30 - 08 - 2014, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 5651 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بر الإيمان – كيرلس الكبير + «فقال للمرأة: إيمانك قد خلَّصكِ، اذهبي بسلام» (لو 7: 50).«يا جميع الأُمم صفقوا بأيديكم، هلِّلوا لله بصوت الحمد» (مز 47: 1)؛ ذلك لأن المخلِّص قد أعدَّ لنا طريقاً جديداً للخلاص لم يطأه القدماء. فالناموس الذي رسمه موسى الكلِّي الحكمة كان لاستنكار الخطية وإدانة التعدِّيات، ولكنه لم يُبرِّر أحداً على الإطلاق. وها الفائق الحكمة بولس يكتب قائلاً: «مَن خالف ناموس موسى، فعلى شاهدَيْن أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة» (عب 10: 28). ولكن ربنا يسوع المسيح بعد أن أزال لعنة الناموس، وأكَّد على عجز وعدم فاعلية الوصية التي تدين، صار رئيس كهنتنا الأعظم حسب قول المغبوط بولس (عب 6: 20)، لأنه صار يُبرِّر الفاجر بالإيمان، ويُطلِق أسرى الخطية أحراراً، وهذا ما قد سبق وأعلنه لنا على فم أحد أنبيائه القديسين: «في تلك الأيام وفي ذلك الزمان يقول الرب: يُطْلَب إثم إسرائيل فلا يكون، وخطية يهوذا فلا توجد، لأني أغفر لِمَن أُبقيه» (إر 50: 20). أما تحقيق هذا الوعد فقد صار لنا عند تجسُّده، كما تؤكِّد لنا الأناجيل المقدسة. فعندما دعاه أحد الفرِّيسيين، ولكونه ودوداً ومُحبّاً للإنسان ومُريداً أنَّ «كل الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون» (1تي 2: 4)، لبَّى رغبة الداعي وحقَّق له أُمنيته. وإذ دخل إلى عنده واتَّكأ على مائدته، للوقت دخلت امرأة تلطَّخت حياتها بالعيوب المشينة. وكمَن أفاق بصعوبة من الخمر والسُّكر، هكذا بدأت هي تحس بتعدِّياتها، وقدَّمت توسُّلاتها إلى المسيح كقادرٍ على تطهيرها وتخليصها من كل عيبها، وتحريرها من كل خطاياها السابقة ”كصفوح عن الآثام وغير ذاكر للخطايا“ (عب 8: 12). وإذ تجرَّأت على الاقتراب إليه، غسلت رجليه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها، ثم أيضاً دهنتهما بالطِّيب. وهكذا نجد أن امرأة كانت من قبل خاطئة ومنغمسة في الخطية، لا تخفق في أن تجد سبيل الخلاص، لأنها لجأت لِمَن يعرف كيف يُخلِّص، وله القدرة أن يرفع من أعماق النجاسة. فهي، إذن، لم تُخذَل في تحقيق غايتها. أما الفرِّيسي الجاهل، فيُخبرنا عنه الإنجيل المبارك أنه أُعثر وقال في نفسه: «لو كان هذا نبياً لَعَلِمَ مَن هذه الامرأة التي تلمسه وما هي! إنها خاطئة» (لو 7: 39). فالفرِّيسي كان معتزّاً بنفسه وعديم الفهم تماماً؛ إذ كان أحرى به أن يضبط هو حياته الخاصة ويُزيِّنها جدِّياً بكل الجهادات الفاضلة، لا أن يحكم على الضعفاء ويدين الآخرين. ولكننا، إذ نلتمس له العذر، نقول إنه نشأ على عوائد الناموس وأخضع نفسه لسلطانه ومتطلباته إلى أبعد حدٍّ، فأراد بدوره أن يُلزِم رب الشريعة نفسه بأن يخضع لأوامر ونواميس موسى، لأن الناموس أمر بحفظ المُقدَّس نفسه بعيداً عن النجس؛ بل إن الله أيضاً لام رؤساء الشعب اليهودي بسبب مخالفتهم هذا الأمر. فقد تكلَّم على فم أحد أنبيائه القديسين قائلاً: «لم يميِّزوا بين المُقدَّس والنجس» (حز 22: 26)؛ إلاَّ أن المسيح أتى لأجلنا، لا ليُخضعنا للعنات أحكام الناموس، بل ليفتدي أولئك الخاضعين للخطية برحمة فائقة على الناموس، فالناموس وُضِعَ «بسبب التعدِّيات»، كما يُصرِّح الكتاب: «لكي يستدَّ كل فم، ويصير كل العالم تحت قصاص من الله. لأنه بأعمال الناموس كل ذي جسد لا يتبرَّر أمامه» (رو 3: 20،19؛ غل 3: 11). لأنه ما من أحدٍ بلغ حدّاً في القوة، أعني من القوة الروحية، بحيث أمكنه أن يُتمِّم كل ما أُمِرَ به وصار بلا لوم. أما النعمة التي صارت لنا بالمسيح، فهي تُبرِّر، وإذ أَلغَت حُكْم الناموس الواقع علينا، حررتنا بواسطة الإيمان. فذلك الفرِّيسي المغرور الجاهل لم يَرَ في يسوع أنه قد وصل حتى إلى مستوى نبي؛ أما الرب فقد اتخذ من دموع المرأة فرصة لكي يكشف له عن السرِّ أي طريق الخلاص. فهو يُلمِّح للفرِّيسي ولكل المجتمعين في بيته أنه: لكونه كلمة الله أتى إلى العالم في شبهنا لا «ليدين العالم بل ليَخْلُصَ ”به“ العالم» (يو 3: 17). إنه أتى ليعفو عن المديونين بالكثير أو بالقليل، ويُظهِر رحمته للصغير والكبير، حتى لا يحرم أي واحد، مهما كان، من المشاركة في جُوده. وكدليل ومَثلٍ واضح لنعمته، فقد عفى عن هذه المرأة غير المتعففة وحرَّرها من آثامها العديدة بقوله: «مغفورة لكِ خطاياكِ». وإنه جدير بالله حقاً أن يُصرِّح بمثل هذا القول! إنها كلمة مصحوبة بسلطان علوي. لأنه إذا كان الناموس قد أدان الواقعين في مثل هذه الخطايا، فمَن هو يا تُرى القادر أن يحكم بأمور تعلو على الناموس إلاَّ ذاك فقط الذي سَنَّه؟! فالرب في نفس الوقت، حرَّر المرأة من أوزارها، ثم وجَّه نظر الفرِّيسي ومَن كانوا مدعوين معه إلى أمورٍ أسمى، حتى يُدركوا أن الكلمة ”الكائن إلهاً“ ليس هو كواحدٍ من الأنبياء، بل هو يفوق حدَّ البشرية بما لا يُقاس، حتى بالرغم من أنه قد صار إنساناً. ويمكننا أن نقول لمَن دعا الرب: لقد تثقَّفتَ أيها الفرِّيسي بالأسفار المقدسة، والمفروض بطبيعة الحال أنك تعرف الوصايا المُعطاة على يد موسى عظيم الحكماء، وقد درستَ أقوال الأنبياء؛ فمَن ذاك، إذن، الذي سلك طريقاً متعارضاً مع الناموس وحرَّر الآخرين من المعصية؟ مَن نادى بتحرير مَن تجاسر وكسر علانية الأوامر الموضوعة؟ فتعرَّف، إذن، بمتابعة الحقائق ذاتها على الواحد الذي هو أعلى من الأنبياء والناموس، واذكر أن واحداً من الأنبياء القديسين قد أعلن عنه هذه الأمور قديماً عندما قال: «مَن هو إلهٌ مثلك غافر الإثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثه. لا يحفظ إلى الأبد غضبه، فإنه يُسرُّ بالرأفة» (ميخا 7: 18). لذا فقد تعجَّب واندهش أولئك المتكئون على مائدة الفرِّيسي في رؤيتهم للمسيح مخلِّص الجميع حائزاً على مثل ذلك السلطان الإلهي، ومستخدماً تعبيرات ليست من حق الإنسان البشري، ومِن ثمَّ قالوا: «مَن هو هذا الذي يغفر الخطايا أيضاً»؟ أترغب في أن أُخبرك: مَن هو؟ إنه ذاك الكائن في حضن الله الآب، والمولود من طبيعته الجوهرية، الذي به صار كل شيء إلى الوجود، صاحب السلطان العلوي، وله يخضع كل ما في السماء وما على الأرض. إلاَّ أنه اتخذ لنفسه هيئتنا، وصار رئيس كهنتنا الأعظم حتى يُقدِّمنا لله أطهاراً بلا عيب، فنخلع الطبيعة العليلة التي للخطية ونلبسه هو كطبيعة ذات رائحة ذكية، حيث يقول بولس الرسول ذو الحكمة العالية: «نحن رائحة المسيح الذكية لله» (2كو 2: 15). وهو الذي تكلَّم على فم النبي حزقيال قائلاً: «وأنا أكون لكم إلهاً وأُخلِّصكم من كل نجاساتكم» (حز 36: 29،28). وهوذا التتميم الفعلي لِمَا قد وُعِدَ به قبلاً بواسطة الأنبياء القديسين. فاعترفْ به إلهاً وديعاً ومتعطِّفاً على البشر. امسك بطريق الخلاص. اهرب لحياتك من الناموس الذي يقتل، واقبل الإيمان الذي هو أسمى من الناموس. فقد قيل إن «الحرف يقتل»، أي أن الناموس يحكم بالموت، «أما الروح فهو يُحيي» (2كو 3: 6)، أي أن التطهير الروحي الذي بالمسيح يهب الحياة الأبدية. لقد ربط الشيطان أهل الأرض بحبال الإثم؛ أما المسيح فقد فكَّهم من عقالهم. إنه قد صيَّرنا أحراراً، وأبطل طغيان الخطية، وأبعد المشتكي على ضعفاتنا. وهكذا تمَّ قول الكتاب: «كل إثم سيسد فاه» لأن «الله هو الذي يُبرِّر» و«هو الذي يدين» (مز 106: 42؛ رو 8: 33). وهكذا يتم ما يرجوه صاحب المزمور الملهم بالوحي الإلهي عندما يُناجي المسيح مُخلِّص الجميع قائلاً: «لتُبَد الخطاة من الأرض، والأشرار لا يكونوا بعد» (مز 104: 35)، لأنه لا يُعقل أن نقول عن إنسانٍ مُلهم بالروح إنه يلعن الضعفاء الخاطئين، فلا يليق بالقديسين أن يلعنوا إنساناً أيّاً كان، وإنما يرجو ذلك من الله؛ لأنه قبل مجيء المخلِّص كنَّا جميعاً تحت سلطان الخطية، ولم يكن واحدٌ قد عرف ذاك الذي هو بالطبيعة والحق إله: «الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس مَن يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد» (رو 3: 12). ولكن لأن الابن الوحيد الجنس (مونوجينيس) أخلى ذاته وتجسَّد وتأنَّس (أي صار إنساناً)، فقد باد الخطاة ولم يوجدوا بعد (أي أزال سلطان الخطية من على الإنسان، فلم يَعُد عبداً أسيراً للخطية)، لأن القاطنين على الأرض قد تبرَّروا بالإيمان، واغتسلوا من دنس الخطية بالمعمودية المقدسة، وصاروا شركاء الروح القدس، بعد أن تحرَّروا من يد العدو، وكأنهم أَجْبروا فلول الشياطين أن يهربوا ليظلُّوا هم تحت نير المسيح. فهبات المسيح تصعد بالبشر إلى قمة الرجاء الذي طالما انتظروه، وإلى أبهج الأفراح. فها المرأة التي كانت مُلطَّخة بأدناسٍ عديدة، ومستحقة لكل ملامة بسبب أفعالها الشائنة، تتبرر، حتى يكون لنا نحن أيضاً ثقة أكيدة بأن المسيح سيرأف بنا عندما يرانا مُقبلين إليه، جاهدين أن نفلت من أشراك الإثم. لنَمثُل أمامه نحن أيضاً، ولنذرف دموع التوبة. لندهنْه بالطيب، لأن دموع التائب هي رائحة ذكية لدى الله. واذكر مَن قال: «اصحوا أيها السكارى، وابكوا وولولوا يا جميع شاربي الخمر» (يوئيل 1: 5)، لأن الشيطان يُسكِر القلب ويُهيِّج العقل باللذة الخاطئة، دافعاً الناس إلى الانغماس في مهاوي الشهوات الحسية. ولكن ما دام لنا وقت، فلنستيقظْ، وكما يقول الفائق الحكمة بولس: «فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور. لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبَطَر (أي اللهو والاستخفاف بالنعمة) والسُّكر، لا بالمضاجع والعَهَر…» (رو 13: 13،12)، «جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة» (1تس 5: 5). لا تضطرب إذا ما تفكَّرتَ في جسامة خطاياك السالفة؛ بل اعلم تماماً، أن النعمة ما زالت تفوقها عِظَماً، فهي الكفيلة بأن تُبرِّر الأثيم وتغفر ذنوب الفاجر. فالإيمان بالمسيح هـو ضامن لنا بكل هذه البركات العظيمة، لأنه الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، ويدعونا للانطلاق إلى المنازل العلوية، ويرقَى بنا لميراث القديسين، ويجعلنا أعضاء في ملكوت المسيح، الذي به وله مع الله الآب ومع الروح القدس، المجد والسلطان إلى أبد الآباد آمين. |
||||
30 - 08 - 2014, 03:09 PM | رقم المشاركة : ( 5652 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اطلب الايمان قال القديس بولس الرسول فى (2كو-13-5) جربوا انفسكم هل انتم فى الايمان امتحنوا انفسكم فلبيس مجرد الايمان العقلى او الايمان الاسمى هو ايمان حقيقى. انما الايمان هو هو حياة يحياها الانسان فى الله.تظهر فى كل افعاله وكل مشاعره وحياة الايمان هى تسليم الحياة تسليما كاملا فى يد الله والثقة بعمله معك ومع الكنيسة والايمان يشق فى البحر طريقا ويفجر من الصخرة ماء والكتاب يقول كل شئ مستطاع للمؤمن فهل لديك الايمان العملى الذى تستطيع به كل شئ فى المسيح؟ ام ان ايمانك لايصمد امام الاحداث؟ طيب ان كنت كذلك يا بنى ماذا تفعل ؟ والرب يقول ليكن لك حسب ايمانك. الحل هو ان تسكب نفسك امام الله وتكلمه بصراحةقائلا:انا يا رب اؤمن . ولكن لم اصل الى حياة الايمان العملى بعد . ايمانى كالقصبة المرضوضة التى لم تشأ محبتك ان تقصفهاوكالفتيله المدخنة التى لم يشأ حنوك ان يطفأها. اقبلنى يا رب اليك بضعفى اعن يا رب ضعفى اما الايمان العملى فاعطنى اياه كهبة من عندك لاتقل لى يارب اعطيك حسب ايمانك ولا تجعل ايمانى شرطا لعطاياك بل ليكن الايمان هو العطية ذاتها. اعطنى ان اسلم لك حياتى واثق بتدبيرك يكفينى انى اؤمن انك ستعطينى الايمان. اليس الايمانايضا عطية صالحة نازلة من فوق ولا احد يستطيع ان يؤمن بدون نعمتك؟ آتقول لى آمن فقط. حتى هذا الايمان اريده منك حتى لا اظن ان بشريتى فعلت شئ بدونك اؤمن انك ستعطينى وليتنى اخرج الان من حضرتك وقد قلت : اؤمن انك اعطيتنى فيتحول ايمانى من رغبة وطلبه الى واقع حياة |
||||
30 - 08 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 5653 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اطلب الايمان قال القديس بولس الرسول فى (2كو-13-5) جربوا انفسكم هل انتم فى الايمان امتحنوا انفسكم فلبيس مجرد الايمان العقلى او الايمان الاسمى هو ايمان حقيقى. انما الايمان هو هو حياة يحياها الانسان فى الله.تظهر فى كل افعاله وكل مشاعره وحياة الايمان هى تسليم الحياة تسليما كاملا فى يد الله والثقة بعمله معك ومع الكنيسة والايمان يشق فى البحر طريقا ويفجر من الصخرة ماء والكتاب يقول كل شئ مستطاع للمؤمن فهل لديك الايمان العملى الذى تستطيع به كل شئ فى المسيح؟ ام ان ايمانك لايصمد امام الاحداث؟ طيب ان كنت كذلك يا بنى ماذا تفعل ؟ والرب يقول ليكن لك حسب ايمانك. الحل هو ان تسكب نفسك امام الله وتكلمه بصراحةقائلا:انا يا رب اؤمن . ولكن لم اصل الى حياة الايمان العملى بعد . ايمانى كالقصبة المرضوضة التى لم تشأ محبتك ان تقصفهاوكالفتيله المدخنة التى لم يشأ حنوك ان يطفأها. اقبلنى يا رب اليك بضعفى اعن يا رب ضعفى اما الايمان العملى فاعطنى اياه كهبة من عندك لاتقل لى يارب اعطيك حسب ايمانك ولا تجعل ايمانى شرطا لعطاياك بل ليكن الايمان هو العطية ذاتها. اعطنى ان اسلم لك حياتى واثق بتدبيرك يكفينى انى اؤمن انك ستعطينى الايمان. اليس الايمانايضا عطية صالحة نازلة من فوق ولا احد يستطيع ان يؤمن بدون نعمتك؟ آتقول لى آمن فقط. حتى هذا الايمان اريده منك حتى لا اظن ان بشريتى فعلت شئ بدونك اؤمن انك ستعطينى وليتنى اخرج الان من حضرتك وقد قلت : اؤمن انك اعطيتنى فيتحول ايمانى من رغبة وطلبه الى واقع حياة |
||||
30 - 08 - 2014, 03:21 PM | رقم المشاركة : ( 5654 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيمان أنواعه ونتائجه « الإيمان هو مستوى أعلى من العقل: العقل البشري محدود، ولا يدرك سوى الأمور المحدودة التي تدخل في نطاق إمكانياته. فهو يستطيع أن يوصلك إلى مُجرَّد معرفة وجود الله، وإلى معرفة بعض صفاته. ولكن الإيمان يكمل معك الطريق إلى أقصاه. وهكذا فإنَّ الإيمان بالوحي يكمّل ما لم يصل إليه العقل .. «« العقل قد لا يدرك أشياء كثيرة ولكنه يقبلها: فليس من طبيعته أن يرفض كل ما لايدركه. بل حتى في المحيط المادي في العالم الذي نعيش فيه، توجد مثلاً مخترعات كثيرة لا يدركها إلا المتخصصون ومع ذلك فالعقل العادي يقبلها ويتعامل معها، دون أن يدرك كيف تعمل وكيف تحدث. والموت يقبله العقل ويتحدَّث عنه، ومع ذلك فهو لا يدركه ولا يعرف كيف يحدث افتراق الروح عن الجسد! فإن كان العقل يقبل أموراً كثيرة في عالمنا، وهو لا يدركها فطبيعي لا يوجد ما يمنعه من قبول أمور أخرى أعلى من مستوى هذا العالم .. «« العقل لا يدرك ( المعجزة ) كيف تتم، ولكنه يقبلها ويطلبها بل يفرح بها. وقد سميت المعجزة معجزة، لأنَّ العقل يعجز عن إدراكها وعن تفسيرها. ولكنه يقبلها بالإيمان، الإيمان بوجود قوة غير محدودة أعلى من مستواه يمكنها أن تعمل المعجزة التي يعجز العقل عن إدراكها. وهذه القوة هى قوة الله القادر على كل شيء ... وكمثال للمعجزات التي نقبلها جميعاً دون أن ندركها: معجزة خلق الكون من العدم، ومعجزة القيامة العامة من الأموات.. إننا نحترم العقل ونستخدمه. ولكننا في نفس الوقت ندرك حدود النطاق الذي يعمل فيه. ولا نوافق العقل المغرور الذي يريد أن يعي كل شيء، رافضاً كل ما هو فوق مستوى إدراكه ... «« الإيمان أيضاً هو مستوى فوق الحواس: إنه قدرة أعلى من قدرة الحواس التي لها نطاق مُعيَّن لا تتعداه. فالحواس المادية تدرك الماديات. غير أن هناك أموراً غير مادية، تخرج عن نطاق قدرة الحواس المادية من نظر وسمع ولمس وشم ... وحتى قدرة الحواس بالنسبة إلى الأشياء المادية، هى محدودة أيضاً. وكثيراً ما تستعين الحواس بعديد من الأجهزة لمعرفة أشياء مادية أدق من أن تدركها حواسنا البشرية الضعيفة. «« وهكذا فالحواس لا تدرك ما لا يُرى، أي غير الماديات وغير المرئيات كالأرواح مثلاً سواء كانت أرواح بشر، أم أرواح الملائكة، أو الشياطين ... وعدم إدراك الحواس لها، لا يعني عدم وجودها، إنما يعني أن قدرة الحواس محدودة. «« لذلك فإنني عجبت من رائد الفضاء الملحد الذي قال إنه صعد إلى السماء ولم يرَ الله !! ظاناً أنه في تهكمه يمكن أن يرى الله بهذه العين الجسدية القاصرة التي لا ترى كثيراً من الماديات! كما أن الله في كل مكان، في السماء وفي الأرض وما بينهما، ولا يحدّه مكان. فإن كان لم يرَ الله على الأرض، فطبيعي أنه لا يراه على القمر ولا في أي موضع. إنَّ الله لا يراه أحد إلا بالإيمان. «« إنَّ الإيمان قوة في ذاته، كما يمنح صاحبه قوة: وكل مَن آمن بفكرة، يعطيه الإيمان بها قوة لكي ينفذها. من هنا فإنَّ المصلحين ـ في كل زمان ومكان ـ آمن كل منهم بفكرة فجاهد بكل قوة لتنفيذها، مهما احتمل من مشقة، ومهما صبر. المهاتما غاندي مثلاً، آمن بحق بلاده في الحرية وآمن بسياسة عدم العنف. ومنحه ذلك الإيمان قوة عجيبة استطاع بها أن يُحرِّر الهند وأن يعطي الحقوق للمنبوذين ليتساووا مع إخوتهم. وأمكنه أن يحتمل الكثير لكي لا يسلك بعنف هو وأتباعه، ولا أن يلاقوا العنف بالعنف. إيمانه بالفكرة أعطاه القوة لتنفيذها ... «« بل حتى الإيمان بالعلم يصنع الأعاجيب: مثال ذلك روَّاد الفضاء. وكمثال لإيمانهم ما درسوه عن منطقة انعدام الوزن في الفضاء، وكيف أن الإنسان يمكنه أن يمشي في الجو دون أن يسقط! فمَن من الناس يجرؤ أن يمشي في الجو دون أن يخاف؟ أمَّا الذي جعلهم ينفذون ذلك، فهو إيمانهم الأكيد ببحوث العلماء الذين قالوا بهذا. فمنحهم الإيمان شجاعة... حقاً إنَّ الفرق بين أشجع الناس وأخوف الناس هو الإيمان ... «« ومن جهة الإيمان بالله، فهو على أنواع: هناك إيمان سطحي، نظري، عبارة عن عقائد مُعيَّنة يعتنقها الشخص دون أن يكون لها تأثير في حياته. فيكون له اسم المؤمن دون أن يكون له قلب المؤمن. وهناك أيضاً إيمان المناسبات، يظهر فقط في أماكن العبادة، وفي أوقات الصلاة والاستماع إلى العظات الدينية، ثم تنتهي فاعليته ولا يكون له الدوام في باقي ظروف الحياة ... وهناك إيمان قوي لا يتزعزع، مهما حاربته الشكوك أو حلَّت به الضيقات. وإيمان آخر مبني على الخبرات مع الله وعمله ... «« أمَّا الإيمان العملي، فهو الإيمان الذي يمارسه الإنسان في كل يوم، فهو بالنسبة إليه حياة يحياها وله نتائج هامة جداً ... «« من نتائج الإيمان الحقيقي: السلام الداخلي. إذ يكون القلب مملوءاً بالسلام والهدوء. لا يضطرب مطلقاً، ولا يقلق، ولا يخاف. لأنه يؤمن بعناية الله وحمايته له، مهما كانت الظروف المحيطة تبدو مخيفة ومزعجة! فالقلب المؤمن لا يستمد سلامه من تحسن الظروف الخارجية، إنما من حفظ الله وعنايته. «« يخاف الشخص الذي يشعر أنه واقف وحده. أمَّا الذي يؤمن أن الله معه، فإنه لا يخاف. فإن قَلَّ إيمانه، ودخله الشك في حفظ الله له، حينئذ يخاف. الشك يضعف الإيمان، وضعف الإيمان يؤدي إلى الخوف. والخوف يؤدِّي إلى الانهيار والضياع. ففي كل مرَّة تخاف وبّخ نفسك على قلة إيمانك. وقل لنفسك : أين هو إيماني بأنَّ الله موجود، وأنه هو الحافظ والمعين. «« نرى فاعلية الإيمان أيضاً وسط الضيقات: إن ضيقة واحدة قد تصيب اثنين: أحدهما مؤمن، والآخر غير مؤمن. فيضطرب غير المؤمن ويخاف ويقلق ويتصوَّر أسوأ النتائج، وتزعجه الأفكار. أمَّا المؤمن فيُقابل الضيقة بكل اطمئنان. ويقول: " هذه المشكلة سيتدخَّل الله فيها ويحلّها وتزول ". وقد تسأله كيف سيتدخَّل الله؟ وكيف يحلّها؟ فيجيبك: أنا لا أعرف كيف؟ ولكنني مؤمن أنَّ الله يهتم بنا أكثر مما نهتم بأنفسنا. وعند الله حلول كثيرة. وهو قادر أن يفتح كل باب مُغلَق. إنَّ المؤمنين ما كانوا يخافون حتى من الاستشهاد، لإيمانهم بأنه يوصلّهم إلى حياة أخرى أكثر سعادة، وهى أبدية. «« أيضاً من أهم نتائج الإيمان: نقاوة الحياة و حُسن السِّيرة : فالإنسان المؤمن يحترس في كل لفظ ينطق به، وفي كل عمل يعمله. لأنه يؤمن أنَّ الله موجود في كل مكان، ويسمع ويرى كل ما يفعله. لذلك هو يخجل من أن يرتكب خطيئة أمام الله الذي يراه. بل أن المؤمن يُدقق بحيث أن أفكار الخطيئة لا يقبلها عقله ولا شهواتها تسكن في قلبه. وذلك لأنه يؤمن تماماً بأنَّ الله يفحص القلوب ويقرأ الأفكار. لذلك يعمل المؤمن على حفظ ذاته نقياً طاهراً سواء بالعمل أو اللسان، أو بالفكر أو بمشاعر القلب |
||||
30 - 08 - 2014, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 5655 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإيمــان بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب يُعِّرف بولس الرسول الإيمان بأنه : الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى (1) ويحدد يوحنا الرسـول هدف الإيمان فيقول "أما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع المسيح هو ابن الله ولكى تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه"(2) وقد كتبت الأناجيل الأربعة لشرح طريق الخلاص .. واتفقوا على أن الإيمان هو بدء الطريق إلى الله وأنه أول الشروط اللازمة للخلاص حسب قول الرب فى إنجيل مرقس "من آمن واعتمد خلص"(3) وأيضاً فى إنجيل يوحنا "لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"(4) لذلك كان العنصر الأساسى لصنع معجزات الشفاء هو سؤال المريض عن إيمانه فيقول رب المجد لبارتيماوس أعمى أريحا "إيمانك قد شفاك"(5) وللأبرص الذى شفى "إيمانك خلصك"(6) ولنازفة الدم "ثقى يا إبنة إيمانك قد شفاك"(7) وللأعميين "بحسب إيمانكما يكون لكما"(8) ولكى يكون لك إيمان قوى وكامل حاول تطبيق التدريبات الآتية : ـ1ـ لا يكن لك إيمان ضعيف كما حدث مع والد الصبى الذى كان عليه روح شـرير أخـرس " فقال له يسـوع إن كنت تستطيع أن تؤمن كل شئ مستطاع للمؤمن. فللوقت صرخ أبو الولد بدموع وقال أؤمن يا سـيد فأعن عدم إيمانى. فلما رأى يسوع أن الجمع يتراكضون إنتهر الروح النجس قائلاً له أيها الـروح الأخرس الأصم أنا آمرك أخرج منه ولا تدخله أيضاً. فصرخ وصرعه شـديداً وخرج ..."(9) (1)-(عب11: 1). (2)- (يو20: 31). (3)- (مر16: 16). (4)- (يو3: 16). (5)- (لو18: 42). (6)- (لو17: 19). (7)- (مت9: 22) (8)- (مت9: 29). (9)- (مر9: 23- 26). + + + ـ2ـ لا تخف من شئ البتة ما دمت ماسكاً فى يد المسيح ومتكلاً على الله فى كل أمورك .. فالخوف يُوِّلد الشك .. والشك ضد الإيمان .. فعندما أتى المسيح إلى التلاميذ ليلاً ماشياً على المياه اضطربوا "ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلمهم يسوع قائلاً تشجعوا. أنا هو لا تخافوا فأجابه بطرس وقال يا سيد إن كنت أنت هو فمرنى أن آتى إليك على الماء فقال تعال فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتى إلى يسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلاً يارب نجنى. ففى الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له يا قليلى الإيمان لماذا شككت ؟ "(1) ـ3ـ يجب أن تختبر إيمانك .. هل هو إيمان قوى كامل .. أم إنه إيمان نظرى أى أنك لك اسم فى الإيمان ولكن ليس لك أفعال تثبت بها إيمانك ! لذلك يقول بولس الرسول "اختبروا أنفسكم. هل أنتم فى الإيمان. امتحنوا أنفسكم"(2) والقديس يعقوب الرسول يقول "والشياطين يؤمنون ويقشعرون"(3). ففى أحد المرات لم يستطع تلاميذ الرب أن يخرجوا شيطاناً من إنسان مصروع فسألوا الرب عن سر ذلك فقال لهم "لعدم إيمانكم"(4). ـ4ـ وفى حياتنا العملية نقابل بعض اختبارات الإيمان وقد تكون صعبة المنال بالنسبة لنا فنقول فى أنفسنا [ معقول هذه المسألة تحل ؟] فيبدأ الشك يتغلغل فى نفوسنا ويقل إيماننا. وقد نصل إلى اليأس من تحقيق أغراضنا أو حل مشاكلنا. فنسمع صوت الله يقول لنا "هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شئ مستطاع "(5) وفى مرة أخرى قال "كل شئ مستطاع للمؤمن"(6).ـ لذلك قال رب المجد لتلاميذه "الحق أقول لكم لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل"(7). (1)- (مت14: 26- 31). (2)- (2كو13: 5). (3)- (يع2: 19).(4)،(7)- (مت17: 20). (5)- (مت19: 26). (6)- (مر9: 23). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ففى الحال مد المسيح يده وأمسكه وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت ؟ وقد نُفذت هذه الآية حرفياً عندما نُقل جبل المقطم من وسط مدينة القاهرة إلى أطرافها فى عصر البطريرك ابرآم بن زرعة (62) والقديس سمعان الخراز. معجزة نقل جبل المقطم ـ5ـ ونسأل أنفسنا هل إيماننا مقترن بالأعمال أم لا ؟ إن القديس يعقوب الرسول يتكلم عن الإيمان العامل بالمحبة فيقول "ما المنفعة يا اخوتى إن قال أحد أن له إيماناً وليـس له أعمال. هـل يقدر الإيمان أن يخلصه ؟! إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومى فقال لهما أحدكم إمضيا بسلام استدفئا واشـبعا، ولكن لم تعطوهما حاجات الجسـد فما المنفعة ؟ هكذا الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمال ميت فى ذاته(1).ـ (1)- (يع2: 14- 17). ـ6ـ ذكر المسيح لتلاميذه أمثلة من الإيمان العملى فى الطبيعة فقال "أنظروا إلى طيور السماء إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها ألستم أنتم بالحرى أفضل منها .. تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو لا تتعب ولا تغزل ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها فإن كان عشب الحقل الذى يوجد اليوم ويطرح غداً فى التنور يلبسه الله هكذا أفليس بالحرى جداً يلبسكم أنتم يا قليلى الإيمان"(1). ـ7- يجب أن تدرب نفسك فى تقوية الثقة بالله .. أى بصدق مواعيد الله .. وقد أعطانا الله أمثلة كثيرة فى الكتاب المقدس .. فقد وعد الله إبراهيم أن يعطيه نسلاً بعدما شاخ، وقد تم الوعد فى حينه وأعطاه اسحق(2) .. ووعد الله أمنا حواء بأن نسلها سيسحق رأس الحية(3). وقد تحقق هذا الوعد على الصليب فى ملء الزمان. ووعد الله إيليا وقت المجاعة بأنه سيعوله وعاله عند امرأة صرفة صيدا(4)، ووعد الله أنه سيسكب روحه على كل بشر(5)، وفعل ذلك فى يوم الخمسين ومازلنا هياكل روحه القدوس(6).ـ لذلك ضع فى قلبك دائماً أن الله صانع الخيرات وأن " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله"(7). وأن الله يحب البشر ويعاملهم كأولاده بحنان، وقال "هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن بطنها حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك، هوذا على كفى نقشتك"(8) ـ8ـ قد يهتز الإيمان وقت الضيقات أو التجارب لكن ثَبِّت قلبك نحو الله ولا تخف شيئاً، فإن الذين يضطهدونك لهم حكم على الجسد فقط ولكن النفس لا يستطيعون أن يفعلوا بها شيئاً وبما أن الإنسان سـيموت فالأفضل له أن يموت (1)- (مت6: 26- 30) (2)- (تك21: 1- 3). (3)- (تك3: 15). (4)- (1مل17: 3- 6). (5)-(يوئيل2: 28). (6)- (أع2: 1- 4) (7)- (رو8: 28). (8)- (أش49: 15). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شهيداً حافظاً للإيمان، من أن يموت ناكراً للإيمان وليس له مكان فى الحياة الأبدية. لذلك قال لنا رب المجد "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفـس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم.. فكل من يعترف بى قدام الناس أعترف أنا أيضاً بـه قدام أبى الذى فى السموات. ولكن من ينكرنى قدام الناس أنكره أنا أيضاً قـدام أبى الذى فى السموات"(1). لقد كان الشهداء يتمسكون بالإيمان بالرغم من المغريات التى تقدم لهم لكى يتركوا الإيمان أو العذابات المتنوعة التى ينالوها على فترات متنوعة فيأخذون أكاليل الشهادة وهم فرحين ومعلنين إيمانهم بالرب يسوع. ـ9ـ تمسك بفاديك ومخلصك الرب يسوع ولا تنفصل عنه لأى سبب كان كما كان يفعل بولس الرسول ويقول "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عرى أم خطر أم سيف كما هو مكتوب إننا من أجلك نمات كل النهار. قد حسبنا مثل غنم للذبح ولكننا فى هذه جميعها يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا"(2). ـ10ـ احتفظ بإيمانك إلى أخر نسمة فى حياتك، فإن الشياطين تحارب حتى النفس الأخير .. فقد جاءوا للقديس مكاريوس الكبير وقالوا له فى الساعة الأخيرة من حياته [ طوباك يا أبو مقار .. لقد وصلت للسماء !! فقال له : اللهم ارحمنى فإنى خاطئ ]ـ فلما سأله تلاميذه وأخبرهم بأن الشياطين جاءت لكى تسرق إكليلى !! ـ (1)- (مت10: 28- 33). (2)- (رو8: 35). |
||||
30 - 08 - 2014, 03:33 PM | رقم المشاركة : ( 5656 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فضيلة الإيمان
الخطايا ضدّ الإيمان لم يكن عيش الإيمان سهلاً أبداً. من خلال قراءة الإنجيل المقدّس يلاحظ الإنسان أنه منذ اللحظات الأولى للتبشير نجد عراكاً بين قبول الإيمان ورفضه. إن حادث القيامة فجّر هذا الواقع (مت 17:28؛ مر 11:16؛ لو 13:24؛ يو 24:20-29). وإذا ما تصفّحنا تاريخ الكنيسة لوجدنا الواقع نفسه لأن الإيمان يتطلّب ارتداداً كليّاً ويومياً. والحياة تؤكّد وجود ذرة من الإيمان في أعماق كل ملحد ووجود ذرة من الإلحاد في أعماق كل مؤمن. وإذا ما بحث الإنسان عن جواب لهذا الواقع فعليه أن يبحث عنه لا في الله الذي لم يتوقف عن تقديم عطاياه بل في الإنسان الذي يبقى حراً لا لقبول الإيمان فحسب بل للثبات فيه والمحافظة عليه أيضاً. أ-خطايا الإهمال: قد يخطئ الإنسان ضدّ الإيمان بالإهمال أي بالتغاضي عن كل ما يلزم للمحافظة على الإيمان والنمو فيه. كعدم القيام بالتزامات المعمودية ومتطلبات الحياة المسيحية أو عدم التجاوب مع الهامات الروح القدس... أو بعدم الغيرة الرسولية أو بسلوك طريق لا يتناسب مع الحياة المسيحية. ب-خطايا بالفعل: والمقصود بذلك الخطايا المباشرة والتي تهدف الإيمان نفسه: 1- الإلحاد: وهو الرفض الصريح للوحي رغم وعي الإنسان ومعرفته بواجب اتباعه. ومن الضروري التمييز بين: - الإلحاد الغير إرادي: وهو حالة أولئك الذين دون ذنب منهم لم يسمعوا بالوحي ولم تصلهم البشارة. - الإلحاد الشخصي: هو حالة من لا يهتم بالوحي ومن يرفض سماع كلام الله عن لامبالاة وإهمال وهذه هي تجربة الإنسان المعاصر. - الإلحاد الإرادي: هو رفض الوحي رفضاً إرادياً. ولقد عبّر السيد المسيح بوضوح عن هذا الواقع: »والنور يُشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات... جاء إلى بيته فما قبله أهل بيته...« (يو5:1، 11). أما بالنسبة لخلاص هؤلاء فإن المجمع يؤكد »بأن الذين دون خطأ منهم يجهلون المسيح وكنيسته، وإنما يفتشون عن الله بنية صادقة ويجتهدون في أن يكملوا بأعمالهم إرادته التي تعرف لديه من خلال أوامر ضميرهم، هم أيضاً يبلغون إلى الخلاص الأبدي« (نور الأمم16). 2- الجحود: وهو رفض كامل وواعٍ لحقائق الإيمان من قِبل شخص كان يؤمن بها سابقاً. 3- الهرطقة: وهي رفض لحقيقة من حقائق الإيمان إلا أنه من الصعب التمييز بين الجاحد والهرطوقي لأن من يرفض عقيدة معينة فإنما يرفض ضمناً باقي الحقائق بكونها مرتبطة بعضها ببعض. فكيف يمكن، على سبيل المثال، اعتبار من يرفض عقيدة التجسّد مؤمناً. 4- الشك: هو اعتبار حقيقة أو عقيدة دينية خاطئة. والشك بهذا المعنى يعادل أحياناً الهرطقة. ولكن هناك شكّ إيجابي هو التساؤل الذي يطرحه الإنسان أمام صعوبة معينة. ويهدف هذا النوع من الشك إلى التوضيح والاستفسار، إنه البحث عن الحقيقة. يبقى هذا النوع من الشك منفتحاً على الإيمان ولا يتجاهل التزامات الإيمان. إن غياب هذا النوع من الشك قد يشير إلى نوع من الروتينية واللامبالاة، لأنه لابد لإيمان واعٍ أن يهز كياننا. خاتمة وفي الختام نقتطف هذه الفقرة حول الإيمان من الرسالة الرعوية لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك: »الحضور المسيحي في الشرق شهادة ورسالة«: »إن انتقال الإيمان من مجرد واقع راثي إلى قبول شخصي رهن، نوعاً ما، بالتعمّق في الإيمان وتثقيفه. لأن جهل الإيمان أو السطحيّة فيه قد تؤدي إلى فقدانه، خاصة في إطار التحوّلات العميقة في أنماط الحياة في المجتمع الحالي، حتى في شرقنا حيث تغيّرت الأجواء التقليدية التي أسهمت في الماضي في المحافظة على الإيمان ودعمه. إن جهل الإيمان هو جهل المؤمن لنفسه. وعندما يجهل المؤمن نفسه يفقد هويته ودعوته ورسالته، وتفقد الجماعة المؤمنة أصالتها لتتحوّل إلى مجرّد جسم اجتماعي انسلخ عن التفاعل الحيّ مع أصوله الإلهية. وفي هذا المجال لا يسعنا إلا أن نشيد بكل الجهود المبذولة والمبادرات الرامية إلى نشر الثقافة الدينية والوعي الكنسي والخبرة الروحية لدى المؤمنين البالغين عن طريق الحركات المسيحية المتعددة، والمؤسسات المناسبة، والمراكز والمعاهد المتخصّصة« |
||||
30 - 08 - 2014, 03:35 PM | رقم المشاركة : ( 5657 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فضيلة الإيمان (2)
بقلم: الأب رمزي نعمة ثالثاً: التفكير اللاهوتي 1) ماهيّة الإيمان أ-حسب الرسالة إلى العبرانيين: "فالإيمان قوام الأمور التي تُرجى وبرهان الحقائق التي لا تُرى" (1:11). ب-حسب المجمع الفاتيكاني الأول: "فضيلة فائقة الطبيعة يفيضها الله في نفس الإنسان وتمكّننا بمعونة النعمة الإلهية من قبول الحقائق التي أوحى بهاالله ليس بكونها حقائق (ممكن أحياناً فهمها) بل بناء على كلام الل ه أعني حتى ولو قصر العقل عن إدراكها لأن الله الذي أوحى بها لا يغش ولا يُغش". ج-حسب المجمع الفاتيكاني الثاني: إن طاعة الإيمان أمر واجب لله الموحي (رو26:16؛ راجع رو 5:1؛ 2كور 5:10-6)، وبهذه الطاعة يفوّض الإنسان أمره إلى تدبير الله بكامل حريّته، فيُخضع له عقله وإرادته إخضاعاً تاماً، ويقبل، عن رضى، الحقائق التي يكشفها له. لكن لكي يؤمن بهذا الشكل، فهو بحاجة إلى نعمة الله السابقة والمساعدة، وإلى معرفة الروح القدس الداخلية، التي تحرّك القلب وتردّه إلى الله وتفتح بصيرة العقل وتعطي الجميع العذوبة في قبول الحقيقة والإيمان بها. وهذا الروح بالذات لا يفتأ يكمّل الإيمان بمواهبه، لكي يعمّق فهم الوحي يوماً بعد يوم. 2) خصائص الإيمان بناء على ما سبق، لفضيلة الإيمان أربعة خصائص أساسية: أ.فضيلة فائقة الطبيعة: الإيمان فضيلة مفاضة من الله الخالق. إنها مبادرة إلهية وهبة مجانية من نعمته تعالى: - هو عطية من الله بدونها لا نستطيع ارضاءه "بغير الإيمان لا يرضى الله من أحد لأن الذي يقترب إليه لابدّ أن يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يبتغونه" (عب 6:11). - هو عطية مجانيّة "لا أحد يأتي إليّ ما لم يجتذبه أبي" (يو 44:6). وأكّد بولس مجانيّة الإيمان: "لأن الخلاص جاءكم بالإيمان، فليس ذلك منكم بل هو هبة من الله" (أف 8:2). ولا تعتمد هذه الهبة على حكمة بشرية بل على قدرة الله (1كور5:2). ودعوة الله إلى الإيمان ليست قهراً وإرغاماً لأنها تتطلّب مشاركتنا الحرّة بدليل وجود مؤمنين وغير مؤمنين ووجود تفاوت في الإيمان. ب. أن الإيمان جواب حرّ: لا يوجد "إيمان" إلا كموقف حرّ يختار من خلاله الإنسان بكامل حريته ودون إكراه، أن يتبع الله المخلّص وابنه الحامل رسالة الخلاص. يوجّه الله نداء الإيمان إلى كل إنسان وعلى الإنسان الجواب بالإيجاب أو الرفض على هذا النداء. ولهذا نجد في العالم مَن يؤمن أو مَن يرفض الإيمان ويقاومه. يشدّد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني على أهمية وضرورة الجواب الحرّ والشخصي باعتباره لقاء شخصي بين الله الذي يوجّهه والإنسان الذي يؤمن. وينطلق المجمع من موضوع الكرامة الإنسانية معتبراً الإيمان التزاماً شخصياً من شخص إلى شخص: شخص يوجّه النداء وشخص يلبّي النداء ويعطي الجواب. فالإيمان بهذا المعنى هو موقف وعلاقة شخصية وليس إيمان بأحكام شريعة معيّنة ولا إيمان بكتاب معيّن. ج. أن الإيمان هو جواب حرّ يقوم على دور العقل والإرادة: بما أن الإيمان هو جواب حرّ على دعوة الله فللعقل والإرادة دور هام. يقوم دور العقل على المعرفة إلا أنه لا ينحصر فيها ولا يتوقف عليها. باستطاعته أن يتوصّل إلى: - اكتشاف ضرورة وأهمية الحقائق الإيمانية للخلاص فالله هو كشفها. - إثبات بأنه ثمة لا تناقض بين الإيمان ومعطيات العقل السليم. ويقوم دور الإرادة على إصدار فعل ثقة بالله بدعم من نعمته. وتشبه هذه الثقة ثقة الطفل بأمه فهو يرضى بأن تحمله معها حيث تشاء. وتشبيه آخر هو الشمع الذائب الذي يترك نفسه مطاوعاً بين يديّ الفنان ليجعل منه التحفة التي يريدها. وعبّر بولس الرسول عن هذه الثقة بقوله: "اعلم بمن آمنت" (2تيم 12:1). وقال فرنسيس الأسيزي: "إلهي وكل شيء لي". د. أنه إيمان موجّه نحو الكنيسة وفي الكنيسة ومن خلال الكنيسة: بينما ركز المجمع الفاتيكاني الأول على دور الكنيسة التي تقبل الإيمان وتحافظ عليه، نرى المجمع الفاتيكاني الثاني يتطرّق إلى موضوع خلاص كل إنسان حتى أولئك الذين لا ينتمون إلى الكنيسة المنظورة. 3) بُعدان أساسيان لفضيلة الإيمان أ- بُعد شخصي مركزه السيد المسيح: إن البُعد الأول للإيمان هو البُعد الشخصي ويُدعى كذلك لأن الإيمان هو علاقة شخصية بين الله والإنسان. ويرتكز هذا البُعد على السيد المسيح لأن الإيمان هو قبول خطة الله الخلاصية ولكن بوساطة ابنه المسيح يسوع. 1-معطيات الوحي الإلهي: (أ) الإيمان هو قرار شخصي حرّ وواعٍ لقبول واتباع السيد المسيح. إنه خيار جذري (يو 24:8) وخيار مبني على العجائب (يو11:2) وخيار حرّ (يو36:6؛ 37:12). (ب) معطيات الوحي الإلهي: - هو المسيح الإله الفادي والمخلّص (يو25:11؛ يو 30:20). - حقيقة أساسية: قيامة المسيح. هذه الحقيقة مرتبطة بحقيقة ثانية ألا وهي كلمته المعلنة. "كتبت هذه لتؤمنوا!" (يو31:20) . - ثمرة الإيمان هي الاتحاد بالله بوساطة المسيح، اتحاداً قادراً على تغيير الإنسان. - إنه الاتحاد الذي يعبّر عنه بولس الرسول: بالتقرّب إلى الله بفضل المسيح (روم 1:5-2، أف 11:3-12) ويعبّر عنه يوحنا: بتعرّف الإنسان على يسوع وثمرة ذلك إقامة الله فيه، "من اعترف بيسوع هو ابن الله أقام الله فيه وأقام هو في الله" (1يو15:4). - قادر على التغيير: يعبّر بولس الرسول عن هذه الفكرة بتعليمه حول "التبرير" (غلا 1:3-5، روم 1:5-2). يعبّر يوحنا عنها بتعليمه حول التشبّه بحياة الله وامتلاك حياة الله (يو 36:3؛ 40:6؛ 25:11). (ج) الإيمان هو جواب على مبادرة مجانية من الثالوث الأقدس: - الآب: هو الذي يجذب. - الابن: هو الذي يعرّفنا على الآب ونحصل بوساطته على الإيمان. - الروح القدس: هو الذي يعلّم كل شيء. 2- معطيات اللاهوت تساعدنا معطيات الكتاب المقدس على فهم البُعد الأخلاقي للإيمان، فالإيمان هو أساس الحياة الأخلاقية، إذا كان إيماناً مرتكزاً ومؤسساً على الرجاء والمحبة أي إذا كان قائماً على حقيقة إلهية. فلا يكفي الإيمان بمعزل عن الأعمال كما يظن بعض المسيحيين ونستنتج ثلاثة أبعاد للإيمان من الناحية الأخلاقية: (أ) الإيمان دعوة إلهية شخصية - يعني الاعتراف بأن الله هو المصدر الوحيد للإيمان كفضيلة إلهية. - هو عطية من الثالوث أي أن الله يعطي نفسه للمؤمن. - الإيمان كدعوة يتطلّب من المؤمن النمو المستمر في التواضع (1كور 31:1، 2تس 13:2). (ب) الإيمان هو الجواب الذي يعطيه الإنسان لله، وذلك يعني انه: - هو خيار جذري من قِبَل الشخص لله "لقد عرفنا الحبّ" (1يو16:3) "وآمنّا" (1يو16:4). - الإيمان هو ارتداد وهو تغيير عقلية: من عقلية أرضية زمنية إلى عقلية المسيح (رسالة العبرانيين 13). - الإيمان هو ذبيحة إذ فيه الألم الناتج عن عدم الوضوح من جهة والصراع مع العالم من جهة أخرى إذ أنه عالم متعلمن. (ج) الإيمان هو اتحاد شخصي بين الله والمؤمن - بالنسبة للقديس توما الإكويني: العنصر الأساسي في الإيمان هو الانتماء إلى شخص نتبعه بناء على كلمة منه. وما الحقائق المثبتة إلا العنصر الثانوي للإيمان. - يشبّه القديس توما أيضاً الإيمان بالزواج البتولي بين المسيح والمؤمن. لا شك أنه تشبيه عام إذ أنه من غير الممكن أن نضع المسيح والإنسان على قدم المساواة: إن عمل الله الخلاصي يسبق عمل الإنسان فيغيّره داخلياً ويرفعه إلى مستوى فائق الطبيعة جاعلاً إيّاه "خليقة جديدة" هذا هو المفعول السرّي للفضيلة المفاضة. وأكثر من ذلك تقوم فضيلة الإيمان المفاضة على مساعدة الإنسان في الالتزام للعيش بمقتضى الحياة الجديدة. ب- بُعد كنسي: تتم الوحدة بين الله والإنسان من خلال الكنيسة (نور الأمم9). ويعرّف المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الكنيسة بأنها الواسطة التي وضعها لله لخلاص البشر: هي سرّ أو دليل أو إرادة للاتحاد الوثيق بالله ولتوحيد الجنس البشري (نور الأمم1). وهذا يعني أن البُعد الكنسي للإيمان المسيحي هو عنصر أساسي وكياني. وهذا ما يعلّمه الوحي الإلهي والتفكير اللاهوتي. 1- معطيات الوحي الإلهي: لقد سبق وأشرنا إلى أن الإيمان في العهد القديم هو بمثابة "عهد" بين الله والإنسان. وتدعو الأناجيل الإزائية إلى قبول البشارة بالإيمان كأساس للدخول في ملكوت الله (مر15:1) وفي الوقت ذاته فإن هذه البشارة هي التي تعطي الحياة لجماعة التلاميذ (مت 19:28-20). ويفرض الإيمان في أعمال الرسل الانتماء إلى جماعة المؤمنين (4:4، 32؛ 14:5؛ 7:6) كما أن العماد يتضمن طابع جماعي وطريقة عيش مشتركة. ويركّز بولس الرسول على العلاقة القائمة بين الإيمان والكنيسة: فالكنيسة هي التي تنقل رسالة الإيمان. وهي نفسها التي من خلال المعمودية تعطي الروح القدس مصدر الإيمان. أمّا يوحنا الإنجيلي فإنه يركّز على وحدة المؤمنين كعلامة مميزة تدفع الآخرين إلى الإيمان (20:17-21). إن وحدة الإيمان تأخذ وحدة الأب مع الابن نموذجاً لها. 2- معطيات اللاهوت: يؤكد اللاهوتيون أن الإيمان يحيا عبر الكنيسة وأن الكنيسة تحيا بالإيمان. (أ) الإيمان يحيا من خلال الكنيسة: إن الوساطة الكنسية هي التي تؤمن وجود الإيمان وتساعد على نموه بطرق مختلفة: - من خلال السلطة التعليمية الكنسية، فللكنسية منذ عهد الرسل وإلى اليوم دور نبوي من خلال الكرازة والوعظ والتبشير. - من خلال الأسرار المقدسة: فالكنيسة بكونها سرّ وعلامة وأداة خلاص لجميع البشر هي التي تنقل الإيمان خاصة من خلال المعمودية والإفخارستيا. ويرتبط هذا الإيمان ارتباطاً وثيقاً بالمسيح الذي يعمل بقوّته الذاتية بغض النظر عن الاستعداد البشري ويرتبط أيضاً بالكنيسة التي تعمل بقوة المسيح كما أرادها. - من خلال الشهادة: يدعو المجمع المسكوني الكنيسة "نور الأمم" أي تلك التي بحياتها وشهادتها تقود الأمم من الظلمات إلى النور. - من خلال تجسيد الإيمان: إن الإيمان الحي هو ذلك الإيمان المقترن بالأعمال. فعلى الكنيسة أن تواصل أعمال المحبة على مثال الذي جاء ليخدِِم لا ليُخدَم. (ب) تحيا الكنيسة بالإيمان: يعطي الإيمان الوحدة الظاهرية والداخلية للكنيسة: فللكنيسة من الناحية الظاهرية، رسالة واحدة، وأما من الناحية الداخلية فالإيمان هو مشاركة جميع المؤمنين لعطية الروح القدس الواحدة والمُفاضة فيهم جميعاً. كما أن الإيمان يساعد الكنيسة على اتمام واجباتها من خلال رسالتها الثلاثية: - رسالة كهنوتية: الاهتمام بتوزيع الأسرار التي هي قنوات نِعَم. - رسالة نبوية: الاهتمام بكلمة الله من خلال إعلانها وعيشها. رسالة ملوكية: الاهتمام بأعمال المحبة كتعبير صادق للإيمان الحي. من واجب الكنيسة تحضير المؤمنين للقاء مع الآب من خلال الخدمة في المحبة. |
||||
30 - 08 - 2014, 03:36 PM | رقم المشاركة : ( 5658 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فضيلة الإيمان
بقلم: الأب رمزي نعمة قد يثق إنسان بآخر لصدقه وعلمه ونزاهته وتماسك منطقه. وعلى هذا تبنى علاقة المعلم والطالب، الطبيب والمريض، المحامي والموكّل. وإن كانت شهادة الناس صادقة فشهادة الله أعظم. هناك ثقة أخرى بين الإنسان والله ونسميها الإيمان. ونؤمن بالله لأنه كشف لنا عن قدرته ومصداقيته وعلمه وصداقته بشكلين متكاملين. الشكل الأول هو كشفه عن ذاته من خلال الطبيعة والخليقة المنظورة التي تعكس قدرة الله وكماله. والشكل الثاني من خلال كلام الأنبياء ولاسيما كلام ابنه يسوع المسيح، صورة الله المنظورة، صورة بهاء مجده. الشكل الأول يقودنا إلى الإيمان الطبيعي بالله الخالق والمجازي، وهذا يعتمد على تفكير الإنسان. والثاني يقودنا إلى الإيمان الفائق للطبيعة بالإله المثلث الأقانيم المحب للبشر الذي أحب خليقته حتى تجسّد وصار شبيهاً بها ليفتديها وينير الطريق أمام الإنسان التائه والإيمان الفائق للطبيعة يعتمد، ليس على قدرة الإنسان للوصول إلى الله وإنما على تنازل الله الذي أنعم على الإنسان بأن دعاه كي يسلّم ذاته ليسوع المسيح تسليماً كاملاً. أولاً: تعليم الكتاب المقدّس 1) العهد القديم في العهد القديم الكلمة العبرية ..... ترادف في العهد الجديد الكلمتين اليونانيتين "بيستيس pistis" و "بيستيوين pisteuein" والتي تترجم إلى العربية بالكلمتين "آمن" و "الإيمان". والتي تعني: الشعور بالأمان والارتياح (أش 7، 9؛ 28 ، 16) الشعور بالثقة (حز1:4، 5) ونستخلص تعليم العهد القديم حول مفهوم الإيمان من خلال حادثتين أساسيتين: أ- دعوة إبراهيم: ونفهم من هذا الحدث أن الإيمان يعني قبول إرادة الله بكونها إرادة خلاصية. "بالإيمان لبّى إبراهيم الدعوة فخرج إلى بلد قدّر له أن يناله ميراثاً، خرج وهو لا يدري إلى أين يتوجّه. بالإيمان نزل إلى أرض الميعاد نزوله في أرض غريبة، وأقام في الخيام مع اسحق ويعقوب الشريكين في الميراث الموعود عينه" (عب 11/8-9). ب- قصة العهد: لقد أقام الله عهداً مع شعبه. "أنا أكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً". إنه عهد مبني على الأمانة المتبادلة. فالإيمان هنا يعني قبول كلمة الله والعمل بموجبها. ولهذه الكلمة بعدين: بُعد لاهوتي، وذلك يعني توصيل الحقيقة الإلهية والوحي الإلهي للبشرية، وبُعد أخلاقي وذلك يعني إعلان شريعة حياة أي جواب الإنسان على هذه الحقيقة الموحاة. فبالنسبة للعهد القديم، إن رجل الإيمان، أي الرجل الذي يؤمن هو عضو في الجماعة التي تأسست على العهد في جبل سيناء. الإيمان هو طريقة حياة الإنسان الملتزم بالله، الذي يقول "آمين" لله والذي يتطلّع لله كدليل له انطلاقاً من الثقة التي ولدت من جراء تذكار حي لقيادة الله في الماضي. يكشف الله لنا ذاته بأنه القدّوس، والذي يحب، إنه الأمين والذي يَعِد، أنه الصادق.. ويجيب الإنسان على هذا الوحي بطاعته لله واحترامه وتعبّده ومخافته من خلال أعمال المحبة والثقة والأمانة والرجاء والانتظار والصبر والقبول. بهذا المعنى نفهم أن الإنسان يؤمن وهو مؤمن بقدر ما ينفتح بكامل شخصيته نحو الله الذي يوحي نفسه. إن المؤمن هو ذاك الذي يبني علاقة شخصية مع الله. ويتنازل عن مركزية "الأنا" ليثق بالله دون حدود ويطيعه بمحبة كاملة. تلحق معان مختلفة بكلمتي "إيمان" و "صدق" في العهد القديم. فمثلاً في تك 6:15 و عد 12:20، و حز 22:78 الإيمان هو الثقة في وعد الله. وفي حز 31:14، 9:19 الإيمان بالله هو أخذه مأخذ الجد وفي أش 16:28 الإيمان هو الاعتماد الكلي على الله. وفي أش 10:43 وفي حز 13:27 الإيمان والتصديق ينظر إليهما بالمعنى الذهني وفي حك 2:12 يعني الإيمان الإخلاص للشريعة. وللإيمان في العهد القديم ثلاث أبعاد: بُعد مستقبلي: وذلك يعني الثقة بأن ما وعد الله به سوف يتحقق بُعد ماضي: وذلك يعني إلقاء نظرة على الماضي الذي هو تاريخ خلاص البشرية. وما الهدف من تذكّر الماضي إلا الالتقاء بمحبة الله الخلاصية من خلال كل ما عمله لشعبه (جا 50:44). بُعد حاضر: وذلك يعني اكتشاف علامات الأزمنة بطريقة تترجم هذا الإيمان إلى عمل وواقع. 2) العهد الجديد لا شكّ أن هناك تكامل حول مفهوم الإيمان في العهد القديم والعهد الجديد. فالإيمان هو قبول كلمة الله بكونها كلمة خلاصية في العهدين. لكن هنالك مفهوم جديد للإيمان في العهد الجديد ويعود ذلك إلى التحوّل الواضح في تاريخ الخلاص: فالإيمان يعني إعطاء جواب لله الذي أظهر نفسه عن طريق ابنه يسوع المسيح. أ. الأناجيل الإزائية: في الأناجيل الإزائية لا يعني الإيمان مجرد قبول الشريعة وكلام الله كما كان في العهد القديم، بل الإيمان يعني قبول شخص السيد المسيح الذي بوساطته يريد الله أن يحقق الخلاص. ويدل الإيمان (التصديق) أيضاً على أمور معينة مثل الإيمان بالمجيء الثاني (مر21:13)، والإيمان بالعجائب (مر5:2) والثقة بالله (مر22:11). ويأتي الإيمان من سماع الكلمة (روم14:10-21). والإيمان هبة (أف8:2، فل29:1) والإيمان معناه معرفة الله (غل 9:4) الإيمان هو رجاء الخلاص والحياة (روم 8:6). ب. بولس الرسول: جاءت بشارة القديس بولس في فترة ما بعد قيامة السيد المسيح، وركّز تبشيره على يسوع القائم من بين الأموات. لذا فالإيمان الحقيقي هو ذلك الموجّه نحو المسيح القائم والممجد. ليس الإيمان بالنسبة للقديس بولس أو للأناجيل الإزائية مجرد قبول فكري للوحي، إنما هو العطاء الكلي لشخص المسيح والاتحاد الكامل به. لذا نرى القديس بولس يركّز على الإيمان بيسوع المسيح الذي هو مصدر الخلاص إذ ليس الإيمان بالشريعة وبأعمال الشريعة هو الذي يعطي الخلاص. ج. يوحنا الرسول: يُعتبر تعليم يوحنا حول الإيمان من أكمل تعاليم العهد الجديد حول هذا الموضوع. إنه الإنجيل الذي كُتب من أجل إحياء الإيمان (31:20). ويوضّح يوحنا أن الإيمان هو عطية من الله. وأن الله يترك الحرية للإنسان بالقبول أو عدمه، وتقع المسؤولية كاملة على الإنسان الذي بإمكانه أن يقبل أو أن يرفض الإيمان. وأن خطيئة أعداء المسيح الكبرى هي أنهم رفضوا هذه العطية (9:16). ويركّز يوحنا على أهمية الشهادة للمؤمنين الذين باتباعهم وصايا الله بمحبة ووحدة يشهدون أمام العالم عن حقيقة الإيمان (21:17). ومن المعروف أن الصفة الغالبة للإيمان في العهد الجديد وخاصة في إنجيل يوحنا هي الثقة الشخصية القائمة على التصديق: "أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي" (1:14)، "صدقيني أيتها المرأة" (21:4). ويرى يوحنا أن الإيمان هبة البنوّة لله "أما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله" (يو12:1). الإيمان هو الإيمان الشخصي بيسوع (يو 11:2، 16:3). إن أفعال المسيح تقودنا إلى الإيمان به (يو 10:14، 11:10، 36:5). وقد كتب إنجيله ليؤمن الناس به (يو 35:19، 20-31). د. أعمال الرسل: ويظهر الإيمان في أعمال الرسل كانتماء إلى مجموعة الرسل أي إلى مجموعة الكنيسة الأولى. مما سبق نستخلص مفهوم الإيمان في العهد الجديد: - الإيمان هو الانتماء إلى يسوع المسيح المخلّص المائت والقائم من بين الأموات. - الإيمان هو الانتماء إلى شخص يسوع المسيح ورسالته. - الإيمان هو الانتماء إلى يسوع المسيح من خلال الكنيسة التي هي "جماعة المؤمنين" والأسرار التي وضعها هو بنفسه كقنوات لنعمه. إنها أسرار الإيمان. ثانياً: تعليم الكنيسة 1) المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول علماً بأن الكتاب المقدس يضفي معان متعددة لكلمة الإيمان، إلا أن التعليم الكنسي الرسمي يستعمل هذا الإصلاح بمعنى تقني خاص. والإيمان حسب ما قرره المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول، هو موافقة العقل، بتأثير النعمة على حقيقة أوحاها الله، لا لأننا نفهمها، بل لأن الله الذي لا يمكن أن يغش أو أن يُغش، قد أوحاها وهكذا يقبل المسيحيون سرّ الثالوث الأقدس في الله الواحد بالإيمان أي أنهم يقبلونه، لا لأنهم يفهمونه، بل لأن الله قد أوحى به. إن الذي أوحى به قد بلغنا إياه عن طريق ابنه الإلهي يسوع المسيح بوجه خاص (عب 1:1-2) الذي اعتمدناه بفضل أعماله الخارقة. وقد أكد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني تعليم المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول هذا (الوحي الإلهي 4-5). يستقر الإيمان في العقل كفضيلة وفعل. ولكن الإرادة أيضاً تساهم في فعل الإيمان لأن الحقائق التي يوافق عليها العقل تفتقر إلى تلك البديهية التي تقرر عادة موافقة العقل. وتدخُّل الإرادة ضروي لدفع العقل لقبول الحقيقة الموحاة. وعليه "فمن طبيعة فعل الإيمان ذاته أن يتميز بالطوعية لأن الإنسان الذي افتداه المسيح المخلص ودعاه إلى التبني، لا يستطيع أن يتبع الله الذي أوحى إن لم يجتذبه الآب واضعاً بالله إيمانه بكامل وعيه وحريته" (الحرية الدينية 10). ولأن الإيمان يعتمد على سلطة الله الموحية وليس على البديهية الداخلية للحقيقة، فهو غامض، إلا أنه مع هذا ثابت ومؤكد. وبالإضافة إلى ذلك، فالإيمان، في بدايته وتطوّره، هو من فعل نعمة الله. وقد حدّد المجمع المسكوني الفاتيكاني الأول موضوع الإيمان بقوله: "بموجب الإيمان الإلهي والكاثوليكي علينا أن نؤمن بكل شيء وارد في كلمة الله سواء كان موجوداً في الكتاب المقدس أو كان قد نقل إلينا، والذي أعلنت الكنيسة أنه موحي من قبل الله إما بقرار رسمي أو عن طريق تعليمها العادي والعام". وقد حدد المجمع نفسه ضرورة الإيمان: فبدون الإيمان من المستحيل ارضاء الله (عب 6:11). وعلى الأقل، فإن فضيلة الإيمان ضرورية للأطفال بينما على البالغين أن يوجهوا حياتهم تجاه الله بأفعال الإيمان. 2) المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وقد أضاف المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني توضيحات أخرى. إن على كل تلميذ للمسيح واجب نشر الإيمان بحسب قدرته (دستور عقائدي في الكنيسة– 12). والأساقفة هم وعّاظ الإيمان بلا منازع. وهم يعظون الإيمان الذي يجب على المسيحيين أن يصدقوه ويمارسوه. إن من أهداف التعليم المسيحي جعل الشخص المعمد أكثر وعياً بنعمة الإيمان (التربية المسيحية –2). إن الروح تسند حِسّ الإيمان بين شعب الله. ويتوغل الإيمان في حياة المؤمن جميعها. وقبل أن يستطيع الناس المجيء إلى الليتورجيا (الطقسيات) يجب أن يُدعوا إلى الإيمان والهداية. |
||||
30 - 08 - 2014, 03:38 PM | رقم المشاركة : ( 5659 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
واجبات الإنسان نحو الإيمان نستخلص مما سبق أن الإيمان هو هبة من الله تعالى وهو في الوقت ذاته قرار وجواب حرّ من قِبل الإنسان. من خلال عرض هذه الواجبات نود توضيح المعنى العميق "لواجب إعطاء الجواب" من خلال الخيار الحرّ للإيمان.كانت الكنيسة، سابقاً، تعطي الأولوية لحفظ الشرائع الكنسية كواجب من واجبات الإيمان. وإن كانت هذه الشرائع تعكس إرادة الله إلا أن الإيمان الحي لا يتوقف على مجرد طاعة خارجية لها. ولذا نرى المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني في عرضه للإيمان يحارب فكرة الحدّ الأدنى للخلاص داعياً إلى كمال الحياة في الإيمان وأهمية العمل للنمو في الإيمان. أ- قبول الإيمان: إن الإيمان لضروري للخلاص: إذا كانت محبة الآب تريد الخلاص للبشر أجمعين وإذا كان الإيمان هو اللقاء بالله المخلص فجميع البشر بالتالي مدعوون إلى الإيمان. 1- معطيات الوحي الإلهي: تؤكد لنا الأناجيل الإزائية بأن الإيمان ضروري للدخول في ملكوت الله (مر 15:1). ونرى السيد المسيح يطلب الإيمان للقيام بالعجائب (مت 28:9؛ مر 35:5). ولقد علّمنا بأمثاله أنه لا غنى عن الإيمان للخلاص (مثل الزارع: لو 12:8؛ يو 24:8؛ 24:5؛ 25:11-26؛ مر 15:16-16). أما الفكرة البارزة في الكرازة الأولى في سفر أعمال الرسل فهي العلاقة القائمة بين الإيمان والخلاص. إن الخلاص بالنسبة لبولس الرسول هو ثمرة الإيمان بيسوع المسيح وبأحكام الشريعة (روم 26:3-28؛ غلا 16:2). وبالنسبة ليوحنا الرسول فإن العلاقة بين الإيمان والخلاص أساسية ويؤكدها من خلال تعميقه فكرة النور والظلمة (يو 20:3؛ 1يو 5:1) وفكرة الحياة (يو 12:1؛ 15:3؛ 36:16) وفكرة الحكم والقضاء (يو 18:3). 2- معطيات اللاهوت: إن الإيمان كفضيلة ضروري لكل إنسان حتى الصغير منهم. وأما الإيمان "كحدث وفعل" فإنه ضروري للإنسان البالغ. ومن هنا السؤال بماذا نؤمن؟ الإيمان الضمني: على الإنسان أن يؤمن ضمنياً بكل الحقائق التي أوحاها الله لا لسبب إلا لأن الله هو الذي أوحاها. الإيمان الصريح: كإيمان صريح لابد من الاعتراف بوجود الله وبأنه يجازي الإنسان على أعماله (عب 1:11) وإن الإنسان غير المؤمن والذي لا شريعة له فهو بطبيعته شريعة لنفسه حسب تعليم بولس الرسول (روم 9:2-17). أما بالنسبة للإنسان المسيحي فالوصية تطلب منه أن يؤمن: - بكل الحقائق التي وردت في قانون الإيمان - بالأسرار الضرورية للمسيحية: المعمودية، الإفخارستيا والتوبة - بوصايا الله العشر وأبانا الذي... ولكن المؤمن الحقيقي لا يتوقف على الحدّ الأدنى و ينظر إلى "الكم" في إيمانه بل يسعى إلى الحدّ الأعلى وإلى النوعية. ب. نشر الإيمان: هناك دور "نبوي" لكل عضو في الكنيسة بناء على قول السيد المسيح: "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم.." (مر16:6). وإنه لواجب علينا أن نؤدي هذا الدور بإخلاص واقتناع داخلي. مازال الله الذي كلمنا سابقاً بوساطة الأنبياء ومن ثم بوساطة ابنه مازال يكلمنا اليوم بوساطة الكنيسة. فالكنيسة التي تصغي لكلمة الله من واجبها أن تعلن وتنشر هذه الكلمة. وعندما نقول كنيسة لا نقصد السلطة الكنسية، بل كل عضو في الكنيسة. لأنه بحكم المعمودية يُصبح على كل مؤمن "أدبياً" بأن يؤدي هذا الدور النبوي لأنه كما نال معرفة الخلاص مجاناً فعليه أن يعطي الخلاص مجاناً. إلا أنه واجب على المعمّد أن يقوم بنشر الإيمان لأن السيد المسيح طلب ذلك صراحة لدى قوله "اذهبوا وتلمذوا كل الأمم" لا شك أن دور الإعلان والتبشير يختلف من شخص لآخر. إلا أنه واجب على كل إنسان أن يؤديه بحسب مركزه ودوره في المجتمع. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نعلن؟ إن أنجح تبشير عُرف على مدى الأجيال هو شهادة الحياة التي هي ثمرة المعمودية والميرون (راجع "نور الأمم" 11، 12). - إن الوسائل الأساسية لإعلان الإيمان هي الاحتفالات الليتورجية. لا شك أن رسالة التبشير بالمعنى الحصري على المستوى المحلي أو العالمي هي دعوة خاصة ولقد أصدرت الكنيسة العديد من الوثائق لهذه الغاية: قرار مجمعي في نشاط الكنيسة الإرسالية، 1965. دعوة رسولية من أجل إعلان الإنجيل للبابا بولس السادس، 1975 إرشاد رسولي في واجب تلقين التعليم المسيحي في عصرنا للبابا يوحنا بولس الثاني، 1979. § العلمانيون المؤمنون بالمسيح للبابا يوحنا بولس الثاني، 1988 § رسالة الفادي للبابا يوحنا بولس الثاني 1990 - أما بخصوص وسائل القيام برسالة نشر الإيمان: فهناك وسائل تقليدية كالتبشير والكرازة والوعظ والتعليم الديني وحركات الشبيبة. إلا أن الكنيسة تدعو إلى استغلال وسائل الإعلام الحديثة (راجع عدد 45 من دعوة رسولية من أجل إعلان الإنجيل وقرار مجمعي في وسائل الإعلام الاجتماعية).. ج- نمو الإيمان: تُعتبر رسالة السيد المسيح وكرازة الرسل دعوة ملّحة إلى ضرورة إنضاج الإيمان والنمو فيه. 1- معطيات الوحي الإلهي: يظهر جلياً من خلال قراءة الإنجيل المقدس كيف أن السيد المسيح كان يوبّخ قلة الإيمان (مت 25:8-26). وقدّم الأمثال للإشارة إلى حيوية الإيمان (راجع مثل حبة الخردل مت 2:13-23) كما ونراه يقبل الصلاة من أجل ازدياد الإيمان (لو5:17). يتضح من خلال كرازة الرسل أن النمو هو ثمرة طبيعية للإيمان الحي (راجع قو 9:1-10؛ فل 9:1-10؛ أفس 14:3-19؛ عب 1:6-2). كما ودعا الرسول بطرس إلى النمو في النعمة وفي معرفة المسيح يسوع (2بط 18:3). 2- معطيات اللاهوت: ما بين الشرارة الأولى للإيمان واكتماله ونضوجه، شوط طويل يجتازه الإنسان عبر مراحل حياته. وللإنسان دور في نمو الإيمان كما له دور في نشوئه. وقد صلى يسوع كي لا ينقص إيمان بطرس الذي عليه أن يثبّت إخوته (لو 32:22). وإذا كان نشوء الإيمان هو تعاون نعمة الله وإرادة الإنسان، فإن فقدان الإيمان هو مسؤولية الإنسان ومسؤولية مجتمعه. وكلما زادت مسؤولية المجتمع قلّت مسؤولية الفرد في فقدان الإيمان (مثل البلاد الشيوعية الملحدة). يشبه الإيمان بذرة لا تقدر أن تعيش إلا إذا واصلت النمو والكفاح. وإذا لم ينمي المؤمن إيمانه بأفعال إيمان وبحياة رصينة جادة فإن تجربة النكوص والانعكاس ومعاودة الاعتماد على التفكير الذاتي وارادة، بدلاً من الاعتماد على حكمة الله التي تكلّمنا بشكل سريّ وتحملنا إلى حيث لا ندري. وبما أن الإيمان يعني اللامنظور فإن الإنسان محمول إلى الارتداد إلى الأشياء الملموسة والمنظورة. الإيمان هو قفزة خطرة خارجاً عن العالم وفوقه بشكل معاكس للجاذبية الأرضية التي تحاول دائماً إرجاعنا إليها. لذلك يبقى الإيمان مجالاً يجب الدفاع عنه بعزم وثبات. العمل على النمو في الإيمان هو مسؤولية الفرد والجماعة وهذه بعض الخطوات لنمو الإيمان: 1- ممارسة الصلاة والاتحاد بالله 2- القيام بأفعال إيمان نؤكد فيها إيماننا. ويتم ذلك في مراحل العمر الأساسية وعند التجاوب والشكوك، وعندما يُطلب من المسيحي الشهادة عن إيمانه، وأهم فعل إيمان هو إعلانه عند ساعة الموت. ولا ننسى أن المسيحي يعلن عن إيمانه بالكلام والأعمال. وكلما صلينا أو قمنا بعمل صالح لمجد الله فإنما نعلن عن إيماننا عملياً. 3- ممارسة الأسرار ولا سيما الاعتراف والمناولة. 4- دراسة الكتاب المقدس: يقول إيرونيموس "من يجهل الكتاب المقدس يجهل المسيح". 5- الثقافة الدينية بالمطالعة والدراسة. 6- التبشير بالإيمان: نشر وتقوية إيمان الغير ينمّي إيماننا الشخصي. د. الثبات في الإيمان: لقد منحنا الله هبة الإيمان. إنها هبة مجانية لا نستحقها إنما يجب علينا المحافظة عليها. 1- معطيات الوحي الإلهي: دعا السيد المسيح أتباعه إلى ضرورة الصلاة والسهر (لو 22:21) والحذر من الأنبياء الكذبة (مت 15:7) والوقوف بحزم أمام الاضطهادات (يو 1:16-4). ولم يكفّ الرسل الأطهار عن حثّ المؤمنين والمسيحيين الأولين على الثبات في التعليم الصحيح (راجع أع 29:20؛ 2قور 3:11؛ روم 17:16؛ 2بط 17:3؛ 2بط 1:2؛ 2يو 11:7؛ يهوذا آية 20). 2- معطيات اللاهوت: سارت الكنيسة على خطى المسيح داعية إلى الثبات في الإيمان مندّدة بالتعاليم الخاطئة (نور الأمم 25) ومحذّرة من المخاطر التي تقود إلى إضعاف الإيمان أو هجره. كالاطلاع على الكتب التي تقاوم الإيمان المسيحي. أما بخصوص العلاقة مع غير المسيحيين من جهة والمسيحيين غير الكاثوليك من جهة أخرى فإن المبدأ العام للكنيسة هو الاحترام والمحبة والانفتاح والتعاون. إلا أن ذلك لا يعني اللامبالاة الدينية ولا التنازل عن العقائد في سبيل التقارب والوحدة (راجع قرار مجمعي في الحركة المسكونية وبيان في علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية). ومن الوسائل الضرورية للثبات في الإيمان تؤكد الكنيسة على دور المدرسة المسيحية وباقي المؤسسات التعليمية. |
||||
30 - 08 - 2014, 03:39 PM | رقم المشاركة : ( 5660 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أقوال عن الإيمان للقمص بيشوي كامل
+ الإيمان هو القوى المحركة للسفينة فى وسط بحر هذا العالم المتلاطم . + أساس إيماننا الأرثوذكسى يختلف عن أى إيمان . فهو ليس مجرد إيمان بقوة الله وعظمته وسلطانه وأن السموات تحدث بمجده والفلَكَ يخبر بعمل يديه .. + إنما يعنى أن هناك إضافة الهية غير محدودة لبشريتنا المحدودة هذه الإضافة اللانهائية لله لطبيعتنا الضعيفة أعطت الانسان المسيحى أن يدخل فى اللانهائيات، ويعمل بامكانيات الله اللانهائية. + المسيحية ليست أخلاقيات بل هى حياة المسيح فى البشر. + الأخلاقيات بدون المسيح تضخيم للذات . ولكن فى المسيح هى رائحة المسيح الذكية. + ليس عدو للانسان ولا للخدمة أخطر من الذات. + الانسان العادى إرادته تقف عند حد . أما المسيحى فالاراده عنده = إرادته الضعيفة + إرادة الله فيه . وهنا يرتفع مستوى إرادتنا إلى ما لا نهاية إلى الموت . + الإرادة المسيحية تصل إلى الذبح " من أجلك نمات كل النهار " . + الإيمان بالمسيح المذبوح لأجلنا فى ذبيحة القداس يلهب قلبنا فتدرك بذل الله إلى المنتهى .. إلى الذبح .. + محصلة صومنا = صوم ربنا يسوع بلا أكل + صومنا الضعيف = صوماً عظيماً جداً ومقبولاً . + احتمال المسيح إلى ما لانهاية على الصليب + احتمالى البشرى المحدود الضعيف = احتمال بالمسيح رئيس إيماننا ومكمله = احتمال إلى ما لا نهاية .. + نحن نملك امكانية نقل الجبال .. وإن كانت المسيحية لا تدعو للحركات التظاهرية البهلوانية لكى تنقل كل يوم جبلاً ولكن نحن نملك إمكانية نقل الجبال .. لنا أن ننقل جبال الكراهية من على قلوبنا وقلوب الآخرين بالمسيح الموجود فينا . + المسيح هو الحياة .. وثباتى فيه يعنى حياتى الأبدية. وانفصالى عنه يعنى موتى. + الإيمان المسيحى مبنى على وجود الله فى حياتنا ، معنى ذلك أننا بالإيمان نحصل على إمكانيات غير محدودة لله الحال فينا فنستطيع كل شىء فى المسيح الذى يقوينا ، ونكتشف أن لنا فى المسيح قامة أكبر بلا مقارنة من قامتنا البشرية . + إن القوة فى المسيحية ليست قوة السيف ولكنها قوة الإيمان والصلاة إن قوة السيف تنهار أمام الجارية . أما قوة الإيمان فتعبر التجربة بالصلاة . + فى هذا العصر المادى يجحد البعض المسيح الذى فداهم بدمه من أجل المال أو الجنس . وعنهم يقول معلمنا بولس الرسول : " يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه " ( عب 6 : 6 ) . + فهل يظن هؤلاء المساكين أن المال أو شهوة الجنس أغلى من دم المسيح وأغلى من الروح القدس الذى سكن فينا بمسحة الميرون !! + كان أحـد القديسـين ساكناً فـى وسـط المدافن ، فرأى منظر ملائكة محيطين بانسان ميت جحد المسيح قبل موته ثم سمع صوت العذراء تقول لهم : ( انزعوا ميرون ابنى يسوع المسيح منه ). لا أمان بدون إيمان . + الإيمان هو قوة الموتور التى تحرك سفينة الخدمة وسط بحر العالم المتلاطم . + الإيمان هو لثمر رقم 7 من ثمار الروح القدس تعطى بالامتلاء بروح الله بالصلاة ، والتوبة ، وأعمال المحبة . + الإيمان شجرة تنمو باستمرار . + الإنسان يريد أن يرى بعينيه ليؤمن .. ولكن إيمان إبراهيم هو ثقة فى كلام الله قبل أن يرى أوعكس ما يرى. آمن بأنه ذاهب إلى أرض تفيض لبناً وعسلاً وهو لم يرها .. آمن بنسل وإمرأته عاقر .. آمن بقيامة اسحق رغم ذهابه ليذبحه . + الإيمان جعل شخصية إبراهيم عظيمة .. + ضعف الإيمان جعل لوط حقيراً . + عندما انتصر الرب .. انتصر لنا .. + فالنصرة حدث ماضٍٍٍٍٍ فى حياتنا . وما علينا إلاً أن نكتشفه بالإيمان. + لولا الشهداء ما بقى لنا إيمان وما ظهرت قوة المسيحية وقوة الوصية وحلاوة الصليب وقوته وحكمته .. + السلبية ينطوى تحتها الخوف .. قلة الإيمان .. الإحساس بالضعف .. الأنانية .. وضعف الشخصية . + أما الإيجابية ففيها قوة الإيمان . الثقة بالله .. المحبة الإحساس بآلام الآخرين .. قوة الشخصية . + البركة التى تؤخذ من الله تؤخذ بالطاعـة ، والإيمـان كإبراهيم .. وتؤخذ بالجهاد والصراع فى الصلاة حتى مطلع الفجر كيعقوب. + الحرية أخذتها فعلاً بالمعمودية. لذلك فالإيمان مع العمل إثبات إيمانى بأنى حرّ. + كل مواجهة مع المسيح هى صلاة تجديد.. وكل صلاة هى خبرة إيمانية .. وكل خبرة إيمانية هى حياة أبدية. + السير فى البرية ليس فيه أمان إلاَّ إذا آمنا أن الله موجود معنا لا يفارقنا. منــاجاة: سمعان لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب.. أى ضمان أعظم من هذا .. أريد هذا الضمان أن لا أرى الموت قبل أن أعاين المسيح.. بالإيمان.. وبعد الموت بالعيان. + الإيمان : ليس هو نظرية.. بل قوة قادرة على تغيير الحياة. + هذه القوة تبدأ بمواجهة مع أنفسنا داخل أنفسنا فى حضرة الله بكل صبر وطول أناة وبصلاة. + النفس المؤمنة ، تملك كنوز الحكمة والمعرفة والغنى... التى هى يسوع المسيح. + بالايمان نغلب القلق ، ونحطم الخوف. + إيماننا الحى هو الرد العملى والبرهان الواضح على صحة الطريق المسيحى ، وحاجة النفس البشرية إليه. + حين نستخدم أسلوب الحسابات نقف عن عمل الله. ويتخلى الله عنا... لقد استخدم فيلبس هذا الأسلوب... ومد الرب يده الأمينة فبارك فى القليل ليصبح كثيراً ويفيض. + كنيستنا غنية بالإيمان ، ولا يليق أن نضيع هذا التراث بضعفنا . ليتنا نسلم السلاح (الإيمان) لأولادنا . + ليتنا نسلمهم روح الرضى والشكر والثقة المطلقة فى إله محب وقادر على كل شئ |
||||