![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 55231 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() داود بعد السقوط (2) ![]() كَتَبَ دَاوُدُ ..إِلَى يُوآبَ.. اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ ( 2صموئيل 11: 14 ، 15) تأملنا في الأسبوع الماضي في بعض ما عمله داود بعد سقطته ، في محاولة منه، لا لعلاجها جذريًا، بل للتخلُّص فقط من آثارها. ونواصل اليوم المزيد من التأملات، فنقول: (3) أخطأ يوآب خطأً حربيًا كان ينبغي لداود تعنيفه عليه، لكن يوآب عرف “كلمة السر” لامتصاص غضب داود؛ فقال للرسول: «فإن اشتَعَل غضب الملك .. فقُلْ: قد مات عبدُكَ أُوريا الحثِّي أيضًا»! وكل العجَب في رَّد داود: هكذا تقول ليوآب: لا يَسوء في عينيك هذا الأمر، لأن السيف يأكل هذا وذاك»! أ إلى هذا الحد فسدت مقاييسه، واعتبر الطالح صالحًا، ونافق مَن يستحق التوبيخ بل عزَّاه، والتمس العذر للتقصير، مُفرِّطًا في واجباته الحربية كملك؟! إذا وجدنا أنفسنا في مثل هذا الحال، حال اعتلال المبادئ والمقاييس؛ فلنفحص أنفسنا جيدًا. (4) ويتدهور الوضع أكثر، فعندما «مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيتهِ، وصارت له امرأة وولدت له ابنًا»، وكأن شيئًا لم يكن! لقد اغتنم امرأة أُوريا! وكأن الله لم يرَ! وكأن لا مُعاصرون للحَدَث، أو لاحقون، قد تعثروا! وكأن الطفل هذا لم يكن من زنا! كأن شيئًا لم يكن بالنسبة لداود، لكن بالنسبة لله «أما الأمر الذي فعله داود فقبُحَ في عيني الرب». ومن له أُذنان فليسمع، وليهرب! (5) أدخل غلطته “الأرشيف” ودفنها في مخازن النسيان، حتى إن القصة التي قصَّها ناثان عليه لم تشكِّل له أي لمس لضميره. بل الأكثر أن حميَ غضبه على الرجل موضوع القصة، وأسرع لإدانته بعنف. وهل تدري سر عنفه في الإدانة؟ إن إدانة الآخرين، وخاصةً إذا اكتسبت صفتي العنف والاستمرار، هي من الحيَل الدفاعية النفسية الشهيرة التي يتصرَّف بها الشخص تلقائيًا في محاولة لتخفيف ضغط نفسي عنده، وهو في حالتنا هذه الشعور بالذنب. إن وجدت نفسك دائم الانتقاد للآخرين، ونقدك ليس لتصحيح أوضاعهم بل ما هو إلا إدانة فحَسب، وإذا وجدت أن هذا يتيح لك التنفيس عما بداخلك ويُشعِرك براحة وقتية؛ فأرجوك ارجع إلى نفسك، وادخل محضر إلهك، وابحث عما يسبِّب لك هذا التوتر، واطلب منه أن يُشير على كل خطأٍ وتقصير، وأن يقودك للتوبة والتغيير. قد تكون «أنت هو الرجل!»، ويوم تَعي ذلك ستبدأ رحلة الرجوع، وهذا ما حدث مع داود، وما أحلى الرجوع إلى إلهنا! . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55232 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كَتَبَ دَاوُدُ ..إِلَى يُوآبَ.. اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ ( 2صموئيل 11: 14 ، 15) أخطأ يوآب خطأً حربيًا كان ينبغي لداود تعنيفه عليه، لكن يوآب عرف “كلمة السر” لامتصاص غضب داود؛ فقال للرسول: «فإن اشتَعَل غضب الملك .. فقُلْ: قد مات عبدُكَ أُوريا الحثِّي أيضًا»! وكل العجَب في رَّد داود: هكذا تقول ليوآب: لا يَسوء في عينيك هذا الأمر، لأن السيف يأكل هذا وذاك»! أ إلى هذا الحد فسدت مقاييسه، واعتبر الطالح صالحًا، ونافق مَن يستحق التوبيخ بل عزَّاه، والتمس العذر للتقصير، مُفرِّطًا في واجباته الحربية كملك؟! إذا وجدنا أنفسنا في مثل هذا الحال، حال اعتلال المبادئ والمقاييس؛ فلنفحص أنفسنا جيدًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55233 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كَتَبَ دَاوُدُ ..إِلَى يُوآبَ.. اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ ( 2صموئيل 11: 14 ، 15) ويتدهور الوضع أكثر، فعندما «مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيتهِ، وصارت له امرأة وولدت له ابنًا»، وكأن شيئًا لم يكن! لقد اغتنم امرأة أُوريا! وكأن الله لم يرَ! وكأن لا مُعاصرون للحَدَث، أو لاحقون، قد تعثروا! وكأن الطفل هذا لم يكن من زنا! كأن شيئًا لم يكن بالنسبة لداود، لكن بالنسبة لله «أما الأمر الذي فعله داود فقبُحَ في عيني الرب». ومن له أُذنان فليسمع، وليهرب! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55234 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كَتَبَ دَاوُدُ ..إِلَى يُوآبَ.. اجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ الْحَرْبِ الشَّدِيدَةِ، وَارْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ ( 2صموئيل 11: 14 ، 15) أدخل غلطته “الأرشيف” ودفنها في مخازن النسيان، حتى إن القصة التي قصَّها ناثان عليه لم تشكِّل له أي لمس لضميره. بل الأكثر أن حميَ غضبه على الرجل موضوع القصة، وأسرع لإدانته بعنف. وهل تدري سر عنفه في الإدانة؟ إن إدانة الآخرين، وخاصةً إذا اكتسبت صفتي العنف والاستمرار، هي من الحيَل الدفاعية النفسية الشهيرة التي يتصرَّف بها الشخص تلقائيًا في محاولة لتخفيف ضغط نفسي عنده، وهو في حالتنا هذه الشعور بالذنب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55235 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن وجدت نفسك دائم الانتقاد للآخرين، ونقدك ليس لتصحيح أوضاعهم بل ما هو إلا إدانة فحَسب، وإذا وجدت أن هذا يتيح لك التنفيس عما بداخلك ويُشعِرك براحة وقتية؛ فأرجوك ارجع إلى نفسك، وادخل محضر إلهك، وابحث عما يسبِّب لك هذا التوتر، واطلب منه أن يُشير على كل خطأٍ وتقصير، وأن يقودك للتوبة والتغيير. قد تكون «أنت هو الرجل!»، ويوم تَعي ذلك ستبدأ رحلة الرجوع، وهذا ما حدث مع داود، وما أحلى الرجوع إلى إلهنا! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55236 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() دَاود تائبًا ![]() وصام داود صومًا، ودخل وبات مُضَطجعًا على الأرض ( 2صم 12: 16 ) هنا نرى داود مضطجعًا على الأرض في موقف التائب الحقيقي. فسهم الإدانة قد اخترق ضميره وكلمات ناثان الحادة القارصة «أنت هو الرجل» صدمت قلبه بقوة إلهية، ففي الحال أخذ مكانه في التراب بضمير مجروح وقلب مكسور أمام الله. هذا هو الموقف. فلنستمع الآن إلى النُطق، وهذا نجده في المزمور الحادي والخمسين. ويا له من نطق خطير حقًا وما أكمل تناسقه مع الموقف! «ارحمني يا الله حَسَبَ رَحمتك. حَسَبَ كثرة رأفتك امحُ معاصيَّ. اغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيتي طهرني. لأني عارفٌ بمعاصيَّ، وخطيتي أمامي دائمًا» ( مز 51: 1 - 3). هذا عمل من الله حقيقي. فالتائب يضع خطاياه جنبًا إلى جنب مع رأفة الله وكثرة رحمته. هذا كان أحسن شيء يمكن لداود أن يفعله، فأحسن مكان للضمير الشاعر بالذنب هو مكان الرحمة الإلهية حيث يتقابل الخاطئ بذنبه مع المحبة الإلهية، فهناك الحل العاجل لمشكلة الخطية. فسرور الله هو في غفران الخطية، وهو يبتهج بالرحمة، أما الدينونة فهي عمله الغريب عنه. هو يجعلنا نشعر برداءة الخطية ونحكم عليها ونكرهها، ولن يقول سلامًا حيث لا سلام. هو يرسل السهم إلى الصميم ولكن ـ تبارك اسمه ـ عندما يرمي السهم من جُعبته لا بد من أن يتبعه في الحال بمحبة قلبه، والجرح الذي يسببه السهم لا بد من شفائه ببلسم محبته الثمين الذي يقدمه على الدوام. هذا هو الترتيب: «أنت هو الرجل!» .. «قد أخطأت إلى الرب» .. «الرب أيضًا قد نَقَل عنك خطيتك. لا تموت» ( 2صم 12: 7 ، 13). أي نعم أيها القارئ العزيز، يجب أن تُدان الخطية في الضمير، وكلما كانت الإدانة أتم، كان ذلك أفضل. إننا نخشى عمل الضمير السطحي الذي ينتج سلامًا كاذبًا. نريد أن نرى الضمير مسبَرًا إلى أعمق أعماقه بواسطة كلمة الله وروحه. نريد أن نرى مسألة الخطية والبر الخطيرة مبحوثة بحثًا تامًا ومبتوتًا في أمرها نهائيًا في القلب. يجب أن نتذكر دائمًا أن الشيطان يحوِّل نفسه إلى شبه ملاك نور، ومن الممكن جدًا بهذه الصورة الخطرة أن يقود النفس إلى نوع من السلام الكاذب والسعادة الوهمية غير المؤسسة على الصليب كعلاج الله الوحيد لأعمق حاجات الخاطئ المتعددة. . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55237 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وصام داود صومًا، ودخل وبات مُضَطجعًا على الأرض ( 2صم 12: 16 ) هنا نرى داود مضطجعًا على الأرض في موقف التائب الحقيقي. فسهم الإدانة قد اخترق ضميره وكلمات ناثان الحادة القارصة «أنت هو الرجل» صدمت قلبه بقوة إلهية ، ففي الحال أخذ مكانه في التراب بضمير مجروح وقلب مكسور أمام الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55238 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وصام داود صومًا، ودخل وبات مُضَطجعًا على الأرض ( 2صم 12: 16 ) هذا هو الموقف. فلنستمع الآن إلى النُطق، وهذا نجده في المزمور الحادي والخمسين. ويا له من نطق خطير حقًا وما أكمل تناسقه مع الموقف! «ارحمني يا الله حَسَبَ رَحمتك. حَسَبَ كثرة رأفتك امحُ معاصيَّ. اغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيتي طهرني. لأني عارفٌ بمعاصيَّ، وخطيتي أمامي دائمًا» ( مز 51: 1 - 3). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55239 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() وصام داود صومًا، ودخل وبات مُضَطجعًا على الأرض ( 2صم 12: 16 ) هذا عمل من الله حقيقي. فالتائب يضع خطاياه جنبًا إلى جنب مع رأفة الله وكثرة رحمته. هذا كان أحسن شيء يمكن لداود أن يفعله، فأحسن مكان للضمير الشاعر بالذنب هو مكان الرحمة الإلهية حيث يتقابل الخاطئ بذنبه مع المحبة الإلهية، فهناك الحل العاجل لمشكلة الخطية. فسرور الله هو في غفران الخطية، وهو يبتهج بالرحمة، أما الدينونة فهي عمله الغريب عنه. هو يجعلنا نشعر برداءة الخطية ونحكم عليها ونكرهها، ولن يقول سلامًا حيث لا سلام. هو يرسل السهم إلى الصميم ولكن ـ تبارك اسمه ـ عندما يرمي السهم من جُعبته لا بد من أن يتبعه في الحال بمحبة قلبه، والجرح الذي يسببه السهم لا بد من شفائه ببلسم محبته الثمين الذي يقدمه على الدوام. هذا هو الترتيب: «أنت هو الرجل!» .. «قد أخطأت إلى الرب» .. «الرب أيضًا قد نَقَل عنك خطيتك. لا تموت» ( 2صم 12: 7 ، 13). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 55240 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أي نعم أيها القارئ العزيز، يجب أن تُدان الخطية في الضمير، وكلما كانت الإدانة أتم، كان ذلك أفضل. إننا نخشى عمل الضمير السطحي الذي ينتج سلامًا كاذبًا. نريد أن نرى الضمير مسبَرًا إلى أعمق أعماقه بواسطة كلمة الله وروحه. نريد أن نرى مسألة الخطية والبر الخطيرة مبحوثة بحثًا تامًا ومبتوتًا في أمرها نهائيًا في القلب. يجب أن نتذكر دائمًا أن الشيطان يحوِّل نفسه إلى شبه ملاك نور، ومن الممكن جدًا بهذه الصورة الخطرة أن يقود النفس إلى نوع من السلام الكاذب والسعادة الوهمية غير المؤسسة على الصليب كعلاج الله الوحيد لأعمق حاجات الخاطئ المتعددة. |
||||