منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18 - 06 - 2012, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 541 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

المسيح: مَنْ هو؟

وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟ (مت16: 15)

لقد تساءل الرب عن رأي الناس فيه قائلاً « مَنْ يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟ » (مت16: 13)، لكنه لم يكن مشغولأً بما يقوله الكهنة ولا رؤساء الكهنة عنه إذ كان يعرف أنهم يظنون أنه يتصرف تحت سلطان الشيطان.

وحين كان في الجليل كان يسأل أيضاً عما تقول عنه الأمة، وهناك تبعته جموع كثيرة فتساءل أيضاً عما تقول عنه تلك الجموع التي تبعته وآمنت به إذ رأت الآيات.

ومن الإجابة نفهم أنهم انقسموا من جهته « قوم يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء » (ع14). وهذه الأفكار لم تكن أفكاراً رديئة. فالرب يسوع أعلن بنفسه أنه ليس من بين المولودين من النساء مَنْ هو أعظم من يوحنا المعمدان، وكان اليهود يعتبرون إرميا أعظم الأنبياء وأيضاً إيليا الذي كان بحق نبياً عظيماً. لكن بهذه الأفكار برهنوا على أنهم لم يعرفوا الرب يسوع ولم يقبلوه كمن هو بالحقيقة ابن الله وملك اسرائيل. واليوم أيضاً هناك مئات الآلاف من البشر الذين يعرفون الرب يسوع كالمعلم العظيم أو الرجل الصالح الذي لم يستطع أحد أن يعيش حياة صالحة مثله. لكن ما هذا إلا إظهار حقيقي لعدم إيمانهم به، ونرى نتيجة ذلك مُعلنة في يوحنا2: 24،25 « لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ... لأنه علم ما كان في الإنسان ». فكل مَنْ له هذه الأفكار عن الرب يسوع ولا يقبله حقاً كالمسيح ابن الله سوف يهلك هلاكاً أبدياً.

وهكذا نرى بوضوح أنه حتى الذين تبعوه لم يقبلوه كما هو في حقيقة شخصه كملك اسرائيل. كما هو مذكور في مزمور2 أن ملك اسرائيل هو ابن الله. فسأل الرب تلاميذه « وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟ » فماذا سمع منهم؟ لقد أجابه سمعان بطرس قائلاً « انت هو المسيح ابن الله الحي ».

ويا لها من إجابة رائعة « أنت هو المسيح ». فهذا يعني قبل كل شيء أنه « ملك اسرائيل ». فكلمة « مسيح » في اليونانية هى كلمة « مسيا » في العبرية وكلتاهما تعني « الشخص الممسوح » وهذا اعتراف بأنه الملك الذي أعطاه الله لإسرائيل.

لكن شهادة بطرس ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فلم يَقُل أنت ابن الله المولود على الأرض، بل « أنت هو المسيح ابن الله الحي ». لقد قال بطرس إن الرب يسوع هو ابن ذاك الذي هو الحياة في ذاتها بل ومصدر كل حياة.

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 04:54 PM   رقم المشاركة : ( 542 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

المطيع الأعظم

« مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به » (عب8:5)
لقد عصى آدم المسكين حتى الموت، بالمباينة على خط مستقيم مع نقيضه الأعظم الإنسان الثاني، آدم الأخير، الذي أطاع حتى الموت. ومع ذلك فالابن في كيانه الأزلي، وفى مقامه الذاتي السرمدي، وفى جلاله الشخصي الملازم له، وهو أقنوم إلهي، وبصفته هذه لم يكن له شأن بالطاعة. ولهذا السبب عينه قيل عنه في عبرانيين 8:5أنه تعلم الطاعة مما تألم به. أعنى أنه له المجد لم يكن يعرف الطاعة حتى جاء وصار إنساناً. كان يعرف جيداً معنى الطاعة وكيف تكون في حالة الآخرين، في حالة كل مخلوق، أما هو فلم يكن مخلوقاً بل الخالق. غير أنه إذ صار إنساناً ارتضى بكل إخلاص وولاء أن يقوم بواجبات الإنسان. ومن أول واجبات الإنسان الطاعة لله.

وتبارك اسم سيدنا، فقد أظهر طاعة لا مثيل لها ومجَّد أباه في كل فكر من أفكار قلبه وفى كل كلمة من كلمات فمه وفى كل خطوة من خطوات طريقه. وقد أخضع يوحنا المعمدان لطلبته بقوله المأثور « يليق بنا أن نكمل كل بر ». وواجه الشيطان بشيء واحد هو الطاعة. وهذا في الواقع هو الفارق العظيم بين الرب يسوع كإنسان وبين كل إنسان آخر. فما من إنسان أطاع على طول الخط نظيره. والطاعة هي مميز أسمى بكثير من عمل المعجزات. ففي مقدور أي إنسان أن يعمل معجزات إذا أعطاه الله القوة. ومن هنا نرى المكانة الخطيرة التي تحتلها الطاعة من الأول إلى الآخر. فمنذ فجر التاريخ نرى الإنسان الأول يتنكب طريقها، وإذا بالخراب الشامل يحل بالعالم على الأثر. وعندما جاء الإنسان الثاني، الرب يسوع الذي هو من السماء، كان هو الإنسان المطيع الكامل الذي جاء للإنسان ليس بالبركة المجانية الكاملة فقط، بل وأيضاً بالكفارة والسلام بدم صليبه إذ هو يمحو خطايا الخطاة محواً تاماً متى آمنوا. وقد نزل الروح القدس من السماء كالشاهد لشخصه العزيز ولعمله المبارك للفداء الأبدي ومصالحة الخليقة في مجيئه الثاني. ومن هنا كانت الطاعة شوق النفس وتصميمها وسرورها بمجرد أن تعرف الرب يسوع وتعترف به.


يا عجباً من فضلِ مَنْ
قـام بمجــد الآب بعــد اتضـــاع طائعـــاً
للموت والعذابْ


  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 04:55 PM   رقم المشاركة : ( 543 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

المعلَّق ملعون من الله

وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فقُتِل وعلقته على خشبة فلا تبت جثته على الخشبة ... لأن المعلَّق ملعون من الله (تث21: 22،23)

يُرينا الروح القدس في هذه الآيات نبوة عن الطريقة التي كان سيموت بها المخلص حاملاً لعنة خلائقه، فلقد عُلِّق بين الأرض والسماء كأنه لا يستحق أيّاً منهما! وقد علَّم الناموس أن تعليق المجرمين المذنبين على خشبة، كان علامة على كونهم تحت لعنة الله. وفي كل مرة عُلِّق مُذنب على خشبة العار، كان هذا يُعَد، بحسب كلمات الناموس، مكروهاً من الله القدير، وتعلَّم الشعب أن الله ينظر إلى الأرض بغضب وامتعاض شديدين طالما ظل جسد المذنب معلَّقاً بغير أن يواري من أمام عينيه. ولكن الأمر في حقيقته كان يتضمن معنى رمزياً يشير بالنبوة إلى شخص سيُعلَّق على خشبة، وعليه سينسكب الغضب الإلهي ضد الخطية، وسيتعامل الله معه في تلك اللحظات الرهيبة كأنه الخطية مجسَمة (2كو5: 21)، وكل ما تستحقه الخطية من عقاب وسحق ودينونة سيقع عليه، ولكن في آلامه الكفارية هذه ستوضع نهاية اللعنة والدينونة على عالم فاجر أثيم.

إن لعنة الناموس هي الموت، الذي هو أجرة كسر الوصية، ولكن « المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا » (غل3: 13) وهكذا يُرينا الرسول بولس كيف أن هؤلاء الذين كانوا تحت اللعنة لكسرهم الناموس قد افتُدوا وتحرروا منه، ولكن لم يتم هذا بواسطة حفظ المسيح للناموس من أجلنا، بل بصيرورته « لعنة لأجلنا ». فالصليب بكل عاره وخزيه كان هو الحكم الصادر عليه، ذاك الذي في حياته أظهر طاعة كاملة فاستحق كمال البركة.

ويا لها من إشارة مُلذة وقيّمة لأنها تُرينا نعمة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي صار لعنة لأجلنا « لتصير بركة إبراهيم للأمم في المسيح يسوع لننال بالإيمان موعد الروح » (غل3: 14).

لقد وعد الله أن يبارك إبراهيم، وأن يبارك به كل العالم. وبركة إبراهيم الحقيقية هي الخلاص بالنعمة بواسطة الإيمان. وفي البداية كان يجب دفع أجرة الموت المقررة عند الله، لذلك صار المسيح لعنة لكي يمتد خلاص الله بالنعمة إلى اليهود والأمم على السواء، وهكذا في المسيح (نسل إبراهيم) تتبارك جميع شعوب الأرض (غل3: 16).



  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 04:56 PM   رقم المشاركة : ( 544 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

المنظر العجيب

« وكل الجموع ... لما أبصروا ما كان رجعوا وهم يقرعون صدورهم » (لو48:23)
يا له من مشهد عجيب! هذا الذي رآه الجموع في ذلك اليوم الرهيب. ابن الله القدوس الأمين البريء، بأيدي أثمة فجار يؤخذ إلى الصليب وهناك يقاسى كل أنواع التعذيب والسخرية والآلام الـمُبرحة. فرأسه الكريم مكلل بإكليل الشوك! ويداه ورجلاه الطاهرة قد ثُقبت بالمسامير.

وتغيب الشمس في رابعة النهار، وتغطى الظلمة وجه كل الأرض لمدة ثلاث ساعات. والجمع الواقف ينظر باندهاش قائلاً « لِمَ كان ذاك؟! » لماذا هذه الظلمة الدامسة؟

ورؤساء الأمة الأشرار أعزوا هذه الظلمة إلى غضب الله الشديد على المسيح وحسبوه « مُصاباً مضروباً من الله ومذلولا »
(إش4:53) . وخرجت من فمه الكريم تلك الصرخة المدوية « إلهي إلهي لماذا تركتني؟ » ولكن كيف يُنسى من الله هذا القدوس؟! وكيف يكون هذا؟ فهذا الشخص الكريم لم يُعانِ آلاماً مُبرحة من البشر فقط، بل عانى وتألم الآلام الكفارية من يد عدل الله بسبب خطايانا!! وواجه الله في يوم حمو غضبه، فأرسل الله ناراً فسرت في كل عظامه (مراثى13:1) . ونحن الآن نفهم ونقدّر هذه الآلام على قدر طاقتنا المحدودة، ولكن الجمع الواقف حينذاك لم يكن ليفهم هذا الأمر الرهيب، ورجع الجميع وهم يقرعون صدورهم مدركين أن الذي مات على الصليب، لم يكن مستحقاً كل هذه الآلام.

ولنا أن نتخيل مشاعر وأحاسيس أولئك النسوة اللائى تبعنه من الجليل، وهن واقفات من بعيد ينظرن رب المجد متألماً مصلوباً على الصليب


وإذ نـــــراك فديــــــة
يا ربنا الفادي الحبيــب أُوثقـــت كالذبيحـــة
حتى إلى عود الصليب لتُضرب عــن ذنبنــا
وتحمـل الحكــم الرهيـب نهتف مـن أعماقنــا
أحببتنــــا حتــى الـــــدم مجداً لك مجـداً لـك
بالقلـــب نشـــدو والفـــم يا حَمَــــل اللـــه لــك
نشـــدو بأسمــى نغمـــــة

  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 545 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

المنظر العظيم

اخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة (خر3: 5)

الصليب حَدَث فريد، تخطَّى العقل وتجاوز الفكر؛ أمامه خشعت الإنسانية وتملكها العَجَب.

خضع له الزمان وإليه انصاع التاريخ، فقفز الزمان صعوداً، ووثب التاريخ قُدماً بديل انحدار الوراثية، وغدا مسارهما صحيحاً، بولادة الإنسان الجديد ذا الطبيعة الإلهية، هروباً من فساد الطبيعة، وابتعاداً عن عالم الشر.

الصليب - بشرياً - أفظع جريمة ارتُكبت ضد أقدس إنسان؛ بطلها، والمحرِّض، والمنفذ هو الإنسان والشيطان.

الصليب حادثة هزت الكون وما زالت، أثارت الأجيال وما برحت، جمعت الله والإنسان في أصعب مكان: الله يمتشق سيفه ويضرب، والإنسان يُجهِّز خشبة ويصلب، والمسيح، موضوع الضرب والصلب، يخترقه السيف وتمزقه المسامير؛ فيتفجر الخلاص من قلب المصلوب كاملاً، ويرضى الله، ويغتسل الإنسان ويتمتع.

الصليب يجسِّد حب الله، وينطق بمكنون قلبه، ويكشف فكره الأزلي؛ ويعلن هدف تجسد الرب يسوع المسيح، أن يكون ذبيحة فداء عن الإنسان. أسس الصليب علاقة جديدة بين الله والإنسان، لم تستند إلى مجهود الإنسان وأعماله وتقواه، إنما على مبدأ مجانية النعمة، الواهبة المتفاضلة، التي تطفئ غضب الله، وتستجيب لمطالب عدله، وتحوله ثوب بر يكتسيه الإنسان الذي فشل في كتابة حرف واحد في ملحمة خلاصه. لكن الرب حبَّر قصة الخلاص بتلك الساعات المريرة القاسية مصلوباً، متألماً ثم مائتاً، بحيث صرخ في نهاية الصليب « قد أُكمل ». فقد دفع المسيح كل شيء فنال الإنسان كل شيء.

في الصليب قُسم العالمين قسمين، وشُقَّت طريقان: سماوية مجيدة، وجهنمية هالكة.

ووجِدت جماعتان: واحدة آمنت فتمتعت بالخلاص، وأخرى رفضت فاستحقت الهلاك.

أيها القارئ العزيز:

هل فهمت معنى الصليب؟


  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 04:57 PM   رقم المشاركة : ( 546 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

النزول المزدوج

لكنه أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد، صائراً في شبه الناس، وإذ وُجد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب. (في2: 7،8)
.

هل ندرك إلى أي درجة اتضع حبيبنا؟! اسمعه في هذا المزمور يقول تلك الكلمات العجيبة « أما أنا فدودة لا إنسان ». إنها مسافة لا تُقاس، تلك المسافة التي بين قول الرب قديماً لموسى في خروج 3: 14 « أهية » وهي بعينها نفس العبارة التي قالها للذين أتوا ليقبضوا عليه في البستان « أنا هو« ، وقوله بعد ساعات معدودة في الجلجثة « أنا دودة »!

وليمكننا فهم تلك المسافة بصورة أفضل دعنا نقسمها إلى نزولين لا نزول واحد. وما أعظمهما من نزولين نزلهما المسيح من أجلي ومن أجلك!

النزول الأول من السماء إلى الأرض، من حضن الآب إلى مزود بيت لحم. وذاك الذي لا بداية أيام له ولا نهاية حياة، يقول عنه الملاك للرعاة « تجدون طفلا ». واللابس النور كثوب، يصفه الملاك للرعاة بهذا الوصف « مقمّطا » والذي يقول عنه سليمان إن السماء وسماء السماوات لا تسعه، يقول عنه الملاك « مضجعاً في مذود ».

تفكري يا نفسي في أعجوبة الأعاجيب هذه. إنه أمر فوق المدارك أن الله العظيم يُقال عنه تجدون طفلاً، واللابس النور يلبس أقمطة كأي طفل صغير، بل ويضجع في المذود، كما لم يحدث مع باقي الأطفال. والذي لا تسَعه السماء وسماء السماوات لم يولد في بيت ذهبي أو حتى ترابي، بل وُلد في مذود إذ لم يكن له موضع في المنزل!!.. فما أعظم هذا الاتضاع! لاق بالنبي أن يقول « من صدق خبرنا ولمن استُعلنت ذراع الرب » (إش53: 1).

لكن هذا كله كان فقط المرحلة الأولى في اتضاعه، وليس كل الاتضاع. حقاً لقد صار إنساناً، وهو يقول عن نفسه أكثر من مرة إنه إنسان « أنا إنسان كلمكم بالحق » (يو8: 40). الله العظيم رضي أن يقول عن نفسه إنه « إنسان ». لكن هناك مرحلة ثانية يعبر عنها هنا بالقول « أما أنا فدودة لا إنسان ». في خطوة الاتضاع الأولى، نزل من السماء إلى الأرض « وُضع قليلاً عن الملائكة » لكن الذي وُضع قليلاً عن الملائكة وُضع أيضاً قليلاً عن البشر . « أما أنا فدودة لا إنسان »، وذلك عندما مضى إلى الجلجثة، وعُلق فوق الصليب!

ما أعجب هذا النزول المزدوج والتواضع المثنى: فالمسيح لم يتجسد فقط بل إنه مات. ليس فقط ضمه مذود بل ضمه أيضاً قبر، ليس فقط لفوه بالأقمطة بل أيضاً لفوه بالأكفان. محيى الرميم الذي له وحده عدم الموت سيق للصلب واللحد!!




  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 547 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

النعمة

والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا... مملوءاً نعمة وحقا (يو1: 14)

إن « الكلمة » هو المعبِّر عن الله. والمسيح ـ تبارك اسمه ـ كالكلمة مملوء نعمة. إننا هنا لا نرى النعمة منسكبة على شفتيه (مز45) ولا خارجة من فمه (لو4) أو صادرة بأعماله المجيدة (لو13: 17)، ولكنه هو كمستودع وآنية النعمة كلها. ليس فقط كالينبوع بل كالمستودع كله.

وهنا نسأل ما هي النعمة؟ إنها ليست مجرد إحسان الله لمن لا يستحق الإحسان، وبدون عمل منه (هذا ينطبق عليها كوصف)، ولكن النعمة في طبيعتها هي نفسها محبة الله الظاهرة في مشهد الإنسان، عاملة فيه، ومنتصرة على الشر الكائن في داخله. ليس بمحاربة الشر وإدانته والقضاء عليه، بل بالارتفاع فوقه، والإحاطة به، والتعمّق فيما تحته. إنها غلبة الشر بالخير لا بالقضاء عليه (إن القضاء على الشر ينتهي منه، لكن الغلبة بالخير على الشر تبقيه مغلوباً، وهذا مجد أكثر).

إنها المحبة أي طبيعة الله .. المحبة التاعبة العاملة في مشهد الإنسان والخطية، المحبة المجاهدة والمنتصرة على الشر.

إن النعمة شيء يرتبط بعلاقة الله مع الإنسان، وليست كائنة بين الأقانيم. إنها ترتبط بحاجة الإنسان وتفترض وجود الشر ونتائجه (ليست هكذا المحبة إذ أنها كائنة بين الأقانيم قبل الشر). لأنه إن كان العالم لم يعرف الكلمة، وخاصته رفضته (الإنسان بدون النعمة)، فقد كان ضرورياً أن تأتي النعمة إلى المشهد، أي محبة الله متسامية ـ بما هي في ذاتها ـ فوق حالة الإنسان هذه، ومتخذة فرصة من حالة الإنسان لتعبِّر عن نفسها وبطريقة تسمو فوق الشر وتتعمق إلى ما تحته. هل عظُم شر الإنسان؟ النعمة أعلى منه. هل تعمَّق؟ إنها تصل إلى ما تحته، إنها أعمق منه.

كما نلاحظ أن النعمة تأتي بالارتباط مع الكلمة صائراً جسداً وليس قبل ذلك. إن فكر النعمة في الله كائن في الأزل (2تي1: 9). ولكن النعمة في حقيقتها كموجودة فعلاً، يرتبط بظهور الكلمة في الجسد. قد يكون الله قد تعامل قديماً مع البشر، وأظهر مَنْ هو، وذلك على مبدأ النعمة. ولكن ظهور النعمة في طبيعتها وحقيقتها لم تكن إلا بتجسد الكلمة « وإنما أُظهرت الآن بظهور مخلصنا » (2تي1: 9).



  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 04:59 PM   رقم المشاركة : ( 548 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

النقطة السامية

الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين (رو8: 32)

في جنوب فرنسا، في مقاطعة برفنس Provence ، توجد مضايق فردون Verdon وهى عبارة عن منفذ طبيعي رائع في الأرض طوله ثلاثون كيلو متراً وله صخور يزيد ارتفاعها على ثلاثمائة متر. وهناك في مكان معين يوجد ما يطلق عليه: النقطة السامية. وإذا انفصلنا عنها بضعة أمتار يميناً أو يساراً، يختفي عنا هذا المنظر الرائع.

إن النقطة السامية هى الصليب، والأصحاح الثامن من الرسالة إلى المؤمنين في رومية يقدمه لنا من زاويتين عظيمتين:

* أن الله أرسل ابنه (ع3)

* أن الله لم يشفق على ابنه (ع32)

وسواء في الإرسال أو في الترك، فقد قدّم الله أقصى ما يمكن، متخطياً بذلك كل ما هو طبيعي بين الناس « ... يشفق الإنسان على ابنه الذي يخدمه » (ملا3: 17).

« ابنه » بهذا يريد الروح القدس أن يقنعنا بعُظم محبة الله لنا بإظهار عُظم تضحيته وهى أن يعطي وأن يترك مَنْ هو موضوع محبته اللانهائية.

ومن جانب المسيح المحبة أيضاً لا نهاية لها « المسيح هو الذي مات ... مَنْ سيفصلنا عن محبة المسيح » (ع34: 35)؟

هذه المحبة الإلهية، وهذه الأعمال التي لا يمكن إنكارها والتي تبرهن عليها، توضع في مواجهة جميع الآلام التي اجتازها ويجتازها المؤمنون على الأرض « أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عُري أم خطر أم سيف » (ع35). عددها سبعة أي ملء الألم.

فأنت يا مَنْ تجتاز الحزن العميق مهما كانت صورته، وأنت يا مَنْ يهاجمك إبليس وبهذا الحزن عينه يحاول أن يحجب عنك محبة الله ومحبة المسيح، سوف تفهم في هذا محبة الله غير المتغيرة: محبة الآب الذي لم يشفق على ابنه، ومحبة المسيح الذي مات لأجلك. وحينئذ نستطيع أن نهتف مع الرسول بولس « ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا (أو نكون أعظم من منتصرين) بالذي أحبنا » (ع37).



  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 05:00 PM   رقم المشاركة : ( 549 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

إله واحد ... ووسيط واحد

لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع ... (1تي2: 5،6)

أمامنا حقين عظيمين وهما الأساس الذي به يتعامل الله مع الناس في نعمته. أولاً هناك إله واحد وثانياً هناك وسيط واحد.

فالإله الواحد - هذا الحق قد أُعلن إعلاناً كاملاً قبل مجيء المسيح، ووحدانية الله هى الحق العظيم الأساسي الذي نتعلمه من العهد القديم، وهى الشهادة العظيمة المُعطاة لإسرائيل، كما نقرأ « اسمع يا اسرائيل الرب إلهنا رب واحد » (تث6: 4).

وبينما حافظت المسيحية على هذا الحق العظيم حفظاً كاملاً - بأن هناك إلهاً واحداً - فإنها استحضرت أيضاً حقاً مساوياً إذ أعلنت أن هناك وسيطاً واحداً بين الله والناس. وهذا الحق الأخير تتميز به المسيحية.

وهناك ثلاث حقائق هامة أمامنا ترتبط بوصف الوسيط:

أولاً: فهو واحد. فإن كان الله واحدأً، فهناك أمر له أهمية مساوية لهذا الحق. لنتذكر وحدانية الوسيط، هناك وسيط واحد ولا غيره. وكل الأنظمة المسيحية المشوشة قد أنكرت هذا الحق العظيم وأنقصت من مجد الوسيط الواحد بوضع وسطاء كثيرين من الرجال والنساء.

ثانياً: والوسيط الواحد هو إنسان ليكون الله معروفاً للناس. فالإنسان لا يمكنه أن يرتفع إلى الله. ولكن الله في محبته يستطيع أن ينزل إلى الإنسان. ولقد نزل إلينا حتى لا يشعر أي واحد منا - مهما كان بؤسه وشقاؤه - بأن الله في صلاحه ليس قريباً منه. فقد نزل إليه، ومحبته تجد مجالها في شقائه وبؤسه. وليست هناك حاجة ما إلا وقد سددها بحضوره.

وثالثاً: إن هذا الوسيط بذل نفسه فدية لأجل الجميع. فإن كان الله مُعلناً كالله المخلص الذي يريد أن جميع الناس يخلصون (ع4) فإن قداسته يجب أن تتبرهن ومجده يبقى. وقد تم هذا بصورة كاملة بعمل المسيح الكفاري. إن عظمة الله وبره ومحبته وحقه وكل ما هو عليه قد تمجد بالعمل الذي أكمله المسيح. وكل ما عمله كنا نحتاج إليه، ودمه في متناول أرذل الخطاة كيفما كان. والإنجيل يقول للعالم « وكل من يُرِد فليأت ». ومن هذا الوجه نقول إن المسيح مات لأجل الجميع - بذل نفسه فدية لأجل الجميع .. إنها ذبيحة كافية للخطية - لكل من يأتي - فقد « ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد ».




  رد مع اقتباس
قديم 18 - 06 - 2012, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 550 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس مع التأملات

امتحان إبراهيم

بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرّب. قدم الذي قَبِل المواعيد وحيده (عب11: 17)

من رحمة الله أنه قال لإبراهيم « اذهب إلى أرض المُريا » (تك22: 2) حيث طلب منه تقديم إسحاق. ولماذا هذه الفرصة؟ وما الداعي لمسيرة الثلاثة أيام؟ حقاً إنها كانت رحمة عظيمة، لأن هذه الفرصة أعطت إبراهيم مجالاً فيه يفحص نفسه. وهذا ما يعمله الرب أحياناً مع المؤمن. فيُدخله في ظرف ضيق ويتأنى عليه. ومع أن الخلاص مرتب، والمنفذ موجود ولكنه يطيل آناته، ولو ثلاثة أيام، يكون المؤمن في هذه الفرصة فحص نفسه.

وذُكرت أيضاً الثلاثة أيام في حادثة يوسف. إذ في اليوم الثالث تذكَّروا ما عملوه مع أخيهم وقالوا بعضهم لبعض: « حقاً إننا مُذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع » (تك42: 21). فالحادثة نُسيت ولكنهم تذكروها تحت الضغط. فإن كان هؤلاء البُلداء تذكّروا ما عملوا، فكم بالحري إبراهيم، لا بد أنه تأكد في هذه الفرصة أن الله لم يطلب منه تقديم إسحاق، إلا لأنه رأى أن حالته تستدعي ذلك. وفي اليوم الثالث بعد أن نضجت أفكاره، رفع عينيه. وهنا نرى أن إبراهيم قد شفى قلبه، ومن ثم يتعين أنه وإن كان قد وصل إلى المكان الذي يذبح فيه إسحاق، ولكنه لن يرجع بدونه. ولذا قال للغلامين « اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما » (تك22: 5). فإن إيمانه كان بهذا المقدار قوياً حتى وثق بأنه وإن كان يذبح الولد، ولكن الله قادر على الإقامة من الأموات. فالعيشة في مخافة الرب توجد الثقة.

ثم سأل إسحاق عن الذبيحة « فقال إبراهيم الله يرى له الخروف للمُحرقة يا ابني » (تك22: 8). وإن كنا قد رأينا طاعة إبراهيم الكاملة، فلا يفوتنا أن نرى أيضاً طاعة إسحاق الكاملة. الذي مع أنه كان قادراً على أن يدافع عن نفسه، ولكنه سلّم ورضيَ أن يُربط وهو يرى بعينيه السكين التي بعد قليل سيُذبح بها. ولكننا لا نستغرب ذلك لأن الوحي قصد بهذه الحادثة أن تكون رمزاً لمَنْ هو أعظم من إسحاق، ربنا يسوع المسيح، الذي أمام الصليب قال للآب: « .. ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك » (لو22: 42). وقَبِلَ أن يُنفذ فيه حكم الموت تتميماً لمشيئة الآب، وحباً لنا نحن الخطاة.



  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف التاء ت
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الباء ب
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الحاء ح
اكبر مجموعة ايات من الكتاب المقدس تبدأ بحرف الألف أ
مجموعة ايات من الكتاب المقدس


الساعة الآن 03:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024