منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 08 - 2014, 02:48 PM   رقم المشاركة : ( 5521 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكنيسة خادمة العالم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فماذا يحب ان نفهم من العبارة ط الكنيسة هادمة العالم". ما مضمون خدمتها؟ يمكننا ان نجيب بإجاز ان رسالة الكنيسة تُعنى بجميع الناس وبالإنسان كمل، أي بكل إنسان وبكل الإنسان ( بولس السادس).

1- الكنيسة تُعني بجميع الناس:

لقد جاء المسيح ليهلص جميع البشر، وقد أوكل إلى كنيسته معمة شاملة " "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم"، متى 28/29) وتستند هذه الشمولية على وحدة الجنس البشري التي جاء المسيح ليعيد تأليفها، ويجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد(الدستور في الكنيسة، 13). ولسنا هنا بصدد شمولية نظرية مجردة عن الواقع لأننا في حديثنا عن جميع البشر لا نستثني أحداً. انها شمولية واقعية عملية، على حد ما بيّنه لنا في مثل "السامري الصالح" حيث يظهر ان القريب هو من تجعل أنفسنا قريبون منه. فبالتالي أي إنسان يصبح "قريباً" حتى وان كان خصماً. فعلينا إذن ان نفحص تصرفاتنا العملية لنتأكد إذا كانت حقاً لا تستثني أحداً من الفقراء والمعوزين مثلاً. أوليسوا هم الذين لا يجعل احد نفسه قريباً منهم؟ هذا ولا بد من اشارة إلى ان هذه الشمولية العملية تمر بطريق الفروقات والمنازعاتز فالشمولية العملية ليست أمراً مسلماً به، ولا قضية مكتسبة مسبقاً. ولا يكفي ان نصرح بها ونعلنها لكي تصبح حقيقة واقعية، بل علينا ان نعمل باستمرار في سبيلها ونعززها. وهكذا يتبين لنا ان دعوة الكنيسة إلى الشمولية هي بالنسبة إلى المسيحي برنامج عمل ومهمة شاقة طويلة.

2- الكنيسة تُعني بالانسان ككل وجميع أبعاده:

لقد تنبه المجمع إلى ذلك كما يتبين لنا ذلك من القرار " الكنيسة في عالم اليوم"، حيث يثبت ان المسيح هو مركز التاريخ ورب التاريخ، ويكشف لنا حقيقة الإنسان ( " ما تكلّم إنسان مثله قط" يوحنا 7/47). والكنيسة على خطى المسيح تكشف لنا أيضاً حقيقة الإنسان. انها متداخلة في تاريخ البشر لأنّها مكونة من البشر. ولكن يوجد في الإنسان ما يتجاوز حدودالأرض. هذا ما عناه المجمع بعبارة " الإنسان ككل" ودعوة الإنسان الكلية، مظهراً ان الانسانية في صميمها هي دينية، وان الدين في صميمه هو انساني. والكنيسة تُعنى بذلك كله.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:49 PM   رقم المشاركة : ( 5522 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وظيفة الخدمة لدى العلمانيين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أعرض الان لخصائص رسالة العلمانيين على حد ما وصفها المجمع الفاتيكاني الثاني في الدستور في الكنيسة (نور الأمم) وفي قرار مجمعي في رسالة العلمانيين.

رسالة العلمانيين في الكنيسة

لقد استعمل المجمع لفظة "رسالة" لكي يصف نشاط جميع المسيحيين في الكنيسة وفي العالم، وحدد هذه الرسالة على النحو التالي: انها تقوم على اشراك جميع البشر في الفداء وفي الخلاص ( الاتحاد مع الله) وعلى توجيه العالم بأسره نحو المسيح (وحدة لابشر) (في رسالة العلمانيين 2). هذا من ناحية ، ويقول من ناحية اخرى ان المسيحيين بأجمعهم مدعوون إلى هذه المهمة بحكم دعوتهم المسيحية، أي بحكم اتحادهم الشخصي بالمسيح (3)، عن طريق سرّي المعمودية والميرون ( رقم 33). فالعلمانيون يمارسون اذن "الرسالة" بموجب صفة نابعة من ذاتهم وكيانهم المسيحي.

رسالة العلمانيين هي خدمة حقيقية

يقول المجمع ان هذه الرسالة هي خدمة حقيقة على غرار خدمة الكهنة، ويشرح مضمونها مستعيناً بمفاهيم الكهنوت الذبيحي الليتورجي والنبوي المواهبي والملوكي.

1- الكهنوت الذبيحية الليتيورجي

لقد وكل المسيح إلى العلمانيين قسماً من وظيفته الكهنوتية التي قدم فيها ذاته على الصليب. والعلمانيون بما انهم مكرسون للميسح بالمعمودية وبمسحة الروح القدس، فقد تلقوا الدعوة العجيبة والوسائل لكي يتثمروا ثمار الروح. لذلك فإن أعمالهم وصلواتهم ومشاريعهم الرسولية وحياتهم الروحية، ان قاموا بها بالروح القدس، ومتاعب حياتهم ان احتملوها بصبر، صار قرابين روحيةن ويمكن ان تقدم للآب في الاحتفال بالافخارستيا مع تقدمة جسد الربّ (الدستور في الكنيسة 34).

لذلك فالعلمانيون ليسوا مجرد مشاهدين في الاحتفالات الطقسية، ولا مجرد مستهلكين لدى تقبلهم الاسرار المقدسة، ولا مجرد مساعدين فيها عند الضرورة. إنما هم مشاركون حقيقيون فيها. فالجماعة المسيحية هي برمتها كهنوتية، كما بينذا سابقاً وتقوم برمتها بالعمل الطقسي.

وهناك بعض الخدمات يستطيع العلمانيون القيام بها بالنيابة عن رجال الدين وبتفويضم نهم في حال عدم وجود خدّام مكرسين، أو بسبب عدم تمكن هؤلاء من ممارسة خدمتهم بسبب في سرّ الزواج، كما يستطيعون ان يحيوا الصلوات في الكنيسة ويكرزوا ويوزعوا القربان المقدمس وذلك في حال عدم وجود الرعاة وبتفيض منهم. فمجال وظيفة العلمانيين الذبيحية الليتورجية واسع جداً، كما ان خدماتهم متنوعة، ولا بد إذن من تنسيقها مع بقية الخدمات الكنيسة المرسومة.

2- الكهنوت النبوي المواهبي

يقوم المسيح بوظيفته النبوية ليس فقط بوساطة السلطة الكنسية فحسب، بل بوساطة العلمانيين أيضاً، إذ انه اقامهم شهوداً وسلحهم بروح الإيمان ونعمة الكلمة حتى تتلألأ قوّة الإنجيل من خلال حياتهم اليومية والعائلية والاجتماعية. فهم يصبحون دعاة بالامور المرجوة ان اقترنت حياتهم بالإيمان وبالاعتراف بالإيمان. وهذه الكرازة (البشارة بالمسيح لاذي مات وقام حباً لنا) بوساطة سيرتهم وإعلان صريح للكلمة تكتسب فعالية خاصّة لأنّها تتسم في ظروف حياة العالم المادية، فيظهر مثلاً سمو الزواج المسيحي والحياة العائلية حيث يكون الزوجان الواحد للآخر ولأولادهما شهوداً للإيمان بالمسيح ولمحبته، ويتعاونان هكذا مع الكنيسة ككل في نشرا لملكوت.

والاعلان الصريح للكلمة يتضمن التربية لاسميحية وتعليم اللاهوت والكرازة في إطار العائلة ومراكز التعليم المسيحي والمجالس الرعوية. ويستند القيام بعهذه المهام إلى الوظيفة النبوية المواهبية التي بموجبها ينحمون بروح الإيمان وبنعمة الكلمة (الكنيسة في عالم اليوم 35). وفي هذه المناسبة يلح المجمع على ضرةرة تأهيل العلمانيين ويتمنى "لو ان عدداً كبيراً منهم يتلقون ثقافة دينية كافية في العلوم الدينية ولو ان يتخصص البعض منهم دراستها (الكنيسة في عالم اليوم 62).

3- الكهنوت الملوكي

ويريد الربّ ان يوسّع بوساطة العلمانيين ملكوته، وهو ملكوت الحقّ والحياة، وملكوت القداسة والنعمة، وملكوت العدل والمحبة والسلام.. وذلك بأن يتعاونوا على التقدم بقداسة السيرة وبتطوير العالم وبتوزيع الخيور فيما بين الناس توزيعاً اوفى، وأن يتضافروا لتقييم المؤسسات وظروف الحياة بحيث تكون عوناً على ممارسة الفضيلة فيصبح حقل هذا العالم أكثر استعداداً لزرع الكلمة.

وهذا يعني ان مهمة الكنيسة في تركيس العالم وتقديسه ليصبح ملكاً لله تتحقق بوساطة العلمانيين. وهذا يعني ان هؤلاء يمارسون رسالتهم بدرجة اولى في إطار مهنتهم ( والمهنة لغة تعني خدمة) وفي اطار عائلاتهم. لقد دعاهم لارب لكي يقدسوا العلم من داخل العالم كالخميرة في العجي. غير ان ذلك لا يعني ان المسائل الروحية هي من اختصاص رجال الدين فحسب، في حين ان العلمانيين يتختصون فقط في الأمور الزمنية. ان مجال خدمة العلمانيين هو ولا شك كهنتهم ولكنه لا يقتصر عليها، كما بينّا في اعلاه.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 5523 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ارتباط رسالة العلمانيين بالسلطة الكنسية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقد بيّن أيضاً المجمع ارتباط رسالة العلمانيين بالسلطة الكنسية. فدعا العلمانيين ان يقتنعوا بسرعة وطاعة مسيحية ما يقره الرعاة المكرسون، ممثلو المسيح، بصفتهم معلمين وذوي السلطة في الكنيسة. كما دعا الرعاة ان يتفهموا كرامة العلمانيين الكهنوتية ومسؤوليتهم في الكنيسة، ويشجعوها، وأن يأخذوا بآرائهم الفطنة ويكلفوهم بثقة بمهمات في خدمة الكنيسة، ويشجعوهم في ان يبادروا من تلقاء انفسهم إلى العمل ( الدستور في الكنيسة 37). وال ىالرعاة تعود مهمة التنسيقبين مختلف نشاطات العلمانيين.

ويختم المجمع في الفصل الرابع من " الدستور في الكنيسة" بدعوة كلّ علماني ليكون أمام العالم شاهداً لقيامة الربّ يسوع وحياته، وعلامة لله الحي. ودعا أيضاً جميع العلمانيين، وكلاًمنهم على قدر طاقته، ان يغذّوا العالم من الثمار الروحية، وان يبثوا فيه هذا الروح الذي ينعش الفقراء والودعاء وفاعلي السلالم الذين طوّبهم الربّ في الإنجيل، وبكلمة واحدة ان يكونوا " في العالم بمنزلة الروح في الجسد.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:52 PM   رقم المشاركة : ( 5524 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحب الالهى يتغلب على كل المصاعب

ويورثنا
سعادة الحياة الابدية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





تذكر الرسل
لانهم حينما ُجلدوا واقتيدوا وعانوا الاف التعاذيب


كانوا يفرحون
لانهم حسبوا بالحري أهلآ لان يهُانوا من اجل اسم المسيح




وانت ايضآ
إذا مرضت ,احتمل ذلك بمشاعر سامية واعترف بالفضل لله.


فكيف يمكنك
وانت فى الامراض والاوجاع أن تعترف بفضل الله ؟إذا أحببته بإخلاص.!




فإن كان الثلاثة
فتية لما القوا فى اتون النار


بل واخرون
غيرهم لما كانوا فى السجون وعانوا شرورآ بلا عدد , لم يكفوا عن الشكر لله ,




فبالاولى
الذين هم فى العلل والامراض الصعبة ,يستطيعون أن يفعلوا ذلك.


لانه لا يوجد
شيئ ,نعم لا يوجد أى شيئ البتة لا يتغلب عليه الشوق الحار




أما إن كان
شوقنا من نحو الله ,فإنه يسمو فوق كل شيئ أخر !


فلا النار
ولا الحديد ولا الجوع ولا المرض ولا الموت ولا أى شيئ اخر !من مثل ذلك


يبدو مرعبآ
للذى اقتني مثل اخر هذا الحب




ولكنه يسخر
منها جميعآ وينطلق نحو السماء ,ولا تكون مشاعره أقل من مشاعر الساكنين هناك


بل ولا يرى
شيئآ اخر غير ما يرونه




لاسماء ولا
ارض ولا بحر ,بل يكون مشدودا نحو جمال واحد فقط هو جمال ذلك المجد.


فلا محزنات
هذه الحياة تستطيع أن تثقل عليه ,ولا خيراتها ومغرياتها ترفعه أ وتملاه عجبا




فلنحب الله
,إذن ,بمثل هذا الحب الذى لا يساويه شيئ , لننال الامور العتيدة والحاضرة كليهما


بل بالحرى
فوق هذا كله من اجل طبيعة الحب نفسه.!




فمع أننا
بذلك الحب نفلت من عقوبات الحياة الحاضرة والعتيدة ونفوز بالملكوت


لكن لا الفلات
من جهنم ولا التمتع بالملكوت يكون له قدر عظيم بجوار ما سأقوله:




فإنه يفوق
هذه الامور جميعآ أن نقتنى المسيح عاشقآ لنا ومعشوقآ منا فى آن واحد,


فإن كان حينمايحدث
ذلك بين الناس تكون المسرة فوق كل شيئ آخر




فحينما يحدث
تبادل هذا الحب مع الله نفسه


فأى لسان
او أى فكر يستطيع أن يتصور سعادة تلك النفس؟




لا يستطيع
ذلك الا الاختبار الفعلى وحده


اذن فلكى
نتعرف بالخبرة على هذا الفرح الروحانى وعلى هذه الحياة الطوبانية


وعلى كنز
الخيرات التى لا تُحصى




فلنطرح عنا
كل شيئ لكى نقتنى هذا الحب


هادفين بآن
واحد الى فرحنا نحن والى مجد الله الذى نعشقه




الذى له المجد
والقدرة مع ابنه الوحيد والروح القدس


الان وكل
اوان والى دهر الدهور .امين .




+
+ +






هذه كلمات القديس يوحنا ذهبيى الفم

نلاحظ ايها
الاخوة الاحباء يا من تولد فى قلوبكم شوق لمحبة المسيح ,او من لم يتولد الى الان هذا
الشوق ,لنلاحظ هذه الكلمات بدقة لانها كلمات شخص اختبر فعلآ ما هو الحب الالهى ,ويتكلم
من شوق قلبه


ونلاجظ انه
يقول لا يمكن ان يفهم ويُقدر هذا الكلام الا من اختبر لو بقليل جدآ هذا الحب الالهى
بصورة عملية , وليس من يظن انه يتبع المسيح لمجرد انه كون فى عقله بعض المعرفة عن المسيح
,فهى لا تفيد شيئآ على الاطلاق ,بل الذى يفيد هو الدخول فى علاقة عشق بين الله وبين
الانسان




بدون الحب
الالهى تكون جميع الاعمال التى يصنعها الانسان حتى ولو كانت اعظم الخدمات لاشيئ


لنتضرع الى
المسيح ان يكشف لنا هذا الحب ونختبره ونتذوقه كما تذوقه ابينا القديس يوحنا ذهبيى الفم


ومن كان فى
قلبه شوق وشهوه لحب المسيح فليندفع بهما الى اختبار هذا الحب الالهى العجيب




ومن لم يكن
فى قلبه شوق لحب المسيح او لا يشعر اساسآ بمعنى حب المسيح فليبكى بحرقه امام الله ويلح
عليه لكى تنكشف محبة الله فى قلبه



 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:56 PM   رقم المشاركة : ( 5525 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

?لاهوت وروحانيّة قلب يسوع?.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أوّلاً: مفهوم القلب في العهد القديم

للقلب أهميّة من الناحية الجسديّة والعاطفيّة والروحيّة. وبلغّة الكتاب المقدّس العبريّة، القلب يعني ما يلي:
- أولاً:
باطن وأعماق الإنسان وكلّ ما يجول في داخله. وبكلمة الرب لنا في العهد
القديم: ?أحبب الربّ إلهك من كلّ قلبك?، أي بكلّ كيانك وبكلّ
ما فيك من مقوّمات داخليّة، وكلّ ما فيك من عمق يجب أن يوظّف في محبّة
الله. للقلب أيضاً بعد عاطفي لأن الإنسان يحبّ من خلال قلبه، والطاقة
الأساسيّة في الإنسان هي قلبه، فإنسان من دون قلب هو إنسان ناقص.

- ثانياً: القلب يعني التعبير عن الذكريات. فالأفكار والمشاريع تنطلق من القلب. بحسب الكتاب المقدّس، القلب يفكّر يشعر يخطّط يحبّ ويتذكّر.
- ثالثاً: القلب للتفكير. الله أعطانا قلباً لنفكّر (يشوع بن سيراخ).
- رابعاً:
القلب وآراؤه عند الله، أي تدبير الله الخلاصي الذي يدوم من جيل إلى جيل
من خلال القلب. سمة القلب امتداد المعرفة. مَن يملك قلباً فهو يملك
المعرفة. إليكم بعض الأمثال الكتابيّة: ?يا بنيّ اعطني قلبك?،
ليس المقصود عمليّة عطاء مادي إنّما المقصود إنتبه إليّ، إلى تعليمي وإلى
وصاياي واجعلني حاضراً في حياتك.

?القلب المتحجّر?، القلب الحجريّ الفكر، المنغلق.
- خامساً: قلب الإنسان يعني شخصيّة الإنسان الواعية العاقلة والحرّة أي اليقظة الحكيمة حرّة التصرّف.
القلب هو الموضع الذي يلتقي فيه الإنسان مع الله. هذا اللقاء
يصبح كامل الفاعليّة، عندما ندمجه بالقلب البشري لابن الله. إن قلبي
يُنجَز ويرى كماله وعزّه وكرامته عندما يلتصق ويتّحد بقلب يسوع البشري
الذي حصل عليه بتجسّده.

في الكتاب المقدّس بعهديه القديم والجديد القلب هو مجموعة
قدرات النفس من تفكير ومعرفة وقوّة وتمييز. بحسب تثنية الإشتراع يطلب الله
أن نفتّش عليه بكلّ قلبنا، وهذا يعني أن نعيش بتوافق مع شريعته.

المطلوب منّا الآن كعائلة وجماعة إقامة عهد مع الله على
تبديل القلب من قلب حجري إلى قلب بشري إلى قلب مسيحي. من قلب حجري أناني
منغلق إلى قلب بشري يحسّ ويشعر ويتشارك ويتضامن مع الآخر إلى قلب مسيحي:
?تعلّم منّي إنّي وديع ومتواضع القلب?. وهذا هو مختصر اللاهوت
والأنبياء.

جاء في العهد القديم: ?أجعل شريعتي في قلوبهم وأكتبها
على قلوبهم? (إرميا 31/33). ?أعطي قلباً آخراً جديداً?
أي أحوّل القلب من حجري إلى بشري. ?إصنعوا لكم قلباً جديداً?
(حزقيال 18/31) وأيضاً: ?أعطيكم قلباً جديداً وأجعل في أحشائكم
روحاً جديداً وأنزع من لحمكم قلب الحجر وأعطيكم قلب البشر? (حزقيال
36). إذاً نحن مدعوّون من خلال العهد القديم إلى اقتناء قلباً جديداً.
ثانياً: العهد الجديد ? يسوع والقلب-

بالتجسّد امتلك يسوع قلباً والصفة الأساسيّة عند قلب يسوع هي
الحنان. فتأتي في العهد الجديد عبارة: ?رقّ قلبه? عند رؤيته
المآسي. والله ? بحسب العهد القديم ? يملك حشا أمّ.

يقول الرب: ?أحب إلهك من كل قلبك?، ?اغفر
لأخيك من كل قلبك? أي من كل كيانك. ?القلب النقي يعاين
الله?. ونردّد مع صاحب المزمور: ?قلباً نقياً أخلق فيّ يا
الله?. القلب هو الذي يجعل الإنسان على اتصال حميم بالآب. هذا
الكلام يطابق كلام القدّيس بولس القائل: ?أحبّكم في قلب يسوع
المسيح? وليكن فيكم من شعور وأحاسيس يسوع المسيح?.

- البعد اللاهوتي:
عبارة قلب يسوع لا يجب أن تؤخذ بإطارها العاطفي الخارجي،
الربّ يحترم كل الحالات الداخليّة للإنسان. ولكن كجماعة علينا التعلّم
والتثقّف والغوص إلى الداخل. العبادات التقويّة جيّدة ولكن عبادة قلب يسوع
لا تقتصر عليها، إنّما تتمّ في إطار رسالة الإنجيل وهي مأخوذة من مصدرين
هما سرّ الفداء والقربان المقدّس. المسيح ليس مقسّماً إنّما هو واحد. لكن
الإنسان ببعده العاطفي البشري يرتاح إلى عبادة قلب يسوع ورأس يسوع المكلّل
بالشوك ودموع مريم وغيرها من العبادات العاطفيّة?

لاهوتياً عبادة قلب يسوع تعني عبادة الحب أو القلب الإلهي وهي مأخوذة من محطّتين أساسيّتين هما الفداء والقربان.
العمليّة ليست عمليّة عبادة تقويّة ظاهرية مفروضة علينا،
إنّما هي تنطلق من إيماني بيسوع المسيح كرب ومخلّص. وبقدر إيماني به تكون
محبّتي له.

استمرّت عبادة قلب يسوع رغم كلّ المعاكسات التي اعترضتها لأن
العمليّة هي عمليّة حبّ إلهيّة نابعة من قلب بشريّ هو قلب يسوع الذي
عرّفني وكشف لي عن حب الله. على الإنسان أن يدرك بأن الله يحبّه بقلب بشري
وهذه نتيجة التجسّد، الطبع الإلهي امتزج بالطبع البشري لكي يتّحد الطبع
البشري بدوره بالطبع الإلهي.

ورداً على السؤال: ?أحقاً الله يحبّني؟? نجد
الجواب في قلب يسوع المفتوح على الجلجلة للجميع، فهو يحب الفقراء والخطأة
والمرضى ويستقبلهم ويعطيهم الأفضليّة والأكثر من ذلك هو يجعلهم قادرين على
أن يقبلوا ذواتهم تحت نظر رحمته. عندما أقتنع بمحبّة الله لي، أكون بذلك
أقول لتكن مشيئتك في حياتي، وهنا يتمّ التشارك ومشروع التوأمة بين قلبي
وقلب يسوع وهذا بفضل الإيمان فقط وليس بفضل المظاهر التقويّة الخارجيّة
التي تعتبر جيّدة إذا ما كانت تعبّر عن الداخل، لأنّه لا يمكننا أبداً
الانطلاق من الخارج إلى الداخل.

إنسان اليوم بحاجة إلى الحبّ والأمل وهذا ما يوفّره له قلب يسوع.
قلب يسوع هو الجواب والضمانة التي يقدّمها الله لكل إنسان يعاني الألم والضيق ويريد أن يُحِبّ ويُحَبّ.
في الإنجيل نصّان يؤسّسان عبادة قلب يسوع .
- الأوّل: ?تعلّموا منّي إني وديع ومتواضع القلب? هناك توصية، أي تعلّم منّي أنا المعلّم والمرجع ولا تنجرف وراء قلوب آخرى.
- الثاني:
طعنة يسوع على الصليب. الطعنة تعني الحبّ البطولي ليسوع كونه طعن قلبه
البشري بعد موته. سمح يسوع بأن يُطعن قلبه بالحربة لأنّه أراد أن يضحّي
حتّى النهاية. ومن هنا أنا ملزم بأن أحبّ يسوع حتى النهاية وبقدر ما أملك،
لأن المحبّة تقتضي بإعطاء الحياة لمن نحبّ، وإعطاء الحياة يتضمّن إعطاء
البسمة التضحية المساعدة التضامن الجهد المال المشاركة والمواهب? .
هذا الحبّ يرى ترجمته أيضاً في قلب يسوع البشري المأخوذ من قلب مريم أي أن
مرجعه هوَ الإنسان. من المهمّ جداً أن أعرف أن هذا القلب الذي ألتجىء إليه
واطلب رحمته هو قلب مأخوذ من إنسان وهو مريم العذراء. الطعنة بحسب إنجيل
يوحنّا تركزّ على الجنب والقلب، ويوحنا يركّز على نتائج الطعنة وهما الدم
والماء. هذه الطعنة تعيدنا إلى نبؤءة زكريّا: ?لينظروا من طعنوا? وإلى نبؤة آشعيا: ?طعن لأجل معاصينا?. إذا تمّ التنبّؤ عن هذا القلب الذي أخذه يسوع من جسد مريم كما قال سمعان الشيخ لمريم: ?وأنت سيجوز في قلبك رمحاً?.
يقول يوحنا تعليقاً على نتيجة الطعنة وخروج الدمّ والماء: ?من كان
عطشاناً فليأت إليّ ويشرب?، ?ومن يؤمن بي تجري منه أنهار ماء
الحياة?، أي أن الإنسان الذي يحبّ لا يستطيع إلاّ أن يعطي فيض من
شلالات الحبّ المرموز إليه بالماء، أي الحياة والخصوبة. إذاً من هذا القلب
المطعون خرج حبّ المخلّص. عندما طعن الجندي يسوع أدخل الحربة في قلبه
وإدخال الحربة يعني الموت ولكن بعد هذه الطعنة وعند خروج الحربة خرج أيضاً
الماء والدم أي الحياة.

كإنسان مسيحيّ في سنة 2003 ماذا يطلب منّي قلب يسوع غير العبادات الخارجيّة؟
- أوّلاً:
كونه أخرج دماً وماءً فهو يطلب منّي أن أملك عطشاً للرب الإله الحيّ
وأستمد منه الحياة لأن الحياة وحدها تكسر العطش أي الموت. مطلوب منّي
الذهاب إلى الينبوع الحيّ أي قلب يسوع الذي نستقي منه الحياة التي تتدفّق
من على الصليب حيث طعن. ولم يذكر يسوع عبثاً كلمة أنا عطشان. لقد سبق
وقالها للسامريّة، وعلى الصليب يردّد أنا عطشان أي أنّه عطشان للحب.

- ثانياً:
الذي يطلبه منّي قلب يسوع هو أن أقتدي بقلبه الوديع والمتواضع. يسوع هو
نور وتعليم أي أنّه المرجع. يطلب منّا مار بولس أن نشعر مثل يسوع أي أن
نملك نفس الشعور ونفس الإحساس الذي ليسوع لأنّه هكذا نقتني قلباً مثل قلب
يسوع بأفكار ورغبات سامية. إن عبادتنا لقلب يسوع تكون ناقصة وباطلة إن لم
تكن مدعومة بهذا القلب الإلهي. يقوم الإقتداء على التأمّل أي أن أنظر إلى
قلب يسوع وأحدّد جرحه، أعرف ما يجرحه مجدّداً ويسبّب له النزف وأتحاشاه.
والتأملّ هو الخروج من الذات أي الأنانيّة، للتفرّغ بالنظر إلى من نحب،
وأعني بنظر البصيرة أي الإيمان. نتيجة الإقتداء والتأمّل بقلب يسوع أحصل
على قلباً جديداً منفتحاً ومضحيّاً، لأن تعليم يسوع لنا ليس تعليماً
نظرياً فيسوع شخص عملي وبكلامه لنا كان يقصد فعلياّ ماذا يقول.

في الإرتداد والتوبة، القلب الجديد
يجب أن يقوم على أنقاض القلب الحجري أي الإنسان القديم، وهو لا يتحقّق
ونحصل عليه إلاّ عندما نقوم بعمليّة زرع قلب يسوع مكان قلبنا.

- ثالثاً: الثقة به ?إذا كان الله معنا فمن يقدر علينا?من الذي يستطيع أن يفصلنا عن محبّة المسيح أضيق أم أجوع أم اضطهاد??. يسوع يدعونا إلى الثقة به أي ?لا تخف أيّها القطيع الصغير?.
الثقة تتطلّب معرفة تقودنا إلى التسليم الكامل بين يديّ الرب. من متطلبات
وشروط هذه الثقة، التنكّر للأنانيّة واشتهاء ما هو أساسي وجوهري. وإليكم
طلبة جميلة وهي أن نطلب الله من الله لأنّ لا أحد يستطيع أن يقدّم الله
سوى الله.

- رابعاً:
التكرّس لا يقتصر على الرهبان والراهبات بل كل مَن يجعل ذاته حصّة الله
وخاصة الله وينتمي إليه هو مكرّس. التكرّس الصحيح لا يقوم على تكريس بيت
أو مسبحة أو سيّارة إنّما الإنتماء إلى يسوع وعيش شعاره ولتكن مشيئته.
الإنتماء هو عمليّة داخليّة اي تسليم الذات وقبول كل ما يحدث لي من مرارة
على ان أقدّمها ليسوع كفعل حب. الإنتماء والتكرّس الصحيحين هما التسليم
الكامل للربّ بالسجود والصلاة ألخ? . لا يتمّ التكرّس بقراءة نص أو
كلمات يقولها المتكرّس الراهب أو المنتسب إلى جمعية أو أخويّة ما، إنّما
بعيش حياة جديدة وإعطاءها معنى جديداً أي أن أترك مكاناً للمسيح ليكبر
وينمو حبّه وحضوره فيَّ، فلا أفسح في المجال لأشياء أخرى لتنمو فيّ وذلك
بالتخلّي والتجرّد ونكران الذات.

- خامساً:
الإتحّاد بالمسيح من خلال القربان. فالقربانة هي قلب وجسد يسوع وعبادة
القلب الإلهي مرتكزة على عبادة القربان فهاتان العبادتان تتكاملان ويقول
أحد الباباوات: ?القربان هو العطيّة الثمينة لقلب يسوع?.

- سادساً: المحبّة الأخويّة. فالصلاة وحدها لا تكفي يجب أن تكون مقرونة بالعمل، ?فليس كل من يقول لي يا ربّ يا ربّ يدخل ملكوت السماوات?
والعمل بمشيئة الله يعني المحبّة الاخويّة. وهذه هي أصول المسيحيّة: الله
والقريب. والإنسان الذي يتكرّس داخلياّ وحقيقةً لقلب يسوع يعرف تماماً
معنى العيش مع الآخر.

- سابعاً: العطاء الكامل اقتداءً بقلب يسوع الذي أعطى قلبه وسمح بأن يُطعن.
تاريخ عيد قلب يسوع:
انتشرت عبادة قلب يسوع في القرن السابع عشر والرائدة هي
القديسة مارغريت ماري ألاَكوك التي ظهر لها يسوع وطلب منها التعبّد لقلبه.
وهذه القديسة فرنسيّة الأصل ولدت سنة 1647 من عائلة تقيّة ترهّبت بدير
راهبات الزيارة في عمر 43 تعيّد لها الكنيسة في 17 تشرين الأوّل، ويوم
أبرزت نذورها الرهبانيّة كتبت بواسطة دمها: ? كلّ شيء من الله ولا
شيء منّي كلّ شيء لله ولا شيء لي كل شيء من أجل الله ولا شيء من
أجلي?. وكتبت في موضع آخر: ?كلّ ما تقدّمت أرى أن الحياة
الخالية من حبّ يسوع هي أشقى الشقاء?. ظهورات المسيح لهذه القديسة
كثيرة وتذكر منها الكنيسة أربع ظهروات، كان يسوع من خلالها يشير إلى قلبه
النافر من صدره معبّراً عن أسفه الشديد لنكران الناس له. هو السيّد نفسه
حدّد للقديسة مارغريت ماري الإحتفال بعيد قلبه الأقدس يوم الجمعة الواقع
بعد عيد القربان بأسبوع وبناءً على ذلك بدأت راهبات الزيارة الإحتفال بهذا
العيد اعتباراً 1685.

حول عيد الجسد أو القربان:
خميس الأسرار كان العيد الوحيد للقربان المقدّس. وفي سنة
1208 ظهر الرب يسوع للطوباويّة جولياني في بلجيكا ما بين سنة 1208 و 1210
وقال لها أن تباشر العمل بتأسيس عيد احتفالي كبير على إسم القربان
المقدّس. وفي بلجيكا أيضاً، كان هنالك شاب شمّاس من طلاب الكهنوت يدعى جاك
بانتاليان وكان متحمّساً جداً لعبادة القربان. ومع مرور السنين وفي سنة
1261 أصبح هذا الشاب البابا واتخذ إسم قربانس الرابع وبقي حماسه للقربان
مشتعلاً في صدره. وفيما كان يمضي فصل الصيف في أورفياتّو في إيطاليا صادف
هنالك وجود أحد الكهنة المشكّكين بحقيقة وجود يسوع في الإفخارستيّا يحتفل
بالذبيحة ولمّا قدّس هذا الكاهن الخبز توقّف ونادى قائلاً: ?هل هذا
حقاّ أنت يا ربي؟? وإذا بالبرشانة المقدّسة تحمرّ ويسيل منها الدم
حتّى تبلّلت الصمدة وأغطية المذبح وما زالت هذة الصمدة المخضّبة بدم
المسيح محفوظة في علبة زجاجيّة في كاتدرائية أورفياتّو حتّى يومنا هذا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعجوبة ليست الأولى من نوعها. وعلى أثر هذه
الأعجوبة أصدر البابا قربانس الرابع براءة رسوليّة في 11 آب 1264 عمّم من
خلالها على الكنيسة جمعاء هذا العيد باسم عيد جسد المسيح. وأراد البابا
نفسه وضع طلبة وزيّاح للقربان المقدّس فأتى بأقدس وأفضل راهبين أحدهم
دومنيكاني ويدعى مار توما الأكويني شفيع ومعلّم الكنيسة وآخر فرنسيسكاني
يدعى بون أفنتورا. وطلب من كل واحد أن يضع صيغة للطلبة وللزيّاح وتمّ
تبنّي طلبة مار توما إذ كانت الأفضل ولا نزال حتّى يومنا هذا نردّد نفس
الطلبة والتي تمّت ترجمتها لللغة العربية سنة 1881 من قبل المطران جرمانس
فرحات. عسى أن يكون قلب وجسد يسوع شفيع ورفيق عيلتنا وأخينا الأكبر ولتكن
أعياده المجيدة سوراً وحصناً لنا لكي نكون بدورنا أناجيل ناطقة وأخباراً
مفرحة أينما
كنّا.
آمين.


 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 5526 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لنيافة الأنبا رافائيل





المسيح في سفر التكوين


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الجزء الثاني











(5) شجرة الحياة:





"وقال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفًا الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا ويأكل ويحيا إلى الأبد" (تك3: 22).





لقد أشفق الله على الإنسان، وأراد له ألا يحيا إلى الأبد وهو في حالة الفساد.. بل دبّر أن يُعالجه أولاً، ويشفيه من الفساد.. وذلك بتجسد كلمة الله.





ثم بعد ذلك يسمح له أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله، التي هي بحسب تفسير كنيستنا الأرثوذكسية ? جسد الرب يسوع ودمه الطاهر.





فمَنْ يأكل من شجرة الحياة "يحيا إلى الأبد" (تك3: 22)، ومَنْ يأكل جسد الرب ويشرب دمه يحيا إلى الأبد.





إن شجرة معرفة الخير والشر هي الطعام البائد، أما شجرة الحياة فهي الطعام الباقي للحياة الأبدية.. "اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان، لأن هذا الله الآب قد ختمه" (يو6: 27).





وشجرة الحياة الحقيقية هي "خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم" (يو6: 33)، وهذا الخبز هو ربنا يسوع المسيح نفسه:





+ "أنا هو خبز الحياة. مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَنْ يُؤمن بي فلا يعطش أبدًا" (يو6: 35).





+ "لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني: أن كل مَنْ يرى الابن ويُؤمن به تكون له حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 40).





+ "الحق الحق أقول لكم: مَنْ يؤمن بي فله حياة أبدية. أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المَنَّ في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء، لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت. أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 47-51).





هنا يُعلن ربنا يسوع المسيح بكل وضوح أنه هو شجرة الحياة، وهو خبز الحياة، حتى المَن الذي أكله الشعب في البرية كان مجرد رمز، ولم يكن الحياة.. بدليل أن الآباء أكلوا منه، ثم ماتوا.. أما مَنْ يأكل من المسيح فإنه يحيا إلى الأبد..





وقد يظن البعض أن الأكل من المسيح هو مجرد كلام معنوي كمثلما نأكل كلامه "وُجِدَ كلامك فأكلته" (إر15: 16)، "ما أحلى قولك لحنكي! أحلى من العسل لفمي" (مز119: 103)، "أحلى من العسل وقطر الشهاد" (مز19: 10).





ولكن السيد المسيح أكد أن "الخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" (يو6: 51). أي أننا سننال هذه الحياة إذا أكلنا جسده الحقيقي، وشربنا دمه الحقيقي.





وعندما انزعج اليهود من هذا التفسير وتساءلوا بخصوصه "كيف يقدر هذا أن يُعطينا جسده لنأكل؟" (يو6: 52)..


أكدّ السيد المسيح أننا لابد أن نأكل جسده ونشرب دمه بالحق وليس بالرمز أو الذكر أو بأي تفسير آخر غير أنه حق..


"الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم. ومَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير، لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه. كما أرسلني الآب الحي، وأنا حي بالآب، فمَنْ يأكلني فهو يحيا بي. هذا هو الخبز الذي نزل من السماء. ليس كما أكل آباؤكم المَنَّ وماتوا. مَنْ يأكل هذا الخبز فإنه يحيا إلى الأبد" (يو6: 53-58).





لذلك صار ما يُميّز العهد الجديد أننا نأكل جسد الرب ونشرب كأسه المقدسة. "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم" (لو22: 20)،


وهذا أيضًا ما كرره بنفس النص مُعلّمنا بولس الرسول "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي" (1كو11: 25). أي أنه لا يوجد عهد جديد بدون هذا الكأس.





إن ربنا يسوع المسيح هو شجرة الحياة التي نأكل منها ? الآن في الإفخارستيا ? ولا نموت.. وكانت شجرة الحياة التي في "وسط الجنة" (تك2: 9) هي رمز لشخصه القدوس المبارك..


وهناك أيضًا وعد بأن نغتذى منه في الأبدية.. "مَنُ يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله" (رؤ2: 7)،


"في وسط سوقها وعلى النهر من هنا ومن هناك، شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة، وتُعطي كل شهر ثمرها، وورق الشجرة لشفاء الأمم" (رؤ22: 2).





إن المسيح هو حياتنا كلنا، وبدونه لا يوجد حياة.. "إلى مَنْ نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك" (يو6: 68)،


"مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله، الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" (غل2: 20).





(6) الابن الأول:





كانت ترن في أذني حواء أن (نسل المرأة يسحق رأس الحية).. وبعد قليل حبلت حواء، وولدت إنسانًا جديدًا.. وطار قلبها فرحًا، وظنت أنه هو النسل المزمع أن يسحق رأس الحية فقالت: "اقتنيت رجلاً من عند الرب" (تك4: 1).. فدعت اسمه (قايين).. ولكنه لم يكن هو النسل الموعود به والمنتظر.. كان لابد لحواء أن تنتظر آلاف السنين حتى يأتي (قايين الحقيقي) الذي اقتنته البشرية من عند الآب.





قايين الجديد الذي "جاء لكي يطلب ويُخلِّص ما قد هلك" (لو19: 10)، وليس مثل قايين القديم الذي أهلك أخاه.





قايين الجديد الذي ستلده حواء الجديدة القديسة في كل شيء.. وليست حواء القديمة التي سقطت في المخالفة وصارت أصل الموت وينبوع الهلاك.





"ثم عادت فولدت أخاه هابيل" (تك4: 2)، وكلمة هابيل تعني (بسيط، بخار)، لقد أيقنت حواء أن قايين ليس هو المُخلِّص لذلك أسمت الآخر هابيل (ساذج، عادي) مُعلنة أنه ليس هو أيضًا المُخلِّص..





"وكان هابيل راعيًا للغنم، وكان قايين عاملاً في الأرض" (تك4: 2).





كان قايين كأبيه آدم الذي "أخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها" (تك3: 23)، كان مشغولاً بالأرض، وبأكل العيش، لأنه أرضي ويعمل بالأرض.





أما هابيل فكان كالمسيح راعيًا "أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11)، كان مشغولاً بالخراف والغنم لأن ذهنه كان مسحوبًا إلى الذبيحة والفادي..





لاحظ عزيزي القارئ.. أنه لم يكن مسموحًا وقتها للإنسان أن يأكل من الحيوانات، فلم يكن هابيل يرعى الغنم ليأكل منها، بل ليقدمها ذبيحة.. لذلك يُعتبر هابيل الصديق هو أول مُكرس على وجه الأرض.





وكانت ذبيحة هابيل المقبولة رمزًا لذبيحة المسيح التي رضى عنها وبها الآب السماوي، ورفع خطايا البشر من أجلها..





أما ذبيحة قايين فكانت شريرة وليست بقلب مستقيم فكرهها الرب "ذبيحة الشرير مكرهة" (أم21: 27). "بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه شهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه. وبه، وإن مات، يتكلم بعد" (عب11: 4)





ثم حدث "أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله" (تك4: 8)، وكان هذا أول ذبيحة بشرية قدمها الإنسان الشرير.. ذبح الخاطئ إنسانًا صدّيقًا وبارًا "ليس كما كان قايين من الشرير وذبح أخاه. ولماذا ذبحه؟ لأن أعماله كانت شريرة، وأعمال أخيه بارة" (1يو3: 12) إنه إشارة مبكرة إلى ذبح المسيح بيد الأشرار.





كان هنا قايين رمزًا ليهوذا ورؤساء الكهنة وبيلاطس، وكان هابيل رمزًا للسيد المسيح المذبوح لا لشيء إلا لأنه كان (بارًا)، "ويل لهم! لأنهم سلكوا طريق قايين" (يه11)،


لذلك حكم السيد المسيح عليهم بالهلاك بسبب هذه الدماء البريئة التي سفكوها "لكي يأتي عليكم كل دم زكي سُفك على الأرض، من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح.


الحق أقول لكم: إن هذا كله يأتي على هذا الجيل!" (مت23: 35 ،36).
 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 5527 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشركة مع الله:

______________

القديس ايرينيئوس


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن المسيح قد ألف و وحد الانسان مع الله

لانه لو لم يكن الانسان قد اتحد بالله



لما استطاع أبداً أن يشترك في الخلود

لذلك كان ينبغي أن الوسيط بين الله والناس



بسبب انتسابه لكل منهما ,يُعيد بينهما الألفة

حتى أن الله يقبل اليه الانسان ,والانسان يُقدم نفسه لله



فبأى وسيلة كان يمكننا أن ننال التبني لله

الا بأن نحصل بواسطة الابن على الشركة مع الله



وذلك بأن يصير كلمة الله مشاركاً لنا بأن يصير جسداً

لذلك فقد جاء مجتازاً فى جميع القامات ,

حتى يسترجع للجميع الشركة مع الله.




***********************************

**

**

********

********

**

**

**

**

**




لمجده تعالى
+ ? +
 
قديم 27 - 08 - 2014, 03:01 PM   رقم المشاركة : ( 5528 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مقدمة عامة عن التثليث والوحدانية
[ كل شئ من
الآب بالإبن فى الروح القدس ]
القديس أثناسيوس الرسولى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقاط الموضوع
:
+
ثوالث أسطورية خاطئة لدى الوثنيين : الفراعنة والهنود والبابليين
+ تثليث خاطئ
حاربته المسيحية ثم حاربه الإسلام
+ فكر الثالوث المسيحى وتفرده عن أى ثالوث
آخر
+ بالحقيقة نؤمن ... بإله واحد مثلث الأقانيم
+ بنوة الأقنوم الثانى
(الإبن) لله الآب
+ نحن نعبد ... إله واحد ... وليس سواه !!!

+ + + + + +
+ + + + + + + + + + + + +
خلفية من ثوالث أسطورية خاطئة
أدت إلى فكر خاطئ لدى البعض عن
الثالوث المسيحى
التثليث عند
الفراعنة
آمون ـ موت ـ
أولو / أوزوريس ـ إيزيس ـ حورس / بتاح ـ نفر ـ سوكار

التثليث عند
الوثنيين
الهنود :
برهم ـ فيشنو ـ سيفا (يظهر عند الهندوس تمثال له 3 رؤوس)
البابليون : أيا ـ
مرزوق ـ جيبوتنى / كوتا ـ مترا ـ كوتابانو

المنهج المتدرج
+ الإعلان
الإلهى عن الثالوث القدوس جاء بطريقة متدرجة
+ إذا كانت العلوم الوضعية ?
بالرغم من أنها نتاج العقل البشرى ? إلاّ أنها تُدرس بطريقة متدرجة ، فكم بالأحرى
اللاهوتيات ..
لماذا لم
يُعلن عن الثالوث فى العهد القديم؟
+
من البديهى ألا يكشف الله عن الأقانيم فى الذات الإلهية حين كان الشعب
فى مرحلة الطفولة الروحية محاطين بكثرة وثنية
لا تعرف الله
الواحد ، خارجين من مصر ذات الثالوث الفرعونى وعابرين بين الأمم التى
تؤمن بتعدد
الآلهة
+ الأقنوم الثانى (الكلمة) لم يكن قد تجسد بعد ، ولا زال الله يعد
البشرية لقبول فكر التجسد والفداء.
+
ومع ذلك هناك
إشارات كثيرة تشير
بصورة مبسطة
إلى عقيدة التثليث
... سندرسها لاحقاً.

التثليث الخاطئ الذى حاربه الإسلام
التثليث
الوثنى (زواج وتناسل، وعدم تساوى):
[ بديع
السموات والأرض أنــَّا يكون له ولد وأن تكون له صاحبة ] (سورة الأنعام)
[ وأنه
تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولد ] (سورة الجن)
هذا الثالوث الوثنى الخاطئ
لا علاقة له بالمسيحية ، وقد حاربته المسيحية من قبل الإسلام

التثليث
المريمى (بدعة المريميون - القرن السادس):
[ وإذ قال
الله ياعيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله ] (سورة
المائدة)
هذا الثالوث المريمى الخاطئ لا علاقة له بالمسيحية
،
وهو بدعة خرجت فى القرن السادس وحاربتها المسيحية ، وتم حرم المبتدعين
وقطعهم من المسيحية فى وقتها

فكر
الثالوث المسيحى وتفرده عن أى ثالوث آخر
أمثلة بسيطة
للتوضيح (مع فارق التشبيه):
+ الشمس :
القرص ? الأشعة ? الحرارة
+ الإنسان : جسد ? عقل - روح

. ..::.. .
الله الواحد = ذات × عقل × روح
. ..::.. .
إلهنا موجود
بذاته - عاقل بكلمته ? حى بروحه

الثالوث
القدوس ليس إختراعاً مسيحياً بل إعلان إلهى عن صفاته الكيانية السرمدية

نحن نؤمن
بإله واحد مثلث الأقانيم
ما معنى كلمة
أقنوم؟
كلمة أقنوم
باليونانية هى ?هيبوستاسيس? : وهى مكونة من مقطعين ?هيبو? وتعنى
تحت، و?ستاسيس? وتعنى قائم أو واقف ، لذا فكلمة
?هيبوستاسيس? = تحت القائم أو ما يقف عليه. ولاهوتياً تعنى ما
يقوم عليه الجوهر وبدونه لا يكون
... = صفة كيانية

الآب : هو
أصل الوجود والكيان : والد وباثق
الإبن : هو الكلمة والعقل المنطوق :
مولود
الروح القدس : روح الله المُحيى : منبثق

الصفات
الكيانية :
تخص أقنوم
بعينه وتميزه عن الأقنومين الآخرين
،
بدونها لا يقوم الكيان .. أى لازمة للوجود الإلهى :
نحن لا نعبد إله
غير موجود
.. ولا نعبد إله
غير عاقل .. ولا نعبد إله ميت أو غير حى

الصفات
الطبيعية (الجوهرية) :

الحب
الآب : ينبوع
الحب

الإبن :
المحب

الروح القدس
: تيار الحب (ينبثق من الآب ويستقر فى الإبن سرمدياً)

الحكمة
الآب :
الحكيم (رو 16: 27) ، (يه 25)

الإبن :
الحكمة ( أم 3: 19)

الروح القدس
: روح الحكمة (حك1: 6) ، (إش11: 2)

نحن نؤمن
بإله واحد مثلث الأقانيم وليس ثلاثة آلهة
فى العهد
القديم
+
من البديهى ألا يكشف الله عن الأقانيم فى الذات الإلهية حين كان الشعب
فى مرحلة الطفولة الروحية محاطين بكثرة وثنية
لا تعرف الله
الواحد خارجين من مصر ذات الثالوث الفرعونى وعابرين بين أمم
تؤمن بتعدد
الآلهة
+ الأقنوم الثانى (الكلمة) لم يكن قد تجسد بعد ، ولا زال الله يعد
البشرية لقبول فكر التجسد والفداء.
+
ومع ذلك هناك
إشارات كثيرة تشير
بصورة مبسطة
إلى عقيدة التثليث منها :

الدرس الأول
:
الحديث
عن الله الواحد

? إِسْمَعْ
يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.? (تث6: 4)

الدرس الثانى
:
حديث
الله بصيغة الجمع
(اللغة العبرية لا تحتوى على أسلوب الجمع
للتعظيم):
?فِي
الْبَدْءِ خَلَقَ (مفرد) اللهُ (إلوهيم = جمع) السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ? (تك
1:1)
?وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا ?
(تك1: 26)
?وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ
كَوَاحِدٍ مِنَّا ? (تك3: 22)
?هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ
لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ? (تك 11: 7)

الدرس الثالث
: الحديث عن الأقنوم الثانى كأقنوم وليس كصفة
(الكلمة
والعقل والحكمة) (أمثال 8: 12-36)

الدرس الرابع
: الحديث عن الأقنوم الثالث كأقنوم متميز:
?روح الله?
(تك1 :2) ، ?روح الرب? (إش11: 2، إش61: 1، أى33: 4، حز11: 5) ، ?روح الحياة? أو
?الروح المحيى?(خر37: 9-10)، الناطق فى الأنبياء أو مصدر الوحى (خر11: 5، إش59: 21)
، ?الروح الخالق? (مز104: 30، أى33: 4) ، أزلى وموجود فى كل مكان (مز139: 7) ..
إلخ.

الدرس الخامس
: طرح معضلة تستلزم التفكير :
? مُنْذُ
وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ?
(إش48: 16)
? مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ
ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟? (أم 30: 4)

فى العهد
الجديد

الدرس السادس
: وسيلة إيضاح للشرح المباشر:
الظهور
الإلهى أثناء معمودية السيد المسيح :
?فَلَمَّا اعْتَمَدَ يَسُوعُ صَعِدَ
لِلْوَقْتِ مِنَ الْمَاءِ وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ فَرَأَى
رُوحَ اللَّهِ نَازِلاً مِثْلَ حَمَامَةٍ وَآتِياً عَلَيْهِ. وَصَوْتٌ مِنَ
السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» (مت
3: 17،16)

الدرس السابع
: إعلان إلهى واضح وصريح :
جاء الإبن
ليشرح لنا سر الثالوث القدوس :
? اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ
الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ? (يو1: 18)
[الذى أظهر
لنا نور الآب .. الذى أنعم علينا بمعرفة الروح القدس الحقيقية] القداس
الغريغورى
?وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ
مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ
لِي?
(يو15:
26)
? فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ
الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ? (مت 28: 19)
? فَإِنَّ الَّذِينَ
يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ
الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ?
(1يو 5:
7)

ومن
المشاكل التى واجهت غير المؤمنين وأثرت فى عدم فهمهم للثالوث المسيحى .. بنوة
الكلمة لله الآب
تصور البعض
عن طريق الخطأ أنها بنوة تناسلية ؛ لكننا نؤمن أنها بنوة فريدة وحيدة الجنس
.. فالبنوة ليست بالضرورة تناسلية ، فهناك بنوة عقلية وبنوة روحية .. لا علاقة لها
بالجسد أو الزواج والتناسل .

أمثلة للبنوة
غير الجسدية
:
بنت النيل ?
بنت شفة ?
بنات أفكارى ? أبناء
الأهرامات ? أبناء مصر
? أبناء هذا
الدهر ? إبن 20 سنة ... إلخ.


لاحظ أن : العقل يلد فكرة .. تخرج من العقل لتصل إلى الناس لكنها تظل
أيضاً فى العقل ولا تنفصل عنه

الفرق
البنوة
الجسدية
بنوة الله
الإبن لله الآب
الزمان
الآب يسبق
الإبن

موجود مع
الآب منذ الأزل

المكان
الأب منفصل
عن الإبن

إتحاد مطلق
فى كل مكان

المكانة

الأب أعظم من
الإبن

واحد مع الآب
فى الجوهر

+ لهذا كان
يدافع القديس أثناسيوس فى مجمع نيقية 325م أمام آريوس المبتدع عن لاهوت السيد
المسيح متمسكاً بلفظ الإبن الوحيد حيث استقاه من روح الكتاب
?لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ
الْوَحِيدَ? (يو3: 16)
+ كما أصر القديس أثناسيوس على إستخدام لفظ
?هوموأوسيوس? = مساوى ، بينما كان أريوس المبتدع يحاول
إستخدام لفظ ?أموسيوس? = مشابه .

نحن
نعـبد إله واحد وليس سـواه (نؤمن بإله واحد)
من جهة
المنطق
v
من حيث القدرة .
v
من حيث المحدودية .
v
من حيث الخلق .

? فَاعْلمِ
اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوالإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ
فَوْقُ وَعَلى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ?
(تث 4: 39)
? إِسْمَعْ
يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.? (تث6: 4)
? أَنَا أَنَا
هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي
وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ.? (تث32: 39)
? فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ
أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا
رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ
نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ
الأُولَى.? (مر12: 29)
? نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ
لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً. لأَنَّهُ وَإِنْ وُجِدَ مَا يُسَمَّى آلِهَةً
سِوَاءٌ كَانَ فِي السَّمَاءِ أَوْ عَلَى الأَرْضِ كَمَا يُوجَدُ آلِهَةٌ
كَثِيرُونَ وَأَرْبَابٌ كَثِيرُونَ. لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ.? (1كو8:
4-6)
? أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ.
وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! ? (يع 2: 19)
? فَإِنَّ
الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ،
وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ ?
(1يو 5:
7)

علاقتنا
بالثالوث
+ درس الحب
المستفاد :

?الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ? (يو3: 35، يو5 :20) ?لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ
أَنِّي أُحِبُّ الآبَ? (يو14: 31)

+ الصلاة
:
نصلى للآب ?
صلاة مشفوعة بالإبن ? يحملها الروح القدس : ?اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ . إِلَى الآنَ لَمْ
تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ
كَامِلاً? (يو 16: 24،23)
 
قديم 27 - 08 - 2014, 03:03 PM   رقم المشاركة : ( 5529 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع والصوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عاش يسوع في صيامه خبرة العبرانيّين في صحراء سيناء. فكما أنّهم قضوا أربعين سنة في الصحراء، قضى هو أربعين يوماً فيها. وكما تعرّضوا لتجارب ومِحَن شديدة، تعرّض هو لتجارب إبليس. لكنّ الفارق بين خبرته في الصحراء وخبرة العبرانيّين فيها هو أنّهم سقطوا في التجارب بينما هو انتصر عليها. وبذلك، يظهر يسوع وكأنّه شعب الله الجديد، ويمثّل بشخصه انتصار البقيّة الباقية من الأبرار على الشيطان والشرّ بمختلف أشكاله.

في الموعظة على الجبل، ربط يسوع الصوم والصلاة والصدقة بخيطٍ واحدٍ، وهو الخفية. على المسيحيّ أن يقوم بهذه الأفعال خفيةً. فإذا صام، فليغسل وجهه ويدهن شعره ويبتسم، كي لا يعرف الناس أنّه صائم. وإذا صلّى، فليدخل حجرته، ويغلق بابه، ويصلّي لله بعيداً عن عيون الناس. وإذا أعطى إحساناً، لا يطبّل ولا يزمّر ولا يُعلَن إحسانه في الصحف أو يُخلّده بنقش حجريّ، بل على يده اليسرى ألاّ تعرف ما فعلته يده اليمنى. بهذه الطريقة، حوّل يسوع الصوم إلى عملٍ شخصيٍّ حميميّ يقوم به الإنسان أمام نظر الله وبعيداً عن عيون الناس. فيسوع لم ينتقد إظهار المؤمن صيامه للناس بسبب السحنة الحزينة الّتي تظهر على وجهه، بل لأنّ هذا الإظهار يسعى إلى لفت أنظار الناس، فيجعلهم حكّاماً يثنون على أفعاله، بينما الحكم الوحيد الّذي يحقّ له الثناء على فعل أو إدانته هو الله.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 5530 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,092

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكنيسة والصوم
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يخبرنا كتاب أعمال الرسل أنّ التلاميذ كانوا يضمّون الصوم إلى الصلاة قبل اتّخاذ أيّ قرار هام. ففي أثناء الخدمة والصوم، فرز الروح القدس برنابا وشاول لرسالةٍ خاصّة (أعمال 13/2-2). وتعتبر تعاليم القدّيس بولس في شأن الصوم والانقطاع عن الطعام امتداداً لتعاليم الإنجيل. فمع أنّه رفض في رسائله الموانع الغذائيّة الّتي كان اليهود يفرضونها كأكل لحم الخنـزير أو الذبائح الّتي لم تُذبح بحسب الشريعة (رومة 14/14-25، 1كورنثس 10/25-31، لا يمكننا الاستنتاج من هذا الرفض أنّ القدّيس بولس يعادي الصوم، فقد مارسه بنفسه (2كورنثس 6/5، 11/27).

كان المسيحيّون في أيّام الرسل يصومون على الطريقة اليهوديّة، أي من الفجر وحتّى الغروب. وبدأت الكنيسة تبدّل طريقة صومها بعد الرسل تدريجيّاً، من ناحية الشكل أوّلاً ثمّ من ناحية المضمون. ففي كتاب الديداخي، وهو أوّل كتابٍ للتعليم المسيحيّ، وصيّة للمسيحيّين تقول: "صلّوا لأعدائكم وصوموا لأجل مضطهديكم". وفي العماد، يوصي الكتاب نفسه بالصيام ويقول: "قبل العماد، يصوم المعمِّد والمعتمِد وكلّ مَن يقوى على ذلك من الجماعة. وليؤمَر المقبل على العماد بأن يصوم يوماً أو يومين قبل معموديّته". فالصوم في هذا المنظار علامة على التوبة من أجل الاهتداء إلى روح الإنجيل. ويطلب الديداخي استبدال يوميّ الاثنين والخميس، وهما يوما صيامٍ للفرّيسيّين الأتقياء (لوقا 18/12) بيوميّ الأربعاء والجمعة. الأربعاء لأنّه اليوم الّذي اتّفق فيه يهوذا الإسخريوطيّ مع اليهود ليسلمهم المسيح، والجمعة لأنّه يوم آلام وصلب المسيح.

وعلى الرغم ممّا ورد في كتاب الديداخي، لم يكن في الكنيسة صوم قانونيّ، أي فترة صومٍ مفروضة على جميع المؤمنين. كان الصوم الإجباريّ نادراً ومؤقّتاً، وكان الأساقفة يفرضونه على أفرادٍ أو جماعاتٍ من أجل التوبة، أو من أجل درء خطرٍ أو تفادي كارثة. وعلى الرغم من الحريّة في ممارسة الصوم، وربّما بسببها، كان المسيحيّون يصومون بجديّة، وكانوا يرون في صيامهم وسيلةً طبيعيّة لعيش الزهد الإنجيليّ.

في القرن الثالث الميلاديّ، قرّرت الكنيسة إنشاء صومٍ قانونيّ. أي صوماً يمارَس سنويّاً في تاريخٍ محدّد. وتمّ اختيار موعد الصوم في الأسبوع العظيم. كانت رتب الآلام تتضمّن صوماً صارماً وطويلاً، ويشمل عموماً يوميّ الجمعة العظيمة والسبت: من منتصف ليل الخميس وحتّى بعد منتصف ليل السبت، لا يتناول المسيحيّون سوى الماء. وبعد ذلك، تقام سهرة صلاة وترانيم، وتُقرأ فيها النصوص المقدّسة حتّى الساعة الأولى من الفجر. حينها، يُحتفَل بالقدّاس الفصحي، وتنتهي به فترة الصوم.

ارتبط الصوم المسيحيّ في تلك الفترة بسرّ المسيح وعمله الخلاصيّ. فعيد الفصح هو نهاية مطاف العمل الخلاصيّ. إنّه عبور المسيح من الموت إلى الحياة، ونهاية صراعاته مع الألم وانتصاره بالقيامة. ولمّا كانت الكنيسة في ذلك الحين مضطهدة ومتألّمة، لم تشعر بالحاجة إلى الصوم لتشعر بالألم فهو حاضر في حياتها اليوميّة. لذلك اعتبرت الصوم فترة تحضير لاستقبال الفرح الروحيّ في الزمن الفصحيّ. كانت الكنيسة المضطهَدة تشعر بحضور المسيح الدائم في حياتها. ومنه تستمدّ قوّتها للصمود. ففي يوم الجمعة العظيمة، تشعر بأنّه رُفِعَ عنها (متّى 9/15)، فتصوم استعداداً لظهوره منتصراً.

وضمن السياق نفسه، فرضت الكنيسة صوماً قبل التناول. لم تكن غايتها من فرض الصوم قبل التناول احترام القربان المقدّس ولا القيام بتضحية لاستحقاق تناول الأسرار، بل جعل المؤمن في حالة تركيزٍ روحيّ على ما سيأتي. الجوع الجسديّ يعبّر عن الجوع الروحيّ واشتهاء إطفائه. فبالصوم الإفخارستيّ يشتاق كلّ كيان الشخص إلى الفرح الآتي.

في القرن الرابع الميلاديّ أصبحت ممارسة الصوم الأربعينيّ شائعة، فجعلته الكنيسة صوماً قانونيّاً وإجباريّاً. يقول القدّيس لاون الكبير: "إنّ شعب الله ينال أعظم قواه حين تلتقي قلوب المؤمنين في وحدة الطاعة المقدّسة، وحين، في معسكر المجاهدين المسيحيّين في كلّ مكان، نتمرّن على المعركة بالطريقة نفسها، تكون الأفعال متشابهة في كلّ مكان ... إنّ تدمير الخطايا يكون تامّاً حين تكون الكنيسة واحدة في صلاتها، وواحدة في اعترافها بإيمانها."

منذ ذلك الحين، تحوّل مفهوم الصوم من الانتظار الروحيّ إلى الزهد. فلم يعد الصائم يصوم منتظراً حدثاً روحيّاً جليلاً، بل يصوم ليقوّي إرادته ويسيطر على أهوائه. لذلك درجت العادة على متابعة الصوم يوم الأحد بالامتناع عن تناول بعض الأطعمة. وفي أيّام الأسبوع، تناول وجبةٍ واحدة فقط يوميّاً بعد صلاة الغروب، وأكل طعام زاهدٍ قوامه الخبز والماء، وقد تضاف إليه بعض الخضار والفواكه. ويبدو أنّ رتبة البروجيزمينا (الأقداس السابق تقديسها) في الطقس البيزنطيّ ترتبط بهذا النوع من الصوم. كان الاحتفال بالقدّاس يتمّ يوم الأحد فقط. فيُحتفَظ بالقربان المقدّس، ويتناوله الصائمون في صلاة تشبه القدّاس، وذلك في اليوم الّذي سيتناولون به الطعام، وكان الرهبان يتناولون ثلاث وجبات في الأسبوع وقُبَيلَ الوجبة بقليل، أي عند المساء، يُحتفَلُ بالقدّاس، ويتناولون القربان المقدّس ويأكلون الطعام.

وشيئاً فشيئاً، بدأ الصوم ينفصل عن الفصح، ويرتبط بصوم يسوع في البرّيّة وصراعه الروحيّ. ورأى آباء الكنيسة في صوم يسوع وصراعه صورة معكوسة لمأساة الفردوس، وإصلاحاً لخطيئة آدم. ففي الفردوس، أوقف آدم صيامه. والمسيح، آدم الجديد، بدأ حياته العلنيّة بالصيام. آدم جُرِّبَ وسقط في التجربة، والمسيح جُرِّبَ وانتصر على التجارب. كانت نتيجة سقطة آدم في التجربة طرده من الجنّة والموت. وكانت ثمرة انتصار المسيح الغلبة على الموت وإعادتنا إلى الجنّة. وبدأ الصوم يصطبغ بصبغة الألم. فبدل أن يكون انتظاراً بشوق للأفراح الفصحيّة، أصبح صعوداً إلى أورشليم مع المسيح الذاهب إلى آلامه.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024