547 - في القديم حين اعطى الله وصاياه العشر للشعب ، حل في جبل سيناء . كان جبل سيناء كله يدخن ، وصعد دخانه كدخان الاتون . وارتجف كل الجبل . فارتجف الجبل وارتجف الشعب لأن الرب نزل عليه بالنار . رأى الشعب الرعود والبروق والدخان والنار فارتعدوا ، ووقفوا من بعيد . قالوا لنبي الله موسى : " «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ . وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ ....... فَوَقَفَ الشَّعْبُ مِنْ بَعِيد ٍ، وَأَمَّا مُوسَى فَاقْتَرَبَ إِلَى الضَّبَابِ حَيْثُ كَانَ اللهُ." ( خروج 20 : 19 ، 21 ) واعطى الله لموسى وصاياه ، ونقل موسى وصايا الله الى الشعب . الشعب من بعيد وموسى في الضباب والدخان مع الله . وبعد ذلك بآلاف السنين " لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ " ، حل الله بيننا . جاء " مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ " ( غلاطية 4 : 4 ، 5 ) وتغيرت علاقتك بالله : " إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا ، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ " لا تقف من بعيد ، لا تحتاج لمن يذهب عنك الى الله . الطريق نحو الله الآن مفتوح ، لا رعود وبروق ودخان ونار . صوت ٌ رقيق هادئ حنون ينادي : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." ( متى 11 : 28 )
" مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا " ( يوحنا 6 : 37 ) .
وحين يتحدث الله اليك ، لا يتحدث من جبل ٍ ملتهب ٍ بالنار . هو يتحدث اليك في كتابه ِ المقدس ، في اقوال خدامه ِ حولك . يتحدث اليك بكل الحنان واللطف ، صوته الرقيق يهمس داخلك ، يدعوك لأن تبدأ علاقة ً معه ، علاقة ً جديدة خاصة ، علاقة بنوة . " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ . " ( يوحنا 1 : 12 ) المؤمنون هم اولاد الله في المسيح يسوع . المؤمنون وُلدوا ، ليس من دم ، ولا من مشيئة جسد ، ولا من مشيئة رجل بل من الله ، مولودين من الله في المسيح يسوع . لا تخشى الاقتراب من الله ، هو ليس بعيدا ً . ليست هناك رعود ٌ وبروق ٌ ونار ، هناك ذراعين ممتدان نحوك وقلب ٌ يخفق بالحب لك ، محبة ابدية احبك " مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ " هو الله ، الله المحبة " لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ " ، ومحبته لك ولجميع الناس . ودعوته لك ولجميع الناس .