|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
546 - هل ترى الطريق امامك ممتدا ً ، معبدا ً ، سهلا ً ، متسعا ً ؟ هل تشعر برغبة في السير فيه ، في الجري والركض والقفز ؟ احيانا ً نجد كل شيء ٍ يسمح بذلك . انظارنا ترى وعقولنا تصدّق وعواطفنا ترغب ، لكن الله يرفض ، يوقف ، يمنع . نظرته ُ لا تتفق مع نظرتنا . ارادته لا تخضع لارادتنا . قال المسيح لبطرس وهو في طريقه ٍ الى الصليب : " «حَيْثُ أَذْهَبُ لاَ تَقْدِرُ الآنَ أَنْ تَتْبَعَنِي " ( يوحنا 13 : 36 ) كان بطرس يرى انه يقدر ، وكما منطقه ُ يقنعه بذلك ، وكانت عاطفته ملتهبة داخله ، وفي حماسه ِ قال : " يَا سَيِّدُ ، لِمَاذَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَتْبَعَكَ الآنَ ؟ إِنِّي أَضَعُ نَفْسِي عَنْكَ " واجابه المسيح : " اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ : لاَ يَصِيحُ الدِّيكُ حَتَّى تُنْكِرَنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. " هو... بطرس .... يفعل ذلك ؟ مستحيل ، لا يمكن ، كيف يمنعه المسيح من اتباعه ؟ دعاه منذ سنوات ، ترك كل شيء ٍ وتبعه ، تبعه ُ في الليل وفي النهار ، في الجوع وفي الشبع . وسط التأييد وفي مواجهة الاعتراضات لم يتخلى عنه ، لم يخيّب ظنه ، لم يتراجع لحظة . فكيف لا يريده ان يتبعه الآن ؟ كيف يترك مكانه ُ كأول تابع ٍ يلتصق به ؟ وقال له المسيح : " سَتَتْبَعُنِي أَخِيرًا " ستتبعني فيما بعد ، ليس الآن .
كثيرا ً ما نسابق الله ، نتسابق معه ، نجري امام مشيئته ِ وارادته ِ لنا ، نتعجل ، نسرع ، نقتحم الابواب ، نتدافع على الطريق ، بينما الوقت لم يحن لما نريد ان نفعله ، الوقت الذي يراه هو ، لا الوقت الذي نراه نحن ونختاره . حين تعجّل بطرس واندفع اهتز السيف في يده وقطع اذن عبد ٍ لا غير . وحين تبعه ، تبعه من بعيد ، وانزوى وسط الخدم وانكر سيده . لم يكن الوقت قد جاء ليتبع المسيح ، لم يكن مستعدا ً لذلك . لم يكن جاهزا ً لاتباع المسيح ، لم يكن الوقت الذي حدده المسيح قد حان . وحين حان الوقت ، ورغم سقوطه ِ وانكاره ، قال له المسيح " ارْعَ غَنَمِي " " اتْبَعْنِي " ( يوحنا 21) . حين يبدو لك الطريق ممتدا ً معبدا ً ، سهلا ً ، متسعا ً ، لا تتعجل ، لا تندفع . انتظر الوقت الذي يحدده الله لك لتتقدم ، لتعبر ، لتنطلق . لا تسابق الله ، لا تجري امام مشيئته ِ وارادته ِ ، انتظر . لا تقدر الآن ، لا تقدر . لا تقل لماذا لا اقدر الآن ، ستقدر فيما بعد ، ستقدر اخيرا ً . دعه يحدد لك الوقت فهو يعرف الوقت ، ويعرفك ، يعرف قدرتك ، يعرف متى تقدر . |
11 - 09 - 2012, 07:43 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
547 - في القديم حين اعطى الله وصاياه العشر للشعب ، حل في جبل سيناء . كان جبل سيناء كله يدخن ، وصعد دخانه كدخان الاتون . وارتجف كل الجبل . فارتجف الجبل وارتجف الشعب لأن الرب نزل عليه بالنار . رأى الشعب الرعود والبروق والدخان والنار فارتعدوا ، ووقفوا من بعيد . قالوا لنبي الله موسى : " «تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ . وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ ....... فَوَقَفَ الشَّعْبُ مِنْ بَعِيد ٍ، وَأَمَّا مُوسَى فَاقْتَرَبَ إِلَى الضَّبَابِ حَيْثُ كَانَ اللهُ." ( خروج 20 : 19 ، 21 ) واعطى الله لموسى وصاياه ، ونقل موسى وصايا الله الى الشعب . الشعب من بعيد وموسى في الضباب والدخان مع الله . وبعد ذلك بآلاف السنين " لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ " ، حل الله بيننا . جاء " مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ " ( غلاطية 4 : 4 ، 5 ) وتغيرت علاقتك بالله : " إِذًا لَسْتَ بَعْدُ عَبْدًا بَلِ ابْنًا ، وَإِنْ كُنْتَ ابْنًا فَوَارِثٌ للهِ بِالْمَسِيحِ " لا تقف من بعيد ، لا تحتاج لمن يذهب عنك الى الله . الطريق نحو الله الآن مفتوح ، لا رعود وبروق ودخان ونار . صوت ٌ رقيق هادئ حنون ينادي : " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ." ( متى 11 : 28 )
" مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا " ( يوحنا 6 : 37 ) . وحين يتحدث الله اليك ، لا يتحدث من جبل ٍ ملتهب ٍ بالنار . هو يتحدث اليك في كتابه ِ المقدس ، في اقوال خدامه ِ حولك . يتحدث اليك بكل الحنان واللطف ، صوته الرقيق يهمس داخلك ، يدعوك لأن تبدأ علاقة ً معه ، علاقة ً جديدة خاصة ، علاقة بنوة . " وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ . " ( يوحنا 1 : 12 ) المؤمنون هم اولاد الله في المسيح يسوع . المؤمنون وُلدوا ، ليس من دم ، ولا من مشيئة جسد ، ولا من مشيئة رجل بل من الله ، مولودين من الله في المسيح يسوع . لا تخشى الاقتراب من الله ، هو ليس بعيدا ً . ليست هناك رعود ٌ وبروق ٌ ونار ، هناك ذراعين ممتدان نحوك وقلب ٌ يخفق بالحب لك ، محبة ابدية احبك " مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ " هو الله ، الله المحبة " لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ " ، ومحبته لك ولجميع الناس . ودعوته لك ولجميع الناس . |
||||
13 - 09 - 2012, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
548 - حين يحل الشتاء تختفي الشمس وتخف حدة حرارتها . تفصلنا عنها سحب ٌ قاتمة داكنة ٌ سوداء تُخفي نورها ودفئها ، وتتزايد السحب وتتراكم وتتجمع وتتكاثف وتثقل ، وتنهمر مطرا ً غزيرا ً يغرق الارض ويهدم الجسور وتفيض الانهار ، أو تسقط ثلجا ً ثقيلا ً يغطي الشجر والبيوت والشوارع ، وتُجمّد الحياة . يحل البرد وترتجف الاجساد وتنتشر الامراض . ونرفع عيوننا الى فوق ، ويصدمنا السحاب المتراكم الاسود ومن خلفه ِ الشمس ضعيفة ، عاجزة ، هامدة ، تظهر وتختفي . حين تظهر تلقي باشعتها فوق السحاب تحاول ان تخترقه . فإن عجزت حرارتها أن تطرد السحاب وتذيبه وتدفعه بعيدا ً ، فهي تهاجم سواده وتخفف ظلاله وترسم حوله اطارا ً فضيا ً . وتبدو في السماء لوحة ٌ رائعة من اعجاز الله في خلقه .
حين تتلبد الغيوم لا تركز نظرك في قلبها الاسود . انظر الى اطارها الفضي ، تأكد ان الشمس هناك خلفها ، وستتغلب عليها ، ستطردها ، ستذيبها ، ستبعدها . وسيأتي الربيع ، ينتهي الشتاء ويحل الربيع . مهما اجتمعت سحب المتاعب والمشاكل واظلمت الدنيا حولك ، فالله هناك ، موجود ٌ ، ممجد ٌ ، قائم ٌ ، حي . لا تغرق نفسك في ظلمة اليأس والفشل ، وحتى حين لا ترى الله ظاهرا ً ملموسا ً ، فاعماله ُ حولك اطار ٌ فضي ٌ رائع . في وسط البرية والشعب يسير تائها ، يائسا ً ، عاجزا ً ، حين صرخ شعب الله مهاجمين موسى وهارون ، والتفت الشعب نحو البرية " وَإِذَا مَجْدُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي السَّحَابِ." ( خروج 16 : 10 ) وامطر الله من السحاب طعاما ً اشبع الجياع واحياهم . وتبدل الحزن الى فرح ، والشكوى الى تمجيد ٍ لله . لا تنظر الى السحاب ، بل انظر لمن هو فوق السحاب . لا تحيا ظلام الشتاء وبرودته ، عش الربيع القادم عليك . مجد الله هناك ، في السحاب . ابدا ً لن يسود السحاب ، ابدا ً . |
||||
14 - 09 - 2012, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
549 - هل تشعر اليوم بتعب ؟ هل تحس بتعب ٍ وخمول وضعف ؟ مهما كانت قدرة اجسادنا وخفة حركتنا ، ينتابها احيانا ً عجز ٌ ووهن . الزمن يترك بصماته علينا ، الايام تضغط علينا وتثقّل حركتنا . الطفل يقفز بكل نشاط وشقاوة ، الشاب يجري بكل قدرة وقوة . وتتراكم الايام والسنون فتقلل النشاط وتضعف القوة . ويشيخ الانسان ، ويبطئ في الحركة ، ويخمد النشاط الى ان يسكن تماما ً . هذه طبيعة الجسد الذي نسكنه . أما الروح الذي يسكننا فمختلف . الجسد يخبو أما الروح فيتجدد وينشط ويتقوى يوما ً بعد يوم . يقول بولس الرسول : " لاَ نَفْشَلُ ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى ، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا." ( 2 كورنثوس 4 : 16 ) الجسد الخارجي يتعب ، يمرض ، يفنى ، يموت . أما الروح الداخلي فينشط ، يصحو ، يتجدد ، يحيا . اجسادنا بالية وارواحنا باقية . الايام تُضعف الجسد الخارجي وتجدد الروح الداخلي . توالي السنين وبذل الجهد يُرهق الجسد ويضعفه ويستهلكه . أما توالي السنين وبذل الجهد فيُعطي الروح خبرة ومعرفة وفهما ً وتجربة . كم من عباقرة وعلماء وافراد هزوا التاريخ واجسادهم عاجزة . السواعد والعضلات وقوة الجسد لا تحرّك التاريخ . العقل والنفس والروح والرؤيا هي التي تحركه . الانسان الخارجي محدود ٌ مقيد ، والانسان الداخلي منطلق ٌ حر . الجسد يتعامل مع الاجساد ، المادة ، الملموس ، الزائل . أما الروح فيتصل بالله ، الروح ، الباقي ، الابدي . حين تتعب أو تمرض أو تضعف فلا تفشل . الخارجي يفنى . ارفع قلبك وعقلك وروحك الى الله ، يتجدد روحك . الضيقة التي تمر بها وانت الجسد وقتية ٌ زمنية . الضيقة الوقتية لا تهدد روحك ، لا تخشى شيئا ً ، بالعكس بل كما يقول بولس الرسول هي " تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا. " لا تنظر الى الاشياء التي تُرى ، بل الى التي لا تُرى . لأن التي تُرى وقتية ، أما التي لا تُرى فابدية .
|
||||
17 - 09 - 2012, 07:49 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
550 - هل تعرف الناس الذين حولك ، الذين تعيش معهم وبينهم ؟ هل تعرفهم جيدا ً ؟ هل تعرف طباعهم وميولهم ورغباتهم وافكارهم ؟ قد تعرف اشكالهم الخارجية ، مظاهرهم ، ملامحهم ، ملابسهم وزينتهم . وقد تعرف معتقداتهم وافكارهم ، مبادئهم وفلسفتهم وقناعاتهم . تعرف ذلك مما تراه وتسمعه منهم وعنهم . وهل يعرفك الناس هكذا مما يرونه ويسمعونه منك وعنك ؟ هل هذا هو انت ؟ ما يرونه ويسمعونه ، انت ؟ أم هذا هو أنت الظاهر المعلن ، لا أنت الخفي الغامض ؟ الحق انه لا يوجد احد ٌ يعرف الآخر على حقيقته ِ كما هو أبدا ً . ما تبدو عليه ليس هو انت تماما ً ، بداخلك انت الخفي ، غير الظاهر . ومقدرة الناس على معرفتك لا تتعدى ما يرونه ويسمعونه ويلمسونه فيك . قد تعرف نفسك اكثر مما يعرفك الناس ، وقطعا ً يعرفك الله اكثر مما يعرفك الناس واكثر مما تعرف نفسك . الله كاشف القلوب ، قلوب الانسان الخفية . يقول بطرس الرسول : " إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ " ( 1 بطرس 3 : 4 ) ويوصي بطرس الرسول ، النساء والرجال ايضا ً ، الابتعاد عن الزينة الخارجية ، وينادي بزينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن . لا احد يعرفك جيدا ً . لا يعرف أحد ٌ داخلك ، قلبك وروحك . وانت لا تعرف اقرب الاقربين اليك جيدا ً . لا تعرف داخله ، قلبه وروحه . الانسان روح ٌ ونفس ٌ تسكن جسده . ولا احد يستطيع ان يرى الروح والنفس الا الله . كل مظاهرنا جسدية أما دواخلنا فروحية . وتتعامل مع الناس ، مع الآخرين بجسدك ، مظهرك الخارجي . وتتعامل مع الله ، مع الله تتعامل بداخلك ، روحك ونفسك . الداخل يؤثر في الخارج ، يشكله ويلونه ويحركه . فإن كان الداخل مقدسا ً يكون الخارج كذلك . وإن كان الداخل نجسا ً يكون الخارج ايضا ً . اعمل على ان يتقدس داخلك . بهذا فقط يتقدس خارجك ، مظهرك واقوالك واعمالك " وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ . وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ " ( 1 تسالونيكي 5 : 23 ) .
|
||||
17 - 09 - 2012, 07:51 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
551 - يقول الكتاب المقدس : " وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ " ( تكوين 2 : 7 ) بعد ان خلق الله العالم ، اخذ الله من تراب الارض " وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً." . الانسان روح ٌ يسكن جسدا ً ، روح ٌ في جسد . ونحن نعيش على الارض ، تحيا ارواحنا في اجسادنا . الانسان الكامل روح ٌ في جسد . الروح يكمّل الجسد ويجعلك انت ، لكن الجسد لا يكمّل الروح . تترك الروح الجسد ولا يترك الجسد الروح . وحتى حين تترك الروح الجسد وينتهي الجسد تبقى الروح ، تبقى انت . تبقى انت كما كنت ، وكما تكون وكما ستكون . لا تنتهي ، لا تزول ، لا تنعدم ، لا تفنى . عند الوفاة تترك الروح الجسد ، ينتهي الجسد ، يزول ، ينعدم ، يفنى . أما الروح فيبقى ، لا يفقد شيئا ً ، يفقد الغلاف الخارجي فقط . أما الاصل الداخلي الخالد فيبقى . انت كروح ٍ باق ٍ كما كنت داخل الجسد ، تبقى حقيقيا ً بكل ما بك من ميول وافكار وارادة وذات . لا تتغير علاقتك بالله . الروح هو الذي له علاقة ٌ بالله لا الجسد . ويسكن في المؤمن روح الله . يقول بولس الرسول : " أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ ؟ " ( 1 كورنثوس 3 : 16 ) وبينما نحن في الجسد يتصارع الروح مع الجسد ، ويصرخ الرسول قائلا ً : " وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ ؟ " ( رومية 7 : 24 ) ونهاية ذلك الصراع تكون حين يتحرر الروح الحي من الجسد الميت . ونحن حين نخضع لرغبات الجسد نبتعد عن الله . الولاء للجسد وميوله ِ واهوائه ِ وشهواته ِ عدم ولاء ٍ لله . والولاء لله وطاعته ِ والسلوك بالروح يُقمع رغبات الجسد . يقول بولس الرسول بكل ثقة : " نَحْنُ وَاثِقُونَ كُلَّ حِينٍ وَعَالِمُونَ أَنَّنَا وَنَحْنُ مُسْتَوْطِنُونَ فِي الْجَسَدِ ، فَنَحْنُ مُتَغَرِّبُونَ عَنِ الرَّبِّ. " ( 2 كورنثوس 5 : 6 ) نعيش هنا في غربة ، بعيدين عن الوطن السماوي حيث الله يقيم " لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ . فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ." وهذا رجاء المؤمن ، ان لنا بيتا ً سماويا غير مصنوع بيد ، أبدي . فحين ينطلق الروح يترك التغرب ويستوطن عند الرب . هكذا خلقك الله ، روحا ً في جسد .
|
||||
17 - 09 - 2012, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
552 - في البدء ، حين لم يكن هناك شيء عند اللاشيء ، خلق الله الاشياء . خلق العالم ، قال : " لِيَكُنْ نُورٌ، فَكَانَ نُورٌ " قال لتكن ارض فكانت ارض . واصبح بالعالم نبات واشجار وعشب ٌ وثمار . وخلق الطير والحيوان والاسماك . وصنع الله الفلك ، الشمس والقمر ، النجوم والكواكب تحكم الليل والنهار . وامتلأ العالم باشياء تُزهر وتُثمر ، ومخلوقات تتوالد وتتكاثر وتتزايد . ورأى الله ذلك انه حسن . ثم قال الله : " نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا ......... فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. " ووضع الله الانسان في جنة عدن ، وابتدأت علاقة الله بالانسان . نشأ بين الله والانسان اتصال ٌ ومشاركة ٌ وحوار . خلق الله الانسان على صورته وشبهه حتى يتم الاتصال والمشاركة . لم يكن بين الله وبين المخلوقات الاخرى نفس العلاقة . الله روح وخلق الانسان روحا ً ليتشاركا . وسعد الانسان بهذه العلاقة ، وسعد الله بها ايضا ً . يقول داود النبي في مزاميره : " الرَّبَّ رَاضٍ عَنْ شَعْبِهِ." سعيد ٌ به . واستمرت الشركة بين الله والانسان متصلة ً سلسة ، ثم انقطعت . انقطعت الشركة حين ابتعد الانسان عن الله وسلم نفسه للشيطان . تلوثت روحه وتغيرت صورته . لم يعد على صورة الله . والاتصال لا يتم الا بين شبيهين . بعد الخطية لم يعد الانسان يشبه الله . وكان لا بد ان تعود الصورة الى سابقتها ، ويرجع الشبه الى ما كان . وتجسد الله ، حل بالارض ، حمل على جسده ِ خطية الانسان . وقدم المسيح نفسه ذبيحة فداء على الصليب ليعيد العلاقة بين الله والانسان .
هل عادت صورتك الى ما كانت عليه قبل الخطية ؟ هل تشبه الله ؟ الله اتاح لك ولي ولكل انسان منذ آدم حتى اليوم فرصة العودة . العودة الى ان تكون على صورة الله وشبهه ، بالايمان بالمسيح يسوع . يقول بولس الرسول في رسالته الى اهل رومية " إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ . لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ. " ( رومية 8 : 1 ، 2 ) هنا ، هنا فقط تستعيد صورتك ، صورة الله التي خلقك عليها . |
||||
18 - 09 - 2012, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
553 - بالطريق اشارات مرورنتبعها ونستجيب لها . الاشارة الحمراء للتوقف والصفراء للتمهل والخضراء للسير . وعلى كل سائر في الطريق ان يطيع الاشارات ليسلم طريقه ويأمن . بعض المستهترين يكسرون الاشارات ويهددون حياتهم وحياة الغير . وتعمد السلطات المختصة على معاقبة المخالفين لضمان سلامة الناس . العاقل من يدقق ويتبع الارشاد ، والجاهل من يرفض ويخالف . داخل كل انسان اشارات يصدرها الضمير الذي يربيه المجتمع وتنميه القوانين . وداخل كل مؤمن اشارات يصدرها الروح القدس الذي يحكم حياته ويسيرها . حين اقترب موعد انطلاق المسيح وتركه التلاميذ وحدهم في العالم ، حزن التلاميذ واكتئبوا وخافوا وانزعجوا لذلك جدا . فقال لهم : " أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ : إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي " ( يوحنا 16 : 7 ) كان يتكلم عن الروح القدس المزمع ان يرسله لهم ، وقال : " وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. " وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ ، رُوحُ الْحَقِّ ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ " الروح القدس هو الله ذاته ، الاقنوم الثالث ، والمسيح هو ابن الله ذاته الاقنوم الثاني . وحين انطلق الابن جاء الروح القدس . لما كان المسيح على الارض كان مع التلاميذ ، الله معهم . وانطلق المسيح وصعد الى السماء وجاء الروح القدس ، الله فيهم . وكما كان المسيح يرشدهم الى جميع الحق ، جاء الروح القدس ليرشدهم الى جميع الحق . وعد الله بأن يكون معنا دائما ً قائما ً . والروح القدس ( الله فينا ) دائم ٌ قائم . هو داخلنا يوجهنا ، يرشدنا ، يعلّمنا ، يقوينا . بدون الله لا تقدر ان تفعل شيئا ً ، الله هو كل شيء بالنسبة لك . بدون الروح القدس لا تستطيع شيئا ً ، الروح القدس هو كل شيء لك . وهو فيك ، داخلك يرسل ويوجه ارشاداته لك . إن ارادك ان تتوقف ، قف ، وإن ارادك ان تتمهل ، تمهل . وإن ارادك أن تنطلق ، انطلق . اتبع ارشاداته تسلم ويسلم من حولك " لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." ( رومية 8 : 14 ) وكل من " تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ." ( يعقوب 1 : 5 ) .
|
||||
19 - 09 - 2012, 08:30 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
554 - حين بدأ الله عملية الخلق ، بدأ بأن خلق النور . قال الله : " لِيَكُنْ نُورٌ ، فَكَانَ نُورٌ. " ( تكوين 1 : 3 )
" وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً ، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ " . لم يخلق الله النور ليتيح الرؤيا ، فلم تكن هناك مخلوقات بعد لترى . ولم يكن الله يحتاج للنور ليرى ، فالله يرى كل خفي ومظلم . خلق الله النور ليخلق الحياة . النور حياة لكل المخلوقات . لا يحيا النبات في الظلمة ، النور لازم لحياة النبات والحيوان والطير والانسان . النور لازم ٌ لكل الحياة . الله نور . يقول داود النبي : " اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي ، مِمَّنْ أَخَافُ ؟ " ( مزمور 27 : 1 ) والمسيح نور ، قال : " أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ ." ( يوحنا 8 : 12 ) والمؤمن نور ، قال المسيح للمؤمنين : " أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. " ( متى 5 : 14 ) واوصى : " فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ " ( متى 5 : 16 ) والنور كما انه حياة ، ينير ، يكشف الطريق ، يقود السير . حين نرى نتقدم الى الامام ، لا نخشى السقوط والتعثر والزلل . ونعرف الطريق ، نسير عالمين الى اين نذهب ، لا نخاف ان نتوه او نضل . الا اننا احيانا ً برغم النور نتعثر ونسقط ، ونتوه ونضل . وكأن النور لا ينير ولا يرشد ولا يكشف الطريق . النور دائما ً ينير ، دائما ً يرشد ، دائما ً يكشف الطريق . لكننا برغم النور لا نرى وكأن عيوننا لا تبصر . كأن عيوننا بلا نور ، عيون ٌ مظلمة . يقول سليمان الحكيم : " نُورُ الْعَيْنَيْنِ يُفَرِّحُ الْقَلْبَ " ( امثال 15 : 30 ) ينير الله لنا ونحن لا نرى ، لا نعرف الطريق . يتحدث الله الينا ونحن لا نسمع ، لنا اذنان ولا نسمع . شموعنا مظلمة ، سُرجنا مطفئة ، مثل العذارى الجاهلات . نفذ الزيت ، انطفئت المصابيح ، حل الظلام . نور الله ينير لنا . لدى الله الكفاية من النور ، بنوره ِ نرى نورا ً . نوره يضيء مصابيحنا . يقول داود النبي : " لأَنَّكَ أَنْتَ تُضِيءُ سِرَاجِي . الرَّبُّ إِلهِي يُنِيرُ ظُلْمَتِي." ( مزمور 18 : 28 ) وسط الظلمة نور ، نوره يشرق في الظلمة ، هو حنان ٌ ورحيم . دقق النظر ، أمعن البصر ، نور الله حولك ينير الظلمة . يضيء سراجك ، يوقد مصباحك ، يُشعل شمعتك . هو يشير اليك ، يوجهك ، يقودك ، يرشدك |
||||
21 - 09 - 2012, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تــأملات جميلة وحكم أجمل
555 - اخطر ما يهدد الحياة الجفاف . اذا انحبس المطر جفت الارض وتشققت وخرج من جوفها نار تحرق وتقتل العشب والزرع والنبات والشجر . اذا حل الجفاف ولم يجد الحيوان الماء ينفق ويموت ويسقط ويهلك . الجفاف يقتل الطفل ويميت الرجل ويفتك بالمرأة . عدم توفر الماء يجفف جوف الانسان ويجمد خلاياه ويحوله الى هيكل ٍ عظمي ٍ جاف . عند منتصف النهار والشمس تسلط اشعتها الحارقة على مدينة سوخار ، خرجت المرأة السامرية تحمل جرتها تسعى نحو الماء من بئر يعقوب ، وطلب منها المسيح جرعة ماء ليشرب ، وتعجبت المرأة من طلبه ! كيف يطلب منها ليشرب وهو يهودي وهي امرأة سامرية ، واليهود لا يعاملون السامريين ؟ وقال لها المسيح : " لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا " . وزاد عجبها وهو يقول ذلك وليس بيده دلو والبئر عميقة . وعرض عليها ماء ً غير ماء البئر : " كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَد ِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ " ( يوحنا 4 ) وبعد ان اكتشفت من هو الذي يتحدث معها وبعد ان كشف كل حياتها ، وبعد ان دعت اهل مدينتها اليه ، تناولوا معها الماء الحي الذي يقدمه المسيح . وكما عرض المسيح على المرأة السامرية الماء الحي الذي ينبع الى حياة ابدية ، يعرض عليك الآن في هذه اللحظة نفس الماء ، الماء الحي الذي ينبع الى حياة ابدية . حين تتناوله ، حين تقبله ، حين تشربه ، ينفجر في داخلك حياة ، حياة ً جديدة ، حياة ً ابدية ، لا تتوقف ، لا تجف ابدا ً . حين تقبل المسيح تولد من الماء والروح . " اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ " ( يوحنا 3 : 6 ) ماء البئر يجف ولا يروي العطش ، ماء المسيح ينبع حياة ابدية . إن شئت حياة ً متدفقة تفيض ينابيع لا تجف ، حياة ً تفجر فرحا ً وسلاما ً وطمانا ً وضمانا ً لا يتوقف ، اقبل الماء الذي يعرضه المسيح عليك ، اقبله . اطلب الحياة التي يهبها المسيح لك ، اطلبها ، فيدخل حياتك وتولد من الروح القدس ، وتحيا للابد .
|
||||
|