537 - كل ما حولنا يتقدم ، يتطور . الافكار والنظريات والفلسفات تتسابق . ويجد الانسان نفسه يلهث وراء المعرفة ، ويغرق وسط النظريات الجديدة . وما ان يصل الى رأي ٍ ومعلومة حتى يجد نفسه في اليوم التالي أمام رأي ٍ معارض ومعلومة ٍ مخالفة . ويتردى في الضباب ويتوه بين الطرق ويحتار بحثا ً عن الحق . عرّف احدهم الفلسفة قائلا ً انها كأعمى يبحث في غرفة مظلمة عن قطة سوداء لا اثر لها ولا امل في العثور عليها . الحق لا يكون في متناول اعمى في غرفة مظلمة ، لا بد من النور لنرى الحق ونعرف الطريق اليه . وكل المحاولات كسعي اعمى يبحث عن قطة ٍ سوداء في غرفة ٍ مظلمة . قال المسيح : " أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ." ( يوحنا 12 : 46 ) المسيح هو نور العالم ومن يتبعه يحيا في النور . وحين يحل المسيح في القلب تُفتح عيون العمي ، وأذان الصم تتفتح . ومفتوح العينين يرى الحق ، والمسيح النور هو الحق . والذي يسير في الظلام لا يعرف الى اين يذهب . والذي يمشي في النور يعرف الطريق ويسلك فيه . الله نور وليس فيه ظلمة البتة . وإن سلكنا في النور كما هو في النور ، فدم المسيح يطهرنا من كل خطية . والنور يسكن فينا ويشع منا ، فنرى الطريق ونرشد الناس للطريق . لو وجدت نفسك تائها ً في ضباب ٍ من الافكار والنظريات والفلسفات . وكلما ضاربت الضباب وصارعت الضياع تزداد ظلالا ً . ابحث عن النور واتبعه فسوف يقودك الى الطريق . لا تبحث عنه وسط الضباب ولا في مسالك العالم . الرب نور ٌ لك . المسيح فيك هو النور وهو الطريق ، وهو الحق وهو الحياة . افتح قلبك له ينبع في داخلك نور ، يضيء لك البصر والبصيرة ، فتعيش في النور دائما ً .