![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 56001 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() موقفه من الله: في بداية شبابه لم تكن له علاقة حقيقية بالله، ولا استناد قلبي عليه. لم يفعل كأبيه سليمان ولا كحفيده يوشيا. فسليمان في باكورة حياته عندما تراءى له الرب قائلاً: «اسأل ماذا أعطيك؟» قد أقرّ بضعفه وقال له: «أنا فتى صغير لا أعلم الخروج والدخول. فأعطِ عبدك قلبًا فهيمًا لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر، فحسن الكلام في عيني الرب» (1ملوك 3: 7-10)، ويوشيا «إذ كان بعد فتى (16سنة) ابتدأ يطلب إله داود أبيه» (2أخبار 34: 3). أما رحبعام «فلم يهيئ قلبه لطلب الرب» (2أخبار 14: 12). ولا ننسَ أن رحبعام كان له رصيد عظيم من الإرشاد والنصح فيما كتبه أبوه خاصة في سفر الأمثال. كان يمكنه أن يعرف طريق الحكمة ومخافة الرب وأُتيحت له الفرصة ليذكر خالقه في أيام شبابه. لقد ملك في سن الحادية والأربعين؛ ولو كان قد عرف الرب منذ حداثته لكان عنده متسع من الوقت ليصبح حكيمًا، لكنه لم يرغب في هذا الأمر ويبدو أن حياة التقوى وما يصاحبها من حكمة كانت ثقيلة عليه وغير مرغوبة منه فانصرف عنها وتم فيه قول الرب «من يُخطِئُ عَنّي يَضرُ نفسه. كل مُبغضيَ يُحبون الموت» (أمثال8: 36). ربما تسألني لماذا لم يستفد من مصادر الحكمة المتاحة له؟ لأنه لم يقدرها ولم يطلبها. فسليمان يقول: «يا ابني.. إن دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم، إن طلبتها كالفضة، وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ تفهم مخافة الرب، وتجد معرفة الله. لأن الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم» (أمثال2: 3-6). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56002 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() موقفه من الشعب: أتى كل الشعب إلى رحبعام وعرضوا أمامه معاناتهم قائلين: «إن أباك قسَّى نيرنا وأما أنت فخفِّف الآن من عبودية أبيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك»، وكانوا غير مغالين في طلبهم، بل عبّروا عن استعدادهم لخدمته. والإنسان، كما قال أحدهم، أمام القرارات الصعبة الحساسة يحتاج لأمرين يخطئ إذا تجاوزهما: أولاً الإرشاد الإلهي، ثانيًا خبرة الحكماء والمتقدمين. وإذ لم يتمكن من الحصول على الأمرين وقُدِّر له أن يتخلى عن واحد منهما، فعليه أن يطلب بكل إلحاح وإصرار مشورة الله، خاصة عندما يقف على مفترق الطرق. طلب رحبعام من الشعب مهلة ثلاثة أيام، ولو كان خصصها لطلب وجه الرب ليمنحه الحكمة والفطنة في التصرف لكانت النتائج اختلفت كلية عما صارت إليه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56003 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() موقفه من الشيوخ: استشار رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي، فأجابوه بكل ما لديهم من حنكة وخبرة: «إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلامًا حسنًا، يكونون لك عبيدًا كُل الأيام». وفي كلامهم نرى روح الاتضاع واللطف وحسن الكلام. ولكنه للأسف ترك مشورة الشيوخ واستشار الأحداث الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه، فأجابوه «هكذا تقول لهم: إن خنصري (الأصبع الأصغر) أغلظ من متني أبي (حقوي أبي). والآن أبي حملكم نيرًا ثقيلاً وأنا أزيد على نيركم. أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب»!! كانت العظمة عند الشيوخ تقوم على أساس الخدمة والرفق والحنان والكلمة الحلوة. والشيوخ - ولعلهم عاصروا داود وسليمان- قد أدركوا الفرق بين الاثنين. فداود كان خادمًا للشعب وكافح وغامر بحياته من أجله، وتعامل معه باللين والوداعة؛ لذا أحبه الشعب والتف حوله. أما سليمان فقد ملأ بطونهم طعامًا، لكنه ألهب ظهورهم بالسياط واستعبدهم. أما العظمة عند الشباب فكانت تقوم على التسلط والاستبداد، وهذا نابع من الغرور والكبرياء والثقة المفرطة في الذات. وللأسف مال رحبعام لمشورة الأحداث وارتكب ثاني خطأ، فلقد تجاوز مشورة الرب وتجاهل مشورة الشيوخ. وثار الشعب وظهرت بوادر الانقسام ولما أراد رحبعام قمعهم بمنتهى الحماقة وأرسل أدورام الذي علي التسخير، فرجمه جميع الشعب بالحجارة فمات. لذا أسرع الملك وصعد إلى المركبة وهرب إلى أورشليم مذعورًا خائفًا. وللأسف انقسمت المملكة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56004 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إيليا على جبل الكرمل ![]() ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك، وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب ( 1مل 18: 31 ) على جبل الكرمل فهم إيليا ثلاث حقائق هامة عن الله وشعب الله: 1ـ أن الذبيحة هي أساس رضى الله على الشعب، ولا بركة بدون الذبيحة. كان الشعب يستحق القضاء، وأن النار تنزل عليه، لكن إيليا قدَّم الذبيحة التي أخذت النار عنهم، ونجا الشعب من الدينونة. كان في تناغم وتوافق تام مع فكر الله، رغم أن الله لم يطلب منه ذلك صراحة. وكان في توافق تام مع التريب الإلهي في الهيكل في أورشليم، رغم أنه كان بعيدًا عن أورشليم بسبب انقسام المملكة. لذلك أصعد مُحرقته وقت «إصعاد التقدمة» (ع29). أي تقدمة المساء أو المُحرقة المسائية. ويا له من رمز رائع لذبيحة المسيح على الصليب، حيث أسلم الروح في ذات التوقيت (الساعة الثالثة عصرًا). 2ـ فهم نعمة الله التي تسمو فوق حالة الشعب وفشله. فعندما رمَّم مذبح الرب المُنهدم، رمّمه من اثني عشر حجرًا «بعدد أسباط بني يعقوب» (ع31). وفي يعقوب يظهر فشل الإنسان، وتتجلى بصورة واضحة وجذابة: نعمة الله، حيث أعطاه كل المواعيد غير المشروطة بالنعمة. وكأن إيليا يقول للرب: الشعب هو الشعب في ضعفه وفشله، ولكن كما عاملت يعقوب بالنعمة وليس بالاستحقاق، نحن أيضًا بنو يعقوب، وأننا نُلقي أنفسنا على نعمتك. 3ـ فهم حقيقة الوحدة: فرغم انقسام المملكة، لكنه رمّم المذبح من «اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك» (ع31). فإسرائيل هو واحد في نظر الله مكوَّن من اثني عشر سبطًا. إنه يرى الأمور كما يراها الله، وليس كما عبثت بها يد الإنسان. كان إيليا يتبع مملكة إسرائيل الشمالية التي تضم عشرة أسباط. لكنه لم يبنِ المذبح من عشرة أحجار. فقد تسامى فوق الانقسام الحادث، ورأى إسرائيل في وحدته. وهكذا الحال مع الكنيسة رغم الانقسامات الكثيرة، لكن الأمناء يحافظون على مبدأ الجسد الواحد، بعيدًا عن الأنظمة البشرية. وهذا الجسد الواحد يضم المؤمنين الذين سكن فيهم الروح القدس. الإيمان في إيليا كان يدرك الوحدة، وكل سبط كان مُمثلاً في المذبح. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56005 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك، وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب ( 1مل 18: 31 ) أن الذبيحة هي أساس رضى الله على الشعب، ولا بركة بدون الذبيحة. كان الشعب يستحق القضاء، وأن النار تنزل عليه، لكن إيليا قدَّم الذبيحة التي أخذت النار عنهم، ونجا الشعب من الدينونة. كان في تناغم وتوافق تام مع فكر الله، رغم أن الله لم يطلب منه ذلك صراحة. وكان في توافق تام مع التريب الإلهي في الهيكل في أورشليم، رغم أنه كان بعيدًا عن أورشليم بسبب انقسام المملكة. لذلك أصعد مُحرقته وقت «إصعاد التقدمة» (ع29). أي تقدمة المساء أو المُحرقة المسائية. ويا له من رمز رائع لذبيحة المسيح على الصليب، حيث أسلم الروح في ذات التوقيت (الساعة الثالثة عصرًا). موقفه من الشيوخ: استشار رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي، فأجابوه بكل ما لديهم من حنكة وخبرة: «إن صرت اليوم عبدًا لهذا الشعب وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلامًا حسنًا، يكونون لك عبيدًا كُل الأيام». وفي كلامهم نرى روح الاتضاع واللطف وحسن الكلام. ولكنه للأسف ترك مشورة الشيوخ واستشار الأحداث الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه، فأجابوه «هكذا تقول لهم: إن خنصري (الأصبع الأصغر) أغلظ من متني أبي (حقوي أبي). والآن أبي حملكم نيرًا ثقيلاً وأنا أزيد على نيركم. أبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب»!! كانت العظمة عند الشيوخ تقوم على أساس الخدمة والرفق والحنان والكلمة الحلوة. والشيوخ - ولعلهم عاصروا داود وسليمان- قد أدركوا الفرق بين الاثنين. فداود كان خادمًا للشعب وكافح وغامر بحياته من أجله، وتعامل معه باللين والوداعة؛ لذا أحبه الشعب والتف حوله. أما سليمان فقد ملأ بطونهم طعامًا، لكنه ألهب ظهورهم بالسياط واستعبدهم. أما العظمة عند الشباب فكانت تقوم على التسلط والاستبداد، وهذا نابع من الغرور والكبرياء والثقة المفرطة في الذات. وللأسف مال رحبعام لمشورة الأحداث وارتكب ثاني خطأ، فلقد تجاوز مشورة الرب وتجاهل مشورة الشيوخ. وثار الشعب وظهرت بوادر الانقسام ولما أراد رحبعام قمعهم بمنتهى الحماقة وأرسل أدورام الذي علي التسخير، فرجمه جميع الشعب بالحجارة فمات. لذا أسرع الملك وصعد إلى المركبة وهرب إلى أورشليم مذعورًا خائفًا. وللأسف انقسمت المملكة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56006 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك، وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب ( 1مل 18: 31 ) فهم نعمة الله التي تسمو فوق حالة الشعب وفشله. فعندما رمَّم مذبح الرب المُنهدم، رمّمه من اثني عشر حجرًا «بعدد أسباط بني يعقوب» (ع31). وفي يعقوب يظهر فشل الإنسان، وتتجلى بصورة واضحة وجذابة: نعمة الله، حيث أعطاه كل المواعيد غير المشروطة بالنعمة. وكأن إيليا يقول للرب: الشعب هو الشعب في ضعفه وفشله، ولكن كما عاملت يعقوب بالنعمة وليس بالاستحقاق، نحن أيضًا بنو يعقوب، وأننا نُلقي أنفسنا على نعمتك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56007 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثم أخذ إيليا اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك، وبنى الحجارة مذبحًا باسم الرب ( 1مل 18: 31 ) فهم حقيقة الوحدة: فرغم انقسام المملكة، لكنه رمّم المذبح من «اثني عشر حجرًا، بعدد أسباط بني يعقوب، الذي كان كلام الرب إليه قائلاً: إسرائيل يكون اسمك» (ع31). فإسرائيل هو واحد في نظر الله مكوَّن من اثني عشر سبطًا. إنه يرى الأمور كما يراها الله، وليس كما عبثت بها يد الإنسان. كان إيليا يتبع مملكة إسرائيل الشمالية التي تضم عشرة أسباط. لكنه لم يبنِ المذبح من عشرة أحجار. فقد تسامى فوق الانقسام الحادث، ورأى إسرائيل في وحدته. وهكذا الحال مع الكنيسة رغم الانقسامات الكثيرة، لكن الأمناء يحافظون على مبدأ الجسد الواحد، بعيدًا عن الأنظمة البشرية. وهذا الجسد الواحد يضم المؤمنين الذين سكن فيهم الروح القدس. الإيمان في إيليا كان يدرك الوحدة، وكل سبط كان مُمثلاً في المذبح.. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56008 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إيليا النبي تحت الرتمة ![]() أَتَى وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ ... وَاضْطَجَعَ وَنَامَ تَحْتَ الرَّتَمَةِ (1ملوك 19: 4 ، 5) على ”جبل الكرمل“ نرى إيليا في مشهد مُبارك فيه مجَّد الله بشجاعة الإيمان (1مل18). هناك في ذلك المشهد الفريد ظهر إيليا كبطل الإيمان، وكان يخدم كأداة لنعمة الله لإرجاع إسرائيل المرتد، من عبادة الأوثان إلى الرب الإله الحقيقي وحده. لكن الشيطان لم يستَرِح لذلك الأمر، لذا سعى ليشغل النبي بذاته وبالعمل البطولي الفريد الذي أنجزه في تلك الفرصة العظيمة. وقد بَدَا المُجرِّب وكأنه قد نجح في محاولاته هذه نجاحًا كبيرًا. وكما خاف بطرس من كلمات جارية رئيس الكهنة، انزعج إيليا أيضًا من كلمات إيزابل الملكة الشريرة. ولذلك نجده ”تحت الرتمة“ يطلب من الله أن يأخذ نفسه. ولكن الله - المُمتلئ بالشفقة والرحمة – أرسل ملاكه ومعه طعام وشراب لكي يُنعش نبيه واهن العزم ”تحت الرتمة“ ( 1مل 19: 5 -7). ولكن عندما وصل إيليا إلى قمة ”جبل الله حوريب“ سمع السؤال المُذِل: «ما لكَ ههنا يا إيليا؟» أو ”ماذا تفعل هنا يا إيليا؟“. هل كان هذا مكان نبي الله؟! لقد كان مكانه الصحيح هو في أبواب المدينة وفي أسواقها، لكي يُوصِّل للشعب شهادة الحق الإلهي. ويا له من تباين بين موقف إيليا على ”جبل الكرمل“، وبين موقفه ”تحت الرتمة“! وماذا كانت إجابة النبي عن سؤال الله الفاحص؟ هل اتضع واعترف بعدم الأمانة وضعف الإيمان؟ كلا. إن لغته تُظهر تعظيم الذات والشكاية على الآخرين. قال إيليا للرب: «قد غِرت غيرة للرب إله الجنود، لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي. وهم يطلبون نفسي ليأخذوها». هذه الكلمات التي تعكس حالة النبي المُحزنة نستخلص منها ثلاثة أمور: 1 – تعظيم الذات. 2 – الشكاية الظالمة ضد شعب الله الذين اتهمهم بعبادة الأوثان واضطهاد أنبياء الله، بينما كانوا قد رجعوا للتو من أوثانهم إلى الله الحي الحقيقي، وساعدوا النبي في قتل أنبياء البعل. 3 – انعدام وجود أية مشاركة بينه وبين بقية أمينة لله في إسرائيل، بينما كان هناك سبعة آلاف في إسرائيل لم يَحنوا رُكَبهم للبعل، ولكن إيليا لم يعرف واحدًا منهم. وهكذا في اتهامه للآخرين وإدانتهم يدين نفسه. لقد فشل إيليا، كما نفشل نحن مِرارًا كثيرة في الثبات في اليوم الشرير بعد مصارعتنا ضد أجناد الشر الروحية في السماويات (أف6). وقد كُتب هذا لأجل ”تعليمنا“ وأيضًا ”إنذارنا“. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56009 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مهن في الكتاب المقدس =============== ![]() الفخاري سأله أن يذهب إلى "بيت الفخاري" [2]. ما هو هذا البيت إلا كنيسة المسيح، بيته المقدس، المُقام في وادي هذا العالم، لا كمحكمة تدين الخطاة، وإنما كبيت فخاري يحول الطين إلى أوانٍ مكرمة، أو كما يقول البابا أثناسيوس الرسولي عن الكنيسة إنها مستشفى لا محكمة، تضم المرضى، لا ليستعذبوا المرض أو يستسلموا له، بل ليشفوا منه. الإناء الفخاري قبل حرقه والإناء الخزفييرى البعض أن الكلمة العبرية ل "فخاري" تعني "المُشَكِل" أو "الجابِل"، تُستخدم للتعبير عن إمكانية الله الخالق كما في (تك 2: 7-8؛ مز 94: 9)، وكما جاء في إشعياء: "يا لتحريفكم! هل يُحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه لم يصنعني؟! أو تقول الجبلة عن جابلها لم يفهم؟!" (إش 29: 16). يقول العلامة أوريجينوس: في بيت الفخاري[توجد وصيتان متتاليتان لإرميا: الأولى تختص بالإناء المصنوع من الفخار الخام، والذي يكون قابلًا للإصلاح وإعادة التشكيل عندما يُكسر، ذلك لأنه يمكن أن يصير عجينة لينة مرة أخرى في يد الفخاري. والثانية تختص بالإناء الفخاري المصنوع من الخزف، الذي إذا انكسر لا يكون قابلًا للعلاج أو الإصلاح، لأنه جاز في النار وأصبح صلبًا غير قابلٍ لإعادة التشكيل مرة أخرى. طالما الفخار طينًا خامًا يكون قابلًا لإعادة التشكيل، لكن بمجرد دخوله النار يصبح صلبًا إذا انكسر لا يمكن علاجه. ماذا يعني ذلك؟ نفهم هذا بصورة عامة أولًا، ثم إذا سمح الرب نفهمه بالتفصيل. طالما نحن في هذه الحياة، نُعتبر آنية من الفخار الخام، إما أن نكون مصنوعين من الرذيلة أو الفضيلة. على أي الأحوال يُمكن أن تُكسَر رذائلنا لتصير فضائل جديدة، كما أن تقدُمنا في الفضيلة يكون قابلًا للرجوع والتقهقر إلى الوراء. لكن حينما نعبر الزمن الحاضر ونصل إلى الحياة الأخرى، نجوز في النار، سواء نار سهام الشرير المشتعلة أو في النار الإلهية بما أن إلهنا نار آكلة، وفي كِلتي الحالتين سواء كُنّا أشرارًا أو صالحين، فإنه بعد كسْرِنا (موتنا) لن يمكن إعادة تشكيلنا ولن نكون قابلين للإصلاح. هكذا ما دمنا في هذه الحياة كأننا في يد الفخاري: إذا سقط الإناء من يديه يمكنه أن يعالجه ويصلحه. فلنتب عن خطايانا التي فعلناها بالجسد، ولنرجع إلى الله بكل قلوبنا الآن،لكي يمنحنا النجاة والخلاص، طالما عندنا فرصة للتوبة، لأنه بعد خروجنا من العالم لن نتمكن من الاعتراف بخطايانا وتقديم توبة عنها. هذا ما نستطيع أن نقوله بأسلوبٍ سريع ومجمل قبل أن نفحص بالتدقيق هذا النص الخاص بالنوعين من الآنية الفخارية، إحداهما إناء خام والآخر إناء صلب(398)]. يقول إرميا النبي: "فنزلت إلى بيت الفخاري، وإذا هو يصنع عملًا على الدولاب. ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري، فعاد وعمله وعاءً آخر كما حسُن في عيني الفخاري أن يصنعه. فصار إلى كلام الرب قائلًا: أما أستطيع أن أصنع بكم كهذا الفخاري يا ببيت إسرائيل؟ يقول الرب؟ هوذا كالطين بيد الفخاري أنتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل" [3-6]. واضح هنا أن إرميا قد دُعي ليقدم رسالة رجاء للشعب، فيدركوا إمكانياتهم الحقيقية كطين في يد خالقٍ حكيمٍ قدير. يؤكد الله لهم أنه موجود ومحب، قادر أن يشكلهم من جديد، إن أرادوا. رأيإرميا النبي الفخاري بجوار الدولاب، يحرك بقدميه قرصًا حجريًا دائريًا من أسفل، فتتحرك معه عجلة خشبية من أعلى، وقد بدأت أصابعه تلعب في الطين ليُخرج الإناء كما في ذهنه، بالشكل الذي يريده له. وكما جاء في ابن سيراخ (38: 29) "هكذا أيضًا يجلس الفخاري في عمله، ويحرك العجلة بقدميه". ويؤكد أيوب البار سلطان الله على الإنسان، قائلًا: "يذهب بالمشيرين أسرى ويُحمِّق القضاة؛ يحل مناطق الملوك ويشدّ أحقائهم بوثاقٍ؛ يذهب بالكهنة أسرى ويقلب الأقوياء... يُكثر الأمم ثم يبيدها؛ يُوسع للأمم ثم يُجليها") أي12: 17-23). بلا شك استرعى انتباه إرميا النبي الآتي: أ. بقوله: "وإذا هو يصنع عملًا على الدولاب" [3]، أوضح أن الفخاري لا يلهو بالطين أو يلعب به، إنما يعمل في جدية عملًا هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الله - الفخاري السماوي - موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة. ب. كيف يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك، ويفتح فوهته إلخ. ج. "ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاءً آخر" [5]. يرى العلامة أوريجينوس في هذا النص مسئوليتنا الشخصية عن فسادنا. [لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ الإجابة ببساطة: أن النص يختص بآنية حيَّة تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول: "ففسد الوعاء الذي كان يصنعه". احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، ويكون فسادك نتيجة لخطأك. يقول السيد المسيح: "ولا يخطفها أحد من يدي" (يو 10: 28)، كما أنه لا يستطيع أحد أن يخطفها من يده، كذلك لا يستطيع أحد أن يُفسدها. بذلك يمكنني أن أقول: أنه لا يستطيع أحد أن يخطف شيئًا من يدي الراعي الصالح أو ينزعنا من بين يدي الرب، إنما بإهمالنا يمكننا أن نسقط ونفسد ونحن بين يديه(399)]. خلق الله الإنسان صالحًا لكنه فسد خلال فساد إرادة الإنسان، وصار الأمر يحتاج إلى تدخل الفخاري نفسه القادر وحده على إعادة تشكيل الإناء. وكما يقول الرسول: "الجميع زاغوا وفسدوا معًا؛ ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد" (رو 3: 12). يصف لنا البابا أثناسيوس الرسولي عمل الفخاري لإصلاح الطبيعة البشرية قائلًا: [خلق الله الإنسان، وأراد له أن يبقى في عدم فساد، لكن البشر باحتقارهم ورفضهم التأمل في الله، ابتكروا ودبروا الشر لأنفسهم... فنالوا حكم الموت الذي أُنذروا به، من ذلك الحين لم يستمروا كما خُلقوا، بل فسدوا حسب تدابيرهم... وإذا ر أي "الكلمة" أن فساد البشر لا يمكن إبطاله بأية وسيلة سوى الموت كشرطٍ ضروري... لهذه الغاية أخذ لنفسه جسدًا قابلًا للموت، لكي باتحاد هذا الجسد بالكلمة الذي هو فوق الكل يكون جديرًا بأن يموت بالنيابة عن الكل؛ ولأن الكلمة أتى وسكن فيه، يبقى في غير فسادٍ، وبذلك ينزع الفساد من الكل بنعمة القيامة]. د. إذا تحطم إناء لا يلقيه خارجًا، بل يعود فيعجنه بيديه مرة أخرى، ويجمع الأجزاء المتناثرة منه بكل حرص، ويضغطها معًا ليجعل منها كتلة واحدة يعيد تشكيلها باهتمام شديد. ه. إذ يضع الفخاري الإناء في الفرن يعرف درجة الحرارة المناسبة، ويحدد الوقت بكل دقة، حتى لا يحترق الإناء بنارٍ زائدة، أو يفسد لانخفاض درجة الحرارة. جاءت الكلمة العبرية المقابلة "في عيني" تحمل معنى "السرور"، فالفخاري هنا ليس أجيرًا يعمل لحساب آخر، بل يهوى عمله ويُسر به، يشتهى أن يقدم بيده الفنانة إناءً جميلًا يكون موضع سروره. هكذا نرى في الله خالقنا ومخلصنا، أنه يعمل فينا لا لغرضٍ إلا لأننا موضع سروره، أو كما قيل في ابن سيراخ إن لذة الله في بنى الإنسان. فإنه "لا يُسر بموت الشرير بل أن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا" (حز 33: 11)، "يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4). و. يستطيع الفخاري أن يصنع ما يريده بالطين وليس العكس، وكأن الله هنا يؤكد لشعبه أنه من حقه أن يضع خطة خاصة بهم لا أن يضع الشعب خطة لله، كقول الرسول بولس: "بل من أنت أيها الإنسان الذي تجاوب الله؟! ألعل الجبلة تقول لجابلها: لماذا صنعتني هكذا؟ أم ليس للخزاف سلطان على الطين أن يصنع من كتلة واحدة إناء للكرامة وآخر للهوان؟!" (رو 9: 20-21). كان يليق بهم أن يخضعوا لله الخزاف السماوي، الذي من أجل تقديسه للحرية الإنسانية يترك للجبلة حق الخيار، وإن كانت لا تقدر أن تتشكل بذاتها. إنها في حاجة إلى نعمته المجددة للطبيعة البشرية! * بهذا يتكشف بجلاء أن نعمة الله ورحمته تعملان دومًا لأجل خيرنا، فإذا تركتنا نعمة الله لا تنفع كل الجهود العاملة شيئًا. مهما جاهد الإنسان بكل نشاطٍ لا يقدر أن يصل إلى حالته الأولى بغير معونة الله(400). الأب دانيال في هذا المنظر تجلى لإرميا النبي حب الله لشعبه وصبره وطول أناته، كيف يشَّكل الطبيعة الفاسدة ليقيم منها إناءً للكرامة مقدسًا نافعًا للمجد (2 تي 2: 21). وكما سبق فصرخ إشعياء النبي: "الآن يا رب أنت أبونا، نحن الطين وأنت جابلنا. وكلنا عمل يديك، لا تسخط كل السخط يا رب، ولا تذكر الإثم إلى الأبد" (إش 64: 8-9).قبل أن يصنع الفخاري الإناء يرتسم شكله في ذهنه، فيراه مخفيًا وراء كتلة الطين التي بلا شكل، وينتظر خروجه إلى عالم الوجود. هكذا يرانا الله آنية كرامة مُعدة للمجد الأبدي، يرانا خلال طبيعتنا الترابية التي يعيد تشكيلها في مياه المعمودية بعمل روحه القدوس الناري. حياتنا الزمنية أشبه بقطعة طين تدخل الدولاب الذي يدور في اتجاه واحد، فنظنها وليدة صدفة أو حياة مملة، لكن يدي الفخاري لا تتوقفان عن العمل لكي يحقق خطته تجاهنا. علينا أن نلبث في الدعوة التي دعينا إليها (1 كو 7: 20)، متكئين على صدر المخلص العامل فينا، فنشعر بلمسات يديه المجروحتين لأجلنا، وندرك عنايته وحبه الباذل فنقول: "الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا معه كل شيء؟!" (رو 8). بيديه يعيد تشكيلنا، فجعل من سمعان الذي يخشى جارية بطرس الصخرة التي لا تهتز أمام ملوك وولاة، ومن شاول الطرسوسي مضطهد الكنيسة رسولًا كارزًا بإمكانيات فريدة. يحول حتى أخطاءنا إلى ما هو للخير والبنيان مادمنا بين يديه مجاهدين. يحول الفتيلة المدخنة التي ُتفسد العيون إلى شعلة نار ملتهبة. عجيب هو هذا الفخاري، فإنه يهب رجاءً لكل نفس. يجعل الحديد المفقود يطفو على وجه الماء (2 مل 6: 6) ويملأ الجرار الفارغة خمرًا جديدة جيدة (يو 2)، ويعوضنا عن السنين التي أكلها الجراد (يؤ 2: 25) ويرد الحرب حتى إن كانت قد بلغت إلى الباب (إش 28: 6). * عندما ُشكل آدم من الطين كان لا يزال طريًا... ومع ذلك كان كالقرميدة (بلاطة) متماسكًا وغير فاسدٍ، أهلكته الخطية، متسللة إليه ومنهارة عليه كالماء. لذلك عجنه الله من جديد وشكَّل ذات الطينة مرة أخرى لأجل كرامة الله، فأتى بها قوية وثابتة في رحم البتول، ووحدّها وربطها بالكلمة، حاليًا جاء بها إلى الحياة فلم تعد بعد لينة أو منكسرة لئلا إذا افاضت عليها بعد مجارى الفساد من الخارج تلين وتهلك. اظهر الرب (اهتمامه بها) في تعليمه في مثل الخروف المنعزل وحده، إذ قال ربي للذين حوله: "أي إنسان منكم له مائة خروف وأضاع واحدًا منها ألا يترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده؟! وإذا وجده يضعه على منكبيه فرحًا، ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران، قائلًا لهم: افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال" (لو 15: 4-6) (401). الأب ميثوديوس يرى الأب Methoduis أن هذا المثال يعلن عن حقيقة القيامة(402). * يمكن لله ليس فقط أن يُصلح هؤلاء الذين هم من طين، خلال جرن التجديد، بل ويعيدهم إلى حالتهم الأصلية، خلال توبتهم النافعة، هؤلاء الذين نالوا قوة الروح وأخطاؤا(403). القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 56010 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ![]() أَتَى وَجَلَسَ تَحْتَ رَتَمَةٍ وَطَلَبَ الْمَوْتَ لِنَفْسِهِ ... وَاضْطَجَعَ وَنَامَ تَحْتَ الرَّتَمَةِ (1ملوك 19: 4 ، 5) على ”جبل الكرمل“ نرى إيليا في مشهد مُبارك فيه مجَّد الله بشجاعة الإيمان (1مل18). هناك في ذلك المشهد الفريد ظهر إيليا كبطل الإيمان، وكان يخدم كأداة لنعمة الله لإرجاع إسرائيل المرتد، من عبادة الأوثان إلى الرب الإله الحقيقي وحده. لكن الشيطان لم يستَرِح لذلك الأمر، لذا سعى ليشغل النبي بذاته وبالعمل البطولي الفريد الذي أنجزه في تلك الفرصة العظيمة. وقد بَدَا المُجرِّب وكأنه قد نجح في محاولاته هذه نجاحًا كبيرًا. |
||||