![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5701 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المحبة العملية لا بالكلام و لا باللسان
,بل بالعمل و الحق(1يو3:18) لقداسة البابا شنوده الثالث كثيرون يدعون أنهم يحبون الناس. وتكون عبارة الحب مجرد لفظة من ألسنتهم,وليست مشاعر في قلوبهم,كما لا يظهر هذا الحب أيضا في معاملاتهم!! وقد يقولون أيضا إنهم يحبون الله بينما يكسرون وصاياه كل يوم!! لذلك كله قال القديس يوحنا الحبيب: ![]() يا أولادي,لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق(1يو3:18). هذه المحبة العملية هي التي يريدها الله منا في تعاملنا معه ومع الناس.وليس في كلامنا... لقد اختبر بطرس الرسول في هذا الأمر في ليلة الخميس الكبير. قال للسيد الربوإن شك فيك الجميع,فأنا لا أشك أبدا... وأن إضطررت أن أموت معك,لا أنكركمت26:33-35 إني مستعد أن أمضي معك حتي إلي السجن وإلي الموتلو22:33... أما ما حدث عمليا,فهو أن بطرس أنكر سيده ومعلمه ثلاث مرات وأمام جارية لذلك قال له الرب بعد القيامةيا سمعان بن يونا أتحبني أكثر من هؤلاء؟!يو21:15-16.. وكان يقصد المحبة العملية, وليست محبة الكلام واللسان... ولكن بطرس الذي أنكر أثبت محبته العملية فيما بعد.. حينما احتمل السجن والجلد من أجل إيمانه وكرازته هو وباقي الرسل وكانوا فرحين لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمهأع5:41 وبرهن بطرس أيضا علي محبته العملية للرب , حينما رفض تهديد رئيس كهنة اليهود وقال في جرأةينبغي أن يطاع الله أكثر من الناسأع5:19 .بل برهن علي محبته العملية للرب حينما ختم كرازته بقبوله أن يموت من أجله مصلوبا ومنكس الرأس... أبونا إبراهيم أبو الآباء والأنبياء,برهن عمليا علي محبته: فعل ذلك,حينما أطاع دعوة الرب, وخرج من أهله وعشيرته وبيت أبيه وسار وراء الرب إلي الجبل الذي أرشده إليهتك 12:1خروج وهو لا يعلم إلي أين يذهب عب 11:8. وبهذا أثبت أن محبته لله هي أعظم من محبته للأهل والوطن. وامتزجت محبته لله بالطاعة بل أنه برهن عمليا علي محبته لله بأسلوب أعمق حينما قبل أن يقدم ابنه وحيده الذي يحبه إسحق, الذي نال المواعيد بسببه... قبل أن يقدمه محرقة ورفع عليه السكين,ضاغطا علي كل مشاعره الأبوية, لأجل محبته لله.وهنا امتزج الحب بالطاعة,وبالتضحية والبذل.. المحبة العملية هي المحبة الباذلة التي فيها يعطي الإنسان:يبذل وقته وجهده وماله, وكل شئ ويقدمه لأجل الذي يحبه.. وعندما تنمو المحبة وتصل إلي كمالها يبذل ذاته أيضا كما قال السيد الرب: ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه عن أحبائهيو15:13. وبهذا كان حب الشهداء لله,هو أعظم ألوان الحب, لأن فيه بذل الذات... وفي مقدمة هذاالحب,بذل السيد المسيح ذاته عنا... وهكذا بين محبته لنالأنه ونحن بعد خطأة,مات المسيح لأجلنا رو5:8.. مات البار لأجل الأثمة والفجار. وكان علي الصليب ذبيحة حب لأنههكذا أحب الله العالم,حتي بذل ابنه الوحيد,لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية يو3:16 ويقول الرب في هذا أيضا إن الراعي يبذل نفسه عن الخرافيو10:11 هذا هو مقياس المحبة: البذل والعطاء... يبذل الإنسان كل شئ...ويعتبر كل شئ رخيصا في سبيل من يحبه..كشعور الأم من جهة رضيعها هي تعطيه كل ما تستطيع وفوق ما تستطيع.وتجد لذة في إعطائه,في بذل راحتها لأجل راحته,وصحتها لأجل صحته, إنها مثال للحب الذي يعطي لذلك ضرب الله هذا المثل في محبته لنا: حتي إن نسيت الأم رضيعها,هو لا ينسانا1ش49:15. ويعطينا القديس بطرس الرسول مثالا آخر في محبة الرب, إذ قال له: تركنا كل شئ وتبعناك من أجل محبتهم له,تركوا البيت والأهل والعمل وساوا وراءه وهم لا يعلمون إلي أين يذهبون.. متي الرسول, لما دعاه الرب وهو في مكان الجباية, عبر عن محبته بأن ترك مكان الجباية وتبعه مت9:9, تاركا الوظيفة والمال والمسئولية... وكذلك المرأة السامرية, تركت جرتها وذهبت إلي المدينة لتبشر به يو4:28 وكذلك تلاميذه الصيادون: يعقوب ويوحنا وبطرس وأندراوس تركوا الشباك,وتركوا السفينة وتبعوه مت4:18-22 والقديس بولس الرسول يقول في ذلك: خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح,وأوجد فيهفي3:8, 9. خسر كل شئ,ولم يندم عليه,بل حسبه نفاية.. ويقول أكثر من هذا:ما كان لي ربحا فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة. بل أني أحسب كل شئ أيضا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي في3:7. نفس الوضع بالنسبة إلي موسي النبيكان أميرا في القصرابن ابنة فرعون محاطا بكل مظاهر الرفاهية والعظمة, ولكنه من أجل محبة الشعب,ومن أجل خدمة الله, ترك كل شئ وهكذا لما كبر,أبي أن يدعي ابن ابنة فرعون مفضلا بالأحري أن يذل مع شعب الله... حاسبا عار المسيح غني أعظم من خزائن مصر...عب11:24-26. كذلك أيضا كان آباء البرية الرهبان والنساك تركوا كل شئ . وسكنوا في الجبال والقفار,في المغائر وشقوق الأرض من أجل عظم محبتهم للملك المسيح. فقد كل شئ قيمته في نظرهم,العالم وكل ما فيه... عندما تدخل محبة الله في قلب إنسان, يحدث أن يكون في القلب شئ أو أشياء من أدران هذا العالم ولكن كلما تزداد محبة الله في القلب, تتناقص بنفس القياس هذه الأدران وتطرد محبة الله كل ما في القلب من أمور العالم وحتي تنتهي جميعا ويبقي الله وحده,وتنطبق وصية تحب الله من كل قلبك مت22:37 إذن من علامات المحبة العملية,زوال محبة العالم من القلب. وفي ذلك قال معلمنا يوحنا الرسول لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم إن أحب أحد العالم, فليست فيه محبة الآب1يو2:15. هل تظنها محبة حقيقية,أن يدعي أحد بأنه يحب الله,بينما يقبض يده عن دفع العشور والبكور؟! أو يقف قلبه مترددا بين محبة الله ومحبة المال!! إن المحبة العملية نحو الله والناس, وهي أن يشرك المحتاجين في ماله حتي لو تعب بعض الشئ في تدبير أموره المادية... إن المحبة العملية تحتمل التعب لأجل من تحبه.. وهكذا نري السيد المسيح يقول لملاك كنيسة أفسس: أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك... وقد احتملت,ولك صبر,وتعبت من أجل اسمي ولم تكل رؤ2:2, 3. حقا,إن كل الذين أحبوا الله,تعبوا من أجله ووجدوا لذة في هذا التعب.ويقول القديس بولس الرسول كل واحد سيأخذ أجرته بحسب تعبه1كو3:8. ويقول أيضا في رسالته إلي العبرانيين إن الله ليس بظالم حتي ينسي عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه,إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهمعب6:10. لذلك فإن الرسول يشجع علي بذل المزيد من التعب في العمل لأجل الرب قائلا: إذن يا إخوتي الأحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين,عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب1كو15:58. وأيضا نظهر محبتنا للناس,بتعبنا لأجلهم..يعقوب أبو الآباء تعب كثيرا من أجل محبته لراحيل خدم لأجلها سنوات طويلة, قال عنها كنت في النهار يأكلني الحر, وفي الليل الجليد,وطار النوم من عيني تك31:40. ويقول الكتاب عن تلك السنوات فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها تك29:20. مثال آخر في محبة أبينا إبراهيم لابن أخيه لوط.في حرب كدر لعومر سبي لوط هو وأهل سدوم.. وهنا يقول الكتاب فأتي من نجا وأخبر إبرآم العبراني... فلما سمع إبرآم أن أخاه لوطا قد سبي,جر غلمانه المتمرنين,ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر.... واسترجع كل الأملاك,واسترجع لوطا أخاه أيضا وأملاكه,والنساء أيضا والشعب تك14:13-16 هنا المحبة العملية,فيها النخوة والشجاعة والإنقاذ. وتظهر المحبة العملية في قصة أرونة اليبوسي:حدث لما أراد داود النبي أن يشتري بيدر أرونة اليبوسي, لكي يقيم فيه مذبحا للرب,قال أرونة لدواد:فليأخذه سيدي الملك...انظر البقر للمحرقة.والدوارج وأدوات البقر حطبا.الكل دفعه أرونة المالك للملك2صم24:21-23 أراد أن يتبرع للكل من أجل حبه لله وللمذبح وللملك داود.ولكن داود النبي قال لأرونة في حكمةلا, بل أشتري منك بثمن ولا أصعد للرب إلهي محرقات مجانية...2صم 24:24. كذلك المحبة الروحية تظهر عمليا في مجالات الخدمة.. تظهر في تعب الرعاية والافتقاد والتعليم في الأسفار والسهر وحل مشاكل الناس والتعب في الإقناع,وفي الصبر. أما الذي لا يحتمل كل هذا,فلا تكون محبته عملية.أنظر إلي بولس الرسول ومحبته لملكوت الله كيف يقول:بل في كل شئ تظهر أنفسنا كخدام لله,في صبر كثير,في شدائد في ضرورات في ضيقات,في ضربات في سجون في اضطرابات,في أتعاب في أسهار في أصوام...في محبة بلا رياء...بمجد وهوان بصيت ردئ وصيت حسن2كو6:4-8.. .وهكذا كانت محبته لله وملكوته محبة عملية...ولم يكتف بأن يصلي ويقولليأت ملكوتك... إننا -كتعليم الكتاب- ننادي بالإيمان والأعمال معا..فالإيمان بدون أعمال ميتيع2:17, 20 أما الإيمان المقبول عند الله,فهو الإيمان العامل بالمحبةغل5:6.والمحبة شجرة ضخمة, لها ثمارها الكثيرة الشهية,ومن ثمارها تعرفونهامت 7:20 فما هو ثمر المحبة الذي يظهر في حياتنا العملية,من نحو علاقتنا بالله والناس؟ ما هي محبتنا العملية نحو الخطاة,ونحو المحتاجين؟ هل نحتقر هؤلاء الخطاة ونبعد عنهم أم نوبخهم وننتهرهم؟ أم نقودهم بوداعة إلي التوبة,حسبما قال الرسولإن انسيق إنسان فأخذ في زلة,فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذه بروح الوداعة ناظرا إلي نفسك لئلا تجرب أنت أيضا. احملوا بعضكم أثقال بعض غل6:1, 2. وهكذا في محبة شفع إبراهيم في سادوم تك 18 وشفع موسي في الشعب خر22. لابد من جهاد لأجل الساقطين لكي يعودوا إلي الله. كما قال داود النبي في المزمورلا أدخل إلي مسكن بيتي,ولا أصعد علي سرير فراشي,ولا أعطي لعيني نوما, ولا لأجفاني نعاسا,ولا راحة لصدغي,إلي أن أجد موضعا للرب ومسكنا لإله يعقوبمز132. لتكن محبتنا أيضا للفقراء محبة عملية..فلا نكتفي بمجرد مشاعر الإشفاق أو بإلقاء العظات وكتابة المقالات عن ذلك,وأنما نعطي حتي من أعوازنالو21:4. ولعل من أبرز الأمثلة القديس سرابيون الذي باع إنجيله وأعطي ثمنه لفقير.ورأي فقيرا آخر عريانا فأعطاه ثوبه. وعاد إلي قلايته بلا إنجيل ولا ثوب. فلما سأله تلميذه أين إنجيله؟أجاب القديس قائلا:لقد كان الإنجيل يقول ليبع كل مالك وأعطه للفقراءمت19:21 ولما لم يكن عندي شئ أملكه سوي الإنجيل,فقد بعته وأعطيت ثمنه للفقير...وتظهر المحبة العملية في الحياة الاجتماعية.. مثال ذلك راعوث التي رفضت أن تذهب إلي حماتها وحدها بعد موت ابنها. بل قالت لها:لا أتركك حيثا ذهبت أذهب,وحيثما مت أموت.شعبك شعبي, وإلهك إلهي إنما الموت هو الذي يفصل بيني وبينك را 1:16 17. وهكذا فعلت ,ولم تترك حماتها وحدها..أخيرا لعل القديس بولس الرسول قد وضع لنا برنامجا عن المحبة العملية في1كو 13 ليت الله يعطينا مجالا للتأمل في ذلك البرنامج,إن أحبت نعمته وعشنا. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5702 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كتب أحد أصفياء الله قائلاً: نحن مدعوّون لنكون أقوياء في الإيمان، فرحين في الرجاء، وكاملين في المحبّة. وقد صارت لنا هذه الوصيَّة من خلال القدِّيس بولس القائل: "البسوا ترس الإيمان وخوذة الرجاء، ولكن على جميع هذه البسوا المحبّة التي هي رباط الكمال" (قولسي 3/14). وقال الرسول يوحنّا في رسالته الأُولى: "الله محبّة ومَن يثبت في المحبّة يثبت في الله والله فيه" (4/16). ثمّ يؤكّد فيلسوف النصرانيَّة بقوله: " أمّا الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبّة. هذه الثلاثة ولكن أعظمهنّ, المحبّة (1قور13/13). لأنّه مهما كان الإيمان والرجاء عظيمين، فالمحبّة أعظم. الإيمان بدون المحبّة بارد، والرجاء بدون المحبّة عابس". عظمة المحبّة إنّ المحبّة أسمى الفضائل، وأثمن عطايا الله التي يسكبها على القلوب بالروح القُدُس (رومية 5/5). فهي أفضل من جميع المواهب، وأسمى من النبوّة والعِلم. بل امتازت عن الإيمان والرجاء لأنّ الله محبّة، فالإيمان لا يثمر إلاّ بقوّة المحبّة، والرجاء لن يتحقّق لأولئك الذين أقفرت قلوبهم من روح المحبّة. أجل, المحبّة هي القوّة الواقية من الشرور. فالذين يعيشون في المحبّة تكون لهم سوراً حَصيناً وواقياً من شرور الخطيئة، وسياجاً حافظاً من الآثام والموبقات. فلا تستطيع الخطيئة أن تستعبدهم.. المحبّة نار ملتهبة تحرق أشواك الرذيلة. فلا تفسد قلوب المؤمنين وتعطّل نفوسهم عن الخدمة. فتحرم حياتهم من ثمار البِرّ. قال السيّد المسيح: "إن أَحبّني أحدٌ حفظ كلامي". ولعلّه في قوله هذا لَم يقصد أن يعلّمنا أنّ برهان المحبّة هو حفظ وصاياه فقط ولكنّه أراد أيضاً أن نعرف أنّ حفظ وصايا الله هو ثمرة مباركة للمحبّة، ثمرة طبيعيَّة، لشجرة المحبّة الوارفة الظلال. فالمحبّة تمنح المؤمنين نقاوة القلب وطهارة الضمير وقداسة السيرة. وأحبّاء الربّ يبغضون الشرور. كما أنّ نُور المحبّة الباهر يبدّد ظلمات الخطيئة ويجعلها تندحر وتتوارى إلى الأبد. يصرّح القدِّيس بولس قائلاً: "المحبّة تتأنّى وترفق، المحبّة لا تحسد ولا تظنّ السوء ولا تفرح بالإثم. بل تفرح بالحقّ وتحتمل كلّ شيء وتصدّق كلّ شيء وترجو كلّ شيء، وتصبر على كلّ شيء، المحبّة لا تسقط أبداً" (1قور 13/4-8). كنيسة أفسس مثال المحبّة الصادقة نقرأ في رسالة مار بولس إلى أهل أفسس. كيف سادت المحبّة على كنيسة أفسس كما هو ظاهر من شهادة الرسول عنها قائلاً: "سمعت بإيمانكم بالربّ يسوع المسيح ومحبّتكم نحو جميع القدِّيسين" (أفسس 1/15). وكانت تلك المحبّة ولا شكّ صدى لمحبّة المسيح التي ينطبق عليها وصف الحاكم سليمان "المحبّة قويَّة كالموت قاسية كالهاوية. لهيبها لهيب نار لظى الربّ بسيول كثيرة لا تطفىء المحبّة والمياه لا تغمرها. لو أعطى الإنسان كلّ ثروة بيته بدل المحبّة تحتقر احتقاراً" (نشيد الأنشاد 8/6و7). لقد قبلت الكنيسة في أفسس دعوة الله الغنيّ في الرحمة والذي في محبّته الكثيرة التي أحبّهم بها اختارهم ليكونوا قدِّيسين وبلا لوم أمامه في المحبّة. ومن ثمّ امتلكت المحبّة تلك القلوب. فعاشت الكنيسة زمناً في فرح المحبّة، وقوّة المحبّة، وسلام المحبّة، ونقاوة المحبّة، وثمار المحبّة. وكم أتمنّى على الكنيسة الجامعة المقدَّسة أن تتّخذ من كنيسة أفسس نبراساً لها في خضمّ هذا العالَم المضطرب، بالأحقاد والشرور والحروب والمنازعات لأنّه خالٍ من المحبّة... ثبات المحبّة نعم, المحبّة لا تسقط أبداً كما قال الرسول بولس. صحيح إنّنا قد نمرّ أحياناً في ظروف غير ملائمة نعيش فيها مع بعض المستهزئين. فيضعف ولاؤنا للربّ، كما كانت الحال مع الابن الضالّ. "ولكن لا توجد وسيلة ولا قوّة تستطيع أن تفصلنا عن محبّة المسيح" (رومية 8/35). مؤمن كان طريح الفراش يعاني من آلام المرض وأوجاعه وحوله مجموعة من الأهل والأصدقاء يصلّون لأجله. فقال أحدهم: "يا ربّ اشفِ أخانا فأنت تعلم كَم هو يحبّك". فقاطعه المريض قائلاً: "لا تصلِّ هكذا يا أخي, فليست محبّتنا الضعيفة هي التي تُعطينا نِعَمَ الله. بل حبّه الكامل يعطينا كلّ شيء". فاستدرك المصلّي وقال: إذاً, لأردّد طلبة الرسول بولس من أجل أهل تسالونيقي "والربُّ يهدي قُلوبَكم إلى محبّة الله وإلى صبر المسيح" (2تسالونيقي 3/5). ونعود إلى كنيسة أفسس حين كانت تنمو في إدراك محبّة الله التي لا تدرك. وتتطلّع كأهل بيت الله ? إلى المحبّة الإلـهيَّة التي غمرتها، وتحاول مع جميع القدِّيسين أن تعرف العرض والطول والعمق والعلوّ لمحبّة المسيح الفائقة المعرفة. كانت كنيسة القدِّيسين: محبّتها ثابتة وقويَّة في المسيح له المجد. ويتحدّث الرسول يوحنّا في سِفْر الرؤيا وهو يكتب إلى ملاك كنيسة أفسس قائلاً: "لكن عندي عليك أنّك تركت محبّتك الأُولى" (رؤيا 2/4). محبّتك الأُولى التي كانت تقودك لتُكثر ثمار بِرّك لمجد الله وحمده. فتنفق وتنفق من أجلي، تلك المحبّة التي ملأت القلوب فرحاً وقوّةً وثباتاً وسلاماً. لقد تركت محبّتك الأُولى، وبالتالي تركت كلّ هذه البَرَكات. كانت لك جميعاً ولكنّك قد أهملتها. طرحتها عنك.. فما أكبر الخسارة التي لا يُدركها إلاّ مَن تَذوّق ثمار المحبّة الشهيَّة! وكما أنّ هذا الكلام موجّه إلى ملاك كنيسة أفسس فهو موجّه إلى كلّ مؤمن. حيث يقول لنا الربّ: ما عادت محبّتك في قوّتها الأُولى في هذا العصر الرديء. ما عادت محبّتك المحبّة النقيَّة التي تحفظك من أَن تشترك في أعمال الظلمة غير المثمرة. ما عادت محبّتك المحبّة التي تحملك على تجنّب الآثام والشرور والمعاصي. هذا موجّه إلى كنيسة أفسس وملاك كنيسة أفسس، وإلى كلّ مَن تركوا محبّتهم الأُولى للربّ وتزعزعت أركانها حتّى الحضيض... الربّ يسوع يعتب علينا هذا هو عتاب الربّ يسوع القدّوس البارّ الذي انفصل عن الخطأة وصار عرشه في أعلى السموات. هو عتاب يسوع الذي عيناه أطهر من أن تنظرا إلى الشرور وإلى السالكين في دياجير الظلام، والمنحدرين في أعمق أعماق الهاوية... أخي المؤمن: لنقف قليلاً ونتأمّل. ما هو تأثير هذا العتب فينا؟ لننظر إلى نفوسنا ونمتحن ذواتنا، لنجرّب ألاّ تستوعب حياتنا مثل هذا العتاب! ألا تستحقّ عواطفنا الفاترة أو الباردة مثل هذا اللوم، أو مثل هذا العتاب من ربّنا وفادينا يسوع؟.. لقد كانت لنا جميعاً أيّام، اختبرنا فيها سلام الله الذي يفوق كلّ عقل. فأين نحن وهذا السلام الآن؟ لقد كانت لنا أيّام شعرنا فيها بغبطة الغفران وبهجة الخلاص وسلام التبرير. فأين نحن وهذه الحالة؟ أنستطيع اليوم أن نترنّم مع الرسول كما ترنّمنا فيما مضى من الأيّام "إذ قد تبرّرنا بالإيمان فلنا سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح. الذي به أيضاً قد صار لنا الدخول بالإيمان إلى هذه النِعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله" (رومية 5/1-2). هل نستطيع اليوم أن نهتف مع الرسول قائلين: إنّ الخطيئة لن تسودنا لأنّنا لسنا تحت الناموس بل تحت النِعمة "وإنّ الناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقنا من ناموس الخطيئة والموت". ولكن لماذا نعجز عن الهتاف بهذه الاختبارات الآن؟ لقد كانت محبّة الله تملأ قلوبنا، وكانت حياتنا حياة الحرّيَّة الروحيَّة، حياة الإيمان المفعمة بمحبّة الربّ يسوع. أمّا الآن وقد فرّطنا بهذه المحبّة وأضعناها وتركناها وأهملناها. فما عاد لحياتنا مثل هذه الاختبارات الروحيَّة المباركة... قيل عن شمشون: "وفارقته قوّته لأنّ الربّ كان قد فارقه" (1صموئيل 28/15). هكذا نُزع عنّا فرحنا، وفقدنا سلامنا، وخسرنا قوّتنا، وتعرّينا من نقاوتنا وطهارتنا وعطايانا التي يعبّر عنها الكتاب المقدَّس... ما أحوجنا إلى الجلوس عند أعتاب الصليب. لنتأمّل في محبّة الله الآب الذي لم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله لأجل البَشَريَّة جمعاء. بل سُرَّ أن يسحقه بالحزن, إذ جعل نفسه ذبيحة إثم وهو الذي لم يعرف خطيئة, لكي يجعلنا "كنيسة مجيدة لا دَنَس فيها بل تكون مقدَّسة وبلا عيب" (أفسس 5/27). لعلَّ تأمّلنا في هذه المحبّة يجذب قلوبنا إلى المسيح, فنستجيب لمحبّته ونُملّكه على قلوبنا ونفوسنا وضمائرنا... ولنصلِّ كما صلّى أحد رجال الإيمان فقال: "يا ربّ أعطني قلباً من لحم (نحو المساكين والمحتاجين), يا ربّ أعطني قلباً من حديد وفولاذ (نحو الخطيئة)، يا ربّ أعطني قلباً من نار (ليلتهب بمحبّة المسيح) الذي أحبّنا ووضع نفسه عنّا معانقاً راية الصليب حتّى الموت، وقيامته المجيدة، وصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب في المجد الأبديّ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5703 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس يوحنا الذهبي الفم ![]() 1 - " يقضي العدلُ في ممارسة المحبّة، أن نفضّلَ الضعفاءَ على من هم أقلّ ضعفاً، الشيوخَ على الشباب، المُعدومين على المالكين شيئاً، المُعاقين المرذولين عادةً من الناس على الذين نحبّهم…" 2 - " من المفيد أن نسأل لماذا شوهد لعازر في أحضان ابراهيم بدل أي شخص صدّيق آخر؟ هذا لأن ابراهيم كان يمارس الضيافةَ… كان يستقبل المسافرين ويُدخلهم خيمته… كان يراقب الغرباء العابرين جالساً أمام خيمته وكصيّاد يرمي شبكةً في البحر ويُخرج السمكَ وأحياناً الذهبَ واللآلئ، هكذا كان ابراهيم يصطاد أناساً في شباكه، فوُجد في النهاية مضيفاً الملائكة دون أن يعلم. هذا ما قاله الرسول بولس: " لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" ( عب 13 : 2 ). ما أجمل هذه الآية! فإنه لو عرف هويّة زائريه لما كان العجب في نخوة ضيافته. ما يجعله ممدوحاً أنّه لم يكن يعلم من هم المسافرون. اعتبرهم أناساً عاديّين فاستقبلهم بمحبّة قلبيّة كبيرة… هذا ما كان الربّ يقوله أيضاً: " كلّ ما فعلتموه بأخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه" ( متى 25 : 45 ) وقال أيضاً: " هكذا ليست مشيئةً أمام أبيكم الذي في السماوات أن يهلك أحد هؤلاء الصغار" ( متى 18 : 14 ). " ومن أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلّق في عنقه حجر الرّحى ويُغرق في لجّة البحر" ( متى 18 : 6 ). في كلّ ظرف كان الرب يسوع المسيح، من خلال تعاليمه وحياته، يهتمّ بالصغار والودعاء. كان إبراهيم ممتلئاً من هذه الفكرة. لذا لم يكن ليفحص من أين جاء المسافرون كما نعمل عادةً. من نوى الإحسان عليه ألاّ يبحث في سيرة حياة الفقير المعوز. عليه فقط أن يلبّي حاجته ويسعفَ عوزَه. الحاجة الضروريّة والعوز ضمانتا الفقير الوحيدتان، لا تطلبوا منه أكثر من ذلك. إن كان أسوأ البشر ووُجد جائعاً فأطعمْه. هذا هو الواجب الذي يمليه علينا يسوع المسيح بقوله: " لكي تتشبّهوا بأبيكم الذي في السماوات فإنه يُشرق شمسَه على الأشرار والصالحين ويُمطر على الأبرار والظالمين". ( متى 5 : 45 ). رجل الرحمة ميناء للمعوزين. والميناء يستقبل كلَّ من كانت العاصفة تتهددّه أكان صالحاً أم شريراً… تشبّهوا إذاً بإبراهيم أبي الآباء وبأيوب الصدّيق القائل: " بابي كان مفتوحاً على الدوام لكلّ ضيف آتٍ إليّ الكلّ كان بوسعه أن يعبرَ منه…" ( أيوب 31 : 32 ) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5704 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من اقوال القديس يوحنا الذهبي الفم عن المحبة ![]() 3 - " … قيمة الإحسان المادي ليست في كميّته بل في النيّة التي ترافقه. أرملة الإنجيل لم تعطِ سوى فلسين وقد فاق عطاؤها على كلّ التقدمات الأخرى. أرملة أخرى مع قليل من الطحين والزيت أضافت النبيََ الإلهي. هكذا لم يكن الفقر ليشكّل عقبةً للواحدة ولا للأخرى". 4 - " لا يطلب الرسول بولس من الأرملة أن تكتفي بالإحسان بل قال " هل غسلتِ أرجل القدّيسين؟ " 1تيمو 5 : 10). تفكّر بمن كان يغسل أرجلَ التلاميذ. لقد غسلَ حتى أرجل الخائن. هذا لكي لا تدينوا حالةَ السوء في الذي يتقدّم إليكم محتاجاً. لو أعانكم أحدٌ في قضاياكم العالمية أمام العدالة وفي أي ظرف آخر، لأسرعتم واستقبلتموه بحفاوة وخدمتموه. ان رأيتم المسيحَ يأتي إليكم لمَ تترددّون في خدمته؟ إن كنتم لا ترون المسيح في الغريب فلا تستقبلوه. أماّ إن كنتم ترونه فلا تخجلوا من غسل أرجل الربّ يسوع… لا تتردّدوا في غسل أرجل الغرباء لأن أيديكم سوف تتقدّس بمثل هذه الخدمة…" 5 – " … تقولون لي إني أهاجم الأغنياء؟ كلاّ أني فقط أهاجم أولئك الذين يسيئون استعمالَ الغنى. لا أتّهم الغنيَّ بل السارق… أنت تملك شيئاً فأنا لا أخاصمك عليه. أنت تستغلّ ملكَ الآخرين. عندئذ لا يمكن السكوتَ عن هذا الأمر… الأغنياء أولادي وكذلك الفقراء. لهم أصلٌ واحدٌ وآلام ولادةٍ واحدةٍ…" 6 – أنت مجرّد وكيل على أموالك ( الملك والسيّد هو الله وحده) كما هو المدير والمدبّر لأملاكك الكنسية. لا يستطيع هذا الأخير أن يتصرّف بأملاك الكنيسة كما يحلو له. أنت كذلك لأن المالَ الذي بحوزتك، حتى عن طريق الوراثة، يبقى ملكَ الله… هو أيضاً ملك الفقراء حتى ولو كنتَ قد اقتنيته بعرق جبينك… العناية الإلهية أودعته إياّكَ لكي تصرفه لمجد الله". 7 – " انظروا إلى هذه الحقيقة أنتم الذين تستصعبون الإحسان. انظروا أنتم الذين تخسرون أموالكم حين تريدون الحفاظَ عليها. أنتم لا تملكون أكثر ممّا يملكه الأغنياء في الأحلام. أموال هذه الدنيا كلّها أحلام. أولئك الذين يحلمون بالأموال الكثيرة يصبحون في اليقظة أفقرَ البشر. كذلك كل من اقتنى أموالاً كثيرة في هذا العالم ولا يستطيع أن يحمل منها شيئاً في العالم الآخر، هو أيضاً أفقر البشر لأنه غنيٌّ على الأرض كما في حلم. إن كنت تريد أن تُظهرَ لي غنيّاً حقيقيّاً فأظهره لي عند خروجه من هذه الدنيا، لأني في هذا العالم لا أستطيع تمييزَ الغني عن الفقير". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5705 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبّة الخطأة ![]() 1 –لا تسخط على أولئك الخطأة الضالين. إبحثْ في أمورهم بهدوء. ليس شيء أقوى من الاعتدال واللطف. هذا ما ينصح به الرسول بولس بقوله: " وعبد الرب لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع" (2تيمو 2 : 24 ). علينا إذاً أن نكون ودعاءَ ليس فقط مع إخوتنا بل أيضاً مع جميع الناس. " بقدر استطاعتكم سالموا كلَّ الناس" ( رو 12 : 18 ) 2 – " أوصيكم أن تكونوا طيّبين مع الذين خرجوا عنكم (أهل البدع)، قاربوهم بكلام لطيف… الجراح الساخنة تخشى مرورَ اليد عليها لذا يستخدم الأطباء إسفَنْجَةً ناعمة لغسل مثلِ هذه الجراح. هي نفوسٌ مجروحة مسمومة مدمّاة. لنتشبه بالذي يستخدم لها إسفنجية ناعمة مبلولة بالماء الصافي… أيقابلون عنايتكم بالإهانات وحتى بالضربات؟… مهما فعلوا، أنت أيها الحبيب لا تتخلَّ عن هدف علاجك لهم إنّه سبب آخر لمزيد من الشفقة عليهم…" 3 – " هؤلاء الضالون قابعون في لجّة الإلحاد. لا نكوننّ غيرَ مبالين لحالتهم. لا تقسّوا قلوبكم أمام هذا المشهد المحزن… السامري لم يقل أين الكهنة واللاويّون وأطباء اليهود؟… لقد استغلّ الفرصة السانحة ليُسرعَ ويخطف الطريدة النادرة… أنتم أيضاً عندما ترون إنساناً مريضاً في نفسه وفي جسده، تمثّلوا بالسامري تَجِدوا في عنايتكم للخاطئ والغريب المحتاج كنزاً فريداً. اسكبوا عليه الزيتَ المليّن، الكلمةَ الصالحة. تصيّدوه بمحبّتكم، اشفوه بطول أناتكم، يُغنيكم أكثر من الكنز. " من يُخرج الذهب من الرصاص يصبح كفم الله طاهراً مقدّساً كفم الله". 4– " … علّموا بلطافة أولئك الحائدين عن الحق. هذا لكي تحثّوهم على التوبة والخروج من مكائد الشرّير… " ( 2تيمو 2 : 25 – 26 ). أظهروا أنكم مستعدّون لنقل ما عندكم من الخير… إن سمعكم هذا الذي انحرف يشفى ( حز 3 : 21 ). هكذا تكونون قد أنقذتم نفساً. إن حدث وأصرّ على خطيئة وبّخوه بلطافة… لا تحقدوا عليه، عاملوه بمحبّة. " هكذا يعرفون أنكم تلاميذي بمحبتكم بعضكم لبعض." ( يو 13 : 35). " إن كانت لي نبوّة وأعلم جميع الأسرار وكلَّ علم وان كان لي كلُّ الإيمان حتى أنقلَ الجبال ولكن ليس لي محبّة فلستُ شيئاً" (1كور 13 : 2 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5706 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() محبّة الخطأة ![]() 5 – " … أسمع كثيرين يقولون لي: أنا لا أشعر بأيّ حقد تجاه الذين أساؤوا إليّ. لا يطلب منك اللهُ أن لا يكون لك علاقة معهم، يطلب بالأحرى أن يكون لك علاقةٌ كبيرة، لذلك هو يدعو عدوَّك " أخاك ". لا يقول فقط سامح أخاك إن أساء إليك بل يقول: " اذهبْ أوّلاً واصطلح مع أخيك" ( متى 5 : 24 ). إن كان هناك شيءٌ ضدّك لا تنسحب قبل أن تُعيد الوحدة بينكما". 6 – " الله طيّبٌ تجاه كلّ الناس. وهو طيّب بصورة خاصة تجاه الخطأة. أتودّون سماعَ قولٍ غريب؟ … يظهر الله قاسياً على الصدّيقين في حين لا يكنّ للخاطئ إلاّ كلَّ مودّة ورحمة. يقول عن الذي وقع: " هل الذي وقع لا يقوم؟ هل الذي انحرف عن الدرب القويم لا يعود فيجده؟" ( ارميا 8 : 4 ). " عودوا إليّ أعود إليكم" (زخريا 1 : 3). وفي موضع آخر بداعي محبّته الكبرى يُقسم بأنه سوف ينقذ الخاطئ والتائبَ. يقول: " طالما حييتُ يقول الربّ لا أريد موتَ الخاطئ إلى أن يعودَ ويحيا" ( خر 33 : 11 ). 7 – " … كيف تنتظرون الرحمةَ والمسامحةَ من الله عندما لا يرى منكم الإخوة الصغار سوى القساوة والعتوّ…؟ أأساء إليك أخوك؟ أنت أيضاً أسأتَ إلى الله مراراً. ربّما أساء أخوك بعد الإساءة إليه. لمن أنت أسأتَ؟ إلى الله الذي يغدق عليك خيراته ليلاً نهاراً ولم يسئ إليك ابداً…" 8 – " سقط العبد على قدميه وقال له: " اصبر عليّ قليلاً وأنا أوفي لك الدينَ كلّه"… العبد يتوسل عارياً ويلتمس الشفقةَ من سيّده. ونحن أيضاً في صلواتنا لا نيأسنّ أبداً. إن كان ليس لكم ثقة بإنسان فقابلوه مع ذلك ولا تخافوه… أَبعِدوا عنكم كلَّ فكرة لليأس. لنهرع إلى الله دائماً ونصلِّ له كما فعل ذلك العبدُ. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5707 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() محبّة الصغار محبّة الفقراء، محبّة الخطأة 9 – " تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوتَ المعدَّ لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعتُ فأطعمتموني. عطشتُ فسقيتموني. كنتُ غريباً فآويتموني. عرياناً فكسوتموني. مريضاً فزرتموني. محبوساً فأتيتم إليّ… الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه". ( متى 25 : 34 - 40 ) " لتثبت المحبّة الأخوية. لا تنسوا إضافة الغرباء لأن بها أضاف أناسٌ ملائكةً وهم لا يدرون. اذكروا المقيّدين كأنكم مُقَيَّدون معهم والمُذَلّين كأنكم أنتم أيضاً في الجسد… لتكن سيرتكم خاليةً من محبّة المال. كونوا مكتفين بما عندكم" ( عب 13 : 1 – 5 ). " أماّ أنا فأقول لكم أحبوا أعداءَكم… صلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم لكي تكونوا أبناءَ أبيكم الذي في السماوات. فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين، فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كاملٌ" (متى 5: 34 – 48 ) من أجل الفقراء (1كور 16 : 2 – 4 ) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5708 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دعوة إالى الإحسان ![]() اليوم أناشدكم قولاً مسيحياً نافعاً للنفس. الموضوع يدور حول الفقراء الساكنين في مدينتكم. لقد اندفعتُ في كلامي هذا من مشهد محزنٍ رأيته. عبرتُ السوق والطرقَ الضيّقة قبل أن أجتمع بكم فرأيتُ أناساً مرميّين بعلل متنوعة. لذا وجدتُ من المفيد أن أحدّثكم عنهم. الكلام في الإحسان مفيد في كلّ وقت ونحن كلّنا بحاجة إلى رحمة الله خالقنا لا سيّما في هذه الأيام التي يزداد فيها البرد. في زمن الصيف يجد الفقراء تعزية الطبيعة ودِفأها. العراة يكتفون، بدلاً عن اللباس، بأشعة الشمس. يستطيعون النوم ملتحفين الأرض. يشربون الماء من النبع ويقتاتون العشب والثمار المتوفّرة. يجد الفقراء أيضاً في وقت الصيف مجالاً للعمل في ورش الأبنية، في الزراعة وفي عمل سفن البحر. أماّ في أوان الشتاء فهم محارَبون من كلّ جهة: الجوع يتآكل أحشاءهم من الداخل والبرد يُميت أجسادهم من الخارج. يحتاجون إلى مزيد من الطعام، من اللباس، من سقف ولحف وأحذية وأشياء أخرى. لا يجدون عملاً يعملونه في الوقت الصعب. لذا علينا في مثل هذه الحالة أن نمدّ يدَ العون والإحسان إليهم. لنذكر ما فعله بولس الرسول من أجلهم: " فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأماّ هم فللختان غير أن نذكر الفقراء. وهذا عينه كنتُ اعتنيت أن أفعله" (غلا 2 : 9-10). يذكر الرسول الفقراء في كلّ رسالة كتبها مع ضرورة الإحسان إليهم. تكلّم مثلاً عن القيامة ثم انتقل إلى موضوع إعانة فقراء أورشليم قال: " واماّ من جهة الجمع إلى القدّيسين فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضاً. في كلّ أول أسبوع ( أي نهار الأحد ) ليضع كلّ واحد منكم ما عنده …ومتى حضرتُ فالذين تستحسنونهم أرسلهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم" ( 1كور 16: 1-3 ). لاحظ كيف استغل الرسول المناسبة ليفتح لهم مثلَ هذا الموضوع. بعد أن ذكرّهم بالدينونة المستقبلة وبالحياة الأبدية يُدخلهم إلى هذا الموضوع بحيث أن السامع الذي حُمل بمثلِ هذه الرجاءات المستقبلة وأصبح كلّه عطيّة للآخر، يقتبل نصيحة الرسول مدفوعاً من بخوف الدينونة واكتساب الرجاءات الصالحة. كلّ من يؤخذ بالقيامة وحياة الآخرة، لا يعود يعتبر الغنى شيئاً ذا قيمة ولا الذهب ولا الفضة، لا اللباس ولا الرفاهية. حينئذ يفكرّ أكثر بالفقراء وبإعانتهم. تكلّم الرسول لا عن الفقراء بل عن " القدّيسين " ليحثَّ القراّء على الإعجاب بالفقراء عندما يكونون مؤمنين والتحفظ من الأغنياء عندما يزدرون الفضيلة. لقد دعا مثلاً نيرون " سرَّ الإثم " بقوله: " لأن سرّ الإثم الآن يعمل فقط" ( 2 تسا 2: 7 ). في حين يدعو الفقراء المؤمنين " قدّيسين ". |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5709 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() من هم الفقراء والقديسون ![]() لنتساءل من هم هؤلاء القديّسون؟ يذكرهم الرسول في مكان آخر "ولكن الآن أنا ذاهبٌ إلى أورشليم لأخدمَ القديّسين" (رو 15: 25 ). وفي أعمال الرسل في أوان المجاعة يذكر لوقا هؤلاء القديّسين قائلاً: " فحتم التلاميذ حسبما تيسّر لكلّ منهم أن يُرسل كلّ واحد شيئاً خدمةً إلى الأخوة الساكنين في أورشليم" ( أع 11 : 29 ). وكما ذكرنا سابقاً عن الرسول بولس: " غير أن نذكر الفقراء. وهذا عينه كنتُ اعتنيتُ أن أفعله" ( غلا 2 : 10 ). لقد توزّع الرسل للبشارة: الرسول بولس للوثنين وبطرس لليهود وتمّ الاتفاق على أن هذا التوزيع لا يسري على الفقراء. لأنهم جميعاً اعتنوا بفقراء أورشليم المسيحيين القديّسن فيما بين اليهود. من هم إذاً هؤلاء "الفقراء القديّسون" المذكورون في رومية وغلاطية الذين طلب الرسول المساعدة لهم من أهل مكدونيا؟ هم الفقراء اليهود الساكنون في أورشليم. لكن لماذا يهتم الرسول بهم بشكل خاص؟ ألم يكن في كلّ مدينة فقراء؟ لماذا يطلب من الجميع الاهتمامَ بهم؟ الأمر ليس صدفة! عندما كان رؤساء الكهنة اليهود يصرخون " ليس لنا ملكٌ إلاّ قيصر" ( يو 19 : 15 ) كانوا مضطرين لدفع الجزية لقيصر في حين كانوا يحاكمون الشعب بموجب قوانينهم الخاصة. رجموا استفانوس من دون محاكمة، قتلوا يعقوب أخا الرب من دون الرجوع إلى الرومان، صلبوا المسيح في حين برّره الحاكم الرومانيّ من التهم. سألوا مرّة يسوع " أيجدر إعطاء الجزية لقيصر أم لا؟" ( متى 22 : 17) فأجابهم يسوع بعد رؤية العملة " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ( متى 22 : 21 ). كلّ ذلك يدل على أن اليهود المسيحيين كابدوا عذابات جمّة أشدّ من عذابات المسيحيين في مدن أخرى، لأنه في أماكن أخرى كانت تجري المحاكمات من دون أن يذوق المسيحيوّن عذابات شديدة. يبدو أن مثل هذه العذابات كانت يجري في اليهودية بسماح من الرومان ضدّ الذين اعتنقوا الدينَ المسيحي. هكذا جلدوا بولس مراّت عديدة. يذكر الرسول نفسُه ذلك: " من اليهود خمس مراّت قبلتُ أربعين جلدةً إلاّ واحدة. ثلاث مراّت ضُربتُ بالعصي، مرّة رُجمتُ" ( 2كو 11 : 24 – 25 ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 5710 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يكتب بولس أيضاً إلى العبرانيين ![]() " ولكن تذكرّوا الأيامَ السالفة التي فيها بعدما أُنرتم صبرتم على مجاهدة آلام كثيرة. من جهة مشهورين بتعيرات وضيقات ومن جهة صائرين شركاءَ الذين تُصرّف فيهم هكذا. لأنكم رثيتم لقيودي أيضاً وقبلتم سلبَ أموالكم بفرح عالمين في أنفسكم أن لكم مالاً افضل في السماوات وباقياً " ( عب 10 : 32 – 34 ). وعندما حثّ أهل تسالونيكي ذكر الفقراء اليهود: " فإنكم أيها الأخوة صرتم متمثّلين بكنائس الله التي هي في اليهودية في المسيح يسوع لأنكم تألمّتم أنتم أيضاً من أهل عشيرتكم تلك الآلام عينها كما هم أيضاً من اليهود" ( 1تس 2 : 14 ). إذاً اضطُهد المسيحيون اليهود2 أكثر من غيرهم. لذلك يذهب بولس إلى دعوة الإخوة من كلّ مكان لإعانتهم. نفهم بعد هذا كلّه كيف يحثّ هنا الكورنثيين على إعانة فقراء أورشليم القديّسين: " أماّ من جهة الجمع لأجل القديّسين فكما أَوْصَيْتُ كنائسَ غلاطية هكذا افعلوا أنتم أيضاً" ( 1كور 16 : 1 ). 3 – لماذا يذكر كنائسَ غلاطية؟ لكي يتقبلوا النصيحة بحماس كبير وينافسوا أهلَ غلاطية في العطاء. ثم يقول: " في كلّ أوّل أسبوع ( أي كلّ نهار أحد ) ليضع كلُّ واحد منكم ما عنده، خازناً ما تيسّر حتى إذا جئتُ لا يكون جمعٌ حينئذ" ( 1كور 16 : 2). في مثل هذا اليوم يتوقّف المسيحي عن أشغاله فينصرف أكثر إلى عمل الخير. أنظر كم من الخيرات حصلتَ عليها في مثل هذا اليوم، يوم عيد تجديد مولد الطبيعة الإنسانية بأسرها، حين جُعل الإنسان لا يموت مع المسيح القائم من بيت الأموات. اليوم هو الوقت المناسب لا لتسكروا وترقصوا3، بل لدعم إخوتكم الفقراء المحتاجين، المعذّبين والقديّسين. أقول ذلك كله لتعليمكم. هذه الأقوال لم تُعطَ فقط للكورنثيين بل لكلّ واحد منّا. فليخزّن كلّ واحد منّا ما تيسّر من المال في يوم الرب يوم الأحد من أجل الفقراء. ولتصر لكم عادةً متّبعة باستمرار وذلك على الرغم من كلّ الحاجات الضرورية. الوصيّة تتوجّه ليس فقط إلى الأغنياء بل إلى الفقراء أيضاً إذ يقول: " ليضع كلّ واحد منكم" تتوجّه إذاً إلى الأحرار والعبيد، إلى الرجال والنساء. حتى ولو كنتَ فقيراً جداً لن تسبقَ تلك الأرملة التي أعطت ثروتها كلّها، ولا أرملة صرفت صيدا التي لم يمنعها فقرها من استضافة النبي. لكن لماذا قال أيضاً " خازناً ما تيسّر " أي جامعاً شيئاً فشيئاً ما عنده حتى لا يخجل عند تقدمته إياّه. ولم يقل " جامعاً " بل "خازناً " كمثل كنز حتى تعلم أن هذه النفقة هي بمثابة كنز لأنه موردٌ ثمين وكنزٌ في السماء تقتنيه… 4 –فليكن كلّ بيت كنيسةً تحتوي على خزانة للفقراء، هذا يشكّل سلاحاً ضدّ الشياطين يحفظ البيت من الشرور أكثر من عدد كبير من الجنود. وأضاف " ما تيسّر" لا من أجل الفقراء فحسب بل فائدة تذهب إلى المحسنين أنفسهم، خصوصاً عندما يُعطون بفرح. لأن الرسول يقول في مكان آخر: " كلّ واحد كما ينوي ليس عن حزن واضطرار. لأن المُعطي المسرور يُحبّه الله" ( 2كور 9 : 7 ). الذي يودّ توزيع خيراته للفقراء فليفعل ببساطة مبعداً كلّ داعٍ للافتخار. من أئْتُمِنَ على عمل خيّر ليفعلْه بنشاط دون كسل " أماّ المُعطي فبسخاء" ( رو 12 : 8 ). أنت تُعطي بفرح فتأخذ أكثر مماّ تعطي. فأعطِ دائماً باهتمام، بحماس، بفرح باستعداد طيّب. ينصح أوّلاً أن يكون العطاء من المدينة كلّها. والتقدمة ليست "للفقراء" بل " للقديّسين"، بالاشتراك مع أهل غلاطية والكنائس الأخرى. ليُجمع الكنزُ شيئاً فشيئاً حتى يُصبح عادةً، بحريّة وبمقدار استطاعة كلّ واحد. ويُضيف " ومتى حضرتُ فالذين تستحسنونهم أُرسلهم برسائل ليحملوا إحسانكم إلى أورشليم. وإن كان يستحق أن أذهب أنا أيضاً فسيذهبون معي" ( 1كور 16 : 3 – 4 ). لاحظ التواضع والمحبّة الفائضة لأنه اقترح أن ينتخبوا هم المرسلين ليحملوا الإحسانات إلى أورشليم. |
||||