ظلت أورشليم مقفرة؛ ولم يكن فى تلك المنطقة بأسرها يهودى واحد أو مسيحى واحد. ثم جاء هادريان وقام بتدمير ما بقى من المدينة، بسبب اندلاع ثورة أخرى لليهود فى الجليل. وبعد ذلك أصدر قانون بعدم السماح لأى يهودى أن يقترب من أورشليم. ثم أتى بمستوطنين من مقاطعات مختلفة ليقيموا فى أورشليم. وأذكر أن اسم هادريان هو أيليوس هادريان وبعد أن أخرب أورشليم أطلق على المدينة الجديدة اسم أيليا لماذا أقول كل هذه الأمور؟ أقول هذا لأنهم يقولون لنا إن فى ذلك المكان عاش الرسل؛ وأقيم التقليد. ونحن نقول الآن إن المسيح وُلد اليوم؛ ووُلد ثانية فى الابيفانيا (عيد الظهور) وأنت يا من تدافع وتقول إن المسيح وُلد فى عيد الغطاس، فاثبت لنا الولادة والتجديد (إعادة الولادة). ومتى نال المسيح صبغة المعمودية، وإلا ستواجه النتيجة وهى أنه فى نفس اليوم وُلد وتجدد؟ فحتى الطبيعة تتفق مع رأينا؛ والعالم نفسه شاهدًا لرؤيتنا هذه. حتى هذا اليوم تزداد الظلمة على الأرض، أما منذ ذلك اليوم الذى وُلد فيه تتناقص الظلمة ويزداد النور، النهار يطول، ويتضاءل الإثم؛ يرتفع الحق. أما بالنسبة لنا، ففى هذا اليوم وُلد شمس البر. والخلاصة، خذ بعين الاعتبار نقطة أخرى؛ وهى أنه بين الرب ويوحنا هناك ستة أشهر، فإذا درست ميلاد يوحنا المعمدان بالنسبة إلى ميلاد المسيح، فإنك ستجد أن هناك ستة شهور بينهما. وبعد حديثنا هذا عن كثير من الأمور، وبعد سماعنا للطفل وهو يبكى فى المذود، وبعد أن كرمناه هناك، فلنستمر فى تكريمنا له اليوم. فلنحمله على أيدينا اليوم ونمجده كابن الله. الإله القدير الذى طالما أرعد فى السماء لوقت طويل جدًا ولم ينقذ الإنسان، نجده اليوم يبكى وكطفل رضيع يخلص الإنسان. فلماذا أقول كل هذه الأمور؟ لأن الكبرياء لا يجلب الخلاص أبدًا ولكن التواضع يصنع الخلاص. وطالما كان ابن الله كائنًا فى السماء، لم يعبده إنسان، ولكن لما نزل على الأرض صار معبودًا. ذلك الذى له تحت قدميه الشمس والقمر والملائكة، لم يُعبد على الأرض، لقد وُلد إنسانًا كاملاً، إنسانًا صحيحًا كاملاً، لكى يشفى العالم كله. أى عنصر من طبيعة الإنسان لا يتخذه لنفسه لا يقدر أن يخلصه. فلو أنه كان قد اتخذ الجسد فقط ولم يتخذ النفس أيضًا، لما كان قد خلّص النفس. فهل يخلص ما هو ذا قيمة أقل ولا يخلص ما هو أهم وأعظم؟ وإذا قالوا إنه خلّص النفس التى اتخذها، فخذ بعين الاعتبار كما أن النفس أسمى من الجسد هكذا بالمثل فإن العقل هو القوة الحاكمة فى النفس ذاتها. فلو أن المسيح لا يخلص العقل الإنسانى فلا يكون قد خلص النفس التى هى أقل. وأنت تجيب إنه لم يتخذ لنفسه عقلاً بشريًا لكى يكون قلبه حرًا من الرذائل الإنسانية والأفكار الشريرة والشهوات. أتعنى إذًا بذلك أنه لو كان لم يستطع أن يضبط ما خلقه هو فإنى يجب أن أعتبر نفسى بغير جدارة إن كنت لا استطيع أن أغلب ما كان ينبغى أن يغلبه هو. لقد نسينا ما عزمنا عليه وتكلمنا أكثر مما نقصد فى نفس الوقت. فالعقل خطط أنه يفعل شيئًا ما، ولكن اللسان فى حماسة انزلق وسبق العقل. فلنستعد الآن لكى نصغى بعناية إلى الأسقف ونخبئ باجتهاد فى قلوبنا ما سيقوله عن ما لم أتطرق إليه أنا، فلنبارك الله الذى له المجد إلى أبد الأبد آمين. |
||||
04 - 09 - 2014, 03:12 PM | رقم المشاركة : ( 5806 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عــــــيـــد المـــــــيـلاد المجــــــــــــــــيـد (لو 2: 1-20) حدث الميلاد تاريخي ولاهوتي بامتياز. إنه ميلاد الاله انساناً في زمن محدَّد وخاص من التاريخ، لكي يؤلِّه الانسان من اجل كتابة تاريخ جديد للبشرية. ولهذا تزامن ميلاده مع احصاء المسكونة، وبثّه الملاك فرحاً عظيماً يكون للعالم كله. شرح الانجيل من انجيل القديس لوقا ٢: ١-٢٠ في تِلْكَ الأَيَّام، صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أَغُوسْطُسَ قَيْصَرَ بِإِحْصَاءِ كُلِّ المَعْمُورَة. جَرَى هذا الإِحْصَاءُ الأَوَّل، عِنْدَمَا كانَ كِيرينيُوسُ والِيًا على سُورِيَّا. وكانَ الجَمِيعُ يَذهَبُون، كُلُّ واحِدٍ إِلى مَدِينَتِهِ، لِيَكْتَتِبوا فِيهَا. وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة، إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم، لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ، لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل. وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد، فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُّيُوف. وكانَ في تِلْكَ النَّاحِيَةِ رُعَاةٌ يُقِيمُونَ في الحُقُول، ويَسْهَرُونَ في هَجَعَاتِ اللَّيْلِ على قُطْعَانِهِم. فإِذَا بِمَلاكِ الرَّبِّ قَدْ وقَفَ بِهِم، ومَجْدُ الرَّبِّ أَشْرَقَ حَولَهُم، فَخَافُوا خَوفًا عَظِيمًا. فقالَ لَهمُ المَلاك: «لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِلشَّعْبِ كُلِّهِ، لأَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ ٱليَوْمَ مُخَلِّص، هُوَ ٱلمَسِيحُ الرَّبّ، في مَدِينَةِ دَاوُد. وهذِهِ عَلامَةٌ لَكُم: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطًا، مُضْجَعًا في مِذْوَد!». وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون: أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر. ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض: «هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ». وجَاؤُوا مُسْرِعِين، فوَجَدُوا مَرْيمَ ويُوسُف، والطِّفْلَ مُضْجَعًا في المِذْوَد. ولَمَّا رَأَوْهُ أَخبَرُوا بِالكَلامِ الَّذي قِيلَ لَهُم في شَأْنِ هذَا الصَّبِيّ. وجَمِيعُ الَّذِينَ سَمِعُوا، تعَجَّبُوا مِمَّا قَالَهُ لَهُمُ الرُّعَاة. أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ هذِهِ الأُمُورَ كُلَّهَا، وتتَأَمَّلُهَا في قَلْبِهَا. ثُمَّ عَادَ الرُّعَاةُ وهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ ويُسَبِّحُونَهُ على كُلِّ ما سَمِعُوا ورأَوا، حَسَبَما قِيْلَ لَهُم. ١. حدث تاريخي الاله صار انساناً في زمن تاريخي فريد، هو احصاء شعوب المسكونة كلها، المتمثّلة يومها بالامبراطورية الرومانية. فكان ان توجّه يوسف ومريم الحامل بيسوع من الناصرة الى بيت لحم، للاكتتاب هناك في دائرة نفوس بيت لحم، المعروفة بمدينة داود، وكلاهما من سلالته وعشيرته. وكان اغسطوس قيصر امبراطور المملكة الرومانية، من سنة ٣٠ قبل المسيح الى سنة ١٤ مسيحية، هو الذي اصدر الامر بإجراء الاحصاء. وفيما هما في بيت لحم، ولدت مريم ابنها يسوع، وتمّ تسجيله في سجلاّت نفوس المسكونة: "يسوع بن يوسف ومريم من الناصرة". هذا كله ليس بصدفة. فلا صدفة عند الله، لكونه فوق الزمن، بل يعني ان الله هو سيّد التاريخ، ويواكبه لحظة بلحظة بقدرة حضوره، ويكشف اسراره المكتومة منذ الازل في مراحل التاريخ، وعبر اناس، من رجال ونساء، كبار وصغار، اصحّاء ومرضى حكّام دول وعاديين، يحقّق ارادته وتصميمه الخلاصي من خلالهم وبالتعاون معهم. بسبب هذا الاحصاء، كان على المسيح الرب ان يُولد في بيت لحم، فتمّت نبوءة ميخا السابقة للميلاد بثماني مئة سنة: "وانت يا بيت لحم، انك أصغر عشائر يهوذا، ولكن منك يخرج لي مسلّط على إسرائيل – الشعب القديم- وأصوله منذ القديم، ومنذ أيام الأزل"(ميخا 1:5). هذا المولود هو إبن الله الذي يدشّن الأزمنة الجديدة، أزمنة ملكوت الله الذي يبدأ على الارض بالكنيسة- السرّ والشركة والرسالة، كنيسة الاتحاد بالله والوحدة بين البشر وأعمال المسيح. إحصاء المسيح الرب في سجلاّت نفوس البشر يعني انه هو الملك "الجالس على عرش داود، ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه انقضاء"، كما جاء على لسان الملاك جبرائيل في البشارة لمريم(لو1 :32-33). وبالمقابل اغسطس قيصر امبراطور المسكونة المعروفة، ثبت لزمن، ومملكته الرومانية زالت من الوجود. الكنيسة هي مملكة المسيح وبداية ملكوته السماوي، وتثبت الى الابد. ولقد شاء الله، من خلال قيد ابنه الوحيد والمساوي له في الألوهة في سجلات الارض، أن يكتب في سجل السماء كل مؤمن به ومؤمنة، وكل الذين ينالون خلاصه. من شهود هذا الحدث التاريخي رعاة بيت لحم الذين أُعلن لهم هذا الخبر في قلب الليل، وهم ساهرون على مواشيهم. هؤلاء صدّقوا الخبر، وأسرعوا إلى المغارة. أخبروا بالكلمة التي بلغتهم، ورأوا "الكلمة" متجسّدة في الطفل، وهلّلوا للكلمة المتأنّس، كما روى لوقا في إنجيله. هؤلاء هم صورة الأساقفة والكهنة، المدعوّين "رعاة الكنيسة" الذين يعلنون المسيح للعالم. يقول القديس امبروسيوس أن إيمان مريم تقوّى بالخبر الالهي الذي حمله الرعاة، ويتساءل: "إذا كانت مريم تعلّمت من الرعاة، لماذا الكثيرون يرفضون أن يتعلّموا من أساقفة الكنيسة وكهنتها؟" 2. حدث لاهوتي ساعة ميلاد المسيح الرب، احتفلت ليتورجيا السماء بالحدث الخلاصي: "وفجأة ظهر للرعاة مع الملاك كثير من جنود السماء، يسبّحون الله ويهتفون: المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر" (لو 2 : 13-14). الليتورجيا تعني احتفال الشعب المؤمن احتفال مشاركة في "عمل الله". هي بالأحرى عمل الله الخلاصي الذي يشارك فيه الشعب المؤمن. في الميلاد "عمل الله" ظاهر في الآب الذي أرسل إبنه متآنساً بالروح القدس من مريم البتول. الله كله حاضر بشخص الطفل في المغارة، الملاك وجنود الملائكة يعلنون "عمل الله". شعب الرعاة يشارك فيه: "أتوا مسرعين إلى أول كنيسة، مغارة بيت لحم حيث الطفل ومريم ويوسف، قدّموا هداياهم، أخبّروا بالكلمة التي قالها لهم الملاك، ثم رجعوا وهم يسبّحون الله ويهلّلون". ثم شارك في هذه الليتورجيا – عمل الله المجوس الذين أتوا من المشرق البعيد، وسجدوا لملك الأزمنة الجديدة الذي رأوا نجمه طالعاً، وقدّموا له الهدايا ذهباً ومراًّ ولباناً. وهي هدايا ترمز إلى الذي حقّق "عمل الله": الذهب للملك، والمرّ للكاهن الفادي – الذبيح، واللبان لنبي الله. المسيح الرب هو كاهن النعمة الأعظم، والنبي – كلمة الله الهادية، وملك المحبّة المحيية والجامعة، وهو بالتالي الليتورجي الأوّل الذي يواصل في الكنيسة، ومعها وبواسطة الخدمة الكهنوتية عمل فدائنا (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 66،1). الليتورجيا التي نحتفل بها في كنائسنا على الأرض، تواصل خدمة الملائكة والرعاة والمجوس، مع سجود مريم ويوسف. ولذا نقيمها بكثير من التقوى والخشوع والجمال والترتيب. كل بيوتنا المسيحية وكنائسنا وساحات بلداتنا تحيي ليتورجيا الميلاد بالمغارة والشجرة والنجم. إنّا نواصل سماع الكلمة ورؤيتها بالإيمان، ونقل الخبر الحدث، ورفع التهاليل والتسبيح. ونصلّي من أجل عالمنا الذي يتخبّط في الظلمات، وقد أتاه "الشارق من العلى" (لو 1 : 78). لكن ليتورجيا – عمل الله اكتملت بموت المسيح وقيامته وإرسال روحه القدوس الذي يُحيي "عمل الله" ويؤتي ثماره في نفوس المؤمنين. نحن اليوم نحتفل بهذه الليتورجيا أي بعمل الله الخلاصي في الأسرار المقدّسة. الميلاد أي الكلمة الذي صار بشراً بالتجسّد هو بداية سرّ الخلاص المحوري الذي اكتمل وبلغ ذروته في آلام ابن الله المتجسِّد، وموته وقيامته. فيسوع بدأ تقدمة ذاته حبّاً بالبشر أجمعين منذ اللحظة الاولى لوجوده البشري في أحشاء العذراء مريم. ولذلك ليلة الميلاد مرتبطة في العمق بليلة آلامه وفصحه حيث تمَّ "عمل الله" في الذبيحة لمغفرة الخطايا وفي القيامة للتبرير والحياة الجديدة. الميلاد والفصح ليسا الواحد إلى جانب الآخر، بل هما غير منفصلَين، ويشكّلان إيماناً واحداً بالمسيح يسوع، ابن الله المتجسّد والفادي. الصليب والقيامة يفترضان التجسّد. الزيارة إلى مغارة الميلاد تقودنا الى زيارة القربان، حيث نجد حاضراً بشكلٍ حقيقي، المسيح المصلوب والقائم من الموت، المسيح الحي. إنَّ سرَّ القربان يجعل ليتورجيا الميلاد والصلب والقيامة في آنٍ ذكرى وحضوراً وسراًّ فاعلاً (راجع خطاب البابا بندكتوس السادس عشر في مقابلة الأربعاء 5 كانون الثاني 2011). فالذكرى تحقّق في كل مؤمن ومؤمنة ثمار الخلاص والفداء التي هي الإنسان الجديد فينا بالروح القدس. ولهذا نادى البابا القديس لاوون الكبير: "أيها المسيحي، إعرف كرامتك. وإذ أصبحت شريكاً في الطبيعة الالهية، بواسطة الاله الذي أخذ طبيعتك البشرية، كن يقظاً لئلا تعود فتسقط، بمسلك غير لائق، من هذه العظمة إلى الأسافل القديمة". صلاة إن أجمل صلاة للميلاد هي الأنشودة الميلادية: ليلة الميلاد تدفن الحرب عندما نسقي عطشان كأس ماء عندما نكسي عريان ثوب حب عندما نكفكف الدموع في العيون عندما نفرش القلوب بالرجاء ليلة الميلاد تزهر الأرض ليلة الميلاد ينبت الحب نكون في الميلاد نكون في الميلاد نكون في الميلاد نكون في الميلاد |
||||
04 - 09 - 2014, 03:13 PM | رقم المشاركة : ( 5807 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دروس رجال الله
الميلاد الدائم من أخبار القدّيس يوحنّا الرحيم، بطريرك الإسكندرية (+ 619 م)، أنّه قَطع، مرّة، أحدَ الشمامسة عن الخدمة لمخالفة ارتكبها. فحرد الشمّاس وأخذ يجرِّح بالبطريرك. فلما بلغ القدّيسَ حالُ شَمّاسِه ردّد: "مَن يضعف وأنا لا أَضعف؟!" (2 كو 11: 29)، وأيضاً "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء!" (رو 15: 1) لذا قرّر أن يستدعيه ويكلّمه برفق ثمّ يعفو عنه لئلا يقع فريسة الذئب العقلي. ولكنْ أُخذَ البطريرك باهتمامات شتّى ونسي الأمر إلى أن جاء عيد الفصح. يومها، خلال قدّاس المؤمنين، تذكّر البطريركُ الشمّاسَ الحردان. وإذ أتاه القول الإلهي: "إن قدّمتَ قربانك إلى المذبح وهناك تذكّرتَ أنّ لأخيك شيئاً عليك فاترك هناك قربانك قدّام المذبح واذهب أوّلاً اصطلح مع أخيك. وحينئذ تعالَ وقدّم قربانك" (مت 5: 23 ? 24)، خرج إلى غرفة الملابس وأرسل في طلب الشمّاس المقطوع. فلمّا حضر سجد القدّيسُ أمامه وقال له: "سامحني يا أخي". فانذهل الشمّاس وسجد إلى الأرض بدموع. إذ ذاك فقط دخل الإثنان إلى الكنيسة وأكمل البطريرك خدمة القدّاس الإلهي! ورووا عن أسقفَين، كانا يقيمان أحدُهما بجوار الآخر، أنّهما كانا في تنافر. أحدهما كان غنيّاً متسلِّطاً والآخر متواضعاً. فبلغَ الأخيرَ أنّ المتسلِّط مزمع أن يؤذيَه، فدعا الإكليروس التابع له وقال لهم: "سوف ننتصر عليه بنعمة الله!" فقالوا: "مَن يقدر عليه؟!" أجابهم: "اصبروا تروا بعيونكم رحمة الله". ولبث ينتظر الفرصة! فلمّا علم أنّ المتسلِّط يحتفل بأحد أعياد الشهداء، دعا الإكليروس وقال لهم: "اتبعوني ومهما فعلتُ افعلوا أنتم أيضاً! اليوم ننتصر عليه بإذن الله!" وفيما هم سائرون خلفه أخذوا يتساءلون: "تُرى، ماذا سيفعل؟!" فلمّا أدركوه، وكانت المدينةُ بأسرها في زيّاح، خرّ الأسقف المتواضع عند قدمَي الأسقف الآخر، فخرّ الإكليروس التابع له معه. قالوا: "سامحنا يا سيّد نحن عبيدك!" فانذهل الأسقف المتسلِّط، وللحال ليَّنت نعمة الله نفسه فندم ندماً عميقاً على ما جعل في قلبه. وكان أن خرّ، هو أيضاً، عند قدمَي الأسقف المتواضع وقبّلهما قائلاً: "لا، بل أنت السيّد والأب!". مذ ذاك نشأت بين الأسقفَين محبّة عظيمة! وذكروا عن أحد الأساقفة أنّه كان رجلاً يخاف الله وكان عدوُّ الخير يحسده ويتحيّن الفرصة لإيقاعه في الخطيئة. فلمّا اتّفق، ذات مرّة، أن كان في قلاّيته، وتلميذه غائب عنه، دخلت عليه صبيّةٌ حسنةٌ جميلةُ الصورة جداً بداعي الاعتراف لديه، وألقت بنفسها بين يديه. وإذ شرعت تحكي وتبكي كشفت وجهها وكلّمته بكلام حرّك نفسه وأماله إليها. للحال ألقى عدوّ الخير شبكته وأوقعه بها. فلمّا صحا من دوار الشهوة عاد إلى نفسه وشعر بأسى عميق! ثمّ كان أن عاد تلميذه ودخل عليه فوجده في أسوأ حال، يتقلّب في الويل والعويل على نفسه فتعجّب، ولم يدرِ مما جرى له شيئاً. بقي الأب واقفاً على قدميه صائماً باكياً أسبوعاً كاملاً لا يشرب الماء البتّة. ثمّ، في اليوم السابع، وقع أرضاً والتلميذ يشاركه البكاء. ولم يعلم أحد سرّه! وحلّ عيدٌ من الأعياد فترك الأسقف عكّازه وخلع ثيابه الأسقفية وجاء إلى قدّام المذبح ورماها. ثمّ التفت إلى الشعب وقال: "الربّ من اليوم معكم، يا إخوة، صلّوا عليّ فإنّني، من الآن، لم أعد أصلح لأن أكون عليكم إماماً! فلمّا رأى الشعبُ وسمعوا ما كان من راعيهم، بَكَوه وعلا صراخُهم كأنّ القيامة قامت! فأمسكوه وقالوا له: "لا تجعلْنا، يا أبانا، من جهة الله، أيتاماً منك. أَعلِمنا بخبرك!" فقال لهم: "يا أولادي أنا الحزين الخاطئ، أنا الضعيف الشقي، أنا المرذول! لي اليوم أربعون سنة أتعب وضيَّعت كلّ شيء في ساعة واحدة لأنّي دنّست جسدي القذر المنتن الحقير!" قال هذا والبكاء والعويل يعمل عمله فيه وفيهم. فصرخوا بأجمعهم وقالوا: "يا أبانا، نحن نحمل هذه الخطيئة عنك، نحن وأولادنا!" فلم يقتنع فأمسكوه ومنعوه من الخروج. فلمّا قووا عليه انغلب لهم، فقال: "أيّ شيء تريدوني أن أعمل؟" قالوا: "ابدأ لنا بالقدّاس!" فقال: "ما أفعل!" فصرخوا بصوت واحد: "اعمل طاعةً من أجل الله ولا تخالفْ!" فقال: "مباركٌ شرط أن تعملوا لي محبّة وطاعة ولا تخالفوني فيما يُصلح شأني!" فقالوا: "حسناً!" فباشر بالقدّاس الإلهي. فلمّا كان تمامه، قال لهم: "لست أسقفَكم، بعدُ، إن خالفتموني! ومَن خَالفني يكن مقطوعاً من الله!" قال هذا وخرج إلى باب الكنيسة ودعا الجميع إليه من الكبير إلى الصغير، إلى المرأة، إلى العبد والجارية. قال لهم: "من أجل الله، كلُّ مَن أراد الخروج يطأ بقدمه على وجهي ثلاث مرّات قائلاً: يا مسيح العالم اغفر له! فمَن فعل كذلك نال أجراً!" وإذ تمّموا ما أمرهم به، وهو مُلقى على وجهه، والناس يطأون عليه، وفيما كان آخر المتقدّمين يُنجز خدمة الطاعة هذه، إذا بصوت عظيم يحلّ في المكان فارتعب الجميع. كان القول للأسقف على مسمع الناس: "ليس من أجل الوطء عليك غفرتُ لك بل من أجل تواضعك واعترافك بخطاياك!" فلمّا استقرّ الصوت في آذان الشعب مجّدوا الله وانصرفوا! في بهيمية مغارة بيت لحم وُلد المخلِّص، بإفراغ النفس، ذات يوم، وفي بهيمية مغارة النفس البشريّة يولد المخلِّص، بتواضع القلب، كل يوم! الكبير مَن استصغر نفسه لدى ربّه والناس. هذا يُكبِرُه ربُّه كبيراً ويَلدُه لقيامته شريكاً! تمجَّد اسمه إلى الدهر! فـ "المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة" |
||||
04 - 09 - 2014, 03:14 PM | رقم المشاركة : ( 5808 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح وُلِدَ -حقاً وُلِدْ الخوري بطرس الزين المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ لقد أُعلن فرح السماء بأهل الأرض ، وكشف الله عن حُبه الكبير لنا ، إذ أرسل إبنه الوحيد مولودا من الٍعذراء مريم ، وصار إنسانا مثلنا ليألهنا ويصّيرنا على مثاله أبناءاً لله وورثةً معه في مجده الأبديّ . هذا هو فرح السماء بالخلاص الذي أُعِدَّ لأهل الأرض وهذه هي البشارة السعيدة التي حملتها الملائكة للبشر وتقول لنااليوم : {إني أُبشركُم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه قد ولد لكم اليوم في مدينة داوود مُخلصٌ ، هو المسيح الرب ! وهذة لكم علامة: تجدون طفلاً مقمطا ومُضجعا في مزود} فالمجد لله في العلى وعلى الارض السلام في الناس الذين سُرَّ بهم الله الكُل يعرفُ معنى هذه البشارة على أنها إعلانٌ لولادة المُخلص في مغارة بيت لحم ، و أن المخلص ولِد والسلام حل على الارض ، والناس في المسرة . ولكن أيها الإخوة ، هل وقفنا مرةً نتأمل هذه البُشرى السماوية الواعدة بالفرح والسلام لكل البشر ألم يُرَاودكم السؤال عن أين هو هذا الفرح وهذا السلام الذي حلّ في العالم أيُ سلامٍ ومسرةٍ عاشها البشرُ منذُ ولادة المسيح حتى اليوم ؟ ونحن نعلم أنه منذُ اليوم الأول لولادةِ الرب يسوع قامت المؤامرات من الحُكام ورؤساء اليهود لقتله ، خوفاً من أن ينتزع منهم سلطةً أو منصبا ًأو زعامة دُنيوية . أيُ سلامٍ حلَّ على أُمهات مدينة بيت لحم والجوار، وهن يرون أطفالهنُ يذبَحون على أيدي الجنود بسبب هذا المولود في مغارة بيت لحم ! أي سلام هذا والشعوب في حُروبٍ وتقاتُل منذُ آدمَ وحتى يوم القيامة أيُ سلامٍ حلَّ وفي مجتمعاتنا وأُناسٌ يموتون من كثرة الطعام وآخرين تخنُقهُم الحسرة ويقتُلهمُ الجوع المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ يا إخوتي: أيُ سلام نُبشرُ به العالم اليوم ، ! والخطيئةُ عند الناس مَفخَرَة ، والخلاعةُ ميزةُ تحضُرٍ وإعلاناتُ التلفزةِ تنتهِكُ حرمةَ بيوتنا ، وتعرضُ علينا مُستلزمات العيد من على أجساد نساءٍ شبه عاريات ! لقد وُلدَ الرب يسوع ليكون عوناً للبائسين ، ونصيراً للمظلومين . وكان جليس الفقراء والمعوزين . وأما اليوم ، فقد سرقوا من العيد روح العيد وسلامه، وحولوه إلى كابوس للفقراء ، وقهراً للمُحتاجين, والكثيرون يرجونه لو يتخلف عنهم لهذا العام، كي لا يختنقون قهرا وحسرة وهم يرون الأموال تُهدرُ على زينة الشوارع وأسوارِ المنازل والكنائس والمؤسسات . وفي عيونهم حسرةُ على فَضَلاتِ موائد الميسورين وهي تُلقى مع النفايات . والآذان تُصَمُّ عن سماع أنين المتألمين ، وعيونٌ لا تُبصرُ أن في كل مدينة وقرية وشارع، أكثر من مسيح جائعٍ وعريانٍ ، ومريض يشتهي هذا الذي تدوسهُ أقدام الساهرين والمخمورين ، المُحتفلين لمولِدِ إله الرحمةِ والمحبة ! . المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ أيها الأعزاء : لن يحُلَ سلام المسيح فينا، مالم نُحققَ بقية البشارة ِالتي أعلنها الملاك لنا حين قال للرُعاة : أُبشرُكم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ يا إخوتي : هذه هي الخُطوةُ الأُولى التي علينا أن نخطُوها لندخل في سلام المسيح وهي أن ننطلق من ماضينا لنبحث عن المسيح في الحاضِر من حياتنا . أن نبحث عنه في مغارة حياتنا المُظلمة. أن نبحث عنه في كل شارع وبيت. وفي وجه كل إنسانٍ لا نألفُهُ . إنه يرتدي أقمطة الفقر. نتقزز منه، وقد نراه مرميا ومُضجعا في مكان لا نرضاهُ لأنفُسِنا ! . المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ يا إخوتي : عبثاً تبحثون عن إلّهكم ولن تنظُرُهُ بين الغُيوم ، لأنه على الأرض بينكم في كل حين . إنه عند كل تائبٍ يستريح ، ومع كل سجدةٍ خاشعة يُنهضُنا بيديه، ومع كل شمعةٍ نتشفعُ بها لقديس، وكل لقمةٍ نطعِمُها لجائع أوكأسَ ماءٍ نقدمُه لعطشان ، أو لباسٍ نسترُ به عريان ، أو بسمة نزرعُها في قلبٍ بائس . هذا هو إلهُنا يا إخوتي . تعالوا لنفرح بالعيد كما يريد صاحبُ العيد ، أن نهجُرَ كُلَ ما ألصِقَ بالعيدمن وثنية تنتعش من جديد وتسرقُ من العيد معاني الميلاد ، من توبة ومصالحة وسلام مع الله . المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ أيها الأحبة : يبدو المسيحيون اليوم أسرى عاداتٍ وتقاليدَ وثنية أبادتها الكنيسةُ منذُ نشأتها، وعلمّنا القديسون أن التبذير وصرفَ المال على زينة الطُرقات والمنازلِ حرامٌ ، ما دام هناك في المنازِل إخوةٌ لنا جياع مِعوزون . وعلى الطرُقات عُراة وبائسون ، علينا أن نرفعَ عن العيد وشاحَ الوثنيةِ التي تغزو حياتنا المسيحية ، وأن ندركَ أن ما أسموها شجرة الميلاد ، لا علاقة للميلاد بها أبدا ، وما هي إلا عبادة وثنية عُرفت في أوُروبا قديما وقبل المسيحية ، ولكنهم أعادوها إلينا بلباسٍ جديد . إن إكرامُ إلهنا ومخلصنا العظيم ليسَ بأن نتذكره كل عام ، ولا بأن نُعيدَ تمثيلَ حدثِ ولادته في مغارةٍ في البريةِ وبين البهائم،لأننا رفضنا إستقبالَ أُمه لتلِدَهُ في بيوتِنا. إن المغارة تذكرنا بخطيئةٍ اقترفناها منذُ ألفي عام . والغريب هو في أن الناس تحتفل بإعادة تمثيل الجريمة كل عام وتتفاخر بها. إن أزياءَ العيد والزينة ، أنستنا مقاصِدَ الله من وِلادتهِ بيننا. و(بابا نويل) سرق من أطفالنا وجه يسوع ، وصار هو الحدث وحُلُم الطفولة. المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ يا أحباء يسوع : لن نعرِفَ السلامَ في نفوسِنا ، مالم نُتممَ ما قاله الملاكُ للرُعاة: { إذهبوا وجِدوه! إنه ملفوفا بأقمطة ومُضجعًا في مِزود}. هذه هي الذكرى التي تحتفلُ بها الكنيسة اليوم ، ذكرى ولادتِنا الجديدةُ مع الطفل الإلهي لننموا به يوما بعد يوم بالمعرفةِ والنعمةِ امام الله والناس . المسيح وُلِدَ حقاً وُلِدْ يا إخوتي : هل لاحظ أحدُكم أن إنجيل العيد اليوم ، محورُه المجوسُ ، وليس ظروف ولادة الطفل الإلهي ؟! فإنجيل الميلاد سمعتموه الأحد الماضي، في أحد نسب يسوع لأن الكنيسة تعي وتُركز على جوهر وأبعاد بشارة الملائكة للرعاة ، وعلى معنى العيد الحقيقي. ولتقول لنا اليوم: إذ أردتم أن تحتفلوا لميلاد المسيح ؟ فالمسيح وُلِدَ ،! وانتهى الموضوع ،والوقت يسبِقَكُم . والفرح الحقيقي هو بأن تقومَ أنت إليهِ ، أن تبحث عنه وتجدَهُ وتدعوُه إلى بيتك وحياتك . أيُ فخر لك وأي فرح تُقيم؟! وربك ومُخلصكَ وملككَ يضجعُ في مغارةٍ حقيرة ؟!. المسيح وِلدَ وأنت في غفلةٍ عنه ، فبماذا تفرح ؟! . فرحُكَ أيها الإنسان وفخركَ هو في أن تُسرع إليه وتستضيفه في بيتك, والمكان اللائق الذي هيأته له . عندها فليكن فرحك عظيما جدا. ويحُقُ لك عند ذلك أن تَعِلق الزينة في بيتك والشوارع لأنها تكون صورةً عن عالمك الروحيّ الذي يتربع عليه ربُكَ وإلهكَ ملكا على الدوام . فالمسيح وُلدَ فماذا نقررُ الآن ؟؟ وكيف سنُمضي ما تبقى لنا من العمر. أرجو الرب أن يُشرقَ علينا أنوار نِعمته ويصيرَ هذا الخامس والعشرون من هذا الشهر، تاريخ صحوةٍ لنا وعودة الى الينابيع التي ارتوى منها القديسون. عندها يصيرُ عيد الميلاد هذا عيد ولادةِ كُل منا ولادة جديدة ، لا من أبٍ وأمٍ ، ولكن من الروح القدس . وإذا أدركنا كم هو مُشتاقٌ إلينا ، وكم نحن عِطاشٌ إليه ، عندها يُظللُنا نجم الرب وتُقرعُ أجراس العيد ، ويجعلنا الرب كما قال داوود النبي : كالشجرة المغروسة عند مجرى المياه التي تعطي ثمرها في أوانه وكل ما تُثمرهُ ينجح. إذهبوا كالملائكة وبشروا العالم بأن المسيح وُلدَ فينا اليوم . ليكون لكم السلام ومسرةَ الله في كل حين . { آمين } |
||||
05 - 09 - 2014, 04:24 PM | رقم المشاركة : ( 5809 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع الشافي
ألأب جبرائيل شمامي آمنت المرأة المنزوفة بقوة يسوع الشفائية وبمجرد لمسها له شفيت ،كان لها الأيمان وكامل الثقة بأن يسوع سيشفيها فشفيت. لا فقط شفيت من مرض جسدها بل من امراض روحها أيضا .هكذا فعل يسوع لكثيرين من المرضى شفاهم نفسا وجسدا . لنذهب إليه ونحن مصابين بشتى الأمراض الخطيرة ، نحن مرضى أوهامنا عاداتنا السيئة إدماننا، اوهامنا الرخيصة ،غرائزنا ، شهواتنا ، انانيتنا المدمرة ، كرهنا حقدنا ، جهلنا ،فقرنا الروحي، كلها أمراض معدية . كم من هذه الأمراض نقلناها لأطفالنا بالوراثة وبالمثل السيىء من جراء التربية الغير الصالحة ، وكم مرض اعدينا به مجتمعنا ، ولا يوم من الأيام وعينا لخطورة ما فعلناه، ولا يوم طلبنا الشفاء ولا ندمنا لنتوب ونصحح وفي الأخير نُشفي من أعديناه بأمراضنا. وكيف نشفي ونحن مرضى ألا يقال لنا (يا طبيب إشفي نفسك ). ومن اراد الشفاء عليه بما يلي. 1- الدخول الى مصح يسوع ، ويسوع نفسه هو الطبيب الشافي . 2 ? مواجهة الطبيب وجها لوجه . 3 ? الكشف له بما تعاني وبصراحة تامة . 4 ? أن تقبل بتواضع وخضوع لوسائل علاجه ونصائحه . 5 ? الثقة به . 6 ? ألأيمان بقدرته الشفائية . 7 ? العمل بكلامه وإرشاداته وكلمته مصباح لخطاك ونور لسبيلك وشفاء لأمراضك. 8 ? لن تشفى من نواقص طفولتك ولا من أمراض نفسك إلا بالمحبة الحقيقية له ولكل البشر. 9 ? أن تكتسب المناعة بتناول جسده طوال حياتك كغذاء روحي وتتحد به . 10 ? أن تستحم روحيا (بسر التوبة ? ألأعتراف) وتصبح نظيف القلب دوما . يسوع هو هو بالأمس واليوم والى الأبد . إذا كنت اعمى فكما شفى عميانا كثيرين فهو قادر أن يفتح عيون قلبك لترى نور الأيمان وتسير في طريق الخلاص . وإذا كنت أعرج أو أفلج ومرارا سقطت في أمراضك وفي خطيئتك وهو الذي شفى العرج بإمكانه أن يُقيّم رجليك لتستقيم خطواتك في درب القداسة . وإذا كنت حتى ميتا من ناحية الروح فهو الذي أقام لعازر وبنت يائير وإبن الأرملة جسديا وأقام مريم المجدلية الخاطئة والزانية واللص اليمين من موتهم الروحي فهو قادر ان يقيمك ويهبك نسمة الحياة لتبدء الحياة من جديد معه كما فعل ألأبن الضال عندما رجع الى ابيه |
||||
05 - 09 - 2014, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 5810 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كيف وصلتنا رسالة الخلاص؟ بلغت البشرية رسالة الخلاص في البدايات من خلال كرازة تلاميذ المسيح ورسله، ثم بواسطة إنجيل المسيح المكتوب في البشارة وسفر أعمال الرسل والرسائل والرؤيا، سواء بقراءة كلمة الله أو من خلال الكنيسة في الأسرار والليتورجية والتعليم. وهكذا عرفنا أن بالإيمان بالمسيح مخلِّصاً وحيداً وبالمعمودية (أي بموتنا وقيامتنا معه) باسم الثالوث الأقدس ننال باكورة الخلاص، فنتبرر وتتقدس الحياة ونتمجد عند المجيء الثاني للرب مُعلناً تمام الخلاص بالحياة معه إلى الأبد. ولكننا نُدرك بالطبع أن مصدر معرفة التلاميذ والرسل والكنيسة بالمخلِّص ولاهوته ورسالته وتعليمه وأسرار ملكوته، هو الرب يسوع نفسه وأحداث حياته الحافلة وأقواله وأعماله وشهادة النبوَّات وإعلانات السماء التي كان التلاميذ والرسل شهوداً عليها بحسب تكليف الرب لهم: «وأنتم شهود لذلك» (لو 24: 48). وهكذا انطلقوا يُبشِّرون بما عاينوه وسمعوه واختبروه: «الذي كان من البدء الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة أُظْهِرَت، وقد رأينا ونشهد ونُخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهِرَت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا. وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» (1يو 1: 1-3). وفيما بعد فقد سجَّل التلاميذ والرسل شهادتهم في أسفار العهد الجديد. ومن هنا يصْدُق على الرب القول إنه حقاً: «رئيس الإيمان ومُكمِّله» (عب 12: 2)، كما أن به انكشفت الأسرار وانفتحت أبواب السماء فعرفنا ما لم نكن نعرف عـن طبيعة الله: «الله لم يَرَه أحد قط. الابن الوحيد الذي هـو في حضن الآب هو خبَّر» (يو 1: 18). |
||||