28 - 08 - 2014, 03:20 PM | رقم المشاركة : ( 5591 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القداسة القديس يوحنا مكسيموفيتش نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي القداسة هي ثمرة تعب الإنسان وعطية من الروح القدس. لا يبلغ إلى القداسة الإنسان إلا الذي يحمل الصليب ويخوض باسم المسيح حرباً ضد ما يحول دون القداسة وما يعيق التقرّب من المسيح. هذه العوائق هي الخطايا والعادات السيئة المتجذّرة بقوة في النفس. إن النضال ضدها عمل أساسي للمسيحي، وبقدر ما يطهّر نفسه يتلقّى الروح القدس. علّم القديس سارافيم عن إحراز الروح القدس، وهو قد اكتسبه حقاً، إذ إن والدة الإله تعرّفت عليه على أنّه من خاصتها. والمؤمنون الساعون بصدق إلى الحق والنور، كما كان موتوفيلوف، بسبب تقواهم، رأوا كيف أن هذا المرضي لله العظيم لمع بنور القداسة. كم هي متنوعة طرق القديسين إلى القداسة! عند عرش الله، أول الواقفين هي والدة الإله الأرفع مجداً من السارافيم، ومعها كل الملائكة ورؤساء الملائكة الثابتين بإخلاص في الصراع الرهيب الذي أثاره ضد الله الملاك الأكثر لمعاناً بينهم، لوسيفر، التي تعني حامل النور، الذي هو الآن الشيطان، أي المرمي أسفل إلى أعماق الظلمة. في هذا الصراع، اقترب الملائكة المشرقون من الله لذا يستحيل عليهم التراجع أو الافتراق عنه. كل الذين يرضون الله هم مثل الملائكة بمحبتهم وإخلاصهم. فهم، مثل الملائكة تماماً، أعلنوا الحرب ضد قوى الظلام وتقوّوا بمحبة الله. كل أنبياء العهد القديم عاشوا هذا الصراع. عندما ساد الكفر أُهمِل ناموس الله. لقد اضطهدهم العالم لأنهم تدخّلوا في حياته الخاطئة. اختبئوا في ?أسافل الأرض?. أبغضهم العالم. النبي إشعياء قُطِع إلى اثنين بمنشار الحطب، والنبي إرمياء رُمي في مستنقع. وفي هذه الأجواء وقفوا ثابتين في الإيمان والإخلاص. كل الأبرار كانوا حزانى في العالم لأنهم كانوا غرباء عن العالم الأثيم. كل الرسل تالّموا بطريقة أو بأخرى. الأبرار ذهبوا إلى الصحراء. ما الذي جعلهم قديسين؟ الآلام؟ العذاب وحده لا يصنع قديسين بل السعي إلى الله، محبته، والجهاد لتخطّي العوائق على درب القداسة، التي هي ثمرة جهاد الإنسان ومنحة من الروح القدس. |
||||
28 - 08 - 2014, 03:23 PM | رقم المشاركة : ( 5592 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السيد المسيح يُكمّل العهد القديم وهذا ما علّم به بكل وضوح في موعظته الشهيرة على الجبل "لا تظنوا أني جِئتُ لأنقضَ الناموس أو الأنبياء ما جِئتُ لأنقض بل لأُكمِّل" (مت5: 17). فليس من المعقول أن الله يهدم ما سبق أن بناه.. بل أن يُكمّل فوقه.. المسيح لم يلغِ بل كمّل البناء.. وهذا أيضًا شرحه معلمنا بولس الرسول عندما قارن بين قيمة الإيمان في التبرير وقيمة الناموس.. واتضح من شرحه أن الإيمان بالمسيح يُبرر بدون الحوجة إلى الناموس "إذًا نَحسِبُ أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس" (رو3: 28)، ولئلا يُظن أن بولس يلغي الناموس ويهدمه أضاف قائلاً بالروح القدس "أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا! بل نُثبِّتُ الناموس" (رو3: 31). إذًا بالرغم من أننا لا نتبرر بالناموس بل بالإيمان بالمسيح. ولكن مع ذلك يجب أن نُثَبِّت الناموس.. أي لا نلغيه بل نعتبره، ونحترمه، ونوقره.. تأكيدًا لتعليم السيد المسيح في الموعظة على الجبل. وقد شرح القديس بولس الارتباط بين الناموس والإيمان بالمسيح عندما قال: "لأن غاية (هدف) الناموس هي: المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو10: 4)، فكيف نصل إلى الغاية (المسيح) بدون الوسيلة (الناموس)؟ فنحن ? المؤمنين بالمسيح ? لا يمكن أن نتجاهل أو نستغنى عن العهد القديم (الناموس)، الذي بُني عليه العهد الجديد برمته. ولكي نفهم العهد الجديد لابد أن نبدأ من العهد القديم، لأنهما وحدة واحدة مترابطة متسلسلة متكاملة. |
||||
28 - 08 - 2014, 03:24 PM | رقم المشاركة : ( 5593 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ناموس الله دائم لا يزول الله لا ينقض عهده "لا أنقض عهدي، ولا أُغيِّر ما خرج من شفتيَّ" (مز89: 34)، "زوال السماء والأرض أيسر من أن تسقط نقطة واحدة من الناموس" (لو16: 17)، لأن الله - واضع الناموس ? لا يتغير "هي تَبيدُ وأنت تبقى، وكلها كثوب تَبلى، كرداءٍ تُغيرهن فتتغير. وأنتَ هو وسنوك لن تنتهي" (مز102: 26، 27). لذلك فكلمة الله لا تزول مثله "يبسَ العشب، ذَبُل الزهر. وأما كلمة إلهنا فتثبُت إلى الأبد" (إش40: 8). فنحن نحترم كلمة الله سواء جاءت في العهد القديم أم في العهد الجديد، لأن الله ? واضع الناموس ? لا يتغير. |
||||
28 - 08 - 2014, 03:25 PM | رقم المشاركة : ( 5594 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العهد الجديد يشهد للعهد القديم "كل الكتاب هو مُوحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهبًا لكل عمل صالح" (2تي3: 16، 17). هنا يتكلم عن كل الكتاب وليس العهد الجديد فقط. وقد مدح معلمنا بولس الرسول تلميذه تيموثاوس، لأنه كان متربيًا بكلام العهد القديم، خاصة وأن وقت كتابة هذه الرسالة لم تكن قد كُتبت كل أسفار العهد الجديد، بل كان المتداول بين المؤمنين هو أسفار العهد القديم فقط "وأنك منذ الطفولية تَعرِف الكتب المقدسة، القادرة أن تُحكِّمك للخلاص، بالإيمان الذي في المسيح يسوع" (2تي3: 15)، فالكتب المقدسة التي للعهد القديم قادرة أن تحكِّم الإنسان للخلاص وتقوده إلى معرفة ربنا يسوع المسيح. ووصف معلمنا بطرس كلمات العهد القديم بأنها سراج منير "وعندنا الكلمة النبوية، وهي أَثبَتُ التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج مُنير في موضع مُظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" (2بط1: 19). شاهدًا أنها مكتوبة بالروح القدس "عالمين هذا أولاً: أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص. لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلَّم أُناس الله القديسون مسُوقين من الروح القدس" (2بط1: 20، 21). فكيف نتنازل عن هذا السراج المُنير الذي أناره لنا روح الله القدوس؟ بل أن السيد المسيح نفسه أمرنا أن نفحص هذه الكتب المقدسة "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية. وهي التي تشهد لي" (يو5: 39). وطبعًا كان يقصد كتب العهد القديم، وقد أمرنا أن نصدقها "لأنكم لو كنتم تُصدِّقون موسى لكنتم تُصدِّقونني، لأنه هو كَتَبَ عني. فإن كنتم لستم تُصدِّقون كُتُبَ ذاك، فكيف تُصدِّقون كلامي؟" (يو5: 46، 47). فمَنْ لا يُصدِّق كُتب العهد القديم التي تنبأت عن السيد المسيح، كيف يُصدِّق السيد المسيح نفسه؟ |
||||
28 - 08 - 2014, 03:26 PM | رقم المشاركة : ( 5595 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العهد القديم يشهد للمسيح |
||||
28 - 08 - 2014, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 5596 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكنيسة الأولى عاشت بالعهد القديم |
||||
29 - 08 - 2014, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 5597 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيحي هو سفير المسيح إلى العالم والسفير هو شخص موفد من قِبل جهة معيّنة ليمثّلها لدى جهةٍ أُخرى، فيبذل ما بوسعه ليكون صلة الوصل بين الطرفين. مهمّته أن يمثّل بلاده فيتكلّم بلسان مرسله ليحمل إلى البلد الآخر آراء وتطلعات ومبادئ الذي أرسله. وبقدر ما يقوم السفير بمهمته بإخلاصٍ وتفانٍ بقدر ذلك تترسخ الثقة بين البلدين وتتوطّد العلاقات. |
||||
29 - 08 - 2014, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 5598 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما
شروط نجاح هذه السفارة ؟ إنها عديدة نذكر منها ثلاثة ونتوقّف عند الأخيرة. 1) على السفير أن يعرف هوية وسياسة من يمثّل وينطبع بطباعه ويعتنق أراءه وتعاليمه ليكون ممثلاً فعلياً له. السفارة من أجل المسيح تقضي أولاً بأن " يكون له من الأخلاق والأفكار ما هو في المسيح يسوع" (فيلبي: 2/5) 2) على السفير أن يكون أميناً لمرسله فينقل أراءه وسياسته وتدبيره " وكأن مرسله يتكلّم بلسانه". 3) على السفير أن يبقى على اتصال وطيد مع من انتدبه كي تثمر سفارته الثمار المرجوّة. |
||||
29 - 08 - 2014, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 5599 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصلاة: طريق التواصل مع الله نقرأ في إنجيل القديس يوحنا: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان فمن ثبت فيّ وثبتّ فيه فذاك الذي يثمر ثمراً كثيراً لأنكم بمعزل عنّي لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً" ( يو 15/5). إذا أراد المسيحي، أن يضمن نجاح سفارته ويثمر ثمراً كثيراً، لا بدّ له من أن يبقى كالغصن متصلاً بالكرمة يتغذى منها ويحمل ثمارها. هذا التواصل، لا يتحقّق من خلال لحظات خشوع خاطفة نرفع فيها قلبنا إلى الله لنطلب عونه ونستلهمه لحسن التكلّم باسمه ونشر بشارته والشهادة له. الاتحاد بالكرمة مسيرة حياتية تشمل كياننا برمّته وتواكب حياتنا في كل مراحلها. إذا كانت البشارة هي الإعلان للآخرين "عمّا سمعنا ورأينا ولمسنا من كلمة الحياة" (1 يو: 1/1) أي عمّا خبرناه من المسيح في حياتنا، كيف يمكننا أن نختبر ذلك أو نخبره ما لم يكن هناك تواصل بيننا؟ هذا التواصل الحياتي نعيشه بالصلاة. |
||||
29 - 08 - 2014, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 5600 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هي الصلاة ؟ الصلاةعلاقة بين كائنين إثنين ،الله والإنسان، يربط بينهما تواصل حياتي " يجعل من الاثنين واحداً " أغرب ما في الأمر أن هناك تفاوت شاسع بين كيان الله الذي لا يحّد، ووجود الإنسان المستمّد حياته من هذا " الكائن". لم يكن التواصل بينهما من الممكن ما لم تأت المبادرة من الله الذي " أخلى ذاته آخذاً صورة البشر ليصير بشراً بالهيئة"( فيليبي2/7) فيتجرأ الإنسان آنذاك على التواصل معه. هذا التواصل يحتِّم على الإنسان أيضًا أن يتحرر من ذاته المحدودة ويسعى لنوال نعمة التبني التي حقّقها له المسيح بموته وقيامته: " لستم بعد الآن عبيدا بل أبناء" (غل 3/28). فالمسيحي هو الابن الذي، من خلال الصلاة، يستقبل دعوة الله للدخول معه في علاقة حميمية فيعرفه معرفة أعمق ويكتشف، بقوّة الروح القدس، سرّ تدبيره الإلهي ويمتثل لإرادته. الصلاة حياة اتحاد مع الله، بعيدة كل البعد عن كونها فريضة نتمّمها لإرضاء الله أو رفع سخطه عنّا. إنها إصغاء لله، بعيدة كلّ البعد عن التَمْتَمة الفارغة والمونولوجية. إنها حوار الابن مع أبيه يسبّحه يشكره على حبه له، يستعطفه يستغفره يفضي له بهمومه ومشاكله، ويستمع إليه ليتلقّى منه النصح والتوجيه? في الصلاة أبحث عمّا يريده الله منّي: "لتكن مشيئتك لا مشيئتي" ( يو: 22/42). هذا الأب الذي خلقني بمجانية وفداني بمجانية وأحبني بمجانيّة، هل أستطيع أنا أن أُصغي إليه بالمجانية عينها |
||||