منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04 - 09 - 2014, 01:43 PM   رقم المشاركة : ( 5771 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شجرة عيد الميلاد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يرتبط تقليد شجرة الميلاد بنص من العهد الجديد بل بالأعياد الرومانية وتقاليدها التي قامت المسيحية بإعطائها معانٍ جديدة
فقد استخدم الرومان شجرة شرابة الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر
ومع تحديد عيد ميلاد الرب يوم 25 كانون الأول أصبحت جزءاً من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المهراق من أجلنا
حتى أن تقليداً تطوّر حول هذه الشجرة انطلاقاً من حدث هروب العائلة المقدّسة إلى مصر.
فقد تم تناقل روايةٍ مفادها أن جنود هيرودوس كادوا أن يقبضون على العائلة المقدّسة، غير أن إحدى شجرات الراعي مدّدت أغصانها وأخفت العائلة. فكافأها الربّ بجعلها دائمة الخضار، وبالتالي رمزاً للخلود
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بالطبع، ليست هذه القصّة حقيقية وإنما أتت كجزءٍ من محاولات إضفاء الطابع المسيحي على عيدٍ كان بالأساس وثنيّاً
أما استخدام الشجرة فيعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انكلترا، وهي مرتبطة بطقوس خاصّة بالخصوبة، حسب ما وصفها أحد الرحّالة العرب.
وهذا ما حدا بالسلطات الكنسيّة إلى عدم تشجيع استخدامها
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوروبا خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا حين اعتبرت الشجرة تذكيراً ب"شجرة الحياة" الوارد ذكرها في سفر التكوين،
ورمزاً للحياة والنور (ومن هنا عادة وضع الإنارة عليها). وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش
وأول شجرةٍ ذكرت في وثيقةٍ محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605ب.م
لكن أول شجرةٍ ضخمةٍ كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنكلترا سنة 1840ب.م. على عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر بشكلٍ سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد

شيء عن قصة شجرة عيد الميلاد ؟
لماذا يهتم المحتفلون بتزيين شجرة عيد الميلاد وما هي قصتها؟
عادة تزيين شجرة عيد الميلاد، عادة شائعة عند الكثيرين من الناس، حيث يتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في المراجع الدينية لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد.
فنتساءل من أين جاءت هذه العادة ومتى بدأت؟
إحدى الموسوعات العلمية، اشارت الى أن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار ،ثم تقوم احدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من ابنائها.

وفي عام 727 م أوفد إليهم البابا بونيفاسيوسمبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا أبن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وانقذ أبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثم قام بقطع تلك الشجرة و نقلها إلى أحد المنازل و من ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم امريكا،
ثم أخيرا لبقية المناطق ، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة
 
قديم 04 - 09 - 2014, 01:44 PM   رقم المشاركة : ( 5772 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"ها أنا أبشركم بفرح كبير"
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لنفرح ونبتهج به
أرض سماوية!
إني أتأمل سرًا عجيباً وجديداً، فيرن في أذني صوت تسبحة الراعي المتغني بترنيمة السماء...
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هوذا الملائكة ترتل، ورؤساء الملائكة تتغنى في انسجام وتوافق. الشاروبيم يسبحون بتسابيحهم المفرحة، والساروفيم يمجدونه.
الكل اتحد معًا لتكريم ذلك العيد المجيد، ناظرين الإله على الأرض، والإنسان في السماء، الذي من فوق يسكن هنا على الأرض لأجل خلاصنا، والإنسان الذي هو تحت يرتفع إلى فوق بالمراحم الإلهية!
هوذا بيت لحم تضاهي السماء
فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب
وبدلا من الشمس سطع شمس البرّ في كل جانب.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ليأتِ الكل إليه
ليأتِ الملوك، ويروا الملك السماوي
هذا الذي جاء على الأرض بلا ملائكة ولا رؤساء ملائكة ولا عروش ولا قوات، مع أنه لم ينسَ ملائكته، ولا تركهم بلا رعاية...!
ليأتِ الجنود ليخدموا قائد الجنود السماوية..
لتأتِ النسوة لتمجد ذاك الذي وُلد من امرأة
حتى يحول مرارة آلام الولادة إلى لذة.
لتأتِ العذارى إلى ابن العذراء، متطلعات بفرح إلى ذاك الذي يعطي اللبن... يتقبل غذاء الأطفال من أمه العذراء.
ليأتِ الأطفال ليعبدوا ذاك الذي صار طفلاً صغيرًا حتى يهيئ من أفواه الأطفال والرضع سبحًا للطفل الذي أقام منهم شهداء في ثورة هيرودس.
ليأتِ الرجال إلى ذاك الذي صار إنسانًا حتى ينزع البؤس عن عبيده.
ليأتِ الرعاة إلى الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن خدامه.
ليأتِ الكهنة إلى ذاك الذي صار رئيس كهنة على رتبة ملكي صادق.
ليأتِ العبيد إلى ذاك الذي أخذ صورة عبد حتى يحررهم من العبودية.
ليأتِ صيادوا الأسماك إلى ذاك الذي اختار من بينهم تلاميذه.
ليأتِ العشارون إلى ذاك الذي اختار منهم متى الإنجيلي.
لتأتِ النسوة إلى ذاك الذي قدم قدميه لتغسلهما التائبة بدموعها.
وإنني إذ احتضن الجميع، يأتي الخطاة لينظروا
"حمل الله الذي يحمل خطايا العالم".
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وبعدما أن تأملنا بهذه المقالة الجميلة والرائعة
نتقدم بالمعايدة
بكلمة نابعة
من قلب جميع أبناء موقع سلطانة الحبل بلا دنس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعيش في زمن الميلاد أيام لا تعرف الظلام أبدا، فالنهار متواصل دون تعاقب مع الليل، نعم فزينة الابنية والطرقات والاشجار جعلت النور ساطعاً كاننا في منتصف النهار، هذا جميلٌ جدا، فنحن نستقبل ملك الملوك
والتهيئة واجبٌ علينا، ولكن
هل سألنا أنفسنا من سيأتي؟
أو ماذا يطلب منا من تحضيرات لاستقباله؟!
اننا عادة نسأل ضيفنا، ماذا تحب ان تشرب و تأكل؟
إن المسيح هو ضيفنا وهويحبنا اكثر بكثير من حبنا له
وهو يرغب بشدة ان نشاركه في مخططه الخلاصي على الأرض لكي نتمتع معه في الملكوت.
من هنا واجب علينا ان نهيء نفوسنا لاستقباله بقلب نقي
وروح طاهرة و وفقاً لعمل الروح القدوس الذي نلناه في جرن معموديتنا المقدس.
هذا السر الذي جعلنا أعضاء في جسده القائم من الموت يدخلنا حقاً في روحانية سرّ تجسده فيما بيننا.
وها هو عمانوئيل الهنا معنا.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فهلموا بنا
نرجع إلى ذواتنا
نفحص ضمائرنا
وننقي نفوسنا بالتوبة و الإعتراف
هلموا بنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
للسير قلباً وقالباً مع الرب في تجسده والامه موته وقيامته وصعوده.
فنحن كغيرنا بحاجة ماسة ان نعيش في سفينة ربانها هو الرب يسوع و ميناؤها هو ميناء الخلاص نعم اننا بحاجة إلى سفينتك يايسوع فلتدبر أنت حياتنا و لتعضدنا دائماً بيمينك لننجوا من هيجان امواج الشر المزعجة
و أنتََ يا طفلَ المغارة أعطنا بقوة روحكَ القدوس العامل فينا
أن نبتعد و نبعد إخوتنا عن السحرة و المنجمين الدجالين
الذين يضلِّلون النفوس الضعيفة الضائعة ظناً منهم أنه باستطاعتهم
وفقاً لأباطيلهم زعزعة ايمان بعض نفوس ابناء البيعة المقدسة، متناسين ما قاله الرب يسوع:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ثقوا أنا قد غلبت العالم".
ونحن المؤمنين باسمه، الساجدين له كسجود الملائكة التي تحدث عنها كتابنا المقدس،
لا يحق لنا الا ان نستقبل هذه السنة الجديدة بفرح الروح والايمان والرجاء والمحبة ,

آخذين بعين الاعتبار ان مظاهر الدنيا الفانية محدودة وزائلة
اما رباطنا مع المسيح فمقدس وأبدي.
من هنا، من أولى واجباتنا عدم التقيد بفكر العالم لكوننا نمتلك فكر المسيح في عالم يكاد يتجاهل القيم المسيحية الخلاصية.
ايها الاخوة الاعزاء،
ندعوكم الى تجنب اتباع المظاهر غير الاخلاقية التي تمس مسيحيتنا ومنها:
اللباس غير المحتشم فأجسادنا هي هياكل الروح القدس
وما يليه من ملاهي ... من شأنها أن توَّلِّدِ العثرات وتنبت بذور الخطيئة التي تبعدنا عن محبة القريب الفقير المحتاج لمحبتنا الاخوية كاِحتياجهِ الخبزَ و الدواء

وفي الختام
نتمنى لكم أعياداً مجيدةً
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 04 - 09 - 2014, 01:48 PM   رقم المشاركة : ( 5773 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بابا نويل(Santa claus)
(Tomte)
في التقاليد الجرمانيّة كان الأطفال ينتظرون الإله تهورThor الّذي كان يأتي ليلة عيد الJUL في 25 كانون الأول، ويزور البيوت التي حضّرت له المذبح الخاص به (وهو موقد النار) ويحضر الهدايا إلى الأطفال الّذين علقوا أحذيتهم الخشبيّة على الموقد.
ومع المسيحيّة، اشتهرت شخصيّة القديس نقولاس(Santa Claus)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بابا نويل - (سانتا كلوز) : قصة بابا نويل مستمدة من قصة القديس نيقولاوس
وهو اسقف "ميرا" الذي عاش في القرن الرابع الميلادي،
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقال ان المطران نيقولاوس كان يقوم ليلاً بتوزيع الهدايا والمؤن للفقراء ولعائلات المحتاجين دون ان تعلم هذه العائلات من هو الفاعل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وبذلك كان يغيظ الشيطان جداً ويقهره بأعمال البر والاحسان وبذل الذات

واستمر بهذه الاعمال الى أن رقد بالرب بسلام و استحق لقب القداسة بكل جدارة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اما ما يتعلق ب "بابا نويل" فهي من الفرنسية وتعني "اب الميلاد"، حيث يتخيل الناس بابا نويل شيخاً حسناً ذو لحية بيضاء كالثلج ويرتدي ملابس حمراء اللون ،
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وصاحب جسم قوي شديد ، راكباً على عربة سحرية تجرها غزلان ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الاولاد اثناء هبوطه من المداخن او دخوله من النوافذ وشقوق الابواب
أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأميريكي كلارك موريس الّذي كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان "الليلة التي قبل عيد الميلاد" يصف فيها هذا الزائر المحبّب ليلة عيد الميلاد.
وفي عام 1860، قام الرسام الأميريكي بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، بالاستناد إلى القصص الأوروبية حوله.واشتهرت، على أثر ذلك هذه الشخصية في أميركا وبعدها في أوروبا، ثمّ في سائر أقطار العالم.
لكن يجدر لفت النظر أن بابا النويل وهداياه أخذت من الشهرة ما هدّد في وقت من الأوقات معنى العيد الحقيقي حتى بات عدد كبير من الأطفال يعتبرون عيد الميلاد كعيد بابا نويل وليس عيد ميلاد الرب يسوع.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هنا يجدر بنا التنبّه إلى تنشئة أطفالنا الروحيّة، قبل الاهتمام بالهدايا والزينة وسائر الأمور.

بابا نويل - سانت نيقولاوس
بقدوم عيد الميلاد وراس السنة الميلادية تظهر لنا شخصية رجل تميزت افعاله بادخال الفرحة الى قلوب الاطفال وتعرف هذه الشخصية ب ( بابانويل ) او (سانت كلوس) وهي تحريف ل (سانت نيقولاوس ) الذي كان مطرانا على "ميرا " الواقعة في "ليسيا " ويرتدي عادة بابا نويل ثيابا ذات لون احمر مثل لون ثوب المطران .
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ويشير اللون الاحمر الى الشهادة . لقد عاش المطران نيقولاوس في اواخر القرن الثالث ومطلع القرن الرابع وكان رجلا تقيا يحب الناس، فاهتم بشكل خاص بالايتام الفقراء والاطفال كما اهتم بالارامل ودافع عن المظلومين والسجناء واعرب عن اهتمامه هذا بتوزيع الهدايا عليهم .
وهكذا جرت العادة في المسيحية
ان يوزع المؤمنون الهدايا على الأطفال والفقراء
في عيد الميلاد
اقتداءا بالقديس نيقولاوس .
الذي كرمته الكنيسة باعتباره شفيعا للاطفال.

صلاة القديس نيقولاوس تكون معنا
أمين.
 
قديم 04 - 09 - 2014, 01:50 PM   رقم المشاركة : ( 5774 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح ولد فمجدوه , المسيح أتى من السموات فاِستقبلوه
المسيح على الأرض فاَرتفعوا
رتلي للرب أيتها المسكونة كلها لأن السماوي صار أرضياً
المسيح تجسد فلنتهلل بخوفٍ و فرح
خوفٍ من الخطيئة و فرحٍ في تحقيق الرجاء
المسيح ولد من البتول فتعففن أيتها النساء لكي تصبحن أمهاتٍ للمسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
﴿وَصَعِدَ يُوسُفُ أَيضًا مِنَ الجَلِيل، مِنْ مَدينَةِ النَّاصِرَة
إِلى اليَهُودِيَّة، إِلى مَدينَةِ دَاوُدَ الَّتي تُدْعَى بَيْتَ لَحْم
لأَنَّهُ كَانَ مِن بَيْتِ دَاوُدَ وعَشِيرَتِهِ،
لِيَكْتَتِبَ مَعَ مَرْيَمَ خِطِّيبَتِهِ، وهِيَ حَامِل.
وفِيمَا كانَا هُنَاك، تَمَّتْ أَيَّامُهَا لِتَلِد،
فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر، وَقَمَّطَتْهُ، وأَضْجَعَتْهُ في مِذْوَد
لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ في قَاعَةِ الضُّيُوف

فهاهو القديس يوسف ينتقل مع خطيبته القديسة مريم إلى "بيت لحم"
الذي يعني "بيت الخبز"، ليُولد هناك "خبز الحياة". وقد سُجل اسمه مع البشر في الاكتتاب ليشاركنا كل شيء حتى في التعداد يُحسب كواحدٍ منا، إذ قيل:
"وأُحصيَ مع آثمة"
(إش 53: 12)
ذلك لكي نُحصَى نحن في كتابِه الإلهي، ونُحسب أصدقاؤه.
فوَلَدَتِ ٱبنَهَا البِكْر
ويفسر القديس جيروم معنى ( ابنها البكر ) أي أول مولود
فلا يقصد به أنه أخ من بين عدة إخوة، ولكن واحد من بين الأبكار
فإنَّ الأسفار الإلهيّة تستعمل كلمة بكر أو أول في مواضع شتَّى
ولم يقصد بالكلمة إلا واحد فقط، فقد ورد :
"أنا الأول والآخر ولا إله غيري"
(إش 44: 6).
فأُضيفت كلمة أول إلى المولود للدلالة على أن العذراء
لم يكن لها ابن سوى يسوع ابن الله على حد قول الوحي
"أنا أيضًا أجعله بكرًا أعلى من ملوك الأرض"
(مز 89: 27)
ويقول أيضًا الحكيم بولس
"وأيضًا متى أُدخل البكر إلى العالم يقول: فلتسجد له كل ملائكة الله"
(عب 1: 6).
وكيف دخل المسيح البكر إلى العالم بأن الله صار إنسانًا
ومع أنه ابن الله الوحيد إلا أنه بكر لنا، لأننا جميعنا اخوة له
وبذلك أصبحنا أبناء الله.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وفي بيت لحم ولدت العذراء ابنها ، إذ قيل:
"وبينما هما هناك تمَّت أيامها لتلد.
فولدت ابنها البكر وقمّطته وأضجعته في المذود،
إذ لم يكن لهما موضع في المنزل"
فهاهو ملكنا جاءَ يلقي بذور الفضيلة في نفوسنا منذ أولى لحظات ولادته من مريم العذراء فهو اذ لم يجد مكاناً له في منازلنا فجاء بكل اتضاع في مزود
وولد بين البهائم محتقراً كل امجاد العالم و عظمتِهِ الفانية
تلكِ كانت أولى دورس المعلِّم لنا على الأرض
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

( التواضع و الكفر بالذات حتى الصليب )
لقد شعر يسوع بما نشعر به من عوامل الطبيعة فلفتهُ امه مريم بأقمطة علَّهُ يتقي البرد القارص في بيت لحم

و يعلق القديس غريغوريوس النزينزي على هذه الاية بقوله :
وُلد في مذود ليرفعكم إلى المذبح
جاء إلى الأرض ليرفعكم إلى السماء
لم يجد له موضعًا إلا في مذود البقر، لكي يعد لكم منازل في السماء (يو 14: 2) وكما يقول الرسول بولس :
"إنه من أجلكم افتقر وهو الغني لكي تستغنوا أنتم بفقره"
(2 كو 8: 9).
فميراثي هو فقر المسيح، وقوَّتي هي ضعف المسيح.

"وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم
وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجدُ الرب أضاء حولهم
فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك لا تخافوا
فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.
انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً في مذود."

لم تشعر الأرض بميلاد المسيح فهاهو في المزود بعيداً عن الأنظار
استقبلت الارض خالقها بصمتٍ رهيب ولكن السماء اهتزت، ولم تستطع أن تصمت أمام هذا المشهد العجيب فإله السماء، ها هو الآن في مذود. والملائكة بشروا الرعاة بأنه ولد لكم انتم ايها البشر المسيح الخلص


وٱنْضَمَّ فَجْأَةً إِلى المَلاكِ جُمْهُورٌ مِنَ الجُنْدِ السَّمَاوِيِّ يُسَبِّحُونَ ٱللهَ ويَقُولُون:
أَلمَجْدُ للهِ في العُلَى، وعَلى الأَرْضِ السَّلام، والرَّجَاءُ الصَّالِحُ لِبَني البَشَر
.
هوذا الملائكة ترتِّل، ورؤساء الملائكة تغنِّي في انسجام وتوافق...
الشاروبيم يسبِّحون تسابيحهم المفرحة، والسيرافيم يمجِّدونه.
الكل اتَّحد معًا لتكريم ذلك العيد المجيد، ناظرين الإله على الأرض، والإنسان في السماء؛ الذي من فوق يسكن هنا على الأرض لأجل خلاصنا، والإنسان الذي هو تحت يرتفع إلى فوق بالمراحم الإلهيّة!
هوذا "بيت لحم" تضاهي السماء، فتسمع فيها أصوات تسبيح الملائكة من الكواكب، وبدلاً من الشمس أشرق شمس البر في كل جانب
العلامة أوريجينوس
ولَمَّا ٱنْصَرَفَ ٱلمَلائِكةُ عَنْهُم إِلى السَّمَاء، قالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُم لِبَعْض:
«هيَّا بِنَا، إِلى بَيْتَ لَحْم، لِنَرَى هذَا ٱلأَمْرَ الَّذي حَدَث، وقَد أَعْلَمَنا بِهِ الرَّبّ».
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسرع الرعاة في البحث عن يسوع بلا تراخٍ، فقد آمن الرعاة بكلمات الملاك.
ويقدَّم لنا القدِّيس مار أفرام صورة مُبهجة للقاء الرعاة بالطفل الراعي
إذ يقول:
[جاء الرعاة حاملين أفضل الهدايا من قطعانهم:
لبنًا لذيذًا ولحمًا طازجًا وتسبيحًا لائقًا... أعطوا اللحم ليوسف، واللبن لمريم، والتسبيح للابن!
أحضروا حملاً رضيعًا، وقدَّموه لخروف الفصح!
قدَّموا بكرًا للابن البكر، وضحيّة للضحيّة، وحملاً زمنيًا للحمل الحقيقي.
إنه لمنظر جميل أن ترى الحمل يُقدَّم إليه الحمل!...
اقترب الرعاة منه وسجدوا له ومعهم عصِيِّهم. حيُّوه بالسلام، قائلين:
السلام يا رئيس السلام.
هوذا عصا موسى تسبِّح عصاك يا راعي الجميع
لأن موسى يسبِّح لك. مع أن خرافه قد صارت ذئابًا
وقطيعه كما لو صار تنِّينًا!
أنت الذي يسبِّحك الرعاة، إذ صالحت الذئاب والحملان في الحظيرة ]

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تأثَّرَت جدًا القدِّيسة مريم بهذا اللقاء، وكما يقول الإنجيلي:
"وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الكلمات متفكِّرة به في قلبها"
ويعلّق القدِّيس أمبروسيوس على ذلك بقول:
[من كلمات الرعاة تحصد مريم عناصر إيمانها.]
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما يقول:
[إن كانت مريم قد تعلَّمت في مدرسة الرعاة
فلماذا ترفض أنت أن تتعلَّم في مدرسة الكهنة ]

"ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم."
من يتقابل مع المسيح لا يمكن إلا أن يعود مسبحاً وفرحاً.
 
قديم 04 - 09 - 2014, 01:58 PM   رقم المشاركة : ( 5775 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقوال القديس أغسطينوس عن :
لماذا تجسد ربنا | لكي يهبنا ميلاداً جديداً
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رأينا أن الإنسان صار محتاجاً إلي التلاقي مع الله "الحياة " لكي يعيد له حياته الروحية فيقدر بالله أن يحيا ويتذوق الخير ويتمتع بالسماويات لذلك جاء الابن الأقنوم الثاني متجسداً صار كواحد منا حتى نقبله.
ولد الابن ميلاداً زمنياً غذ حمل جسداً مثلي...
وبميلاده هذا وهبنا جميعنا أن نولد به في الله...

وقد تجمعت فيه بنوتنا نحن التي غسلها بالماء والدم اللذان سكبا من جنبه المطعون!
وإذا شاركنا الرب في اللحم والدم صيرنا له هو الأخ البكر..
صرنا أعضاء في جسده السري أي الكنيسة للرأس الواحد يسوع مقدماً إيانا واحداً لأبيه!
بهذا انتقل بنا من الولادة الجسدية إلي الولادة الروحية السرية منتقلاً بنا من هذا العالم لنحيا ونحن هنا في السمويات الأبديات!

+ "النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه".
الظلمة هي عقول البشر الغبية إذ أعمتها الشهوات الفاسدة وعدم الإيمان لهذا كان على "الكلمة " الذي به كان كل شيء أن يهتم بهذه العقول ويعيد إليها سلامتها.

لذلك فإن:
(الكلمة صار جسداً وحل بيننا) يو14:1
لأن من اختصاصه الاستنارة إذ هو الحياة الذي يضئ للبشر.

لكننا لم نكن مستعدين للتجاوب مع عمله إذ أسقطتنا نجاسة الخطية وأبعدتنا عنه لذلك صرنا في حاجة إلي التنقية من الشر والكبرياء تتم بدم ذاك البار وحده وبإتضاع الله نفسه "يو14، 1:1. لنصير على مثاله...

لقد صار الله إنساناً باراً يشفع عن الخطاة أمام الله (الأب)،
وبالتصاقه بنا شابهنا من جهة الناسوت حتى ينزع عنا ما هو ليس على شبهه أي شرنا!

وإذا شاركنا في موتنا وهبنا أن نصير شركاء معه وهكذا بموت البار الذي تم بمحض اختياره نزع موت الخطاة الذي حدث كحكم نستحقه...
 
قديم 04 - 09 - 2014, 02:00 PM   رقم المشاركة : ( 5776 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المغارة

في الواقع لوقا هو الإنجيليّ الوحيد الذي ذكر مكان ميلاد المسيح
" وصَعِدَ يوسُفُ مِنَ الجَليلِ مِنْ مدينةِ النـاصِرَةِ إلى اليهوديَّةِ إلى بَيتَ لَحمَ دينةِ داودَ،
لأنَّهُ كانَ مِنْ بَيتِ داودَ وعشيرتِهِ، ليكتَتِبَ معَ مَريمَ خَطيبَتِهِ، وكانَت حُبلى.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وبَينَما هُما في بَيتَ لَحمَ، جاءَ وَقتُها لِتَلِدَ،
فولَدَتِ اَبنَها البِكرَ وقَمَّطَتْهُ وأضجَعَتهُ في مِذْودٍ،
لأنَّهُ كانَ لا مَحَلَ لهُما في الفُندُقِ
." (لوقا 2 : 4-7)

لم يذكر لوقا المغارة بل المذود لكن التقليد المعتمد في أورشليم اعتبر إحدى المغائر التي كانت تستعمل كاسطبل حيوانات كمكان لولادة المسيح وعلى أساسه شيّدت كنيسة المهد في بيت لحم.
وهناك بعض الآثار التي تعود إلى القرون الثالث والرابع تظهر رسم لميلاد المسيح مع الرعاة والمجوس والرعيان.

أما المغارة كما نعرفها اليوم، فيعود الفضل في إطلاقها إلى القديس فرنسيس الأسيزي الّذي قام بتجسيد أول مغارة حيّة (أي فيها كائنات حيّة) في ميلاد سنة 1223ب.م وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المغائر الرمزيّة في الكنائس وخارجها.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


والمغارة التقليديّة تحتوي على :
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة يسوع المسيح طفلاً : وهو صاحب العيد.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة يوسف ومريم : رمزا الإنسانيّة كلّها حيث الرجل والمرأة هما معاً "صورة الله ومثاله" كما ورد في سفر التكوين :" فخلَقَ اللهُ الإنسانَ على صورَتِه، على صورةِ اللهِ خلَقَ البشَرَ، ذَكَرًا وأُنثى خلَقَهُم" (تك 1: 27).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الرعاة : وهم يمثّلون فئة الفقراء والبسطاء كونهم أفقر طبقات الشعب في تلك الأيام. يضاف إلى ذلك أنهم يذكّروننا أن المسيح هو الراعي الحقيقي الّذي خرجَ من نسل الملك داود، الملك الّذي وُلِدَ راعيا.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة المجوس : وهم يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه أو يعلمونه إن لم يقدهم إلى المسيح. كما أنّهم يذكّروننا أيضاً بالمسيح الّذي هو ملك الملوك.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة النجمة : وهي رمزُ للنجمة التي هدت المجوس إلى المسيح، ولنور المسيح المتجسد.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة البقرة : وهي رمزُ الغذاء الماديّ الّذي لا بدّ منه للإنسان، لا ليعيش من أجله وإنما ليساعده ليعيش ويتمكن من خدمة الإله الحقيقي، وهذا رمزُ البقرة التي تقوم بتدفئة المسيح.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الحمار: وسيلة النقل البري الأساسية لدى عامّة الناس. وهو أيضاً رمزالصبر واحتمال المشقات في سبيل الإيمان وفي خدمة المخلّص.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الاغنام : وسيلة للغذاء والتدفئة. وترمز بشكلٍ خاص إلى الوحدة الضرورية في جماعة المؤمنين، التي تحافظ على دفء الإيمان في قلوبهم.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الملائكة : يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس على أن لا تعيقه قساوة القلوب وظلمة الضمائر .

هذه هي العناصر الأساسية ويمكن أن يضاف إليها عناصر أخرى وفق الاستخدام المحلي والمناطقي، على أن تأخذ بعين الاعتبار أمرين :
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الانسجام مع معاني الفقر والبساطة المتجسدة في المغارة.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الهدف الأساسي من المغارة ليس الزينة والديكور وإنما اجتماع العائلة حولها للصلاة في زمن الميلاد.
 
قديم 04 - 09 - 2014, 02:05 PM   رقم المشاركة : ( 5777 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف نفرح بميلاد المسيح؟
الأب حارث ابراهيم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ميلاد ربّنا يسوع المسيح هو بلا شكّ "عيدٌ"، والعيدُ دعوةٌ مفتوحةٌ للفرح، ولكن الفرح عندنا لا يكون بالمجون (بالأعمال المُخِلّة) لأنه فرحٌ مقدّس لذا يكون الفرح بالله ومِن الله.

وللتأكيد على أنَّ الفرح هو من الله يقولُ الكتاب المقدّس أنَّ اللهَ نفسَه يفرح إذ عندما خلَق اللهُ العالَم سُرَّ به ورأى كلَّ شيء أنَّه حَسَنٌ، وهذا ما يُردِّدُه مزمور الغروب:
"يَفرح الربُّ بأعماله" (مزمور 104/103: 4).
كما أنّ اللهَ يدعو البشر إلى الفرح إذ يقول الكتاب في سفر اللاويين 23: 1-4، 40: "وكلَّمَ الربُّ موسى قائلاً: كلِّمْ بَني إسرائيل وقُلْ لهم: مواسمُ الربِّ التي فيها تنادون محافل مقدّسة، هذه هي مواسمي ... هذه مواسم الرب المحافل المقدّسة التي تنادون بها في أوقاتها ... وتفرحون أمام الرب إلهِكم".
ويُكمل في سفر التثنية 12: 12: "وتفرحون أمام الرب إلهكم أنتم وبنوكم وبناتكم وعبيدكم وإماؤكم". إذاً هذا الفرح هو عملٌ جماعيٌّ (محفل) وهوعملٌ مبارَكٌ يلتئم فيه جميع الناس ويقفون أمام الرب معاً في اجتماع مقدّس مصدرُ الفرح هو الله وموضوع الفرح هو الله أيضاً، فعندما ندرك أننا محبوبون من الله بهذا المقدار الكبير أنه تنازل إلينا تتهلَّل قلوبُنا ولا تعود تتسع لمقدار البهجة التي تَغمُرها فتكاد تطير من الفرح. يقول المزمور 32: 11:
فرحوا بالرب وابتهجوا يا أيها الصدّيقون واهتفوا يا جميع المستقيميّ القلوب"، والمزمور 64: 10: "يفرح الصدّيقون بالرب ويحتمي به ويبتهج كل المستقيميّ القلوب"، والمزمور 68: 3: "الصدّيقون يفرحون ويتهلّلون أمام الله ويتنعّمون بالسرور".
(لوقا 1: 44)، وبعدما مدَحَت أليصاباتُ مريم وبارَكتها أنشدَت العذراء: "تعظِّم نفسي الربَّ وتَبتهِج روحي بالله مخلّصي" (لوقا 1: 46)، ولمّا ظهر الملاكُ للرعاة الساهرين بَشّرهم بالفرح قائلاً: "لا تخافوا، فها أنا أبشِّركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب؛ إنّه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلِّصٌ هو المسيح الربُّ" (لوقا 1: 10-11

وإذا أكملنا في حياة يسوع يقول لنا الكتاب أنَّ زكا لمّا قَبِلَ يسوعُ دخولَ بيته استقبَلَه في منزله فَرِحاً (لوقا 19: 6)، والنّاسُ الذين تَحلّقوا حول يسوعَ متابعين أعمال رحمته وتحنُّنه استقبلوه في أورشليم راكباً على جحشٍ وطرحوا ثيابهم في الطريق وابتدأوا "يفرحون ويسبّحون الله بصوتٍ عظيمٍ لأجل جميع القوات التي نظروا قائلين: مبارَكٌ الملك الآتي باسم الرب. سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي" (لوقا 19: 37-38
وعندما قام الربُّ من بين الأموات نَزَعَ الحزنَ من قلوب التلاميذ الذين "فرحوا لمّا أبصروا الربَّ" (يوحنّا 20: 20)، وكذلك الخصيُّ الذي عمّده فيلبُّسُ الشمّاس، يقول القديس لوقا أنه بعد المعمودية "ذهب في طريقه فَرِحاً" (أعمال 8: 39).
الفرح إذاً ليس جديداً ولكنّه الآن أصبح مرتبطاً ارتباطاً قويّاً بالمسيح، لكون المسيح هو ابن الله المتجسِّد الذي تغلّب على كلِّ آلام البشرية وفتح لنا الطريق للتغلُّب عليها، بما في ذلك أكبر عدوٍّ لنا أي الموت.
أظهر المسيحُ محبّة الله الكبيرة لنا نحن البشر فكان عمله دعوةً للفرح ونتلمّس ذلك في الكتاب المقدّس منذ الحبل به إلى مولده ولم يزل حتى قيامته وصعوده إلى اليوم: فيوم سلَّمَ الملاكُ جبرائيل على مريم قال لها: "إفرحي أيتها الممتلئة نعمة، الربُّ معكِ، مبارَكةٌ أنتِ في النساء" (لوقا 1: 28)، وهذا ما نُنشدهُ في المديح أيضاً، وعندما أتت مريمُ الحاملُ بيسوع لزيارة أليصابات الحاملَ بيوحنّا ارتكض الجنينُ بابتهاج في بطنها عندما سمع صوت سلام مريم (لوقا 1: 44
وبعدما مدَحَت أليصاباتُ مريم وبارَكتها أنشدَت العذراء: "تعظِّم نفسي الربَّ وتَبتهِج روحي بالله مخلّصي" (لوقا 1: 46)، ولمّا ظهر الملاكُ للرعاة الساهرين بَشّرهم بالفرح قائلاً: "لا تخافوا، فها أنا أبشِّركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب؛ إنّه وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلِّصٌ هو المسيح الربُّ" (لوقا 1: 10-11
وإذا أكملنا في حياة يسوع يقول لنا الكتاب أنَّ زكا لمّا قَبِلَ يسوعُ دخولَ بيته استقبَلَه في منزله فَرِحاً (لوقا 19: 6)، والنّاسُ الذين تَحلّقوا حول يسوعَ متابعين أعمال رحمته وتحنُّنه استقبلوه في أورشليم راكباً على جحشٍ وطرحوا ثيابهم في الطريق وابتدأوا
"يفرحون ويسبّحون الله بصوتٍ عظيمٍ لأجل جميع القوات التي نظروا قائلين: مبارَكٌ الملك الآتي باسم الرب. سلامٌ في السماء ومجدٌ في الأعالي" (لوقا 19: 37-38)، وعندما قام الربُّ من بين الأموات نَزَعَ الحزنَ من قلوب التلاميذ الذين "فرحوا لمّا أبصروا الربَّ" (يوحنّا 20: 20)،
وكذلك الخصيُّ الذي عمّده فيلبُّسُ الشمّاس، يقول القديس لوقا أنه بعد المعمودية "ذهب في طريقه فَرِحاً" (أعمال 8: 39).


الذين في القديم آمَنوا بعمل المسيح الخلاصي كانوا يَترنّمون قائلين: "أمّا أنا فعلى رحمتك توكّلتُ، يبتهج قلبي بخلاصك" (مزمور 13/12: 5) كان الخلاص الذي بشَّر به الأنبياء وانتظروه مصدر بهجة في قلوب المؤمنين، فرحوا لمجرّد أنَّ الله وعَدَ بالخلاص وكان هذا الرجاء وحده يُسبِّب لهم الفرح، فكيف عندما يأتي الخلاص ويتحقّق؟ بالتأكيد سيكون هناك فرحٌ أعظم.
والفرحُ لا يكون بدون تعبير خارجيٍّ عنه مثل الابتسام والطرب أو الإنشراح ونرى هذا واضحاً أيضاً في الكتاب المقدّس بتسبيح الملائكة القديسين للطفل المولود "المجدُ لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي النّاس المسرة" (لوقا 2: 14)
وبتسبيح الرعاة الذين بعد أن زاروا الطفل في المغارة وأخبروا بأمر الملاك الذي بشَّرهم رجعوا كما يقول القديس لوقا "وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم" (لوقا 2: 20)
وهذا الفرح المترجَم بالتسبيح هو ما عناه القديس يعقوب الرسول بقوله: "أمسرورُ أحدٌ فليُرتِّل" (يعقوب 5: 13) فالترتيل علامة شكرٍ ودليل اغتباط.


إذاً مشارَكتُنا في التراتيل التي تقام في الكنيسة في كل المواسم، ومن ضمنها موسم الميلاد بالطبع، تعني أنّنا مشاركون أيضاً في الفرح وفي التسبيح، هذه هي العلامة الأولى. مَن كان لا يشعر بمثل هذا الفرح يَملأ قلبه ولا يستطيع المشاركة في التسبيح، عليه أن يتوب عن خطاياه ويسعى إلى التنقية هاتفاً مع النبي داود "قلباً نقيّاً أُخلُق فيَّ يا الله، وروحاً مستقيماً جَدِّد في أحشائي. لا تطرحني من أمام وجهك وروحُك القدوس لا تنزعه منّي.
إمنحني بهجة خلاصك وبروحٍ رئاسيٍّ أعضدني" (مزمور 51/50: 10-12)
أي، يسأل اللهَ أن يعطيه ما يكفي من الإيمان ليبتهج بالخلاص الإلهي، تماماً كما قال الرسلُ للرب "زِدْ إيماننا" (لوقا 17: 5).
حتّى يبتهج الإنسانُ بخلاص الله يجب أن يكون مؤمناً بهذا الخلاص وبالتالي مُمتنّاً لله فيُنشدَ ويُسبِّح، فإن تَشكَّك أحدٌ في الإيمان أو كان إيمانه ضعيفاً فهو بحاجة إلى قراءة الإنجيل ودرسه بإرشاد أبٍ مختبرٍ ومقتدر، وعندنا في كنيستنا تفاسير كتابية لآباءٍ كثيرين وقد صار هناك عددٌ منها لا بأس به منشور باللغة العربية وفي متناولنا، فلو طالعنا بعضاً منها لساعدتنا كثيراً على التأمّل في تدبير الله لخلاصنا وفي محبّته لنا غير المتناهي.


ولا يقتصر الفرح بالعيد على المشاركة في التسبيح مع الجماعة وعلى قراءة الكتاب المقدس وتفاسير الآباء القديسين، بل يتعدّاه إلى ما يجعل العيد مقدّساً (محفل مقدّس). فاليوم المقدّس للرب هو اليوم الذي نبتهج فيه بالرب، نعم، ولكن هو أيضاً اليوم الذي فيه يظهر عمل الله التقديسي في حياتنا نحن وفي مجتمعنا.
بمعنى أن نتعلّم السلوك بحسب معاني العيد ومدلولاته، وهذا يَحفَزُنا على تفحُّص بعضٍ من معاني عيد ميلاد السيد المسيح:
أولها- المظاهر: عدم الاهتمام بالمظاهر، وعدم الأخذ بالمظاهر. فالمسيح السيّد الرب وُلِدَ في بيت لحم، لا في القرية حيث لم يستقبله أحد، بل في مغارة, بدون خدم ولا حَشَم، رافقته الملائكة وسبّحته (الحقيقة أنها بقيت ترافقه منذ أن حلَّ في أحشاء القديسة مريم يوم البشارة)، لم يكن يسوعُ يهتمّ بالمظاهر؛ لو أراد لسخَّر الخليقةَ بأسرها لحضوره ولكنه كان عازماً أن يبقى مستتراً إلا عن قلّة تناجيه وتطلبه فلم يُخفِ ذاته عنهم, وحقيقته رغم الفقر الظاهر في حاله وقت الولادة لم تمنع المجوس من السجود له وتقديم العطايا.

فالظاهر لا يشير إلى الحقيقة بالضرورة: العظمة الحقيقية هي في القلب الممتلئ نعمة، ومظاهر الأبّهة لا تَصنع مجداً لصاحبها.
وثانيها- التواضع: فهو ذو المجد والجلال أخلى ذاته واتّخذ صورة عبدٍ (فيليبي 2: 7 و8) فكان معلّماًَ للتواضع (كتواضع العذراء في لقاء الملاك لوقا 1: 48) مِمّا يحدونا إلى توخّي البُعد عن الكبرياء بالإنفصال عن الآخرين لكونهم ليسوا من مستوانا!
وثالثها- البساطة وعدم التشكيك: فالرعاة آمنوا بقول الملاك وهرعوا إلى المغارة فوراً، والمجوس صدّقوا النَّجم ولم يتشكّكوا من وجود الطفل مقمّطاً في مذود وموضوعاً في مغارة بدل القصر وفراش الحرير كعادة الملوك،

كما آمنَت العذراء بقول الملاك وفَعَلَ مثلها يوسفُ. فعلينا أن نكون بسطاء كالحمام ولكن حكماء كالحيّات (متّى 10: 16).
ورابعها- المسالمة: مسالمةُ الآخَرين وعدم الخصام مع الناس تتطلّب مجهوداً لأن فيها إنكاراً للذات وفيها محبّة لله وللآخرين. فإن كان اللهُ قد صالَحَنا في المسيح (2 كورنثوس 5: 18، 19؛ كولُسّي 1: 20) فالأولى أن نتصالح نحن مع بعضنا البعض عملاً بقول الرب "أريد رحمةً لا ذبيحة" (هوشع 6:6؛ متّى 9: 13)

وكقول المزمور "الذبيحة لله روحٌ منسحقٌ، قلبٌ خاشعٌ متواضعٌ هذا لا يرذله الله" (50: 17)،
لهذا السبب أوصانا ربّنا يسوع قائلاً: "فإنْ قدَّمتَ قربانَكَ إلى المذبح وهناك تذكَّرتَ أنَّ لأخيكَ عليكَ شيئاً فاترك قربانكَ قدّام المذبح واذهب واصطلح مع أخيك أولاً، وحينئذٍ تعالَ وقدِّم قربانك" (متّى 5: 23-24).
وخامسها- المحبّة: فأنتَ إنْ اختبَرتَ محبّة الله لك وتنادي بالله أنه "محبّة" (1 يوحنا 4: 16) كما علّم القديس يوحنا الإنجيلي، فأين تكون مِن وصية المسيح إلى تلاميذه أن يُحبّ بعضهم بعضاً، وقال لهم: "بهذا يعرف العالَم أنّكم تلاميذي" (يوحنا 13: 35)؟


السلوك بحسب هذه المعاني التي توخّينا ذِكْرَ بعضها على الأقل، يُشيع الفرح في مَن هم حولنا ويجعل الفرحة الخاصّة بالعيد شاملةً كلَّ الناس في المجتمع، لأننا نحن أعضاء جسد المسيح "من لحمه ومن عظامه" (أفسس 5: 30) "وهو رأس الجسد، الكنيسة" (كولسي 1: 18) فنحن إذاً إطلالة المسيح على العالَم، نحن وجهه الذي يريد البؤساء والأشقياء أن يروه، فهل يُشرق منّا نورُ المسيح أم نلفظه نحن ولا نكون له منارةً؟
مِن هذه الزاوية كانت أعمال الإحسان والمساعدة للضعفاء وتقديم الهدايا الرمزية والتعاضد كلّها مدفوعةٌ من باب الإحتفال بالعيد، فماذا نرى من هذه في أيامنا؟

نرى في أيامنا أعمال إحسان فردية وأيضاً جماعية، وهذه يجب تنظيمها حتّى تأتي ثماراً أفضل بدون شك، ولكن قلّة الإيمان عند البعض أو لنقل ضعفه تجعلهم خارج دائرة الفرح، وعلينا نحن مسؤولية ضمّهم إلى المسيح من جديد لنفرح معهم وهم يفرحون معنا.
وهناك مظاهر جديدة في مجتمعنا لم تكن موجودة قبل عام 1950 للميلاد، وهذه المظاهر هي: شجرة الميلاد، ورجل الميلاد، والمغارة. ولا بأس إن قمنا بتحرّي هذه المظاهر في التاريخ والجغرافيا قبل أن نبحث في معنى تبنّيها.
شجرة الميلاد: ظهرت أولاً في ألمانيا في القرن الثاني عشر، وكان الناس يضعون عليها ثمار التفاح الأحمر ليتذكّروا الشجرة الفردوسية التي كان منظر ثمارها شهياً للعين فتَسبَّبَت بسقوط َجدّينا آدم وحوّاء (تكوين 2: 9)،

وينتظروا بالتالي المخلّص الذي وَعدَ اللهُ به الإنسانَ من نسل حواء لينتشلنا من السقوط والموت. وهي شجرة مخروطية تبقى خضراء حتّى في فصل الثلج. ومن ثمّ انتقلت جنوباً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وإلى بريطانيا مع الأمير ألبرت زوج الملكة فيكتوريا، ورحلَت مع المستوطنين الألمان في القرن الثامن عشر إلى العالَم الجديد (في بنسلفانيا).
مغارة الميلاد: أول مَن أطلقها هو فرنسيس الأسيزي في إيطاليا في القرن الحادي عشر فصنع تماثيل المغارة معتبراً أنَّ النظر إليها يبعث على التقوى والفضيلة، ثم عمّت بقية العالَم الغربي.
رجل الميلاد: وهذا انطلق أيضاً من ألمانيا التي تبدأ الاستعدادات فيها لعيد الميلاد من عيد القديس مرتينوس في 11 تشرين الثاني.
يُروى عن هذا القديس أنه التقى في يوم مُثلِج فقيراً يرتجف من البرد فَرَقَّ له قلبُه وأعطاه معطفه وما معه من زادٍِ عملاً بقول الرب "كل ما تفعلوه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي قد فعلتموه" (متّى 25: 40) وطفق يركض من الفرح إذ اعتبر أنه رأى المسيح في هيئة شحّاذ وأخذ يفتّش عن بائسٍ آخر لينتشله من حزنه.
وقد اتّخذ الأوروبيّون أيضاً من أعمال الرحمة التي قام بها القديس نيقولاوس، رجل الله، مثالاً على السُّبل التي تُعيد البسمة إلى الثغور فيوزّعون الهدايا على الأطفال ليلة عيد القديس نيقولاوس في 6 كانون الأول لكي تكون البسمة مُرتسمةً على وجوههم يوم عيد ميلاد الرب يسوع، ويسألون الأولاد عمّا يريدون من الطفل المولود.

لكن الثورة البروتستنتية مع مارتن لوثر عام 1517 تركت أثرها على احتفالات عيد الميلاد وعلى العادات والممارسات المرافقة له. فلم يَعُد توزيع الهدايا يتمّ في عيد القديس نيقولاوس بل صار يتمّ ليلة الميلاد نفسِها، إذ لا تعييد للقديسين، وبما أنَّ الطفل يسوع لا يُصوَّر عند البروتستنت فهو يرسِل رجلاً من قِبَلِه ليوزِّع الهدايا، ولم يَعُد اسمه القديس نيقولاوس، بل أسمَوه بالألمانية weihnachtsmann أي رجل الميلاد وهكذا سمّوه أيضاً في بريطانيا Christmas man، وفي فرنسا Papa No?l. هكذا تكوَّن هذا الرجل الخيالي الكريم، الرمز، في ألمانيا ومنها عمَّت هذه الممارسة إلى كل أنحاء أوروبا وحملَها المهاجرون الأوروبيون إلى العالم الجديد. أمّا في الولايات المتّحدة فقد أخذَ المهاجرون البروتستنتيون الهولنديون معهم إلى مستوطنتهم "أمستردام الجديدة"،
حالياً "نيويورك"، كلّ عاداتهم ومنها استبدالهم للقديس نيقولاوس بهذا الرجل الخيالي الكريم الذي يُسمّى في لغتهم Sinter Claes الذي صار يُعرَف بـ سانتا كلوز[27] Santa Claus.
الملاحظ أنّه في القرن التاسع عشر في أوروبا بدأ تزيين شجرة الميلاد بالأضواء وبدأ نَظْمُ أناشيد خاصّة بالميلاد Christmas carols وبدأ سانتا كلوز بالإنتشار خارج أوروبا إلى العالَم الجديد وإلى المستعمرات الأوروبية في مختلف بقاع العالم.

ومع نموّ المصالح التجارية في القرن العشرين تخصّصت شركات في صنع الأشجار والزينة والإضاءات والتماثيل وغير ذلك مِمّا له صلة بالعيد، وشجّعت على استعمالها بالدعاية والإعلان فانكبَّ الناسُ عليها شرقاً وغرباً معاً، ونحن في بلادنا نستورد من هناك كلّ شيء!

الوضع عندنا اليوم هو أن أشخاصاً كثراً يقومون بأعمال الرحمة والإحسان، وكذلك الكنيسة في أكثر من مكان وربما بعض المؤسسات الكنسية، وهذا يحتاج إلى تنسيق وترتيب من خلال شخص الكاهن أو مدني مختص بالشؤون الإجتماعية في كل رعية.
لكن هناك مظاهر أخرى مرافقة للعيد، ليس فيها بساطة ولا ابتعاد عن المظاهر الفارغة، تغيِّر معنى العيد وتمنع الناس عن المشاركة في فرحة العيد، إنْ مع بعضهم أو في الكنيسة، وتزيل من واجهة العيد الربَّ نفسه صاحبَ العيد.

أولاً: الشجرة وزينتها ليس لها أية مكانة ليتورجية تحضيرية للعيد، لا في كنيستنا ولا في الكنائس الأخرى، مِمّا تبيَّن أنّه كان قائماً في القديم عند الذين أطلقوها؛ إذاً لا يوجَد صلة الآن بينها وبين العيد الحاضر.

أمّا المغارة فلا حاجة للقول أنّها غير قائمة في تقليدنا أساساً لأننا لا نعتمد التماثيل في عبادتنا. ولو ذهب البعض إلى وضع إيقونة الميلاد داخل المغارة لصار عندنا مغارة ظاهرة ومغارة أخرى مرسومة في الإيقونة نفسها!

لكن أكثر ما يوجع ويشوّه البشارة هو سانتا كلوز. تبنّيناه في كنائسنا بغية جذب الأولاد إلى الكنيسة وإسعادهم بالمناسبة، ولكن دعونا نعيد النظر فلسوف نرى أننا لم نقدِّم لأولادنا الرب يسوع مولوداً كطفل!
إسألوا الأولاد مثلاً عن الهدايا: مَن قدَّمها لهم؟ سيكون الجواب هو محبّ مجهول لا يُرى، غير شخصاني، يتقمّص صورته فلانٌ أو فلان وبعد أن يكبروا يصبح أكذوبة.

هذا ما نعلِّمه في الكنيسة؟ إذا كان علينا أن نحثَّ الناس على الرحمة أفنترك المجتمع يَنحر ذاته؟ عندما يفرض التجار على كل فرد في المجتمع أن يشتري هدية لأولاده ولأولاد إخوته وأولاد أخواته وأولاد بنات وأبناء حماه ولمَن كفلهم بالمعمودية، كأولاد روحيين له، ألا يُرهَقُ الفردُ بالمبلغ المتوجِّب عليه فترة العيد؟
بالتأكيد سيحتاج إلى معاش إضافي لشراء الهدايا.
وهل سيفرح الأولاد بالهدايا؟ من كثرتها سينتهي بها المطاف قريباً في النفايات. فما الغاية؟ التجار يدفعون الناس ليكونوا إستهلاكيين، أفنساعدهم نحن على أن يصيروا إستهلاكيين؟

في كثير من الأماكن يقوم أبناء حركة الشبيبة الأرثوذكسية بتوزيع الهدايا على البيوت بشخص سانتا كلوز، وبسبب من الإنهماك في العمل تفوتهم الصلاة، فأين البشارة بيسوع؟
أرى أن ننأى نحن في الكنيسة عن هذه المظاهر المزيفة ونترك عمل التجار ونشدِّد على العيد بأعمال الرحمة وبالتسبيح وبالندوات التأمّلية في معاني العيد المفرّحة.
إن تركنا هذا العمل البشاري الرئيسي لن يتربّى على أيدينا أبناء لله، محبين له وطائعين لوصاياه
 
قديم 04 - 09 - 2014, 02:07 PM   رقم المشاركة : ( 5778 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقوال القديس أغسطينوس عن :
طاعة المسيح للآب في التجسد والصلب والقيامة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كما بخطية واحده صار الحكم إلي جميع الناس للدينونه هكذا ببر واحد صارت الهبة إلي جميع الناس لتبرير الحياة لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاه هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً "رو19، 18:5.

عصي آدم الأول فأفقد البشرية كلها التمتع بالله وجهاً لوجه وسري حكم الموت على الجميع لذلك إذا جاء أدم الثاني ابن الله الوحيد الذي إرادته هي إرادة الأب...
إذ لهما إرادة واحده أخلي نفسه.. أخلاها عن إرادته لا لكي تكون له إرادة تخالف إرادة الله أبية إنما لكي يخضع لإرادة أبية عوض أدم الأول... مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي "عب5:5.

أطاع... مخلياً إرادته ليعمل إرادة الأب إذ يقول للأب "ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت "مت30:26
" ليس لأن ما يريده الابن يخالف ما يريده الأب إنما يقبل الصليب في طاعة للأب حتى يصير المتحدون به المتجاوبون مع عمله. طائعين للأب أيضاً.
فلا عجب إن سمعنا الابن يقول "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل "يو24:5.
ومرة أخرى يقول أنه لا يتكلم بشيء من ذاته...
هذا لا يعني أن ليس له سلطان ذاتي للعمل أو الكلام إنما يريد ان يؤكد أنه وإن كانت مشيئته هي مشيئة الأب إذ هو الأب واحد إلا أنه من أجلنا... إذ صار نائباً عنا، يريد أن يفيدنا من العصيان..
يقول "لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني "يو30:5.

لقد أطاع المسيح حتى الموت موت الصليب حتى يعطنا باتحادنا به وثبوتنا فيه وتمتعنا بالشركة معه أن نحيا لا لذواتنا ولا بحسب إرادتنا بل به وفيه نطيع الأب.

1- ففي الإخلاء والتجسد الابن يحب خليقته ويود أن يخلي ذاته من أجلي. والأب في حبة لي، الذي هو نفس حب الابن أراد أن يبذل الابن ذاته عنا!

إنه حب واحد دفع الأب إلي بذل ابنه ودفع بالابن إلي نفس الأمر أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحدة! لكن الابن أراد أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحده لكن الابن حتى في إخلائه نفسه وبذله ذاته إنما صنع هذا من أجل إرادة الأب.

لقد أرسل الأب ابنه وقبل الابن الإرسالية بل ويؤكد الابن في صلاته الوداعية قائلاً "ليؤمن العالم إنك أرسلتني "يو21:17.

لقد جاء بإرادته ولكن جاء أيضاً لأجل طاعته للأب إذ يقول الرسول :
"وفيما هو ابن قد تعلم الطاعة "عب5:5.
وكما يقول أغسطينوس:
+ إن إرادة الأب والابن واحدة وعملهما غير منفصل هكذا فإن التجسد والميلاد من عذراء الذي يعني إرسال الابن جاء بواسطة الواحد ويعمل الأب والابن بطريقة غير منظورة بل ولا نستعبد الروح القدس من عملية التجسد إذ قيل بوضوح "قد وجدت حبلى من الروح القدس".

لكن ربما يصير المعني بأكثر وضوح إن سألنا: كيف أرسل الله ابنه؟ لقد أوصي أن يأتي... فأذعن الابن للوصية وجاء ! فهل هذا كان أمراً أم مجرد اقتراح؟! على أي حال فإن هذا حدث بواسطة كلمة الله الذي هو ابن الله.

لقد أرسله الأب بكلمة.. فجاء بعمل الأب والكلمة لذلك فإن "الابن نفسه قد أرسله الأب والابن لأن الابن هو كلمة الأب...

2- وفي الصلب قبل الرب الصليب من أجل خلاص جبلة يديه لكن في ليلة آلامه أراد أن يؤكد قبوله الصليب من أجل إرادة الأب إذ يقول (إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك) ..

3- وفي القيامة أيضاً يقول عن نفسه " لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها "لكن يعود الكتاب فيؤكد أن الأب قد أقامه....... الأب أراد القيامة فقام الابن بسلطانه....

4- ومن جهة التقديس فإن ابن الله قدوس القديسين هذا القدوس الذي بلا خطية في حبه لنا أخلي ذاته ليعلن أن الأب قد قدسه "يو36:10.

هو قدوس بذاته لن تفارقه القداسة بل ينبوع كل قداسة إنما قبل أيضاً التقديس من الأب لا كشيء خارج عنه بل في طبعه... إذ يقول "من اجلهم أنا أقدس ذاتي"يو19:17".
 
قديم 04 - 09 - 2014, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 5779 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنشودة الميلاد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وُلد المسيح فمجدوه، أتى المسيح من السموات فاستقبلوه، أتى المسيح إلى الأرض فعظموه



" سبحى الرب يا كل الأرض" (مز1:96)



لتفرح السموات وتبتهج الأرض بالسماوى الذي صار على الأرض.



المسيح تجسد ابتهجوا بفرح وخوف.



الخوف بسبب الخطية، والفرح بسبب الرجاء.



جاء المسيح من عذراء، فعشن عذارى يا نساء لتصَّرن أمهات للمسيح.



مَنْ الذي لا يسجد للذي كان منذ البدء؟



مَنْ الذي لا يمجد ذاك الذي هو الآخِر؟



2 ـ مرة أخرى ينقشع الظلام[2]، مرة أخرى يُشرق النور.



مرة أخرى يحل الظلمة كعقاب على مصر[3]،



مرة أخرى يستنير شعب الله بعمود من نار (انظر خر21:13)



الشعب الجالس في الظلمة أبصر نور معرفة الأسرار الإلهية،



" الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل صار جديدًا" (2كو17:5).



الحرف يتراجع، والروح يتقدم.



الظلال تهرب بينما الحق[4] يحل مكانها.



مثال ملكى صادق قد تحقق (مز4:110)،



الذي كان بلا أم صار الآن بلا أب.



النواميس الطبيعية انحلت. العالم السماوى ينبغى أن يكتمل[5].



المسيح يأمر أن لا نضع أنفسنا ضده



" هيا صفقوا بأيديكم يا كل الأمم" (مز1:47)،



لأنه وُلد لنا ولد وأُعطى لنا ابنًا،



تكون الرئاسة على كتفه (لأن كتفه رُفع بالصليب)،



يُدعى اسمه ملاك المشورة العظيم (انظر إش5:9س).



دعوا يوحنا يصرخ " أعدوا طريق الرب " (مت3:3)،



وأنا سوف أتحدث عن قوة هذا اليوم:



الذي بلا جسد تجسد الكلمة صار له جسم



غير المنظور صار منظورًا غير الملموس صار ملموسًا



غير الزمنى صارت له بداية زمنية



ابن الله يصير ابن الإنسان



" يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد"



اليهود يعثرون، واليونانيون يسخرون، والهراطقة يثرثرون.



سوف يؤمنون به عندما يرونه صاعدًا إلى السماء،



وإن لم يؤمنوا وقتذاك، فسوف يرونه



آتيًا من السموات وجالسًا كديان.



هذه الأمور سوف تحدث فيما بعد.



اسمان للاحتفال: ثيئوفانيا والميلاد:



3 ـ أما اليوم، فالإحتفال هو بالظهور الإلهى أى الميلاد. هذا الإحتفال الواحد يطلق عليه اسمان لأن الله ظهر للبشر بواسطة الميلاد. الكلمة هو كائن أبدى من الكائن الأبدى فوق كل عِلة وكلمة (لأنه لا توجد كلمة قبل اللوغوس) صار جسدًا لأجلنا لكى ـ كما منحنا الوجود ـ يعطيينا أيضًا الوجود الأفضل الذي سقطنا منه بسبب شرورنا أو بالحرى لكى يعيدنا إليه بتجسده. هكذا أطلق اسم "ثيئوفانيا" إشارة إلى هذا الظهور، وكذلك أيضًا أُطلق اسم الميلاد إشارة إلى مولده.

 
قديم 04 - 09 - 2014, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 5780 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا نحتفل بعيد الميلاد



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


4 ـ بالنسبة لنا هذا هو مفهوم الاحتفال، وهذا هو ما نحتفل به اليوم: نُعيد لسكنى الله بين البشر الذى يرفعنا لنسكن بجوار الله، أو بالحرى لنرجع إليه، لكى بخلعنا الإنسان العتيق، نلبس الإنسان الجديد. وكما متنا في آدم، هكذا يمكننا أن نحيا في المسيح، إذ نولد معه، ونُصلب معه ونُدفن معه لكى نقوم بقيامته. لأنه ينبغى أن نتغير التغيير الحسن الصالح. فكما أن الأمور الحسنة (الحالة الفردوسية الأولى) تبعتها الأمور التعسة (حالة السقوط)، هكذا ينبغى بالأحرى أن تأتى الأمور الحسنة من الأمور التعيسة. " لأنه حيثما تكثر الخطية تزداد النعمة جدًا" (رو20:5).



وإذا كان تذوق الأكل[6] قد جلب الإدانة فكم بالأكثر تبررنا آلام المسيح. إذن فلنُعيد، ليس بطريقة الإحتفالات الوثنية الصاخبة، لكن بطريقة إلهية، ليس بطريقة العالم لكن بطريقة روحية. لا باعتباره عيدنا نحن بل باعتباره عيد ذاك الذي هو لنا (أى المسيح) أو بالأحرى عيد ربنا. نعيد ليس بما للمرض بل بما للشفاء. نُعيد ليس بما يخص الخلق، بل بما يخص إعادة الخلق.



كيف نحتفل بالعيد؟:

5 ـ وكيف يصير هذا التعييد؟ لا بأن نزين الأبواب، ولا نقيم حفلات رقص، ولا نزين الشوارع ولا نبهج عيوننا، ولا نُطرب أسماعنا بموسيقى صاخبة، ولا نلذذ أنوفنا بروائح أنثوية غير لائقة، دعونا لا نفسد حاسة التذوق، ولا نسمح لحاسة اللمس أن تتلذذ بلمس أشياء غير لائقة. هذه الحواس التي يمكن أن تكون مداخل سهلة للخطية؛ لنكن غير متخنثين بلبس الملابس الناعمة والكثيرة الثمن، والتي لا نفع لها. ولا نتزين بأحجار ثمينة وبذهب لامع، وبأصباغ تشوه الجمال الطبيعى الذي خُلِقَ على صورة الله، ولا للهزء والسكر الذي يصاحبه دائمًا الفسق والدعارة (انظر رو13:13)، لأن التعاليم الشريرة تأتى من المعلّمين الأشرار، أو بكلام أفضل، لأن البذرة الشريرة تنبت نباتًا شريرًا، فلا نفترش الفرش الناعم الذي يرضى لذّات البطن والشهوات العابرة.

ولا نُقبِل على شرب الخمور الممزوجة برائحة الزهور، ولا على الطعام الشهى الذي يتفنن الطهاه في طهيه. ولا نُدهن بطيب غالى الثمن. لا ندع الأرض والبحر يقدمان نفاياتهما الثمينة كهدية ـ لأنى أسمى الرفاهية نفاية ـ دعونا لا ننافس أحدنا الآخر في إرتكاب المعاصى، فكل شئ زائد عن الحاجة الضرورية هو إفراط. بينما يوجد آخرون ـ من نفس طينتنا وطبيعتنا ـ يتضورون جوعًا، وهم في غاية العوز.



6 ـ فلنترك كل هذه الأمور للوثنيين ولإحتفالات الوثنيين، الذين تسر آلهتهم برائحة شواء الذبائح، ويقدمون لها العبادة بالطعام والشراب، فهم مخترعون للشر، وكهنة وخدام للشياطين. أما نحن الذين نقدم عبادتنا "للكلمة"، إن كان يجب أن نستمتع بشئ، فلنستمتع بالكلمة، بالناموس الإلهى وبالشواهد الكتابية خاصةً تلك التي تحدثنا عن موضوعات مثل موضوع إحتفال اليوم، حتى تكون متعتنا قريبة من ذاك الذي جمعنا معًا للإحتفال به (أى المسيح) وليست بعيدة عنه.

هل تريدون (لأنى أنا اليوم سوف أقدم لكم المائدة يا ضيوفى) أن أضع أمامكم رواية هذه الأحداث (الميلادية) بأكثر غزارة وأجمل كلام أستطيعه لكى تعرفوا كيف يستطيع شخص غريب[7] أن يُغذى مواطنى البلد، وساكن الريف أن يغذى سكان المدينة، والذي لا يهتم بالمتع أن يُغذى أولئك الذين يسرون بالمتعة، ومَن هو فقير وليس له بيت ولا يملك أى شئ أن يغذى أولئك المشهورون بسبب غناهم.



افتتاحية تعليمية عن الله (الثيولوجيا):



سوف أبدأ بالآتى: نقوا عقولكم وآذانكم وأفكاركم أنتم الذين تبتهجون بهذه الأشياء، لأن حديثنا سيكون حديثًا مقدسًا عن الله؛ حتى حينما تغادرون المكان تكونون قد استمتعتم حقًا بسماع تلك الأمور المبهجة التي لن تنتهى ولا تخبو.



سوف يكون الحديث ملىء تمامًا وفي نفس الوقت سيكون موجزًا، حتى لا تتضايقوا بسبب غياب بعض الحقائق، كما أنه لن يكون مملاً بسبب الإطالة الزائدة.



7 ـ الله كان كائنًا دائمًا وهو كائن في الحاضر وسيكون دائمًا إلى الأبد، أو بالحرى، هو كائن دائمًا. لأن "كان" و "سيكون" هى أجزاء من الزمن ومن طبيعتنا المتغيرة. أما هو فهو "كائن" أبدى، وهذا هو الاسم الذي أعطاه لنفسه عندما ظهر لموسى " أنا هو الكائن" (خر 14:3). لأنه يجمع ويحوى كل "الوجود"، وهو بلا بداية في الماضى، وبلا نهاية في المستقبل؛ مثل بحر عظيم لا حدود لوجوده، لا يُحد ولا يُحوى، وهو يتعالى كلية فوق أى مفهوم للزمان وللطبيعة، وبالكاد يمكن أن يُدرك فقط بالعقل ولكنه إدراك غامض جدًا وضعيف جدًا، ليس إدراك لجوهره، بل إدراك بما هو حوله[8]، أى إدراكه من تجميع بعض ظواهر خارجية متنوعة، لتقديم صورة للحقيقة سرعان ما تفلت منا قبل أن نتمكن من الإمساك بها، إذ تختفى قبل أن نُدركها.

هذه الصورة تبرق في عقولنا فقط عندما يكون العقل نقيًا كمثل البرق الذي يبرق بسرعة ويختفى. أعتقد أن هذا الإدراك يصير هكذا، لكى ننجذب إلى ما يمكن أن ندركه، (لأن غير المدرك تمامًا، يُحبط أى محاولة للإقتراب منه). ومن جهة أخرى فإن غير المدرك يثير إعجابنا ودهشتنا، وهذه الدهشة تخلق فينا شوقًا أكثر، وهذا الشوق ينقينا ويطهرنا، والتنقية تجعلنا مثل الله. وعندما نصير مثله، فإنى أتجاسر أن أقول إنه يتحدث إلينا كأقرباء له باتحاده بنا، وذلك بقدر ما يعرف هو الذين هم معروفين عنده. إن الطبيعة الإلهية لا حد لها ويصعب إدراكها.

وكل ما يمكن أن نفهمه عنها هو عدم محدوديتها، وحتى لو ظن الواحد منا أن الله بسبب كونه من طبيعة بسيطة لذلك فهو إما غير ممكن فهمه بالمرة أو أنه يمكن أن يُفهم فهمًا كاملاً. ودعنا نسأل أيضًا، ما هو المقصود بعبارة "من طبيعة بسيطة"؟ لأنه أمر أكيد أن هذه البساطة لا تمثل طبيعته نفسها، مثلما أن التركيب ليس هو بذاته جوهر الموجودات المركبة.



8 ـ يمكن التفكير في اللانهائية من ناحيتين، أى من البداية ومن النهاية (لأن كل ما يتخطى البداية والنهاية ولا يُحصر داخلها فهو لانهائى). فعندما ينظر العقل إلى العمق العلوى، وإذ لا يكون لديه مكان يقف عليه، بل يتكئ على المظاهر الخارجية لكى يكوّن فكرة عن الله، فإنه يدعو اللانهائى الذي لا يُدنى منه باسم غير الزمنى. وعندما ينظر العقل إلى الأعماق السفلى وإلى أعماق المستقبل فإنه يدعو اللانهائى باسم غير المائت وغير الفانى. وعندما يجمع خلاصته من الإتجاهات معًا فإنه يدعو اللانهائى باسم الأبدى لأن الأبدية ليست هى الزمان ولا هى جزء من الزمان لأنها غير قابلة للقياس. فكما أن الزمان بالنسبة لنا هو ما يُقاس بشروق الشمس وغروبها هكذا تكون الأبدية بالنسبة للدائم إلى الأبد.



نكتفى الآن بهذا الحديث الفلسفى عن الله، لأن الوقت الحاضر غير مناسب، إذ أن موضوع حديثنا الآن هو عن تدبير التجسد وليس عن طبيعة الله (ثيؤلوجيا). ولكن عندما أقول الله فأنا أعنى الآب والابن والروح القدس. لأن الألوهية لا تمتد إلى ما يزيد عن الثالوث وإلاّ كان هناك حشد من الآلهة، كما أنها لا تحد بنطاق أصغر من الثالوث حتى لا نتهم بأن مفهومنا عن الألوهية فقير جدًا وهزيل، وحتى لا ينسب إلينا أننا نتهود بالحفاظ على الوحدانية، أو أننا نسقط في الوثنية بتعدد الآلهة.

إذ أن نفس الشر موجود في الاثنين اليهودية أو الوثنية، حتى إن كان موجودًا في إتجاهين متعارضين. هذا إذَا هو "قدس الأقداس"[9] المخفى عن السيرافيم وهو الذي يُسبّح بنشيد الثلاثة تقديسات، والثلاثة يُنسب إليها لقب واحد هو الرب والإله، كما تحدث عن ذلك أحد سابقينا[10] بطريقة جميلة وسامية جدًا.


 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025