منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 10 - 2021, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 56171 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أن يكون بلا لوم:

له أحاديث كثيرة وطويلة في "حياة الكارز المقدسة غير الملونة" كقدوة وكرازة لشعبه نقتطف منها:
"القدوة الحسنة تعطي صوتًا أعذب من أصوات العزف وجميع آلات الطرب، لأن الناس لا يعتبرون ما نقوله بقدر ما نفعله(104).
"يليق بالكاهن أن يتلألأ، فيضيء بسيرته الحسنة على جميع الناس ليقتدوا بمثاله. أما إذا استحال هذا النور إلى ظلام، فماذا يحل بالعالم؟! أما يصير خرابًا(105).
"لا السماء ولا النهار ولا الليل تمجد الله كما تمجده النفس القديسة فكما إذا تأمل الإنسان زينة السماء يقول "المجد لك يا رب فيما صنعت" هكذا إذا ما رأى الفضيلة في إنسان يمجده بالحري أكثر.
من لا ينذهل إذا ما رأى إنسانًا يشاركه في الطبيعة البشرية لكنه يتصرف بين الناس كالماس، لا يميل قط نحو الشهوات! بل يكون أشد صلابة من الحجر الماس، إذا وجد بين النار والحديد والوحوش يغلبهم بحسن العبادة، إن شتم يبارك وأن قالوا عنه رديئًا يمدحهم، وأن أساء أحد إليه يصلي عنه...".
لنقودهم بمعيشتنا، فأن كثيرين من العامة قد أدهشوا عقول الفلاسفة! فأنهم إذ أعلنوا فلسفة الأعمال وسيرتهم وفضيلتهم أظهروا صوتًا يفوق هتاف البوق، وأوفر بلاغة من اللسان(106).
"لقد تركنا (الرب) هنا لنكون أنوارًا، لنعلم الآخرين، لنكون خميرة، نسلك كملائكة بين البشر، كرجال مع أولادهم، كروحيين مع أناس طبيعيين فينتفعون منا، ونكون بذارًا تخرج ثمارًا.
 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 56172 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا حاجة للكلمات ما دامت حياتنا تضيء!
لا حاجة للمعلمين ما دمنا نظهر أعمالًا!
ما كان يوجد وثني لو كنا مسيحيين بحق!
لو أننا نحفظ وصايا المسيح ونحتمل الألم ونسمح للغير أن يستفيدوا منا، إذ نشتم فنبارك، نعامل معاملة سيئة فنصنع خيرًا(107)، لما بقى أحد بعد متوحشًا ولا يرجع إلى الصلاح(108)...
مرة أخرى يلوم الخدام الكارزين بسبب فساد سيرتهم، معلنًا قوة القدوة في الكرازة والرعاية بقوله:
"ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال! (109)".
"لماذا هذا الكبرياء؟ لأنك تعلم بالكلام!
ما أسهل ترديد الكلمات! علمني بحياتك هذا أفضل(110)".
"نحن محتاجون إلى سلوك حسن لا إلى لغة منمقة، إلى الفضيلة لا إلى الخطابة الفذة، إلى الأعمال لا إلى الكلام...!
 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 56173 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تهتم أن تعلم ابنك الخطابة بل علمه الفلسفة (التقوى)، فأنه إن لم يتقن الخطابة لا ينقصه شيء، أما أن فقد الفلسفة فماذا تفيده كل بلاغة العالم؟!(111)".
أخيرًا نختم حديثنا بحديث القديس عن أهمية حياة الكارز غير الملومة بكونه كاهنًا يخدم أسرار الله العلي إذ يقول:
"وظيفة الكهنوت، وأن كانت في الحقيقة تعطي على الأرض لكنها تعد بين الرتب السماوية. هذا أمر طبيعي، لأنه ليس إنسان ولا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا خليفة أخرى، بل البارقليط نفسه هو الذي رتب الدعوة، مستخدمًا البشر -وهم في الجسد- أن يقوموا بخدمة الملائكة! لذلك ينبغي على الكاهن الذي يقدس أن يكون طاهرًا، كما لو كان واقفًا في السموات عينها بين تلك القوات...!
عندما ترى الرب ذبيحًا وموضوعًا على المذبح، والكاهن يقف مصليًا على الذبيحة وكل المصلين قد اصطبغوا بالدم الثمين، هل تستطيع أن تقول أنك لا تزال بين الناس، وأنك واقف على الأرض... ألست على العكس قد عبرت مباشرة إلى السماء؟!(112)".
"الكاهن الذي يدنو من المذبح بضمير دنس... هو أشنع من الشيطان، لأن الشياطين ترتعد خوفًا تجاه يسوع المسيح(113)".
 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 56174 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وديعًا:


إن كانت سيرة القديس هي لغة الكرازة الحية، فأن الوداعة -في عيني القديس يوحنا- هي أهم أساسياتها.
إن كانت الخطية تجرح النفس وتذلها، فالخطاة محتاجون لا إلى من يزيد جراحاتهم بالغضب، بل إلى من يسندهم بوداعته.
هذا ما اكتشفه القديس يوحنا في معلمنا بولس الرسول، فأنه حتى إن أراد أن يوبخ "إنما قليلًا وبلطف(114)"، مستخدمًا الوداعة بكثرة، لأن الخطية تجعل الإنسان قاسيًا، فأن وبخهم الكارز بقسوة صار الإنسان جافًا ومتجاسرًا، "أما أن تلطف معه فأنه ينحني عنقه وتزول جسارته ويصير نظره مطرقًا نحو الأرض(115)".
"لا يوجد شيء يفيد الآخرين ويجتذب القلوب لله أكثر من وداعة من يكون مهانًا ومستهزءًا به ومثلوبًا ومعيرًا، يحتمل هذا كله بوجه باش وهدوء عظيم كأنه لا يشعر بشيء(116)".
"إن كان الأسقف ذا طبع ثائر، فانه يجلب كوارث عظيمة له ولأخوته(117)".
من من الجموع يمكن أن يكون وديعًا إن رأى قائده سريع التهيج؟!(118)".
 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 56175 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رجل صلاة:

الكرازة هي انسكاب القلب بالحب أمام الله والناس، أمام الله العامل وحده في النفس لكي يخلصها ويمجدها، وأمام الناس بالوداعة والاتضاع لكي يتقبلوا الكلمة.
بهذا الروح كان القديس يوحنا كارزًا مصليًا، يؤمن بالصلاة كحجر الزاوية في كل عمل رعوي، لا يكف عن أن يطلب عن شعبه، ويطلب منهم أن يطلبوا عنه وعن انتشار الكلمة...
يقول: "من دعته الضرورة أن يكون سفيرًا عن مدينة بأسرها -ولا أقول عن مدينة فحسب بل عن العالم أجمع- يضرع إلى الله كي يصفح عن خطايا الجميع، ليس فقط الأحياء منهم بل والراقدين أيضًا، فأي نوع من الرجال ينبغي أن يكون؟!...

فالكاهن، لأنه أؤتمن على العالم كله وصار أبًا لجميع الناس، يتقدم إلى الله متوسلًا في الصلوات الخاصة والعامة من أجل رفع الحروب في كل مكان وإخماد الاضطرابات ملتمسًا السلام والهدوء لكل نفس والشفاء للمرضى(119)...".
"الرب قادر أن يحول هذا الأسد إلى حمل وديع...
صلوات جماعتنا تنفعنا كثيرًا إن كانت صادرة عن قلوب خاشعة! (120)".
 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 56176 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قادرًا على التعليم:

إن كان قديسنا قد ركز على "حياة الراعي" كلغة صادقة للتعليم، لكنه يعود فيؤكد أن القدوة وحدها لا تكفي، إنما يلزم للكارز أن يكون قادرًا على التعليم أيضًا، إذ يقول(121):
"هذا هو كمال التعليم، أن يهيئ المعلمون تلاميذهم بالقدوة كما بالأقوال إلى المستوى الذي يريده الله لهم، لأن القدوة وحدها لا تكفي لتعليم الآخرين.
لست أقول هذا من عندي، بل هي كلمات المخلص القائل(122): "وأما من عمل وعلم فهو يدعى عظيمًا". فلو كان العمل يغني عن التعليم لما كانت هناك حاجة لقوله "وعلم"... إنما ذكر الكلمتين "عمل وعلم" ليظهر أن العمل شيء والتعليم شيء آخر، كل منهما يستند على الآخر لأجل البنيان.
"اسمع ما يقوله إناء المسيح المختار لقسوس أفسس: "اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين نهارًا وليلًا لم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد(123) ". فما الحاجة إلى الدموع والإنذارات الكلامية ما دام سلوك بولس كرسول واضحًا؟! حقًا كانت حياته المقدسة تحث الناس بشدة لحفظ الوصايا، لكني لا أجرؤ وأقول أنها وحدها كافية لتنفيذ كل شيء".
مرة أخرى يقول(124): "عندما تدور مناقشة حول موضوع عقيدي حيث تكون الحاجة إلى أدلة مستمدة من الكتاب المقدس، ماذا تفيد قداسة الحياة؟".
 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 56177 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ملازمًا كلمة الحق الصادقة التي بحسب التعليم(125)... أي يكون قادرًا أن يعظ بالتعليم الصحيح ويوبخ المناقضين،فهو محتاج لا إلى كلمات جوفاء بل إلى فكر قوي ومهارة في دراسة الكتاب المقدس، إلى أفكار راسخة. أما ترى بولس قد وضع ليحارب العالم كله، إذ كان أقوى من أفلاطون وبقية الفلاسفة؟!
قد تقول أنه تغلب عليهم بالمعجزات... لكنك إن تتبعت سفر الأعمال لوجدته كثيرًا ما يغلب بالتعليم أكثر من المعجزات... "من لا يعرف كيف يقدم التعليم الصحيح فهو بعيد كل البعد عن كرسي المعلم، لأن بقية الصفات يمكن أن توجد بين من يرعاهم... أما ما يميزه عنهم فهو قدرته على التعليم بالكلمة".
غير أن القديس يوحنا لاحظ أن بعض المعلمين بسبب قدرتهم على التعليم سرعان ما يسقطون في حب المديح... فبدأ يتساءل أيهما أفضل: أن يكون المعلم قادرًا على التعليم ومتكبرًا أو بالعكس متضعًا لكنه غير قادر على التعليم؟
يجيب(126) "إذا كان الكارز لا يبالي بالمديح لكنه يعجز عن تقديم التعليم الذي "بنعمة مصلحًا بملح(127) تحتقره الجموع فلا ينتفع من سمو ذهنه.
ومن الجانب الآخر لو كان ناجحًا ككارز لكنه مغلوب بأفكار المديح فأنه يصاب هو والجموع بضرر متساو، إذ في حبه للمديح يهتم بالكلام كيف يبهج الناس لا كيف يفيدهم".

 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:37 PM   رقم المشاركة : ( 56178 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حكيمًا:

إذ يتحدث القديس عن سمات الكارز -مقدمًا الرسول نموذجًا حيًا- يتطلب(128):
"غيرة ملتهبة نشطة،
نفسًا مستعدة لاحتمال كل شيء،
ذكاء مع حكمة".
ماذا يقصد القديس بالحكمة؟
أ. حكمة الصليب التي تغلب النفس بالحب وتحكمها، إذ يقول:
"حول الصليب الجهلة والأميين إلى فلاسفة(129)".
"حول صانع الخيام اليونانيين والبرابرة، أما أفلاطون فبالرغم من رحلاته الثلاث إلى صقلية وسمو كلماته لم يستطع أن يقهر طاغية واحدًا... لقد قهر الله أفلاطون هذا لا بضربات فيلسوف أقدر منه، بل بواسطة خاطئ جاهل(130) ".
ب. الحنكة في الإيمان: فكما يقول الرسول أن الأسقف لا يكون حديث الإيمان، لكن "لا يستبعد الأحداث بالكلية عن الخدمة بل يستبعد حديث الإيمان والخبرة، والفارق بين الاثنين كبير(131) ".
ج. اليقظة والقدرة على معرفة خبايا النفوس للعمل على توبتها ونموها. "الراعي في حاجة إلى إفراز عظيم أن تكون له ربوات الأعين لملاحظة طبيعة النفس من كل جوانبها(132)".
د. قادرًا على التعامل مع الكثيرين في يقظة، يعرف كيف يعامل الكل دون انحراف عن رسالته أو روحانيته. يسميه القديس يوحنا "إنسانًا متعدد الجوانب many-sides man(133)".
يقول عنه(134): "يجب أن يكون حكيمًا ومحنكًا في أمور شتى، وأن يكون خبيرًا بشئون العالم ليس بأقل من القوم المتصرفين فيه. وفي نفس الوقت متحررًا من العالم أكثر من الرهبان سكان البراري.
يختلط بالمتزوجين الذين لهم أطفال وخدم، كما يختلط بالأغنياء وأصحاب المراكز العامة وذوي النفوذ... لهذا وجب أن يكون متعدد الجوانب (أي يعرف كيف يعامل الكل)...

لقول متعدد الجوانب وليس إنسانًا مخادعًا متملقًا أو مرائيًا، إنما على درجة كبيرة من المرونة والثقة والتضحية بالمصالح الشخصية... يعرف كيف يتلاءم مع كل واحد حتى يربحه حسبما تقتضي الظروف، فيجمع بين الرحمة والحزم، لأنه يستحيل أن يعامل كل أفراد رعيته بأسلوب واحد. كالطبيب الذي ليس له أن يطبق علاجًا واحدًا على جميع المرضى...".
سأله الأسقف باسيليوس "هل نقيم على الكنيسة الذين ينتقلون وسط المجتمع ويهتمون بشئون العالم... مملوئين بأصناف الفنون التي بلا عدد؟ فيجيب: "لا يقبل أمثال هؤلاء في الكهنوت بل الذين لهم قدرة على مخالطة الكل والالتقاء بهم دون أن تتلوث نقاوتهم أو يهتز عدم محبتهم للأمور الزمنية أو قداستهم أو مثابرتهم أو سموهم، نائلين كل الفضائل التي يتمتع بها المتنسكون...
ظروف المجتمع الكثيرة قد تزيل توازن الفكر وتفقد استقامة الطريق... فالأسقف، مثلًا الذي عهد إليه بكل القطيع لا يقدر أن يهتم بالذكور ويترك النساء اللواتي يحتجن إلى بصيرة خاصة بسبب ضعفهن واستعدادهن للخطية. فالإنسان المختار للأسقفية يلزمه أن يهتم بصحتهن الأخلاقية، إن لم يكن أكثر من الرجال فلا أقل من أن يعطيهن اهتمامًا مساويًا. فهو ملزمًا بزيارتهن في مرضهن، وأن يعزيهن عند حزنهن، وينتهرهن عند كسلهن، ويساعدهن في ضيقاتهن... في كل هذا قد يجد الشرير مكانًا إن لم يكن الراعي حريصًا بزيادة، لأن النظر إلى الشريرات بل وإلى المتواضعات، قد يؤدي إلى طعنات واضطرابات في الفكر(135).
يرتعب القديس يوحنا لئلا في عدم درايته في خدمة قطيعه يفسده إذ يقول(136) "إني أخشى لئلا إذا تسلمت القطيع في حالة جيدة ومنتعشة، بعدم مهارتي أفسده، فأغيظ الله ضدي، هذا الذي بذل ذاته لأجل خلاصه وافتدائه".




 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 56179 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

غيورًا:

"الراعي الصالح كما يريده المسيح هو رجل يتراكم داخله آلاف الشهداء، إذ يموت الشهيد مرة من أجل سيده، أما الراعي فيموت كل يوم من أجل قطيعه(137)".
يلزمه أن يكون متيقظًا جدًا، حارًا في الروح، كما لو كان ينفث نارًا!
يليق به أن يعمل، مثابرًا نهارًا وليلًا، أكثر من قائد جيشه(138)":
سبق أن رأينا أنه لا يريد أن يلفظ أنفاسه حتى يستريح قلبه تجاه كل إنسان، وفي نفس الوقت لا ييأس إن لم يجد في المدينة من يمارس حياة التوبة الحقيقية إلا عشرة، إذ يقول(139):
"إن كان الذين يدأبون في الأمور الصالحة هم عشرة، فأن العشرة يصيرون عشرين، والعشرون خمسين، والخمسون مائة، والمائة ألفًا، والألف يخلصون مدينة بأسرها.
إن كنت لا تقدر أن تقنع الكل وتهديهم، اقنع القليل من كثيرين. فأن الرسل أيضًا لم يقوموا بهداية جميع البشر الموجودين، لكنهم بشروا الكل، فأخذوا المكافأة كأنهم خدموا الجميع"
 
قديم 29 - 10 - 2021, 06:40 PM   رقم المشاركة : ( 56180 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,300,948

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في خاتمة مقاله "عن الكهنوت" بدأ القديس يوحنا يكشف لصديقه سر هروبه من الأسقفية قائلًا(140):
"لقد آن الوقت لكي ألقي بسري الخفي، قد لا يصدقني الكثيرون فيما أقول، لكنني مع ذلك لن أخجل من إعلان الحقيقة أمام العالم...
منذ ذلك اليوم الذي ألقيت إلى دعوة الكهنوت، اهتز كياني كله وأصابني الفزع وخيمت على نفسي سحابة من الكآبة لأنني كلما تفكرت في مجد عروس المسيح وطهارتها وجمالها الروحي وحكمتها ولياقتها، ثم أقارن هذا بما لدي من نقائص أرثي لحالها ولحالي. ووسط حزن متصل وحيرة كنت أخاطب نفسي: من الذي أشار بهذا؟
وكيف تخطئ الكنيسة هذا الخطأ الجسيم؟
ولماذا تثير غضب الله حتى تقدم الدعوة لي أنا أحقر الناس جميعًا فتعاني عارًا هذا مقداره؟!
وما زلت أردد هذه الأفكار في نفسي مرارًا، وإذ لم أستطع احتمال فكرة هذا الأمر المخيف استغرقت في ذهول وصمت غير قادر أن أسمع أو أري شيئًا.

وحين كان هذا اليأس يفارقني أحيانًا تنساب دموعي ويتملكني قنوط، وبعد فيض من الدموع يستولى على الجزع من جديد ليزعجني ويربكني ويزعزع أفكاري. ووسط هذه الدوامة أمضيت أيامي السالفة وأنت لا تدري عن حالي شيئًا، وتظن أني أعيش في سكون وهدوء. إلا أنني أكشف لك القناع التي اجتاحت نفسي، عساك تصفح عني وتعدل عن اتهامك لي...".
كانت نفسه ترتعب أمام ضخامة المسئولية، بماذا يجيب على كل نفس أمام الله في ذلك العجيب؟ فيقول:
"لست أظن أن كثيرين من الأساقفة (والكهنة) يخطبون، بل بالحري أكثرهم يهلكون، بسبب أن أعمالهم تتطلب تعقلًا عظيمًا.
كثيرة هي الضروريات التي تخرجه عن طبعه!
أنه محتاج إلى آلاف الأعين من كل جانب!
ألم تر كثرة السمات التي يلزم أن يكون عليها الأسقف؟ أن يكون قادرًا على التعليم، صبورًا، مفصلًا كلمة الحق باستقامة(141)".
أي متاعب وآلام تلاحق هذه الوظيفة؟!
آخرون يخطئون وهو يتحمل اللوم! (142)".
"أي عقاب قاسي يتوقعه إنسان لا يعطي حسابًا عن خطاياه التي ارتكبها بل بالحري يتحمل خطرًا أعظم بسبب الخطايا التي يرتكبها الآخرون؟
إن كنا نرتعد بسبب دينونتنا عن شرورنا التي ارتكبناها، واثقين أننا لا نستطيع الهروب من النار التي تنتظرنا في العالم الآخر، فأية آلام يجتازها إنسان عتيد أن يجيب عن أخطاء آخرين كثيرين؟!".



اختيار الكاهن:

سيامة أسقف أو كاهن ليست بالأمر الهين، إنما إقامة أب يلتزم بروح الأبوة نحو الناس، وراع يبذل حياته من أجل قطيع المسيح، وكارز يختفي وراء كلمة الحق يكرز ويبشر من أجل الملكوت... لذلك فالشعب مع الإكليروس يلتزمون بالتدقيق الزائد في اختياره، فأنهم مسئولون أمام الله "الراعي الأعظم" عن كل إهمال..
"اخبرني، من أين نشأت هذه المتاعب الكثيرة في الكنيسة؟
"أظن أن مصدرها الوحيد هو الطريقة العشوائية الطائشة في اختيار الرعاة.
يليق بالرأس أن يكون أكثر الأعضاء قوة حتى يضبط النزوات الشريرة التي تصدر عن بقية أعضاء الجسم، ولكن إن كان هو ضعيفًا وعاجزًا عن صد الهجمات الوبائية، فأنه يزداد ضعفًا ويهلك الجسد كله(143) ".
أقول في دقة أن هذه الأمور تحتاج إلى تدقيق زائد، فمن يقدم شخصًا كمؤهل للكهنوت لا يكتفي بشهادة الجماهير له، إنما ينبغي عليه هو شخصيًا -قبل كل إنسان- أن يتحقق من شخصيته، فعندما قال الطوباوي بولس "ويجب أيضًا أن تكون له شهادة حسنة من الذين هم خارج(144) " لم يستغن بذلك عن البحث بتدقيق شديد(145)".
"الذين ينتمون إلى المسيح يدمرون ملكوته أكثر من الأعداء والمقاومين له، ذلك باختيارهم غير المستحقين للخدمة(146)...".





أنت بلا عذر(147):

عالج الذهبي مدى مسئولية الخادم نفسه عن فشله في الخدمة أو تعثره فيها بسبب جهله لمسئولياته، أو جهله للسمات التي كان يليق به أن يكون عليها أو بسبب دخوله هذا الميدان قسرًا تحت ضغط الشعب، فقال:
"لو كان ممكنًا أن كون الجهل عذرًا، لكان بالأولى أن يحتمي به العلمانيون أكثر من الأساقفةالكهنة)... لأنه لا يقدر ذاك الذي يحسب عينًا لتصحيح أخطاء الغير وتحذيرهم للصراع ضد الشيطان المهاجم لهم أن يعتذر بجهله، قائلًا: لم أسمع صوت البوق، ولا نظرت الحرب (الروحية). فأنه قد وضع لهذا القصد. يقول عنه حزقيال أنه يبوق للآخرين وينذرهم بالمخاطر القادمة نحوهم، لذلك يكون عقابًا محتومًا، حتى وإن لم يصب أحد بضرر. "فأن رأى الرقيب السيف ولم ينفخ في البوق، ولم يتحذر الشعب، فجاء السيف وأخذ نفسًا منهم، فهو قد أخذ بذنبه، أما دمه فمن يد الرقيب أطلبه(148)".

"لو أن عشرة آلاف شخص رشحوه للكهنوت وحثوه على ذلك فعليه إلا يعطي لذلك بالًا، بل يبحث قلبه، ويختبر الأمر من كل نواحيه بدقة قبل أن ينصت إلى حاجاتهم.
لا يخاطر إنسان ما ويتعهد ببناء منزل ما لم يكن مهندسًا، ولا يحاول علاج المرضى إن لم يكن طبيبًا، حتى لو حثه على ذلك كثيرون، فأنه يليق به أن يرفض دون أن يخجل من جهله، فهل الذي يتعهد أرواحًا كثيرة لا يختبر نفسه أولًا... إنما يقبل الكهنوت لمجرد أن طلب أحدهم منه ذلك أو ألزمه ثان أو خشى مخالفة ثالث؟!...".
"قد ينخدع المنتخبون بمؤثرات خارجية، أما المختار كاهنًا فلا يقدر أن يقول "لا أعرف نفسي، كما يقول الآخرون عنه، لذلك فعقوبته أقسى من التي يسقط تحتها المنتخبون له...
لهذا السبب نصح الرب من يريد أن يبني برجًا إلا يبدأ بوضع الأساس ما لم يحسب قدرته على البناء، حتى لا يجلب على نفسه سخريات المارة(149) غير المتناهية..".
قدم لنا القديس يوحنا الذهبي الفم أمثلة كثيرة لأناس لم يقدر أحد منهم أن يحتج بجهله، نذكر منهم ملكًا وكاهنًا ونبيًا وتلميذًا.
1. شاول الملك "لم يكن يطمع في الملك لكنه كان يسأل عن أتنه فذهب إلى صموئيل الذي يسأله عن الاتن، فإذ بالنبي يحدثه عن دعوة الله له برسمه ملكًا، ومع هذا لم يسرع شاول بالقبول... لكن متى استخدم سلطانه كملك استخدامًا شريرًا -هذا الذي أعطى الملك من قبل الله- فهل كان تراجعه هذا كفيلًا أن يقيه غضب الله الذي وهبه هذا الملك؟ هل كان في قدرته أن يقول لصموئيل عندما انتهره: "هل أنا تسرعت واندفعت في قبول السلطان؟ إني كنت أن أحيا كأحد العامة في حياة مملوءة سلامًا وبلا اضطراب، وأنت أرغمتني على القبول، فلو تركتني في حالي البسيط ما كنت قد أرسلت إلى هذه المعركة ولما عهد الله إلى بالحرب ضد عماليق... وهكذا ما كنت قد أخطأت...
من يظن في نفسه أنه غير مسئول عن الخطأ، لأنه قد تولى عملًا لم ينله العامة، يكون كمن يحتج بحب الله كعلة لأخطائه الشخصية.
2. عالي الكاهن "لم يطمع في نوال هذه الوظيفة السامية، لكنه ماذا نفعه هذا عندما أخطأ فيها؟!
لماذا أقول "نواله هذه الوظيفة" مع أنه حتى إن أراد أن يرفض لم يكن يستطيع الهروب منها، لأن الناموس يلزمه بقبولها... ومع ذلك لم تكن عقوبته قليلة بسبب أخطاء ابنيه.
3. موسى النبي كان بعيدًا عن السعي نحو قيادة الشعب، مقدمًا اعتراضات عندما أمر بالقيادة... لكنه عندما أخطأ عند ماء مريبة، هل كان هذا الرفض المتكرر شفيعًا له؟!
4. التلميذ الخائن "فقد اختار الله يهوذا، وحسبه أحد أعضاء الجماعة المقدسة، وعهد إليه كالباقين أن يقوم بالأعمال الرسولية، بل أعطاه فوق هذا أمانة الصندوق(150)، لكنه عندما أساء استعمال هذه الأمور التي عهد إليها بها... هل هرب بعد العقاب؟ كلا بل لهذا السبب عينه صب عليه عقابًا أعظم...
"من يطلب العفو عن العقاب المستحق عليه بحجة تكريمه بوظيفة عظيمة عن غيره يكون كما لو أن أحد اليهود غير المؤمنين عند سماعه السيد المسيح يقول "لو لم أكن قد جئت وكلمتهم لم تكن لهم خطية. لو لم أكن قد عملت بينهم أعمالًا لم يعملها أحد غيري لم تكن لهم خطية(151) قال يوبخ المخلص محب البشر قائلًا "لماذا تصنع المعجزات وقد جعلت عقوبتنا أشد؟!" يا لها من كلمات جنونية، يتفوه بها من هو بلا شعور، لأن الطبيب العظيم جاء ليشفيك لا ليهلكك، لا ليعبر بك مريضًا بل ليخلصك من المرض تمامًا، لكنك أنت بنفسك قبلت أن تلقي بنفسك من يديه، فتتحمل عقابًا أشد!...!".
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025