![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 56791 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القديس الأنبا أنطونيوس مثلًا، لا نذكره فقط في عيده، إنما يذكر في مجمع الآباء في كل قداسات الكنيسة. وليس فقط في القداسات، إنما أيضا في تسبحه نصف الليل كل يوم في الأبصلمودية، نذكره مع آبائنا جميعا.. نحن لا ننسى آباءنا أبدا،مهما نسى الغير آباءهم وأجدادهم. أنها كنيسة تتسم بالوفاء وحب الآباء. وفى ذكرنا للقديسين وإكرامنا لهم، إنما نعلن إيماننا بالأبدية، وبأن الحياة لا تنتهي بالموت، وإنما لها امتداد بعد الموت.. لولا شعور كل واحد منا، بأن الأنبا أنطونيوس لا يزال حيًا يشفع فينا ويشعر بنا، ما كنا نحتفل به الآن، ونردد له الألحان..! أنحتفل بحفنة تراب؟ كلا،بل بحياة. إننا نحتفل بكائن حي، نثق بأن حياته مستمرة، في الأبدية. وهذا يعطينا أيضا ثقة، بأن حياتنا ستبقى مثل آبائنا.. وفى إكرامنا للقديسين، إنما أيضا نكرم الفضيلة، التي عاشوها. الذين يكرمون رجال العلم، إنما يكرمون العلم أيضًا.. والذين يكرمون الأبطال، إنما يكرمون البطولة فيهم، والذين يكرمون الأذكياء، إنما يكرمون الذكاء ضمنا. كذلك الذين يحبون القديسين ويكرمونهم، إنما يحبون القداسة فيهم ويكرمونها.. نحن نحب القديسين، لأن في حياتهم صفات نحبها. والكنيسة في إكرامها للقديسين، إنما تكرم صفات القداسة في أشخاصهم. حينما نقرأ كتابا روحيا، نطلع على مبادئ وأفكار روحية. أما في حياة القديسين، فنرى المبادئ الروحية ممثلة عمليًا. ونثق أن الفضائل ليست أمورا نظرية، بل هي واقع ملموس، فنطمئن ونثق أن طريق الكمال ممكن التنفيذ... وحياة قديس كالأنبا أنطونيوس تعلمنا أشياء كثيرة. تعطينا فكرة كيف أن الإنسان يمكنه أن يكتفي بالله، ومعه لا يحتاج إلى آخر، ولا يعوزه شيء. بحيث يستطيع أن يترك الكل من أجل الرب، الذي يصير له الكل في الكل. وتعلمنا سيرته أيضًا، كيف يمكن أن الإنسان يجلس وحده، فلا يمل ولا يسأم ولا يضجر، لأن قلبه مع الله في كل حين شبعان بالرب.. تعطينا حياته مثالا عمليا عن الصداقة مع الله، والعشرة مع الله، التي تملأ القلب وتملأ الفكر، وتملأ الحياة، فيقول مع المزمور: "معك لا أريد شيئا على الأرض". إنها حياة: "الانحلال من الكل. للارتباط بالواحد "آي ينحل من كل أحد،ومن كل شيء لكي يرتبط بواحد هو الله.. وما أكثر الفضائل التي نراها عمليا في حياة هذا القديس. في المعرفة، في الإفراز، في التواضع، في الهدوء والسكون. في الوحدة في محبة الله، أترى أنسانا يحوى كل هذا في حياته؟! لأجل هذا قلت لكم أن القديسين عينات ممتازة من البشر.. ومحبتنا وإكرامنا للقديس الأنبا أنطونيوس، تعنى أيضا محبتنا لحياة الصلاة والتأمل والنسك، التي اتصفت بها حياة الرهبنة. لو لا إعجاب الناس بهذه الحياة النسكية والتأملية التي عاشها الأنبا أنطونيوس ما كانوا يبنون الكنائس والمذابح على أسمه، وما كانوا يرسمون له الأيقونات، ويقيمون له الأعياد. وإكراما للقديسين يعنى أيضا لله نفسه... لأنه قال: من يكرمكم يكرمني. ومن يقبلكم يقبلني.. ولأننا نحب الله، لذلك نحب أولاده الذين أحبوه... والكنيسة في إكرامها للقديسين، وزعت أعيادهم على مدار السنة. فى كل يوم من أيامنا، تحتفل الكنيسة بعيد أحد القديسين. أو بعض القديسين، لا يخلو يوم من تذكار قديس.. ونحن نحتفل بهؤلاء القديسين في أيام انتقالهم من هذا العالم، في يوم الوفاة أو يوم الاستشهاد، لأنه اليوم الذي أكمل فيه القديس جهاده على الأرض.. وكما قال الرسول: "انظروا إلى نهاية سيرتهم، فتمثلوا بإيمانهم" (عب13: 7). هؤلاء القديسون الذين نحتفل بهم، إنما هم عينات ممتازة. إن كل من يحيا حياة الإيمان؛ يسميه الكتاب قديسًا. يكتب القديس بولس الرسول إلى: "القديسين الذين في أفسس" (أف 1: 1) وإلى: "جميع القديسين في المسيح يسوع الذين في فيلبى" (فى1: 1) ويختم رسالته إليهم بعبارة "يسلم عليكم جميع القديسين" (فى4: 22). ويكتب أيضا إلى:"القديسين الذين في كولوسي" (كو1: 2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ويخاطب العبرانيين بقوله: "من ثم أيها الأخوة القديسون، شركاء الدعوة السماوية" (عب 3: 1). لأشك أن كل مؤمن، نزع الإنسان العتيق، ولبس المسيح في المعمودية(غل3: 27). وسكن فيه الروح القدس، وعاش في طاعة الرب؛ وفى ممارسة أسراره المقدسة، هو قديس. لكننا هنا لا نتكلم عن القداسة العادية، إنما نقصد العينات الممتازة، التي ارتفعت روحيا فوق المستوى العادي كالأنبا أنطونيوس. هؤلاء جاهدوا كثيرا لكي يصلوا إلى هذه القداسة. وكل جهاد لهم، إنما برهنوا فيه على محبتهم لله، وعلى أنهم مستعدون لبذل كل جهد من أجل الثبات في الرب. وهذا لا يمنع من أن البعض ولدتهم أمهاتهم قديسين، أو كانوا في بطون أمهاتهم قديسين.. مثال ذلك يوحنا المعمدان الذي قيل عنه: "ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس" (لو1: 15). والذي أحس بالمسيح في بطن مريم، فإرتكض يوحنا بابتهاج في بطن أمه فرحا بالمسيح (1: 43).. ومثال ذلك أيضا أرميا النبي، الذي قال له الرب: "قبلما صورتك في البطن عرفتك. وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيا للشعوب" (أر 1: 5) هذه عينات نادرة، مستوى عال وهبة من الله. أما الأنبا أنطونيوس، فهو شاب ولد في أسرة عادية، غنية. ولكنه، وانتصر على عقبات كثيرة، حتى وصل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56792 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس جاهد ونجح في اختبار "ما أعسر أن يدخل غنى إلى ملكوت الله" (مت19: 23). قال السيد المسيح هذا، أما الأنبا أنطونيوس، فأجابه: لا تحسبني يا رب من هؤلاء الأغنياء.أنني حسب وصيتك سأبيع كل مالي وأعطيه للفقراء وأتبعك فقيرًا.والشاب الغنى أنطونيوس دخل الملكوت، وأدخل الآلاف معه.... حقا كان يملك المال، ولكن المال لم يكن يملكه.. كان هو السيد على المال، يصرفه كيفما شاء. ولم يسمح للمال أن يكون سيدا، يقوده في مسالك أخرى. ولأن المال لم يملك قلبه، استطاع أن يتركه ويوزعه، ويمضى إلى الملكوت بدونه. وحينما كان الشياطين ينثرون الذهب أمامه على الرمل، ما كان يهتم به. كان كالحصى في نظره. وفقد المال قيمته في قلب الأنبا أنطونيوس، لأن قلبه كان منشغلا بما هو أثمن وأهم. أذن المال في حد ذاته ليس هو الخطورة، وأنما الخطورة تكمن في محبة المال، والتعلق به والسعى وراءه، والاتكال عليه، والافتخار به. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56793 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنتصر الأنبا أنطونيوس على محبة المال، أنتصر أيضا على محبة الجاه والسلطة، فلم يهتم بأن يكون له مركز أبيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56794 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أنتصر الأنبا أنطونيوس على محبة العالم كله. ونفذ وصية: "لا تحبوا العالم والأشياء التي في العالم، لأن العالم يبيد وشهوته معه". وصار الأنبا أنطونيوس قلبًا نقيًا خالصًا، وليس فيه شيء من شهوة المادة والجسد والملاذ الدنيوية المتنوعة. كان قلبا مات تماما عن العالم وكل ما فيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56795 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوس أنتصر على محبته لأخته أيضًا، ونجح في تدبير مسئوليته من جهتها.. كان يمكنه أن يقول: ماذا أفعل؟ أنا أريد الرب، ولكن ظروفي العائلية لا تساعدني، وأنا مسئول عنها..؟ كان يحب أخته، ولكن كان يحب الرب أكثر من أخته، لذلك أمكنه أن ينتصر. وأودع أخته في أحد بيوت العذارى، وشق طريقة نحو الله، منتصرا على هذه العقبة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56796 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الأنبا أنطونيوسفى أول جهاده، حاربه الشياطين بشكوك عديدة، فانتصر عليها. شكوك من جهة صحة الطريق ذاته، وإمكان استخدام المال في أعمال الخير تحت إدارته وتصرفه.. وهكذا يوقعونه في التردد. ويحولونه من حياة الصلاة والتأمل إلى حياة الخدمة.. شكوك أخرى من جهة أخته ومدى اطمئنانه عليها. شكوك ثالثة من جهة نجاحه في هذا الطريق، وقدرته على الاستمرار فيه... وشكوك عديدة أخرى لا حصر لها. ولكن قلبه كان راسخا، لم يتزعزع إطلاقا أمام الشكوك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56797 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صادفت الأنبا أنطونيوس عقبة أخرى هي الإرشاد، فانتصر عليها: عاش وحيدا، بلا مرشد، بلا أب اعتراف، بلا كنيسة، بلا معونة من أحد. ولكنه انتصر على هذا كله أيضًا.. أخذ أولا من النساك الذين إلى حافة القرية. ولما دخل إلى الجبل، بدأ يأخذ من الله مباشرة. وأعطانا درسا أنه حيثما لا توجد معونات بشرية، فإن المعونة الإلهية لا تتخلى. ومنح الله لهذا القديس إفرازا وفهما روحيا وحكمة لم تكن للذين تمتعوا بإرشاد من البشر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56798 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() دخل الأنبا أنطونيوس في حرب أخرى وانتصر فيها، وهى حرب الرعب والخوف، في البرية القفرة المنعزلة.. لما وجد الشياطين أن المال والعظمة لا تهمه، وأن الأفكار والشكوك لا تزعزعه، وأن الشهوات لا تغلبه بدأوا معه حربًا عنيفة لإخافته. فكانوا يظهرون له في هيئة وحوش كثيرة، لها أصوات مخيفة عالية، تهجم عليه بقصد افتراسه. ولكن قلبه ما كان يخاف.. بل أنتصر على هذه المخاوف بوسائل ثلاث: الاتضاع، والفهم، والصلاة: بالإتضاع كان يقول لهم: [أيها الأقوياء، ماذا تريدون منى أنا الضعيف أنا أضعف من أن أقاتل أصغركم]. وكان يصلى قائلا: [أنقذني يا رب من هؤلاء الذين يظنون أنني شيء، وأنا تراب ورماد]. فلما كانوا يسمعون هذه الصلاة المملوءة اتضاعًا، كنوا ينقشعون كالدخان. ومن جهة الفهم، كان يقول: [أنني أعجب لتجمهركم على بهذه الكثرة. ولو كنتم أقوياء حقا. لكان واحد منكم يكفى] وهكذا بالإيمان أيقن من ضعف الشياطين، وكان هذا الإيمان يخزيهم فيمشون.. وقد استعملوا معه طرق الإيذاء والضرب، وبخاصة حينما كان ساكنا في مقبرة، ولكنه صمد وكان يصلى مزمور "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، الرب عاضد حياتي ممن أرتعب؟! إن يحاربني جيش فلن يخاف قلبي. وإن قام على القتال، ففي هذا أنا مطمئن". مكان في أيمان عميق يقول لمهاجميه: [إن كان الله قد أعطاكم سلطانا على، فمن أنا حتى أقاوم الله؟! وإن كان الله لم يعطكم سلطانا على، فان يستطيع واحد منكم أن يؤذيني]. وهكذا عاش الأنبا أنطونيوس في حياة الإيمان، لا يخاف. وفى كل مرة ينتصر، كان يزداد أيمانه، وينتزع منه الخوف بالأكثر، إلى أن زال منه الخوف تماما،وقال أيضًا: [أنا لا أخاف الله،لآني أحب الله]. هذا هو رجل الجبال، جبار البرية الذي لا يخاف، حتى من الوحوش المفترسة، وحتى من الشياطين. وبخبرته الروحية، استطاع فيما بعد أن يجمع تلاميذه، ويلقى عليهم كلمة عميقة عن ضعف الشياطين وعدم الخوف منهم. وقد سجل لنا القديس أثناسيوس الرسولى هذه الكلمة في كتابه عن حياة الأنبا أنطونيوس. وفى انتصار الأنبا أنطونيوس وعدم خوفه، ظل محتفظا بتواضعه. يشعر بضعفه، يصرخ إلى الله، فينقذه الله بقوته الإلهية. قال الأنبا أنطونيوس: [في إحدى المرات أبصرت فخاخ الشيطان مبسوطة على الأرض كلها. فقلت يا رب من يفلت منها؟ فأجابني الصوت قائلا: "المتواضعون يفلتون منها"]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56799 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() التواضع العملي في حياة الأنبا أنطونيوس، وعدم التشبث بفكره، أنه كان يخضع لفكر الآخرين أحيانًا. ولا شك أن في انتصار من الإنسان على نفسه.. وسنضرب لهذا الآمر في حياة قديسنا عدة أمثلة: أ- إنه أقتنع بحياة الوحدة ومارسها، وعاش 30 سنة مغلقًا على نفسه لا يرى وجه إنسان.. وأخيرا أزدحم الناس على بابه، مصرين أن يفتح لهم، وأن يصير لهم مرشدا. وكان ممكنا لهذا القديس أن يهرب من هؤلاء، حتى لو فتح لهم، وأن يتمسك بحياة الوحدة الكاملة التي أرادها لنفسه. ولكنه خضع لهم وتحول من متوحد بالمعنى الكامل إلى متوحد ومعلم للوحدة. واضطر أيضا أن يفتح بابه لكثير من الزائرين. وغير شيئا من أسلوب حياته. لأجل الناس. وقبل الوضع الذي أراده له، وتنازل عما أراده لنفسه. ب- في اعتقاده أن الرهبنة موت عن العالم، وبعد عن العالم، وحياة وحدة في البرية. ولكن لما طلب اليه الآباء الأساقفة أن ينزل ليعلن رأيه في الأريوسية، خضع لهم، ونزل إلى الإسكندرية، وسط جماهير الشعب، وقضى هناك ثلاثة أيام، أكمل فيها الرسالة المطلوبة منه، ثم عاد ملتمسا ديره... كان من النوع المطيع (المهاود)،على الرغم من نزوله وقتذاك كان من حوالي المائة من عمره.. ج- ونزل قبل ذلك أيام الاستشهاد، وكان يذهب إلى حيث محاكمة الشهداء وتعذيبهم، ويشجعهم ويقويهم. في تواضعه، انتصر على التطرف، وعلى التحجر والجمود عند فكر معين. أعطاه التواضع مرونة وسهولة في التعامل.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56800 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إنتصاره على التطرف، جعله معتدلا في حياته، يسير بإفراز وحكمة، سواء مع الناس، أو مع نفسه أيضًا. أ- قال عنه القديس الأنبا أثناسيوس، إنه لما خرج من وحدته وحبسه لمقابلة الناس، ما كان نحيفا جدا بسبب النسك، ولا كان بديلًا مترهلًا بسبب قلة الحركة في حبسه. إنما كان معتدلا في قامته، لأنه كان يسلك في وحدته باعتدال وعدم تطرف. ب- وظل الإفراز من أولى الفضائل التي يحبها، حتى أنهم حينما سألوه عن أهم الفضائل، قال لهم الإفراز، أي الفهم والتميز والحكمة في التصرف.. وقال أنه هناك من صاموا وصلوا وسكنوا البرية، وهلكوا،لأنهم تصرفوا بغير إفراز. أما هذا القديس فقد كان يسلك بفهم واتزان وحكمة وتمييز، بعكس الرهبان الذين يتطرفون في أي قانون منقوانين الرهبنة، حتى يخرجهم تطرفهم ليس فقط عن مبادئ الحياة الرهبانية، إنما أيضا عن مبادئ السلوك الروحي عمومًا.. ج- وفى انتصاره على التطرف، انتصر على التزمت أيضا: ولذلك كان بشوشا باستمرار، وجهه يفيض بالسلام على الآخرين، فاشتهى تلاميذه مجرد النظر إلى وجهه. وكان كل من ينظر إلى وجهه يمتلئ بالسلام. وهكذا أنتصر القديس أنطونيوس على حرب الكآبة التي يقع فيها رهبان كثيرون، ولا يوجدون أمامهم في الكتاب المقدس سوى عبارة: "بكآبة الوجه يصلح القلب" ناسين الآيات التي تقول: "أفرحوا في الرب كل حين"،"فرحين في الرجاء".. فحياتهم في الرهبنة كلها عبوسة..! أما الأنبا أنطونيوس، فلم يكن هكذا. كان بشوشا ولطيفا. ومع ذلك فيه كل فضائل الرهبنة. يحيا في وحدة وفى صمت. وإذا ألتقي بالناس، يلتقي بهم في سلام وحب، يعطى فكرة عن المتدين السعيد بتدينه، الذي تنظر إلى وجهه فتتعلم الهدوء والسلام والبشاشة والطمأنينة واللطف. كان صاحب وجه مريح.. |
||||