![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 55841 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الذين معنا أكثر من الذين علينا
![]() قيل ان الأب الكبير الانبا موسى الاسود قوتل بالزنا قتالاً شديداً فى بعض الاوقات. فقام ومضى إلى أنبا ايسيذورس وشكا له حاله فقال له: ارجع إلى قلايتك. فقال انبا موسى: انى لا استطيع يا معلم. فصعد به إلى سطح الكنيسة وقال له: انظر إلى الغرب فنظر ورأى شياطين كثيرين ، يتحفزون للحرب والقتال ثم قال له: انظر إلى الشرق فنظر ورأى ملائكة كثيرين يمجدون الله. فقال له: اولئك الذين رأيتهم فى الغرب هم محاربونا. أما الذين رأيتهم فى الشرق فانهم معاونونا. ألا نتشجع ونتقو اذن مادام ملائكة الله يحاربون عنا؟ فلما رآهم موسى فرح وسبح الله ورجع إلى قلايته بدون فزع الأنبا ايسيذورس |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55842 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() القطة الشقية والفازة قبعت الفازة فى مكانها المميزعلى أعلى منضدة فى غرفة الصالون . لقد توارثتها ربة المنزل عن جدتها التى كانت تحبها جدا و بالتالي أحبت هذا التذكار جدا . و فى يوم ..و بينما طفلها يلعب مع قطته.. تسللت تلك القطة الى غرفة الصالون و قفزت على المنضدة العالية .... و دخل الطفل ورائها وصعد على الكرسى ليمسك بها .... و كلنا يعرف ماذا حدث .... !!! لقد سقطت الفازة و تدحرجت حتى تهشمت على الأرض بصوت مدوى . أخذ الطفل يصرخ و يبكى لأنه يعلم قيمة هذه الفازة عند أمه التى جاءت تجري لترى ماذا حدث . " مالك يا حبيبي ؟ لماذا هذا الصراخ الشديد ؟؟ " أجابها : لقد كسرت الفازة سألته : و هل أنت بخير ؟ رد : نعم يا ماما . فأحتضنته " الحمد لله لقد ظننت انك جرحت " أما أنا فلن أنسى تلك الكلمات قط . يومها عرفت أن أمي تحبني أكثر من أغلى فازة عندها فأنا كما ترون الولد الصغير الذي كسر الفازة . " على الأيدي تحملون و على الركبتين تدللون. كانسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا " |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55843 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من الصليب إلى أعماق الله في نهاية القداس، يطوف الكاهن اليوم بالصليب الكريم موضوعًا على زهور، ويعطي لكل مؤمن زهرة إذا هو عانق الصليب. ويكون الصليب محاطا بثلاث شموع كأن الثالوث الأقدس ينحني على كل مؤمن يلتصق بالصليب. بالطبع نحن نتبع المعاني ونفتش عما هو عميق، عما هو وراء هذه القبلة المقدسة. والعميق هو ما قاله السيد في إنجيل اليوم: “من أراد ان يتبعني فليكفُر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”. وكأنه يقول أن ذلك شرط حتى نعتبر أنفسنا تلاميذ، أن نأخذ الحياة كما هي، كما تجيئنا، ونحن مصلوبون عليها. الصليب مرميّ في حياتنا، أو بكلمة أُخرى حياتنا ملقاة على الصليب. كل منا يعترضه هذا أو ذاك من الناس وتعترضه خطيئته ويتمزّق في كيانه. الصليب لم يخترعه يسوع، وجده في ذاته، في لحمه ودمه، في لحم الانسانية المتعبة. يسوع لم يحبّ الصليب ولم يطلب الينا أن نفتش عن آلام، فالآلام كريهة وقد أراد السيد ان تتباعد عنه تلك الكأس. مسيحيتنا لا تدعونا إلى العذاب، فالعذاب فينا تنشئه الخطيئة المعشّشة فينا. إلامَ يدعونا المسيح؟ ماذا تريد الكنيسة منا في منتصف الصيام والمسيرة لا تزال طويلة لأن الحياة كلها صيام، ولأن الجلجلة قائمة في العمر، طوال العمر؟ يسوع يقول لنا: “من أراد ان يكون لي تلميذا فليكفُر بنفسه”. ماذا يعني هذا الكلام بصورة مكثفة؟ يعني أولا أن يتنقّى الانسان من حُب ما يملك ومن حب ما يريد ان يتملّكه. أن يكفر بنفسه يعني أن يكفر بعينيه وأذنيه ويديه ورجليه وحواسه، أن يكفر بهذا الفعل الذي يتمجد فيه، أن يكفر بهويته، أن يكفر بأشيائه وبثقافته وببهائه. فإذا نظر إلى نفسه، يراها لا شيء، يحس انه لا شيء، وان يرى نفسه محارِبا “الأنا” البغيض الذي في نفسه. ولكن لماذا يجب ان يحارب الانسان ذاته؟ ليس من أجل “القهر” أو “الإماتة”، ليس من أجل الصبر، ليس من أجل الإذعان للقَدَر. انه لا يطلب القهر ولا الإماتة ولا الصبر من أجل ذاته. يحارب الإنسان ذاته كي يتبع المسيح. ولكن إلى أين؟ إلى حيث الصليب موضوع، إلى قلب الله، لأن قلب الله، لأن الله نفسه مذبوح في حبه لنا. من أجل ذلك أقمنا الصليب اليوم بين شموع ثلاثة مضيئة لنعلن أن الصليب في قلب الله، في قلب الثالوث. وإن نحن حملنا الصليب، فنحن سائرون إلى قلب الله، نحن في جوف الله. هناك نقيم. نحن لا نقيم على الصليب. نحن نطفر من الصليب إلى أعماق الله، إلى هذا النور الأبدي الذي نتجلبب به. كل مؤمن عانق الصليب اليوم. وإذ عانقه، تلقى زهرة. هذا رمز جعلته لنا الكنيسة لتقول لنا عبره أننا اذا كنا في صميم الله نتلقّى زهورًا، يحتضنا الفرح ويلفّنا السلام. نحن منذ الآن قائمون من بين الأموات. الجلجلة ليست آخر المطاف. القيامة تنفجر من الجلجلة. فإذا ما حسبنا أنفسنا مدفونين في هذه الحياة، فنحن لسنا كذلك حقا لأننا، فيما نذوق عذاب الوجود، يرفعنا الله من الخشبة ويحرّرنا من المسامير ويضمّد جراحنا ويضمّنا إلى صدره الكريم ويتلقانا بقبلة كانت الزهور الموزعة علينا رمزا لها، بها نذوق حلاوة المسيح. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55844 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في نهاية القداس، يطوف الكاهن اليوم بالصليب الكريم موضوعًا على زهور، ويعطي لكل مؤمن زهرة إذا هو عانق الصليب. ويكون الصليب محاطا بثلاث شموع كأن الثالوث الأقدس ينحني على كل مؤمن يلتصق بالصليب. بالطبع نحن نتبع المعاني ونفتش عما هو عميق، عما هو وراء هذه القبلة المقدسة. والعميق هو ما قاله السيد في إنجيل اليوم: “من أراد ان يتبعني فليكفُر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”. وكأنه يقول أن ذلك شرط حتى نعتبر أنفسنا تلاميذ، أن نأخذ الحياة كما هي، كما تجيئنا، ونحن مصلوبون عليها. الصليب مرميّ في حياتنا، أو بكلمة أُخرى حياتنا ملقاة على الصليب. كل منا يعترضه هذا أو ذاك من الناس وتعترضه خطيئته ويتمزّق في كيانه. الصليب لم يخترعه يسوع، وجده في ذاته، في لحمه ودمه، في لحم الانسانية المتعبة. يسوع لم يحبّ الصليب ولم يطلب الينا أن نفتش عن آلام، فالآلام كريهة وقد أراد السيد ان تتباعد عنه تلك الكأس. مسيحيتنا لا تدعونا إلى العذاب، فالعذاب فينا تنشئه الخطيئة المعشّشة فينا. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55845 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إلامَ يدعونا المسيح؟ ماذا تريد الكنيسة منا في منتصف الصيام والمسيرة لا تزال طويلة لأن الحياة كلها صيام، ولأن الجلجلة قائمة في العمر، طوال العمر؟ يسوع يقول لنا: “من أراد ان يكون لي تلميذا فليكفُر بنفسه”. ماذا يعني هذا الكلام بصورة مكثفة؟ يعني أولا أن يتنقّى الانسان من حُب ما يملك ومن حب ما يريد ان يتملّكه. أن يكفر بنفسه يعني أن يكفر بعينيه وأذنيه ويديه ورجليه وحواسه، أن يكفر بهذا الفعل الذي يتمجد فيه، أن يكفر بهويته، أن يكفر بأشيائه وبثقافته وببهائه. فإذا نظر إلى نفسه، يراها لا شيء، يحس انه لا شيء، وان يرى نفسه محارِبا “الأنا” البغيض الذي في نفسه. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55846 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لكن لماذا يجب ان يحارب الانسان ذاته؟ ليس من أجل “القهر” أو “الإماتة”، ليس من أجل الصبر، ليس من أجل الإذعان للقَدَر. انه لا يطلب القهر ولا الإماتة ولا الصبر من أجل ذاته. يحارب الإنسان ذاته كي يتبع المسيح. ولكن إلى أين؟ إلى حيث الصليب موضوع، إلى قلب الله، لأن قلب الله، لأن الله نفسه مذبوح في حبه لنا. من أجل ذلك أقمنا الصليب اليوم بين شموع ثلاثة مضيئة لنعلن أن الصليب في قلب الله، في قلب الثالوث. وإن نحن حملنا الصليب، فنحن سائرون إلى قلب الله، نحن في جوف الله. هناك نقيم. نحن لا نقيم على الصليب. نحن نطفر من الصليب إلى أعماق الله، إلى هذا النور الأبدي الذي نتجلبب به. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55847 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كل مؤمن عانق الصليب اليوم. وإذ عانقه، تلقى زهرة. هذا رمز جعلته لنا الكنيسة لتقول لنا عبره أننا اذا كنا في صميم الله نتلقّى زهورًا، يحتضنا الفرح ويلفّنا السلام. نحن منذ الآن قائمون من بين الأموات. الجلجلة ليست آخر المطاف. القيامة تنفجر من الجلجلة. فإذا ما حسبنا أنفسنا مدفونين في هذه الحياة، فنحن لسنا كذلك حقا لأننا، فيما نذوق عذاب الوجود، يرفعنا الله من الخشبة ويحرّرنا من المسامير ويضمّد جراحنا ويضمّنا إلى صدره الكريم ويتلقانا بقبلة كانت الزهور الموزعة علينا رمزا لها، بها نذوق حلاوة المسيح. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55848 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أُمُّنا البارَّة مريم المصريَّة
![]() “أمُّنا” لأَنَّ من شأنها أن تلدَنا بالتَّوبة وللقداسة عنوانُ التَّوبة والنُّسك الشديد، كلُّ هذا جعل القداسة تحلُّ فيها. كانت مشغوفة بالخطيئة. هل هذا هو الدَّاعي لشَغَفِها بالتَّوبة؟ هل بمقدور المجرم الكبير، إذا اهتدى، أن يصير قدِّيساً عظيماً؟! هل باستطاعة الإنسان أن يبدِّلَ نارَ الشَّهوة بنارِ الحُبِّ الإلهيّ؟! الحبُّ الإلهيُّ هذا، بمقدوره أن يَشفيَ أقسى الأمراض النفسيَّة مهما تأزَّمَت وطالَ أمَدُها. لا تأخُذوا الجواب من الطَّبيب النَّفسيِّ، خذوه من مِثالِ القدِّيسة، الزَّانية قبلاً، مريم المصريّة. كلُّ هذا كامِنٌ في سِرِّ التَّوبة. لا تتمُّ العجيبة دفعةً واحدة. أنتَ تَمُرُّ بسقطات عديدة، بهزائمَ متكرِّرَة. الهِدايَة تنبعُ من أعماق النَّفس. تنتقلُ من القناعة أنَّ اللَّذَّة هي كلّ شيء إلى قناعةٍ معاكِسَة وهي أنَّ يسوع هو كلّ شيء. لا بدَّ أنَّ الأوَّلَ ينقُص والثاني يَزيد. العنادُ الأوّل يستبدُّ له عنادٌ أعظم. كيف تفعل النِّعمة الإلهيَّة في الإنسان؟ إنها تطلع من أعماق النَّفس بعد أن سكنت فيها بالمعمودية، وبعد خطوة أولى إراديَّة متكرِّرَة، ولو صغيرة، تخترُق ظلمةَ الخطيئة الكثيفة المغلِّفَة للنَّفس، كما تخترق حبَّات الماء الصَّخرة الصَّلبة. هكذا، يستمرّ الجهاد الروحيُّ بترداد اسمِ يسوعَ الحبيب إلى أن تصعَدَ النِّعمة وتصلَ إلى أطراف الحواسّ. هذا ما يقوله القدّيس ذياذوخس فوتيكي في كتابه عن المعرفة الإلهيَّة. أمّا القدّيس باسيليوس فيصف بدوره فِعْلَ النِّعمة في الحواسّ قائلاً: “هكذا تستأثِرُ النِّعمةُ الحواسَّ إلى حدِّ أنَّ الفكرَ يصبحُ فكرَ المسيح، ونظراتِ العيون نظرات المسيح، والسمعَ سمع المسيح …” * * * عَوْداً إلى أمّنا البارَّة مريم المصريّة، هذه كانت إنسانة غارقة في الزِّنا. الكتاب المقدّس يوسِّعُ معنى الزنا منطلِقاً من الخطيئة الجسديَّة إلى خطيئة البُعد عن الله. هذه هي آفَّةُ عصرِنا الحاضِر على كلّ حال، الخطيئةُ الكُبرى عند الإنسان لم تكن الزِّنا بل الكبرياء، هذا ما أسقَطَ الإنسانَ الأوَّل من علوِّ مجدِه. من هنا، الصوم الحقيقي لا يكون بالامتناع عن الطعام ولا حتّى عن اللَّذَّة الجسديَّة بل، بخاصَّة، عن عبادة الأنا عكس ذلك، تَكْمُنُ القداسَة في هذا اللَّهيب الذي يَعتَري النَّفس البشريَّة بجنون الهيام الروحيِّ بالقدُّوس وحده، أعني شخص يسوع لذا، رتَّلَتِ الكنيسةُ الأغنية الروحيّة في ختم سحريَّة الأحد الخامس من الصوم “ليس ملكوتُ الله طعاماً وشراباً بل برٌّ ونُسكٌ مع قداسة” وما الترتيلة هذه إلاّ عزف موسيقيّ تنقل صدىً مرادِفًا لها جاء عند الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية حيث قال: “ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً بل هو برّ وسلامٌ وفرح في الروح القدس” رومية 14: 17 وبهذا نختم في الأحد الخامس من الصوم جهادَنا الروحيّ لندخُل، مع مريم المصريَّة، بعد أن تحرَّرَت من آلامِها بنعمة المسيح، إلى آلآم المسيح وفرح قيامته أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55849 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() “أمُّنا” لأَنَّ من شأنها أن تلدَنا بالتَّوبة وللقداسة عنوانُ التَّوبة والنُّسك الشديد، كلُّ هذا جعل القداسة تحلُّ فيها. كانت مشغوفة بالخطيئة. هل هذا هو الدَّاعي لشَغَفِها بالتَّوبة؟ هل بمقدور المجرم الكبير، إذا اهتدى، أن يصير قدِّيساً عظيماً؟! هل باستطاعة الإنسان أن يبدِّلَ نارَ الشَّهوة بنارِ الحُبِّ الإلهيّ؟! الحبُّ الإلهيُّ هذا، بمقدوره أن يَشفيَ أقسى الأمراض النفسيَّة مهما تأزَّمَت وطالَ أمَدُها. لا تأخُذوا الجواب من الطَّبيب النَّفسيِّ، خذوه من مِثالِ القدِّيسة، الزَّانية قبلاً، مريم المصريّة. كلُّ هذا كامِنٌ في سِرِّ التَّوبة. لا تتمُّ العجيبة دفعةً واحدة. أنتَ تَمُرُّ بسقطات عديدة، بهزائمَ متكرِّرَة. الهِدايَة تنبعُ من أعماق النَّفس. تنتقلُ من القناعة أنَّ اللَّذَّة هي كلّ شيء إلى قناعةٍ معاكِسَة وهي أنَّ يسوع هو كلّ شيء. لا بدَّ أنَّ الأوَّلَ ينقُص والثاني يَزيد. العنادُ الأوّل يستبدُّ له عنادٌ أعظم. كيف تفعل النِّعمة الإلهيَّة في الإنسان؟ إنها تطلع من أعماق النَّفس بعد أن سكنت فيها بالمعمودية، وبعد خطوة أولى إراديَّة متكرِّرَة، ولو صغيرة، تخترُق ظلمةَ الخطيئة الكثيفة المغلِّفَة للنَّفس، كما تخترق حبَّات الماء الصَّخرة الصَّلبة. هكذا، يستمرّ الجهاد الروحيُّ بترداد اسمِ يسوعَ الحبيب إلى أن تصعَدَ النِّعمة وتصلَ إلى أطراف الحواسّ. هذا ما يقوله القدّيس ذياذوخس فوتيكي في كتابه عن المعرفة الإلهيَّة. أمّا القدّيس باسيليوس فيصف بدوره فِعْلَ النِّعمة في الحواسّ قائلاً: “هكذا تستأثِرُ النِّعمةُ الحواسَّ إلى حدِّ أنَّ الفكرَ يصبحُ فكرَ المسيح، ونظراتِ العيون نظرات المسيح، والسمعَ سمع المسيح …” * * * أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55850 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عَوْداً إلى أمّنا البارَّة مريم المصريّة، هذه كانت إنسانة غارقة في الزِّنا. الكتاب المقدّس يوسِّعُ معنى الزنا منطلِقاً من الخطيئة الجسديَّة إلى خطيئة البُعد عن الله. هذه هي آفَّةُ عصرِنا الحاضِر على كلّ حال، الخطيئةُ الكُبرى عند الإنسان لم تكن الزِّنا بل الكبرياء، هذا ما أسقَطَ الإنسانَ الأوَّل من علوِّ مجدِه. من هنا، الصوم الحقيقي لا يكون بالامتناع عن الطعام ولا حتّى عن اللَّذَّة الجسديَّة بل، بخاصَّة، عن عبادة الأنا عكس ذلك، تَكْمُنُ القداسَة في هذا اللَّهيب الذي يَعتَري النَّفس البشريَّة بجنون الهيام الروحيِّ بالقدُّوس وحده، أعني شخص يسوع لذا، رتَّلَتِ الكنيسةُ الأغنية الروحيّة في ختم سحريَّة الأحد الخامس من الصوم “ليس ملكوتُ الله طعاماً وشراباً بل برٌّ ونُسكٌ مع قداسة” وما الترتيلة هذه إلاّ عزف موسيقيّ تنقل صدىً مرادِفًا لها جاء عند الرسول بولس في رسالته إلى أهل رومية حيث قال: “ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً بل هو برّ وسلامٌ وفرح في الروح القدس” رومية 14: 17 وبهذا نختم في الأحد الخامس من الصوم جهادَنا الروحيّ لندخُل، مع مريم المصريَّة، بعد أن تحرَّرَت من آلامِها بنعمة المسيح، إلى آلآم المسيح وفرح قيامته * * * أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||