![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5711 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الإحسان نعمة إالهية ![]() لاحظ كيف أن الرسول بولس لم يستخدم كلمةَ "إحسان " éléimosini بل قال " نعمة "Charisمُبَيِّناً أنه، كما أن قيامة الأموات هي عمل النعمة الإلهية واخراجَ الشياطين وتطهيرَ البرص، كذلك مساعدة الفقراء هي أيضاً عمل النعمة الإلهية أكثر من أي عمل آخر. ومع ذلك فإن العمل هذا يحتاج إلى استعدادنا الخاص لكي نُصبح أهلاً لمثل هذه النعمة. لقد عزاّهم الرسول بقوله " فالذين تستحسنونهم أُرسلهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم" وأضاف " وإن كان يستحق أن أذهب انا أيضاً فسيذهبون معي" ( 1كور 16: 3- 4). لاحظ هنا حكمته: لم يرفض الذهاب معهم من جهة، كما لم يؤكّد على الذهاب معهم بل أسند ذلك إلى رأيهم واختيارهم، مُظهراً أنّه إن كانت المساعدات تستحقّ الذهاب معهم فسيكون مستعداً لذلك5. إنها تعزية بالنسبة لأهل كورنثس أن يعرفوا ان الرسولَ مستعدٌ للذهاب معهم، مماّ يزيد في حماسهم ناظرين أيضاً إلى ما يضيف الرسول من تضحية وبركة وصلوات إلى مثل هذه التقدمات. فالتحق أنت أيضاً بهم واشترك في حماستهم في العطاء والتعزية. تفكرّ بالفلاّح كيف يبذر ويصرف من أمواله دون أن يتألم لذلك، بل يعتبر صرفَه نعمةً وربحاً على الرغم من أن النتيجة بعد غير ظاهرة. وأنتَ لا تصرف أموالك على الفقراء لكي تقتني ربحاً مادياً بل تُعطيها إلى المسيح نفسه من أجل إفادتك وتعزية. كان يمكن لله أن يُغدق الذهب على المحتاجين كلّهم لكنه لم يسمح بذلك. هذا ليعطيَك الفرصة لتساهم أنت وتتعزّى. في الواقع العوزُ مدعاة للفضيلة أكثر من الاكتفاء والذين وقعوا في الخطايا يكسبون تعزيةً ليست بقليلة عن طريق إغاثة المحتاجين6. فقد أظهر الله اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع حتى أنه عندما اتخذ جسداً وخالط البشر لم يُعرض عن الاهتمام بالفقراء. مع ذلك كلّه بعدما أطعم الجياع خبزاً بمجرّد أمره وكان باستطاعته أن يقدّم كنوزاً عديدةً، لم يقمْ بمثل هذا العمل بل أمر تلاميذه أن يهيئوا " قجَّة " ليحفظوا فيها الإحسانات من أجل إعانة الفقراء. عندما تكلم الرب مع يهوذا بشأن التسليم ولم يفهم التلاميذ ماذا كان يقول، اعتقدوا أنه يتكلّم عن الفقراء " إذ كان الصندوق مع يهوذا وكان يحتفظ خفية بالأموال الموضوعة فيه ". إذاً يُعطي الرب أهميّة كبيرة لعمل الرحمة ليس فقط بداعي إحسانه لنا بل أيضاً وخاصّةً بداعي إحساننا لبعضنا بعضاً. في العهد القديم كما في العهد الجديد وضع شرائع عديدة في هذا الشأن وأوصانا أن نكون محبيّن للفقراء بالقول والعمل. يشير موسى إلى ذلك في كثير من نواميسه ويصرخ الأنبياء قائلين باسم الله: " إنّي أريد رحمةً لا ذبيحة ومعرفةَ الله أكثر من محرقات" (هوشع 6 : 6 ). والأمر نفسه يقوله الرسلُ كلّهم ويفعلونه، ويفيدون أوّلاً أنفسَهم آخذين من إحسانهم أكثر مماّ يُعطون. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5712 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أعط ولا تدين ![]() لا أقول هذا كلّه بدون سبب: في كثير من الأحيان، وقبل أن نُعطي الفقراء، نبحث في تفاصيل حياتهم، في عملهم وصحتهم ونتهمهم بالكسل والبطالة، لذلك يحتمي بعض الفقراء بمظهر عاهةٍ جسدية ليهربوا من عدم انسانيتنا وقساوتنا باتخاذهم مثل هذه المظاهر. إن كنت تدينهم في أوان الصيف فهذا محتمل. أماّ أن تكون دياّناً وعديمَ الإنسانية في أوان البرد والشتاء حاكماً عليهم لأنهم بطاّلون فهذا تعبير عن قساوة كبيرة. أنت تستند إلى قول الرسول: " إن كان أحدٌ لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً" ( 2تسا3: 10 ). قالها بولس لكي تسمعها أنت أيضاً ولا تدين أخاك بسببها بل تدين نفسَك. إن نواميس بولس توضَعْ من أجل الفقراء بل أيضاً من أجلنا كلّنا. وأقول لك كلمة اخرى ولو ثقيلة عليك: نحن ندين هؤلاء الفقراء لأنهم عاطلون عن العمل مماّ يدعو في كثير من الأحيان إلى الغفران. أماّ نحن فنقوم بأعمال بطاّلة أسوأ بكثير. تقول إن لي ثروة أبويّة. قلْ لي ألأنّ ذاك فقيرٌ وينحدر من عائلة فقيرة فهو يستحق الفقرَ والعوزَ؟! إنه بحاجة بالأحرى إلى مساعدة الأغنياء. أنت تُمضي أوقاتك في الترف وتدين وتحسب أنك لا تفعل شيئاً ضاراً؟ هو يتجوّل ليلاً نهاراً بشقاء ودموع وأنت تدينه؟ أهذا المنطق إنساني؟ لذا أقول إن كلام الرسول يتوجّه ليس فقط إلى الفقراء بل إليك أنت أيضاً. فلا تَعْتَد الإدعاء والحكم بل أيضاً الغفران والرحمة لأن الرسول بعد أن قال: " إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً" أضاف : " أماّ أنتم أيها الاخوة فلا تفشلوا في عمل الخير" ( 2تسا 3 : 13 ). وماذا بعد؟ تقولون إن أولئك الفقراء بطالون، غرباء، أشقياء، غادروا وطنهم ليأتوا مدينتنا ويتسوّلوا. قلْ لي ألهذا أنت تحزن وتضطرب؟ كان عليك أن تفرح لأنهم يأتون إليك ويتجوّلون في مدينتك. لماذا تهرب من إسداء المديح لمدينتك وتساهم في إبطال تقليدها العريق في الضيافة والإحسان؟ ألا تذكر الجوع الذي طرأ على أورشليم ونواحيها فاضطرَّ المؤمنون لإرسال المعونات إليها عن طريق برنابا وبولس؟ بِمَ نجيب الذين يذكرّوننا بأجدادنا الذين صرفوا من أموالهم لإغاثة أخوتهم الساكنين بعيداً؟ ونحن لا نُعطي شيئاً للاّجئين إلينا. نطردهم وندينهم في حين لا نقلّ عنهم شراً وخطيئة. إن كان الله يفحص حياتنا كما نفحص حياة الفقراء المعوزين فلن نكسب منه أيَّ رحمة. " لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تُدانون" ( متى 7 : 2 ). عليك إذاً أن ترحم أخاك وتغفر له خطاياه لتحظى أنت أيضاً بالرحمة والغفران. لماذا تبحث في التفاصيل وتضيف على نفسك الهموم؟ قلْ بالأحرى مع الرب: " صلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناءَ أبيكم الذي في السماوات. فإنه يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويُمطر على الأبرار والظالمين " ( متى 5 : 44 – 45 ). الربّ يحسن إلى الجميع من دون أن يفحص خطاياهم، مبرهناً بذلك عن محبّته للبشر من غير تمييز بين الصدّيقين والخطأة. ألا تشبّه به إذاً في أوان الرحمة والإحسان. ساعد الفقراء وأرحهم من عوزهم وجوعهم. حرّرهم من حزنهم ولا تبحث عمّا عدا ذلك. إن كان علينا أن ندقّق في حياة البشر فلن نغيثَ أحداً. أرجوكم أن تبتعدوا عن مثل هذا الفضول إزاءَ الآخرين وتقبلوا على العطاء بسخاء وشجاعة لكي تحظوا أنتم أيضاً بمحبّه الرب يسوع الذي يليق له المجد والإكرام مع الآب والروح إلى الدهر. آمين. عن كتاب: "في محبّة الفقراء من أقوال القديسين" للأب افرام كرياكوس كلمة السيّد واضحة: خدمة الفقير هي خدمة يسوع المسيح. لا نزردين به إذا رأيناه محزوناً من البرد والعراء. يتراءى لنا دائماً محزوناً من البرد والعراء. يتراءى لنا دائماً في الساحات، في الطرق العامة، على مدخل الكنائس، في كل مكان. في كل ساعة من النهار يمكن لنا أن نكون كهنة ليسوع المسيح حتى كعلمانيين. ومذبحنا ما هو؟ هو يد الفقير المذبح المقدّس، قدس الأقداس. والضحية؟ هي عطيتنا التي سوف تصعد كرائحة زكية نحو السماء. سوف يتقبّل الله منا ذبيحة التسبيح لا بإشعال ضحية فعلّة بل بعبادة داخلية صادرة عن قلب تقيّ. (عظة 2 كور 20). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5713 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الافخارستيا والفقراء ![]() أتريد أن تكرّم جسدَ المسيح لا تزدري به وهو عريان. لأن الذي قال: "هذا هو جسدي" قال أيضاً: "رأيتموني جائعاً ولم تطعموني". ماذا ينفع أن تكون مائدة السيد مزيّنة بالكؤوس الذهبية بينما يموت الأخ جوعاً؟ كل من يمارس الإحسان يمارس وظيفة كهنوتية. مذبح المسيح هو مؤلف من أعضائه الخاصة فكرّمها لأنها أثمن من المذبح الحجري حيث تقيم الذبيحة. هذا المذبح تلقاه في كل مكان في كل ساعة يمكنك أن تقيم عليه الذبيحة الليتورجية. (عظة متى 51: 4) لا تقولوا لي: عددهم صغير أولئك الذين انفصلوا عن القطيع (ابتعدوا عن الكنيسة). حتى ولو كانوا عشرة يكونون خسارة لنا. إن كانوا 5، 2 أو حتى واحد، لقد ترك الراعي الصالح الـ 99 خروفاً وذهب للبحث عن الخروف الضال ولم يَعد قبل إيجاده (متى 18: 12). لا تقولوا لي لا يوجد إلا مرتّد واحد تذكّروا أنه نفسٌ وأن الله قد صنع كل شيء منظور من أجله هو: القوانين العقوبات، العظائم، العجائب التي صنعها السيّد كلّها وجدت من اجل نفس واحدة. من أجلها لم يوفّر الله ابنه الوحيد. تذكروا الثمن الكبير الذي مُنح من أجل تلك النفس. فلن تزدروا إذ ذاك بخلاصها" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5714 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عجيبة هي المحبة لغة الملائكة ويصعب على اللفظ ترجمتها
![]() + المحبة ليست هي موهبة في جزء تشرق ، وفي جزء آخر تختفي ، بل إنها تغيير عجيب يحدث في النفس والجسد كلاهما معاً ، ويوحدهما بعضهما ببعض بذلك المحبوب يسوع . + عجيبة هي أيضاً المحبة التي هي لغة الملائكة ويصعب على اللفظ ترجمتها . المحبة اسم الله الكريم ، من يستطيع أن يفحصها أو يحدها. ( الشيخ الروحاني - القديس يوحنا سابا ) + ليس شيئاً من النطق يستطيع أن يحد لجة محبتك للبشر. خلقتني إنساناً كمحب البشر، ولم تكن أنت محتاجاً إلى عبوديتي، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك. ( القديس أغريغوريوس الثيؤلوغوس - الناطق بالإلهيات ) + من شاء أن يتكلم عن محبة الله ، فهو يبرهن على جهلة، لأن الحديث عن هذه المحبة الإلهية غير ممكن البتة. ( الشيخ الروحاني - القديس يوحنا سابا ) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5715 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ألوهيّة المسيح الأب جان بول اليسوعي ![]() إنّ موضوع ألوهيّة المسيح وما قاله هو عن نفسه في هذا المضمار, يمكن أن نبدأ في التثبّت من حقيقته بالعودة إلى ما أدلى به الأنبياء الذين بشّروا بمجيئه على مدى أجيال طويلة, قبل أن "يحلّ ملء الزمن" ويتجسّد ويولد في بيت لحم اليهوديّة. فمن الواضح أنّ تلك النبوءات هي أكبر من أن يفوه بها إنسان من عنده, وفيها بُعدٌ روحيّ حقيقيّ. فلا بدّ وأنّ مصدرها روح الله وهي أتت لتسبق كلام المسيح وأعماله, وتؤكد أنّها من لدن الله صدرت. وفوق هذا التأكيد النبويّ فالمسيح نفسه كان يردّد أنّه ابن الله ومشابهٌ للآب, ويثبت تلك الأقوال بالعجائب. فالأعجوبة الحقيقيّة هي علامة جليّة لتدخّل الله المباشر في أمور الناس. وعندما تأتي الأعجوبة استجابة لطلبه, يُصبح من المنطق أن تُحسب وكأنّها علامة رضى عنه من لدن الله. ومن المعروف أنّ الله لا يتدخّل لإحداث أمر ما فيه شرّ أو هو مبنيّ على خطأ. ومن المنطق أيضاً ألا يضع الله قدرته الفائقة في متناول يد إنسان لا يصدق في كلامه. وحياة يسوع مليئة بالأحداث التي تُظهر من خلالها تلك القوّة. فهكذا أوجز القدّيس مرقس أعماله في الجليل بقوله: "فانصرف يسوع إلى البحر ومعه تلاميذه, وتبعه حشدُ كبير من الجليل, وجمع كثير من اليهوديّة, ومن أورشليم وأدوم وعبر الأردنّ ونواحي صور وصيدا, وقد سمعوا بما يصنع, فجاؤوا إليه. أمر تلاميذه بأن يجعلوا له زورقاً يلازمه, مخافة أن يضايقه الجمع, لأنّه شفى كثيرا من الناس, حتّى أصبح كلّ من به علّة يتهافت عليه ليلمسه. وكانت الأرواح النجسة, إذا رأته, ترتمي على قدميه وتصيح: "أنت ابن الله!", فكان ينهاها بشدّة عن كشف أمره". ولكن بين كلّ ما قام به المسيح ليُبرهن للناس أنّه ابن الله, تبقى الأعجوبة الأبرز قيامته من بين الأموات. فلأعاجيب المسيح وجهان: وجه يُظهِرُ ما في قلبه من عطف على المريض والمتألّم, وآخر يشير إلى القدرة الفائقة على الإيمان بالله. وما من شكّ في أنّ الأعاجيبب تشكّل قوّة برهان حقيقيّة. يخبرنا القدّيس متّى في إنجيله عن رجل اسمه يوحنّا أتى ليمهّد الطريق للمسيح. طرحه هيرودس الملك في السجن لأنّه تجاسر وقال له إنّه لا يحلّ له أن يأخذ امرأة أخيه. ومن سجنه سمع يوحنّا يوماً أنّ إنساناً يجوب المنطقة يجترح العجائب ويُعلّم كمَن له سلطان, ويقول عن نفسه انّه المسيح ابن الله. فشعر يوحنّا في عمق نفسه بشيء من البهجة التي دفعته كي يهمس في أذن أحد تلاميذه كان قد أتى لزيارته, طالباً إليه أن يقصد ذاك الإنسان ليسأله عن حقيقة ما سمعه يوحنّا. كان يجول في بال يوحنّا السؤال نفسه الذي يجول ببالك وببالي عن ذاك الإنسان. أتراه المسيح المُخلّص أم لا ؟ وفي حين كان يسوع يتنقّل في قرى الجليل يُعلّم ويشفي, إذا بذاك التلميذ الذي أرسله يوحنّا يستوقفه مع بعض من رفاقه ويقول له بكلّ صراحة: لقد أرسلنا يوحنّا لنسألك هل أنت الآتي أم ننتظر آخر؟ السؤال كبير وأساسيّ, وما كان من الممكن أن يأتي الجواب عنه بنَعم أم لا. فذاك الشخص القابع في غرفة مظلمة من سجن هيرودس كان ينتظر أكثر من ذلك, تماماً كما ننتظر أنتَ وأنا. كان يوحنّا على علم واسع بنبوءات العهد القديم, وكان يدرك أهميّتها جيّدا, كما انّه يعرف إذا كان ذلك الشخص حقاً ابن الله والمسيح المخلّص, لا بدّ وأن تحتوي إجابته على شيء من البرهان عن حقيقة كيانه, وهو لن يكتفي بإجابة بسيطة غير معلّلة. هنالك من يقول بأنّ يوحنّا المعمدان كان يُدرك تماماً أنّ ذاك الشخص هو المسيح الذي سبق وعمّده في نهر الأردنّ. ولكنّ السؤال الكبير الذي طرحه عليه كان فيه بعض استدراج للإجابة عن سؤالك أنتَ وسؤالي عن هويّة ذاك المُعلّم والشافي. ومنهم مَن قال أيضاً انّه لو لم يُدرك يوحنّا أنّ ذلك هو المسيح, لما أمكنه تحمّل مشقّات السجن وآلامه. وهكذا أتت إجابة يسوع عن هويّته ورسالته تماماً كما توقّعها يوحنّا وكما يتمنّاها كلّ متسائل, فقال لهم: "إذهبوا واخبروا يوحنّا بما رأيتم وسمعتم: العميان يُبصرون, والعُرج يمشون, والصّم يسمعون, والبُرص يُطَهّرون, والمساكين يُبَشّرون... وطوبى لِمن لا يشكّ فيّ ". إنّ ما يكمن في هذه الإجابة من معان, وفي عجائب المسيح من قوّة وسُلطة على الطبيعة وقوانينها, يُشير إلى أنّ في هذا الشخص ما هو فوق البشر. وبما أنّه يقول عن نفسه انّه الله, فمن حقّنا أن ننتظر أن يقوم بما يوحي بأنّ له قُدرة فائقة. وما الأعاجيب إلاّ من صُنع الله أو من صُنع مَن يعمل باسم الله. كلّ شيء في الطبيعة يعمل بحسب قواعد معروفة ومقبولة مِن كلّ مَن يتفحّصها بطريقة علميّة. ومِن دون تلك القواعد فلا الأطبّاء يمكنهم معالجة مريض, وما من مهندس يستطيع أن يبني بيتاُ أو يُعبّد طريقاً, ولا يبقى لأستاذ ما يُعلّمه لطلاّبه. نحن البشر نبدأ في التعرّف على تلك القواعد والقوانين منذ ولادتنا. فوراء الصرخة الأولى التي يُطلقها الطفل قاعدة, وعندما يقع الطفل أو تسقط من يده لعبته يتعلّم أمثولة جديدة. وعندما يكبر وتتكرّر تلك الأمور يُدرك أنّ هذا النهج أصبح ثابتاً وغدا بمثابة قاعدة طبيعيّة. يرفع الطفل طرفه نحو النجوم ويُسائل نفسه ما الذي يُبقي على كتلات النار تلك معلّقة حيث هي. ولِمَ لا تقع الشمس ويهبط القمر على الأرض؟ وما ينتهي الطفل إلى قبوله وكأنّه أمر طبيعيّ إنّما هو في الواقع كناية عن مجموعة من القوانين أو القواعد الثابتة. وليس من حاجة إلى محاكم للتأكد من تطبيق تلك القوانين, فهي لا تُخطئ أبداً, ولا نتساءل نحن في شأنها إلاّ عندما نرى فجأة ميتاً يستفيق أو أعمى يعود إليه نظره, أو مقعداً ينهض لِتوّه ويمشي, أو أصمّ يستعيد سمعه... إنّ فهم مثل هذه الخوارق للقوانين الطبيعيّة يستحيل علينا فهمها. ولكنّه ليس بالصعب أن نعرف مصدرها. إنّ مخترع المُحرّك الكهربائيّ وضع له قوانينه. وقوانين المجرّات في الفلك وضعها أيضاً خالقها... وهكذا يعود بناء المنطق بصمت إلى الخالق, ونجد أنفسنا على أقدام الله, الله الذي خلق السموات والأرض والكون بأسره, وهو يُدرك ما في قلب الإنسان وعقله, وما يكمن في عمق نفسه... وعندما نشهد بأمّ العين خرقاً واضحاً وحقيقيّاً لتلكَ القوانين, نُدرك, بما لا يقبل الشّك, أنّنا أمام قدرة تفوق الطبيعة لا بدّ وأن يكون مصدرها إمّا روح ملاك وإمّا روح شرّير, وإمّا الله تعالى ذاته. بيد أنّه ما من روح ملاك, مهما علا شأنها, أو روح شرّ مهما اشتدّ عزمها, إلا وتستمدّ هي أيضاً قوّتها من قدرة باريها. أمّا الملاك فهو دوماً في توقٍ إلى أن يعمل عمل الله ويُمجّد خالقه ومنبع قدرته. أمّا روح الشّر فيبحث كيف يُحقّق إرادته هو ويعمل ما يخدم أهداف أنانيته. فبإمكانه أن يلج إنساناً بثوب حمل, ولكن سُرعان ما يظهر مكره فتتبدّد الوعود لتحلّ مكانها الخيبة في النفس ويعمّ الضياع. وقد يقود ذلك الروح إنساناً إلى علوّ جبل ويوهمه بأنّ العالم كلّه مطروح على قدميه إذا ما انساق هو إلى مشيئته... ولكن مهما بلغت قوّة الشّرير أو عَظُمت قدرة احتياله, يبقى السؤال مطروحاً أمامنا عندما نرى الأصمّ يسمع, والأعمى يبصر, والمُقعد ينتصب ويمشي: هل من المعقول أن يكون ذلك من صنع الشّرير؟ وهل هنالك من شكّ في أنّ روح الله وحده هو الذي يمكنه أن يشرق مثل هذا النور في حياة إنسان معذّب ؟ يبدو الجواب عن هذا السؤال واضحاً: عندما يعود النور إلى عيون أعمى, وتتسرّب أنغام الموسيقى العذبة مُجدّداً إلى آذان صمّاء, أو تعود الروح فجأة إلى جسم مائت, فذلك لأنّ أحداً توسّل إلى الله من أجل أولئك المرضى. آنذاك تبدأ الأسرار تتبدّد وغامض الأمور يتّضح. فهل يُعقل ألاّ يستجيب الله المُحِبّ دُعاء محبّيه, وأن يسمح لروح الشر بأن يحتال إلى حدّ اجتراح أعمال الخير وهو لا خير فيه ؟ إنّ في ذلك من التناقض ما لا يُمكن أن يُنسب إلى الله. وممّا يُساعد على استيضاح طبيعة الأعاجيب والمعجزات, النظر عن كثب في ما يحيط بها من وقائع, وما يكتنف حدوثها من ظروف. فما يسبق الأعجوبة وما ينتج منها إنّما هو دائماً أمر حسن. في الأعجوبة خير في البداية وأثناءها كما في النهاية. لقد قيل سابقاً: إنّ ظروف الأحداث توضح دائماً حقيقتها. وبخصوص ما نحن في صدده, فما من شكّ في أنّ روح القداسة تُخيّم في الأجواء, لأنّ البداية ليست سوى تضرّع صادق ومُحبّ إلى الله القدير المُحبّ. لذا فنحن على يقين من أنّ يدُ الله هي التي تجترح تلك الأعمال الخارقة الطبيعة التي نشهد. ولكن إذا ما أحاطت بالأعمال ظروف غامضة وخيّمت عليها غيوم الغشّ والأنانيّة, فيد الله ليست فيها, ولا يمكنها أن تكون من صنعه. فعمل الشّر من الشّرير. لذلك عندما أراد اليهود أن ينسبوا الشّر إلى المسيح, قالوا انّه بِبعل زبول يجترح العجائب: فوجد المسيح نفسه مضطّراً إلى أن يقول لهم بكثير من التّحدّي: "من منكم يمكنه أن ينسب إليّ الشّر, أو يشكوني بخطيئة ؟". ما من أحد عبر التاريخ اتّهم يسوع بالفساد. قد أنكره بعضهم, وبعضهم الآخر رأى أنّه على شيء من السذاجة, إذ انّه كان يُنادي بِحُبّ الأعداء ويؤاكل العشّارين ويتقرّب من الخطأة... ولكنّ سؤاله يبقى مدوّياً في الآذان: مَن منكم يمكنه أن يشكوني بِشرّ أو ينسب إليّ خطيئة ؟ عندما يتمكّن إنسان, بكلمة ما من فيه, أن يُقيم ميتاً, أو بلمسة من يده أن يفتح عينيّ الأعمى ويطهّر الأبرص من مرضه, فهنالك موقف سليم واحد يُمكن للإنسان العاقل أن يتّخذه, ألا وهو أنّ ما يحدث إنما بقوّة من الله. عندما عاد تلاميذ يوحنّا إليه بما سمعوا وشاهدوا, ما تردّد لحظة في استنتاج الحقيقة من ذلك, ألا وهي أنّ يسوع هو المسيح المخلّص وهو ابن الله المتجسّد. لن يوازي وقع الكلمات يوماً قوّة الأعمال. فقد أدرك المسيح ذلك كما نعيه نحن أيضاً, وكما يعرفه جيّداً صاحب متجر الزهور الذي يريدك دائماً أن تستعيض عن الكلمات بالأزهار. لذلك أتت حياة يسوع الناصريّ مليئة بالأعمال ولا سيّما المُدهشة منها. فقُدرة الله بدت جليّة فيها, ويسوع الذي كان "يعمل أعمال أبيه" غدا أسطع صورة لحضور الله الفاعل في الكون. وهكذا ظهر هو للكون إلهاً مُتجسّداً كلّيّ القدرة, وتجلّى ذلك حيث توقّعه الناس وحيث لم ينتظروه. فهنا ماء يتحوّل خمراً, وهناك أبرص يطهر, وهنالك شبكة فارغة تعجّ فجأة بالسمك الكبير... وهاك إنسان يمشي على الماء وخمس خبزات وسمكتان تطعمان الجموع الغفيرة... وتينة تيبس لساعتها, وشابّ ينفض عنه أكفان الموت ويقوم حيّاً. هذه المعجزات لا تكوّن لائحة كاملة لما افتعله يسوع, وهي ليست ببرهان على قُدرة الله التي فيه فحسب, بل هي أيضاً بمثابة حافز لي ولك لكي نولي ثقة عمياء بالإله مصدر ذلك الحبّ الذي يُترجم قُدرة فائقة تشفي كلّ مرض وتُبدّد كلّ خوف. يأوي كلّ منّا إلى فراشه وفي جعبته جمّ من الهموم تشاطره المرقد وتستيقظ معه ثانية في الصباح التالي. ولن تنفكّ تنخُرُ منه العقل والقلب إلى أن يعي أنّه وتلكَ الهموم في يد الله الأمينة, وفي كنف رحمته اللامتناهية, وأنّ تلك اليد ستنبسط فوق همومه تماماً كما ارتفعت فوق عاصفة البحيرة فسكّنتها, ولامست قروح أبرص كفرناحوم فطهّرته. إنّه لا ينفكّ يقرع بابك وبابي كلّ يوم, فهلاّ مكّنتنا ثقتنا به من أن نسمع صوته ونفتح الباب فيدخل "ويتعشّى معنا ونتعشّى معه", فيكسبنا غذاؤه نعمة جديدة تمكّننا من أن نواجه بكلّ ثقة وفرح هموم الدنيا ومتاعبها كافّة! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5716 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() عماد يسوع ![]() معمودية يوحنا المعمدان ( لوقا 3 / 15- 23 ) يوم العماد (الغطاس) يسمى عيد الظهور الإلهي، ففيه ظهر الثالوث القدوس، صوت الآب من السماء، والابن في الماء، والروح القدس على شكل حمامة يحل على المسيح. وهناك سؤال.. لماذا ظهر الثالوث يوم عماد المسيح بالذات، ولم يظهر مثلاً يوم التجلي؟ قال الله لنخلق الإنسان على صورتنا كشبهنا، إذاً .. الخلق هو عمل الثالوث إذ يقول نخلق.. صورتنا.. كشبهنا.. أي بصيغة الجمع. فالآب يريد والابن يخلق، فبه كان كل شئ، والروح يعطي حياة لهذا المخلوق (حز10:37). ويوم العماد هو يوم تأسيس سر المعمودية الذي به نخلق خليقة جديدة بعد أن فسدت خليقتنا الأولى بالخطية. وكما كانت الخلقة الأولى هي عمل الثالوث القدوس، هكذا الخليقة الثانية هي عمل الثالوث القدوس، لذلك ظهر الثالوث القدوس يوم المعمودية. فالآب يريد أن الجميع يخلصون (1تي4:2). والابن يغطس في الماء إعلاناً قبوله الموت عن البشر، وهذا هو الفداء المزمع أن يقدمه على الصليب. ثم يخرج من الماء إعلاناً عن أنه لن يظل ميتاً في القبر، بل سيقوم ويقيمنا معه متحدين به (رو3:6-5). والروح القدس يحل على جسد المسيح. وجسد المسيح هو كنيسته. والروح القدس سيقوم بعد ذلك مع كل معمد بجعله يموت مع المسيح ويقوم مع المسيح من موت الخطية. نقوم مع المسيح ثابتين في المسيح كخليقة جديدة (2كو17:5) وهذه الخليقة الجديدة يفرح بها الآب. وفرحة الآب هذه ظهرت في قوله "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" . قال هذا يوم العماد ولم يكمل "له اسمعوا" كما قال يوم التجلي فاليوم هو يوم فرحة الآب برجوع ابنه الضال (أي الكنيسة) إلى أحضانه. حقاً الآب فرح بطاعة المسيح الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، لكنه فرح أيضاً برجوعنا إليه. لذلك قال المسيح ينبغي لنا أن نكمل كل بر. وهذا يعني أن آدم يوم خلق كان هناك شيئاً ينقصه.. وما هو؟ لو أخطأ آدم يموت وينتهي بالانفصال عن الله، فلا شركة للنور مع الظلمة. لكن اليوم رسم السيد المسيح طريقة غفران الخطية وتبرير آدم ليعود للأحضان الإلهية، وبهذا فرح الآب، فلقد أصبح طريق تبرير الإنسان كاملاً، لذلك قال المسيح على الصليب "قد أكمل" فنحن كنا عاجزين عن البر، فجاء المسيح ليعطينا فيه أن نتبرر. ما حدث يمكن تشبيهه بأنه بدون اختراع الأستيكة كان إذا حدث أي خطأ في ورقة نقوم بتمزيقها وإلقائها أما بعد اختراع الأستيكة صرنا نمحو الخطأ ،ويمكن استخدام الورقة ثانية. إذاً المعمودية هي: 1) موت مع المسيح: ومن مات معه تغفر جميع خطاياه السابقة. 2) قيامة مع المسيح: نقوم متحدين به، وهذا يعطينا أن نحيا بحياته.وهذا ما قاله بولس الرسول "لي الحياة هي المسيح" (في21:1)" + "المسيح يحيا فيّ" (غل20:2) ولأن المسيح يحيا فينا كمل كل بر. ![]() آية (15): "وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح." كان زهد يوحنا وقوة كلماته سبباً في أن يظنه الناس أنه هو المسيا المنتظر. الآيات (16-18): "أجاب يوحنا الجميع قائلاً أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ. وبأشياء آخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم." كانت الكلمات السابقة عينة فقط لما وعظ به يوحنا من توبيخ مع بث روح الرجاء. الآيات (19،20): "أما هيرودس رئيس الربع فإذ توبخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها. زاد هذا أيضاً على الجميع انه حبس يوحنا في السجن." لم تكن عظات يوحنا قاصرة على الشعب بل امتد توبيخه للملك هيرودس الذي كان متزوجاً من ابنة الحارث الملك العربي، فترك زوجته الشرعية وهجرها وأراد أن يتزوج بامرأة أخيه فيلبس هيروديا الجميلة في حياة فيلبس أخيه. فقاومه يوحنا معترضاً على هذا فسجنه. وهيروديا كانت هي أيضاً قد هجرت فيلبس. وكان هيرودس هذا شريراً ردئ السمعة، وهو المشهور بأنتيباس. وصار سجن هيرودس ليوحنا المعمدان لإسكات صوت الحق، هو رمزاً لمحاولات اليهود تقييد الكلمة النبوية التي تشهد للمسيح. آية (21): "ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضاً وإذ كان يصلي انفتحت السماء."ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت» ![]() ولما اعتمد .. .. .. اعتمد يسوع أيضاً= لماذا اعتمد يسوع؟ 1- هو الذي عمد الماء أي قدَّسه لنعتمد نحن بالماء والروح بعد ذلك. 2- هو اعتمد نيابة عنا، وقبل الروح بعد ذلك ليحدث لنا نفس الشئ، ففي المعمودية نموت مع المسيح ونقوم معه فنصبح مستعدين لحلول الروح القدس فينا. 3- كان عماد المسيح عمل اتضاع ووداعة منه. 4- كان تكريساً لذاته للعمل (بالمعمودية) فنزول المسيح إلى الماء وتغطيسه فيه (كما نزل يونان إلى عمق الماء) كان إشارة لقبوله الموت (وكما عبر يشوع ماء الأردن مع الشعب ليدخلوا لكنعان الأرضية فالمسيح عبر معنا الموت لندخل معه كنعان السماوية، وكان قبول المسيح للمعمودية هو قبول للموت ونحن نموت معه في المعمودية ليدخلنا معه بقيامته وقيامتنا معه في المعمودية للأمجاد السماوية). كما كان عبور شعب إسرائيل لنهر الأردن المشقوق، إشارة لعبورنا إلى كنعان السماوية بالموت. وكان شق نهر الأردن وتوقف سريانه إشارة لأننا بالمعمودية نجتاز الموت دون أن يكون للموت سلطان علينا، بل بالموت نعبر إلى الحياة، وذلك لأن المسيح رأسنا قد خرج من الأردن رمزاً لقيامته وليقيمنا معه. وتبع معمودية المسيح وتكريسه لذاته، تكريس الآب له للعمل بحلول الروح القدس عليه فمسحه وصار اسمه المسيح أي الممسوح أي المخصص والمكرس لعمل الفداء. ![]() إذ كان يصلي= الصلاة هنا هي إشارة للصلة التي بينه وبين الآب، وهذه الصلة كانت هي السبب في إنفتاح السماء وظهور الأقانيم الثلاثة كمنفصلين ولكنهم في الحقيقة هم واحد. وظهورهم كمنفصلين كان لنفهم أن هناك تمايزاً في الأقانيم، ولكنهم بالحقيقة ثالوث غير منفصل. لا يقبل بأي حال من الأحوال أن نفهم أن الروح القدس حلَّ على المسيح لأنه لم يكن فيه الروح سابقاً فامتلأ من الروح القدس في المعمودية، لأن المسيح مولود بالروح القدس، وملء الروح القدس لم يفارقه لحظة واحدة ولا طرفة عين كونه هو الإله ابن الله الذي أخذ ناسوته من العذراء "لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.. القداس الباسيلي" ولكننا نفهم أن ما حدث هو أن الروح القدس حل على البشرية التي يحملها المسيح كما هو حال فيه أصلاً، فكان حلوله على المسيح كالمثيل على المثيل. ونفهم ما جاء في (لو1:4) "أن يسوع رجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس" أن هذا إشارة إلى امتلاء البشرية التي فيه، أما المسيح لم يوجد قط لا قبل الميلاد ولا بعد الميلاد بدون ملء الروح القدس. وإذا أخذنا معمودية المسيح بتغطيسه في الماء ثم خروجه منه نفهم هذا أنه إعلان المسيح لقبوله الموت، ثم القيامة، التي بعدها سيحل الروح القدس على كل معمد مؤمن. لأن المعمودية هي موت ودفن مع المسيح وقيامة معه (رو3:6-5) آية (23): "ولما أبتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي." نحو ثلاثين سنة= هي السن التي ملك فيها داود ويوسف وهي السن التي يبدأ فيها الكاهن عمله فالمسيح ملك وكاهن ![]() تعليق على الإنجيل القدّيس مَكسيمُس الطورينيّ (؟ - حوالى 420)، أسقف العظة 88 . "يأتي مَن هو أقوى منّي" عندما كان يوحنّا يتكلّم في أيّامه مُعلنًا الربّ، لم يكن يتوجّه بكلامه الى الفرّيسيّين فقط بقوله: "أعدّوا طريق الربّ واجعلوا سُبُله قويمة" (متى3: 3). فهو لا يزال اليوم يصرخ فينا، يهزّ دويّ صوته صحراء خطايانا. حتّى وفيما هو تلفّه غفوة الإستشهاد ما زال صوته مدوّيًا اليوم فينا قائلا: "أعدّوا طريق الربّ واجعلوا سُبُله قويمة". بذلك أوصى يوحنّا المعمدان بإعداد طريق الربّ. فما هي، يا ترى، الطريق التي أعدّها للمخلّص. من أوّلها إلى آخرها، رسمها ونظّمها بأفضل الوسائل من أجل مجيء المسيح، لأنّه كان في كلّ لحظة، بسيطًا، ومتواضعًا، ومتقشّفًا ونقيًّا. قال الإنجيلي واصفًا فضائله كلّها: "وكان على يوحنّا هذا لباس من وبر الإبل، وحول وسطه زنّار من جلد. وكان طعامه الجراد والعسل البري" (متى3: 4). أي علامة للتواضع لدى نبيّ أكبر من احتقار الملابس الناعمة لإرتداء الوبر الخشن؟ أي علامة للإيمان أعمق من أن يكون المرء دائم الجهوزيّة للخدمة، وزنّاره حول وسطه؟ هل هناك علامة عن العفّة أكثر إشعاعًا من التخلّي عن ملذّات الحياة ليكون الطعام جرادًا وعسلاً بريًّا؟ كلّ تصرّفات النبيّ تلك كانت برأيي نبويّة بحدّ ذاتها. عندما يرتدي رسول المسيح ملابس خشنة من وبر الإبل، ألا يعني هذا ببساطة أنّ المسيح بمجيئه، سوف يلبس جسدنا البشري، بنسيجه القاسي والخشن من جرّاء خطايا هذا الجسد بالذات؟ إنّ حزام الجلد يعني أنّ جسدنا الضعيف، المائل قبل مجيء المسيح نحو الرذيلة، سوف يقوده هو نحو الفضيلة ![]() |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5717 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معمودية المسيح ومعموديتنا ![]() إن العلاقة بين معمودية المسيح في نهر الأردن وبين صبغته الخلاصية على الصليب عندما تخضَّب جسده بالدم هي علاقة عميقة وسريَّة للغاية، فقد اعتمد المسيح في الأردن ليفتتح درب الصليب طريق الخلاص، وأكمل من أجلنا كل بر الناموس، كقوله ليوحنا قبل أن ينـزل إلى الماء وعِوَضَ كل خاطئ بل عوض البشرية كلها قَبِلَ المعمودية وكأنه يعترف بخطايا جميع الناس. أما معمودية الصليب التي عبَّر عنها بالصبغة المزمع أن يكمِّلها، فقد دان بها الخطية ذاتها بالجسد ومات لأجل الجميع ليحيا الجميع للذي مات لأجلهم وقام (راجع: 2كو 5: 15). «المسيح لم يكن يعمِّد» - هكذا يسجِّل لنا إنجيل القديس يوحنا - «بل تلاميذه» (يو 4: 2)، أما المسيح فقد عمَّد البشرية كلها بصبغة الصليب بالدم مرَّة واحدة لمغفرة الخطايا. وهكذا افتتح لنا سرًّا من أخطر أسرار الحياة، وهو القيمة المذخرة في معمودية الدم (أي الاستشهاد): «بالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان» (مر 10: 39)، فهي ليست بديلاً لمعمودية الماء فحسب، بل هي الأصل الذي تصدر عنه كل مفاعيل معمودية الماء التي نعتمد بها. فنحن في الماء نموت لا بشبه معمودية المسيح بل بشبه موته على الصليب، ونُدفن لا بشبه تغطيسه في ماء الأردن، بل بشبه دفنه في القبر ثلاثة أيام، ونقوم لا بشبه خروجه من الماء بل بشبه قيامته الحقيقية من القبر على يد شهود. لقد أمات الله البشرية كلها مرَّة بالطوفان أيام نوح، ولكن كعقاب للخطاة وكغضب مُعلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم. ولكن هذه المرَّة أمات الله على الصليب ليس البشرية الخاطئة بنوع الغضب - كمثل الطوفان: «نهاية كل بشر قد أتت أمامي» (تك 6: 13)، حين لم يبقَ سوى ثمانية أبرار أبقاهم لنفسه من كل البشرية، حيث كانت هذه النسبة تمثِّل فداحة الخطية التي اجتاحت العالم آنئذ - بل هذه المرَّة لم يبقَ أمام الله ولا حتى ثمانية أنفس ليُبقيهم، بل أمات الله الطبيعة البشرية بحد ذاتها ككل - تلك التي أخذها لذاته في شخص يسوع المسيح. لقد اعتمد بها في الأردن وأعدَّها للموت والقيامة، لقبول حياة أبدية لا تزول بلا خطية بعد. فالله أمات البشرية في ابنه، وأحياها مرَّة أخرى لنفسه، ليعيش الإنسان لا لنفسه فيما بعد بل لله في المسيح. فالمسيح على الصليب اعتمد، أي انصبغ جسده أي طبيعتنا البشرية، للموت. انصبغ بالدم عن «كل بشر»، وهذا ما سبق وأعطى مدلوله ومفهومه التطهيري الطقسي عندما اعتمد في الأردن: «ولما اعتمد جميع الشعب (للتوبة) اعتمد يسوع أيضاً» (لو 3: 21). ولكن إن كان الجميع اعتمدوا من يد يوحنا كعبيد وخطاة أمام الله مقرِّين بخطاياهم، هاربين من غضب الله، فالمسيح اعتمد كابن محبوب لله: «وكان صوت من السماء قائلاً: أنت ابني الحبيب بكَ سُررت» (لو 3: 22). وهكذا بدأ مفهوم تبنِّي الله للبشرية في شخص المسيح مبكِّراً جدًّا في هذا الإعلان العجيب، الأمر الذي أعلنه إنجيل القديس يوحنا بوضوح عند قوله بفم الله الآب: «أما كل الذين قبلوه (اعتمدوا له) فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله ... الذين وُلِدُوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله!!» (يو 1: 12 و13) وعلينا أن نلاحظ أن معمودية يوحنا للشعب وللمسيح في الأردن لم تأتِ من فراغ. فالدخول في الماء بشبه مخاطرة الموت والخروج منه بشبه نصرة الحياة كإعجاز فائق أو كسِرٍّ عميق، نجده واضحاً في عبور شعب إسرائيل البحر على يد موسى وعين الله في السماء ترعى العابرين بطاعة الكلمة، فلم تَبْتَل حتى ثيابهم، أي لم يدركهم الموت قط. أما هذه العين ذاتها، أي عين الله، فكانت تُرعب المعاندين لصوت الله، فكان غرقهم بالجملة. إنهم «جميعهم (أي شعب إسرائيل) اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر» (1كو 10: 2). هنا السحابة تعبِّر عن حضور الله والخضوع لكلمته في الصبغة التي أخذها الشعب تحت عمود السحاب وعمود النور. ونلاحظ أن المسيح أيضاً اعتمد في البحر وفي السحابة: في البحر على يد يوحنا المعمدان، وفي السحابة في التجلِّي على يد موسى وإيليا، لأن في الأردن انصبغ المسيح عن كل الشعب، وفي السحابة المنيرة بشهادة الناموس والأنبياء. وهكذا تنكشف لنا أعماق أسرار معموديتنا الآن، التي أخفق شعب إسرائيل أن يحتفظ بقوَّتها، فأعادها لنا المسيح بقوَّة لا تزول، بقوَّة روح الله القادر حقًّا أن يميت ويحيي، يميت كل ما هو باطل فينا ويحيي كل ما هو حق. لذلك نسمع مبكِّراً جدًّا عن الروح القدس كقوَّة مؤثِّرة وفعَّالة وأساسية في العماد من قول يوحنا المعمدان: + «الذي أرسلني لأعمِّد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلاً ومستقرًّا عليه فهذا هو الذي يعمِّد بالروح القدس.» (يو 1: 33) ولأن المسيح هو الذي سيعمِّد بالروح القدس، فواضح غاية الوضوح أنه سيمنحنا كل نتائج موته عن الخطايا وكل مستحقات أمجاد قيامته سرًّا بالروح القدس، الروح الذي يعمل في الطبيعة البشرية ليخلقها من جديد، بقوَّة تفوق الناموس والوصايا وكل وسائط العهد القديم، الأمر الذي يفوق «كل بر» بالمفهوم القديم. فمعموديتنا الآن للمسيح إنما تتم بالمسيح «هو الذي يعمد»، ليعطينا كل ما له بالروح القدس بعد أن يرفع عنا خطايانا. + «نحن الذين اعتمدنا للمسيح قد لبسنا المسيح» (راجع: غل 3: 27) ليصير المسيح فينا حياتنا. + «أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ» (غل 2: 20). هذا هو قمة عطايا الله للإنسان، وإن كانت حياتنا الآن مستترة في المسيح لله لا يحسها إلا روح الإنسان الذي فيه». وهكذا فإن عماد المسيح بالماء وحلول الروح القدس عليه بعد خروجه من الماء وامتلاءه منه وشهادة الله له بالبنوَّة، هذا يعطي الأساس اللاهوتي لمعنى ومضمون عمادنا للمسيح من الماء والروح على خلفية الصليب المحيي، ويعود بنا إلى العهد القديم محقِّقاً قول إشعياء النبي القائل: «هوذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سُرَّت به نفسي. وضعتُ روحي عليه فيُخرج الحق للأُمم.» (إش 42: 1) ولهذا نسمع المسيح ينبِّه ذهن تلاميذه إلى الأهمية العُظمى لانطلاقه إلى الآب: «خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزِّي» (يو 16: 7)، لأن المسيح يدرك أن إرساله الروح القدس من عند الآب كفيل أن يكمِّل مسيرة المسيح الخلاصية، ليس للتلاميذ فحسب بل للعالم كله، على أساس استعلان قيمة موت المسيح وقيمة قيامته، ثم مَنْحِهما معاً كفعل واحد في المعمودية وهذا كفيل أن يخلق الطبيعة البشرية بالروح من جديد. فموت المسيح وقيامته، وإن كانا يعطيان الأساس للمعمودية بحد ذاتهما، إلا أنه لا يمكن أن تُستعلن قوتهما أو أن ينال أحد مفعولهما وأثرهما أو يشترك فيهما إلا بواسطة الروح القدس. لذلك، فالعماد لموت المسيح وقيامته واشتراك الإنسان فيهما لمغفرة الخطايا وقبول حياة جديدة، ما كان يمكن أن يبدأ، حتى وبعد أن أكمل المسيح موته وقيامته، إلا بمجيء المعزِّي الروح القدس. ومن هذا الاتجاه نفهم لماذا شدَّد الرب على التلاميذ أن لا يبرحوا أُورشليم حتى يحل الروح القدس عليهم وينالوا مِلأَه، لأنه بدون الروح القدس لا يمكن إدراك مفعول العماد أو مباشرة عمله من جهة مغفرة الخطايا وإعطاء حياة أبدية. كذلك عندما نفخ الرب في وجه تلاميذه بعد القيامة وقال: «مَنْ غفرتم خطاياه تُغفر له» (يو 20: 23)، فإن المسيح هنا في الحقيقة يعطي بداية قوة وأساس الكرازة والتبشير والتلمذة للمسيح بالعماد. هنا إشارة ضمنية إلى المعمودية، لأن قيام التلاميذ بإعطاء الروح القدس الذي قبلوه هو كفيل بأن يهب الآخرين الشركة في موت الرب وقيامته، التي هي أساس مغفرة الخطايا وذلك بالمعمودية. واستطراد المسيح بقوله: «مَنْ أمسكتم خطاياه أُمسكت» (يو 20: 23)، يعطي إشارة ضمنية إلى ”منع المعمودية“ الذي يعني بالتالي منع إعطاء مغفرة الخطايا. والمنع هنا قاصر على تمادي الإنسان في الارتباط بأركان العالم المظلمة، أي انعدام نيَّة التوبة والموت عن أباطيل العالم؛ لهذا نجد في ترتيب الخلاص أن موت المسيح عن العالم يسبق حتماً إعطاء الروح القدس. «مَنْ آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مُجِّد بعد» (يو 7: 38 و39). هنا الروح القدس المكني عنه بـ«أنهار الماء الحي» مرتبط بموت المسيح. هنا أيضاً إشارة إلى ترتيب عناصر المعمودية: الموت أولاً ثم إعطاء الروح القدس. لهذا لم تبدأ المعمودية لموت المسيح وقيامته إلا بعد دخول الروح القدس إلى العالم يوم الخمسين بتعيين مُسْبَق. لذلك حينما قال الرب على الصليب: «قد أُكمل» ونكَّس الرأس (يو 19: 30)، كان هذا إيذاناً ببدء تاريخ حركة المعمودية لخلاص الإنسان. فقد أكمل المسيح الصبغة - أي أنه رفع الخطية عن العالم بموته على الصليب - محقِّقاً أساس المعمودية التي اعتمد بها من يد يوحنا، وقَبِلَ الصبغة التي طالما تكلَّم عنها، أي معمودية الموت التي سيعتمد بها ولها كل بشر لنوال مغفرة الخطايا والحياة الأبدية. وعندما حلَّ الروح القدس يوم الخمسين اكتمل الفعل والفاعل، فانطلقت الكنيسة في الحال تبشِّر وتعمِّد لموت المسيح وقيامته، وبدأ تاريخ الخلاص الفعلي، وانفتح ملكوت الله لكل الذين قبلوه مصطبغين باسمه مدعوين أبناء الله. إن المعمودية بهذا الوصف الدقيق هي مركز الخلاص وقوَّته وأساسه وفعله، وهذه هي الحقيقة الأُولى في المسيحية، على أساس استيعاب دور الروح القدس فيها، الذي ليس فقط يعطي بالفعل السرِّي ما أكمله المسيح لنا بموته وقيامته من غفران خطايا وحياة أبدية بل ويكشف لنا عن شخص المسيح نفسه ويستعلن علاقته مع الآب، تماماً كما حدث ليوحنا بالروح القدس بعد أن اعتمد المسيح، إذ يقول: «وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله» (يو 1: 34)، لأن حلول الروح القدس على المسيح فتح عيني يوحنا وفتح أذنيه، فرأى الروح نفسه وسمع صوت الآب معلناً أن المسيح هو ابن الله. إذاً، فقوَّة المعمودية تتعدَّى فعل الخلاص كشركة في موت المسيح وقيامته، وتتجاوز عطية الروح القدس المختصَّة بإعطاء حياة جديدة لسلوك جديد، إذ فوق هذا وذاك تفتح البصيرة لكي يدرك الإنسان ما وراء فعل الخلاص وعطية الحياة بالروح، أي حقيقة المسيح نفسه ولاهوته في سر الثالوث المذهل: «وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله» ...! لذلك فبعد ما نالت الكنيسة الروح القدس يوم الخمسين، انطلقت تشهد وتعمِّد بالروح القدس. فالتلاميذ يشهدون للمسيح، والروح القدس يشهد في المعمَّدين بألسنة جديدة: «الروح ... يشهد لي وتشهدون أنتم أيضاً» (يو 15: 26 و27). فالروح القدس كان ينطق في المعمَّدين لحظة وضع الأيادي، شاهداً للمسيح بلسان جديد وبقوَّة وبآيات وعجائب كآية تعلن قيمة المعمودية وفعلها، وكعطية خلاصية لحصول مغفرة الخطايا وقبول حياة جديدة فائقة، فيها ينطلق اللسان شاهداً للمسيح بفرح لا يُنطق به ومجيد، ولنوال الاستنارة الذهنية التي بها يدرك الإنسان سر المسيح فينطلق يبشِّر ويشهد بما يرى وبما يسمع كل يوم: «لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلَّم بما رأينا وسمعنا.» (أع 4: 20) وقول حنانيا بالروح لشاول الطرسوسي يجمع بين المعمودية والشهادة بصورة واضحة وحاسمة: «لأنك ستكون له شاهداً لجميع الناس بما رأيت وسمعت. والآن لماذا تتوانى؟ قُم واعتمد واغسل خطاياك داعياً باسم الرب.» (أع 22: 15 و16) هكذا استودع المسيح سر موته وقيامته للكنيسة بواسطة سكب الروح القدس في العماد باسم الرب كفعل سرِّي خلاصي وكقوَّة شهادة لا تعاند. وهكذا صارت الكنيسة مؤتمنة على فعلَي الموت والقيامة تمنحهما أو تمنعهما؛ تمنحهما فينال الإنسان الحِلَّ والمغفرة من جميع خطاياه للحياة الأبدية، أو تمنعهما عن الذي تراه غير مؤتمن على هذا السر فيبقى في خطاياه وتمتنع عليه الحياة الأبدية. والمعمودية سر لا يتكرَّر، لأن المسيح مات مرَّة واحدة ولا يسود الموت عليه بعد. هكذا كل مَنْ اعتمد للمسيح لا تتكرَّر معموديته قط، لأنها ليست تكراراً لمعمودية المسيح على الصليب بل هي في الحقيقة اصطباغ حقيقي في ذات صبغة المعمودية الواحدة التي أجراها المسيح مرَّة واحدة بالموت الذي ماته على الصليب كذبيحة فريدة في نوعها عن كل إنسان. لذلك، فكل إنسان يعتمد للمسيح في الكنيسة يعلن اشتراكه في موت المسيح مرَّة واحدة كفعل إلهي ينتهي بالقيامة، وبتعبير بولس الرسول يلبس المسيح ميتاً ومُقاماً: «نحن الذين اعتمدنا للمسيح قد لبسنا المسيح» (راجع: غل 3: 27)، فكيف نخلعه؟ أو هل يستطيع الذي قام مع المسيح أن يموت؟ فكما أن الموت لا يسود على المسيح كذلك أعضاؤه، إن كانوا حقًّا فيه. فالمسيح أعطى موته وقيامته للكنيسة ليخلق لنفسه بواسطتها أعضاءً جديدة لجسده، ويبقى هو دائماً رأس الكنيسة، والمعمَّدون جسده، أخصَّاءه: «من لحمه ومن عظامه» (أف 5: 30)، «وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً.» (1كو 12: 27) وعلينا أن ننتبه دائماً أن المسيح مات على الصليب وقَبِلَ الصبغة - أي المعمودية بالدم - في جسده الذي هو نحن، ليخلق في نفسه الإنسان الجديد الذي كانت تتمنَّاه البشرية ولكن لا تعرف كيف يكون. فالمسيح مات وأكمل الخلاص والفداء دون وعي من جهة الإنسان، كما يقول القدَّاس الغريغوري: [من أجل الضالين وغير العارفين]، أو كما يقول بولس الرسول: «لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» (رو 5: 8)، أي ونحن مرفوضون تماماً ورافضون تماماً لنعمة الخلاص - لا ندريها ولا نريدها ودون شعور منا بها - وهبها لنا المسيح مجَّاناً؛ حتى إذا أدركناها فيما بعد وأردناها بحريَّة إرادتنا، نمتلئ فرحاً ونعيماً وسروراً ونشعر حينئذ بعظم الاحتياج بل وباستحالة الحياة بدونها، وذلك كله حينما نقبله ربًّا ومسيحاً بإرشاد الروح وجَذْب الآب: «لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يو 16: 12 و13). كما يقول الكتاب: «ليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس» (1كو 12: 3). وكذلك أيضاً يقول: «لا يقدر أحد أن يُقبِل إليَّ إن لم يجتذبه الآب» (يو 6: 44)، أي لا يستطيع أحد أن يُقبِل إلى المعمودية من ذاته أو بمشيئته، أو يأتي إلى عضوية جسد المسيح بقناعة منطقية أو بذكاء أو فهم بشري أو بإحساس الحاجة الطبيعية إليها، بل هي مشيئة الآب التي تجذب بالروح المختارين إلى المسيح لنوال التبني!! فالله هو الذي يدعونا بروحه بنخس الضمير ليتبنانا لنفسه في شخص ابنه يسوع حسب مسرَّة مشيئته: «لأنه هو أحبنا أولاً.» (1يو 4: 19)!! ولا ينبغي أن يغيب عن بالنا أن الميلاد الجديد بالمعمودية، هو علاقة شخصية بالله تبدأ من الله وتنتهي به، فهي علاقة مسرَّة ذاتية، علاقة حب وتبني: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (مت 3: 17)، هذا هو صوت الآب لكل مَنْ أقبل إلى الله بالمسيح ليعتمد لموته!! كما سبق المسيح وأعلن عن عمله السرِّي في هذه العلاقة التي أنشأها لنا مع الآب، فهو المسافة الروحية التي تصلنا أو تفصلنا عن الله، التي أوضحها عندما قال بإيجاز شديد: «أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية» (رؤ 1: 8) وأيضاً: «أنا هو الباب» (يو 10: 9)، وأيضاً: «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو 14: 6)، «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يو 14: 6). لذلك يكمِّل لنا المسيح في المعمودية ما أكمله من أجلنا على الصليب. فكما بدأ المسيح الخلاص بالموت وأكمله بالدفن ثم القيامة، في نفسه، هكذا في المعمودية يعطينا المسيح ذاته، يعطينا موته وقيامته، البداية والنهاية! وفي الإفخارستيا يصير جسده ودمه هو الطريق الحي الجديد الذي ندخل به إلى الأقداس العليا. ولكن تظل البداية والنهاية لنا تحتاج كل يوم إلى تكميل، فالموت بالنسبة لنا عمل دائم: «من أجلك نُمات كل النهار» (رو 8: 36)، والقيامة تحتاج إلى النظر دائماً إلى فوق، لأن العضو لا يدخل في جسد المسيح أي الكنيسة كاملاً في شيء، بل والكنيسة كلها معاً لا تزال تنمو في الإيمان وتكمل في قامة المسيح؛ على أنها لا تبلغ حد الكمال طالما هي على الأرض بل تنمو كل يوم وينمو أعضاؤها، في كل مواهب الخلاص واستحقاقاته وإدراك أسراره: «صادقين في المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس: المسيح» (أف 4: 15). وكما يقول ويكرِّر بولس الرسول أن الأعضاء ليست متساوية في الدعوة أو في الوظيفة أو في المواهب أو في الجمال أو في الكمال، ولكن الكامل عليه دائماً أن يُكمِّل الناقص، والناقص عليه دائماً أن يأخذ من الكامل ما هو أفضل، حتى نمتلئ جميعنا إلى كل ملء الله!! ومن خصائص جسد المسيح أن ليس فيه افتخار لعضو على عضو حتى لا يكون انشقاق بين الأعضاء إن كانوا حقًّا في المسيح، وإن كانوا اعتمدوا لموته فعلاً واستقوا من روحه القدوس. أما عمل الكنيسة الآن فهو تكميل عمل المعمودية الأُولى: «لبنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح» (أف 4: 12 و13). والكنيسة عملها الوحيد أن تعرِّف كل إنسان بِغِنَى ميراثه الذي ناله بالتبني، بقبوله المعمودية باسم يسوع المسيح: «مستنيرة عيون أذهانكم (فعل المعمودية الأول) لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غِنَى مجد ميراثه في القديسين.» (أف 1: 18) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5718 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المعمودية بالماء والروح ![]() ان يسوع بمعموديته في نهر الاردن، وبحلول الروح القدس عليه من فيض محبة الآب، قدّس المياه، وجعلها "حشا المعمودية" التي يولد منها الانسان ثانية بقوة الروح القدس. كانت معمودية يوحنا رمزاً خارجياً للتوبة، اما معمودية المسيح، التي تمارسها الكنيسة بسلطان كهنوتي منه، فعلامة خارجية واداة فاعلة في داخل الانسان. انها بالماء تغسل المعمّد من الداخل بقوة الروح القدس وتمحو منه خطيئة آدم المولود فيها، وخطاياه الشخصية المرتكبة بعد سن التمييز. وبحلول الروح القدس تجعله سكنى الثالوث القدوس: تظلله محبة الآب وتقدّسه نعمة الابن، وتحييه قوة الروح القدس. المعمودية تطعّمه غصناً في كرمة المسيح وتجعله عضواً في جسده السرّي وحجراً مقدساً في هيكل الله. يصبح المعمّد ابناً لله بالابن الوحيد، ووريثاً لخيرات الملكوت، شريكاً في الحياة الالهية. معمودية المسيح " طريق الخلاص". هذا ما تنبأ عنه يوحنا المعمدان: " انا اعمدكم بالماء، ويأتي بعدي من هو اقوى مني... هو يعمدكم بالروح القدس والنار... وينقي بيادره فيجمع القمح في اهرائه ويحرق التبن بنار لا تطفأ" ( لو3/16-17). تتصل هذه النبوءة بما كشفه يسوع لنيقوديمس: " ما لم يولد الانسان من الماء والروح لا يستطيع ان يدخل ملكوت الله... ينبعي لكم ان تولدوا ثانية " (يو 3/5و7)؛ وبما اعلنه للتلاميذ عندما ارسلهم ليعمدوا الامم، قبيل صعوده الى السماء: " من يؤمن ويعتمد يخلص" (مر16/16)؛ وبما فعله الرسل وخلفاؤهم من بعدهم (انظر اعمال الرسل 8/34-39). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5719 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حلول الروح القدس على يسوع، وعلينا بالميرون ![]() " اعتمد يسوع ايضاً، وفيما هو يصلي انفتحت السموات وهبط عليه الروح القدس بشبه جسم حمامة" (لو3/21-22). هذا الروح عينه سيهبط، كثمرة لموت المسيح وقيامته، على الرسل في العلية (اعمال2/1-13)، ومن بعدهم على كل معمّد في سرّ الميرون وغيره من الاسرار. فالمعمودية باب جميع الاسرار. ان يسوع الذي " تجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وصار انساناً"، يمتلك الروح القدس، وبقوته يحقق الاتحاد الكامل بين الله والانسان. في نهر الاردن امتلأ يسوع من الروح القدس بشكل ظاهر، فكان " المسيح" ابن الله الذي " كرسه" الاب وارسله الى العالم من اجلنا ومن اجل خلاصنا. فبات كل عمل يقوم به المسيح، بعد المعمودية، تحقيقاً لقوة الروح الذي سيقود كما باليد، نحو عمل الخلاص. فقاده اولاً الى الصحراء ليحارب الشيطان وينتصر عليه بالصوم والصلاة بعد اربعين يوماً ( متى4/1-11). وفي كل حياة يسوع العامة سيظهر الروح القدس كقوة تحرير من قوى الشر بواسطة المعجزات. وبقوة الروح عينه اقدم يسوع على الموت وقدم ذاته ذبيحة فداء للأب (عبر9/14-15). فاقامه الروح من الموت وفقاً لمشيئة الآب. بعد الموت والقيامة وهب الرب يسوع الروح القدس من فيض محبة الاب، يوم العنصرة، مدشناً الزمن الجديد زمن الروح في حياة البشرية والتاريخ، يعطيه للمؤمنين بواسطة الكنيسة وخدمتها. من يسوع، ينبوع الماء الحي، يجري الروح القدس على الكنيسة والعالم ( يو7/37-39). بسرّ الميرون يصبح المعمد شريكاً في عنصرة الروح القدس، يفاض عليه مع مواهبه السبع: الحكمة، والفهم، والعلم، والمشورة، والقوة، والتقوى، ومخافة الله. بالميرون يختم المعمد بطابع الروح القدس فينتمي كلياً الى المسيح، يصبح في خدمته بشكل دائم، ينال الحماية الالهية في المحن الكبيرة. ان مسحة الروح بالميرون تطبعه بطابع لا يمحى، يجعل منه " رائحة المسيح الطيبة" (2كور2/15) باقواله ومسلكه واعماله، ويصوره على شبه المسيح. بالميرون الروح يساعد المسيحي على النمو بالمسيح. المعمودية تجعل المؤمن على صورة المسيح في الطبيعة بالولادة الثانية، اما الميرون فيجعله على " شبه" المسيح في الاعمال. الطبيعة الجديدة المعطاة في المعمودية تنمو وتكتمل بنعمة الروح في سرّ الميرون وفقاً لتصميم الله، وتحقيقاً لمواهب الروح، وتظهر في حياة الشهادة بالايمان والرجاء والمحبة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5720 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() العلاقة بين الاهل واولادهم ![]() " هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت" ( متى3/17). في معمودية يسوع على نهر الاردن اعتلنت بنوته الالهية وعلاقته بابيه السماوي. عندما ارسل الآب روحه القدوس واستقر على يسوع بشبه جسد حمامة، اعلن انه " ابنه الحبيب". فالروح القدس هو حب الله، المتبادل بين الآب والابن في سرّ الثالوث الاقدس. حيث يستقر الروح القدس تحلّ محبة الله، كالشمس، حيث يستقر شعاعها يحلّ النور والحرارة. بادل الابن الالهي الحب للاب بقبوله رسالة الفداء وتتميم ارادته الخلاصية. وسينادي يسوع اباه، في حياته العامة، " اباّ " للتحبب والتودد (مر14/36)، كما ينادي اطفال اليوم والديهم بلفظة اصبحت عالمية " papà اي ابتاه الحبيب". هذا الروح اياه، يقول بولس الرسول، عندما يستقر فينا، وهو روح الابن المرسل الينا من الآب، " يجعلنا نهتف يا ابانا" ( روم 8/15؛ غلا4/6). عندما احبت مريم الله، وعاشت بملء النعمة وقبلت الرسالة الموكولة اليها على يد الملاك، ارسل الآب اليها الروح القدس اي حبه الاسمى، فاصبحت حاملاً بابنه الوحيد. كانت مرضاة الله عليها، كما ستصير على ابنه المتأنس. هذا شأن كل واحد منا، اذا احب الله وحفظ كلامه وعاش بمقتضى وصاياه، احبه الله وارسل اليه روحه القدس، فينال مرضاة الله. من خلال علاقة الله الاب بالابن الالهي، تعتلن علاقة كل اب بابنائه في العائلة الدموية، الناتجة من الانجاب والتربية، كما تلك الناتجة من كل ابوة وامومة روحية في الكنيسة (راجع افسس 5/22-31). من بين المشاكل العائلية، تُطرح اليوم العلاقة بين الاهل والاولاد، وهي في الاساس ينبوع فرح وسعادة ونضج لدى الاهل ولدى ابنائهم وبناتهم. اذا اختلت هذه العلاقة او تشوهت، وقعت المأساة في العائلة. من مظاهر الخلل من جهة الاهل: عدم الاكتراث بشؤون الابناء لانشغالهم بشؤون اخرى، كالعمل او اللهو او الادمان على الكحول او المخدرات او لعب القمار، وكالتسلّط، والابوية والامومة المفرطة (maternalismepaternalisme,)؛ ومن جهة الابناء او البنات: التمرد، الرفض، عدم التواصل. وقد تفشت "عقدة اوديب" كما يسميه علم النفس التحليلي، اي الرغبة الدفينة بقتل الاب او الام. هذا الخلل نجده ايضاً بين المسؤول والجماعة سواء في الكنيسة ام في المجتمع. نرى اليوم عملية شيطانية ترمي الى التفرقة والقطيعة والانفصال، ليس فقط بين الطبقات الاجتماعية والرجل والمرأة وهذا وذاك من الناس او الفئات، بل ايضاً بين الآباء وابنائهم وتضع الابناء ضد آبائهم. نقول " عملية شيطانية"، لان لفظة "شيطان- diabolos" تعني ذاك الذي يفرّق ويقسّم بين الناس. وهكذا تُسمم الحياة العائلية التي هي أصفى ينبوع للفرح في الحياة البشرية، والعامل الاهم لاتزان الشخص ونضوجه. فكم من آباء يتألمون الماً عميقاً لشعورهم بانهم مرفوضون من ابنائهم او محتقرون بالرغم مما ضحوا في سبيلهم! وكم من ابناء يتألمون الماً شديداً بسبب عدم فهمهم او رفضهم من قبل ابيهم او امهم وربما يسمعون في لحظة غضب " انت لست ابني او ابنتي!". حدد الملاك مهمة يوحنا المعمدان بانه " يردّ قلوب الآباء الى البنين، وقلوب الابناء الى الآباء" ( لو1/17؛ ملاخي3/24). من الضرورة متابعة هذه المهمة اليوم، باطلاق مبادرة مصالحة كبيرة هي مبادرة شفاء العلاقات المريضة بين الآباء والابناء، والتغلب على عمل الشيطان بالتماس حلول الروح القدس هاتفين:" هلم ايها الروح القدس! نقِّ ما كان دنساً، أرو ما كان جافاً، إشف ما كان معتلاً، ليّن ما كان صلباً، دفّء ما كان بارداً، وقوّم منا الانحراف!" المطلوب، في هدي انوار الروح، فعل ايمان واقتداء. الايمان بان الابوة والامومة ليستا مجرد عملية بيولوجية، بل مشاركة في ابوة الله. والاقتداء بابن الله المتأنس، المنتمي الى عائلة نما فيها بالطاعة والقامة والنعمة والحكمة ( راجع لوقا 2/51-52). هكذا يختصر بولس الرسول هذا الحل: " ايها الآباء لا تغيظوا ابناءكم لئلا يصدموا! ايها الابناء اطيعوا آباءكم لانكم بهذا ترضون الرب!" (كول3/20-21). عدم اغاظة الابناء تعني صبر الوالدين عليهم وتفهمهم، وانتظار نضوجهم، وعدم المطالبة السريعة بما يرغبون لهم او منهم، ومعذرة اخطائهم، وتشجيعهم وعدم اقناطهم، وتقدير مبادراتهم. مطلوب من الاب والام ان يكونا للاولاد الصديق ومحط الثقة والمثال والكنز الاثمن. *** |
||||