منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 08 - 2014, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 5491 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مؤهلات الخادم : مرونة التلمذة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا يدعى أحد لخدمة الرب وهو كامل، ولا يوجد خادم للرب مهما كان، فى غنى عن التوجيه، لذلك يلزم أن يظل خادم الرب محتفظا بعقل وقلب تلميذ كل أيام حياته ! بل ويلزمه أن يسعى باجتهاد كل يوم

ليعرف من الرب ما هى نقائصه وعيوبه، ولا يجزع من توبيخ الروح القدس على فم الآخرين، ولا يستعلى على النقد والتوجيه أينما وجد.

هذه المرونة تجعل تلميذ الرب قابلا للنمو فى محبة الله والمخدومين دائما.

(الأب متى المسكين)
 
قديم 26 - 08 - 2014, 04:27 PM   رقم المشاركة : ( 5492 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

محبتنا السخية للآخرين .. لأبونا متى المسكين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحبة الباذلة السخية للآخرين هى الدواء المنشود للعالم المريض:
ولكن اعلموا جيداً أن كل تضحية راضية وبذل سخى ومحبة بلا مقابل تقدم للآخرين، هى الدواء المنشود للعالم المريض المكدود.

آه من المحبة الهادئة الوديعة التى تشع من القلوب والوجوه التقية، كم هى تعمل فى صمت بقوة سرية كنقل الدم لمريض نازف يواجه خطر الموت!!

بهذا يحيا العالم ويجدد شبابه، وبهذا نشترك دون أن ندرى فى الحياة الأبدية التى هى العوض القائم الدائم عن كل بذل المحبة وسخاء العطاء ودفء العطف نحو الضعفاء والحزانى والبائسين، ولكن ليس عن عاطفة عابرة، وإنما بدافع استرضاء وجه المسيح:

" بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم" (مت 40:25).


أبونا متى المسكين
 
قديم 27 - 08 - 2014, 01:39 PM   رقم المشاركة : ( 5493 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

(يو17ـ3)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

" أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي
أرسلته
"


للقديس أثناسيوس الرسولي*







بسبب أن عديمي
الإيمان يستخدمون هذه الآيات أيضًا ويجدّفون على الرب، ويَسخَرون منا قائلين: [ طالما
أن الله يدعى الواحد والوحيد والأول، فكيف تقولون إن الابن هو الله؟ لأنه لو كان هو
الله لما كان الله قد قال " ليس إله معي " (تث32، 39) ولا " إلهنا واحد " (تث6، 4). لذلك فمن الضروري
أن نوضح معنى هذه الآيات، بقدر الإمكان، لكي يعرف الجميع من شرحِنا لهذه الآيات أيضًا
أن الآريوسيين هم في الحقيقة محاربون لله.




لأنه لو كان
الإبن منافسًا للآب إذًا لكانت هذه الكلمات قد قيلت ضده، ولو أن الآب ينظر إلى الابن
مثلما حدث لداود حينما سمع عن أدونيا وأبشالوم[1]، إذًا لكان قد نطق بهذه الآيات عن
نفسه، لئلا عندما يقول الإبن عن نفسه إنه إله، يجعل البعض يتمردون على الآب، أما إن
كان مَن يعرف الابن، يعرف الآب بالحرى، والابن هو الذي يكشف له الآب، فإنه يرى بالحري
الآب في الكلمة، كما هو مكتوب، وإن كان الابن في مجيئه لم يمجّد نفسه بل مجّد الآب،
إذ قال لواحد قد جاء إليه، " لماذا تدعوني صالحًا ؟ ليس أحد صالح، إلاّ واحد وهو
الله " (لو19:18)، وردًا على سؤال من سأله ما هى الوصيّة العظمى في الناموس قال
"
اسمع يا إسرائيل الرب إلهك رب واحد هو " (مر29:12). وقال للجموع " قد نزلت من
السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني " (يو38:6)، وعلّم التلاميذ قائلاً
" أبي أعظم مني " (يو28:14) وأيضًا "
الذي يكرمني يكرم الذي أرسلني " (يو23:5، 20:13) فإن كان موقف الابن تجاه
أبيه هو هكذا، فما هو التناقض الذي يمنع أى واحد من أن يتخّذ مثل ذلك المعنى السليم
عن هذه الآيات؟




ومن الناحية
الأخرى إن كان الابن هو كلمة الآب فمَن يكون بهذه الدرجة من الحماقة ـ عدا أولئك الذين
يحاربون المسيح ـ حتى يظن أن الله قد تكلّم هكذا لكي يطعن في كلمته وينكره؟ فحاشا أن
يكون تفكير المسيحيين هكذا! لأن هذه الآيات لم تُكتب ضد الابن، بل لكي تستبعد الآلهة
الكاذبة التي اخترعتها البشر. والدليل على ذلك يكمُن في معنى هذه الآيات.




بسبب أن أولئك
الذين يعبدون الآلهة الكاذبة، يبتعدون عن الإله الحقيقي، لذلك فلأن الله صالح ومعتني
بالبشر فهو ينادي الضالين مرة أخرى، ويقول: " أنا هو الإله وحدي " و
"أنا هو" و "ليس إله معي"، ومثل كل هذه الآيات، وذلك لكي يحكم
على الأشياء التي لا كيان لها، هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى يحوّل البشر إلى نفسه.
وكما لو افترضنا أن شخصًا ما أثناء النهار وبينما الشمس ساطعة يرسم رسمًا بدائيًا للشمس
على قطعة من الخشب، ثم يقول عن ذلك الرسم أنه سبب النور الساطع، فإن كانت الشمس عندما
ترى هذا الرسم يمكنها أن تقول " أنا هي نور النهار وحدي وليس هناك نور آخر للنهار
سواي "، بينما يقول الرسّام هذا ليس عن شعاعها، بل عن رسمه الرديء على الخشب وعن
خياله الباطل الذي زيّف الحقيقة.




هكذا الأمر
أيضًا بخصوص الآيات: "أنا هو"، "أنا هو الإله وحدي" و "ليس
إله معي"، فالله يقول هذا لكي يجعل الناس يتركون الآلهة الكاذبة ولكي يعرفوا بالحري
أنه هو الإله الحقيقي، وحينما قال الله هذا، فبلا شك أنه قاله بواسطة كلمته الذاتي،
هذا إن لم يضف اليهود المعاصرون[2] قائلين إنه لم يقل هذا بواسطة كلمته. ولكني بالرغم
مما يهذي به أتباع الشيطان هؤلاء، فإن الله قد تكلّم بواسطة كلمته لأن كلمة الرب قد
صارت إلى النبي، وهذا هو ما سمعه النبي من (الكلمة). فإذا كان هذا قد قيل بواسطة الكلمة
إذًا فلا يقول الله شيئًا أو يفعله إلاّ ويقوله ويفعله بالكلمة. لذلك فيا محاربي الله
إن هذه الآيات ليست موجّهة ضد الابن، بل ضد الأشياء الغريبة عن الله، والتي ليست منه.
لأنه بحسب الرسم الذي سبق وأشرنا إليه، إن كانت الشمس قد تكلّمت بتلك الكلمات فإنها
لم تقلها كأن شعاعها غريب عنها إذ أن شعاعها يُظهر نورها ولكنها تكون قد قالتها لكي
تكشف الخطأ وتصححه. لذلك فمثل تلك الآيات ليست لأجل إنكار الابن ولا هى قيلت عنه، بل
هى قيلت لطرح الضلال بعيدًا.




وبناءً على
ذلك فإن الله لم يكلّم آدم بمثل هذه الأقوال في البداية، رغم أن الكلمة الذي بواسطته
خُلقت كل الأشياء كان معه، إذ لم تكن هناك حاجة إلى ذلك لأن الأوثان لم تكن قد وُجدت
بعد. لكن حينما قام الناس ضد الحق ودعوا لأنفسهم آلهة مثلما أرادوا، حينئذٍ صارت الحاجة
لمثل هذه الأقوال، أي لأجل إنكار الآلهة التي لا كيان لها. بل أود أن أضيف أنها قد
قيلت مسبقًا عن حماقة محاربي المسيح هؤلاء، ولكي يعرفوا أن أي إله يفكرون فيه ويكون
غريبًا عن جوهر الآب، لا يكون إلهًا حقيقيًا، ولا هو صورة الآب وابنه، الإله الوحيد.




إذًا فإن
كان الآب قد دُعيَ الإله الحقيقي الوحيد فهذا لا يعني إنكار هذا الذي قال " أنا هو الحق " (يو6:14) بل يعني أنه
ينكر الذين ليسوا مثل الآب وكلمته في أنهم ليسوا حقيقيين بطبيعتهم، ولهذا فقد أضاف
الرب مباشرةً: " ويسوع المسيح الذي أرسلته " (يو3:17). وعلى هذا فلو أنه
كان مخلوقًا لما كان قد أضاف هذه الكلمة ولما كان قد أحصى نفسه مع الخالق، فأية شركة
توجد بين الحقيقي وغير الحقيقي؟!




ولكن الابن
إذ أحصى نفسه مع الآب، فقد أظهر أنه من طبيعة الآب نفسها، وأعطانا أن نعرف أنه المولود
الحقيقي من الآب الحقيقي. وهكذا أيضًا تعلّم يوحنا وعلّم هذا كاتبًا في رسالته
" ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية
" (1يو20:5).




وحينما يقول
النبي عن الخليقة " الذي بسط السماء وحده " (أيوب8:9) وأيضًا حينما يقول
الله " أنا وحدي باسط السماء " (إش24:44) يصير واضحًا للجميع أن لفظة (وحده)
تشير أيضًا إلى الكلمة الخاص بالوحيد، الذي به خُلقت كل الأشياء وبغيره لم يُخلق شئ.
لذلك إن كانت كل الأشياء قد خُلقت بالكلمة، ومع ذلك يقول " أنا وحدي " فإنه يعني أن الابن الذي
به خُلقت السموات، هو مع ذلك الوحيد.




هكذا إن قيل
"إله واحد"، " أنا وحدي"، "أنا الأول" فهذا يعني أن
الكلمة كائن في نفس الوقت في ذلك الواحد والوحيد والأول مثل وجود الشعاع في النور.
وهذا لا يمكن أن يُفهم عن أى كائن آخر سوى الكلمة وحده. لأن كل الأشياء الأخرى خُلِقت
من العدم بواسطة الابن، وهى تختلف اختلافًا كبيرًا جدًا فيما بينها من جهة الطبيعة،
أما الابن نفسه فهو مولود حقيقي وطبيعي من الآب.




ولهذا فهذه
العبارة: "
أنا الأول"
التي اقتبسها هؤلاء الأغبياء لكي يدعموا بها هرطقتهم، هى بالحري تفضح نيتهم الشريرة
لأن الله يقول "
أنا الأول وأنا الآخر" (إش6:44) إذًا فإن قلتم إنه الأول بالنسبة
للأشياء التي أتت بعده كما لو كان محصى معها، لكي تأتي تلك الأشياء تالية له إذًا فأنتم
تظهرون أنه هو نفسه يسبق الأعمال المخلوقة زمنيًا فقط، وهذا يفوق كل كفر. ولكنه لكي
يبرهن أنه لم يأخذ بدايته من أى شئ، ولا يوجد شئ قبله ولكي يدحض الأساطير الوثنية،
ولكي يبيّن أنه هو البداية والعلّة لكل الأشياء، قال "
أنا الأول". أنه واضح أيضًا أن تسمية الابن "بالبكر" هذه لم تُعط فقط له لأجل إحصائه مع المخلوقات،
بل لكي تبرهن أن خلق كل الأشياء وتبنيها إنما تم بواسطة الابن. لأنه كما أن الآب هو
الأول، هكذا أيضًا "الابن أيضًا هو الأول كصورة الأول تمامًا، وبسبب أن الأول
كائن فيه، وهو أيضًا وليد الآب، الذي به تمّ خلق كل الخليقة وتبنّيها.
 
قديم 27 - 08 - 2014, 01:52 PM   رقم المشاركة : ( 5494 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

?أُسلِم من أجل خطايانا و أٌقيم لأجل تبريرنا?(روما 25:4).

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن الرب الذي أتى إلى العالم وتأنّس قدّم للبشر الصلاحين العظيمين التاليين: لقد وحّد الطبيعة الإلهية مع البشرية حتى يُتاح للإنسان أن يصير إلهاً، وفي هذا الإنسان الذي صار إلهاً بالنعمة، سكن الثالوث الفائق القداسة سرياً. فكيف يستطيع مَن مُنِح هذه العطايا العظيمة أن يخطأ بعد هذا. كما يقول الإنجيلي يوحنا:


?كلّ مّن هو مولود من الله لا يفعل خطيئة لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنّه مولود من الله? (1يوحنا 9:3).

 
قديم 27 - 08 - 2014, 01:54 PM   رقم المشاركة : ( 5495 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي الخطيئة؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الأفكار والكلمات والأعمال الشريرة. فإن الذي مُنِح فعلاً أمور الله الصالحة في تأنّس الإله لا يستطيع أن يأذن لهذه الأشياء بأن تحدث له. لا يمكن له بأن يسمح بها، وإذا سمح بها ولو قليلاً، فهو يكف عن كونه ما هو عليه.


إن مَن يفتكر أحياناً بأمور حسنة وأحياناً بأمور سيئة، مَن كلامه أحياناً حسن وأحياناً سيء، مَن أعماله أحياناً صالحة وأحياناً شريرة، هو مثل إنسان يذهب أحياناً إلى هيكل الله وأحياناً إلى هيكل الأصنام، أحياناً يعبد الله وأحياناً الشياطين. أيمكن لإنسان يقيم الله فيه أن يكون على هذا المنوال؟
إذاً، على المسيحي دائماً أن يفكّر ويتكلّم ويعمل فقط ما هو صالح، إذ بحسب قول السيد
 
قديم 27 - 08 - 2014, 01:55 PM   رقم المشاركة : ( 5496 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

?لا يقوم بيت مقسوم على ذاته? (متى 25:15).
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لكن على المرء أن يحفظ دائماً في فكره أنه من المستحيل على الأفكار أن تكون دائماً حسنة، ومن هذه الأفكار تنشأ عادةً الكلمات والأعمال المشابهة لها


إلاّ إذا أتى المسيح السيد وسكن أولاً في الفكر، وهذا ما ينبغي بنا أن نبذل من أجله ما في استطاعتنا، أي أن يأتي المسيح السيد ويسكن في فكرنا.


يقول يوحنا الإنجيلي


?لأجل هذا أُظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس? (1يوحنا 8:3).
 
قديم 27 - 08 - 2014, 01:56 PM   رقم المشاركة : ( 5497 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أعمال الشرير هي كل أنواع الخطايا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حسد، كذب، مكر، كراهية، خصومة، حقد، افتراء، غضب، غيظ، غرور، زهو، فقدان للرحمة، اشتهاء ما للغير، اغتصاب، إثم، شهوة رديئة، مخاصمة، استياء، اهتياج، سخرية، تجديف، نسيان لله، وكل ما عداها من الشرور. وهكذا، ماذا يجني المسيحيون الذين يقومون بهذه الأعمال من تسميتهم مسيحيين، ما لم يقضِ تجلِّ ابن الله فيهم على أعمال الشرير هذه؟
إذا قال أحد ما أن الذين على هذه الحال يشرحون الكتاب المقدس ويتفوّهون باللاهوت ويعلّمون العقائد الأرثوذكسية، فليعلم أن عمل المسيح ليس في هذا. لا يقول يوحنا الإنجيلي أن ابن الله ظهر لهذا الهدف، أي لكي يتفوّه البعض باللاهوت ويفاخروا بأرثوذكسيتهم، بل لكي يبيد أعمال الشرير. في ما يختص بهؤلاء، أقول أن على الإنسان أن يطهّر الإناء أولاً ومن ثم يضع فيه الطيب حتى لا يتدنّس الطيب نفسه وبدل العبير يخرِج رائحة رديئة. إن ابن الله، الكلمة، لم يتأنّس فقط لكي يؤمن الناس بالثالوث الأقدس ويمجدوه ويتكلّموا لاهوتياً عنه، بل لكي يهدم أعمال الشرير.


من بين كل الذين تسلّموا إيمان المسيح، يُعهَد بأسرار اللاهوت والعقائد الأرثوذكسية إلى الذي أبيدَت فيه أعمال الشرير. أمّا الذين لم تزل فيهم هذه الأعمال وما زالوا مرتبكين بها بما فيه الإهانة لله والتجديف عليه، فهم بالجوهر في نفس درجة الوثنيين الممنوعين المحظورين، ليس فقط من قراءة الكتاب المقدس وشرحه، بل حتى من دخول هيكل السيد للصلاة هناك


كما هو مكتوب:


?وللشرير قال الله ما لك تحدّث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك. وأنتَ أبغضتَ التأديب وألقيت كلامي خلفك? (مزمور 16:49-17).


إن الذي لا يحمل في قلبه ناموس الله يكره التأديب والإصلاح اللذين توحي بهما كلمات السيد ويسدّ إذنيه حتى لا يسمع كلمة الله التي تعلن عن الدينونة الآتية وعقاب الخطأة، أو نار جهنم التي لا تُطفأ والعذابات الأخرى في الجحيم، والحكم الأبدي الذي لا ينجو منه أي إنسان متى خضع له.


إن الذي لا يكافح بكل قوته لأن يضع دائماً أمام عينيه وصايا الله ويحفظها، بل بالمقابل يزدري بها ويفضّل عكسها عليها ويتصرّف على هذا الأساس، يطرح كلمات الرب وراءه.
سوف أفسّر بهذا المثل. عندما يسمع أحدهم وصايا الرب ?توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات? (متى 17:4)، وأيضاً ?؟؟؟ لتدخلوا في الباب الضيق? (لوقا 24:13)، فلا يتوق إلى التوبة وإلى إلزام نفسه بالعبور بالباب الضيق، بل يقضي أيام حياته في طيش عظيم مضيفاً إلى خطاياه السابقة في كل ساعة خطايا جديدة، مقدماً الراحة لجسده على حساب ما هو ضروري لا بل وما هو لائق، ما يقدم إشارة إلى الطريق الواسع العريض الذي يؤدي إلى الضياع، وليس إلى الطريق الضيق المحزِن الذي يقود إلى الحياة الأبدية، أليس جلياً أن هذا الإنسان يطرح وراءه كلمات الله أي أنه يزدري بها ويفعل إرادته، أو بتعبير أفضل، إرادة الشيطان؟ بالواقع، يصف داود النبي مَن يلقي وراءه كلمات الله: ?أطلقتَ فمَك بالشرّ ولسانك يخترع غشاً.


تجلس تتكلّم على أخيك. لابن أمّك تصنع معثرة. هذه صنعتَ وسكتُّ.


ظننتَ أني مثلك. أوبخك وأصف خطاياك أمام عينيك. افهموا أيها الناسون الله لئلاّ أفترسكم ولا منقذ.


ذابح الحمد يمجدني والمقوّم طريقه أريه خلاص الله? (مزمور 19:49-23).
ألا ترون أن هذا الإنسان قد نسي الله وهو يستحق عقاباً أعظم من الكافر الذي لم يعرف الله أبداً؟ إذ، كونه عرف الله، كما يقول الرسول، هو لا يمجده بل يسيء إليه في عَمْلِه أعمال الشرير. وهكذا فهو عدو الله، حتى ولو بدا وكأنه الأكثر جدارة بالثقة بين معلمي العقائد الإلهية واللاهوت الأرثوذكسي. ومن المستحيل أن يقدر هكذا إنسان على إعلان العقائد الإلهية والتفوّه باللاهوت بأمانة، إذ كيف للفكر المعتّم بضمير مدنس أن يفكر على نحو صحيح وبطهارة؟


وحده الذي تحرر من أعمال الشرير وهو ثابت في احتواء الله في فكره يستطيع أن يعلن أسرار الله بأمانة كونه لم يعد مربوطاً بأعمال الشيطان. فلينجّنا جميعنا سيدنا يسوع المسيح من هذه الأعمال حتى ندخل ملكوته، له المجد إلى الأبد. آمين.
 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 5498 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو التقليد ؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هناك حقيقة راسخة في الإيمان المسيحيّ هي أنّ الإيمان يعتمد على مصدرين: الكتاب المقدّس وتقليد الكنيسة. من هذا التعريف نلاحظ أنّ التقليد ليس فقط مجموعة من العادات والحركات والممارسات الّتي يقوم بها الإنسان تعبيراً عن انتمائه إلى جماعةٍ معيّنة، بل أعمق من هذا بكثير. التقليد والكتاب المقدّس موضوعان على مستوى واحد. فكما لا يمكننا تغيير نصوص الكتاب المقدّس، لا يمكننا تغيير التقليد. ومع ذلك، ليس التقليد، كما الكتاب المقدّس، أمراً جامداً. إنّه حيويّة وحياة. ومَن يقول حياة، يقول نموّ وتغيير. فكيف يكون ذلك؟

التقليد يشبه الكنيسة. له بعدان: إلهي وإنساني. إنّه على صورة المسيح في هذا الأمر، والمسيح منبعه وأساسه وعماده. فالتقليد إذاً أبديّ سرمديّ في هيئته الإلهيّة، ثابت لا يتغيّر ولا يمسّه الزمن بفساد لأنّه جزء من الوحي الإلهي بالمسيح، وهو استمراريّته الحيّة عبر الزمان والمكان. لكنّه في بعده البشريّ، أيّ البعد الّذي يمكّننا من استيعابه، مدعوّ إلى أن يتطوّر ويتحوّل ويتأقلم مع الظروف الجديدة الّتي يواجهها.

هناك إذاً بعدان للتقليد، أو مستويان، ومن الضروري التمييز بينهما. الواحد منهما ثابت والآخر متحوِّل. الواحد إلهيّ والآخر بشريّ. فالعقائد الكنسيّة كعقيدة الثالوث أو التجسّد أو الفداء والأسرار الكنسيّة هي تقليد ملهم من الروح القدس لا يمكننا المساومة فيه بأيّ شكلٍ من الأشكال، كأن نقول إنّ يسوع بشرٌ مثلنا لا أكثر، حتّى وإن كان في هذا القول حلّ ظاهريّ لمشكلةٍ قائمة بيننا وبين الديانات الأخرى. أمّا أسلوب الصيام وأوقاته كما أساليب الاحتفال بالرتب الليترجيّة، فهي من التقاليد البشريّة الّتي يمكننا تطويرها.

فكما أنّ الكنيسة هي في العالم وخارج العالم، تاريخيّة وأبديّة، فإنّ التقليد يتطوّر ويتحوّل عبر التاريخ، ويظلّ هو هو في جوهره. فمن واجب الإنسا الّذي يعيش في الحاضر أن يأوّنه.

ما يكوّن الإنسان، سواء على المستوى البيولوجي أو الثقافي، قد فُرِضَ عليه فرضاً بسبب ظروف ولادته وبيئته وتربيته، وعليه أن يعرف هذا ويقبله كعطيّة من الله. لكنّ هذه الخصوصيّة تختلف من جيلٍ إلى جيل، وعلى التقليد أن يتأقلم معها. فالروح القدس لا يتحدّد بأيّ شيءٍ بشريّ.

إنّ التقليد هو مثل الحياة الروحيّة، يخصّ الإنسان الحر القادر على التمييز. فإذا انحصر الأمر في نسخ الاستعمالات السابقة والعادات القديمة، يكون التقليد ميّتاً وموجّهاً إلى أموات. ولأنّ شريعة الروح شريعة حرّيّة، يعرض التقليد على الإنسان أمثلة الأجداد. وعلى هذا الإنسان أن يستقبل هذه الأمثلة، وأن يظلّ كما هو. بهذه الطريقة، يدخل التقليد في حوار عبر الزمن. حوار قوامه الوفاء والاستقلاليّة، وبنيته الشراكة والاختلاف، حيث يميّز الإنسان في الروح القدس ما ينبغي الحفاظ عليه وقبوله، وما يمكنه أن يتطوّر حين تتغيّر ظروف الحياة التاريخيّة. ووظيفة الكنيسة، المؤتمنة على التقليد، ليست أن تفرض وجهات نظرها على التاريخ، بل أن تعلن ملكوت الله لعالمٍ ساقط كي ينال البشرى ويقبلها بحرّيّة. فالأمر الوحيد الهامّ في الكنيسة هو ملء الحياة في الروح القدس. لقد وضع آباؤنا أسس التقليد. ويتوجّب علينا أن نستقبل تعاليمهم بروح تواضع وطاعة للكنيسة، وبالإيمان والانفتاح.

التقليد هو أيضاً حقيقة مكتسبة يجب قبولها كما هي. فعقائد الإيمان الّتي حدّدها الآباء بإلهامٍ من الروح القدس في أثناء المجامع المسكونيّة تؤلّف الأسس الراسخة للتقليد. فيجب إذاً استقبالها بحرّيّة لكي نعيش منها في نفس إلهام الروح القدس، ولا يمكننا تعديلها عشوائيّاً. قد يمكننا إعادة صياغتها أو تعميق مفاهيمها. لكنّ الحقيقة الّتي تحتويها لا تُمَس. هذا ما يهب التقليد قوامه وبنيته الصلبة، ويحميه من الانحلال أو الضمور عبر الزمن.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:03 PM   رقم المشاركة : ( 5499 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نحن والتقليد
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعرّف الأب جوزيف موان التقليد ويقول: "التقليد الأساسي هو نقل الإيمان نحو الأمام لا نحو الوراء." من هذا التعريف نستنتج أمرين:

1- إنّ كلمة تقليد لا تعني التكرار، بل النقل. المربّي ينقل التقليد إلى المتربّي. إنّه ينقل التقليد الّذي ورثه، تماماً كما فعل القدّيس بولس: "سلّمتكم ما تسلّمته" (1كو 11/22). ولا يمكن للمادّة المنقولة أن تصل إلى مآلها من دون تغيير أو تعديل إلاّ إذا كان الناقل ميتاً. جسم لا طاقة فيه ولا حيويّة ولا حياة. حين ننقل خمراً في زقٍّ فخّاريّ، تهب الخمر الفخّار شيئاً من خواصّها وتنال منه شيئاً من خواصّه. هكذا يكون حال المربّي، وكلّ إنسان، حين ينقل التقليد إلى غيره. إنّه لا يستطيع أن ينقله كما هو إلاّ إذا كان ميتاً، عديم الروح. ينقله كآلة تسجيل. جلّ ما يمكنه أن يضيفه هو بعض التشويش.

إذاً، وخلافاً لما يعتقده بعض الناس، لا يمكن نقل التقليد من دون تغيير. من دون إضافاتٍ أو حذف، من دون إبرازٍ لناحية وإخفاءٍ لأخرى. ولحياة الناقل الروحيّة دورٌ كبير في أن يكون النقل تشويشاً أو تحسيناً. الخمر المعتّقة في زقٍّ من خشب السنديان أجود بكثير من المحفوظة في زجاج.

2- على النقل أن يتمّ نحو الأمام. عليه أن يساعد الإنسان على العيش هنا والآن بحسب إرادة الله. وليس هذا فقط، بل عليه أن يعدّه لمواجهة صعاب الدنيا الّتي ستعترضه مستقبلاً. فصغير اليوم هو شابّ المستقبل. والتقليد الّذي أنقله إليه هو وسيلة خلاص لحياته لا لحياة مَن سبقوه. لذلك على التقليد المنقول أن يقرأ علامات الأزمنة، وأن يمارس الناقل دوراً نبويّاً، فيعلن مشيئة الله هنا والآن انطلاقاً من الأزمنة المعاصرة، لا بعيداً عنها، أو انطلاقاً من الأزمنة الغابرة.

يقول البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته "الإيمان والعقل" إنّ ما ينقص التقليد هو قليل من اللحم. ينقصه فكر العالم. على الإيمان أن يتخلّى عن مركزيّته وألاّ يكتفي بأن يفكّر انطلاقاً من نفسه، بل أن يتعلّم كيف ينظر إلى الخارج، ويفكّر في العالم والتاريخ، ويحكم فيما يحدث للناس أو يهدّدهم، ويفكّر في أمور الحياة.

 
قديم 27 - 08 - 2014, 02:03 PM   رقم المشاركة : ( 5500 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التقليد وخبرة الإيمان
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لم يوضع التقليد بطريقةٍ عشوائيّة، ولا بدافع نزوةٍ استولت على بعض آباء الكنيسة. بل هو ثمرة نضجٍ وحياةٍ روحيّة، وتأمّلٍ عميق بكلام الكتاب المقدّس وتعاليم السيّد المسيح. فنقل التقليد، مع التعديلات الّتي تطرأ عليه من جرّاء هذا النقل، والّتي رأينا أنّه لا بدّ منها إذا كان الناقل حيّاً روحانيّاً، يتطلّب خبرةً إيمانيّة. والتعديل فيه يتطلّب هذه الخبرة بإلحاحٍ أشد، بحيث يجعلنا التعديل أقرب إلى الحقيقة الملهمة، ويساعدنا على استيعابها بوجهٍ أفضل. وعلى هذا أضرب مثَلَين من التاريخ:

لوثر، الّذي أطلق شرارة الإصلاح البروتستانتي، كان راهباً صالحاً. لكنّ سؤالاً هامّاً كان يعتريه: ما الّذي يبرهن لي أنّني سأخلص؟ وظلّ يبحث في هذا السؤال حتّى وجد الجواب في الرسالة إلى أهل رومة: الإيمان هو الّذي يخلّص لا الأعمال. لقد وجد قناعته بعيداً عن التقليد، لكنّ اختباره يعتمد على الكتاب المقدّس. فاكتشف جانباً من الحقيقة، كان غامضاً عن عيون التقليديّين المقلّدين. لكنّه ارتكب خطأً فادحاً في طرح التقليد جانباً، ومناداته بالكتاب المقدّس وحده.
وفي العصر نفسه، وجد إغناطيوس دي لويولا جواباً آخر. ففي خبرته الروحيّة، اكتشف أنّ مفتاح الحياة المسيحيّة الحقيقيّة يكمن في اختبار العلاقة مع الله اختباراً شخصيّاً. فسعى إلى مساعدة النفوس بجعلها تختبر الله بوساطة الرياضات الروحيّة الّتي اقترحها. ومن خلال هذه الرياضات، إكتشف غنى التقليد وجوهره، فمدح فيه وقال إنّ الجماعة لا تستطيع أن تعيش من دون الاستناد إلى تاريخ. لكنّه مثل لوثر، آمن أنّ الإيمان يتكوّن وينمو انطلاقاً من الخبرة لا النقل. لذلك دعا إلى الاختيار في ممارسة الأصوام والعبادات التقويّة، والتحفّظ في البتّ بأمور الإيمان ما لم يكن المرء متواضعاً وملمّاً بالمسألة وتاريخها وتطوّرها.


إنّ التقليد لا ينفي العقل بل يتطلّبه. وناقل التقليد الّذي لا يستعمل عقله في عمليّة النقل يشوّه ما ينقله ويحرّفه. فآباء الكنيسة، الّذين وضعوا لنا هذا التقليد، اعتمدوا في بحثهم وجدالاتهم على ثلاثة أسس: الكتاب المقدّس، العقل والحياة الروحيّة الّتي كانوا يعيشونها. إلاّ أنّ الكنيسة، ويا للأسف، مرّت بفترات انحطاطٍ فكري، فكانت غالبيّة المؤلّفات تكراراً لما قيل من قبل، ومن هؤلاء ورثنا الخوف من تشغيل العقل، والحرص على عدم المساس بأبعاد التقليد البشريّة، معتبرين إيّاها إلهيّة. فتجمّدت الحياة الروحيّة، وابتعدت عن الإنسان، ودعته في بعض الأحيان إلى أن يتنكّر لإنسانيّته كي يتبعها. وقُدِّمَ التقليد للناس بصورةٍ مخالفة تماماً لصورة تجسّد الابن الّذي كان على التقليد أن يعكسها.
بالعقل نستطيع أن نعيد صياغة لغة إيماننا من دون أن نمسّ بالجوهر. بالعقل نستطيع أن نجعل البشارة الجديدة تُظهِر البشارة القديمة بأحلى تعابيرها.


والعقل لا يعني عدم قبول أيّ شيء ما لم يُستوعَب، ولا يعني نفي الإيمان، بل يعني السعي الحثيث والدؤوب لتفحّص الكتب والنهل منها وإغناء تراث الكنيسة وتقليدها.

لقد عنونّا حديثنا بـ "إيمان الكنيسة بين التقليد والتحديث". وبين التقليد والتحديث يكمن الإيمان الّذي يتجلّى في الحياة الروحيّة الملتزمة، والعقل المنار بوحي الروح القدس، والتواضع في خدمة الكلمة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025